أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صباح أحمد - رد بسيط على معضلة الشر














المزيد.....

رد بسيط على معضلة الشر


صباح أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 08:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الردود البسيطة على معضلة الشر؛

- القانون الطبيعي: الطريقة التي سيتصرف وفقها شيء تبعاً لطبيعته، فمثلاً الأسود تأكل الغزلان هذا قانون طبيعي نابع من طبيعة كون الشيء أسداً، إذا كانت المادة على صورة أسد فلابد أن يأكل غزلان لأن هذه طبيعته.

عندما تنظر إلى الشر في العالم تجده نتاج حتمي للحفاظ على النظام العام للوجود والذي يعكس حكمة الخالق. أن تصنع عالماً فيه أسود ولا تصنع فيه غزلان هذا ينم عن عدم حكمة وعبث. لأنك خلقت شيئاً طبيعته أكل الغزلان ولم تصنع له الغزال الذي يأكله. فعندما تشاهد أسد يأكل غزال هذا شيء سيء بالنسبة للغزال المأكول ولكنه شيء جيد بالنسبة للنظام الطبيعي العام للأشياء كلها.

الڨيروسات مثلاً، هذا قانون طبيعي، الڨيروس يتكاثر داخل الخلايا الحية، سيكون من العبث وعدم الحكمة أن تصور المادة على شكل ڨيروس ثم لا تخلق خلايا حية يتمكن هذا الفيروس من التكاثر بداخلها فما الغاية من وجوده إذاً؟؟ لذلك فنتاج طبيعي لوجود الفيروسات، وجود الأمراض الڨيروسية بالنسبة لمن يصاب بالڨيروس هذا شر لكنه في العموم خير بالنسبة للنظام الطبيعي العام للأشياء كلها.

قس على ذلك كل شيء، لا يمكن لحكيم أن يخلق غزال ولا يخلق له عشب يأكله لأنه من القوانين الطبيعية أن الغزال يأكل العشب فيحصل شر نسبي للعشب لكن هذا يحافظ على النظام العام للأشياء، لا يمكن لحكيم أن يخلق نار ولا يخلق لها أشياء قابلة للاحتراق بواسطتها لأنه من القوانين الطبيعية أن النار تحرق فتحصل حرائق المصانع مثلاً لكن هذا يحافظ على النظام العام للأشياء، لا يمكن لحكيم أن يخلق أشجار ولا يخلق لها شمساً تمدها بالضوء لأنه من القوانين الطبيعية أن الأشجار تحتاج ضوء الشمس لتحيا فينتج عن ذلك احتراقات الجلد، كذلك لا يمكن أن يخلق حكيم إنساناً من طبيعته كإنسان أنه كائن حر الإرادة ثم يجلس يمنعه بعد ذلك من ارتكاب كافة أنواع الجرائم فهكذا لم تتحقق الغاية من وجود الإرادة كأنه أعطاه إرادة مسلوبة غير قابلة للاستخدام أصلاً فهذا عبث ما فائدتها إذاً؟، وهكذا وهكذا.

ولا يمكن منطقياً أن تصنع أسد لا يأكل غزلان أو أن تصنع ناراً لا تحرق أو أن تصنع فيروس لا يتكاثر داخل الخلايا الحية .. إلخ لأنه الأسد الذي لا يأكل الغزلان ليس أسداً بل شيء آخر والنار التي لا تحرق ليست ناراً أصلاً بل شيء آخر ... فلا يمكن أن تعترض وتقول لم الله لم يصنع عالم لا تفترس فيه الأسود الغزلان هذا العالم غير ممكن منطقياً أصلاً لأنه من طبيعة كون المادة أسد أنها تأكل الغزلان. ولو خلق الإله عالماً فيه مواد لا تحقق الغاية من وجودها مثلاً خلق ڨيروس ولم يخلق له ما يحقق الغاية من وجوده - كائنات حية تمرض بهذا الڨيروس - سيكون هذا عبث وعدم حكمة لأنه يخلق مواد بلا غاية أو هدف ... فلأن الإله لا يقدر على صنع المستحيلات المنطقية (فهى ليست بأشياء أصلاً مثل المربع المكعب أو المادة التي لا تأخذ حيز ...) ولأنه حكيم لا يخلق شيئاً عبثاً بلا غاية كان لابد منطقياً من وجود شر نسبي يحافظ على النظام العام للأشياء ويجعلها متكاملة. فوجود الشر النسبي ضرورة منطقية باختصار.

* الرد مستوحى من ورقة للفيلسوف Edward Feser على مجلة Religions التي ينشرها الناشر الأكاديمي MDPI.
https://www.mdpi.com/2077-1444/12/4/268







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية ويليام جيمس - ستيف تايلور (مقال مترجم)
- هل العلم قائم على الإيمان؟ مقال مترجم لعالم الكونيات بول دي& ...
- هل هناك حياة بعد الموت؟ تجارب الاقتراب من الموت


المزيد.....




- مصدر لـCNN: جيش باكستان يدمّر نقاطا عسكرية هندية ردا على إطل ...
- عددها ببداية 2025 أكثر من العام المنصرم بأكمله.. ارتفاع صارخ ...
- خطاب مرتقب لبوتين أمام القوات الروسية وقادة عشرين دولة في ذك ...
- سفارة أمريكا في اليمن تشعل تكهنات بتدوينة -سيارتك غرزت يا أخ ...
- بدء تحرك الآليات العسكرية وسط موسكو نحو الساحة الحمراء استعد ...
- سوريا.. تحرك رسمي بعد فيديوهات مغادرة طلاب دروز من السكن الج ...
- موسكو.. بدء العرض العسكري في الذكرى الـ80 للنصر على النازية ...
- ما هي خطط إسرائيل لـ-احتلال غزة-؟
- السوشيال ميديا.. ملجأ للمراهقين المكتئبين أم هي سبب للاكتئاب ...
- البنتاغون يباشر تسريح المتحولين جنسيا في قواته


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صباح أحمد - رد بسيط على معضلة الشر