أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - الفقد .. شرخ في ذاكرة فلسطينية














المزيد.....

الفقد .. شرخ في ذاكرة فلسطينية


أمل فؤاد عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 1744 - 2006 / 11 / 24 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


هي منطقة العبث الأولى .. منطقة تردي الشعور .. وتواري الإحساس .. وتملك الغربة عبر تاريخ الطفولة .. كان للموت لونا احمر .. لا أبالي كثيرا .. عندما أريد أن أتخيل .. صوره .. ولكني اشعر برجفة قوية .. وبرجع الصدى .. حيث كنت وحيث كان الصورة الأولى التي قابلت الوعي مني .. تداركني السؤال لأول مرة .. امتداد وتمدد .. بلا أجوبة .. سماء تعلو على سماء .. وترتجف الأرض من تحتي .. وكأنني من غير القوم .. عندما كان يغتالني الخوف .. والبكاء .. ينازعني في هذه المنطقة بالذات .. ألف غريب وقريب .. ما سألت نفسي أبدا .. كيف كان طعم الخوف وقت ذاك .. ولكن تبدد مني إحساس العنوة .. وتدارك إلى خاطري دوما .. مسألته وكأنه معضلة كبرى لم أجد له جوابا .. ما زلت أجد كثيرا من الحرج والرجفة في منطقتي هذه .. حتى باتت ألوانه واحدة .. ولكني أقف مشدوهة النفس والروح .. عندما استشعر الفقد .. عبر أيامي وهي ما كانت بأيامي .. ولكنها أيامنا .. ولكنها صور ثابتة .. راسخة رسوخ قضيتي .. كلما حاولت الاقتراب منها .. يهرب مني التاريخ .. جميعه .. وتتساقط الصور .. وملامح الكثير .. إلا جنازة واحدة .. هي الجنازة الأم .. هي جنازة السقوط خارج الحضور .. وكأنها بعثرة من في القبور .. بقي الموت هو الحاضر الغائب .. والمحرك الأول .. أقمت له صروحا بأسماء من رحلوا .. ولم يعد منهم سوى .. عيون .. كنت المحها عند نومي .. أتخيلها تداعبني النظر .. فأتباكى صمتا .. وأتخيل النفس لقادرة على استحضار التماسهم قربا .. لربما أيضا .. بقي الموت .. دلالة ميلادي الأول .. وحصار هويتي .. ما كرهت هويتي .. ولكني كرهت من يبات يسرقها رجالا وأجيالا .. وأهلا .. وشرعت انه الثمن المقابل لاغتيالي واغتيالنا .. كانت مراهنتي على الموت .. كما هي مراهنتي على هويتي .. فكنت وكأنني أقاوم فكرة الاغتيال .. بثبات الاسم والعنوان بين قوسين متلازمين .. هذا هو أنا .. ضد التلازم البشري .. وضد التوحد .. كنت كثيرا ابحث عن ترجمة ما واضحة لشعور ينتفض داخلي .. وارتبط الهدم والبناء .. بفراق المكان واللحظة .. تنقلت بنا الرحلات .. عبر سلسلة طويلة .. وما بقي في ذاكرتي .. سوى هويتي .. أحملها وكأنني احمل حقيبتي .. أغار تفتشيها .. وأغار لمسها .. وكأنني .. أقاوم أيضا .. فكرة الطرد عنوة .. لتصبح حدودي .. بلا حدود .. أراني انظر الجبروت .. والقهر الإنساني .. في زيه القاتم .. فيتبدد لدي الإحساس بإنسانية الإنسان ..



#أمل_فؤاد_عبيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند الكاتب عل ...
- مكونات اليهودية من وجهة نظر غربية
- - إدارة الأفكار وإرادة المعرفة - الرهان المعرفي عند علي حرب


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أمل فؤاد عبيد - الفقد .. شرخ في ذاكرة فلسطينية