أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - النظر للأعلى














المزيد.....

النظر للأعلى


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 12:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تطلعت للأعلى مستلقية على طرف الأرجوحة، وليس أفضل من المساء لنرفع أعيننا إلى السماء، لا ليس للدعاء إنما للتأمل هذه المرة، أفعل هذا كلما ضاقت بي روحي وشعرت بأنني محشورة داخل هذا الجسد المرهق، لا لسبب سوى أنني كائن حي ككل الكائنات التي لا تملك أدنى سيطرة على ماكينتها البيولوجية التي قد تقرر في أية لحظة أن تتوقف عن العمل بسكتة قلبية مفاجئة مثلاً ..
كانت السماء صافية للغاية والنجوم تتلئلئ، فكرت،، هي ليس مجرد نجوم صغيرة تلمع، نعلم اليوم أنها نجوم أكبر من حجم أرضنا بملايين المرات بل وحولها كواكب، وهناك مذنبات وشهب وحرائق تشتعل وثقوب سوداء ،، ومادة مظلمة مجهولة تمسك بزمام الكون!
هذه النجوم اللامعة، هي أيضاً محشورة ضمن مجرات كبرى تحتوي على الملايين والمليارات منها.
لم أتخلى عن هذه العادة منذ كنت صغيرة، يسحرني هذا المشهد الذي لم أكن أعلم وقتها حجم مساحته الهائلة أو أطراف اللامتناهية!!
ببساطة كنت أظن أننا وحدنا مع بضع نجوم وقمر ساطع!
وضعت يدي خلف رأسي، منتشية بانجازي حيث بت أعمل بنصيحة عالم الفيزياء البريطاني الراحل ستيفن هوكينغ التي تدعو إلى أن نكون فضوليين بما يكفي للنظر إلى أعلى وليس إلى أسفل، ومحاولة فهم ما نراه، بل التساؤل عن سبب وجود هذا الكون الفسيح،،، ومنها نصيحة قدمها لأصدقائه "إذا كنتم محظوظين بالعثور على الحب المناسب فلا تهملوه أو ترموه بعيدا".
لا لم أفعل يا ستيفن، إنما لم يكن هذا الحب المناسب أبداً،،
شعرت بغصة ألفتها وألفت معها الحسرة والألم، الحسرة على عمر تسرب كشلال مياه لم ينلني منه سوى صوت خريره والألم على نهايات كهذا الكون بلا نهاية..
يعزيني فقط أننا لا نقرر متى ومن نحب، وأننا لسنا مخيرين فيما يخص خفقات القلب مجهولة المصدر، هذه الفكرة تزيل عن كاهلي الشعور بالمسؤلية والذنب تجاه قصتي معه..
هذا الرجل الذي كنت أنتظره بعد كل فراق إلى أن أصبح الفراق الأبدي وشيكاً، منذ عرفت بمرضه الخبيث وأنا أقف على عتبة ألم آخر وانتظار آخر.. تحاصرني الذكريات وكل ما أخشاه أن تبقى هذه الذكريات زادي الوحيد فيما تبقى من العمر..
أجتر الذكريات وأتأمل..
نعم،، التأمل يتيح لنا تحويل الانتباه من مخاوفنا الداخلية التي تحيط بنا إلى العالم الخارجي، عالم أكبر من وجودنا التافه ومشاكلنا التي تبدو بحجم هذا الكون وأكبر،،
فكرت، يا لنا من مخلوقات غريبة،، رغم ما عرفته وأعرفه عن حجم هذا الكون والنظريات التي لم تعد خيالية إنما باتت أقرب إلى الواقع وتتحدث عن أكوان أخرى وعوالم موازية، ما زلت أشعر أنني مركز الكون وأن ألمي وهمي وتساؤلاتي هي أعظم المشاكل،،
"احترق الطعام" صرخت أمي لتنبهني..
أيقظتني من إيقاع حسرتي فاعتدلت في جلستي سريعاً، دلدلت قدمّي، نظرت للأسفل، وفي ثواني كنت أهوى إلى قاع حسرتها.. حسرتها على الطعام الذي نسيناه فاحترق، إنه عالمنا الصغير يا سادة، عالمنا الذي يشتعل بحرائق أصغر ملايين المرات مقارنة بحرائق كوننا المشتعلة.



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يفكر البخلاء؟
- حركة ما بعد الإنسانية
- حكماء بعد فوات الأوان
- عن الكلاب أتحدث
- الوعي النباتي والحيواني
- لماذا نحتاج القانون؟؟
- متلازمة -الإنسان المعطاء-
- سيكولوجية الإبادة الجماعية
- عقيدة البشر الملائكيين
- -هكذا هي الحياة-!!
- لهذا نهرب إلى الضجيج
- النهايات السعيدة للقصص والحكايات
- هل نحتاج إلى بعض العزلة؟  
- الفأر كائن يستحق التكريم
- سر الشعب الجبار
- السفر عبر الزمن
- هل الحياة قصيرة حقاً؟
- لنعود بالزمن
- لنعود بالزمن ونتخيل 
- همومنا وهموم الآخرين


المزيد.....




- استئناف الهجمات بين إسرائيل وإيران ليلاّ.. ماذا حدث في الساع ...
- مركز رصد الزلازل الإيراني: هزة أرضية بالقرب من منشأة -فوردو- ...
- حرب إيران وإسرائيل.. بنك الأهداف يتوسع
- الشرطة الإيرانية تعتقل عناصر خلية إرهابية عميلة للموساد وتضب ...
- سفارة موسكو في الجزائر تحتفل بيوم روسيا
- سفارة موسكو في نواكشوط تحيي اليوم الوطني
- إعلام: الولايات المتحدة تتخلى عن أوكرانيا بخفض المساعدات الع ...
- باكستان تعرب عن تضامن واضح مع إيران
- كيف نجح الموساد الإسرائيلي في اختراق إيران؟
- القسام تقصف مستوطنة إسرائيلية وتستهدف 11 جنديا بخان يونس


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حنان بديع - النظر للأعلى