إمرأة بكل بساطة تصنع إنسان

نعيمة خضر

الحوار المتمدن-العدد: 8028 - 2024 / 7 / 4 - 12:03
المحور: الادب والفن
    

إمرأة أنا.
إمرأة لا تُحبّ غير البساطة كعنوان
أهوى الكلمات
و هوايتي ان أعبر بلحن الإنسان...
هو لحن حواء السعيدة في الجنان.
أنا من يسكن روحي كل الحنان
و يغذيني يوميا الإيمان
و يغمرني أغلب الأحيان الإطمئنان
و تتلقفني دوما النوايا الحِسَان
و تعلو بي ظنوني الطيّبة فوق كُلِّ هوان
فأرتفع في سمائي مزهوة بأن في بساطتي ترزح عقدي لا مُحال
و أتأرجح كل يوم بين الحرام و الحلال
و يوقظني من عتمتي ضميري لأن تغيره محال
و تزيدني فطرة الأمومة فيا صفة الجلال
فأنا أقدس في روحي صفة الإنسان.
إنسان فيه شقان...
فلا أنا ذلك الملاك بجناحان...
و لا نَبَتَ لي ذات يوم قرنان كالشيطان...
أنا شيء بين هذا و ذاك...
أنا إمرأة لي في كل تجربة مبادرات و ردود أفعال.
تعلمت أني أنا من تملك حق الإختيار
ووحدي من تحدد لي المسار.
وأنا من تتحمل المسؤولية تبعا لكل مبادرة وقرار.
أنا من يهمُّنِي أَلاَّ أُضَحِّي بكرامتي.
أو أتخلّى عن قيمي أو أحس في نفسي بغربتي.
و أرى الآخرين لي كجلادين
أو أراني في مرآتي كذلك الضحية المسكين...
أبدا و يستحيل...
أَبَعْدَ كُلِّ هذا الوعي بذاتي، أَسْتكين؟!
أنا من جعلت متعتي أن أكون حقيقتي كإنسان.
ضعفي و قوتي سِيّان.
قيمتي كل يوم تتضاعف و تزداد
في تقبلي لي
و رحمتي بي
و رفقتي معي
و متعتي ستبقى دوما بكل بساطة في أني إنسان
رتبته في الكون هي الأعلى كَخَليفة فيه كل الكمال
كلما أخطأ أصلح بإعتدال
و كلما إعتدل شارك بني جنسه الإحتفال
و جعل من روحه قناة للنور و للجمال
هنا انا كإمرأة تهوى البساطة أحس بكل الكمال،
كُلَّما تذكرت أني مخلوق أعيش برتبة إنسان.
إنسان مُكَرَّمٌ خُلِقَ ليعيش بحريّة و عُنفوان.
أبسط مفاتيح حياتي تقبلي و متعتي بمنزلة عدم الكمال.
أنا الواعية بكل بساطة إني إنسان...
لا بل إنسان مميز
لأنه إمراة
إمرأة قيل أنها هي من أخرجت بني الإنسان
و حكمت على بني البشر أن يعيشوا الدنيا كإمتحان
فهي المرأة التي خلقها من ضلع المُحِبّ
و متّعها بكل صفات الدلال و الجمال
هي وحدها من أعطاها الحَنَّان رحما هو مصنع بني الإنسان.
فهي إذن من تُوَزِّع كل صفات الكمال
هي المرأة التي قوتها في فطرتها
فطرة الحب والاحتواء و العطاء...
وهي التي تكتمل روحها بعدم كمالها...
لأنه لولا مصنعها لما إستمر الوجود
و لَصَارَ الكُلُّ مَفْقُود
وهي التي منها و فيها و بها يكتمل الدين وتخلق الحياة...

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل