آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8038 - 2024 / 7 / 14 - 02:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أغلب الناس يكرهون الغجري، بالرغم من أنهم لا يزاحم أحد على الملك والسلطة، ولا يطالب بحقوق، وليس لديه مصالح مع أحد.
إنهم إناس طبيعيون، يتصرفون وفق قانون الطبيعة:
الأرض هي للجميع وخيراتها للجميع، ويجب احترام الأرض لأنها مقدسة.
مع هذا أنهم مكروهين من قبل أغلبية الناس.
على الضفة الأخرى، اليهود بيدهم أغلب أموال العالم، يملكون أكثر من ستين بالمئة من المال السائل ومثله المال الثابت، استطاعوا ان يحتلوا المواقع الأمامية في الدولة والمجتمع في أكبر دولة عالمية، وسخروا الجميع لمصلحتهم، ونهبوا الأموال عبر الربا، وراكموه عبر الادخار والاكتناز، مع هذا أغلب الناس يحبونهم ويعتبرونهم محترمين.
مين المحترم في المعادلة، اليهود الخبثاء أم الغجر البسطاء؟
معايير الأخلاق لدى الناس مختلة وستبقى، لأن عقولهم تسير وفق مصالحهم الأنية.
هناك ضرورة ملحة لقتل بعض الموتى، من أجل الالتفات إلى الحياة.
جئنا إلى هذا العالم لنعيش في المستقبل، أن نعيش ونحب ونفرح ونستمر دون ثقل ماضوي يلوث حاضرنا ووجودنا.
من أجل الجمال والحب والحرية والسعادة.
هناك أصنام كثيرة، خطيرة جدًا، تعيش بيننا. وإنها جزء من تكويننا النفسي والعقلي، وتؤثر بشكل مباشر وغير مباشر في بقاءنا ووجودنا.
إن هذه الأصنام فاعل مدمر في حياتنا، شوشت وما زالت تشوش على حاضرنا، بل جعلتنا في آخر السلم العالمي، وعلى مختلف المستويات، العلمية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.
إن قتل الموتى وتكسير الأصنام واجب وضرورة. حتى نتحرر من هذا الثقل الزائد ونلتفت إلى الغد.
الحرب على الإرهاب لا تملك الآلية المرنة التي كانت سائدة في فترة الحرب الباردة لا في المجال الثقافي ولا المرونة الايديولوجية ولا الديناميكية الاقتصادية ولا الإغراء الفكري ولا الحيوية السياسية.
إنها حرب ترويضية ترقيعية تعويمية، سلقت في المخابر. والطبخة محروقة أمام التنافسات الاقتصادية التي ستفجر العلاقات البينية بين الحلفاء قبل الخصوم.
لا يمكن أن تكون سياسة محاربة الإرهاب توازي الصراع الذي كان قائمًا أثناء الحرب الباردة على كل المستويات سواءًا الايديولوجية أو الثقافية أو السياسية ولا في درجة الحماس.
إن إيديولوجية محاربة الإرهاب باهتة، عنصرية، هزلية. ويعرف كل من يمارسها او يتكلم عنها أن مضمونها قمة الكوميدية المأساوية لهذا العالم السياسي المتفسخ.
هناك ظاهرة غريبة تحدث اليوم:
الأوروبيون لا يتعاملون مع كلام ترامب بجدية على الأطلاق. إنهم يستخفون بكلامه وحركاته.
ينظرون إليه على أنه بائع كلام لا يقدم ولا يؤخر. وإن كلامه لا يمثل توجه الدولة الأمريكية أو صناع قرارها أو الدولة العميقة فيها.
يشعر المرء كأن ترامب يتجول في سوق البازار أو في معكاف الغنم، يلتقي أحدهم ويبدأ الأخذ والعطا، وثرثرة على السعر، كأن أحدهم يقول للآخر، أنا أدفع على الرأس عشرين دولارًا فيرد الآخر، والله أنا لا أدفع أكثر من ثمانية عشرة دولارًا ولا سنت زيادة لو تطبق السماء على الأرض.
هكذا أضحى رؤوساء الدول في عصر الوضاعة والفراغ. إنهم أشبه بممثلي التجار في معكاف الغنم.
عندما تكتب عليك أن لا تقترب من الدين الإسلامي ورموزه, ولا من الدين المسيحي ورموزه, ولا من القومية العربية ورموزها, ولا من القومية السريانية أو الكردية أو الأرمنية ورموزهم, ولا تقترب من الماركسية ورموزها, ولا من اردوغان أو البرزاني أو معاوية أو عنتر بن شداد.
هذه خطوط حمراء, عليك أن تتوقف عندها, وإلا التهم جاهزة ضدك مثل طائفي أوعنصري
وكمان يجب أن لا تكتب عن اللاجئين القادمين إلى أوروبا وممارساتهم, أن لا تكتب عن الولايات المتحدة واستراليا وكندا.
كل ما تكتب موضوع ما, ينطق واحد فارغ وتافه أمامك, ويعطيك دروس في الأخلاق والسلوكيات.
إذا لا يحق لنا أن نتقترب من مسلماتكم يا مرضى كيف سنعالج أمراضكم المستعصية.
إذا كنتم تعيشون في الماضي, إذا ما اشك الدبوس في طيزك كيف ستستيقظ من نومك.
