أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محي الدين محمد يونس - مكرم الطالباني في ورطة














المزيد.....

مكرم الطالباني في ورطة


محي الدين محمد يونس
(Mohiadin Mohammad Yonis)


الحوار المتمدن-العدد: 7966 - 2024 / 5 / 3 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع نهاية عام (1972) اتسمت العلاقات بين السلطة في العراق بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي والحركة الكردية بقيادة (مصطفى البارزاني) رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني بالأفول والاتجاه نحو التباعد والتحضير والتهيؤ للعودة لحالة الحرب والقتال بين الطرفين نتيجة الخلافات وفقدان الثقة بينهما وهذا ما حصل فعلاَ مع بداية شهر نيسان عام (1974) حيث اندلع القتال مجدداً وبضراوة بعد أن كان الطرفان قد سخروا ما لديهم من إمكانيات على الصعيدين السياسي والعسكري لخوض هذه الحرب الهجومية من جانب السلطة العراقية والدفاعية من جانب الحركة الكردية،
في الفترة نفسها شهدت العلاقات بين الحزبين الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي توتراً على حساب التقارب الذي كان يحصل بين الحزبين الأخير وحزب البعث العربي الاشتراكي الذي طرح في (15 تشرين الثاني 1971 ) مشروعه لإقامة جبهة مع الأحزاب والتيارات السياسية الموجودة على الساحة العراقية وقد اختلفت ردود الأفعال حيال هذا الطرح فقد قبل الحزب الشيوعي فكرة الانضمام لإقامة الجبهة مع حزب البعث والذي نجح في إيجاد أرضية للتقارب بينهما من خلال طلب مشاركة الحزب الشيوعي في الحكم والذي استجاب له واستهوته شهوة السلطة وفعلاَ قام بترشيح إثنين من قياداته هما (مكرم الطالباني) لوزارة الري و (عامر عبدالله) لوزارة الدولة. وقد استمرت اللقاءات والمناقشات بين الحزبين لغاية يوم (23 تموز 1973 ) وهو يوم التوقيع على ميثاق الجبهة حيث وقع من قبل (احمد حسن البكر) أمين سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي و (عزيز محمد) سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. أما الحزب الديمقراطي الكردستاني فقد رفض الانضمام للجبهة إلا بعد حل المشاكل العالقة بينه وبين حزب البعث بالإضافة الى رفضه القاطع وعدم قبوله للقيادة المطلقة للجبهة من قبل حزب البعث والخنوع والقبول بدور هامشي فيه. في بداية عام (1976) تقرر إجراء انتخابات اتحاد الأدباء الأكراد وكان الحزب الشيوعي يأمل في السيطرة على قيادة وإدارة هذا الإتحاد باعتباره الحزب الوحيد الذي يمكنه من خوض هذه الانتخابات من خلال عناصره من الأدباء الأكراد وكونه في حالة وفاق وإن كانت ظاهرية مع حزب البعث وخلو الساحة الكردستانية من أي تيار أو حزب منافس في الأوساط الكردية بعد انتهاء النشاط الرسمي والعلني للحزب الديمقراطي الكردستاني بعد تداعيات توقيع اتفاقية الجزائر في (6/3/1975) من قبل شاه إيران (محمد رضا بهلوي) ونائب الرئيس العراقي (صدام حسين) وعدم السماح لمن يمثل هذا الحزب في المشاركة في هذه الانتخابات باعتباره قد أصبح حزباً محظوراً. كانت استعدادات الحزب الشيوعي تجري على قدم وساق للمشاركة الفعالة في هذه الانتخابات على أمل الاستحواذ على رئاسة الإتحاد وعضوية أعضائه إلا أنه كان غافلا عن ما يبيته له شريكه وحليفه في الجبهة الوطنية والتقدمية حيث كان حزب البعث يعمل في الخفاء من جانبه على تفويت هذه الفرصة على الحزب الشيوعي وحرمانه من الاستحواذ على هذا المرفق الثقافي المهم والعمل على بسط نفوذه وسيطرته على قيادة وإدارة اتحاد الأدباء الأكراد من خلال قيامه بوضع خطة مدروسة بعناية وسرية وسريعة لضم العشرات من حاملي الشهادات الجامعية لصفوف هذا الإتحاد من الأكراد الذين كانوا محسوبين عليه حيث باشرت قيادة تنظيمات هذا الحزب في المحافظات الثلاثة (أربيل، دهوك، السليمانية) بتنظيم هويات انتساب لهم ومن ثم نقلهم الى العاصمة بغداد في أحد أيام السنة المذكورة لغرض إشراكهم في الانتخابات المزمع إجرائها في قاعة الجامعة المستنصرية في الساعة الخامسة عصراً. تم نقل كافة الذين تم تنظيم هويات الاتحاد لهم بسيارات من مختلف الأنواع والأحجام وعلى نفقة الحزب مع كافة المصاريف اللازمة الأخرى، امتلأت قاعة الجامعة المستنصرية بالحضور الذين كان عددهم يربو على الألف شخصا، قبل حلول موعد إجراء الانتخابات بدقائق دخل القيادي في الحزب الشيوعي العراقي (مكرم الطالباني) الى القاعة يرافقه عدد من الأشخاص وكانت مفاجئة من العيار الثقيل عند مشاهدته لهذا الزخم الحاشد من الحضور وقبل أن يجلس متسائلاً عن سبب حضور هذا العدد الهائل من الأشخاص والجهة التي دعتهم والمناسبة لا تستلزم ذلك، أجابه القيادي في حزب البعث الحاضر والمكلف بالأشراف على الانتخابات...إستاد مكرم – هذولة كلهم أعضاء في اتحاد الأدباء الأكراد وجايين للمشاركة في الانتخابات. أجابه مكرم الطالباني ساخراً... هاي شلون دبرتوها وشوكت انضموا للاتحاد... على كل حال آني فرحان جداً لأنه ماجنت اعرف عدنا هلگد أدباء أكراد، جرت الانتخابات وكانت النتائج حسب ما هو مقرر في برنامج حزب البعث حيث الفوز الساحق لممثليه وترك مقعدين لممثلي الحزب الشيوعي العراقي والذين كان حضورهم في القاعة بأعداد بسيطة رغم استعدادهم لهذه المناسبة التي لم يكونوا على علم بالمفاجئة التي واجهتهم بحضور هذا العدد من المشاركين من منافسيهم في الانتخابات والذين لم يقتصر دورهم على المشاركة فيها بل تعداه الى التصفيق والهتافات المدوية في إرجاء القاعة خلال عملية الانتخابات وعلى الخصوص بعد إعلان النتائج، في نهاية مقالي هذا وهو كالمقالات الأخرى أحاول فيه أن أكتب وأوثق حدث لم يتطرق أو يكتب فيه أحد قبلي... واعتذر من القراء الكرام عن كل سهو أو خطأ لاعتمادي على ذاكرتي المجردة في سرد هذا الحدث بعد مرور هذه السنين واستودعكم الله بحفظه ورعايته.



