أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين بن خديجة - في قبضة من ثبات قرصان ...















المزيد.....

في قبضة من ثبات قرصان ...


محمد نور الدين بن خديجة

الحوار المتمدن-العدد: 7965 - 2024 / 5 / 2 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


ـــــ في قبضة من ثبات قرصان ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن مراد الصغير رئيس جمهورية قراصنة سلا ...





كن قطرة ماء
تسقط في فراغ القلب
كي ترضى عنك زهرة أقحوان ..

كن تربة
تضم دمعة حزن
فتتمايل عليها أعشاش طير
بأعذب الالحان ..

كن نسمة عابرة
لتكون شاعرا
يعبر الضفة للضفة
ينزل من أعلى لأسفل
بجناح ملاك
وجناح شيطان ..

كن ماء
لمن لايملك ماء
من عابر سبيل
وشريد .. وطريد
وعاشق ولهان ..

كن شراعا
يعاند الريح
لتكون سلاحا ــ يعلو مه الغيم والأمواج ــ
مشهرا في قبضة من ثبات قرصان ..

يا مراد ّ
يارئيس الأهوال والأنواء
عد
الشاطيء في انتظارك
وأبواب المدينة مفتوحة
...
...
عد الآن
طال الغياب
أما آن الأوان ؟ ! ..


ــــ شعر : محمد نور الدين بن خديجة
20 فبراير 2024 سلا المغرب

ـــ شهد العالم بدءا من القرن 15، تحول جزء من التجارة العالمية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي، لتتحول معها أيضا ظاهرة القرصنة التي لم تعد حكرا على البحر المتوسط. وبقي هذا النشاط حكرا على الأوروبيين، إلى أن اقتحمه السلاويون الذين فرضوا أنفسهم رقما أساسيا في معادلة القرصنة الأطلسية


مدينة سلا في المغرب.. ازدهار حضاري وتراث معماري
وفي سنة 1614 احتل الإسبان مدينة المهدية الواقعة غير بعيد من سلا في اتجاه الشمال، التي كانت مستقرا لعدد كبير من القراصنة من مختلف الجنسيات، مما أدى إلى نزوح هؤلاء القراصنة المحترفين صوب مدينة سلا، وفي مقدمتهم الهولنديون الذين كانوا قد راكموا خبرة كبيرة في صناعة السفن الصالحة للإبحار في البحر المتوسط أو المحيط الأطلسي

وكان القراصنة في بداية القرن 17 للميلاد يؤدون 10% من مداخيلهم للسلطان المغربي (السعدي)، وذلك إلى غاية 1627، عندما حدث تقارب بين القراصنة المحترفين والمجاهد محمد العياشي، فأعلن سكان المدينة خلع طاعة السلطان، وطردوا ممثله فيها، لتعلن ولادة “جمهورية سلا” المستقلة تماما عن الحكم المركزي الذي يقوم على انتخاب القادة مرة واحدة كل سنة

قراصنة الهورناتشوس.. ثورة المطرودين من الأندلس على السلطان
رغم موقعها الأطلسي فإن تاريخ مدينة سلا لا ينفصل عن المجال المتوسطي، فقد كان البحر الأبيض المتوسط مهدا للملاحة البحرية، كما أن جل الشعوب المتوسطية مارست القرصنة. فالإغريق بحكم موقعهم الجغرافي وطبيعة شواطئ بلدهم كانوا قراصنة، ولم يكن في مواجهتهم إلا الفينيقيون المعروفون بارتباط حضارتهم بالبحر، وشكل الصراع بين الإغريق والفينيقيين أول مثال للحرب بين دولة تجارية منظمة (الفينيقيون) وبين مجموعات القراصنة (الإغريق)، ويكاد تاريخ البحر الأبيض المتوسط يرتبط بنشاط القرصنة الذي ظل يقوم به المغلوبون ضد المنتصرين، كما لم يسلم نشاط القرصنة البحرية نهائيا من التوظيف والاستعمال السياسييْن من جانب الدول والحكومات


ملك إسبانيا فيليب الثالث يصدر مرسوما يقضي بطرد المورسكيين من إسبانيا عام 1609
بدأت القصة أوائل القرن 17، عندما أصدر ملك إسبانيا “فيليب الثالث” مرسوم طرد المورسكيين عام 1609، مما أجبر بضعة آلاف منهم على المغادرة، فتوجه قسم منهم إلى مدينة سلا

صادف ذلك تغير التركيبة البشرية لسلا بحلول موريسكيي هورناتشوس (بلدة في إسبانيا)، كأول فوج قَدِم إليها استباقيّا قبيل الطرد النهائي، وينحدرون من منطقة إكستريمادورا غربي إسبانيا، وقد عرفوا السلاح كمرتزقة عند الملك “فيليب الثاني” في بادئ الأمر، يمارسون عقائدهم الإسلامية في السر، بينما يُظهرون المسيحية، وكوّنوا حملة متمردين ضد الملك بعدما أصدر مرسومه بمنع أي ممارسات دينية غير كاثوليكية، ثم تلاهم فيما بعد كثير من المورسكيين، تضاربت أقوال المؤرخين في تعدادهم بين 5 آلاف كأدنى عدد و12 ألفا كأقصاه

هؤلاء الوافدون الجدد هم من سيشكل نواة “جمهورية سلا”، حيث اندلعت ثورة الهورناتشوس ضد السلطة الشريفية سنة 1627، واستولوا على المدينة وأغلقوا أبوابها في وجه السلطان.

