أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مبارك بوالزيت - تأملات في الجمود و التغيير















المزيد.....

تأملات في الجمود و التغيير


مبارك بوالزيت

الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 22:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجمود و التغيير
رأى كوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير أن حَمية الجماعة قد تجرد الفرد من عقله فيصبح بذلك تابعا من حيت لا يدري. إن المنتمين إلى الحزب النازي في المانيا في مطلع القرن الماضي مثلا غالبا ما قنعوا أفكارههم بقناع الإيديولوجيا و أوهام الحزب، وكثيرا ما كانو انتقائيين يغظون الطرف عن عُنفهم وعن تناقضاتهم الذاتية. وهذا التوجه قد ينطبق غالبا على من يسقط مَنطِقا، يبدو له واقعيا من منظوره الخاص ،أو منظور جماعته أو حزبه، على أشخاص أو أشياء او أفكار تنتمي إلى سياقات مختلفة . مثل هذا يتمظهر في فكر الجماعات المنغلقة التي تحتكر الحقيقة، و لن نورد الأمثلة على هذا الآن لأنها كثيرة (يمكن للقارئ أن يستحضر جماعة الآميش مثلا). كان محمد عابد الجابري صادقا حين تساءل عن ما يمكن القيام به في حالة الفكر المنغلق : كيف نخبر المنغلق عن انغلاقه باستعمال لغته ولكن بكلمات قد لا تتوفر لنا في قاموسه؟
سبب هذا الجمود على المنظور الواحد نفسي ربما. يورد برتراند راسل سببا عاما يستحق التأمل في كتابه تاريخ الفلسفة الغربية. يورد راسل ما يلي في معرض نقاشه لفلسفة كانط اذ يقول: "إن الرجال الذين فعلو الكثير لتعزيز سعادة الإنسان فعلو ذلك لأنهم آمنو حقا أن السعادة يجب أن تعاش الآن و حالا، و ليسوا كاللذين احتقروها اعتقادا منهم أن هناك ما هو أفضل في عالم آخر." (ترجمتي من الصفحة 641) وهذه إشارة صريحة للذين ينقصهم الفهم أو يستغلون الإيديولوجيا للجبر و الإرجاء أو لأغراض مبطنة أو غير معلنة.
ما سأقوم به في هذا المقال هو التفكير مع القارئ في إمكانية تغٓيُّر الممارسات المؤدلجة أو الجامدة. لا نخفي القارئ سرا إن قلنا أن المقالات التي تضع التغيير مقابل الجمود قيد الدرس خصوصا في علاقتهما بالقيم و الممارسات الثقافية قليلة و غير متاحة، خصوصا بالمعنى الذي نراه مبسطا للقارئ الذي يبحث عن مدخل للفهم. ما يجعلنا نطرح سؤالين بسيطين هما: متى تكون بعض الممارسات تكريسا للجمود؟ ومتى وكيف تتغير؟
قد يكون هيكل أول الفلاسفة الذين و ضعوا لجاما للعقل. يدعي هيكل أن "كل ما هو معقول واقعي، و كل واقعي معقول." تفيد هذه المقولة، على حد فهمنا للمعنى الذي أراده لها هيكل طبعا، أن العقل يقبل الواقع كما هو. و منه فواقعية الفعل الثقافي في سياقه المجتمعي-مهما كان تافها او عنصريا الى غير ذلك--هي المحددة لمعقوليته. احتقار المجتمع الألماني لليهود مثلا في مطلع القرن العشرين أخد معقوليته داخل المجتمع الألماني من كونه ممارسة متكررة و منتشرة، واحتقار الأمريكيين للسود أو الأوروبيون للأفارقة في مطلع القرن الماضي اخد معقوليته الثقافية بنفس الشكل.
هذا الشرط المجتمعي المجحف يعجل بفهم ما يلي: من الصعب إنكار فكرة كون ممارسات الناس وقيمهم ، قبيحة كانت أو حسنة ، تبدو واقعية (معقولة ) لهم تماما وذلك انطلاقا من واقع ثقافتهم وبُناها الرمزية و النفسية . كلود ليفي شتراوس تعامل مع هذا المعطى عندما درس رموز (totemic signs) القرى البرازيلية، و التي بِقدر ما بدت له غريبة كدارس، بدت للبرازيليين مثالية تماما وذلك من منظور موروثهم الثقافي . قد يبدو للأفراد في سياقات ثقافية محددة، خصوصا داخل مجموعة مغلقة كهذه، أن قيمهم وأفكارهم هي ذات العقل، بحكم ما فرضته العادة و التكرار أو ربما مسببات أو بنيات ذات طبيعة نفسية أو ثقافية خاصة. وهذه القيم و الممارسات، والتي سنورد منها أمثلة متعددة تتعرض لسطوة الزمن فيطالها التبدل لا محالة.

كما أسلفت، قد يلاحظ التغيير على بعض أفكار وقيم الأفراد (و الجماعات كذلك) بتغير السياقات وبمرور الزمن. يخبرنا فيردناد دي سوسير مثلا عن كون "التغيير يطال كل شيء تقريبا وليس لدينا مبرر كافي يجعل من اللغة استثناء في هذا الصدد." ولكي لا يتوه القراء، يحضرني هنا بعض الأمثلة عن ممارسات تغيَّرت بين الماضي والحاضر مع إضافة التغيير الذي طرأ على كل ممارسة. من نكد الدهر أن "الساتي" مُورس في الهند بحرق الأنثى التي مات عنها زوجها لكن هذا الفعل الهمجي ما لبث أن انتهى بتدخل منظمات حقوق الإنسان . وانتهى كذلك بوعي الناس بتخلفهم. فقد غدت اليوم ممارسة "الساتي" خرقا ونكوصا في إنسانية الإنسان بعدما كانت ممارسة طبيعية مقبولة.

و غير بعيد، كان "الزطاط" في الثقافة المغربية إبان فترة "السيبة" (فترة انعدم فيها الأمن تماما في بعض المناطق بسيطرة القبائل القوية) فردا أو مجموعة أفراد يشدُّون الرحال مع مسافر غريب يساعدونه ويحمونه من اللُّصوص وما شابه حتى يصل وجهته بمقابل يدفعه للزطاط . هذه الممارسة انتهت بانتهاء عهد السيبة و إسقاطها على مغرب اليوم قد يكون ضربا من الغرابة و ضربا من عدم احترام القانون ( ربما تهريب) بحُكم أن السفر تيسَّر اليوم إلى حد كبير و هذه الممارسة التي كانت مقبولة آنذاك لم يعد لها أي قيمة اليوم .

عندما وصل الراديو إلى الجزائر وجس منه أغلب الجزائريين لأنه رُبط بالمستعمر الذي استغله في "البروباغاندا"، إضافة إلى رفضه بسبب ما أسماه الدكتور فرانز فانون بنيات الخوف من الجديد (dissonance) . يخبرنا علي الوردي كذلك عن أول سيارة وصلت بغداد وكيف ظن الناس أن بها جِنيّٓا يدفعا للسير و الأمثلة كثيرة في هذا الصدد . وهذا ليس انتقاصا من ثقافة على حساب أخرى و إنما سرد لواقع لتوضيح الكيفية التي تتغير بها أفهام و ممارسات الناس بفعل الصدمة—تأثير العادة و صدمة الحداثة هنا على سبيل المثال.

