|
عن ( المرية والمراء / أول المسلمين / التنمر والتحرش / نصف تمرة وتنجو من النار )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 8091 - 2024 / 9 / 5 - 16:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سؤالان مرتبطان : الأول : قال الله جل وعلا : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) السجدة ) ما معنى ( فى مرية من لقائه ) ولقاء من ؟ موسى أم الكتاب ؟ وهل لقى النبى محمد النبى موسى أم سيلقاه فيما بعد ؟ لأن من يؤمن بأساطير المعراج يستشهد بهذا فى أن النبى محمد لقى موسى عليهما السلام ؟ الثانى : ما هو الفرق بين ( المرية ) و ( المراء ) و ( تمارى ) و ( يمارى ) وكلها ألفاظ قرآنية ؟ إجابة السؤالين الأول والثانى : ( مرية ) تعنى : الشّك ، والجدال . بمعنى ( الشّك ). قال الله جل وعلا : 1 ـ ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) السجدة ). مرية هنا تعنى ( الشّك ). أى لا تكن فى شكّ من لقاء الكتاب الذى نزل على موسى . وقد جعله الله جل وعلا هدى لبنى إسرائيل . ولقاء الكتاب يعنى تحققه عمليا يوم الدين . 2 ـ ( أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17) هود ). نفس المعنى . 3 ـ ( فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ (109) هود ). أى لا تكن فى شكّ من بطلان دينهم ، وثوابتهم الدينية. 4 ـ ( وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمْ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55) الحج ). أى لا يزالون فى شكّ . الكافرون دائما فى ريب يترددون . 5 ـ ( أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) فصلت ) . هم فى شكّ من لقاء ربهم جل وعلا . بمعنى الجدال . قال جل وعلا : 1 ـ ( سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (22) الكهف ). هذا عن أهل الكهف . ( فلا تمار فيهم ) أى لا تجادل فيهم . 2 ـ ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (18) الشورى ). ( يمارون فى الساعة ) أى يجادلون فيها . 3 ـ ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) النجم ). أى تجادلونه . 4 ـ ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) النجم ). أى تجادل . 5 ـ ( وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) القمر ). ( تماروا بالنُّذر ) أى تجادلوا فى موضوع النُّذر ( الملائكة ) الذين كانوا فى هيئة بشر . السؤال الثالث : النبى يقول إنه ( أول المسلمين ) مع ان فى القرآن النهى عن تزكية النفس . كيف تفسر هذا التناقض ؟ إجابة السؤال الثالث : 1 ـ جاء هذا مرتين فى القرآن الكريم ، وفيها كان النبى مأمورا بكلمة ( قل ) . قال له جل وعلا : 1 / 1 : ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) الانعام ) 1 / 2 : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) الزمر ) 2 ـ لا علاقة لهذا بتزكية النفس ومدحها . لأنها مسئولية عليه أن يكون أول المسلمين إيمانا وعملا صالحا وتقوى وجهادا وصبرا. وسيحاسبه ربه جل وعلا فيما يخصُّ هذه المسئولية . السؤال الرابع : اسلاميا ما هو حكم التنمر والتحرش ؟ إجابة السؤال الرابع : . التنمر والتحرش مصطلحات جديدة فى عصرنا. التنمر يعنى السخرية ، والتحرش يعنى التعرض للإناث بالقول والفعل . تحريم التنمر جاء فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (11) الحجرات ). 2 ـ التحرُّش الجنسى كان موجودا فى المدينة فى عصر النبى محمد عليه السلام . وكان أذى محرما . نفهم هذا من قوله جل وعلا للنبى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (59) الاحزاب ). السؤال الخامس : ما رأيك فى حديث : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) إجابة السؤال الخامس : 1 ـ ليس سهلا دخول الجنة والنجاة من النار . الفائزون بالجنة هم الذين سيتم زحزحتهم عن النار . قال جل وعلا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185) آل عمران ). بالتالى فلن يدخل الجنة إلا من أمضى عمره متقيا ربه أى مؤمنا قد عمل الصالحات . قال جل وعلا : 1 / 1 : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً (61) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم ). 