مراد رايس.. عبقرية الأسير الذي أسس الجمهورية
حمل الموريسكيون الذين طردوا من الأندلس حقدا كبيرا تجاه الإسبان، ورغبة جامحة في الانتقام واسترداد ثرواتهم التي سلبت منهم. وقد كان مرسوم الطرد الذي أصدره في حقهم الملك الإسباني فيليب الثالث سنة 1609، قد عين لهم تركيا كمكان للإقامة، مانعا إياهم من دخول أفريقيا تحت طائلة الحكم بالإعدام في حال مخالفتهم هذا الأمر

وتشير المصادر التاريخية إلى اسم قائد مؤسس لما يعرف باسم “جمهورية سلا” المستقلة، وهو مراد رايس الأصغر الذي كان يحمل اسما أوروبيا قبل أن يتخذ هوية إسلامية إثر وقوعه في أسر القراصنة المسلمين، ثم أبان عن مهارة كبيرة في النشاط البحري جعلته يرتقي بسرعة ويصبح أحد قادة “الجهاد البحري”، خاصة عندما انطلق من ساحل سلا ليغزو جزر الخالدات المقابلة لسواحل المغرب الجنوبية في المحيط الأطلسي، وغنم ثروات وأسرى كثيرين، مخلفا إحدى أكبر هزائم الأسطول العسكري الإسباني


السلطان مراد رايس الأصغر قائد ومؤسس جمهورية سلا المستقلة
على إثر تدهور الأوضاع السياسية للمغرب وتفكك أوصال الدولة المركزية، شكّل المورسكيون نظاما خاصا بهم في مدينة سلا، أطلقوا عليه اسم الجمهورية، وانتخبوا مراد رايس قائدا لهم، مع إبرام اتفاق مع سلطان المغرب يدفعون له بمقابله ضرائب، مقابل تركهم يتصرفون في استقلال عن سلطاته.

امتد وجود “الجمهوريات السلاوية” حسب بعض المصادر من 1627 إلى غاية 1668، أي بعد سقوط حكم مراد رايس وانتفاض السكان على وصاية السلطان. ويوصف هذا التنظيم السياسي بكونه شكلا من أشكال الأوليغارشية (حكم أقلية من النخبة)، وذلك أساسا في شخص قراصنة يستمدون قوتهم من عائدات نشاطهم البحري. ويعود الميلاد الفعلي لهذا النظام السياسي إلى تمركز القراصنة المحترفين في القلعة المعروفة باسم “القصبة” التي أسسها المرابطون متم القرن 12 للميلاد في الضفة الجنوبية لنهر أبي رقراق، أي الرباط الحالية، وما كان يعرف وقتها باسم سلا الجديدة

وتولى حكم هذه الجمهورية مجلس حمل اسم “الديوان”، وكان عدد أعضائه يتراوح بين 12-14 شخصا، وينتخبون في مايو/أيار من كل عام الحاكم أو الأدميرال الكبير، وقد سيطر الحورناشيون على المجلس في البداية، قبل أن يثور عليهم الموريسكيون ويفرضوا انتخاب قائد جديد سنة 1630، ولم يكن سوى القائد محمد العياشي، مع رفع عدد أعضاء الديوان إلى 16 وتقاسمه بالتساوي بين الموريسكيين والحورناشيين



#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في وداع الزجال مولاي امحمد الصقلي
- قصائد لغزة الأسطورة 2009 ...
- آخر الليل ...
- وقوفا على وشمها صاحبي ... إلى الشاعر إدريس الملياني
- سعيد المغربي .. مغرب يعزف المستحيل
- عمي أبورقراق ...
- عالم آخر على ضفة الرقراق ...
- نرجس مهجور ...
- على أجنحة من ورق ونار ..
- فاطمة المرنيسي
- آلوغزة .. نحن هنا بخير .. إلى الطفل أمير الخيراني
- مشاكسات المهمش ...
- من مسلة المهمش ..
- نجوم خان يونس ...
- طبيبت لفقيرة ... فتقيات زجلية
- من ماء الحراق ..
- من قصيد النهر ...
- من ليالي دعبل ...
- عبد الجبار حسون ...
- أرخبيل ...


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين بن خديجة - في قبضة من ثبات قرصان ...