لمارس رائحة التراب وطعمه

أمال حجي

الحوار المتمدن-العدد: 7933 - 2024 / 3 / 31 - 10:58
المحور: الادب والفن
    

الشاعر أمال حجي: يَدُ الْحَجرِ مَاء.. لـ"مارس" رَائِحَةُ التُّرَابِ وَطَعْمُهُ
24 مارس 2024
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الشاعر المغربي أمال حجي

يَدُ الْحَجرِ، مَاء
يُنْزِلُ نَبْتًا عَلَى يُبْسِ ر وحِكَ
تُمْسِي طَيْرَا فِي سَمَاء
تَحُطُّ عَلَى نَفْسكَ الْخَرِبِ
يُمْسِي ضَيقُكَ هَوَاء
تَشْتَمُّ فِيهِ لَوْنَكَ الْهَرِمِ
يَعْدُو اِسْمُكَ، فَتْحَةً، فِتْنَةً، وَإغْرَاء.

أَحُطُّ نَظَري، عَلَى الْحَجَرِ
أَنفخ فِيهِ قَدَرِي،
وَسَيْرَ خُطَاي.

حَجَرُ الْحكْمَةِ لَا يَذُوب
هُوَ الْمَعْدِنُ، هُوَ الزِّئْبَق
حَجَرٌ، نَطَق
يَجُرُّ شِرَاع الْجُنُونِ وَالْبَيَان
يَتَمَدَّدُ فِي حَوْشِ الْوَقْتِ،
نَحْوَ الْمُطْلَق،
وَبَيَان الْخَلْق،
وَرُؤًى مِنْ أَسَاطيرِ اللَّهْفَةِ،
وَاللَّوْعَة، وَالرَّعَشَة، وَالدَّوْخَة، وَالْخُلُود؛
وَالطّيب، وَالْاِشْتِيَاق، وَالشَّوْق
هَديَّةً بِالْوُرُودِ، بِالْيَاسَمِين.: لِكُل عَاشِقٍ
مَوْلُودٌ الْحَجَر: إكْسِير مَاء
الْحَجَرُ: مَاء
الْحَجَرُ،
سَائِلٌ هَائِل،
مَسْحُوق شِفَاء.

الْحَجَرُ، مَادَّةُ كلِّ الْأَلْوَان
الْحَجَرُ، مَادَّة "بريماماتيريا " الْأوْلَى
لِأهْل الْحكْمَة.
هُوَ: حَجَر الضَّرِيحِ، وَالْهَيْكَلِ، وَالْمَعْبَد.
هُوَ: النَّارُ، هُوَ اللهب، هُوَ الْحَصَى يَلْتَهِبُ،
هُوَ الْمُوقِدُ، هُوَ الْمشْعَلُ، هُوَ الْأَتون وَالْكَانُون.

أَهُوَ الشِّعْرُ، يَحْضُنُ سَوَالِفَ الرَّمْلِ:
فينمو حَجَرًا؟
يَتَغَذَّى مِنْ مَاءِ الطِّينِ:
يغدو شَجرًا؟
يَمْشِي فِي ظِلِّ الْعَلَق:
فَيُمْسِي قَمَرًا؟
مَسَاءُ اللَّيْلِ، يَا قَمَرُ.
مَسَاءُ اللَّيْلِ، يَا حَجَرُ.

يَدُ الْحَجْرِ، مَاء.
جذْرُهُ فِي اِلْحَصَى.
غصنهُ فِي سَمَاء.

يَدُ الْحَجرِ، مَاء؛
طَيْرُهُ: فِي غِلِّهِ.
شَدَوهُ: فِي رَهْنِهِ.
رِيشُهُ: فِي حِبْرِهِ.
عُشُّهُ: بَيْدَاء.

سِرَّهُ فِي التَّحْلِيقِ: نَبِيّ.
فِي سُكرِهِ: وَلِي.
فِي خَطوه: حَافي الْقَدَمَيْن.
فِي لبْسِهِ: عَاري الْوَجَنَتَيْنِ.
فِي لَهْوِهِ: صَعْبُ الْمِرَاس.
فِي غناهُ: دَلَع أُمَرَاء، وَشَجَن شُعَرَاء.

الْحَجَرُ: نَبْوَة، اِسْتِثْنَاء، تَعَبُّد، وَصَلَاة.

مَارِس، بِكُلُّ مَا فِيهِ،
فِيهِ، شَيْءٌ مِنْكَ.
فِيهِ، النَّشَا إذا وَشَى.
فِيهِ
شَيْءٌ مِنْك.

مَارِس،
شَهْرُ الزَّهْرِ، وَالْأُقْحُوَان.
فِيهِ،
دَمٌ لذيذ.
وَرَغْوَة مِنْ صَهِيلِ الْقَوْمِ.
مِنْ عَصَبِ الصَّبَايَا.
وَفِتْنَة الْعَذَارَى.
وَقَهْوَة الْعِرْسَانِ.
فِيهِ،
بُرْدَة الْفُرْسَانِ.
وَمُعَلقَاتُ شُعرَاء بِلَادِي،
يَشْرَبُهَا الرّيحُ
وَيَنْفُخُ فِيهَا الْكِبْرِيت.

فِيهَا،
مَا فِيهَا
فِيهَا،
شَيْء مِنْك.

فِي مَارِس،
يَنْبُتُ الْحَجَرُ
وَتَتَوَالَدُ النُّجُومُ
وَيَكْتَمِلُ الْقَمَرُ.
فِي مَارِسَ،
يَحْلُوُ السَّهَرُ.

مَارِس،
شَهْرُ الْحُبِّ لَكَ، لوَحْدِكَ، لَلْعُمُرِ كلِّهِ.

حَجَر، أَنْبَتَ شَجرًا،
تسِيلُ مِنْ وريقَاتِهَا خُيُوطُ الرَّمْلِ،
تَحْكِي فِي نُزُولِهَا عَنْ حِكَمَةِ الْأَنْبِيَاءِ،
وَعِصْمَةِ الْأَوْلِيَاءِ،
وَخِبْرَةِ الْحُكَمَاءِ،
وَوَصَايَا الشُّهَدَاء.

مَرَّ عَلَيْكَ، يَا مَارِسُ،
الْوَقْت كَثِيرًا، وَالْعُمُرُ قَصِير.
عَسْعَسَتْ أَرْوَاحُنَا فِيهِ شَبَقًا،
تَهَلَّلَتْ فِيهِ شَوْقًا،
لَمُعَانِقَةِ ظِلِّنَا.

جَمْرُنَا فِي عَيْننَا،
نَفُكُّ بِهِ قَيْدَ أَسير.

لَيْلُنَا، شَيْءٌ لَا يُوصَفُ.
فِيهِ، نَحْكِي هَمَّنَا،
فِيهِ، نَشْكُو الْوَجَعَ،
لِطُيُورِ الرَّحْمَنِ:
شِعْرًا رَقيقًا،
غَضَبًا شَدِيدًا،
غَيْضًا عَنِيدًا، لِمُحَارِبِينَ أَوْفِيَاء.

مَارِس، شَهْرُ كَلّ الْفُصُول:
قَدْ تَكونٌ تَحْتَ الْمَطَرِ
أَوْ تُغَطِّيكَ أَوْرَاقٌ الشَّجَر.
مَارِس، شَهْرُ كَلّ الْفُصُولِ.

تُرَابُكَ، يَا مَارِسُ، تُرَابِي،
وَشَمْسُكَ، مَسْلَكِي، وَهَوَاي.

فِي مَارِسَ، كُلُّ شَيْء مُبَاح:
تَتَنَفَّسُ الْأَرَضُ وَتَخْضَرُّ.
ينمو الزَّهْرُ فِيهِ وَيَزْهَر.
فِيهِ الْوَرْدُ لَا يَحْتَضِرُ.

مَارِس، هُوَ السِّرُّ، نَتَعَانَقُ فِيهِ نَحْنُ وَالْغَيْرُ.
مَارِس، هُوَ الْعُمُرُ.
مَارِس، شَهْر شَهَوَانِي،
نَحْنُ فِيهِ الْقَضَاءُ وَالْقَدَرُ.

#أمال_حجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات