أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - طوفان الأقصى ومشروع الغرب الاستعماري















المزيد.....

طوفان الأقصى ومشروع الغرب الاستعماري


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 13:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


أسامة خليفة
باحث في المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»
كراس «طوفان الأقصى، وما بعده», هو العدد السابع والسبعون من سلسلة «كراسات ملف» الصادر عن المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات «ملف»- 20 كانون الأول(ديسمبر) 2023- لمؤلفه فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بعد فقرة «تمهيد» يضم العناوين الستة التالية:
1 - الزلزال
2- بين الرسمي والشعبي، عربياً، وإسناد المقاومة، إقليمياً
3- الغرب الأطلسي المنافق
4- الفعل السياسي الفلسطيني
5- موقف الجبهة الديمقراطية
6- من هنا، إلى أين؟
يتناول الكراس مواضيع عدة، ومنها موضوع مهم يركز على موقف الدول الغربية من الحرب، ولا سيما دور واشنطن الرافض بشدة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، واستخدامها حق النقض الفيتو في مجلس الأمن لإبطال ثلاثة مشاريع متتالية بهذا الخصوص خلال الحرب العدوانية على غزة المستمرة منذ 7 تشرين الأول / أكتوبر الماضي، سياسة القيادة الأمريكية المشينة، وإلحاحها على استمرار حمام الدم، والمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، والدعم المطلق لحكومة نتنياهو النازية، جعل واشنطن شريكاً لإسرائيل في جرائم الحرب والإبادة الجماعية، فكيف يمكن فهم موقف واشنطن وحلفائها الغربيين ؟.
لقد أصيبت الولايات المتحدة وتحالفها الأطلسي في عواصم الغرب الاستعماري بصاعقة سياسية وهي تشهد كيف، وفي ساعات قليلة، انهارت أسطورة «الجيش الذي لا يقهر»، ما يهدد الوظيفة - الأساس التي من أجلها خُلقت إسرائيل، قاعدة استراتيجية عدوانية للمصالح الاستعمارية الغربية في مواجهة معسكر الخصوم والأعداء، كما وفي مواجهة تطلعات شعوب المنطقة وقواها السياسية الوطنية التقدمية والديمقراطية لبناء دولة المواطنة، القائمة على القانون والعدالة الاجتماعية، والتنمية المستدامة، وصون الثروات الوطنية في مواجهة سياسة النهب الاستعماري.
ضمن محددات هذه الوظيفة، وفي استعادة سريعة لبعض المحطات ذات الدلالة في التاريخ الحديث، نستذكر الدور المحوري الذي لعبته إسرائيل في العدوان الثلاثي على مصر عبد الناصر العام 1956، لإجهاض حالة النهوض القومي، ومنع الشعب المصري من استرداد مقدراته، وفي المقدمة استعادة ملكية قناة السويس، وبناء قاعدته الصناعية والزراعية، وبما يحرر مصر آنذاك من شروط التبعية للغرب.
كذلك لعبت دولة العدوان الإسرائيلي عام 1967 دوراً حاسماً مازالت نتائجه تتداعى حتى يومنا، حين شنت حربها في حزيران /يونيو لقطع الطريق على نهوض المشروع القومي العربي، بما في ذلك المقدمات الواعدة لإعادة تنظيم الصف الفلسطيني وتعبئة طاقات شعبنا عبر تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، كمشروع بناء كياني لشعب فلسطين تؤطر نضاله وتقوده في سبيل إنجاز حقوقه الوطنية.
تلا ذلك - كما هو معروف - سلسلة من الحروب العدوانية الإسرائيلية ضد لبنان وسوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية (1978 + 1981 + 1982 + 1992 + 1996 + 2006) وضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع (12 حملة عسكرية، بدءاً من «السور الواقي»- 2002، وصولاً إلى «السيوف الحديدية»- 2023) لتصفية قضيته الوطنية، والاستيلاء على كامل أرض فلسطين المحتلة، وآخرها على يد برنامج الائتلاف الحكومي اليميني العنصري في إسرائيل، لحسم الصراع وتهجير السكان وضم الأراضي وقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية باعتبارها، وفقاً للحسابات الإسرائيلية، ستشكل منعطفاً حاسماً في حركة التاريخ، يؤذن بانحسار المشروع الصهيوني، ونهوض المشروع الوطني الفلسطيني عنواناً لنهضة شعوب المنطقة بأسرها.
عملية «طوفان الأقصى» شكلت ضربة محكمة للمشروع الاستعماري الصهيوني ولعموم المشروع الاستعماري الغربي في المنطقة، وعززت مخاوف عواصم الغرب الأطلسي من أن تطلق هذه المعركة تطورات تقلص، أو حتى تقضي على الدور المحوري لإسرائيل في صميم المشروع الاستعماري على مدى الإقليم، فضلاً عن فتح الطريق أمام تمدد الدور والنفوذ الروسي والصيني والإيراني في المنطقة، في سياق التحولات الدولية لإعادة بناء نظام عالمي جديد يتجاوز نظام القطب الواحد، الذي هيمنت عليه الولايات المتحدة.
لذلك قُرعت طبول الحرب في واشنطن وباريس وبون ولندن ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته، حتى قبل أن تقرع داخل إسرائيل نفسها. كما أعادت الولايات المتحدة صياغة بعض أولوياتها في السياسة الخارجية، لصالح إدارة الحرب ضد الشعب الفلسطيني مع التحسب لاحتمالات تحولها إلى حرب إقليمية، ولو على حساب الدور الأميركي - الأطلسي في حرب أوكرانيا، التي بهت وهجها نسبياً.
لقد لجأ الغرب إلى كل أشكال التعبئة السياسية والعسكرية والإعلامية، وغيرها..، لدعم إسرائيل بكل أدوات القتل، بما في ذلك تحشيد الأساطيل في المنطقة في استعادة لبعض مظاهر الحرب الباردة. حتى أن نظاماً استعمارياً غربياً آفلاً كفرنسا، التي لم تكن قد تعافت بعد من شدة الضربات التي تلقتها بالتتابع في بلدان الساحل الإفريقية (بوركينا فاسو، مالي، النيجر،..)، هذا النظام الاستعماري المتصابي لم يتوانَ عن سنّ قوانين تحرم على الفرنسيين حقهم في التعبير عن رأيهم حيال ما يجري في المنطقة، والعمل - كما صرح الرئيس الفرنسي ماكرون - من أجل بناء تحالف دولي ضد مقاومة الشعب الفلسطيني تحت شعار استئصال حماس، بدعوى انتسابها إلى حركة «الإرهاب الداعشي».
الحملة المغرضة التي تعرضت لها حركة حماس، باعتبارها إرهاباً وحالة داعشية، وليست جزءاً من حركة التحرر الوطني للشعب الفلسطيني التقت في هذه الحملة الولايات المتحدة مع إسرائيل مع عواصم الاستعمار الأوروبي، حاولت بعض أوساط القيادة الرسمية أن تستفيد منها لما يؤهلها لأن تحتل الموقع الذي تطمح له، بعد أن تحقق الحرب العدوانية أهدافها في كسر المقاومة، والانتقال بقطاع غزة إلى صيغة سياسية وميدانية جديدة، عندما يأزف استحقاق «اليوم الذي يلي...»، حسب الأوهام الأمريكية والاسرائيلية.
لقد تداولت الدوائر الغربية مشروعاً لإعادة الانتداب الاستعماري إلى غزة بوظيفة محددة، هي استكمال مالم يحققه العدوان من تجريد الشعب ومقاومته من السلاح وفرض أحكام عسكرية توفر شروط (الاستقرار الأمني)، وتحويل القطاع إلى جار «صديق لإسرائيل»، بما في ذلك الحديث عن نفي قادة المقاومة والحركة الوطنية إلى خارج فلسطين.
فمنذ الدقيقة الأولى لشن إسرائيل حربها الدموية على قطاع غزة أـخذت الدوائر الغربية السياسية والبحثية في الحديث عما يسمى «اليوم التالي...»، الذي يفترض هزيمة المقاومة وتسليمها لسلاحها وسقوط خيار الصمود وتركيع الشعب الفلسطيني وتدمير إرادته الوطنية. وفي هذا السياق تعددت المشاريع والسيناريوهات، ومنها السيناريو الإسرائيلي الذي توزع بين الحديث عن بقاء دائم لقوات الاحتلال في غزة وبين إعادة الانتشار حول القطاع في حزام أمني يستقطع أجزاء واسعة منه شمالاً وشرقاً فضلاً عن الحصار البحري والرقابة الجوية.
وأمام الصمود الفلسطيني الأسطوري ، فقد بات الانقسام واضحاً على الصعيد الدولي في مجلس الامن، وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو انقسام لم تتوفر له شروط التوازن في القوة والفعل، فبقي الطرف الأكثر فعالية وتأثيراً هو الطرف الغربي الذي يدير المعركة، أما أصدقاء الشعب الفلسطيني من خارج الحالة العربية ودول «منظمة التعاون الإسلامي»، كروسيا الاتحادية، والصين الشعبية، ودول أمريكا اللاتينية، فإن دورها ونفوذها في المدى الإقليمي - حتى الآن - لا يوفر لها شروط التأثير الفاعل الموازي للفعل الغربي في إدارة الحرب.
مثل هذه التطورات تقودنا إلى التأكيد على أن الرهان على الوعود الأمريكية بما فيها الوعد بـ«حل الدولتين» ما هو إلا رهان خاسر، ومضيعة للوقت، وهدر للطاقات، وتوفير الزمن الضروري للمشروع الإسرائيلي لتحقيق أهدافه التوسعية.
كما أن هذه التطورات تعيد التأكيد أن أوروبا الغارقة – بشكل عام – والمستغرقة حتى الأذنين في أزمات كبرى جرّاء ما يجري في أوكرانيا + الشرق الأوسط، إلى جانب ملف الهجرة، الخ..، مازالت رهينة لسياسات الولايات المتحدة، الأمر الذي يفترض بالعواصم العربية أن تعيد قراءة المشهد الإقليمي قراءة جديدة، وعليها أن تدرك أن خطر الهيمنة الأمريكية والغربية عموماً، لا تطال الشعب الفلسطيني وحده، بل تستهدف المنطقة العربية بأسرها، وتلك قضية تضع حركات التحرر الوطني والديمقراطي العربية أمام استحقاقات جديدة في المديين المباشر والمتوسط.
وفي كل الأحوال، وعلى الرغم من الوزن الذي مازالت تتمتع به واشنطن في السياسة والعلاقات الدولية، فإننا نؤكد على الحقيقة التالية: لقد شكل الرهان على الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته وإرادته الوطنية العنصر الأقوى الذي نجح في بناء ميزان قوى ميداني واستتباعاً سياسي، من شأنه أن يفيض بنتائجه على المعادلات القائمة ويؤثر في المواقف الإقليمية والدولية، ولعل التغيير الذي طرأ على موقف أوروبا مؤخراً في موضوع وقف إطلاق النار يقدم مثالاً على ذلك، حيث ارتفع عدد الدول المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، من دولتين إلى 17 دولة من أصل 27 دولة يتشكل منها الاتحاد الأوروبي.



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى، والذكرى 55 لانطلاقة الجبهة الديمقراطية لتحرير ...
- هل يفجّر الفلسطينيون جدار فيلادلفيا مرة أخرى؟.
- جولة بلينكن ومقترح باريس لهدنة
- متى يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته؟.
- الأونروا والحرب على غزة
- غزة إلى مصر أقرب
- السلطة الفلسطينية والبحث عن دور
- قوات الجبهة الديمقراطية تضرب «عيون دولة إسرائيل»
- جنوب إفريقيا تقاضي إسرائيل في محكمة العدل الدولية
- هكذا احتفلت غزة بالعام الجديد
- «المنطقة الأمنية العازلة» تضييق العيش وتهجير للغزاويين
- «2023» عام كفاح فلسطيني يتواصل
- طوفان الأقصى يصل البحر الأحمر
- خسائر الجيش الإسرائيلي في ميزان التحليل العسكري
- طوفان الأقصى والإعلام الغربي
- إضراب من أجل غزة
- الفشل الاسرائيلي وتداعياته
- الضفة الفلسطينية وطوفان الأقصى
- دعم المقاومة الفلسطينية بين التضامن والأسناد الحقيقي
- الهدنة وصفقة تبادل الأسرى


المزيد.....




- لبنان.. 8 ضحايا في انفجار مطعم بالعاصمة بيروت وقرار عاجل من ...
- زاخاروفا تصف من يعتزمون تسليم الأوكرانيين في أوروبا إلى كييف ...
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- البنتاغون يكشف خططا غربية لتزويد أوكرانيا بمقاتلات -إف-16- و ...
- نجيب ساويرس يعلق على وصف رئيس مصري راحل بـ-الساذج-
- دراسة: ظهور النظام الأبوي أدى إلى تقليل التنوع الجيني بين ال ...
- اجتماع وزاري في الرياض يؤكد حل الدولتين
- تظاهرة بمحيط السفارة الإسرائيلية في عمان
- حزب الله يقصف مبان بمستوطنة المطلة
- أنباء عن ترحيل المملكة المتحدة إلى رواندا طالب لجوء في أول ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - طوفان الأقصى ومشروع الغرب الاستعماري