أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الطاهر الدريدي - في مفهومي الإمبريالية والغرب الاستعماري














المزيد.....

في مفهومي الإمبريالية والغرب الاستعماري


الطاهر الدريدي

الحوار المتمدن-العدد: 7928 - 2024 / 3 / 26 - 19:39
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



الإمبريالية مصطلح إنجليزي الأصل ومفهوم اقتصادي، وقد تطور تاريخيا تم اكتسب حمولة سياسية وإديولوجية؛ وهو يستعمل كذلك في الأدبيات السياسية لإعطاء مضمون محدد وعلمي للتوصيف، كأن يتم نعت إقتصاد ما بأنه اقتصاد إمبريالي، أو سياسة ما بأنها سياسة إمبريالية، أو إديولوجية ما بأنها إديولوجية إمبريالية؛ ومن ثمة فإن أمثال هذه التوصيفات لم تكن يوما اعتباطية، وإنما توصيفات ذات السند المنطقي والعلمي.

كذلك يستعمل مصطلح الإمبريالية لوصف السياسات التوسعية التي تتبعها الدول لمد سيطرتها خارج حدودها، سواء عبر القوة العسكرية أو السيطرة الاقتصادية أو التحكم السياسي أو الهيمنة الثقافية والإيديولوجية؛ كما يستعمل كذلك هذا المصطلح لوصف شكل الحكم في بلد معين.

وقد تم في البدء استعمال مصطلح الإمبريالية منذ سبعينات القرن التاسع عشر لوصف الدول الإستعمارية الكبرى وسياساتها التي ترتكز على محاولات تصريف فائض الإنتاج وتوسع البنوك واستثمار الرساميل خارج حدود دول المركز، غير أن ما ميز تلك الفترة (أي نهاية القرن التاسع عشر) بشكل كبير هو المساندة السياسية من طرف الحكومات الغربية (بريطانيا وفرنسا أساسا) لطموحات الرأسماليين الكبار، وترجمة تلك المساندة السياسية عبر التوسع خارج الحدود الوطنية.

وما يجب الانتباه إليه في نظري، هو تبلور وتطور مفهوم الإمبريالية جانبا إلى جنب وبمحاذاة مفهوم الاستعمار الذي يعني السيطرة المباشرة عبر الغزو العسكري والإستيطان؛ بينما تميز عن مفهوم الإستعمار بكون الإمبريالية تسعى بدورها إلى السيطرة على الدول ولكن بشكل غير مباشر ودون إدارة مباشرة ودون تدخل عسكري، بل اعتمادا أساسا على التدخل الاقتصادي والتحكم السياسي والهيمنة الثقافية والإديولوجية.

ويعد مؤلف لينين “الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية” الذي كتبه سنة 1916 مرجعا هاما في فهم تطور الرأسمالية ويوضح بشكل علمي كون النزوع نحو الإمبريالية والهيمنة طبيعة هيكلية للرأسمالية. وإلى جانب ذلك عرف مصطلح الإمبريالية استعمالات وتطورات متلاحقة، حيث اعتمد كثيرا في البداية لوصف الدول الاستعمارية وسيطرتها على مناطق شاسعة في إفريقيا وآسيا وأمريكا، واستغلالها ونهبها للموارد الطبيعية لتلك القارات.

ومع بداية ضمور الحركة الاستعمارية المباشرة منذ أواسط القرن العشرين، وحيازة أغلب الدول لاستقلالها السياسي، توارى الاقتصاد الإمبريالي الاستعماري الذي كان مسنودا بالاحتلال العسكري للدول ومتميزا بالاستنزاف المهول للموارد الطبيعية الفلاحية والبحرية والمنجمية للدول المستعمرة دون أدنى مقابل؛ لتحل محله ما تسمى بالإمبريالية الاقتصادية الحديثة، التي تترجمها هيمنة الشركات الكبرى المتعددة الجنسيات، التي كسرت ما يسمى بالحدود الوطنية والمحمية من طرف الحكومات والدول العظمى.

مناسبة كتابة هذا الموضوع:

مناسبة كتابة هذا الموضوع، وهي كتابة سريعة سأرجع إلى تدقيقها والتفصيل فيها لاحقا، هو ما لاحظته لذى بعض الأصدقاء والمناضلين من حرص على استعمال مصطلح “الغرب الإستعماري” بدل مصطلح “الإمبريالية” و”الدول الإمبريالية”، وهو استعمال غير دقيق وغير علمي في نظري.
ولنا عودة للموضوع.

الطاهر الدريدي
الرباط في 25 مارس 2024



#الطاهر_الدريدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعون سنة على انتفاضة يناير 1984 (1984-2024)
- كلمة في ذكرى شهداء الحركة الماركسية اللينينية المغربية


المزيد.....




- م.م.ن.ص// 10 سنوات مرت على جريمة مبنى النقابات في أوديسا.
- الحزب الشيوعي الفيتنامي هيئة سياسية تختزل تاريخ دولة
- الأمن الفيدرالي الروسي يكشف قتل بريطانيا ما بين 7000 و12000 ...
- كلمة الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- بيان للحزب الاشتراكي يكشف ما دار بين الشرع وجنبلاط
- أغنياء وأقوياء ضد فقراء وضعفاء؛ ترامب يعولم الصراع الطبقي!
- الصراع على سوريا… مجدداً
- الانتخابات في رومانيا.. هل يصل اليمين المتطرف للسلطة؟
- المملكة المتحدة: اليمين المتطرف يفوز بالانتخابات المحلية ويو ...
- زاخاروفا تندد بنبش قبور الجنود السوفييت في أوكرانيا (صور)


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الطاهر الدريدي - في مفهومي الإمبريالية والغرب الاستعماري