أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح خليفة - صورة المرأة الشرقية في عيون استشراقية غربية















المزيد.....

صورة المرأة الشرقية في عيون استشراقية غربية


سماح خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 16:04
المحور: الادب والفن
    


المرأة الشرقية كانت وما زالت مثار جدل في الأوساط الثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية، ما بين منصف لها ومجحف بحقها، ما بين صورة تفتخر بها المرأة العربية، وصورة نسجها متربصون حالمون في مخيالهم حول الشرق.
والمرأة الشرقية المثقفة لا تستطيع إلا أن تحمل على عاتقها هموم المرأة في وطنها، مدافعة عنها، مشهرة قلمها في وجه كل من تسول له نفسه الحط من شأن المرأة العربية وتشويه صورتها.
يعتمد هذا التقرير على ما كتبته "لين ثورنتون" عن صورة المرأة التي رسمها لها المستشرقون الغرب في كتاباتهم، في كتابها "النساء في لوحات المستشرقين"، والتي أشارت فيه أيضا إلى ما كتبته نادية تازي الفيلسوفة المغربية عن المرأة تُدعّم قولها، وممن كتب في المرأة ايضا "كاثرين بولوك" في كتابها "نظرة الغرب عن الحجاب".
إلا أن وجود باحثات من خلفيات إسلامية، يبادرن مباشرة في الكتابة عن المرأة والجندر في الإسلام يثلج الصدر. فكان من الباحثات ممن كتب في شأن المرأة: مروة الخطيب، وليلى أحمد، حول المرأة والجندر في الإسلام، وكتبت صبا محمود حول تمكّن النساء المسلمات، وكتبت أسماء سيد حول النساء المحدثات ونقل المعرفة الدينية، وباحثات مثل "نابيا أبوت" أفردن كتبا حول شخصيات نسائية إسلامية، مثل كتابها عن السيدة عائشة، وهو ما ساهم بشكل أو بآخر في تصحيح الصُّوَر النمطية المغلوطة والخاطئة عن النساء في الشرق.
جعلت لين كتابها في 8 فصول، وقد بُني كتابها على تحليل اللوحات الهائلة والكثيرة التي تعاملت مع نساء الشرق بذلك الأسلوب الضيق والخاطئ المبني على منطقٍ جنسي بحت.
واعتمدَتْ أيضا على ترجمة كتاب ألف ليلة وليلة، المعروف باسم "الليالي العربية" في أوروبا، والذي تمتع بنجاح ملحوظ في الغرب في الفترة بين القرن الثامن عشر والعشرينات من القرن العشرين، ورغم تمتع قصص هذا الكتاب بمغزى روحاني قوي؛ إلا أن مواضيع الجنس، والحب، والعنف، والمكر والخداع، وروح الدعابة التي تضمنتها، هي التي تركت انطباعا عن عالم الشرق بأنه خيالي شهواني عنيف.
وقد أثّرت الإمبراطورية العثمانية كثيرا في أذهان الغرب؛ إلا أن "لين ثورتون" تركز على الانبهار بنساء الشرق الشبقات محبات الجنس والشهوة، فرسم الفنانون الأوروبيون لهم ولنسائهم رسومات باللباس التركي، من أمثال: "جون فانمور"، الذي نقل كغيره من الرحالة أزياء وروايات ساحرة عن الشرق، وخاصة "السراي" قصر الإقطاعي الكبير، الذي كان محاطا بالسرية، مما حدا بهم إلى نسج قصص عنه من مخيالهم، وقد أثارت اللوحة التي رسمها "جاك آفيد" للسفير "سعيد محمد باشا" الموجودة في متحف الفن الوطني في فرساي اهتماما كبيرا عام 1772، وأصبح نموذجا مطلوبا بكثرة لدى الطبقة الأرسطقراطية ، وكان للنساء الشرقيات المحجوبات في القصر صورا مخيالية، جعلت سيدات غربيات يطلبن رسم أنفسهن على الطريقة الشرقية ومنهن مركيزة "سانت مور"، مركيزة "بلومارتان" وغيرهن. وكان لعشيقة الملك "لويس الخامس عشر" ثلاث لوحات تظهر سلطانات يقمن بالتطريز، يشربن القهوة، ويعزفن الغيتار، وقد احتفظ متحف اللوفر في باريس بثلاث لوحات وهي: "السلطانة المفضلة مع جواريها"، و"السلطانة ترتدي الملابس"، و"السلطانة تصدر الأوامر للجواري".
ورغم أن ظاهرة التركواز تلاشت تقريبا في السبعينيات من القرن الثامن عشر؛ إلا أن الشرق استمر في التأثير، وقد ارتدت الملكة "ماري أنطوانيت" ووصيفاتها أثوابا تركية تسمى "السلطانية" ومعاطف فرو تسمى "الشرقية". وخلال حملة نابليون على مصر ارتدى الباريسيون جلابيب طويلة تسمى "ملوك" فيما انتشرت بعد ذلك العمامة وشالات الكشمير بعد زيارة السفير التركي "علي أفندي" لباريس. وقد ظهر في انجلترا الزي التركي في حفلاتهم التنكرية، وفي القرن التاسع عشر زاد تأثر الغرب بالشرق بشكل عام على الرغم من أن الاهتمام الأوروبي بالامبراطورية العثمانية بقي متقدا نتيجة كتابات اللورد "بايرون"، وعلى سبيل المثال لهذا التأثر رفض "ديفيد وايكلي" رسم الأوروبيين خلال رحلتهم في الشرق إذا لم يرتدوا الزي الشرقي، كزوجة "جيمس بوكينغهام" التي حملت لوحتها سنة 1825 وعادت بها سعيدة وما زالت في الجمعية الملكية في لندن.
ورغم أن الانبهار بالزي الشرقي قل في نهاية القرن التاسع عشر؛ إلا أن لوحة الفنان "شارل لانديل" "فلاحة" ظل محط اهتمام دفع المركيزة "لويسبان" للسفر إلى مصر ورسم صورة لها هناك 1876. وظل الحرملك التركي محور الروايات الغربية كروايات المؤلف "بيير لوتي" سنة 1906. وظلت لألف ليلة وليلة بترجمتها المفعمة بالأحداث الشهوانية عن الشرق وقع القنبلة على الغرب التي طالت كل شيء. وظل تأثير ألف ليلة وليلة في المسرح والفن والرواية يظهر الحريم اللواتي يستفدن من غياب سيدهن الملك شهريار الذي بحث عن خيانة زوجته للانغماس في الملذات مع العبيد سود البشرة. وقد نظمت كثير من الحفلات التي كانت على النمط الشرقي بما تحويه من نساء عاريات الصدور وبخور وسجاجيد وطيور وقرود. وكما نقل أن زوجة مصمم الأزياء "بول بواريه" ارتدت في الحفلة التي أقامها سروالا كحريم السلطان عام 1911. وقد وثق كثير من الفنانين الزي الشرقي والممارسات الشرقية المتخيلة في لوحات ما زالت حتى الآن، وظل التأثر بالصور الشرقية على مختلف الأصعدة إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى.
وقد ظل "الحرملك" والذي يعني "حرام" غير شرعي والذي تقطنه النساء، محط تأثير على الأوروبيين. وقد سجل "إدموند دو أميغو" غموضا عن منازل السلاطين التي لا يمكن اختراقها لتظل لغزا غامضا، مما جعلهم برأيي يشكلون صورا من مخيالهم عن الترف الذي تعيشه نساء السلطان، فصوروا الرجال في لوحاتهم محاطين بنساء عاريات ينعمن بجو من العطور والموسيقى الخفيفة والانغماس في الملذات.
