أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دينا الأمير - العنف القائم على النوع الاجتماعي














المزيد.....

العنف القائم على النوع الاجتماعي


دينا الأمير

الحوار المتمدن-العدد: 7993 - 2024 / 5 / 30 - 12:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




العنف الاقتصادي ضد المرأة

يعدّ العنف ضد المرأة أحد أكثر الانتهاكات انتشاراً واستمراراً في العالم، وهو عنف قائم على النوع الاجتماعي ويوجه ضد المرأة بسبب كونها امرأة. وعلى الرغم أن المرأة أثبتت كفاءتها في شتى المجالات، ورغم محاولات المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان السعي لتقليص هذه الظاهرة، إلا أن ذلك لم يمنع من تعرضها للعنف بمختلف أشكاله. إن العنف يرسخ الجهل ويمتد أثره على الأسرة والمجتمع ككل، ويلحق بالمرأة أضراراً جسدية واقتصادية ونفسية خطيرة ويشكل عائقاً أمام تقدمها ويعطل قدراتها بما يعود عليها وعلى المجتمع بالفائدة.

عرّفت المادة (1) من الإعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة بموجب قرار الجمعية العامة للأمم 48/104 عام 1993 مصطلح العنف ضد المرأة بأنه “أي عمل من أعمال العنف القائم على نوع الجنس والذي يترتب عليه، أو من المحتمل أن يترتب عليه، أذى جسدي أو جنسي أو نفسي أو معاناة للمرأة، بما في ذلك التهديد بالإكراه أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في مكان عام أو الحياة الخاصة”.

ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يعد العنف الاقتصادي نوعاً من أنواع العنف المنزلي الممارس ضد النساء، ويظهر في العديد من المجتمعات، ويختلف عن الأشكال التقليدية للعنف كالإيذاء الجسدي أو المعنوي، وهو عادة يرتكب ضد النساء العاملات سواء كانت المرأة زوجة أو أخت أو ابنة، ويهدف إلى منع النساء من استخدام أو التصرف أو استغلال مواردهن المالية والاقتصادية. ويعتبر العنف الاقتصادي من أقلّ أنواع العنف المبلغ عنه، لذا لا توجد إحصائيات أو أرقام محددة حوله. وينص قرار الجمعية العامة المتعلق بالقضاء على العنف العائلي ضد المرأة 58/147 على ما يلي: “إن العنف العائلي يمكن أن يشمل الحرمان الاقتصادي والعزلة، وأن مثل هذا السلوك قد يسبب بالغ الأذى لسلامة المرأة أو صحتها أو رفاهتها”.

تتعدد أشكال العنف الاقتصادي ضد المرأة بشكل عام وضد الزوجة بشكل خاص وتتمثل في منعها من التعليم أو إكمال الدراسة مما يقلل من فرص العمل مستقبلاً، أو الحرمان من العمل أو اختيار نوعية العمل – خاصة إذا كانت المرأة تريد العمل لرعاية والديها مثلاً – أو السماح لها بالعمل بشرط حصول الزوج على جزء من راتبها، أو يتم استغلالها في العمل المنزلي ورعاية الأسرة بدون أجر، أو صرف أموالها والسيطرة على ممتلكاتها بدون رضاها، أو استخدام العنف الجسدي والتهديد لإجبارها على التخلي عن أموالها. إن التحكم في القرارات المالية للمرأة يؤثر على حياتها ومستقبلها وصحتها وسلامتها وكرامتها، وينتهك حقوقها ويهمشها ويقلل من دورها في المشاركة الاقتصادية ويجعلها معتمدة كلياً على الغير، كما يحد من قدرتها على التمتع بالحرية والاستقلال.

إن النهوض بأوضاع المرأة وتمكينها اقتصادياً وحمايتها من العنف الاقتصادي والعمل على المساواة بين الجنسين هو حق إنساني أساسي، ويتماشى مع اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) حيث تنص المادة 15 على: “المساواة في حقوق المرأة في إبرام العقود وإدارة الممتلكات”، والمادة 16 “المتعلقة بحق المرأة المتزوجة في حيازة الممتلكات وإدارتها والتصرف فيها على قدم المساواة مع الرجل”. كما أنه يتماشى مع خطة التنمية المستدامة الـ 17 لعام 2030 وعلى وجه الخصوص مع الهدف الخامس الذي يدعو إلى “منح المرأة حقوقاً متساوية في الموارد الاقتصادية، وكذلك في الوصول إلى الملكية والتحكم في الأراضي وغيرها من أشكال الملكية، والخدمات المالية، والميراث والموارد الطبيعية، وفقاً للقوانين الوطنية” والهدف الثامن بشأن “تعزيز النمو الاقتصادي المتواصل والشامل والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، والعمل اللائق للجميع”.

ولتخفيف معاناة النساء من العنف الزوجي الاقتصادي وما يصاحبه من صعوبة التبليغ عنه لاعتبارات عديدة، وللتقليل من انعكاساته الخطيرة على الأسرة والمجتمع، يجب تثقيف وتوعية المجتمع بحقوق المرأة وتغيير الثقافة السائدة التي تعزز العنف الاقتصادي ضد المرأة. كما يجب حماية النساء وتقديم المشورة القانونية والنفسية للاتي يتعرضن للعنف، وإشراك المرأة تشجيعها للانخراط في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن إنهاء العنف ضد المرأة بجميع أشكاله يسهم في بناء مجتمع أكثر تقدماً وعدالة وتنمية مستدامة للجميع.



#دينا_الأمير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة المصادقة على اتفاقية رقم (190) بشأن القضاء على العنف و ...
- قرار مجلس الأمن رقم 1325 المتعلق بالمرأة والسلام والأمن
- مُعوّقات حصول البحرينيات المعيلات لأسرهن حقوق النفقة
- المرأة في القيادة وفي مواجهة الجائحة .. مستقبل أكثر مساواة
- المعلقات والمهجورات ومظاهر العنف ضد المرأة
- “كورونا” والعنف الأسري


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دينا الأمير - العنف القائم على النوع الاجتماعي