أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين















المزيد.....



حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 21:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأليف يوسف آرونوفيتش كريفيليف*

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

من بين الظواهر العديدة غير المُترابطة الموجودة في مقالة سيرجي توكاريف(1)، نود أن نُشير في البداية، الى فكرةٍ في المقالة تبدو أساسية، وهي كما يلي: السمة الأساسية للدين كشكلٍ من أشكال الوعي الاجتماعي، ليست مُحتوى المُعتقدات الدينية، بل الوظائف الاجتماعية للدين. ولهذا السبب فإن "الوظيفة الرئيسية لمؤرّخ الدين ليس النفاذ الى جوهر صور الخيال الديني وأوجهة التشابه والاختلاف بينها، بل دراسة وسطه الاجتماعي الثقافي، والظروف التاريخية الملموسة التي خُلِقَت فيها تلك الصور، ووحدة الناس وانفصالهم والذي انعَكَسَ في خلق المفاهيم الدينية". بمعنىً آخر، لا ينبغي لمؤرّخ الدين أن يدرس تاريخ الدين بقدر ما يدرس تلك البيئة والوضعية التاريخية التي نشأت فيها الأديان، والتي هي ببساطة، تاريخ المُجتمع وعلاقات الانتاج بين الناس والصراع الطبقي وتاريخ العِلم والثقافة بشكلٍ عام.
يبدو الدافع وراء هذه الأُطروحة التي قدّمها المؤلف استثنائية الى حدٍّ ما.
إنه يقول، بأن المُعتقدات الدينية بحد ذاتها غامضة للغاية، وغير واضحة وحتى "مُتناقضة في كثيرٍ من الأحيان"، وغالباً ما لا تتطابق أوصافها في الأدبيات الاثنوغرافية المُتنوعة. كان هُناك وصف مُتناقض للمُعتقدات الطوطمية والفيتيشية والمانا والمانيتو Manitou والتشارينجا وأرواح الأسلاف. إضافةً الى ذلك، يجب الافتراض أنه قلّما دَرَسَ الاثنوغرافيين أنفسهم هذه الأوصاف. على سبيل المثال "في السنوات الأخيرة، تم التعبير عن رأي (الألماني فون سيداو von Sydow) يقول بأن هذه التجسيدات غير موجودة، وأن "وصف مانهارت لـ"ذئاب الجاودار" rye wolves و"عذارى الحبوب" grain maidens و"أمهات المحصول" grain mothers، الخ، قد كُتِبَت تحت تأثير "النظرية الاسطورية" التي كانت سائدةً في القرن التاسع عشر، بينما الشعب نفسه لا يعرفون عنها شيئاً". لقد أدلى فون سيداو بِحُكمهِ، وكان هذا كافياً لإعلان أن العديد من التصريحات الاثنوغرافية حول عبادة أرواح النباتات سخيفة!.
إن ما قيلَ حول لاموثوقية بياناتنا عن المُعتقدات البدائية وتبعثرها وعدم قابليتها للاثبات، قد سَحَبهُ المؤلّف أيضاً على أديان المُجتمعات الطبقية القديمة. على الرغم من أن المعلومات المُتاحة للعلم حول أفكار الآلهة ومُحتوى الصور الدينية الأُخرى ثرية، الا أنه "لا تزال هُناك نسبة مُعينة من التخمينات". لهذا السبب يتجادل الاثنوغرافيين ومؤرخو الأديان باستمرار في مُحاولتهم الاتفاق، ليس فقط على مُحتوى مفهوم الإحيائية والفيتيشية وعبادة الطبيعة وما الى ذلك، بل وأيضاً على صور أوزيريس وإيزيس ومردوخ وعشتار وزيوس وبوسايدون وغيرها. وحسب المؤلف كذلك، الوضع ليس أسهل بالنسبة للأديان الحديثة.
هُنا لا ينبغي أن تكون هُناك أي صعوبات خاصّة من هذا القبيل، حيث أن المواد كافيةٌ تماماً حول المُعتقدات الحديثة. لكن المؤلّف لا يزال يرى أن الوضع صعبٌ من حيث دراسة الأديان الحديثة. إنه يشعر أن مُحتوى المُعتقدات غير معروفة للناس في الوقت الحاضر الا قليلاً. وبالاعتماد على موادٍّ من استطلاعٍ للرأي أجراهُ معهد غالوب الأمريكي، يَظهَر أن العديد من المسيحيين المؤمنين ليس لديهم فكرة واضحة عن العقيدة المسيحية. يؤكد توكاريف، أن "الجُمهور الغفير من المؤمنين، مثل المسيحيين على سبيل المثال، لديهم فكرةٌ غامضةٌ للغاية عن مُحتوى الدين المسيحي. ويُمكن القول أن مُعظم المؤمنين لا يعرفون ذلك على الاطلاق"، فقط اللاهوتيون المُحترفون وعددٌ قليلٌ من المتخصصين يعرفونها. وهذا أيضاً دليلٌ لصالح الفرضية القائلة بأن مُحتويات التعاليم الدينية ليست ذات أهمية أساسية لدراسة الدين وتاريخه. إن الحجة المؤيدة لهذه الفكرة فيما يخص الديانات البدائية تقع على مُستوىً يختلف عنه فيما يخص الديانات في المُجتمعات القديمة. في الحالة الأُولى الجماهير لديها معرفة ضبابية في مُعتقداتها، ولا يستطيع العلم الحديث أن يقول الشيء الكثير عنها، وفي الحالة الثانية، يُمكن للعلماء أن يفهموا، لكن المؤمنين أنفسهم لا يعرفون ما يؤمنون به. يُمكن التوصّل الى نتيجةٍ مُشتركةٍ بالنسبة للحالتين، مفادها أن الأمر لا يستحق تفسير مُحتوى المُعتقدات القديمة أو الحديثة، لأن المُحتوى غير ضروري ويَصعُبُ تفسيره. وكما هو معروف، فإن مُهمة العِلم هي دراسة الظواهر الأساسية، في حين أن المُعتقدات، كما يؤكّد توكاريف، ليست أساسية لتفسير الدين.
أما الصعوبات التي تعترض دراسة المُعتقدات الدينية، فالمؤلف على حق. كانت هُناك على الدوام، خلافاتٌ بين المدارس العلمية ومُمثلي كُلٍّ منها حول مسألة مُحتوى ونطاق المفاهيم المُختلفة المُستخدَمة في دراسة الدين. العديد من هذه المفاهيم غير مُحددة بشكلٍ جيّد، وغامضة. قامت كُلٍّ من هذه المدارس بتفسير هذه الظواهر بشكلٍ مُختلفٍ عن الأُخريات، وأُقتِرَحَت أنظمة تصنيفية مُتنوعة لتصنيف الأديان. ولكن أيٌّ من العلوم الاجتماعية لا تُعاني من هذه المُشكلة؟ فعلى سبيل المثال،، هل هُناك إجماعٌ كاملٌ بين العُلماء من مُختَلَف المدارس والتيارات على مسألة مُحتوى المفاهيم الأساسية في العلوم التي تتناول المُجتمع والتطور الاجتماعي؟ هل يقوم جميع الفلاسفة بتقديم نفس التفسير لمقولات فلسفية مُعينة وعلاقاتها وأصلها؟ فهل يُمكن اعتبار هذا "الصراع" و"الصِدام" في تفسير هذه المفاهيم والمسائل مُبرراً لإخراجها من "جدول الأعمال" العلمي أو إلغائها تماماً؟! نحن نرى أن الحل المُعاكس هو الأصح، أي أنه كلما قلّ تناول هذه المسألة أو تلك في العِلم، كُلما زادت الحاجة لبذلك الجهود من أجل التوصّل الى حلها العلمي الحقيقي، بشرط، أن تكون مسألةً علميةً حقيقية وليس زائفة. إن مُحتوى المُعتقدات الدينية وهذه الظواهر الايديولوجية التي ظَهَرَت في أدبيات دراسة الدين في شكلِ مقولاتٍ مقبولةٍ بشكلٍ عام، لا تُمثّل مجموعةً من المسائل الزائفة بالطبع.
الى جانِب الحُجة المذكورة أعلاه لصالِح "لاجوهرية" المُعتقدات، يُضيف سيرجي توكاريف حُجةً أُخرى يعتبرها أكثر أهمية. تُقارَن الديانات الثلاث البوذية والمسيحية والاسلام من حيث مُحتوى مُعتقداتها، وقد أُشيرَ بشكلٍ صحيح الى أن هُناك اختلافاتٍ كبيرةٍ في مُحتوى هذه المُعتقدات. ولكن يُفتَرَض أن "وجود اختلافات حادّة هُنا، لا يمنعنا بأي حال، من الجمع بين البوذية والمسيحية والاسلام في قائمةٍ واحدة، وفي نوعٍ من "الديانات العالمية"". بالطبع هذا لا يمنعنا، وليس من الواضح لماذا قد "يمنعنا" من ذلك، لأن التصنيف الى مجموعةٍ ما، يتم في حالاتٍ كثيرةٍ باستخدام خاصيةٍ مُشتركة، وفي حالتنا هذه، خاصية لا علاقة لها بمضمون المُعتقدات. إنها بالأحرى خاصية التوزّع الجُغرافي للديانات المعنية. كما هو معروف في المنطق، أنه يُمكن تصنيف ظاهرةٍ ما باستخدام معايير مُتنوعة، باتباع مبدأ توزيع الظواهر في نظامٍ تصنيفيٍّ فرعي. ولهذا السبب بالذات، لا يجب أن يجعَلَ تصنيف "الأديان العالمية" مُبرراً لإلغاء دراسة هذه الاختلافات بينها، أو حقيقة وجود تلك الاختلافات.