يذكر كتاب لين على سبيل المثال العديد من اللوحات التي تُظهِر فيها النساء حالة من الكسل والاسترخاء التام دون أنْ يقمن بأي عمل أو فعل، سواء كن وحيدات أو كن مع جمعٍ آخر من النساء، أو تصويرهن على أنهن غارقات دوما في أحلام اليقظة ويلوّحن بمروحة لطرد الذباب، في حين ينتظرن الرجال الذين يظهرن أمامهم بدور اللعوبات والمهووسات بالتسلية واللهو فقط لا غير، في جميع الأوقات والأماكن كالحرملك والحمامات والمغاطس والاحتفالات والبيوت وغير ذلك. كما اشتهرت لوحات الجواري أو المحظيات التي كان محورها نساء عاريات في غرف بمفردهن أو يرافقهن خادم أو أكثر.
وقد كان الحرملك من الموضوعات الأكثر إثارة، سواء في كتابات المستشرقين أو في لوحات الفنانين ورسوماتهم. فقد عملت فكرة حظر ومنع الغرباء من دخوله على تعزيز خيالهم وإطلاق العنان لأفكارهم؛ لينسجوا العديد من التصورات والتخيلات عما قد يحدث وراء تلك الأبواب المغلقة، لذلك، عادةً ما كانت تلك التصورات والخيالات تهدف إلى إثارة الغرائز الجنسية للذكور الغربيين. وتصف ثورتون الرغبة العارمة للفنانين المستشرقين في اقتحام أجنحة الحريم بأنها تجسيد لنظرة المستشرقين للشرق، إذ كانوا يرَون أن النساء في المنطقة متاحات لهم شأنهن شأن أراضي بلادهن المستباحة للقوى الاستعمارية. ولكن هذا الغموض جعل الفنانين ومستشرقي القرن التاسع عشر يسهبون في مخيالهم، ليصوروا نساء الحرملك منغمسات في الترف والملذات كسولات يتراخين على المَخصِيين من حولهن.
وفي القرن العشرين كتب "تيوفيل جوتيه" عن الشرقيات المدخنات للتبغ المسترخيات على الوسائد الوثيرية وحولهن الريش والطاووس والغزلان وغيرها من أمور الترف.
وهذه الصور على اختلافها جعلت ي. ه. ميتشل، أن تكتب في كتاب مذكّراتها “أربعون يوماً في الشرق" هذه العبارة "إن كان ممكنا، أن نساعد أخواتنا الضعيفات من خلال هذه الزيارة؛ ليتحرّرن من عبوديّتهن، فسأقوم بها وأنا ممتنّة للغاية، لكنّ الذهاب ورؤيتهنّ محتجزات في سجنهن المقيت، هو أمر ليس لأيّ امرأة مسيحية القدرة على احتماله" . فهي بذلك توازن الحرملك بالسجن؛ لعدم السماح للمرأة بالظهور.
ويشير الكاتب التركي إرفن جميل في كتابه "الاستشراق جنسيّاً" أيضاً إلى أن النظرة الاستشراقية صوّرَت بلدان المشرق على أنها مراتع للجنس والشهوة، ووصفت النساء كأشياء أو أدوات لإشباع تلك الشهوات، فيما يُختَصر ذِكرهن في كلمة "الحريم" التي فورا ما يأخذ الخيال صاحبَه فور سماعها إلى صورة للنساء العاريات المتجمعات في مكان واحد، بحيث أن الجنس والشهوة الجنسية هو ما يهمّهن وما يهمّ الرجال من حولهن.
ولو تتبعنا عدداً من لوحات المستشرقين، لوجدنا نسبة كبيرة منها تركز على النساء وتصورهن بطريقة معينة ونظرة خاصة، غالبا ما تكون ضيقة وموجهة نحو اتجاه واحد يجعل من المرأة الشرقية موضوعاً للرغبة والقبول بعبوديتها للرجل وتلبية رغباته الجنسية.
وأما الكاتب المصري ممدوح الشيخ فيضيف في كتابه "الاستشراق الجنسي"، إلى أن المرأة الشرقية غالباً ما كانت تظهر وتُصَوَّر في أعين وكتب وروايات كثير من المفكرين والرحالة والمثقفين الغربيين الذين قدِموا إلى البلدان العربية، باعتبارها كائناً تكمن وظيفته الأساسية في تقديم المتعة، ومن خيالهم عن المرأة انعكست نظرتهم إلى الشرق بشكلٍ عام باعتباره مؤنَّثاً ذا ثروات خصبة. ويؤكد الشيخ أن كثيرا من الإنتاجات الاستشراقية كان قائما على ثلاثة رموز أساسية: المرأة الشهوانية، والحريم، والحاكم المستبد.
وإن المستشرقين قد وصفوا الشرق بأنه الشرق المؤنَّث! ويشير في كتابه أيضا إلى ما ذكرته فاطمة المرنيسي في كتابها "شهرزاد ترحل إلى الغرب" عن زيارتها برفقة أحد المثقفين الفرنسيين الذين التقتهم والمهووس بلوحات الحريم، ثم تأملاته وأحلامه وهو يجلس متخيلا نفسه سلطانا يحطنه، وحديثه بأنه كان واثقا أنهن لن يهربن وأنه لن يحتاج لقفل الباب عليهن لأنهن عرايا وعريهن سيجعلهن لن يجرؤن على الخروج أبدا، وأيضا نظرته الاقتصادية للموضوع، بأن الانفاق على امرأة لا تشتري أثوابا تجعلك تدخر أموالا كثيرة!!
ويضيف الشيخ أيضا كما أشرنا سابقا أن المستشرقين فنانين كانوا أو أدباء، قد استلهموا خيالاتهم عن المرأة الشرقية والعربية من "ألف ليلة وليلة"، لكنْ بنحوٍ يميل إلى المبالغة دون أي مراعاة للدقة ولا الصحة، فتعاملوا مع الجسد الأنثوي العربي كشيء يمكن امتلاكه، ونظروا إلى نساء الشرق على اعتبار أنهن فاسقات، وهذا واضح بشكل جليّ للغاية في مسرحية الكاتب الفرنسي دي موباسان "في بتلة الورد، البيت التركي" .
وأما بالنسبة لموضوع الحجاب فقد استُخدم كأداة استعمارية كما يذكر ممدوح الشيخ في الكتاب نفسه، فقد تذبذبت نظراتهم إلى المرأة ما بين الشهوة والرغبة، والشفقة والأسى، اعتقادا منهم أنها تتعرض لكثير من أصناف الاضطهاد والقهر وسوء المعاملة. ومن هنا نظر المستشرقون إلى الحجاب فقط باعتباره احتكارا لجمال نساء الشرق وتحدياً قويا وصعبا أمامهم في استكشاف البلدان الشرقية التي قدموا لاستكشافها.
فعلى سبيل المثال، تُشير الكاتبة والباحثة الكندية كاثرين بولوك في أطروحتها البحثية التي حملت عنوان "سياسة الحجاب" ونالت على أثرها درجة الدكتوراه في جامعة تورنتو ثم تحولت إلى كتاب "نظرة الغرب إلى الحجاب"، إلى أن موضوع الحجاب اتخذ بُعدا سياسيّا جديدا في القرن التاسع عشر حين جعل منه الغرب مسوغا ومبررا لغزو الشرق واستعماره.
ومع الوقت، بدأ الغرب بالدعوة لجعل الحجاب رمزا لقهر المرأة المسلمة، ومن ثم تأصيل الدونية في المجتمعات الشرقية والتفوق في الغربية والأوروبية. وأصبح لاحقا من حججهم السياسية والثقافية لاستعمار الشرق أن شعوبه لن تتقدم وتتفوق ما دامت نساؤها متخلفات ورجعيات يخضعن لعادات المجتمع الرجعية، وأن الحجاب سبب رئيس لنكبات الشرق وتخلفه وهي الحجة التي سارت عليها العديد من الأصوات العربية والشرقية النسوية والتقدمية لاحقا.
