حين ظهر الشفق القطبي

سيلفانا حسو

الحوار المتمدن-العدد: 7978 - 2024 / 5 / 15 - 08:44
المحور: الادب والفن
    

اختلط الأحمر مع الأزرق فظهر الأرجواني الذي زين السماء وها هي ظلال الأشجار تصبح طويلة فتبدو كالجنود المتأهبين لمعركة مصيرهم فيها مجهول ومن شدة قربهم تلاشت المسافات بينهم.

العصفور الذي غالبا" ما يكون متواجداً بالقرب علا صوته وهو يتهيأ للذهاب للعش. هبّ نسيم واخترق الأشجار كانتحاري ياباني لم يقف حتى وصل لهدفه.وصل للمرأة التي تتأمل من النافذة الكبيرة الغروب بجماله وصمته رغم الضجيج، داعب النسيم شعرها الحريري وأزاحها إلى خلف كتفها برقة.

أغمضت المرأة عينها لا إرادياً،وصلها ما كان يحمله النسيم فلم تلبث حتى رسمت على ثغرها ابتسامة نها تعلم الآن ما يحدث لها وما تشعر به .

كانت المرأة تتأمل الغروب الساحر ولا تزال خيوط من أشعة الشمس متبقية وتبدأ بالتلاشي، فقاطع صوت العصفور تأملها وكأنها تصحو من حلم. إنها امرأة حالمة نابضة بالحياة ولها أمنيات ، كالبذور التي زرعتها وهي تنتظر تلك البذور لتكبر وتزهر ولتأكل من ثمارها.وها هي تسأل نفسها "لماذا بعض الأماني تتحقق حتى أنني لا أتذكرها، والآن أجد أنها لم تكن بالأمر المهم" .

لماذا الجميع يحلم ويطلب ويتمنى ولكن احياناً بلا جدوى؟ بدأت تتأمل كأنها الآن في المكان الذي زرعت فيها بذور الأمنيات. لاحظت كيف أنها خصصت لبذرة مكانا مخصصا ووفرت الاهتمام والعناية وأنها في كل يوم تتمنى أن تنمو، وها هي قد كبرت وعلى وشك أن تثمر.فاستوعبت أنها حلمت وطلبت وتمنت ولكن لم يتحقق سوى ما كانت تحتاجه وترغبه فعلاً، حتى لو لم تكن تدرك ذلك قبل حين.

الأمر ليس بكثرة الأمنيات وإنما بأقواها وأهمها ليصادف أحياناً أن الشخص له أمنيتان ولكن نتائج إحداها عكس الأخرى، وتحقق إحداهما يعتمد على قوة الطلب و السعي والرغبة الحقيقية، والأهم من ذلك كله هو التوفيق من الله.

عندما تكون أفكار الشخص ليست مثل أقواله ، وأقواله ليست كأفعاله، فهو ليس على يقين من تحقق أمنيته بالفكر والقول والفعل، فلا أمل منها فهي أمنيات متذبذبة كالبذور الفاسدة لا مستقبل لها حتى مع الاهتمام والحرص.

لذلك ابتسمت المرأة عندما هب النسيم، وحينها شعرت بالراحة والسكينة وعرفت ان اللون الأرجواني كان الشفق القطبي الذي ظهر نتيجة الموجة الشمسية القوية التي تعرضت لها الأرض، حيث تحققت أمنيتها برؤية الشفق القطبي دون السفر إلى دول مثل النرويج وفنلندا، فقد ظهر الشفق في سماء مدينتها وحدوث مثل هذا الشفق من أندر الحالات التي قد تحدث.

بسيطة هي بعض الأشياء لكنها قد تبعث في النفس الكثير من التفاصيل .

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل