أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهد المضحكي - غزّة ومأزق بايدن في الانتخابات الرئاسية















المزيد.....

غزّة ومأزق بايدن في الانتخابات الرئاسية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 12:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن حكومة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتانياهو مليئة بالمتطرفين الدينيين الذين يعتقدون أن وحشية «إسرائيل» في غزّة هي بأمر الله. يستخدم المتطرفون في «إسرائيل»اليوم، بما في ذلك الغالبية العظمى من المستوطنين «الإسرائيليين» البالغ عددهم 700 ألف أو نحو ذلك، نصوصهم الدينية التي تسمح لهم بقتل الفلسطينيين. يظهر هذا حكومة نتنياهو أمام العالم بأنها تحمل إيديولوجيا دينية من القرن السابع قبل الميلاد وتحاول تطبيقها في القرن الحادي والعشرين. هذا ماتحاول حكومة الولايات المتحدة تغييره: تشذيب خطاب وحرب «الإسرائيليين» في أعين العالم.

ثمة رؤية يعرضها الاقتصادي الأمريكي جيفري د. ساكس، نُشرت بأحد المواقع، يرى فيها أن الغالبية العظمى من العالم اليوم، بما في ذلك الغالبية العظمى من الأمريكيين، لا يتفقون بكل تأكيد مع المتعصبين الدينيين في «إسرائيل». إن العالم مهتم باتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 أكثر بكثير من أهتمامه بالنصوص التي يزعم المتعصبون أن الله سمح لهم من خلالها بممارسة الإبادة الجماعية. إن العالم لا يقبل الفكرة الدينية القائلة إن «إسرائيل» يجب أن تقتل أو تطرد شعب فلسطين من أرضه. إن حل الدولتين هو السياسة المعلنة للمجتمع الدولي، كما أقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحكومة الولايات المتحدة.

لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعاني بسبب الانقسام الأمريكي الداخلي من عدم القدرة على الضغط على الحكومة«الإسرائيلية» لتشديب «خطابها وعملياتها العسكرية. إنه عالق اليوم بين اللوبي» الإسرائيلي «، والمجتمع الدولي. ونظرًا لقوة اللوبي «الإسرائيلي»، والمبالغ التي ينفقها في مساهمات الحملة الانتخابية، يحاول بايدن تحقيق الأمر في كلا الاتجاهين: إثبات الدعم «لإسرائيل» وإنكار تأييد «التطرف الإسرائيلي». يأمل بايدن ووزير الخارجية بلينكن جذب الدول العربية إلى عملية سلام أخرى مفتوحة مع اعتبار حل الدولتين بمثابة الهدف البعيد الذي لم يتم تحقيقه أبدًا.

لم يعد أحدّ أن يتوهم في أن «إسرائيل» لا تريد حل الدولتين، وأن الولايات المتحدة ليست جدية في طرحها، ولكن المتشددين «الإسرائيليين» يعرقلون حتى خطوة الإعلان عنها، ويضعون الحكومة الأمريكية في مأزق. هذا ما نستنتجه من رؤية الكاتب. وإلى جانب ذلك، من المعروف أن نتنياهو لا يريد أي شكل للدولة الفلسطينية، وهو يعود إلى أدوات الاستعمار القديم، إذ تسعى خطته إلى تشكيل إدارة محلية، أي لا يريد سلطة لديها امتداد عربي وعالمي، حتى لو كانت طيِّعة خانعة، وقد كان صريحًا وواضحًا في رفض الهوية الفلسطينية ويريد القضاء عليها. يدرك بايدن كل هذا، لكنه لايزال يريد استخدام عملية السلام كورقة توت. كان بايدن يأمل أيضًا حتى وقت قريب في استمرار أمكانية إغراء السعودية بتطبيع العلاقات مع «إسرائيل» مقابل طائرات مقاتلة من طراز F-35، والحصول على التكنولوجيا النووية، والتزام غامض بحل الدولتين في نهاية المطاف... يومًا ما، بطريقة ما، لا أحد يعرف كيفية الوصول إليها.

لكن السعوديين كسروا آمال بايدن وكانوا واضحين في عدم تقبلهم للعب دور في ورقة التوت هذه، حيث أوضحوا ذلك في بيان صدر في 6 فبراير الفائت، قائلين: «المملكة تدعو إلى رفع الحصار عن الأهالي في غزّة، وإجلاء الضحايا المدنيين، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وتحريك عملية السلام وفقًا لقرارات مجلس ألأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية التي تهدف إلى إيجاد حل عادل وشامل وإرساء أسس السلام: دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».

على الصعيد الداخلي، يواجه بايدن» لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، وهي المنظمة الرائدة في اللوبي «الإسرائيلي». إن نجاح «أيباك» طويل الأمد يعود في أساسه إلى تحول ملايين الدولارات التي ينفقونها كمساهمات في الحملات الانتخابية، إلى مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية «لإسرائيل»، وهو عائد مرتفع بشكل مذهل. في الوقت الحالي، عملت «أيباك» على تحويل حوالي 100 مليون دولار من تمويل الحملة الانتخابية لانتخابات نوفمبر إلى حزمة مساعدات تكميلية بقيمة 16 مليار دولار «لإسرائيل».

حتى الآن يتماشى بايدن مع «أيباك»، حتى مع خسارته للناخبين الشباب. في استطلاع للرأي أجرته مجلة إيكونوميست/‏يوجوف في الفترة من 21 إلى 23 ديسمبر رأى 49%؜ من الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و29 عامًا أن «إسرائيل» ترتكب إبادة جماعية ضد المدنيين الفلسطينيين. ولم يوافق على زيارة المساعدات العسكرية الأمريكية «لإسرائيل» سوى 21% بينما أيّد 30% من الشباب المستطلعين فلسطين والفلسطينيين. لقد أبعدت «إسرائيل» الشباب الأمريكيين تمامًا.

وبينما يحاول بايدن أن يبدو كمن يدعو إلى السلام على أساس حل الدولتين والحدّ من العنف في عزّة، تجاهل نتنياهو دعوات بايدن، مما دفع بايدن إلى صف نتنياهو بالأحمق في عدة مناسبات. مع ذلك، فإن نتنياهو وحكومته لا يزالان لهما اليد الطولى في واشنطن. فبينما يفرك بايدن وبلينكن أيديهما في العلن استنكارًا للعنف الشديد الذي تمارسه «إسرائيل»، يحصل نتنياهو على القنابل الأمريكية وحتى دعم بايدن الكامل بمبلغ 16 مليار دولار دون خطوط حمراء أمريكية.

ولكي ندرك مدى سخافة الوضع ومأساته، فلنتأمل تصريح بلينكن في تل أبيب في السابع من فبراير، بدلًا من وضع أي حدود للعنف «الإسرائيلي»، وهو الأمر الذي أتاحته الولايات المتحدة، أعلن بلينكن أن الأمر متروك «للإسرائيليين» ليقرروا ما الذي سيفعلونه، وفي التوقيت الذي يقررون به فعله، وبالطريقة التي يريدون بها فعله. لا أحد سيتخذ القرارات عنهم. كل ما يمكننا فعله هو أن نبيّن ما هي الاحتمالات، وما هي الخيارات، وما يمكن أن يكون عليه المستقبل، ومقارنته بالبديل. والبديل الآن يبدو كأنه حلقة لا نهاية لها من العنف والدمار واليأس.

آخر ما فعلته الولايات المتحدة في هذا السياق هو استخدام حق النقض «الفيتو» لرفض مشروع القرار الجزائري في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يدعو إلى وقف لإطلاق النار. حيث وصفت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد الجهود المبذولة لتمرير هذا الإجراء بـ«الأماني» و«غير مسؤولة». وقد طرح بايدن بديلًا ضعيفًا، حيث دعا إلى وقف إطلاق النار «في أقرب وقت ممكن»، وهو ما لا يعرف معناه. فمن الناحية العملية، فإن ذلك يعني بالتأكيد أن «إسرائيل» ستعلن ببساطة أن وقف إطلاق النار لم يحن وقته. يتعيّن على الولايات المتحدة أن تتوقف عن الدعم المطلق لسياسات «إسرائيل» المتطرفة وغير القانونية. ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تنفق المزيد من الأموال على «إسرائيل» ما لم تلتزم «إسرائيل» بالقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية الإبادة الجماعية. يجب على بايدن أن يقف إلى جانب مجلس الأمن في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، بل وفي الدعوة إلى التحرك الفوري نحو حل الدولتين، بما في ذلك الاعتراف بفلسطين باعتبارها الدولة العضو رقم 194 في الأمم المتحدة، وهي خطوة تأخرت أكثر من عقد من الزمان منذ طالبت بعضوية الأمم المتحدة في عام 1911.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرانسيس مرّاش.. أحد رموز التنوير العربي
- المرأة وسؤال تحررها
- تكساس والصراع الداخلي في أمريكا
- الصلة بين العنصرية والرأسمالية والاستعمار
- منتدى دافوس الاقتصادي والانقسام العالمي
- محمد سبيلا.. فيلسوف الحداثة العربية
- الحق في مقاومة المحتل
- الثقافة في الاقتصاد والسياسة
- فظائع جماعية وتواطؤ غربي
- أرونداتي روي
- تقارير أمريكية: تأثير حرب غزّة على شعبية بايدن
- ثقافة التعليم في الدول العربية
- انتهاكات إسرائيلية لا حدود لها
- عبدالرحمن الخميسي.. فارس الإبداع والحرية
- أجندة أمريكية تقوّض السلام
- سكان غزة ومؤامرة التهجير
- حامد عمار.. شيخ التربويين العرب
- أصداء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في شبه القارة الكورية
- الدعم الأمريكي لإسرائيل
- المؤرخ يوسف إبراهيم يزبك


المزيد.....




- خبير يبين لـCNN ما وراء تكثيف موسكو لضرباتها في أوكرانيا ودف ...
- انتشار فيروسي لفيديو بزعم أنه لـ-فتاة مسّتها روح شيطانية في ...
- قتال عنيف في مدينة الفاشر بين الجيش السوداني وقوات الدعم الس ...
- تقرير: الرئيس مسعود بزشكيان أصيب خلال الحرب مع إسرائيل
- إسبانيا: أمطار غزيرة في إقليم كاتالونيا تتسبب بفقدان شخصين و ...
- وفاة عامل مكسيكي في كاليفورنيا إثر عملية دهم لإدارة الهجرة
- حزب أسكتلندي يدعو الحكومة البريطانية للاعتراف -فورا- بفلسطين ...
- الجيش الأوكراني: أكثر من مليون قتيل وجريح روسي منذ بداية الح ...
- باكستان تنفي تعرضها لضغوط أميركية للاعتراف بإسرائيل
- مشاهد توثق استهداف السرايا تجمعات للاحتلال وخطوط الإمداد بخا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهد المضحكي - غزّة ومأزق بايدن في الانتخابات الرئاسية