|
قيل لنا
مأمون ىأحمد مصطفى زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 7943 - 2024 / 4 / 10 - 11:10
المحور:
الادب والفن
قِيلَ لَنَا ذَاتَ يَوْمِ اِحْمِلُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ كَخَادِرَة أَوْ كَيْسَرُوعْ صَنَوْبَرْ اِنْتَشَرُوا كَجَرَادِ يَمْتَصّ اَلْغَابَاتِ فِي اَلْأَرْضِ مُتَّسَعَ لَكُمْ وَفِي اَلْأَرْضِ مُتَّسَع لِلْمَوْتِ وَالْإِبَادَةِ
(2)
كُنَّا يَافِعِينَ، أَنْقِيَاءَ أَتْقِيَاء تَرْسُمُنَا اَلْبَرَاءَةُ وَالسَّذَاجَةُ وَالْبَلَاهَةُ كُنَّا طَيِّبِينَ مِثْل فَرَاشَةِ وَيَمَامَةَ صَدْقَنَا بِأَنَّ اَلْأَرْضَ تَدُورُ حَوْلَ نَفْسِهَا، وَحَوْلَ حَقْلِ شَعِيرٍ وَأَنَّ اَلنُّجُومَ تَعَرَّفْنَا تَضْحَكُ كَذِئَابِ وَدِيعَة وَأَنَّ دِمَاءَنَا حَمْرَاءُ مِثْلٌ اَلتُّوتِ وَالرُّمَّانِ خَلْعَنَا قُبَّعَاتِنَا تَعَاطُفًا مَعَ اَللَّيْلِ وَخُضْنَا بِأَقْدَامِنَا بَيْنَ اَلْوَحْلِ وَالْجَمْرِ أَحْبَبْنَا مِفْتَاحًا عُلَّقَ عَلَى أَثْدَاءِ اَلْجُفُونِ، وَعَلَى قُلُوبِ اَلْأُمَّهَاتِ غَطَّيْنَاهُ بِالْعِشْقِ وَالْوَجَعِ بِالْحُبِّ وَالْأَلَمِ حَشُونَاَهْ بِالتَّوْقِ وَالْحَنَانِ وَالْحَنِينِ (3)
قُلْنَا كَمَا قَالَتْ اَلصَّحَارِي لِلنَّدَى سَنَعُودُ يَوْمًا عَلَى طُنَّيْنِ نَحْلَةً عَلَى نَسَمَةِ قَرَنْفُلْ وَأَرِيجِ نَمْلَةِ دَؤُوبٍ سَنَقْسمُ اَلْبَحْرَ إِلَى نِصْفَيْنِ، نِصْفُ لِصَفْصَافَةِ، وَنِصْفِ لِزَيْزَفُون سَنَجْمَعُ اَلتُّرَابَ بَيْنَ صُدْفَتَيْنِ، عَابِرَتَيْنِ، بَيْنَ مَوْجَتَيْنِ، مُرْهِقَتَيْنِ وَنَنْثُرهُ فِي حَبَّةِ شَمَنْدَرِ، وَسُوَيْقَةِ سَفَرْجَلٍ سَنَقْطِفُ اَلسَّمَاءَ فِي تَنَفُّسِ صَبَاح وَنَغْرِسهَا بِجِذْعِ زَيْتُونَةٍ حَالِمَةٍ سَنُلِمُّ اَلْأَرْضَ مِنْ أَطْرَافِهَا، لِنُخَبِّئِهَا فِي عَقْدِهِ مِفْتَاح كَيْ نَكُونَ نَحْنُ مَا نَشَأَء أَنْ نَكُونَ
(4)
نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ أَوْفِيَاء لِلَّيْلِ، أَصْدِقَاءً لِلْعَتَمَةِ وَرْدَةً زَرْقَاء فِي صَحْرَاءَ مِنْ جَلِيدِ هَسِيسْ نَارَ أَسْفَل مُحِيطِ سَمَكَةٍ كُحْلِيَّةٍ فِي جَدْوَلٍ تُخْفِيهُ اَلصَّحْرَاءُ تِينَةَ تَلَمُّسِ سَقْفْ اَلسَّمَاءْ نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ حُلْمَ اَلْحُلْمِ، أَمْنِيَّةً اَلْأُمْنِيَاتِ رَائِحَةَ وَلِيدْ تَمْتَدُّ فِي اَلضَّبَابِ تَزْرَعُ سَحْبًا فِي اَلسَّحَابِ
(5)
نُرِيدُ مِنْ اَلْحَيَاةِ رَشْفَةَ صَيْرُورَةٍ، لِأَنَّنَا مِنْ مَنْحِهَا مَعْنًى كَامِنًا وَسِرًّا وَسَرِيرَة
(6)
