أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيبان محمد السامعي - عن السلام وكيفية تحقيقه في اليمن: أفكار أولية للنقاش














المزيد.....

عن السلام وكيفية تحقيقه في اليمن: أفكار أولية للنقاش


عيبان محمد السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 7855 - 2024 / 1 / 13 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"أول الحرب عدامة،
ووسطها غرامة،
وآخرها ندامة
وبعدها السلامة"

(علي ولد زايد – حكيم شعبي يمني)


مفهوم السلام في أكثر تعريفاته الشائعة هو نقيض الحرب والعنف والنزاع، وهو ما يسمى بـ"السلام السلبي". أما "السلام الإيجابي" فيعني حالة الاستقرار والاتفاق والانسجام والعدل الاجتماعي. وهو الحالة الطبيعية للمجتمع الإنساني، فمبرر وجود المجتمع الإنساني هو التعاون من أجل تحصيل المعاش وفقاً لابن خلدون، أما العنف والحروب فهي حالة استثنائية وغير طبيعية لأنها تتسبب في تدمير مقومات الحياة الإنسانية وتطغى فيها النزعات الحيوانية المتوحشة والافتراسية على النزعات الإنسانية.
تنبع الحاجة الوطنية المُلِحة لتحقيق السلام في اليمن من الحالة المأساوية والكارثية التي ترزح تحت وطأتها جماهير الشعب اليمني؛ بفعل متواليات الحرب المميتة التي أكلت الأخضر واليابس، وتسببت بحدوث أسوأ أزمة إنسانية على مستوى العالم وفقاً لتقارير أممية، وحوَّلت الشعب اليمني إلى شعب جائع يفتقر لأبسط مقومات الحياة الآدمية، وجعلت البلاد ساحة مفتوحة لتدخلات اقليمية ودولية غاشمة، وصادرت القرار الوطني والسيادة الوطنية، ودمَّرت مقوّمات الدولة، وهدَّمت البنية التحتية الأساسية، وأحدثت انهياراً اقتصادياً، وحُطاماً نفسياً، وتردّياً ثقافياً وأخلاقياً، وتمزُّقاً في النسيج الاجتماعي ونسق العلاقات الاجتماعية، وضربت قيم الانتماء الوطني والهوية الوطنية في العمق، وخلقت كيانات ميليشياوية مسلحة ترتبط بولاءات خارجية، وتفرض سيطرتها وسطوتها على المجتمع، وتُمارس انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان.

لقد خلقت الحرب طبقة طفيلية وزعامات وبارونات جعلت من الحرب وسيلة مثلى لمراكمة الأرباح وجني الأموال والحصول على السلاح والنفوذ السياسي ضداً على مصالح المجتمع والأمة اليمنية.

إنَّ السلام الذي ننشده ونتطلع إليه هو ذلك السلام الذي يعمل، أولاً وقبل كل شيء، على إنهاء كل هذه التداعيات الجحيمية الناجمة عن الحرب، والعودة إلى العملية السياسية التوافقية من النقطة التي توقفت عندها.

وبخصوص كيفية تحقيق السلام، لابد أولاً من خلق مناخات مُهيِّئة للدخول في عملية سلام شامل وعادل ومستدام، وهذا يستلزم القيام بإجراءات لبناء الثقة، وهي:

1- إعلان جميع الأطراف وقف إطلاق النار في جميع المناطق والمحافظات اليمنية.
2- الإفراج عن جميع المعتقلين والمختطفين من قبل جميع الأطراف.
3- فتح الطرقات في جميع المحافظات، وفتح المطارات، وتسهيل تنقل المدنيين والسلع والبضائع.
4- تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية من الشخصيات الوطنية الوازنة والتي تحظى بقبول لدى جميع الأطراف، تتولى التحضير والإعداد لعقد مؤتمر مصالحة شامل يشمل جميع الأطراف اليمنية، وإعداد تصور شامل لاتفاق السلام.
5- عقد مؤتمر مصالحة وطنية يشمل جميع الأطراف اليمنية وعلى أرض يمنية وبإشراف ورعاية من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
6- يناقش مؤتمر المصالحة الوطنية القضايا التالية:

‌أ. تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع القوى السياسية والمدنية والاجتماعية الفاعلة وبدون استثناء.

‌ب. تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مهنية وتحديد إطار لمهامها الأساسية، وهي:

• الاشراف على دمج المقاتلين من كل الأطراف في إطار مؤسستي الجيش والأمن ووفق وثيقة مخرجات الحوار الوطني.
• الاشراف على إنهاء كافة المظاهر العسكرية والمتاريس في كافة المحافظات اليمنية، وإزالة جميع النقاط العسكرية والأمنية غير القانونية، وسحب السلاح الثقيل والمتوسط وتسليمه لوزارة الدفاع.

‌ج. تشكيل لجنة سياسية توافقية تنبثق من مؤتمر المصالحة الوطنية وتمثل فيها جميع القوى السياسية والمدنية والاجتماعية وبشكل عادل؛ تتولى إعادة النظر في مسألة الأقاليم، ومسألة توزيع الموارد بين المستوى الاتحادي ومستوى الأقاليم ومستوى الولايات.

‌د. يتحول مؤتمر المصالحة الوطنية إلى جمعية وطنية تأسيسية تتولى الإشراف على استكمال مهام المرحلة الانتقالية، بما في ذلك تقديم مسودة دستور اليمن الاتحادي، بعد تنقيحه، للاستفتاء العام.

‌ه. ينبغي على مؤتمر المصالحة الوطنية أن يشمل جميع الأطراف السياسية والاجتماعية بما فيها الشباب والمرأة والمجتمع المدني وبنسب عادلة وعلى غرار آلية التمثيل في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي عقد في 2013.

ما سبق ذكره ما هي إلا إجراءات سياسية تمهيدية لبناء الثقة، أما تحقيق السلام الديمقراطي المنشود؛ السلام الشامل والعادل والمستدام؛ ذلك الذي تتحقق به حالة الاستقرار والانسجام والعدالة الاجتماعية والتقدم الاجتماعي، فهذا مسار نضالي اجتماعي وطني طويل وشاق، له شروطه ومحدداته وموضوعاته، ويحتاج إلى تناولات مستقلة بذاتها.
ما يهمنا – هنا – التأكيد على أنّ لا خيار أمام شعبنا سوى اجتراح هذا المسار النضالي، والسير في دربه، مهما كان ثمنه وتكلفته؛ فثمنه وتكلفته تظلّ أهون وأقل بكثير من ثمن الحرب وكلفتها الباهظة على الفرد والمجتمع والأمة اليمنية.



#عيبان_محمد_السامعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور التيار الماركسي في تثوير وعي الطبقة العاملة اليمنية(*)
- الطبقة العاملة اليمنية وحركتها النقابية خلال الفترة (1939-20 ...
- وجع يماني... في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية!!
- صدور كتاب إشكالات الواقع اليمني: الثورة الشعبية والحرب، الهو ...
- ملاحظات سريعة على مقالات أ. قادري أحمد حيدر حول ما يسمى -اله ...
- ثورة 26 سبتمبر ومسألة الهُوية الوطنية
- حول مصطلح -الهاشمية السياسية- وأزمة الهوية الوطنية الحلقة ال ...
- حول مصطلح -الهاشمية السياسية- وأزمة الهُوية الوطنية!
- عبدالله عبدالرزاق باذيب.. رائد الاشتراكية العلمية في اليمن
- في خطأ القول ب -الهاشمية السياسية-!
- شغيلة اليمن بين حربين!!
- هل الحرب استمرار للسياسة؟؟ مناقشة نقدية لـ -كلاوزفيتز-
- الأبعاد الاجتماعية للاشتراطات المقيدة لحصول المرأة اليمنية ع ...
- الفدرالية في اليمن.. الانتقال من دولة الغلبة إلى دولة الشراك ...
- عن الثلاثة الكبار : عبدالله، وعلي، وأبو بكر باذيب
- جدلية كورونا والمجتمع.. مقاربة من منظور سوسيولوجيا الطب
- المرأة اليمنية.. التحدي والاستجابة
- الاقتصاد السياسي لثورة 11 فبراير الشعبية اليمنية
- ما الذي فعلته الحرب بالهوية الوطنية اليمنية؟؟!
- دور النقابات العمالية في تحقيق الاستقلال الوطني


المزيد.....




- -يديعوت أحرونوت- تتساءل: هل تحالف نتنياهو مع غالانت؟
- نظرية السباغيتي الكونية: ماذا سيحدث لو اقتربنا من ثقب أسود؟ ...
- إسبانيا ترفض استقبال سفينة محملة بالأسلحة متجهة إلى إسرائيل ...
- شاهد: لقطات جديدة لحادث مرعب يُظهر لحظات سبقت تدلي شاحنة من ...
- مقال: الفيزيائيون على بعد خطوة واحدة من -إثبات وجود الرب-
- تحذيرات في إسرائيل من تدهور العلاقات و-انفجار الشعب المصري- ...
- الصحف الغربية تعلق على زيارة بوتين إلى الصين
- -واينت-: سقوط صاروخ بالخطأ من مقاتلة حربية إسرائيلية على مست ...
- هنغاريا تستخدم حق النقض ضد قرار مجلس أوروبا الاعتراف بخطة زي ...
- بيسكوف: إجراءات حماية بوتين بعد محاولة اغتيال فيتسو تظل عند ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيبان محمد السامعي - عن السلام وكيفية تحقيقه في اليمن: أفكار أولية للنقاش