1 / 2 :( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) الاسراء ) 1 / 3 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة ) 1 / 4 : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) آل عمران ) 2 ـ هذا الحديث فى الدين السُّنّى الشيطانى يجعل دخول الجنة مُتاحا للجميع بجزء من التمرة .. ( يا بلاش ).! يعنى كل من تصدّق بجزء من تمرة سيدخل الجنة .. ( يا بلاش ) ، وليس مهما مبلغ إجرامه . يعنى يقف يوم القيامة احد الملائكة ويفتح المزاد : ( من منكم تصدق بجزء من تمرة ) . يأتى اليه نيتينياهو بقطعة تمر فيقول له : أُدخل الجنة يا ابن الهبلة ، ثم بعده السيسى فيقول له : أدخل الجنة يا ابن الكئيبة ، ثم بشار الأسد فيقول له : أدخل الجنة يا ابن المهروشة ، ثم صدام فيقول له : أدخل الجنة يا ابن المشرومة ، ثم القذافى فيقول له : أدخل الجنة يا ابن الحزينة .. وهكذا .. السؤال هنا : ما هو مصير من ليس عنده تمرة ؟ يخبط راسه فى الحيطة .! آه يا بقر.!!!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الزمن المتحرّك بين خلق السماوات والأرض وبين تدميرهما وخلود ا
...
-
عن ( أوتاد فرعون / الجبال أوتادا / لسعيها راضية / قولا بليغا
...
-
1 / 5 / ب 3 : لمحة عن الايجاز بالحذف فى القرآن الكريم
-
عن ( التوبة من الشذوذ )
-
1 / 4 / 2/ ب 3 : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى الخطاب الالهى لل
...
-
عن ( أُكذوبة أنت ومالك لأبيك / التحدّى القرآنى للبشر / المست
...
-
ف 1 / 4 / ب 3 : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى القرآن الكريم : ج
...
-
عن ( الآية 177 من سورة البقرة والتى توجز الاسلام )
-
ف 1 / 4 / ب 3 : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى القرآن الكريم : ج
...
-
عن ( رعاية أب عجوز كان قاسيا / مقمحون )
-
ف 1 / 4 / ب 3 : لمحة عن اسلوب الاستفهام فى القرآن الكريم : ج
...
-
عن سورة ( ألم نشرح لك صدرك )
-
ف 1 / 3 / 3 : السخرية الالهية من الكافرين فى القرآن الكريم :
-
عن ( الوعد والعهد والعقد / نكاح الجدّة )
-
ف 1 / 2 ب 3 : الجملة الاعتراضية فى القرآن الكريم :
-
عن ( مبلسين / العروة الوثقى / إستقبال القبلة / سايق عليك الن
...
-
ف 1 ب 3 : مرجع الضمير فى القرآن الكريم
-
عن : ( الدعاء / تركة بلا وريث / صعاليك الانترنت )
-
مقدمة الباب الثالث : تفوّق القرآن الكريم على النحويين وغيرهم
-
عن ( الجنتان / غار حراء أو غار خراء / فقه الحيل الحنفى )
المزيد.....
-
القمة العربية الإسلامية تطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في -
...
-
اتهامات لإسرائيل بالإبادة في غزة.. ماذا جاء في البيان الختام
...
-
تأکيد عربي اسلامي علي ضرورة ايقاف المجازر الاسرائيلية في غزة
...
-
القمة العربية الإسلامية تحمل إسرائيل مسؤولية فشل مفاوضات غزة
...
-
مطالبات باستقالة رئيس الكنيسة الأنجليكانية بعد اعتداءات جنسي
...
-
قمة السعودية.. قادة الدول العربية والإسلامية يطالبون بالضغط
...
-
اجتماع نساء الأمة الاسلامية في اسطنبول لنصرة الاقصي
-
البيان الختامي للقمة العربية والاسلامية في الرياض يطالب مجلس
...
-
البيان الختامي للقمة العربية والاسلامية في الرياض يؤكد دعمه
...
-
-المقاومة الإسلامية-.. والعلاقات العراقية الأميركية في زمن ت
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|