كُنَّا فَيُنَقَّا يَخْرُج مِنْ اَلنَّارِ، مِنْ اَلدَّمَارِ، مِنْ اَلرَّمَادِ مُعْجِزَةً وَأُسْطُورَةً نَنْفُض اَلْمَوْتَ نَرْفُضُ اَلزَّوَالَ نُعْتِقُ اَلْجَمَالَ وَالْجِبَالَ وَالْجِمَالَ نَرْسُمُ خَرِيرُ اَلْمَاءِ لَحْنًا زَنْبَقِيًا وَصَدَى نَكْتُب فَوْقَ اَلْبُخَارِ رِحْلَةَ بُرْتُقَالَةٍ يَتَنَفَّسُهَا اَلْفُقَرَاءُ وَالضُّعَفَاءُ كَأُغْنِيَةٍ يَتِيمَةٍ مِنْ بِيسَانْ مِنْ بِيلْسَانْ مِنْ عَكَّا وَهِيَ تَفِيضُ غُلْمَة وَشَبِقًا وَلَذَّةٍ وَهِيَ تَحَاوَرَ حِيفَا وَيَافَا، دَالِيَةَ اَلْكَرْمَلْ، طَبَرِيَّا تَهُزُّ اَلسُّهُولْ تُهَدْهِدُ اَلْبَيَّارَاتْ فِي مُخَيَّمٍ خَطَوْتُ فَوْقُ تُرَابِهِ خُطُوَاتِي اَلْأُولَى فَوْقَ رَاحَتِي قَابِلُتِي أُمُ هَاشِمْ حَطَطْتُ كَبُلْبُلٍ، فَوْقَ هَوَائِهِ تَنَفَّسَتْ، شَهِقَتْ زَفَرَتْ فِي وَحْلِهِ خُضْتُ وَتَحْتَ سَمَائِهِ غَسَلَتُ حَبَّاتُ اَلْمَطَرِ وَبِهَا اِغْتَسَلَتْ كَعَذْرَاء تُخْفِي نَفْسَهَا فِي سُرَةِ بُرْتُقَالَةِ مُهَاجِرَةِ مِنْ يَافَا إِلَى حِيفَا، مِنْ اَلنَّقَبَ إِلَى أَسْدُودْ، لِتَسْتَحِمَّ فِي شَفَافِيَّةِ اَلْمَرْئِيِّ وَاللَّامَرْئِيِّ تَتَهَادَى عَلَى ظِلِّ نَسَمَةٍ خَفِيفَةٍ تَجْرَحُ اَلْمَوْجَ وَالرَّمْلَ وَالْمَرَاكِبَ وَالْكَوَاكِبَ تَسِيرُ بَيْنَ اَلْحَيَاةِ واَلْمَوْتِ دُونَ أَنْ تَصْطَدِمَ بِالزَّوَالِ وَالْفَنَاءِ تُحَرُّكُ اَلسَّنَاجِبِ وَالْقَنَادِسْ تَقْطِفُ اَلْغَيْمَ، تَعْصِرُهُ تُدْنِّيَهِ مِنْ شِفَاهِ اَلْغَامِضِ، اَلْمَجْهُولِ، تَزْرَعُهُ فِي لِمَيْ حُورِيَّة كَاعِبْ لِشَهِيدَةِ، خَضْرَاء، زَرْقَاءَ تَحُطُّ فَوْقَ أَهْدَابِ شَهِيدَةٍ فَوْقَ قُبَّةٍ فِي أَقْصَى يَرْفُض بِسَلِيقَةٍ مُدَرَّبَةٍ، بِفِطْرَةٍ مُتَفَتِّحَةٍ، أَنْفَاسُ اَلْغُرَبَاءَ
(7)
نُرِيدُ أَنْ نُكَوِّنَ كَمَا نَحْنُ نَشَأَء أَنْ نُكَوِّنَ كَمَا كُنَّا وَكَمَا نَحْنُ وَكَمَا نُرِيدُ أَنْ نَكُونَ
#مأمون_ىأحمد_مصطفى_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هلع الدموع
-
لين
المزيد.....
-
بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا
...
-
الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب
...
-
تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا
...
-
بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9
...
-
دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة
...
-
اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم
...
-
-المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض
...
-
الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ
...
-
الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر
...
-
التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|