أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي خزعل كرادي - الموقف الوطني تجاه محنة بلدي...الحلقة السادسة














المزيد.....

الموقف الوطني تجاه محنة بلدي...الحلقة السادسة


علي خزعل كرادي

الحوار المتمدن-العدد: 7900 - 2024 / 2 / 27 - 22:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الموقف الوطني تجاه محنة بلدي !.الحلقة ٦ .

” لم يعد الصمت ممكناً ” .

وبعد رحلة قاسية ومتعبة وخطيرة . وطأت قدماي أرض الدانمارك فرحاً بلقاء أختي أم نور وأخي أبو رشا بعد عدة سنوات من البعد والفراق ، فرقتنا الدكتاتورية كعائلة مجتمعة محبة للعيش والسلام ، مما أنتابني شعور بالأمان رغم الخيبات التي عالقة في ذهني وفكري عن سنوات مرة عجاف بحياتي ، كادت أن تعصف بحياتي ، لولا القدر في إنقاذها بغفلة تاريخية من الزمن .
في العاصمة ” كوبنهاكن ” . بدأت مراجعة حقيقية لتجربتي وقراءة متأنية لمسيرتي لاستخلاص الدروس منها في التغير والحب والسلام والوعي والعلاقات . بتوا أعيش في مجتمع مختلف من عدة نواحي ونظرته للانسان والحياة وقيمهما الروحية ، وحتى أكون قريب من هذا المجتمع الجديد على حياتي ، هممت بتعلم اللغة ودخول سوق العمل حتى أكون أنسان منتج وجزء من المجتمع في بناء هيكل عائلي ، وقد رزقت بوردتين وهما ثمرتي في الحياة حسوني وريم .

بعد سنة من وصولي الى الدانمارك ، وصل صديقي محمد السعدي الى السويد ، وتكررت لقاءاتنا الدائمة ، وكان جلها في جلساتنا بإعادة ذكرياتنا وتجربتنا المشتركة ونتائجها وقراءتها بمنظور أخر أكثر قرباً من الواقع والتحسس يأوجاعها، مما تركت لنا مساحات كبيرة في التفكير والمواقف والعلاقات . كنت أحمل هماً كبيراً وشوقاً الى أهلي وناسي في الوطن والى بيتنا وأصدقائي ، وخوفي يزداد عليهم يومياً بسبب الظروف التي يمر بها بلدنا من حروب وحصار والتهديد بغزوه وتدميره بحجج واهية فضحها التاريخ .
بعد سنوات حصار جائرة حطمت نسيج مجتمع كامل ، عدت العدة له لغزوه وإحتلاله .
في ٩ نيسان ٢٠٠٣ ، وقفت الدبابة ” همر ” الامريكية على جسر الجمهورية في قلب العاصمة بغداد بعد أن أجتازت الأرض الوطنية العراقية عبر منافذ دول الجوار وبالتعاون من بعض أبنائه ، لتعلن عن سقوط أعتى نظام دموي عرفه العراق ، ولكن للأسف من جاء بعده ، وتربع على عرشه ، قدم أسوء نموذج في السياسة والاخلاق والنزاهة والوطنية . في غياب النظام العراقي بهذا المشهد الدراماتيكي ، كان الفراغ السياسي واضح مما أستفحلت المليشيات في القتل والخطف ، أدت الى حرب أهلية غيبت الآف من العراقيين في صراعات قديمة ، لم يعد التاريخ يرحمها . نحن كشيوعيين لم يخلد في بالنا التغيرات العاصفة التي مر بها العراقيين طيلة سنوات الحروب والغزو والإحتلال في التكوين السوسيولوجي الجديد للمجتمع العراقي ، مما تركت فجوة كبيرة بيننا وبين مجتمعنا ، وإلى الآن متمسكين ومتخندقين بافكارنا بعيداً عن الواقع المعاش ، وتجربة الانتخابات الآخيرة خير برهان على تخلفنا في مواكبة تطورات حياة مجتمعنا ، أني ما زلت أحمل بريق هذا الفكر ، وأتمنى من القائمين عليه ، أقصد قادة الحزب بمراجعة سياستهم السابقة وقراءة جديدة للوضع السياسي وتحمل سياسة الانتكاسات السابقة بموقف مبدئي ومسؤول . بعد رحيل الدكتاتورية على يد المحتلين الامريكان ، هممنا كعائلة في الذهاب الى الوطن ، وحقاً ذهبنا كعائلة من الدانمارك عبر منفذ سوريا ، حيث كان يومها الطيران محظور ومن الصعوبة الهبوط في أرض المطار بسبب الوضع الأمني . ف أستلقينا سيارة نقل كبيرة من منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق قادتنا الى عتبة مقر الحزب الشيوعي في بعقوبة ، كموقف معنوي وسياسي بجوهر علاقتنا مع الفكر ورد إعتبار لنا وأستحقاقاً لتضحياتنا ورسالة واضحة للذين عادونا في زمن البعث وتحملنا بسببهم معاناة وسجون وغربة . وكنت حامل عدة أفكار وتطلعات ومشاريع تعزز من أنتمائنا الشيوعي ، لكن على وجه السرعة وجدت المصالح الضيقة والتطلعات الذاتية الانانية تتغلب على الاهداف والمباديء ، الرفاق الذين عادوا من المهجر مشغولين بمعاملات الرواتب والبحث عن الرتب والحصص جزء من مشروع العملية السياسية في توزيع الحصص والرواتب والفساد على حساب المواقف والتضحيات بعيداً عن هاجس بناء عراق جديد .