وأخيراً، هُناكَ حجةٌ أُخرى لصالح "لاجوهرية" الأفكار والمُعتقدات الدينية والتي تطرقنا اليها بشكلٍ عابِر. يُظهِرُ المؤلّف شكوكاً حول ما اذا كانت المُعتقدات المُختلفة موجودةً أو تنشأ بين "الشعب" أم لا، أو ما اذا قد فُرِضَت على الناس من قِبَل مُختَلَف الايديولوجيين. بالاعتماد على الاثنوغرافي الأمريكي بول رادين، يؤكّد أن "أن غالبية المُعتقدات التي وصف العلماء أنها مُنتشرة بين شعوب مُختلف البُلدان، ليست حقاً مُنتشرة بين الأغلبية الساحقة منهم، بل فقط بين شريحةٍ صغيرةٍ من الشامانات والكهنة وغيرهم. انهم ليسوا مُجرّد أوصياء وخُبراء في المُعتقدات (ومنهم حصل الانثروبولوجيين على معلوماتهم في مُعظم الأحيان)، بل انهم هُم مُنشِؤوها كذلك". يقول توكاريف، في تطويره لهذه الفكرة أن ""المُفكرين الدينيين" لا يؤدون وظيفة وسطاءٍ بين البشر والأرواح والآلهة وحسب، بل أنهم أيضاً هُم الذين خَلَقوا عالَم الأرواح والآلهة، وخدعوا أعضاء قبائلهم، وخدعوا أنفسهم في نهاية المطاف". وكما هو معروف، فقد رَفَضَت دراسة الدين العلمية، منذ زمنٍ طويل، النظرية المُبتذلة التي تُفسّر نشأة الدين ووجوده، بالخِداع الذي وَقَعَ فيه الحمقى ضحية المُتحايلين الأذكياء الذين يستغلّون غبائهم، وليس من المُستبعد، بل من المؤكّد أن رادين قد توصّل الى "نظرية الاحتيال"(أ).
يُناقض المؤلف نفسه في عددٍ من المواضع. إنه يُذكرنا بأن الماركسية تنظر الى الدين كشكلٍ من أشكال الوعي الاجتماعي. هذا صحيح، ولكن يترتب من هذا الإقرار أن البحث في الدين هو في المقام الأول بحث في مُحتوى وطبيعة هذا الشكل المُحدد من الوعي الاجتماعي. ويمضي المؤلف في طرح سؤال: "ما هو الشيء المُشترك الذي يَجمَع بين كل هذه الأفكار الدينية من حيث مُحتواها، وما هو العامِل المُشتَرَك بين كُل هذه الأفكار الدينية من جانب مُحتواها...؟" ثم يُجيب عن هذا السؤال بشكلٍ غامضٍ ومُراوِغ.
إنه يقول، أنه يُشار في أغلب الأحيان الى أن الايمان بما هو خارقٌ للطبيعة، هو السمة الأساسية التي تُميّز جميع الأفكار الدينية. فهل يوافِق المؤلف على هذا؟ يبدو أنه يتفق معه، ولكنه لا يتفق معه في نفس الوقت: "دعونا الآن نَقبَل هذا التعريف، دون انتقاد غموضه وعدم دقته الى حدٍّ ما". وسُرعان ما يُصبح معنى "الآن" واضحاً، حيث يقوم المؤلف "لاحقاً" برفض هذا التعريف بشكلٍ أساسي.
فالدين، من وجهة نظرهِ، لا يخلق تعارضاً بين الايديولوجية العلمية ونظرتها للعالم. ربما كان هذا التعارض موجوداً في زمنٍ ما، ولكنه غير موجود الآن. يتمتع اللاهوتيون باطلاعٍ جيدٍ في العلوم الطبيعية ولا يُجادلون في نظرياتها كما لا يُجادلون في مُنجزات العلوم الانسانية. وعلى المُستوى الايديولوجي، فلا يُوجد تناقض بين الدين والعِلم. وغنيٌّ عن القول أن هذا خاطئ تماماً، لأن الدين، مهما كان حديثاً، يُقسّم العالم في خيالاته الى عناصر طبيعية وخارقة للطبيعة، وإن تخلّى عن ذلك، فإنه يتوقف عن أن يكون ديناً. ولكننا نود أن نؤكد الى أمرٍ آخر هُنا. لقد انشغَلَ المؤلف بتحليل مُحتوى تلك المُعتقدات الدينية ذاتها، مع أن هذا برأيه، أمرٌ غير ضروريٍّ ، وفي استعراضه اللاحق،، يتحدث باستمرار عن الأفكار والصور والمعتقدات الدينية!.