#محي_الدين_محمد_يونس (هاشتاغ)       Mohiadin_Mohammad_Yonis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة وأدلة مسؤولية النظام العراقي السابق عن قصفها بالأسلحة ...
- بمناسبة ذكراها الأليمة اتفاقية الجزائر 1975 وحسابات الربح وا ...
- بمناسبة ذكراها السنوية انتفاضة جماهير أربيل في آذار من عام 1 ...
- خرند أو وادي الموت
- التهرب من الخدمة العسكرية في ظل النظام السابق أنواع وهذا أحد ...
- كيفية صدور القوانين في ظل النظام العراقي السابق -قانون الخدم ...
- الحملة الوطنية الشاملة للتبرع بالمال والذهب الذي لا ندري أين ...


المزيد.....




- ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران
- إيكونوميست: لحظة انفجار الحقيقة لإيران وإسرائيل
- إسرائيل تقتل ظل نصر الله بإيران: تصفية رمزية أم بداية مرحلة؟ ...
- سر المهلة والقنبلة الخارقة.. لماذا أجل ترامب قرار ضرب إيران؟ ...
- ترامب عن مهلة الأسبوعين لإيران: الوقت وحده هو الذي سيخبرنا
- خبير عسكري: تحصينات ديمونة قديمة واستهدافه سيطول هذه المناطق ...
- عاجل| وسائل إعلام إيرانية: دوي انفجارات في شرق #طهران ومدينة ...
- ملك البحرين يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري
- تعود للقرن الرابع قبل الميلاد.. اكتشاف بقايا -إيمت- المصرية ...
- إسرائيل تعلن إحباط هجوم إيراني على رعاياها في قبرص


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محي الدين محمد يونس - مكرم الطالباني في ورطة