أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح خليفة - لماذا الآن؟ رحلة مع توماس إريكسون














المزيد.....

لماذا الآن؟ رحلة مع توماس إريكسون


سماح خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 8022 - 2024 / 6 / 28 - 18:49
المحور: الادب والفن
    


إلى جانب الحرب الموازية التي تشنّها إسرائيل على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استدعت أن يترك جنود الميدان الإسرائيليين الساحة الميدانية على أرض غزة، في ظل الحرب والإبادة الجماعية القائمة؛ للتفرغ للمعركة الرقمية على وسائل التواصل الاجتماعي، كما فعل (حنايا نفتالي) المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو)، وغيره.
إلى جانب ذلك تدهشني المعركة النفسية الداخلية للشارع الفلسطيني داخل غزة نفسها وخارجها في فلسطين عامة، حيث إنّ ردود الأفعال العدائية لدى شريحة كبيرة من الناس غير قائمة على منهجية واضحة في موقفهم من الحرب القائمة من جهة، وفي الأمور الحياتية الاجتماعية من جهة أخرى، وإنما هي ردود أفعال وأفكار مشخصنة، مفادها: "إذا كنت لا توافقني الرأي فأنت عدوّي"، لتبدأ الشتائم والألفاظ الجارحة وحذف الصداقات والحظر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأرض الواقع كذلك؛ فضلًا عن المشاجرات، بسبب أمور غاية في البساطة، ولا تحتاج إلى ذلك التعقيد وتحميل الأمور ما لا تحتمل.
هذه الظاهرة استدعتني للبحث من جديد في السلوك البشري وأنماط الشخصيات المختلفة ومدى تأثير الحرب ومجرياتها عليها إيجابًا وسلبًا، مما قادني ذلك-في هذا الوقت تحديدًا- إلى الذهاب في رحلة شيّقة مع الكاتب (توماس إريكسون) في كتابه "محاط بالحمقى"، الذي استطاع أن يفكّ كثيرًا من الرموز الغامضة لدى السلوك البشري، وردود أفعالهم المتباينة تجاه الحرب، وتأثيراتها على كل من الداخل والضفة وقطاع غزة.
يستقصي إريكسون في كتابه "محاط بالحمقى" الطبائع البشرية، حيث يستكشف علم النفس التطبيقي والسلوك البشري، ويقدم بأسلوب سهل وواضح فهمًا عميقًا وشاملًا للسلوك البشري وكيفية التعامل مع الآخرين بفاعلية، مستندًا إلى علم النفس والأبحاث الحديثة في مجال التفاعلات البشرية.
يستعرض إريكسون، في كتابه، أربعة أنماط رئيسية للشخصيات، وكيف يمكن للأفراد التعرف إلى هذه الأنماط والتفاعل مع الآخرين بفعالية، كما يتناول استراتيجيات التواصل والتفاعل مع الأشخاص من أنماط مختلفة، ويقدم تصنيفًا معقدًا للشخصيات البشرية، يقسمها إلى أربعة أنماط رئيسية: الأحمر/مهيمن، والأصفر/ملهم، والأخضر/متزن، والأزرق/تحليلي، هذا التصنيف يستند إلى اختلافات في السلوك والاتجاهات والاحتياجات الشخصية، معتمدًا نظام ديسا (DISA): الهيمنة والتأثير والخضوع والقدرة التحليلية: (Dominance Inducement Submission Analytic ability)، هذه المصطلحات الأربعة هي أنماط الشخصية الأساسية التي تصف كيف يرى الناس أنفسهم في علاقاتهم ببيئتهم، يرتبط كل نمط بلون وحرف يختصر المصطلح.
إنّ أهم ما يميز هذا الكتاب قدرته على تزويد القراء بأدوات فعالة لفهم الآخرين، والتفاعل معهم بفعالية أكبر، حيث يقدم أمثلة واقعية وسيناريوهات عديدة توضح كيفية التعرف إلى الأنماط المختلفة وكيفية التعامل معها بنجاح، ويعتمد استراتيجيات عملية للتفاعل مع الأشخاص من أنماط مختلفة، كما يساعد في تحسين مهارات التواصل وبناء علاقات أفضل في العمل والحياة الشخصية.
يجعل الكتاب المفاهيم النفسية المعقدة سهلة الفهم والتطبيق للقراء، ويعتمد الكتاب على القصص الشخصية والأمثلة الواقعية التي تجعل المحتوى أكثر إلمامًا وإقناعًا.
بعض الأفكار المستوحاة من الكتاب تتلخص فيما يأتي: "كل شخص يحمل أنماطًا فريدة في طريقة تفكيره وتصرفاته، التفاهم المتبادل هو المفتاح لبناء علاقات ناجحة"، "الأشخاص من الأنماط المختلفة يتحدثون لغات مختلفة، ويعبرون بأشكال مختلفة، من الضروري أن نتعلم كيف نفهم لغتهم لنحقق التواصل الفعال"، "لا يوجد أنماط سلبية أو إيجابية، كل شخص يحمل قوى وضَعفًا، التحكم في تفاعلاتنا يتطلب فهم هذه القوى والضعف"، "التواصل الناجح يعني تكييف استراتيجيتك مع أنماط محيطك وتحفيزهم بناءً على احتياجاتهم"، "توجد العديد من الأدوار الناجحة في المجموعات التي تتعامل معها، ولكن الفهم الجيد للأنماط يسهم في تقديم النتيجة الأفضل".
يعدّ هذا الكتاب من الكتب المهمة جدًا، التي أنصح بقراءتها؛ لتحسين العلاقات الإنسانية وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، لنكون قادرين على التماسك في وطن على حافة الانهيار.



#سماح_خليفة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثيّمة العروبة ومقوماتها في قصيدة -وطني الكبير- لمحمد شريم.
- زيارة مفاجئة لأطفال المحرقة
- بينَ المُتَنبّي والدكتور أيمن العتوم وسماح خليفة (قولٌ على ق ...
- أسطرة الواقع بين الذات والوطن في قصيدة فدوى طوقان -تموز والش ...
- صورة المرأة الشرقية في عيون استشراقية غربية
- -الخاصرة الرخوة- رواية تنويرية
- أشواك براري جميل السلحوت والعبر المستفادة


المزيد.....




- دنيا سمير غانم تعود من جديد في فيلم روكي الغلابة بجميع ادوار ...
- تنسيق الجامعات لطلاب الدبلومات الفنية في جميع التخصصات 2025 ...
- -خماسية النهر-.. صراع أفريقيا بين النهب والاستبداد
- لهذا السبب ..استخبارات الاحتلال تجبر قواتها على تعلم اللغة ا ...
- حي باب سريجة الدمشقي.. مصابيح الذاكرة وسروج الجراح المفتوحة ...
- التشكيلية ريم طه محمد تعرض -ذكرياتها- مرة أخرى
- “رابط رسمي” نتيجة الدبلومات الفنية جميع التخصصات برقم الجلوس ...
- الكشف رسميًا عن سبب وفاة الممثل جوليان مكماهون
- أفريقيا تُعزّز حضورها في قائمة التراث العالمي بموقعين جديدين ...
- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح خليفة - لماذا الآن؟ رحلة مع توماس إريكسون