تراوحت نظرات المستشرقين إلى المرأة ما بين الشهوة والرغبة، والشفقة والأسى، اعتقادا منهم أنها تتعرض لكثير من أصناف الاضطهاد.
من جهة ثانية، ظهر في نفس الفترة عدد من الأبحاث والدراسات الأكاديمية في الغرب التي حاولت تصحيح الصورة الخاطئة عن المرأة المسلمة. وفي نفس السياق تقول مروة الخطيب، الباحثة في تاريخ النساء عبر التاريخ الإسلامي، في حديثها مع TRT عربي، إن إفراد النساء كموضوع بحث عبر التاريخ الإسلامي في الأكاديمية الغربية بدأ مؤخَّرا نسبيّا، وطُرِح ضمن سياق التاريخ الإسلامي ككل.
أما عن أسباب تراجع مكانة المرأة العربية والمسلمة في المجتمعات الحديثة يكمن وراء انتشار عدد من الصور النمطية في الغرب عنها، فتُضيف الخطيب في مداخلتها أن ما يجمع بين هذه الأبحاث والأبحاث الموضوعية في الأكاديمية الغربية أنها تتفق إلى حدّ كبير على أن الأدوار الفعالة التي قامت بها النساء المسلمات في الفترة النبوية سرعانَ ما تراجعت بعد القرن الثالث بتأثير الثقافات المجاورة، والمجتمعات التي تداخلت مع المجتمع المسلم الأول على إثر الفتوحات الإسلامية.
هذا التراجع شهِد غياب النساء المسلمات عن ساحة نقل المعرفة وانحصرت أدوارهن في نطاق الأسرة.
وأما ليلى الأحمد فتوضح من خلال كتاباتها، أن الغرب يمارس الاضطهاد والقمع والتخلف والجهل، كالذي تعاني منه المرأة المسلمة في العالم العربي، لكنه لا يجرؤ على المسّ بصورة المرأة في الغرب على حقيقتها والتي لا تخلو بدورها من تنقيص وتحقير، نتيجة الثقافة الغربية ذاتها.
وبالرجوع إلى التاريخ كما تشير المؤرخة الفرنسية "ميشيل بيرو" في أبحاثها حول تاريخ النساء في الغرب، فإننا لا نرى سوى "الهيمنة الذكورية، ولكن الغرب رغم صور المرأة الغربية والشرقية المكرورة والنمطية على حد سواء إلا أنه حريص على التركيز على صورة المرأة المسلمة البدائية وغض النظر عما تعانيه المرأة الغربية، فحديث ليلى نابع أيضا من تجربة شخصية فقد عانت من العنصرية ومن القوالب التنميطية للإسلام والمسلمين في بريطانيا أثناء دراستها هناك.
فجمهور الغرب من غير المسلمين يركّز وبشكل مبالغ فيه، على مواضيع محدّدة في مقدّمتها تعدّد الزوجات والحجاب وختان الإناث، مما دفع ليلى لتناول المرأة المسلمة في دراساتها؛ لتثبت زيف ادعاءات الغرب وتكسر الصورة النمطية التي ورثها الاستشراق الغربي نتيجة مخيالهم وترحالهم في الشرق.
وأما الحجاب تحديدا فلا يجعل من الإسلام رمزًا وثقافة وهوية فقط، وإنما يجعل منه ذاتًا وواقعًا في الفضاء العام أيضًا. ومن ثم منشأ التخوّف منه الذي يبلغ حد "الرُهاب" أو "الخوف المرضي" من الإسلام ككل، إلا أن ليلى أحمد ركزت على سياسة تعدّدية الثقافات وعرفت كيف تتعامل مع موضوع الحجاب أو بالأحرى مع "اللغم"، بالاعتماد على منظور أكاديمي متحرّر من العداء للإمبريالية. وأوضحت أيضا أن الممارسات القمعية على النساء في الشرق الأوسط، هي نتيجة غلبة تأويلات ذكورية للإسلام وأنساق تمثيل داعمة لهذه التأويلات القامعة؛ ومعنى ذلك أنها ليست نتيجة "الإسلام المبدئي" نفسه، بل إن هذه التأويلات، انتشرت على نطاق واسع، بحكم النسق البطريركي الذي يتحكّم في المجتمعات الإسلامية دون أن يترك مجالات تذكر للنسق الحداثي .

...................................................................................................................................................................................................................................................................
الأرسطقراطية: وتعني (حكم الأفضل)، وهي شكل من أشكال الحكومة يتميز بأن الحكم يكون بواسطة خير المواطنين (الطبقة الذهبية) لصالح الدولة أي سُلطة خواص الناس، وسياسياً تعني طبقة اجتماعية ذات منزلة عليا تتميز بكونها موضع اعتبار المجتمع، وتتكون من الأعيان الذين وصلوا إلى مراتبهم ودورهم في المجتمع عن طريق الوراثة، واستقرت هذه المراتب على أدوار الطبقات الاجتماعية الأخرى، وكانت طبقة الأرستقراطية تتمثل في الأشراف الذين كانوا ضد الملكية في القرون الوسطى، وعندما ثبتت سلطة الملوك بإقامة الدولة الحديثة تقلصت صلاحية هذه الطبقة السياسية واحتفظت بالامتيازات المنفعية، وتتعارض الأرستقراطية مع الديمقراطية.أصل الكلمة يوناني كن ريستو = الأفضل أو الأحسن وقد يكون أي مختار من مجتمع ما دون تعيين طبقي ويعادلها باللاتيني مجلس الأعيان Optimated صارت لفظة الأرستقراطية تشير إلى جميع العوائل الإقطاعية في إنجلترا، فرنسا وروسيا وتشير إلى القوة والسلطة وصارت نمطاً من أنماط الحياة في العالم، وهذه الصفة متوارثة حتى هاجمتها الثورة الفرنسية.
https://ar.wikipedia.org/wiki/
الحرملك: تعبر كلمة الحرملك عن المكان المخصص للحريم، وهي كلمة تأتي من الكلمة العربية “حرام” أي مكان يتمتع بالحماية، وهو الشيء الذي حرم فلا ينتهك. وارتبطت هذه الكلمة بالجناح الضخم الملحق بقصر السلطان إبان الحكم العثماني، والذي يضم والدته وزوجاته وجواريه، وبناته.
https://rotana.net

ثورتون، لين: النساء في لوحات المستشرقين. ترجمة مروان سعد الدين. ط 1. سوريا. دمشق: دار مدى للثقافة والنشر. 2007.
خيزران، غيداء: كيف سوّق المستشرقون صورةً خاطئة عن المرأة الشرقية. https://www.trtarabi.com/explainers.
الشيخ، ممدوح: الاستشراق الجنسي والحرب على النقاب. ط 2. القاهرة: دار ابن رشد. 2015.
بولوك، كاثرين: نظرة الغرب إلى الحجاب. نقله إلى العربية شكري مجاهد. ط 1. المملكة العربية السعودية: العبيكان. 2011.
النساء في لوحات المستشرقين. https://snpsyria.org/?p=8158
ابن الوليد، يحيى: النسوية الإسلامية والافتراضات الغربية المسبقة. .www.alaraby.co.uk/supplementbooks/2016/5/9



#سماح_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الخاصرة الرخوة- رواية تنويرية
- أشواك براري جميل السلحوت والعبر المستفادة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سماح خليفة - صورة المرأة الشرقية في عيون استشراقية غربية