أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها - دانية الزعيمي - سعيدة المنبهي شهيدة الحركة الماركسية اللينينية














المزيد.....

سعيدة المنبهي شهيدة الحركة الماركسية اللينينية


دانية الزعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 7909 - 2024 / 3 / 7 - 10:10
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها
    


في ذكرى وفاتها، سعيدة المنبهي: “تذكروني بفرح” 2/2
سعيدة المنبهي
“تذكروني بفرح، فأنا وإن كان جسدي بين القضبان الموحشة فإن روحي العاتية مخترقة لأسوار السجن العالية وبواباته الموصدة وأصفاده وسياط الجلادين الذين أهدوني إلى الموت. أما جراحي، فباسمة، محلقة بحرية، بحب متناه، تضحية فريدة، وبذل مستميت”.

دانية الزعيمي
11 ديسمبر 2023 تحديث : 10 ديسمبر 2023

تطرقنا في الجزء الأول من هذا البورتريه إلى نشأة سعيدة المنبهي، وعرفنا أنها ترعرعت في أسرة مناضلة تشربت منها المبادئ التي دافعت عنها فيما بعد…

فما الطريق الذي سلكته سعيدة المنبهي لتترجم مبادئها إلى واقع؟ إلى أي حد ذهبت في سبيل الدفاع عن مبادئها؟ ما كانت نهاية حكايتها؟ وكيف استطاعت بالشعر أن توثق تاريخ محنتها؟ أسئلة نجيب عنها في الجزء الثاني من هذا البورتريه.

ماتت في سبيل مبادئها
قاد النضال السري في منظمة إلى الأمام جل نشطائها إلى المعتقل السري درب مولاي الشريف بالدار البيضاء. سعيدة المنبهي كانت واحدة منهم. بمعية ثلاث مناضلات بالمنظمة، “اختطفن” يوم 16 يناير 1976، وتمت قيادتهن إلى درب مولاي الشريف، ثم مكثن هناك لثلاثة أشهر حسب بعض الشهادات، تعرضن خلالها لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ثم نقلن بعد ذلك إلى السجن المدني بالدار البيضاء.

اقرأ أيضا: التمييز بين الجنسين… فروق شاسعة يحاول القانون حظرها بينما يكرسها المجتمع! 2/1

حُكم على سعيدة المنبهي بخمس سنوات حبسا نافذة بتهمة الضلوع في أنشطة معادية للدولة، إضافة إلى سنتين بتهمة الإساءة للقضاء الجالس. أثناء محاكمتها، لم تتوان عن الدفاع عن حق تقرير المصير، كما أدانت الوضع المأساوي للمرأة في المغرب.

كتابة الشعر لم تكن فعلا تفريغيا بالنسبة لسعيدة، بل أكثر من ذلك بكثير، فهو في عينيها، تأريخ للمرحلة.

تروي والدة سعيدة المنبهي، عن فترة حبس ابنتها: “خلال زياراتي لها بالسجن، كانت سعيدة تردد رغم كل الحواجز المفروضة، إنني هنا يا أمي من أجل العيش الكريم لشعبي. إن معنوياتي عالية باستمرار. إن المستقبل لضحايا الاضطهاد الطبقي والاستبداد السياسي. إنني لا أخاف القمع. إنني أؤمن بقضيتي، قضية كل الجماهير”.

بعد مجموعة من “المعارك النضالية”، خرجت منها سالمة، دخلت سعيدة المنبهي مع رفاقها في إضراب غير محدود عن الطعام، في 8 نونبر 1977، وذلك للاعتراف بهم كمعتقلين سياسيين وأيضا لتحسين ظروف سجنهم وفك العزلة عنهم.

هذا الإضراب بلغ جهد جسد سعيدة المنبهي فيه، 34 يوما، وبعد ذلك لم يعد قادرا على التحمل أكثر، فنقلت إلى مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء في 11 دجنبر 1977. كان اليوم يتزامن مع عيد الأضحى، وبسبب الإهمال، انسل الموت إلى سعيدة المنبهي، لتفارق الحياة في عمر الزهور، عن سن لا يربو عن 25 ربيعا.

تاريخ المحنة… يوثقه الشعر أيضا
يقول الأديب المغربي عبد اللطيف اللعبي عن تجربة سعيدة المنبهي في كتابة الشعر: “بدأت سعيدة تكتب الشعر بأظافرها على حائط الزنزانة. كان ذلك في سنة 1976 بالسجن المدني بالبيضاء. كانت تكتب ولا تنقح لأنها لم تكن تفكر في أضواء الشهرة ولا في المخبرين وجواسيس اللغة”.

اقرأ أيضا: مليكة الفاسي… المرأة الوحيدة الموقعة على عريضة المطالبة بالاستقلال 2/1

كتابة الشعر لم تكن فعلا تفريغيا بالنسبة لسعيدة، بل أكثر من ذلك بكثير، فهو في عينيها، تأريخ للمرحلة. يضيف عبد اللطيف اللعبي في تقديمه لأشعار سعيدة، بعدما قام بترجمتها إلى العربية، ونشرها بمجلة البديل سنة 1982:

“كانت تؤرخ المحنة العادية وتفتح قلبها على مصراعيه للطيور المطاردة، للأطفال الموشومين بالفاجعة، للنساء الثكالى اللواتي جردهن الاستغلال والقهر من أثداء العطاء، لرفيق العمر المفصول عنها بكيلومترات الأسوار والعسس، للأنجم المسافرة من قلعة منفى على طول وعرض الوطن الكبير”.

كتبت سعيدة مجموعة من المقالات عالجت فيها مواضيع إنسانية واجتماعية، مثل مقالها الشهير “حول العاهرات بالمغرب”، والذي تناولت فيه شهادات سجينات عن وضعهن المأساوي كبائعات للجنس.

بجانب ذلك، لم تستطع فترة السجن التي قضتها سعيدة أن تنسيها هموم وقضايا شعبها، إنما دخلت في علاقات مع سجناء وسجينات، استطاعت من خلال استجوابهم، ووفاءً لدربها النضالي، كتابة مجموعة من المقالات تعالج فيها مواضيع إنسانية واجتماعية، مثل مقالها الشهير “حول العاهرات بالمغرب”، والذي تناولت فيه شهادات سجينات عن وضعهن المأساوي كبائعات للجنس.

ترى الباحثة في العلوم السياسية، هند عروب[1]، أن للحب حضور ملفت على مدار قصائد سعيدة ورسائلها، فبه قاومت وتماسكت إلى أن رحلت. فحبها لعائلتها فردا فردا، كان متفجرا في الرسائل وتفاصيل أحاديث هذه الرسائل.

اقرأ أيضا: خناثة بنونة وآمنة اللوه: هؤلاء 6 نساء بصمن تاريخ الكتابة الأدبية في المغرب 1-3

أما عن رسائل سعيدة لعائلتها، تقول عروب: “لا ننكر أن دور العائلة جلي في مد جسور الرسالة، الشيء الوحيد الذي يصبر المعتقلين ويشد أزرهم. كانت سعيدة تتحدث مع أخواتها عن كيفية تربية الأولاد ومعاملتهم، عن ذكرياتها مع إخوتها ووالديها، عن أحوالها داخل السجن، حنينها واشتياقها لتقبيلهم. والجميل في رسائلها أنها هي من كانت تطمئنهم عليها”.

كلما حلت ذكرى رحيل سعيدة المنبهي، ظل اسمها يتردد في آذان وقلوب وعلى لسان رفاقها الذين لم ينسوها… كيف لا، وهكذا تكلمت سعيدة، قبل رحيلها:

“تذكروني بفرح، فأنا وإن كان جسدي بين القضبان الموحشة فإن روحي العاتية مخترقة لأسوار السجن العالية وبواباته الموصدة وأصفاده وسياط الجلادين الذين أهدوني إلى الموت. أما جراحي، فباسمة، محلقة بحرية، بحب متناه، تضحية فريدة، وبذل مستميت”.



#دانية_الزعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر لـCNN: مدير CIA يعود إلى القاهرة بعد عقد اجتماعات مع مس ...
- إسرائيل تهاجم وزيرا إسبانيا حذر من الإبادة الجماعية في فلسطي ...
- تكريما لهما.. موكب أمام منزلي محاربين قديمين في الحرب الوطني ...
- بريطانيا تقرر طرد الملحق العسكر الروسي رداً على -الأنشطة الخ ...
- في يوم تحتفل فيه فرنسا بيوم النصر.. الجزائر تطالب بالعدالة ع ...
- معارك في شرق رفح تزامناً مع إعادة فتح إسرائيل معبر كرم أبو س ...
- لماذا لجأت إدارة بايدن لخيار تعليق شحنات أسلحة لإسرائيل؟
- بوتين يشيد بقدرة الاتحاد الأوراسي على مجابهة العقوبات الغربي ...
- كشف من خلاله تفاصيل مهمة.. قناة عبرية تنشر تسجيلا صوتيا لرئي ...
- معلمة الرئيس الروسي تحكي عن بوتين خلال سنوات دراسته


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها - دانية الزعيمي - سعيدة المنبهي شهيدة الحركة الماركسية اللينينية