أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حنين مجادلة - قضية الاونروا محاولة لتصفية حق العودة














المزيد.....

قضية الاونروا محاولة لتصفية حق العودة


حنين مجادلة

الحوار المتمدن-العدد: 7879 - 2024 / 2 / 6 - 22:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


تسنت لي، هذا الأسبوع، مشاهدة الشريط الذي أعدته نوغا أربيل، الباحثة في "فوروم كوهلت"، والذي تتطرق خلاله إلى الاتهامات التي توجهها إسرائيل إلى بعض العاملين في "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) بشأن مشاركتهم في هجوم السابع من تشرين الأول الماضي. استغلت أربيل ذلك لمهاجمة المنظمة وللتحريض ضدها. ومن ضمن ما قالت: "لتحقيق الانتصار في هذه الحرب، يجب إبادة (هي الكلمة ذاتها دائماً، لسبب ما) أونروا، لأن أونروا هي منبع فكرة، هي التي تستولد المزيد والمزيد من الإرهابيين بطرق شتى. يجب القضاء على أونروا الآن بصورة فورية، وإلاّ فإن إسرائيل ستُفوِّت نافذة الفرص هذه.


الفكرة ذاتها التي كانت تقصدها أربيل هي ليست أونروا بالضبط. فهذه المنظمة تمثّل شيئاً ما أكبر بكثير: وجدان اللجوء الفلسطيني. أو، بعبارة أخرى "حق العودة". وإذ تريد أربيل "إبادة" الأونروا، فهي إنما تريد إبادة التاريخ الفلسطيني ومحوه. وهي ترى الآن نافذة فرص مواتية لذلك.


يحب الإسرائيليون استخدام عبارة "نافذة الفرص". في فيلم "صندوق أزرق" (ميخال فايتس) كان يوسف فايتس الذي وضع مخطط الترانسفير الأول في العام 1948 وحاول استغلال "نافذة الفرص". وقد اتفق معه موشي شاريت، أيضاً على أنه "ينبغي استغلال هذه الظاهرة (تهجير وطرد الفلسطينيين) وجعلها حقيقة". باختصار، كان اليهود قد فعلوا، منذ ذلك الوقت، كل ما في وسعهم من أجل طرد الفلسطينيين ومنع عودتهم إلى بيوتهم. فعلوا ذلك عبر "مساعدة" الفلسطينيين على أن يتم استيعابهم في أماكن جديدة، مقابل بناء مستوطنات لليهود في أماكنهم.


من المثير للاهتمام أن خطّاً مستقيماً مباشراً يربط بين فايتس، أحد قادة "مباي" في سنوات ما قبل النكبة وما بعدها، وبين داني دانون، من "الليكود"، الذي دعا في تشرين الثاني الأخير ـ سوية مع رام بن براك من "يش عتيد" (يوجد مستقبل) ـ إلى تنفيذ "ترانسفير اختياري" للفلسطينيين من غزة، وبين عينات وولف، من حزب "العمل" الذي يُحسب على المركز واليسار الصهيوني، التي تطلق، هي الأخرى، تصريحات ضد حق العودة وضد أونروا، وبين ـ أخيراً ـ نوعا أربيل إياها من "فوروم كوهلت" اليميني ـ المسياني. جميعهم يتماثلون، إلى حد كبير وإن لم يكن بصورة علنية، مع مؤتمر الترانسفير الذي عقده إيتمار بن غفير واليمين الاستيطاني. في مسألة حق العودة، ووجود الفلسطينيين في هذه البلاد عموماً، ثمة إجماع إسرائيلي.


لستُ أعرف إن كان من واجبي الدفاع عن أونروا. لم أكن في حاجة إلى خدمات هذه المنظمة في أي يوم من الأيام، لأنني لم أصبح لاجئة فلسطينية في داخل وطني ولا في مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة. لكنني أستطيع أن أشهد، من خلال قراءات عن فلسطينيين تحولوا إلى لاجئين فعلياً، أن شبكة العلاقات بينهم وبين أونروا ليست شبكة علاقات بين زبون ومسؤول ماليّ. هي علاقات بدأت آنذاك، في العام 1948، مع جسم يمثلهم، منذ الجيل الأول للاجئين الفلسطينيين الذين عاشوا وعانوا الاقتلاع والتهجير، ثم رفض قبولهم واستيعابهم في قراهم ومدنهم في فلسطين التاريخية.



مشكلة اليهود في دولة إسرائيل هي أنهم يحسبون أن بإمكانهم الحصول على كل شيء بالقوة. إبادة الأونروا، إبادة حماس، رسم مستقبل الفلسطينيين، أن يُملوا عليهم ما الذي يجب أن يتنازلوا عنه وما الذي لا يجوز لهم أن يتنازلوا عنه، إلى أين يجب أن ينتقلوا، مَن يُولّون عليهم قائداً ومسؤولاً وما هي هويتهم. وحين لا يمتثل هؤلاء الفلسطينيون لهذه الإملاءات، يقررون بدلاً منهم ومن أجلهم. بالقوة، طبعاً.


أكثر من مرّة سُئلت عن موقفي من حق العودة. هذ سؤال للمتقدّمين. في امتحان المواطَنة هنا، على الفلسطيني في إسرائيل أن يجيب على سؤالين اثنين. الأول: كيف تعرّف نفسك؟ إن قلتَ "فلسطيني"، فقد فشلتَ في الامتحان (لأنك "خائن" ولأن "لا شيء اسمه شعب فلسطيني")؛ السؤال الثاني: هل تؤيد حق العودة؟ إن أجبتَ بنعم، فأنتَ بصورة تلقائية عدوّ للدولة، عدوّ لليهود وعدوّ لشعب إسرائيل. هكذا هو الحال مع الاتهام: إسرائيل خلقت مشكلة اللاجئين، والآن عندما أصبحت تعاني منها، فهي تبحث عن طرف تلقي باللوم والمسؤولية عليه. أونروا، على سبيل المثال.



#حنين_مجادلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حنين مجادلة - قضية الاونروا محاولة لتصفية حق العودة