يهتم توكاريف في صفحاتٍ عديدة بتحليل التعاليم الدينية بدقّة، ولكن ليس بشكلٍ صحيحٍ دائماً (من وجهة نظري)، كما سأُحاول أن أُبيّن ذلك لاحقاً. ويطرح السؤال: ما هو الشيء الرئيسي في تصور الأفكار الدينية؟ وهو يجد هذا الشيء الرئيسي في "ما هو أصل الشر؟... وطُرِحَت اجاباتٌ مُختلفة، اعتمَدَت على المُستوى العام للتطور الاجتماعي والثقافي، ولكنها بَحَثَت جميعها في نفس المسألة". ثم يصف بالتفصيل كيف تُرمّز الأديان المُتنوعة الشر، وتُجسّده في مقولاتٍ مُجرّدة، وكيف نشأت فكرة الشيطان وغيرها من تمظهرات الشر، وما هو الدور الذي لَعِبَته هذه الفكرة في العهدين القديم والجديد. وهُنا، تم انتقاد أُسطورة سقوط آدم وحواء من الجنة على مُستوىً تنويري مُسطّح الى حدٍّ ما، وفي ختام هذا النقد، يقول المؤلف: "سيكون من الصعب تصوّرِ شيءٍ أكثر سخافةً من هذا!". يقول أنه "لا يوجد أي ذكر للشيطان في قانون الايمان النيقاوي"، ثم يَخلُصُ الى الاستنتاج العام التالي: "انه مجال خصب لنقاشات طلّاب الدين". ولكن توكاريف، لا يرى أن مسألة "التغلّب على الموت" ذات أهمية، فيقول: "لا تطرح غالبية الأديان هذه المسألة". وهكذا، يقوم المؤلف بطرحِ تأكيدٍ لا أساس له، من أجل استخلاص استنتاج مفاده أن صيغة "الدين باعتباره التغلّب على الموت" لا تحل بأي حالٍ محل صيغة "الدين باعتباره تبريراً للشر". ليس من الواضح لماذا يجب أن تحل إحدى الصيغتين محل الأُخرى لا أن تُكمل أحدهما الأُخرى. ولكن بغض النظر عما اذا كانت أُطروحة سيرجي توكاريف المذكورة أعلاه صحيحةً أم لا، فإننا نود أن نُشير الى أن المؤلف، على الرغم من وجهة نظره الأساسية التي تعتبر مُحتوى المُعتقدات الدينية غير ضرورية لوصف الدين، الا أنه هُنا، ينظر التى هذه الأخيرة بالضبط كتعبيرٍ مُعتقداتٍ دينيةٍ مُحددة، سواءاً تتعلق بأصل الشر أو التغلّب على الموت.
ومهما حاوَلَ في وصفه وتفسيره للدين التملّص من تحليل مُحتوى مُعتقداته وتعاليمه، فهو غير قادرٍ على ذلك، وهو مُضطر باستمرار لتحليل الايديولوجية الدينية. إنه يُعلِنُ مراراً أنه من "الأهم هو الدراسة التاريخية لوظيفة الدين الاجتماعية، باعتبارها أحد المعايير الاجتماعية التي تُميّز مجموعة بشرية عن أُخرى" وأن "المُهم ليس دراسة أسماء الآلهة أو الأرواح، ولا الحكايات الأُسطورية عنها، ولا وصف طقوس العبادة، حتى الأكثر تفصيلاً منها، ولا المُحتوى العقائدي لنظام ديني مُعيّن"، ولكنه يقول: "هذا لا يعني بالطبع أنه ليس علينا دراسة مُحتويات المُعتقدات الدينية. يجب دراستها، ولكن لا يجب اعتبارها موضوع البحث الرئيسي". وهذا ما يُشوّش المسألة برمتها. يتحدث توكاريف عن أهمية دراسة الايديولوجية الدينية، لكنه لا يعتبر مثل هذا البحث هو الأمر الرئيسي في دراسة الدين، وبالتالي، لا بُدَّ من دراسة الايديولوجيا، ولكن يُمكن أن يتم ذلك من دون دراسة الأفكار المُكوّنة لها.
وغنيٌّ عن القول، أنه لا يُمكن أن يكون هُناك أي حُجةٍ ضد دراسة الأُسس الاجتماعية للدين ككل، والظواهر والأشكال الدينية الفردية، على وجه الخصوص. ولكن لماذا يجب أن يتم ذلك على حساب دراسة الايديولوجيا نفسها؟ نجد أنه يُوجه نقداً للطلاب السوفييت الذين يدرسون الدين وتاريخه والمُهتمين بدراسة الايديولوجية الدينية، وهو يمتعض من "بعض الأبحاث العلمية التي تعتبر المُعتقدات الدينية موضوعاً رئيسياً للدراسة". اذا كان الأمر كذلك، هُناك في المُقابل، مُبررٌ كافٍ لكي يمتعض توكاريف من نفسه انطلاقاً من أفكاره هو بالذات، سواءاً أراد ذلك أم لا، فهو يُشجع البحث في المُعتقدات الدينية وتاريخها. يكتب: "ان تاريخ الدين، هو تاريخ ظهور العلاقات المُتنوعة بين البشر في سياق تطور المُجتمع، وكيف تمظهَرَت في المجال الايديولوجي ومجال الأفكار الدينية". فهل يُمكن أن نفهم كيف تمظهرت "العلاقات المُتنوعة بين البشر" في "مجال الأفكار الدينية"، ان لم يدرس المرء هذه الأفكار؟ يُناقض توكاريف نفسه تقريباً بنفس الطريقة عندما يستخدم مثل هذه الصِيَغ: "الدين... هو ليس موقف الانسان تجاه الإله أو الآلهة، بقدر ما هو موقف البشر تجاهَ بعضهم البعض فيما يتعلق بمفاهيمهم عن الإله أو الآلهة". إن كان الأمر كذلك، فإن هذه الأفكار والمفاهيم "عن الإله أو الآلهة"، ذات أهمية أساسية لدارس الدين، ولا يوجد سبب لوضعها في قسم اللاهوت.
في الحقيقة، يوجد لدى كاتبنا حُجّةٌ يبدو أنها تُنقذه من موقفه. إنه لا يُدين الاهتمام بدراسة الايديولوجية الدينية بشكلٍ عام، إنه فقط ضد إعطاءها الأهمية الأساسية في دراسة الدين. هذه الخُطوة، في الواقع، لا تُغيّر من الأمر شيئاً. من الضروري، من أجل فهم الايديولوجيا، أن ندرسها وجذورها الأرضية (الاجتماعية بالطبع). لكن من الخطأ أن نَضَعَ مُحتوياتها في مُواجهة جذورها.
وهُناك مسألةٌ أُخرى: هل ينبغي للطالب دارس الدين أو مؤرخ الدين نفسه أن يهتم بدراسة المسائل والظواهر العامة، أم يُمكنه الاستعانة بزملائه المُتخصصين في هذه الدراسات؟ على سبيل المثال. هل على مؤرخ الدين أن يدرس القُوى المُنتجة وعلاقات الانتاج ومسار الصراع الطبقي والتاريخ السياسي والتاريخ الثقافي للامبراطورية الرومانية خلال القرون الأُولى الميلادية للامبراطورية الرومانية عندما كانت المسيحية تنتشر هُناك؟ لماذ لا يستخدم المواد الهائلة التي حَصَلَ عليها المؤرخون السوفييت والأجانب حول تاريخ العالَم الكلاسيكي؟ لكن البحث في الايديولوجيا الدينية، المسيحية المُبكرة في مثالنا هذا، هو تخصصه المُباشر وهو يمتلك معارف خاصة ولا يُمكن لمؤرخٍ من مباحث أُخرى أن يحل محله. وكمثال، يستحيل أن تُجبِرَ مؤرخ الفن أن يدرسَ بشكلٍ مُستقل المسائل العسكرية التاريخية، على أساس أن رسم المعارك لَعِبَ دوراً في تطوير الفنون الجميلة التي انعسكت تلك المعارك التاريخية فيها.
ان الدعوة الفعلية للتخلي عن تحليل مُحتوى الايديولوجية الدينية، تربط توكاريف بالنزعة الحيادية الايديولوجية. إنه ينظر الى مسألة الكائن الإلهي على مُستوى ساخر تنويري. ويُصوّر المؤلف الصراع بين الدين والالحاد على هذه المسألة التي تُميزهما على أنه يكمن في "التكرار اليائس وعديم الهَدَف لعبارتي: ""يُوجد إله" أو "لا يوجد إله"". نحن لا نرغب في أن نرى في أدبنا مثل هذا التصوير الكاريكاتوري للصراع بين المُدافعين عن الدين والمُعادين له، وخاصةً ذلك الذي يضعهما كليهما على نفس المُستوى. ان المسألة لا تتعلق بالاله! إنها تتعلق بالخارق للطبيعة، والاعتراف به من عدم الاعتراف به. ونحن لسنا مُنخرطين في التكرار اليائس وعديم الهدف لعبارة "لا إله". ونحن، في نضالنا ضد العقائد الدينية، ننتقد معنى ومضمون مُسلماتها ومبادئها الأساسية، ولا سيما تعاليمها حول الإله، ونقوم بذلك من أجل إقامة ايديولوجيا مادية علمية.
في الدعاية الالحادية، يوصي سيرجي توكاريف بالتخلي عن المسائل الايديولوجية النظرية، والاهتمام فقط بـ"التناقضٍ الأساسيٍّ تماماً بين خطّينِ من السلوك العَمَلي: اما مُناشدة الاله (أو الآلهة) لتخليص المرء من الشر والمُعاناة والظُلم، أو مُحاربة الشر والمُعاناة والظُلم بقُواه الخاصة. كُل الأديان تُعطّل الناس في نضالهم من أجلِ مُستقبلٍ أفضل". من المُفتَرَض هُنا، أنه لا يُهمنا ما اذا كان الاله موجوداً أم لا طالما أننا لا نُناشده. ماذا لو كان موجوداً؟ فكيف للمرء أن لا يُناشده؟!
بالاضافة الى ذلك، تحتوي المقالة المعنية، على عددٍ من التأكيدات المُشوشة وغير الصحيحة بنفس القدر كما هو الحال بالنسبة للمسألة الأساسية التي تحدثنا عنها أعلاه. إنه يبدأ إستعراضه أعلاه لـ"وجهات النظر "اللاهوتية" و"الالحادية" حول جوهر الدين"، ويُلاحظ "أن لديهما شيئاً مُشتركاً". وبالرغم من كل هذا التنوع الهائل للتعريفات، يشعر المؤلف، أنه لا يُوجد سوى تعريفين اثنين للدين، لاهوتي وإلحادي. إنه يُقدم لنا وصفاً صحيحاً بشكلٍ عام للأول، على الرغم من أنه ينسى أن يُشير الى أنه مبنيٌّ على مُعتقدات خُرافية. أما الثاني، فلا يجد المؤلف سوى خاصية واحدة تُميّزه، فهو ينطلق "من عدم الاعتراف بوجود أي قُوى خارقة"، ومن ثُم فإن دراسة الدين العلمية، مبنية على سمة سلبية مُعينة فقط، وهي "لا". وغنيٌّ عن القول، أن مثل هذا التأكيد ليس له أي معنى حقيقي، لأنه لا يوجد شيءٌ مبنيٌّ على الفراغ. بالنسبة لدراسة الدين الماركسية، فنحن نفترض أنها تنطلق من بعض الأُطروخات الأساسية للمادية الدياليكتيكية والتاريخية المُتعلقة بطبيعة العالَم المادية، وعلاقة الوجود الاجتماعي بالوعي الاجتماعي والتعاليم حول أشكال الوعي الاجتماعي. إن التعريف الكلاسيكي للدين باعتباره انعكاساً خيالياً لتلك القُوى الخارجية التي تُهيمن على الانسان (انجلز) لا تبدو لنا أنها قائمة على "لا" أو بأنها تُشبه التأكيدات اللاهوتية، كما يعتقد المؤلف "بشكلٍ مُفاجئ". وبالمناسبة، توكاريف يكتشف أن جميع التعريفات "الالحادية" للدين قريبةٌ من التعريف اللاهوتي له. على أي أساس؟ على أساس أن هذه التعريفات تُفسّر الدين بوصفها"مجموعةٍ من الأفكار حول قوةٍ ما، في العالم الآخر، تقف فوق الانسان" الفرق ضئيل: "لكن اللاهوتيين يقولون أن هذه القوة موجودة، بينما يُنكر المُلحدون وجودها".
كُل هذه المُحاججات تؤدي الى نفس الفكرة الأساسية عند توكاريف، وهي أنه يُمكن دراسة الايديولوجية دون دراسة مُحتوياتها المُتضمَّنة فيها. لن نعود الى هذه الفكرة الغريبة، لكننا سنُشير الى أنه في صياغتها ومُدافعته عنها، يُؤكد المؤلف على إجراء معروف جيداً في عند مُعسكر المُلحدين الليبراليين، وهو نزع ايديولوجية الدين.
يُظهِر توكاريف في بعض المسائل، تقارباً حقيقياً الى حدٍّ ما مع وجهات النظر اللاهوتية التقليدية. على سبيل المثال، فهو يُشارك اليهود مفهوم اليهودية كدين توحيدي صارم. في هذه الحالة، يقول توكاريف بأن العقيدة الهيودية كانت توحيدية صارمة في "مرحلة ما بعد المنفى". وفي حالاتٍ أُخرى، يتجاهل هذه الميزة المرحلية ويتحدث فقط عن التوحيدية اليهودية. هُنا، غالباً ما يُناقض نفسه. يتبيّن مثلاً أنه في "الديانة التوحيدية الاسرائيلية، تطورت نفس الفكرة بشكلٍ أُحادي الجانب ولكن بطريقةٍ منطقيةٍ تماماً. يتمثّل الشر، في عبادة آلهة أُخرى دون الإله يهوه". اذا كان الأمر يتعلق بالايمان بوجود آلهةٍ أجنبية، فما هو نوع الايمان الذي يظهر في غالبية أسفار العهد القديم، وأي دينٍ توحيديٍّ هذا، اذا كان يعترف بوجود آلهةٍ أجنبيةٍ كثيرة؟! نُواجه هُنا مجموعة متنوعة من الوثنية المُتعددة الاثنيات. في تأكيدهم على التوحيدية الصارمة لليهودية، يسعى اللاهوتيون اليهود والمسيحيون الى تحقيق أهدافٍ مُختلفة ولكن رجعية على حدٍّ سواء. فالأولون يسعون الى التأكيد على أنهم "شعب الله المُختار" والفخر بالعمل الصالح الذي قدموه للبشرية عندما وضعوا لنا أسمى أشكال العبادة. والأخيرون، في استخلاصهم المسيحية من اليهودية، يربطون اليهودية بالتوحيد الصارم لإظهار تقاربهم العقائدي الوثيق معهم، وبأن تعاليمهم لم تُستمد من المُعتقدات الوثنية، على الرغم من أن هذا التأكيد يتناقض مع التعاليم حول الثالوث.
وعلى العموم، فإن تفسير مفهوم التوحيد يحتاج الى دراسةٍ جادةٍ ومُستقلة لن نقوم بها هُنا لضيق المجال، ولم نتطرق اليها سريعاً سوى لأنها تتعلق بالأفكار الخاطئة في المقال قيد النقاش.
ومن بين الأخطاء التي يرتكبها توكاريف أيضاً، التأكيد على أن مُعتقدات الخطيئة الأصلية كمصدرٍ للشر في العالَم، قد طُرِحَت لأول مرةٍ في المسيحية. ويُصوّر المؤلف الأُمور كما لو أن الديانات القديمة كانت تشتغل بثبات وباتساق تطوري على حل مسألة أصل الشر في العالَم. لقد شارَكَت الديانات الهلنستية واليهودية والكونفوشيوسية والهندوسية والبوذية والزرادشتية في عددٍ من عمليات البحث عن أصل الشر. ويرى المرء أن هذه المُشكلة "تُحَل في الديانات القومية الشرقية المُنظمة الأُخرى بشكلٍ صارم، وبشكلٍ لا لُبسَ فيه" وفجأة تدخل المسيحية في هذه العملية (التي كادت أن تُتوّج بالنجاح؟) في هذه "الصورة العامة والمُنتَظَمة للغاية للصعود التدريجي للفكر الفلسفي وطرحه حلولاً أكثر اتساقاً وتعميماً لمسألة الشر في العالم"، و"تخرق" ما هو مُنتظم. ينظر توكاريف الى مفهوم المسيحية حول الشر كما يلي: "ان هذا لأمرٌ غريبٌ فعلاً وغير منطقي الى أبعد الحدود. لماذا يسود الشر في العالَم؟ لأن العالَم خطّاء. ولماذا هو كذلك؟ لأن الزوج الانساني الأول عَصوا الله وأكلوا من ثمرة الشجرة المُحرّمة". لماذا لم يُشِر لوكاريف الى أن هذه الأُسطورة كانت موجودةً في العهد القديم، وبأنها ذات أساس يهودي وليس مسيحي؟ إنها مسألة مُختلفة أن هذه الأُسطورة لا تلعب دوراً رئيسياً في مُحتويات أسفار العهد القديم، لأن مؤلفي هذه الكُتب لم يكونوا مُهتميم بمصير البشر بقدر اهتمامهم بمصير شعب الله المُختار. لكن التأكيد الخاطئ نفسه بأن هذه اسطورة مسيحية، لا يزال قائماً. ولكن الأهم، هل هُناك ما يدعو الى القول بأن التصور المسيحي لأصل الشر في العالم على أنه "غريبٌ فعلاً وغير منطقي"، ووضعه في مُقابل التفسيرات الدينية الأُخرى السابقة له بوصفها سامية وعميقة فلسفياً؟! هذه الأخيرة ليست أفضل من المسيحية بأي حال من الأحوال وليست أقل "غرابةً ولامنطقية".
يطرح توكاريف في مقالته مكاناً كبيراً لمسألة الدور الذي لَعِبهُ الدين في دمج وفصل الناس والفئات الاجتماعية (وقد يكون له أسبابه الخاصة به لإعطائها لها هذا الدور). هذه المسألة نفسها تستحق دراسةً خاصة، ولكن الحل الأولى الذي يُقدمه المؤلف لها يبدو غير مُقنعٍ بالمرة. إنه يُقارن الدين بالفن، ويؤكد أنه في سياق التطور التاريخي "في الفن، تصعد قُوى التكامل والاندماج، وتضعُفُ قُوى الانفصال"، وفي الدين، على العكس، "سيطَرَ عامل الانفصال فيه منذ البداية". حتى ظهور الديانات العالمية لم يُغيّر الأُمور. وبطبيعة الحال "كانَ ظُهور الديانات العالمية...، بمثابةِ موجةٍ قويةٍ من الميول الاندماجية" لكنَّ "هذا الاندماج كان زوالهُ سريعاً وخادعاً". ثم يبدأ بالبحث عن الأساس الذي يُمكن من خلاله التأكيد على أن ظُهور الديانات العالمية كان عاملاً في فصل الناس وليس دمجهم. أولاً: الطوائف التي تكونت في هذه الديانات. ثانياً، عززت كنائس الديانات العالمية الانفصال من خلال إقامة الفصل الشامل: رجال الدين مُنفصلين عن الناس، ورجال الدين أنفسهم مُنفصلين في تسلسلٍ هرمي، ويغرق المقال بالأمثلة حول الانفصال الذي تؤديه الكنيسة.
إن المُلاحظة الهامشية رقم (12) في المقالة ذات أهمية كبيرة لنقدنا هُنا. يتضح من المُلاحظة، أنه لا أحد استدخل مفهوم الشيطان في المسيحية كتجسّد للشر، سوى فلاديمير سولوفييف. يقول: فلاديمير سولوفييف "اعتَبَر فكرة الشر ليس بالمعنى السلبي، اي غياب الخير، بل كقوة عالمية نَشِطة تُناضل ضد الخير. لقد فَهِمَ سولوفييف فكرة "المسيح الدجّال أو المُجدف" في سفر الرؤيا، بالمعنى الواقعي تماماً، كخصمٍ للمسيح سوف يظهرُ الى الوجود" هل ظَهَرَت فكرة وجود عدو المسيح أو المسيح الدجال في بداية القرن العشرين فقط؟ إن الادلاء بمثل هذه التصريحات، يعني غض الطرف عن تاريخ المسيحية بأكمله.
بشكلٍ عام، ولأسفي الشديد، لم أجد أن مقالة توكاريف تُشكّل مُحتوىً قد يجعل المرء يعتبرها مُساهمةً في دراسة الدين العلمية.

* يوسف آرونوفيتش كريفيليف 1906-1991 عالِم سوفييتي ومؤرخ للدينين اليهودي والمسيحي. تخرّجَ عام 1934 من كُلية موسوكو للتاريخ والفلسفة ، وشارَكَ في الدعاية الالحادية السوفييتية، وعمِلَ في متحف الإلحاد المركزي في الفترة ما بين 1936-1939. انتسَبَ الى الجيش خلال الحرب الوطنية العُظمى، وعَمِلَ في الفترة ما بين 1947-1949 في معهد الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية. كان عضواً في معهد الاثنوغرافيا التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية منذ عام 1959. وله عشرات المقالات العلمية في تاريخ الدين، والالحاد العلمي.

1- مقالة سيرجي توكاريف: حول الدين كظاهرةٍ إجتماعية (أفكار عالِم إثنوغرافيا)
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=820904
أ- نظرية الاحتيال في دراسة تاريخ الدين، هي نظرية إلحادية برجوازية، تُفسّر تاريخ الدين من خلال النظر الى المُعتقدات بوصفها جُملةً من التزييفات والاختراعات التي قام بها رجال الدين، واستطاعوا من خلالها أن يُضللوا الناس.

ترجمة لمقالة:
on the essential and nonessential in the study of religion, I.A.Kryvelev, 1980



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد الفهم الماركسي للدين
- حول جوهر الدين
- حول مفهوم -الشرق القديم-
- حول الدين كظاهرةٍ اجتماعية (أفكار عالِم إثنوغرافيا)
- في ذكرى سيرجي الكساندروفيتش توكاريف
- فريدريك انجلز حول نشأة المسيحية
- اليسار الجديد: الأفكار المواقف
- تاريخ البشرية القديم
- صور الدببة في فن العصر الحجري الحديث في شمال آسيا
- الاتجاهات الفلسفية كموضوع بحث: مسألة قوانين تاريخ الفلسفة
- دور الترجمة في تاريخ الُلغات الأدبية
- فلاديمير نابوكوف في المقام الثاني والمقام الأول
- عصرٌ جديدٌ للبشرية
- نظرية التشكيلات الاجتماعية الاقتصادية وتاريخ العالم
- لويس مورغان والماركسية والاثنوغرافيا المُعاصرة
- فلاديمير لينين بصدد التطور الدياليكتيكي للعلوم الطبيعية
- الماركسية والمُجتمع البدائي
- الانتاج الذهني كمُشكلة مطروحة في المادية التاريخية
- كثرة التعلّم لا تُعلّم طريقة الفهم (مُقابلة مع فاسيلي دافيدي ...
- الثقافات الأركيولوجية والوحدات الاثنية


المزيد.....




- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين