نحو السلام: ضرورة تجاوز دوامة العنف من أجل مستقبل مشترك

بن سالم الوكيلي

الحوار المتمدن-العدد: 8092 - 2024 / 9 / 6 - 08:02
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    

في خضم الأزمات والنزاعات التي تشهدها المنطقة، تبرز الحاجة إلى الإيمان بالسلام كخيار وحيد يضمن الأمل للأجيال القادمة. يأتي اغتيال اللواء زيف داوود من قبل حماس ليضاف إلى قائمة المآسي والتوترات التي تواجهها المنطقة، ويضعنا أمام سؤال ملح: كيف يمكننا أن نخرج من دوامة العنف والصراع ونبني جسور التفاهم والتعاون؟

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يكن يوماً مجرد صراع بين حكومات أو أفراد، بل هو صراع يعكس الألم والخوف والفقدان من كلا الجانبين. ومع تصاعد العمليات العسكرية والتهجمات، يصبح من الصعب أحياناً رؤية الصورة الأوسع التي تجمع بين الأمل والمستقبل المشترك.

إن الأخبار التي تصل من الجانبين في أوقات الأزمات تظل محملة بالكثير من المشاعر الجياشة، بما في ذلك التشفى والعداء. ومع ذلك، من الضروري أن ندرك أن مثل هذه المشاعر ليست الحل. بدلاً من التركيز على الأحقاد، يجب أن نسعى إلى بناء حوار يتجاوز الجراح ويقرب بين الشعوب.

العديد من الإسرائيليين والفلسطينيين يرفضون دوامة العنف ويرغبون في السلام. هؤلاء هم الذين يطمحون إلى مستقبل يسوده الأمل والعيش المشترك بكرامة واحترام. عندما نتحدث عن السلام، يجب أن نذكر أن السلام ليس مجرد غياب الحرب، بل هو عملية طويلة تتطلب التفاهم المتبادل، والاعتراف بحقوق الآخر، وبناء الثقة.

لقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن هناك أصواتاً في كلا الجانبين تدعو إلى السلام وتعمل على تعزيز التفاهم بين الشعوب. في كل أزمة، هناك فرص جديدة لإعادة النظر في المواقف والبحث عن حلول مبتكرة. إن دعم الجهود التي تبذلها المنظمات غير الحكومية والمبادرات المحلية التي تسعى إلى تعزيز الحوار وبناء جسور التعاون بين المجتمعات هو خطوة هامة نحو تحقيق السلام.

إن السلام ليس مجرد هدف بعيد المنال، بل هو عملية مستمرة تتطلب من الجميع الالتزام بترسيخ مبادئ الاحترام والتفاهم. يجب علينا أن نكون جميعاً جزءاً من هذه العملية، وأن نعمل معاً لتجاوز الانقسامات وبناء مستقبل مشترك يسوده الأمل والتعايش.

وفي النهاية، يأتي دورنا كأفراد ومجتمعات في إحداث التغيير من خلال الحوار والمصالحة. إن تبادل الأفكار والآراء بطرق سلمية يمكن أن يسهم في خلق بيئة أكثر استقراراً، ويعزز من فرص تحقيق السلام المنشود.

فلنتخذ من هذه اللحظات المؤلمة فرصة لتجديد التزامنا بالسلام ولنعمل على بناء غدٍ أفضل يعمه الأمل والتفاهم.

#بن_سالم_الوكيلي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل