حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:34
المحور:
حقوق الانسان
بمناسبة الذكرى الثامنة و الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان
أيها السوريون :
في مثل هذا التاريخ من كل عام يحتفل العالم بذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، الإعلان الذي اقر على المستوى الكوني حق الإنسان الفرد الدائم بالحرية في القول و العقيدة، وبالمساواة دون تمييز بسبب اللون أو الجنس أو الدين أو العرق ، و بالتحرر المتواصل من الفزع و الفقر و الفاقة بوصفها عوامل معيقة لتفتح الروح البشرية و مثبطة لقدرتها على الخلق و الإبداع و المعرفة
و في هذه الأيام و حيث يحتفل العالم بالذكرى الثامنة و الخمسين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في ظل تمتع مئات الملايين في العالم المتقدم بالمستوى الرفيع الذي حققته البشرية في وعيها للإنسان و حقوقه ، يزداد واقع هذه الحقوق سوءا في سورية عاما بعد عام ، لا سيما و أن جذور أزمة انتهاك حقوق الإنسان في سورية تمتد إلى عمق العالم القيمي و الثقافي و المعرفي القديم الذي يعيشه السوريون ، و الذي يعمل النظام السوري من خلال إعاقته للجدلية الاجتماعية و تعويقه للحراك و الحوار و التفاعل الاجتماعي على تأبيده، و الحفاظ على قروسطيته ، و التغذي على آثار تناقضاته الجذرية مع مفاهيم و عناصر الاجتماع السياسي الحديث .
إن النظام الذي لم يتورع عن قتل الآلاف و اعتقال الآلاف في أحداث 1979-1982 و الذي لا يزال إلى الآن يعتقل الأصوات الحرة و يخنق مقدمات المجتمع و قادة الرأي و الفكر فيه هو نظام يعتاش على انتهاك حقوق الإنسان يعيد عبره إنتاج نفسه و إنتاج التركيبة المجتمعية ذاتها التي أنتجته ( مجتمع دون مجتمع مدني ) الأمر الذي يضمن إعادة إنتاج الاستبداد وثقافة انتهاك حقوق الإنسان في الوجود السوري و هو ما يشكل البعد الأهم و الأخطر لأزمة انتهاك النظام لحقوق الإنسان في سورية ، فالمجتمع السوري مجتمع الطوائف و الذكور و القبائل و الذي لا يعترف بالمكانة الفلسفية الحديثة للإنسان الفرد، هذا المجتمع الذي يقاتل النظام بوعي أو دون وعي من أجل إبقائه على تلك الصورة لا ينتج و لا يؤسس لثقافة حقوق الإنسان و لا تنبثق منه و عنه قيم الديمقراطية و الحوار ولا شرعية الاختلاف والاعتراف بالآخر و هي العناصر التي تشكل روح الإعلان و مضامينه الأساسية .
إن حزب الحداثة و الديمقراطية إذ يجد في انتهاك النظام لحقوق الإنسان في سورية الأداة الأهم التي تعيق تحديث المجتمع و تحقيق مدنيته يؤكد أن لمناهضة الاستبداد و الوقوف في وجه انتهاك حقوق الإنسان في سورية بعدا تنويريا أساسيا ، حيث يشكل احترام حقوق الإنسان السوري مدخلا حتميا لإنتاج ثقافة سياسية و مجتمعية تحترم هذه الحقوق و ترسخها مبادئ عليا و ذرى ثقافية .
حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
لجنة إدارة الخارج
برلين
10-12-2006
www.hadatha4syria.com
[email protected]
[email protected]
#حزب_الحداثة_و_الديمقراطية_لسورية (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