أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزي مداح - يوميات زوج صرصوري متطوّر














المزيد.....

يوميات زوج صرصوري متطوّر


سوزي مداح

الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 10:21
المحور: الادب والفن
    


غير معروف ما هو، رتيب آخر..
"أسرعي يا امرأة.. الأموات لا ينتظرون أحداً!"، ينادي "الصرصور" زوجته.
طبعاً، فاليوم يوم دفن أستاذ كبير.. كبير جداً جداً ، فقد كان لهذا الأستاذ مساهمة كبيرة في بناء الوكر ولا بدّ من تكريمه –كما جرت العادة- بعد مماته... ( حسناً! في الواقع كان قد توفّى منذ مئة عام ولكن وزارة الأموات التي تم استحداثها للتماشي مع التطورات العلميّة والتقنية ومواكبة العصر، اضطرّت الى تحنيطه وتأجيل دفنه حتى الحين بسبب المزاحمة خاصة أن غيره دفع أكثر).
المهم، أسرعت " الصرصورة" التي كان عذر تأخّرها معها، فقد وقع عليها الأمر لتكون ندّابة اليوم، وهكذا كان عليها أن تتمرّن جيّدا ً على التفجّع. فطريقتها وأسلوبها هنا هو الذي سيحدّد مصيرها ومصير بناتها من بعدها.

إنها الساعة الغير معروف ما هي من ذلك الغير معروف ما هو، وقد احتشدت وفود الصراصير والنمل والجراذين والزيزان كلّها التي انهالت رسميّاً عبر تقنية تفكيك وإعادة تركيب الجزئيات من القرى الكونية المجاورة.
وها هو التابوت اليورانيوميّ الجميل –من أجمل ما في هذا الكون- ينغمس في الجورة الشمسيّة المخصّصة له. ( ملاحظة: اليورانيوم هنا لم يعد مادة مشعة مضرّة، فقد كان استعماله قد عمّم منذ زمن بعيد، وهكذا باتت الأجيال الجديدة معتادة عليه بل وتستعمله في بناء الأوكار ).

إنها نفس الساعة بالإضافة الى دقيقة أخرى والدفن قد انتهى ( فعصر السرعة لا يحتمل وعليهم أن يسرعوا). والجميع الآن جياع ( ومن الطبيعيّ بعد هذه الدقيقة المنهكة أن يجوعوا). وحدها الآنسة ب.ب. ( الآنسة بون بونة) ليست جائعة ( لعلّ بنيتها "الطعاميّة" تتخمها دائمًا- شيء ما هو الأعلم!).
على أية حال، تجيل ب.ب. بصرها في هذا الجمع الغفير، واذ فجأة بالجميع يلتقطون ذبذبات شخير ديناصور مستنسخ يقيم في كونٍ مجاور.. لقد حان وقت الرقص!
تعتلي الآنسة ب.ب. المنصّة- التابوت وترافق الشخير بالغناء الصراخيّ من دماغها فإذ بالجميع يصيح الـ"آه" مع تلك الرئتين الدماغيّتين الرائعتين ..
وإذ باشرت بالرقص النوويّ ، قامت الدنيا ولم تقعد.. حتى أنه يقال أن أنتينّات البعض التقطت اضطرابات هوائية تشير الى تصفيق داخل التابوت نفسه!
طبعا...ً إنه الفن.. الحاجة التي اذ تتطوّر وتتغير أساليب اشباعها الابداعية، يظل اشباعها ضرورياً.

ما زالت تلك الساعة ودقيقة ولكن زائد دقيقتين أُخْرَيَتَيْنْ والرقصة انتهت والجوع يزداد فانفضّت الجموع عن ب.ب. لتأكل بعضها..
السيد "صرصور" والسيدة" صرصورة" لا يحبّان هذه الأجواء، واذ كانت السيدة "صرصورة" قد قبضت غداءهما لليوم لحسن تأديتها دورها في هذه الخلية الاجتماعية، قرّرا العودة الى المنزل.
سؤال واحد كان يحيّر السيدة "صرصورة" في هذا الروتين الذي عاشاه قبل ثلاث دقائق:
-" ولكن يا صرصور.. لم يعلنوا لنا البارحة على الأخبار أن ب.ب. ستغنّي!"
- " أولم تنتبهي لفقرة الإعلانات؟! "
- " لا، كنت منشغلة بتقليم أظافري"
-" لقد وضعوا فقرة إعلانات يا عزيزة دماغي بعد إعلان موعد ومكان الدفن، مما يعني أن هناك وقفة طربيّة بعد الدفن".
-" آه فهمت.. كان عليّ أن لا أجلس فوق ذاكرتي المستقبلية حتى يتسجّل برنامجي لليوم"
-" على أية حال، سنخلد الى النوم باكراً اليوم حسناً؟ لن ننتظر الأخبار ، سنتناول برنامجنا للغد عبر الـ "كورن-فليكس" المصنوع من الحبوب المعدّلة وراثياً.."
-"حسناً .. فقد أنهكني هذا اليوم أنا أيضاً"..



#سوزي_مداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارج الأشكال الهندسية
- ... ونعبرنا
- يشبه الماء.. يشبه الإحتواء.. يشبههم


المزيد.....




- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزي مداح - يوميات زوج صرصوري متطوّر