أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف الحساني - الشاعر عبد الله زريقة الغائب الحاضر...















المزيد.....

الشاعر عبد الله زريقة الغائب الحاضر...


أشرف الحساني

الحوار المتمدن-العدد: 7923 - 2024 / 3 / 21 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


عبد الله زريقة شاعر الهوامش الموجعة.. الذي ترجمه أديب فرنسا الكبير برنار نويل
إبرة الوجود وجرح السجن لدى شاعر الهوامش الموجعة المتواري

الشاعر عبد الله زريقة ينأى بنفسه عن الساحة الشعرية لكن أعماله تحفر مجراها عميقا داخل المهرجانات العالمية بلغاتها المختلفة: الفرنسية والإنجليزية والألمانية (مواقع التواصل الاجتماعي)
أشرف الحساني
27/2/2021
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



عبد الله زريقة.. ألا تسمعون وقع أجراس مضيئة في ليل الشعر المغربي المعاصر؟ أم أن قصاصات الشعر وفتات اللغة وجبروت الآلة الإعلامية الرسمية ومؤسساتها تحجب عن الناس كل ما يؤسس جماليات الشعر المغربي؟

لكن رغم ذلك، فإن عبد الله زريقة غير مشغول بهذا "التهافت الإعلامي"، الذي أضحى اليوم يتسابق حوله الشعراء لتسويق صورهم، بدل أعمالهم الشعرية.

اقرأ أيضا
list of 3 items
list 1 of 3
ثنائية الذات والموضوع في شعر عبد الله زريقة
list 2 of 3
ديمقراطية الشعر وحرية الأساليب.. قصيدة النثر مزايا زئبقية ولا اشتراطات
list 3 of 3
رفعت سلام.. الشاعر الذي جعل من اللغة الشعرية أفقا رحبا
end of list
في وقت لا يتمنى عبد الله زريقة إلا الدخول أكثر في عزلته الزرقاء منذ تسعينيات القرن الـ20؛ وبالرغم من أنه غائب بشكل كلي عن الساحة الشعرية العربية، فإن أعماله حاضرة بقوة، تحفر مجراها عميقا داخل المهرجانات العالمية بلغاتها المختلفة: الفرنسية والإنجليزية والألمانية، استقرت بها أعماله الشعرية منذ أن ترجم له الشاعر المغربي الفرنكفوني عبد اللطيف اللعبي عمله الشعري "ضحكات شجرة الكلام" الذي أصدره زريقة في ثمانينيات القرن الماضي، والذي كان بمثابة نقطة تحول في تجربته الشعرية.

ورغم أن هذا العمل أكثر أعماله المضمخة بجرح السجن، فإن القارئ يكتشف قدرة عبد الله زريقة في جعل الشعر حقيقة وجودية ومأساة مصيرية في جسد الإنسان، ففيه يتحرر من سطوة البعد السياسي الذي وسم عمله الشعري الأول "رقصة الرأس والوردة".

وتتواصل بعد ذلك جملة من الأعمال الشعرية الرصينة مثل: "فراشات سوداء"، "إبرة الوجود"، "فراغات مرقعة بخيط شمس"، "حشرة اللامنتهى"، "سلالم الميتافيزيقا"، "سلحفاة المحو" (2019)، "سكر المحو" (2020)، وغيرها؛ حيث أن هذه الأعمال الشعرية لم تكرس عبد الله زريقة فقط على أنه شاعر يكتب قصائد، بل صاحب مشروع شعري أصيل متفرد داخل الشعر العربي المعاصر، لما تنطوي عليه أعماله الشعرية من أبعاد جمالية خفية، ففيها لا يعثر المرء إلا على عبد الله زريقة نفسه، ولا أحد آخر، هذا "الآخر" الذي بات يسكن الكثير من التجارب الشعرية العربية.

