أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - أبناء الدانمارك- يناقش أزمة تنامي اليمين المتطرف والنازيين الجدد في أوروبا















المزيد.....

أبناء الدانمارك- يناقش أزمة تنامي اليمين المتطرف والنازيين الجدد في أوروبا


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7988 - 2024 / 5 / 25 - 12:45
المحور: الادب والفن
    


خلال السنوات القليلة الماضية شهد خطاب الكراهية والعنصرية الموجه للعرب والمهاجرين في أوروبا تناميًا غير مسبوق وتعزز ذلك بصعود تيار اليمين المتطرف في العديد من عواصم القارة الأوروبية . فيلم "أبناء الدنمارك" سيناريو وإخراج المخرج الدنماركي من أصول عراقية (علاوي سليم) يتناول هذا الموضوع ونتائجه في تصاعد نبرات التطرف على يد من يطلق عليهم بالنازيين الجدد . أحداث الفيلم تتركز في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في عام 2025 . أفتتاحية الفيلم شاب يلتقي حبيبته في مكان عام في مدينة كوبنهاغن، يتبادل معها حديثا قصيرا ، يتفقان على اللقاء، يحتضنها ويقبلها ، تتركه وتتجه إلى الجهة الأخرى من الطريق . فجأة يحدث انفجار مروع في محطة المترو يقضي على الفتاة ويروح ضحيته 23 شخصا ، ثم يبدأ الفيلم بالشاب العراقي زكريا أيوب ( محمد إسماعيل محمد ) الذي ينتمي إلى أسرة من المهاجرين لكنه بلا أب بعد مقتل والده خلال الحرب في العراق وفر هو مع والدته وشقيقه الصغير ووصلوا الى الدانمارك وهم يقيمون معا، تعمل الأم مريم (شيرين حبيب شكر) وهي التي تنفق على الأسرة، في بلاد الغربة هذه الانسانة والأم البطلة والدة زكريا أصبحت الأم هي الأب والأم معا ، وتحرص بشدة على اندماج عائلتها في المجتمع الدنماركي . لكن المراهق زكريا مضطرب وغاضب ويبحث عن طريقة للتعبير عن استيائه من معاملة الغرب المهينة للدول العربية . يرغب زكريا العاطل عن العمل والدراسة في القيام بشيء . زكريا لا يتبنّى ولا يعتنق فكرًا سياسيًا أو دينيًا، حتى أنه لا يصلّي. لديه غضب مكبوت في ذات مُراهقٍ يرى الغرب صامتًا ومتعاميًا عما يحدث للعرب والمسلمين، بينما هو الغرب ( من وجهة نظره ) سبب المآسي والحروب التي تتعرّض لها البلاد العربية والإسلامية ما يستدعي معاقبتتهم . بعد الأنفجار صار زكريا يخشى ردة الفعل العنيفة القادمة من النازيين الجدد التي تطلق على نفسها "أبناء الدنمارك " التي تطالب بطرد الأجانب خاصة المسلمين من البلاد ، يلهمها في ذالك زعيم حزب سياسي يميني عنصري مارتن نوردال بخطاباته التحريضية الذي يطالب فيها باستعادة الدنمارك وإعادتها إلى أبنائها الأصليين. تتصاعد هجمات العنصريين على بيوت المسلمين والعرب بعد وقوع الانفجار الإرهابي ، يضعون أمام بيوت العرب المسلمين رؤوسا بلاستيكية لخنازير مذبوحة من أجل ترويعهم .

يصبح زكريا قلقا على مصيره ومصير أسرته الصغيرة، ويكون طبيعيا أن يتجه للبحث عن الحماية ودليل الذي يرشده إلى الطريق، ويجدهما في شخصية رجل أصولي متشدد صاحب المقهى الفلسطيني حسن (الممثل الفلسطيني عماد أبوالفول) الذي يجمع اللاجئين العرب من الشباب ويدبر لهم مكانا للإقامة ، ونراهم يكتظ بهم المكان الذين يعيشون فيه كالحيوانات، ، يشير حسن إليهم وهو يروي لزكريا مأساتهم، فوراء كل واحد منهم قصة مأساوية.. منهم من فقد ذويه بعد أن غرقوا في مياه البحر بسبب تقاعس السلطات عن إنقاذهم، ومنهم من فر من الحروب ولكنه مهدد الآن بالترحيل . حسن كاره للنظام وطريقته في التعامل مع اللاجئين . فهناك مهاجرون قضوا عشرين عاما في الدنمارك، ويرون أنهم يُعاملون بازدراء ، لذا يواجهون التعصب اليميني بتطرف ويغلي المجتمع بصراعات دفينة . حسن صاحب المقهى أنشأ نوعا من الميليشيا المضادة لهجمات " أبناء الدانمارك " ، فهو يرى أنه ليس من الممكن البقاء في انتظار التعرض لهجمات العنصريين ثم الترحيل القسري . يختبر حسن رغبة زكريا في الانضمام إلى جماعته ، وعندما يتأكد من رغبته يكلفه باغتيال السياسي العنصري نوردال (الممثل الدنماركي راسموس بيرج)، ويسند إلى شاب مصري (من أم دنماركية) هو علي (الممثل المصري الأصل زكي يوسف) تدريبه على استخدام السلاح ومساعدته في تنفيذ مهمته، يبدو علي غامضا بعض الشيء قليل الكلام، إنه يخفي أكثر مما يظهر . يرافقه علي وتنشأ بينهما صداقة، ويدعو زكريا علي إلى منزله ليقدمه إلى أمه وشقيقه ويوصيه بهما خيرا إن وقع له مكروه ما . أصبح مارتن نوردال قريب من الفوز في الانتخابات العامة، وها هو يشدد من خطابه المعادي للأجانب الذين يطالب بتطهير البلاد منهم خلال حملاته الانتخابية . وفي حملاته الانتخابية يستغل نوردال خوف المواطنين من التصعيد الإرهابي، ويحذّر من أخطار تتعرّض لها الديمقراطية على أيدي مهاجرين “سرقوا منا بلدنا" . ويستقطب مؤيدين لحزبه اليميني الذي يرفع شعار “الدنمارك للدنماركيين”، مجادلا بأن بلاده “لا ينبغي أن تتحمل أعباء العالم”، ويعد أنصاره بأنه حين يصل إلى الحكم فلن يسمح لأحد بتهديد الحضارة “ليس هناك سوى حضارة واحدة هي حضارتنا”، وأن يسحب الجنسية من المسلمين ويعيدهم إلى بلادهم، إذا انتهت “حروبهم، وانتهى معها ترحيبنا بهم”. وبهذا الإقصاء والطرد لمهاجرين اكتسبوا الجنسية ، تستعيد البلاد “مسارها الصحيح”. يذهب الشاب زكريا لاغتيال الزعيم اليميني نوردال تحت إشراف علي، لكنه يفشل ويجد أن المسدس الذي في حوزته فارغا من الرصاص، وينجو نوردال بفضل وشاية علي بزكريا وتعتقل الشرطة زكريا المسكين ويكون مصيره السجن المشدد ويحرم من رؤية أمه وشقيقه . أما علي فسيتضح أن اسمه الحقيقي هو مالك، وأنه ضابط في الشرطة السرية يعمل تحت غطاء "شخصية علي" المتطرف للتسلل داخل صفوف العرب واللاجئين المسلمين، لكن شخصيته ليست على هذا النحو من البساطة فهو يعاني أيضا من تمزق الهوية .إنه ينتمي إلى أب مصري وأم هولندية، وهو ليس وحيداً كما كان يقول لشيخه حسن، بل متزوج من فتاة عربية وله منها ابن .
ويشعر زعيم المعارضة نوردال بالامتنان لمالك أمين، ويشكره ويقول إنه مدين له بحياته. وينجح في الانتخابات، ويقترب من تشكيل الحكومة . يصبح علي/ مالك هدفا لانتقام حسن وجماعته، فيختفي عن الأنظار، ويزور أم زكريا فترفض لقاءه لأنه وشى بابنها وعرّضه للسجن ، "مالك " الذي يمزقه قلقه وخوفه على أسرته وواجبه نحو عمله وإحساسه بالذنب بعد الزج بزكريا في السجون، وعلى الصعيد الآخر تتصاعد أسهم نوردال القيادي اليميني وهو نفس القيادي الذي أنقذه مالك من القتل على يد زكريا الذي يشعل موجة التحريض ضد الأقليات . لاحقًا، يطلب مارك صراحة وبعنصرية فجة، بطرد كل من ليس أوروبيًا من الدنمارك: "الحرب انتهت في بلادهم. استضفناهم وأكرمناهم . لا ننتظر منهم شكرًا ولا تقديرًا، فقط العودة"، يصرح في حوار تلفزيوني قبل الانتخابات البرلمانية ، إذا فاز في الأنتخابات فسوف يصدر تشريعات، يتعلّق بعضها بسحب الجنسية من المهاجرين ، وإطلاق حملة للشرطة والقضاء عليهم . من هذا المأزق يصبح الضابط السري مالك الشخصية المحورية في الفيلم، صحيح أنه هو الذي أنقذ حياة العنصري نوردال ونال منه الشكر على ما فعله بدعوى أنه " مختلف عن الآخرين " كما كرر القول له نوردال الزعيم اليميني مرتين، و لكن مالك يزداد قلقه على مصير أسرته الصغيرة ، لم يستطع الفرار من حالة القلق التى انتابته وخوفه ورعبه من انتقام الجماعة المتطرفة التى كان ينتمى لها ثم وشى بها . وتتصاعد أحداث الفيلم ، في القسم الثالث الذي يركز على خطاب الفوز للزعيم العنصري(مارتن نوردال) الذى يندد فيه بالمهاجرين ويتوعدهم بطردهم من بلاده بعد أن يستلم رئاسة الوزراء ، ويشجع بذالك جماعات اليمين المتطرفة التى تطلق على نفسها "أبناء الدنمارك" لكى تنفذ العديد من الهجمات الإرهابية ضد هؤلاء المهاجرين .
خلية "أبناء الدنمارك" تتغذّى أساسًا من فكر المُتطرف مارك نوردهال (راسموس بيرغ)، العنصري المتشدّد ضد أي لون أو بشرة غير أوروبيين حتى النخاع . يتدرَّج في مناصب توصله إلى رئاسة حزب "الحركة القومية"، المُنادي بطرد المهاجرين وغير الأوروبيين من الدنمارك. خطابه يلقى تجاوبًا كبيرًا، فيعزف على الوتر أكثر ليُلهب المشاعر، ويكسب مزيدًا من المؤيدين للحزب. النتيجة: ازدياد جماهيرية الحزب، واتساع قاعدته، وبالتالي ازدياد عنف الهجمات . مالك المنقول للعمل إلى بلدة أخرى، يُكلَّف بالتنصّت على مكالمات خلية "أبناء الدنمارك"، فيكتشف سريعًا علاقة الزعيم اليميني مارك بهم وكيف يحركهم ويعملون حسب توجيهه بشكل أو بآخر . يطلب توقيفهم أو اتّخاذ إجراءات ضد الخلية. يرفض رئيسه الطلب ويُغلق ملف الخلية والتنصّت عليها . يفوز مارك في الانتخابات ، وبعد أن كان (مالك) يعتقد فى البداية أن التهديدات التى كان يتلقاها هو وأسرته تأتى من الجماعة الأسلامية المتطرفة الذين خانهم ، يتضح فى نهاية الفيلم أنها من جماعة النائب العنصرى الذى سبق وأنقذه . بعد فوز النائب اليميني بالأنتخابات ، يكشف المتطرفون الأجانب( أبناء الدانمارك) هوية مالك كعميل استخباراتي، فيهاجمون منزله ويشوهون وجه زوجته بمادة حارقة ويقتلون ابنه، يقرر بعدها مالك الانتقام ويستكمل تنفيذ ما شرع فيه زكريا ولم يُكمله. وفي مشهد من أقوى مشاهد الفيلم، يقف مالك وراء الباب المؤدي إلى قاعة الاحتفالات التي يَخطب فيها نوردال بعد فوزه، يقوم بالعدّ حتى الرقم 5 ثم يندفع نحو المنصة، حتى يصل إلى نوردال ويُسقطه قتيلا في الحال لكى يخلص البلاد من تطرفه وعنصريته وإنتقامًا لابنه وزوجته.
لا يمكننا تميز (أبناء الدنمارك) أنفسهم العنصرين الحاقدين، لكونهم شخصيات مقنعة تخرج أحيانا في الظلمة لارتكاب جرائمهم بحق المهاجرين العزل ، على الجانب الآخر ، نجد وراء كواليس حركة المعارضة الإسلامية والعقل المدبر لها حسن محمود (عماد أبو الفول)، الذي يخفي مظهره الخارجي الملتحي على ما يبدو فكرا متشددأ لا يرحم ، يدير حسن ملجأ تحت الأرض للمهاجرين العرب المشردين، لكنه يخطط أيضا للحد من تجاوزات اليمين للسياسي مارتن نوردال (راسموس بجيرج)، الذي يبدو أن حركته الوطنية ستشكل الحكومة الدنماركية القادمة على حساب مناهضة للهجرة وطرد المهاجرين . يصف المخرج علاوي فيلمه "هذا فيلم عن الأصوات المتطرّفة من كلا الطرفين . الطرف العربي متمثّل بالإسلام الراديكالي، والطرف الدنماركي باليمين المتطرّف . لم أُرِد فيلمًا سياسيًا تقليديًا عن اليمين واليسار، بل عن المجتمع، وعن كيف أنّ التطرّف بات شيئًا "طبيعيًا"، يُمكن قبوله والسماح به. طبعًا، هناك مَن لا يزال يتصدّى لهذه الظاهرة، لكنّي أؤمن فعلاً أن بعضا ممّا يُصرَّح به على المنابر لم يكن مقبولاً قبل 10 أعوام. هذا الخطاب المتطرّف يأتي على لسان بعضٍ ممّن يُمكن اعتبارهم كبار القوم في المجتمع الدنماركي ". يرصد المخرج الدنماركي من أصول عراقية " علاوي سليم " في فيلمه الروائي الأول (أبناء الدنمارك) الصراع المباشر بين المتطرفين والقوى الأمنية والسياسية والمهاجرين، ليصبح العنف هو الوسيلة الوحيدة التي تصل إليها كل الأطراف، منتهيا إلى أن (العنف يولد العنف) ، إنها نبوءة صادمة عمّا سيحدث بالدنمارك في العام 2025 . أجرى المخرج العديد من اللقاءات والبحوث قبل كتابة الفيلم وشاهد أفلامًا وثائقية عديدة، وقرأ عن أناسٍ ينبذون المجتمع الذين يهاجرون إليه، فاكتشفتُ مثلاً أنه لا يوجد زكريا واحد ولا مارتن واحد . يشير العنوان إلى مجموعة من النازيين الجدد الذين يؤمنون بالإعادة القسرية للمهاجرين إلى أوطانهم حتى الحاصلين على الجنسية الدنماركية . نوردال وهو الوجه السياسي للقومية العنصرية القبيحة ، وهو زعيم حزب سياسي متطرف يهدف إلى الفوز بأصوات من أولئك الذين يشعرون أن الهوية العرقية للدنمارك قد تآكلت من خلال السماح للمهاجرين بدخول البلاد ، تغذى معارضوا نوردال الإسلاميون المتشددون أيضا على خطابه لتطرف الشباب في الكفاح ضد أبناء الدنمارك. وهكذا يتم تلقين شاب مسلم محبط وغاضب (زكريا) يبلغ من العمر 19 عاما ، ويصبح جزءا من محاولة اغتيال الزعيم المتطرف ( نوردال) .
المخرج ( علاوي سليم ) يعكس مناخ سياسي يشعر بأنه مألوف جدا للجمهور في جميع أنحاء أوروبا وفي الواقع العالم، تخشى أوروبا من صعود اليمين المتطرف الذي يحرّض على اتخاذ إجراءات مناهضة للإسلام والمسلمين، وتكوّنت جماعات متطرفة مثل حركة " أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب" التي تسعى لتشكيل جبهة موحّدة لليمين المتطرف، يوضح سليم كيف يمكن حتى لأكثر الحجج تبسيطا(عنا وعنهم) والحروب العالمية ضد المسلمين وتشكيل الشعور بالمجتمع، أن تؤثر على الشباب وتدفعهم إلى التطرف ، ويؤكد المخرج الشاب " أن كل ما يقوله رجال السياسة في أعماله حقيقي، بل يقول السياسيون في الدنمارك في الواقع ما هو أفظع منه بخطاب يستخدم لغة التحريض والعنف ضد المهاجرين" . ربما يذكرنا شخصية الزعيم اليميني في الفيلم (نوردال) بالسياسي الدانماركي راسموس بالودان (مواليد 2 كانون الثاني/يناير 1982 ) هو سياسي دنماركي وكان متطرفاً وزعيماً لحزب ( هارد لاين ) اليميني المتطرف والذي أسَّسهُ عام 2017 ، الذي أعربَ في وقتٍ ما عن رغبته في حظر الإسلام في الدنمارك، وترحيل جميع المسلمين من البلاد من أجل الحفاظ على مجتمعهم العرقي ، وقام راسموس بالودان في تنظيم مظاهرة مناهضة للإسلام في حي نوربرو المتنوّع عرقيا في العاصمة تحت شعار ( أوروبا لنا) .

يحاول المخرج العراقي-الدنماركي علاوي سليم في فيلمه وضع جميع العناصر اليمين الفاشي في الدانمارك أو المهاجرين العرب المتطرفين في مواجهة جرائمهم ، متوقعاً مستقبلا قاتماً وعنيفاً بعد صدامات دموية بين طرفي اليمين المتطرف والإسلام الراديكالي . في فيلمه " أبناء الدنمارك" الذي يحمل إسم حركة متطرفة تدعو لطرد المهاجرين وعودة الدنمارك لأبنائها فقط ، يناقش أزمة تنامي اليمين المتطرف والنازيين الجدد في أوروبا متبنيا وجهة نظر ترى أن العنف لا يولّد إلاّ عنفا ، ويعلق المخرج عن فيلمه الذي فاز بجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية في ختام الدورة الـ41 لمهرجان القاهرة السينمائي الذي أقيم في عام 2019 في دار الأوبرا بالعاصمة المصرية :" أن “أبناء الدنمارك” الذي تدور أحداثه عام 2025 بمثابة استشراف المستقبل القريب للمجتمعات المحتقنة بالتطرف بين كل الفئات" . ورغم أنه ولد في بلاد يفترض أنها متحضرة، لكنه يشعر بوطنه الأصلي الذي لم يفارقة وصار مثل ظلًه يطارده رغم العيش في الدانمارك واندماجه في مجتمعه . ومما لا شك فيه أن نجاح الفيلم جاء بسبب أنه تجربة شخصية عاشها كاتب ومخرج الفيلم علاوى سليم، فجسد من خلاله صراعا عاشه بين جذوره العربية وهويته الدنماركية ومعه باقى أبطال الفيلم، المخرج علا سليم من الدنمارك عام 1987، درس في المدرسة الوطنية للسينما في الدنمارك وأنشأ شركة إنتاج سينمائية . إستخدم تجربته الشخصية كمصدر إلهام له ، يجسّد المخرج العراقي في أعماله أزمة الهوية التي يعيشها العرب المهاجرون، في العيش بمجتمعات توفّر الأمان لكلّ مَن لجأ إليها هربا من الظلم أو الحرب في بلده، لكن بعضهم لا يستطيع الاندماج ويشعر بالانفصال عن المجتمع .
في الختام : الفيلم يعكس صعود أيديولوجيات النازيين الجدد في أوروبا، فيلم" أبناء الدنمارك" صرخة تحذير من خطر ينجرف إليه المجتمع الدنماركي ويتمثّل بشحن وتعصّب وعنصرية، ستؤدي لا محالة إلى تفشّي الإرهاب . وتحذير المخرج علاوي سليم (1987)، غير مقتصر على طرف واحد ، فهو يمين دنماركي أو عربي ـ إسلامي، وهو سيؤدّي إلى تحوّل شخصيات مُسالمة تتبنّى لغة الحوار والتسامح إلى النقيض تماماً .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( قصة كيرالا ) فيلم هندي يكشف تجنيد الفتيات في تنظيم داعش ال ...
- أنا كوبا: فيلم يؤرخ نضال الشعب الكوبي من أجل الحرية
- الفيلم الكوري - عندما يأتي يوم 1987 - يوثق الشرارة الأولى لا ...
- - خيال أمريكي - نقد للمعايير التي يتم التحكم في تقيم الفن وا ...
- ( كربلاء) فيلم بولندي يوثق أحدى معارك جيش المهدي مع قوات الت ...
- فيلم ( قتلني عمر ) يفضح عنصرية النظام القضائي الفرنسي
- -الذاكرة الخالدة -فيلم إنساني وصورة مؤثرة بعمق عن الحب ومرض ...
- -محبة فنست - فيلم رسوم متحركة يحكي قصة فان كوخ من خلال لوحات ...
- فضح وحشية جنود الاحتلال الأمريكي في العراق في فيلم المخرج دي ...
- -أحد عيد الأم - فيلم يصور حياة الكاتبة (جين فيرتشايلد ) حتى ...
- -حافة الجنة - - فيلم عن الروابط الأسرية ويكشف جانب من نضالات ...
- فيلم - باران - يتناول مأساة اللاجئين الأفغان وقصة حب جميلة
- فنانة على طريق النضال فنانة الشعب - زينب -
- فنانة على طريق النضال - محسنة توفيق-
- مسلسل (مدرسة الروابي للبنات) في موسمه الثاني يتناول هوس وسائ ...
- فيلم ( الخصم ) قصة اللاجئ إيراني في السويد يعكس قضايا حول ال ...
- -جاسوس البلقان- فيلم ساخر عن تأثير القمع السياسي على نفسية ا ...
- التمسك بالهوية الكردية والاندماج في مجتمعات الأغتراب في الفي ...
- الفيلم ألايطالي - أنا الكابتن- دعوة الى وقف الاتجار بالمهاجر ...
- -أترك العالم خلفك- فيلم يطرح ايمان الأمريكيين في نظرية المؤا ...


المزيد.....




- فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
- فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح ...
- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...
- طرد مشاركين من ملتقى تجاري في أوديسا بعد أن طالبوا المحاضر ب ...
- المخرجة والكاتبة دوروثي مريم كيلو تروي رحلة بحثها عن جذورها ...
- أولاد رزق 3 وعصابة الماكس.. شوف أقوى أفلام عيد الأضحى 2024 خ ...
- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - أبناء الدانمارك- يناقش أزمة تنامي اليمين المتطرف والنازيين الجدد في أوروبا