بدأت مرحلة صراع مصالح وجني الرواتب والبحث عن المزيد من العطايا من جسد الدولة الفاسد ، ولأجل تبرير هذه المواقف من الفساد ، راحوا يشوهون الحقائق والمواقف بحق الرفاق ، الذين تعز عليهم أنفسهم وشفاعة لتاريخهم في الابتعاد من الركض وراء عطايا فساد العملية السياسية ومن حصص الحزب الشيوعي العراقي ، ونتيجة الارباك في الوضع السياسي العام وأزمة الحزب في التنظيم وعلاقته بالجماهير وتسلق بعض ضعفاء النفس والمواقف الهشة ، وجدوا هؤلاء صوت خافت لهم في تشويه المواقف وتحوير الحقائق والبحث عن مبرروات للتغطية على عيوبهم ومواقفهم المهزومة والمدعية .

كانت تصلني عبر أصدقاء ورفاق أطراف حديث حول مواقفي وإلتحاقي الى الجبل وقرار خروجي والموقف من التنظيم وترفعي عن منافذ الفساد من رتب ورواتب ، تشويه لبعض من مواقفي من الذين غطسوا بالفساد والمال السحت ، وقبل النية في كتابة هذه الاوراق وعبر ثقاة وأصوات مسموعة ، كان أحدهم الاستاذ كريم الدهلكي ( أبو مصطفى ). ذهبت الى العراق وفي جعبتي كم هائل من الحقائق والمواقف في الافصاح عنها أمام رفاق سابقين وقادة محلية ديالى ، لكني وجدت وعبر عدة لقاءات برفاق وأصدقاء قدماء في المدينة ليس مثل ما هو مرسوم في بالي ومخطط له ، وجدت الأمور والعلاقات والتفكير لم تستحق هذا القلق والاهتمام ، فهي جزء من وضع سياسي عام في الخراب !.

بعد هذه الجولة البعقوبية برفقة أبني حسوني ، عدت الى بيتي ومسكني وبين أهلي الى الدانمارك ووجدت من الأمانة أن أكتب هذه الاوراق للاصوات الكريمة والنزيهة وممن تبحث عن الأمانة والنزاهة في تجسيد قيم معاني النضال والتاريخ . وأخيراً وليس أخراً ، فرشت ما تحمله جعبتي من مواقف وسيرة ذاتية بقلب صافي وضمير حي وبمسؤولية عالية تجاه أهلي وناسي ورفاقي .

علي كرادي ٢٠٢٤



#علي_خزعل_كرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المدن الإيرانية... ألم وتوجس...الحلقة الخامسة
- هذا ما حدث مع المفرزة...الجزء الرابع
- تجربة الجبل وتداعياتها ..الجزء الثالث
- استذكار قديم لحقائق مغيبة
- إنها الحرب ياصاحبي ...الجزء الثاني


المزيد.....




- صحيفة: غموض بشأن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا رغم زيارة ...
- إسرائيل تدرس -نفي- السنوار وكبار قادة -حماس- طوعيا إلى بلد ع ...
- تونس عشية الانتخابات الرئاسية.. شباب محبط غير مهتم بالتصويت! ...
- هل تستهدف إسرائيل منشآت إيران النووية؟
- موسكو تطلب من محكمة التحكيم الدولية رفض دعوى أوكرانيا بشأن م ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن تحديث تعليمات قيادة الجبهة الداخلية ...
- مسيرات في لندن تنديدا بالحرب بغزة ولبنان
- تظاهرات في باريس تنديدا بجرائم إسرائيل
- غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
- RT تلتقي وحدات الدبابات في أوغليدار


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي خزعل كرادي - الموقف الوطني تجاه محنة بلدي...الحلقة السادسة