الحاصل أن أغلب دارسي الثقافة لا يقفون على هذه التغيرات. و لا نخفي الدارسين للاستشراق سرا إن قلنا أن الجمود المفرط على دراسة الصور السلبية في الاستشراق منظور فكري قديم و يجب أن لا يثنيهم عن ملاحظة المتغيرات، و يجب أن لا يثنيهم كذلك عن النظر إلى أقرب "استشراق" للمعرفة المفيدة والتخلي عن الجمود على نظرية المآمرة كما في اللوم المفرط للإمبريالية، خصوصا في السياقات المعرفية التي يجب فيها الانفتاح على الآخر للتزود بالمعرفة . دراسة الأساس المعرفي او الفلسفي للحداثة او دراسة الاستشراق الألماني مع الفيلسوف لايبنيتز مثلا قد يكون أفيد لطلبة دراسات ما بعد الاستعمار والدراسات الثقافية من دراسة الاستشراق الفرنسي خصوصا أنه تم تقزيمه من طرف جامعاتنا في روايات فلوبير وشاتوبغياند وغيرها, وهذه الأخيرة تزخر بعموميات سلبية عن الشرق على الشق المعرفي المفيد (دراسة فلسفة ابن باجة و ابن رشد و ابن سينا والجاحظ و مقارنة فكرهم بفكرغيرهم من فلاسفة العالم العقلانيين أفيد للدارس ربما). مثل هذه المواضيع لا تأتي بجديد (لا نعمِّم ) وقد تزيغ بالدارس عن منابع المعرفة المفيدة، اذ تظهر هوساً بالمستشرق والغرب كموضوع و تهمل الذات. كتاب الصراع الفكري في البلاد المستعمرة لمالك ابن نبي مفيد في هذا الصدد.
الحاصل أن الصور السلبية و الممارسات الجامدة كثيرة و التركيز عليها غير مفيد إلا من باب تغييرها طبعا. الفيلسوف هيكل مثلا أنكر واقع الاختلاف في العالم، مناقضا مقولته "كل واقعي فهو عقلي" إذ ألصق بالإنسان الإفريقي توصيفات غير واقعية، أقلها أنه همجي لا يقدر على التفكير و بقي ثابتا على رأيه. كيف ذلك و الأفارقة (وغيرهم من الأمم ) أطباء وعلماء وأساتذة وصل نبوغهم الآفاق؟ حتى الدكتور كارل بوبر، صاحب مبدأ التخطيء في الأبستمولوجيا، أصر هو الآخر على كون الحضارة صنعة غربية محضة (راجع(ي) كتابه التخمينات و التفنيدات--ترجمتي للعنوان). و لا يتسع المقام لسرد توصيفات الاستشراق العرقية العجيبة التي سردها الدكتور إدوار سعيد و روبيرت يونغ في هذا الصدد. لكن العجيب حقا هو أن الجاحظ سبق هيكل وغيره بقرون مؤكدا على أن العقل قسمة مشتركة بين جميع البشر، يساهمون بهِ كل من موقعه، وينمو بالنظر والبحث والتجريب على أن يصل بصاحبه إلى رحمة وحلاوة النظر فلا تتيه به السبل بعد ذلك ،(يمكن مراجعة كتاب المناحي الفلسفية عند الجاحظ في هذا الصدد ل الدكتور أبو ملحم).
إن حركية التاريخ وتلاقح الثقافات يغيِّران بعض الممارسات الثقافية بالإضافة و المسح . كانت النساء في عهد الإغريق القدماء سجينات صور سلبية، فرضتها الميثولوجيا، حتى أن باندورا مثلا أُلصِق بها كل الشرور و بعض الأمل . انعكس هذا الواقع على مكانة المرأة الاغريقية في البيت فأصبحت كالخادمة المسجونة، ومن درسوا بعضا من ميثولوجيا الإغريق يعرفون جيدا ردهة النساء(women s quarters ) وتشابهها ردهة اليهود او "الملاح" او ردهة السود في آخر الباص في عهود التمييز العنصري البواح . ما لبث هذا الفهم أن تغير بتغير ظروف البشر و بإعمالهم للعقل بالفرز و الترتيب و النقد خدمةً لظروف جديدة بدَل التعميم و التأثر بما تفرضُه العادة السلبية وتُرسِّخه. أما الآن فقد أصبحت النساء في اليونان شقائق الرجال و هذا هو الحاصل كذلك في المجتمعات التي تحترم نفسها. أصبحت الديانات ومعها الأفراد من مختلف المشارب يتعايشون، ومن له برهان على ادعائه فيسرده بكل حرية ( هذا طبعا لا ينفي وجود صراعات سياسية أخرى تفرضها تأثيرات إيديولوجية لا يتسع المقام لذكرها هنا ).
هذا التغيير الملازم للتاريخ و ولقيم الناس وعاداتهم كما اوضحنا ليس وليد الصدفة وإنما قانون يسري على كل شيء تقريبا، فالكون يتسع و المدن كذلك، ومع هذا الاتساع تستنير أفهام الناس و تتغير قيمهم. هذا الاتساع و التغيير يلهم كذلك تفكيرنا في النفس و التي هي أصل التغيير في آخر المطاف. حتى بعد أن يبدو لنا أن جزءا من ذواتنا هو-هو نفسُه لا يتغير، لأن الفرد طبعا هو نفسه اليوم كما البارحة وهو نفسه قبل عشر سنوات، لكن يجب أن لا يغِيب عن أذهاننا كذلك أن هذه النفس الحية سمتها التواصل وكذا الاستمرار، و هذا الاستمرار ليس كاستمرار حيوان في البرية، إنما هو استمرار يقتضي التغيير بتحليل ما يرِد على النفس من معلومات بالترتيب و الفرز و الإضافة والحذف لتمييز الحسن والمفيد، وفي هذا الاستمرار عيش و تغيير و إبداع .
من جهة يفهم التغيير منقوصا إذا قصد به استعمال المنطق في كل شيء، ومن توهموا امتلاك هذه الآلة—مع نقص الحكمة—قد يكونون أحيانا أقرب من الآلة إلى البشر، لأن للعقل حدودا يقف عندها، كما اخبرنا كانط. شوبنهاور فعل حسنا حين رفع من قيمة الإرادة على العقل . نكبة المعتزلة الحقيقية، رغم وهَجهم و إسهاماتهم العظيمة، لم تكن ربما إلا هذا الاستعمال المفرط للعقل في محاولتهم فهم الميتافيزيقا، وما لن يفهم إلا برسم حدود العقل ربما. علاقة بالعقل دائما، لا نستطيع إسقاط المنطق الصوري الأرسطي مثلا على مقولات الناس بحثا عن مقدمات أولى وثانية فنتائج صحيحة، لأن هذا سيكون ضربا من العبث، وأشبه في الواقع بمن يخيط قماشا بسكين، لأن الناس داخل الثقافة يكونون محكومين بكلٍ واقعي معقد ومتشابك يستدعي أبعاد كثيرة غير نسق المقدمات وحده ليُفهم .
و من جهة اخرى قد يقال إن من سار على نهج المعتزلة يصل به العقل غالبا ذلك المبلغ الخطير إذ لا تلبث الظواهر تتولد فلا العقل يفهمها ولا العلم. لكننا لا نلوم المعتزلة لأن العقل يبقى هو الأصل لأنه وحده يرينا هذه الحدود و به يكون الحدس و الفرز و التنقيب و الإبداع. و الحقيقة لا تتبدى إلا بالتخطيء المتواصل، والمثال الذي أوردناه في عدم قدرة العلماء فهم اسباب اتساع الكون و أغوار المحيطات أمثلة واضحة على حدود العقل و اسباب كافية كذلك لفهم هذه الأسرار بالعقل.
إن التغيير لا يكون على حساب إنكار الماضي و التراث واحتقارهما، ولا يكون كذلك بتمجيدهما، كل ما نراه في العالم اليوم تراكم لتراث جيد، وإن عم البؤس في وطن ما فمردُّه ربما إلى تراكم تراث يحتاج إلى فرز و نقد وتجديد أو بسبب استبداد يعيش معه الفرد محبطاً كمن يخرج من بطن أمه مقوس الظهر و هو لم يبلغ بعد أرذل العمر. ومنه فلا يمكن ربما البدء من لا شيء، فنحن أقزام تحملنا أكتاف جبابرة، و إعمال العقل النفعي في التراث و وصفه بالجمود غالبا ما يذهب بصاحبه مذهبا تتيه به السبل، لأن فكر القدماء يُحترم داخل الحدود و السياقات التي أنتج فيها، و يفنَّد بعد ذلك بدليل وبرهان. بعدما أسس الدكتور كارل بوبر لفكر عقلاني تخطيئي في كتابه التخمينات و التفنيدات (ترجمتي وللعنوان من النسخة الإنجليزية ) وبعد تقديمه للأدلة الكافية على أنه مستقبل العلم، وقف لاحقا عند العلم غير العقلاني لما قبل السقراطيين، ليستنتج إن كل مجهود محمود، وقد تكون هذه الميثولوجيا الأفق الذي بني عليه العقل النقدي، فرزا للأسطورة و كذا الملاحظة الساذجة .
لا يتغير الفرد نحو الأفضل مع نفسية الجمود و الإنكار . يجمُد أحدهم على احتقار الفلسفة وهو لا يعلم إن هاتفه في يده أصله الجِدَّة في فكر ديكارت. هذا النوع من الجمود على الرأي يولد الخوف و الخوف غالبا ما يورث الإنكار، فمن جهل شيئا عاداه على رأي المثل . إن أي تغيير ينشده الفرد لابد ربما ان يكون أساسه التفرد و الإتقان والتميز لا الجحود و الجمود، ومثال ذلك قصة الراديو و السيارة التي سبق وأوردناها وهلم جرا . كما أن التغيير لا يأتي بالملاحظة الساذجة وحدها لأن مقولة "السماء زرقاء" و "الأرض مسطحة" باديتان للعيان لكنهما أبعد من الحقيقة بعد السماء عن الأرض، وجمع هكذا ملاحظات دون تجريب قد لا يمت للعلم بصلة. و متى ميز الفرد بين التنجيم وعلم الفلك وبين الشعوذة و الطب مثلا سار على طريق التغيير.
ختاما، أقصر الطرق الى الجمود هي كذلك الاستكبار و الآبائية (مشتقة من أب). و على سبيل الدعابة، جحا اكبر معلم في هذا الصدد . مر جحا يوما على رجل في قرية فسأله: كم عمرك؟ أجاب الرجل: ثلاثون سنة . رحل جحا عن القرية وعاد إليها بعد ثلاث سنوات ماراً من نفس الطريق فوجد الرجل نفسه فسأله مرة أخرى كم عمرك: أجاب الرجل :ثلاثون سنة. تعجب جحا و سأله: كيف ذلك و أنا رحلت عنك ثلاث سنوات أجاب : الرجل عندنا لا يتنازل عن كلمته ولا يتراجع! فرحل عنه جحا و لم ينبس ببنت شفة.
إن من لا يغيِّر أفكاره بِتغير العلم و العالم وتجددهما يكاد يكون كالصخرة. وحتى لا نقلل من احترامنا للصخرة فهي كذلك مندمجة في هذا التغيير—وحتى إن كان لا مرئيا—فهي تُخبر عالم الآثارعن أزمنة غابرة و تكون لبنة منتجة في العمارات الشاهقة والمنازل البهية.
لا يكون التغيير إيجابيا حيث لا يتسع صدر المستمع لأفكار جديدة، ومنه فإن أول الطريق هو ربما أن يتعلم الواحد منا ألا تزعجه الأفكار الجديدة و يتعلم كذلك أن يمحصها ويقيسها على الذاهب والقادم فيصل تبعا لذلك إلى سبل الانعتاق العقلي و العمل . وعلى قدر الفكر يكون العمل المتميز والتغيير وإلا فلا داعي للإشتغال بعلم لا يفيد .



#مبارك_بوالزيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سقطت من طائرة!.. كتلة جليدية ضخمة تخترق منزلًا على بعد أقدام ...
- وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع واستمرار ا ...
- -ترمي لهدم النظم الأساسية في البلاد-.. أمن الدولة الكويتي يق ...
- الحوثيون يعلنون تنفيذ 3 عمليات ضد مدمرة أمريكية وسفينتين في ...
- نهاية مأساوية لشاب قتل والدته بطريقة وحشية في محافظة المنيا ...
- وفاة 14 حاجا أردنيا أثناء أداء مناسك الحج بسبب الحر الشديد و ...
- إعلان مؤتمر سويسرا: 80 دولة تتفق على وحدة أراضي أوكرانيا كأس ...
- حزن تجاوز المدى.. غزة تستقبل العيد بأسى وفقد في كل بيت وصلاة ...
- كعك العيد على نار الحرب في غزة: نساء نازحات في دير البلح يبد ...
- السلطة والسياسة


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مبارك بوالزيت - تأملات في الجمود و التغيير