يقول زريقة في "حشرة اللامنتهى":

"الكلمات لا تدخل إلى جهنم

لأن كلاب الأبواب لا تجد فيها لحما تنهشه

وثياب الفقراء تبقى في البرد

إلى أن يلبسها الغبار

وجبوب اللصوص تنفخها الريح

التي لم تستطع أن تدخل إلى جهنم

وجوارب المرضى يدفنها التراب

والكتب لا تراها إلا الأرضة

ومعاطف الشعراء تبقى معلقة في الأبواب

فنار جهنم كفم وحش


من السوسيولوجيا إلى الشعر
يعد عبد الله زريقة اليوم من أكبر الشعراء، ليس فقط داخل الجيل الثاني (السبعينيات) من المشهد الشعري المغربي، وإنما داخل الشعر العربي المعاصر، ومن أكثر الشعراء العرب الذين يمتلكون موقفا حازما تجاه الأنظمة الاستبدادية والقمعية، فقد قادته تجربة السجن في أواخر السبعينيات إلى اجتراح مشروع شعري منفلت من قبضة التدوير والإقامة في تخوم الآخر الذي جعل من تجارب شعرية تبدو كأنها صدى لما ينشر في المشرق أو داخل بعض التجارب الفرنسية المحضة.

إن تجربة السجن أثرت بشكل كبير في تجربة زريقة الشعرية، وجعلتها تدخل في علاقة وجودية غريبة مع جسد الشاعر ومواقفه ونظرته إلى كل ما يحيط به من ثقافة وأشياء وعوالم.

إن عبد الله زريقة يكاد يكون الاستثناء ممن ظلوا يشتغلون بشكل مستقل عن المؤسسات الرسمية المغربية، دون أن يحشر نفسه يوما داخلها أو أن يغدو لسانها يبرر لها أعطابها وزلاتها. وهو موقف صعب وحازم، يضمر في طياته مفهوم الالتزام الذي يطبع مواقف عبد الله زريقة تجاه الشعر والمؤسسة والثقافة عموما، فالمكتسبات الثقافية -التي ناضل من أجلها زريقة مع شعراء وكتاب قاسمهم مرارة السجن وحمى الشعر وهسيسه- تلاشت منذ تسعينيات القرن المنصرم إبان تجربة "التناوب التوافقي" اليوم، على حساب ثقافة ترفيهية، أمام مثقفين غيروا أقنعتهم ومواقفهم من أجل العمل مع السلطة ومؤسساتها.

"كل شيء انتهى"، هكذا يقول لي عبد الله زريقة بمرارة كلما التقينا، وهو تعبير -رغم اقتضابه- يختزن جرحا غائرا في أجسادنا عن مصير المثقف والثقافة اليوم، ويشير إلى أن ما يوجد الآن على سطح واقعنا الثقافي لا يمثل صورة الثقافة المغربية الحقيقية بفنونها ورموزها، حيث أنها بدت في السنوات الأخيرة تعيش على ماضي هذه الثقافة، أدبا وفكرا وترجمة.

وهذه الصورة الغائمة، يكاد يعبر عنها زريقة في أحد قصائده المثيرة حين يقول "آه.. الحقيقة كوجه ميت تفحم بظلمة قبر".

الشعري والجمالي
منذ سبعينيات القرن الـ20 بدا عبد الله زريقة مختلفا بمواقفه الملتزمة، تجاه الثقافة والسياسة والاجتماع، من خلال جملة من المقالات المهمة التي كانت تنشرها مجلة "المقدمة" وغيرها من المجلات، حيث وجدها القارئ العربي أكثر التحاما بالواقع المغربي وانتكاساته وارتباكه خلال سبعينيات القرن المنصرم، أمام سلطة قاهرة اكتسحت الأخضر واليابس من تاريخ الثقافة المغربية الحديثة والمعاصرة منها، وذلك على حساب تكريس التقليد، وهي كتابات اخترقت مكبوت الثقافة المغربية وتقليديتها، وجعلت الشعر ملتحما بقضايا الإنسان والتحرر.

