أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل بشناق - حكومة حماس والبقرة الديمقراطية السمينة















المزيد.....

حكومة حماس والبقرة الديمقراطية السمينة


باسل بشناق

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


رغم اني لاأرضى بأقل من عودة 100% من التراث الفلسطيني , ورغم اني شخصيا ضد أوسلو و لم أكن مع سياسة عرفات بل اني كنت انتقده بقسوة, وانعت معوانيه بأقسى الألفاظ لكثرة ترددهم على بيت الرئيس الاسرائيلي ابان أوسلو وكذلك بيت اسحق رابين وشمعون بيرس, الا انى ادرك ان للعبة السياسية قواعد, وللديمقراطية نغم خاص لا يعلوه نغم والا ظهر الشواذ باديا بجلاء ووضوح تامين. فالديمقراطية في عصر العولمة سلاح ذو حدين فاما ان تستأنس بها وتحترم قواعدها فتزيدك عزة وعطاء وازدهارا (وان قوتلت وان حوصرت) , واما ان تعاقب صاحبها اذا اساء التصرف فتصب جام غضبها وتصبح لعنة سوداء تقلب الأمور رأسا على عقب فتسقط حكومات , وتفضح الشخصيات, , وتذل قادة وتعز قادة.
والأمثلة كثيرة حيث كوت الديمقراطية بنارها الكثيرين من أمثال كلينتون فضيحة لوينسكي, وريغان بايران غيت , ونيكسون بالووترغيت ,وفالدهايم مستشار النمسا السابق بتاريخه النازي وكذلك نواز شريف ومحاولته لقتل وزير دفاعه برويز مشرف , وكذلك انديرا غاندي وخلافها مع السيخ وتدميرها لمعبدهم المقدس مما أدى الى مقتلها المأساوي, ( وامثلة اخرى كثيرة . فللديمقراطية ركلة قاسية كركلة البقرة السمينة تطيح بأكبر رأس بدون استثناء. ورغم تعدد الأمثلة والدروس من التاريخ فان بعض سياسيي العرب والمسلمين القلة ممن وصلوا لسدة الحكم ديمقراطيا فاما لم يقرأوا التاريخ او ان زهوة الحكم اصابتهم فأثقلت خطاهم

عندما يواجه النقاد السياسيون قيادات حماس في قراراتها بعدم الاعتراف بجميع المعاهدات التي تم توقيعها قبل وصلها (حماس) للسلطة, تجيب حماس بمنطق خاص بها بانها تعارض الاتفاقيات ,ولن تعترف بالكيان الصهيوني, وبما انها انتخبت ديمقراطيا فان لسان الحال يقول انا منتخب فانا أمثل الشعب, فأنا ألغي ما أشاء لأن الوصول للحكم ديمقراطيا هو الضوء الأخضر لالغاء الاتفاقيات والمعاهدات والغاء ذلك الارث الثقيل الذي اورثهم اياه ياسر عرفات. وهذا هو مكمن الفخ السياسي الذي أوقعت حماس نفسها به بدخولها الانتخابات , وكان أولى بحماس اما ان تلتزم بما تم توقيعه من قبل الحكومات السايقة والتي أيضا كانت منتخبة ديمقراطيا والتي لم تواجه من قبل الشعب لا بمظاهرات ولا مسيرات ولا اغتيالات, أو لا تدخل الانتخابات أصلا

عندما وصلت حماس ديمقرطيا وبامتياز لسدة الحكم في السلطة الفلسطينة كانت بمثابة صفحة
جديدة في العالم العربي والاسلامي. فالمعروف ان لا الشرق ولا الغرب يحبذ وصول الاسلاميون الى السلطة, حيث ان المفهوم العام بان الخطوط الحمراء عند الاسلاميين كثيرة وهي تبدأ من الاعتراف باسرائيل مرورا بمجالس الخمر ودور الميسر وصولا الى الانكار على لعب النرد والشطرنج في المقاهي. ان الخطوط الحمراء للاسلام السياسي كثيرة, وتجاوز هذه الخطوط هو فسق وفجور ان لم يكن كفر وزندقة يعاقب عليها المرء بالجلد او الرجم او حجز المال بل واصدار الفتاوى بطلاق الرجل من زوجته كما حصل مرات عديدة بمصر.


ان القيود الشرعية التي تتحكم بحركة الاسلاميين سياسيا تتعارض يقينا مع ما يعتبره الليبراليون بل وشرائح كبيرة من الشعب حقا طبيعيا من حقوقهم الانسانية. ولو افترضنا تفائلا بان الاسلاميين وصلوا وبلمسة سحرية الى معادلة سياسية تضمن للجميع حرياتهم الشخصية (ولو اني اشك بذلك) بداية من ارتياد الملاهي الليلية ودور القمار الى تدخين الشيشة على قارعة الطريق فان الأمر لن يصل الى مستقره لان المعضلة العظمى هو الاعتراف باسرائيل او عدمه, وايضا الاعتراف بكل ما تم توقيعه بين اسرائيل والحكومات السابقة في عهد عرفات وعباس.. فهذا المأزق الذي وضعت حماس نفسها به يحتاج لحنكة عظيمة ولخبرة باللعبة السياسية لا تقتصر على الخطابات الرنانة والشعارات التي زهق منها الفرد الفلسطيني الجائع. وكلما زاد صراخ اسماعيل هنية ( رئيس الوزراء الفلسطيني) وعبد العزيز دويك ( فك الله أسره) بالمكبرات ليعلنان بان الشعب الفلسطيني جاهز ومستعد للحصار والجوع والقهروالموت, كلما زاد التذمر بين افراد الشعب الجائع. وان الخطابات النارية بأن الجوع والحصار لن يثنيه عن مبادئه وان الشعب الفلسطيني اختار ممثله ضمن انتخابات ديمقراطية نزيهة , كل هذا ماعاد له كبير التأثير على الحالة المأساوية التي يعاني منها الفرد الفلسطيني. ان لسان حال حماس يقول بانها تمثل الشعب الفلسطيني فهذا الشعب معها وان جاع وان قتل وان قهر, ان هذه الخطابات النارية وهذا المنطق له حدوده ومحاذيره.


أذكر اني استمعت للكثيرمن المناسبات لوزير خارجية حماس الدكتور الزهار يقف امام الحشود ومنها كان بالسودان محاطا بشعارات "خيبر خيبر يا يهود" " بالروح بالدم" " من الماء للماء" وغيرها التي ان أراد ان يرددها وزير خارجية فلسطيني فالأفضل له ان لا يكون بهذا المنصب الديبلوماسي الرفيع بماقييس سياسة القرن الواحد والعشرين, ولأنه بكل بساطة لكل مقام مقال, وان العزف بهذه النغمة لن يدم طويلا امام عدو بيده المعابر والماء والكهرباء والطعام وكل ما يحتاجه المواطن الفلسطيني حتى الحوالات البنكية المالية. فهذه الخطابات المبرمجة والصادرة بعفوية مطلقة لم يعد لها رنين بين افراد الشعب حيث المشافي تعج بالمرضى , والشوارع تعج بالعاطلين عن العمل, والنساء الحوامل يلدن على الطرقات وهن يمشين بين المدن والقرى. وحيث ان المعابر صارت كابوسا امام النساء والأطفال لا يختلف عن كابوس أزيز الطائرات التي تقصفهم . فان اردنا ان نلعب بالسياسة فعلينا ادراك قوانين وانظمة اللعبة والا الأفضل ان نجلس بمساجدنا وبيوتنا.

ان حماس غير ملزمة بالتنازل عن ثوابتها بعدم الاعتراف باسرائيل, وانا لا اعترف أصلا بالكيان الصهيوني جملة وتفصيلا. ولكن على رجال وسياسيي حماس ان يدركوا بأن عليهم ان لا يقطعوا شعرة معاوية مع شرائح واسعة من شعبهم ممن وافقوا على الوقوف سياسيا بالمنطقة الرمادية مع اسرائيل, وكذلك المجتمع الدولي. وبالتالي عليهم اتخاذ الحرص بنغمة خطابهم السياسي وطريقة تقديم حقيقتهم لأفراد الشعب الفلسطيني الذي انتخبهم وكذلك للمجتمع الدولي واسرائيل التي تتحكم بقوت الشعب الفلسطيني ساعيا ويوميا.

أن الجياع بغزة والضفة باتوا يتظاهرون امام مكتب هنية بل ويمنعونه من الدخول. وان الذين انتخبوا هذه الحكومة من المستقلين هم بذاتهم يتذمرون من الأسلوب الذي تدير به حماس ذمام الأمور. وصارت حماس تتصرف وكأنها تمثل ضمير الشعب برمته, وهذا غير صحيحا فان فتح ومشتقاتها مازالت تنبض بالشارع الفلسطيني, وان ذلك المارد المسمى كتائب شهداء الأقصى ذهب بعيدا الى أن هدد علنا باغتيال خالد مشعل ووزير داخليته شخصيا. ان هذا المارد لو تحرك لقلب الدنيا رأسا على عقب. ومازال هناك بالمرصاد من تهواهم امريكا وتجد اسرائيل بهم صوت "الموضوعية" كصائب عريقات ومحمد دحلان وياسر عبد ربه ونبيل شعث وابو العلاء قريع ونبيل عمرو , ان هؤلاء لم يتقاعدوا بعد ومازال كل منهم يستيقظ كل صباح لينفخ في بوقه بينما قادة حماس تتصرف وكانها ليست على دراية بذلك.


عندما قام ياسر عرفات بتوقيع اوسلو والاعتراف باسرائيل لم يواجه ثورة ضده من الشعب الفلسطيني. ولا نجد في التاريخ الفلسطيني صفحات تقول بان الشعب قام ضد ياسر عرفات ليخلعه عن سدة الحكم, وحتى الجبهة الشعبية والديمقراطية وحماس والجهاد عارضوه باستحياء وبالطرق الدستورية وبالبيانات وبعض العمليات العسكرية ضد اسرائيل لارباك عرفات وكل ذلك دون المساس بهيكلية السلطة الفلسطينية التي كانت تتمتع بدعم معظم اعضاء المجلس الوطني الفلسطيني . ولم يتعرض عرفات لمحاولات اغتيال من قبل معارضيه . لقد كان ياسر عرفات آمنا مطمئنا مع شعبه , وان الآمان الذي منحه اياه الشعب الفلسطيني لم يكن بالقهر فعرفات لم يكن عنده حرسا جمهوريا ولا سرايا للدفاع ولم يكن لديه فرع فلسطين للتعذيب هذا رغم بعض الممارسات المخابراتية التي كان محمد دحلان وجبريل رجوب يقلدان بها اساليب المخابراتية العربية التقليدية والذي ادى لقذفهما (جبريل ودحلان) من قبل الشعب الفلسطيني كما يقذف ابا لهب وابا جهل. لقد كان عنوان عرفات معروفا ومميزا باكياس من الرمل تحسبا لقنبلة دباية اسرائيلية. وكان اعضاء المجلس التشريعي ومعاوينيه يرفعون اصواتهم في مجلسه, واحيانا يضربون الطاولات بل يزاودون عليه برؤياهم الوطنية.. وقد اجمع كل من جالس عرفات على انه انسان فلسطيني طبيعي يزيل الحواجز النفسية مع مجالسيه ولا يتكلم بفوهة مسدس كما كان السادات مثلا وكما هو الحال مع جميع الزعماء العرب. اذا عرفات كان فعلا رجل ولدته الديمقراطية الفلسطينية بشبه اجماع ..فعاش عرفات ومات بين احضان شعبه من مؤيد ومعارض , وحملوه الى قبره معززا مكرما بعد أن وقع ما وقع من اتفاقيات ومعاهدات يعتبرها الكثيرون وانا منهم مخزية, وليس بالضرورة ان تحظى بموافقة الجميع , وانتقل عرفات للرفيق الأعلى محمولا على اكتاف الشعب الفلسطيني معززا مكرما وترك ارثه الثقيل وترك سلطة كانت تدار بالطريقة العرفاتية ذات العلامة السياسية الخاصة به.

الاسرائيليون اجادوا فن المكر السياسي ضد عرفات وضد حماس . عندما كان عرفات حيا قالوا له لن نعمل معك حتى تجرد حماس والجهاد من السلاح, وعندما مات عرفات قالوا لحماس لن نعمل مع الشعب الفلسطيني الذي أحضركم للسلطة الا ضمن ما اتفقنا عليه مسبقا مع عرفات.

في السابق كانت حماس دائما تعمل بلا رقيب ولا حسيب, تقتل وتفجر فلا أحد يتصدى لها الا الاسرائيليون , لقد كانت تمثل ضمير الشعب لدرجة ان بعض رموز السلطة الامنيين قاموا ببعض الخطوات الاحترازية لوقف حماس والجهاد عن نشاطهما العسكري. وكان عرفات يدين عملياتهم جميعها بلا استثناء دو تحرك جدي من طرفه لوقف العمليات. اما الآن فحماس على وجه الماء, وهي في وسط المسرح السياسي, وبيدها مفاتيح السلطة التشريعية والتنفيذية, وان معارضيها من أبناء الديمقراطية يمارسون واجباتهم على أكمل وجه لاسقاطها وخلق العراقيل امامها. وباتت حماس في واقع الأمر ليس لديها ما تقدمه للشعب الفلسطيني الا خطابا موجها تحثه به على تحمل الجوع والموت والقتل والقهر


هنا علينا ان ندرك انه لا يحق للحاكم المنتخب ديمقراطيا مثلا ان يستيقظ صباح يوم ليقول للناس بانه سيغلق ابواب المدينة لان فتحها يتعارض جوهريا مع مبدأه ؟ او أن يطلب من الناس الذين انتخبوه ان يقفوا (جدلا) على ايديهم ويرقصوا التانغو؟ أو ان يزيد بعدد صلوات الظهر ركعة؟ أو ان يلغي الحج لمن هو دون الخمسين من عمره؟ وهذه كلها امثلة جدلية ليس لها علاقة مباشرة مع ممارسة حماس ولكن ممكن فهمها كاطار عام لكل من وصل الى كرسي الحكم ديمقرااطيا بما فيهم حماس مما اضطرها بالنهاية بالقبول بحكومة يرأسها رجل ليس من رحم حماس



#باسل_بشناق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا سوري ياهنيالي


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - باسل بشناق - حكومة حماس والبقرة الديمقراطية السمينة