أكبر خطأ ارتكبه حزب الاتحاد والترقي الماسوني, حكام تركيا منذ العام 1908 إلى العام 1918, دخولهم في حرب, 1914 ـ 1918, ليس لهم فيها اي مكسب سياسي أو جيوسياسي. أخذوا وعود من المانيا, أن يعيدوا لهم الأراضي الذي فقدوها في البلقان والاناضول. دخلوا الحرب بجيش غير جاهز, ومجتمع شبه منقسم. وخسائر مناطق كثيرة, كالبلقان, ليبيا, قارس واردوها في الاناضول, الاقتصاد مشلول. ثم هزموا على أثر هزيمة المانيا.
لو بقي القياصرة في الحكم لانتهت تركيا من الخارطة. قرأت كثيرا عن تركيا, علاقتهم مع الحلفاء كانت مقبولة ألى ما قبل الحرب بأيام. على اثر مراسلات بين السفير الالماني وطلعت باشا رئيس الوزراء, غيرت الاولويات. الحرب كانت بين الدول العظمى لتقاسم النفوذ في العالم. تركيا كانت دولة متخلفة على كل المستويات, ولم يكن لها القدرة على مجاراة الوضع, ودخلته, كلفهم ذلك موت الالاف من الجنود عدا الموت من الجوع. واحتلال استنبول من قبل بريطانيا.
لماذا لم يزرع السوريون الأشجار في شوارعهم، في بيوتهم؟
من الذي كان يمنع ابن محافظة الحسكة، في الريف أو المدينة من زراعة شجرة أو وردة؟
لماذا المدن العربية أقرب للصحراء؟
قرى الأشورية، على طول الطريق من الحسكة إلى رأس العين ترى هذه القرى خضراء، فيها كهرباء، هذا على الضفة التي يعيشون فيها، على الضفة الأخرى، لا أشجار ولا ثمار، مجرد بيوت صفراء.
دخلت بيوت تلك القرى على الضفتين، الفارق هائل.
الاشوريين كانوا يبيعون العنب الخابوري، التين والتفاح، والدراق والمشمش، والاجاص، وكاونوا يصدرون خضارهم إلى دمشق وحلب، وبه ينتفعون.
الضفة الاخرى ينتظرون المطر، حتى شجرة عادية لم يزرعوا.
الفارق في الثقافة، الثقافة هي الإنسان الحي
كان التاريخ ولا يزال يغيره المجانين والمرضى العقليين والنفسيين، سواء باتجاه الصعود أو الهبوط.
العقلاء يحسبون خطواتهم بدقة شديدة، لهذا لا يغامرون بقشة، يتبعون إحساسهم ومشاعرهم، ولديهم حساسية عالية للاخطار، في عدم الدخول في المشاكل.
إن فهمه ناتج عن وعي عالي الدقة لما يجول حوله، لإدراكه الأشياء على حقيقتها.
الديمقراطية تحتاج إلى شخصية إنسانية مستقلة في قراراتها, غير خاضع لتجاذبات. كائن قائم بذاته.
الديمقراطية السياسية تبني جانب من الإنسان, بيد ان الجانب الأخر يبقى محتاجًا إلى المزيد من البناء.
النظام يعود بنا إلى القرون الوسطى بمفاهيمه وممارساته وأساليب عمله وتعاطيه مع وطننا. بيد أنه علينا العودة إلى العصر, إلى علم الاجتماع, نحلل البنى الاجتماعية والسياسية التي نرزح تحتهما من منظار علمي حتى ندخل في صراع جدي مع هذا النظام وتشعباته. وندخل الحداثة والحرية. ما يفعله النظام ينسجم مع طبيعته ونهجه. ولكن يجب ان لا ننجر إلى خندقه أو ممارساته ونتحول إلى قطع غيار له ولمن يدعمه.
الخوف الحقيقي أن تنكشف النفس أمام الأخر وتتعرى. ويبدأ بالتلاشي ذلك الشعور المرضي الذي كونه عن نفسه. وينهار أمام عينيه ذلك البناء الذي شيده من مداميك عاجزة.
هذا التكوين المتواري وراء الذات البعيدة, اللاوعي, يحتاج من المرء أن يقف أمامه, ويقرأه بعمق ليدخل مساراته المتعرجة.
ربما سعيد من لا يقرأ ولا يعرف.
أذهب وحدي, حاملًا في داخلي ذلك العشق للمعرفة, لتحقيق شيء يعجز عنه البشر, أن أملك القدرة في الدخول إلى المناطق السرية, الغامضة التي لم تطأها قدم الإنسان من قبل. إن ابتكر, أكتشف واحقق ذاتي وذات الطبيعة . إنه شعور عارم بالتفوق, بالتميز, بالانفصال عن العادي والمكرر, بالخروج من هذا الثقل الأرضي, أن أحلق في هذا الفضاء اللامتناهي, وابتعد عن هذا الثقل, المكرر. الموهبة هبة الطبيعة, الله والوجود. إنه تمرد الذات على الذات, والدخول في الممالك الأبدية. الأعشاب كالألوان تثير في داخلي شحنات عاطفية غامضة, متعددة الانتماءات, تلتصق بالذاكرة البصرية والذاكرة, ويتداخلون في نفسي, ويرتقون إلى حضن السماء. أخذهم من حضن الأرض, من تقاويم الزمان والمكان وأطير بهم إلى الأعالي, لاحولهم إلى أهداف وأفكار وغايات. لدي رغبة كامنة في نفسي أن اتواصل مع أطباء الأعشاب في الهند والصين وروسيا وأمريكا اللاتينية, حتى نبقي علاقة الجسد الإنساني ملتصقًا بالطبيعة, متناغم معها, تناغم الذات مع الذات. إن الدواء الصناعي يفكك علاقة الإنسان بالكون, ويجرده من جماله ونظافته وتوازنه.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