على هذا الأساس، ظلت ترى بعض الكتابة النقدية القليلة أن تجربة زريقة -من خلال "رقصة الرأس والوردة" و"ضحكات شجرة الكلام"- شهادة شعرية على زمن ينغل بالترسبات السياسية في بنية الثقافة المغربية، صوب حداثة شعرية تجعل من البعد الجمالي الملاذ الأخير الذي تحتمي به تجربة زريقة، شعريا وجماليا.


لكن الطريف داخل بعض الكتب التي تناولت تجربة زريقة، هي أنها لم تنتبه إلى أن "ضحكات شجرة الكلام" -وهو العمل الشعري الأول الذي تنصل فيه زريقة من الطابع السياسي المباشر صوب أعمال شعرية فلسفية- جعلت الشاعر يحلق داخل أرض غريبة بالنظر إلى تجارب الشعر العربي المعاصر.

إنها تجربة غذتها دراسته المبكرة للسوسيولوجيا بجامعة محمد الخامس في الرباط، ورغم أن زريقة لم يخصص وقته وجهده للتفكير السوسيولوجي فإنه ذهب إلى الاشتغال على النص الشعري بوصفه مختبرا لكل أشكال الفكر البشري على اختلاف ألوانه ومشاربه، من تاريخ وفلسفة وتصوف وتشكيل وسينما، فجميعها حاضرة بقوة داخل أعماله الشعرية، يعيد ببراعة نسجها في نصوصه بأشكال مختلفة من التعبير الشعري والتوليف الجمالي، رغم أن معظم هذه النصوص تبقى غامضة وذات بعد فلسفي تختفي وراءه الكلمات، كأن يقول مثلا في "سلالم الميتافيزيقا":

"لا تكتب في هذا البياض

الذي تسرح فيه ملائكة النمل

ولا تقرأ في تلك الورقة

حتى لا تكشف الإله

المختبئ وراء كلمة

لكن كُن شيطانا

إذا رأيت

إلَها

لا يزيل خوف الكلمات

سوى التأويل

ولا رعب النقطة

سوى الحذف

ولا رهبة الحواشي

سوى النسيان"

جرح الوجود
يمثل "إبرة الوجود" قفزة نوعية داخل أعمال زريقة الشعرية، من خلال المراهنة على الفلسفة، ليس باعتبارها اختيارا جماليا يميز شعرية زريقة عن باقي الشعراء، وإنما بوصفها قدرا وجوديا يعيشه الشاعر في حياته اليومية المنعزلة عن الصخب الإعلامي من ندوات وقراءات ومشاركات يرى زريقة أنها قد تؤثر في صمته وماهية كتابته الشعرية وصناعتها الفنية والجمالية.

لذلك توارى زريقة عن الأنظار منذ تسعينيات القرن الماضي، مع أن أعماله حاضرة بقوة في ذهن القارئ، وهذا الأخير له علاقة خاصة وحميمية مع الشاعر بحكم الاحترام الكبير الذي يكنه القراء للشاعر عبد الله زريقة، إذ رغم غيابه فهو دوما يسكن مخيلة ووجدان من أحبوه شاعرا وصديقا ومناضلا، لا يغير قناعه ولا مواقفه من أجل المواقع والوظائف، مدافعا عن قيم الإنسان والتحرر والحداثة.

وهذا الأمر، لا ينفصل عن مشروعه في الكتابة، حيث أن الشعر لديه ينطلق من جرح أنطولوجي، قبل أن يكون جمالا أو بذخا أو حتى صناعة فنية بتعبير القدامى والمحدثين؛ ففي "حشرة اللامنتهى" و"سلالم الميتافيزيقا" (ترجمهما الشاعر الفرنسي برنار نويل) يُكشف وجه عبد الله زريقة الحقيقي وصورته وعزلته في علاقتها بالفلسفة، التي يبدو أنه من الصعب الخروج منها، خاصة أن الكتابة لديه تصبح مرادفة لمفهوم التحرر الذي يبدأ من جسده ويكتسح معه النص والعالم ككل، فهي لا تقيم شروطا ولا تضع موانع أمام الفضاء الذي تشتغل فيه شعريته، وإنما يوسعه ويضعه على تخوم الفلسفة.

هنا يغدو النص أشبه بشفرة تسلخ الجسد وتخترق الحدود التي تحاول بها السلط السياسية والمؤسسات التقليدية تسييج فكر الشاعر، دون أن يحدث شرخا في نظامها ونسقها أو حتى لذة عابرة أو نزوة في المناطق اليباب مِن لا وعي الجسد الإنساني وسراديبه.

يقول عبد الله زريقة -في مقالة له حول الكتابة ومسألة التحرر بمجلة المقدمة في عددها الأول سنة 1982- "إن حرية الكاتب ضرورية وأساسية جدا، فالكاتب الذي لا يتجاوز كل أشكال القمع يفرز جنينا نصف ميت، والكاتب الذي يحدد قبلا مساحته يحفر قبرا لكتابته في تلك المساحة المحدودة. إن الإنسان الذي تدعيه الكتابة إنسان جريء وصريح ومتحد أيضا. وكتابته كقوة إبداعه. إن الإبداع والقوة شيئان متلازمان. فإبداع الجماهير مثلا يكمن في قوتها وتكتلها وفي إيمانها بهذا الإبداع الذي ليس سوى نضاليتها".

لكن ما لا ينتبه إليه زريقة هنا، هو أن هذه الحرية داخل الكتابة الأدبيّة قد لا تتحكم فيها عوامل برانية، كالتي ترتبط بالكتابة النقدية التقريرية، بقدر ما تُحدّد مرماها عوامل داخلية ترتبط بالدفقة الشعورية للكاتب.

الشعري والتشكيلي:


أما عمله الشعري الفني "سكر المحو" (الجزائر، 2020) مع الفنان الجزائري رشيد قريشي، فإن زريقة يعاود فيه تجربة الاشتغال على اللوحة، بعد عمله الأول "تفاحة المثلث" مع التشكيلي المغربي الكبير عباس الصلادي، ففي تجربته هذه مع رشيد قريشي يوسع زريقة حدود الشعر والكلمة من خلال محاولة إقامة تماه مع اللوحة وعناق حقيقي مع مختلف العلامات البصرية العربية والأمازيغية، التي تتميز بها أعمال رشيد قريشي، أحد أبرز العلامات في التشكيل الجزائري؛ إذ تتماهى الاستعارات الشعرية والبصرية ويخترقان معا مجاهل الكينونة، حيث يتلاقى الشاعر والفنان.

يعبر زريقة عن التجربة شعرا بقوله: "سر يا هيا سر. الإبرة التي يخيط بها الوقت ثوب الأيام ضاعت. والمطر لا يمحو أي شيء حين يسقط. ستضحك بالسن التي وجدتها في التراب. وحين تبكي ستتدلى عيناك حيث تسقط دموعك. سترى البحر كله أصغر من أي حزن فيك. تريد أن تصرخ ولا يخرج منك صوت. وحتى إن مت سيسرح النسيان في جسدك بدل الدود".



#أشرف_الحساني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار المغربي في الألفية الثالثة: سيرة الخذلان


المزيد.....




- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-
- الفنان عبد الجليل الرازم يسكن القدس وتسكنه
- أسعدى وضحكي أطفالك على القط والفار..تردد قناة توم وجيري 2024 ...
- منصة إلكترونية أردنية لدحض الرواية الإسرائيلية في الغرب.. تع ...
- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف الحساني - الشاعر عبد الله زريقة الغائب الحاضر...