أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خليل غريب - في وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية السلاح الأقوى - الحلقة الأولى-















المزيد.....

في وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية السلاح الأقوى - الحلقة الأولى-


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 09:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مقدمة
لقد طرحت عملية (طوفان الأقصى)، في السابع من تشرين الأول 2023، انطلاقاً من قطاع غزة الكثير من الأسئلة، عن أسباب تنفيذها، ومدى اثرها في معرض الصراع العربي – الصهيوني.
ولأن التجربة التاريخية أكدت الاستراتيجية التي أطلقها حزب البعث العربي الاشتراكي منذ تأسيسه في العام 1948، والتي تلخصها مقولة مؤسس البعث (فلسطين لن تحررها الحكومات، بل الكفاح الشعبي المسلح)، كان لا بد من أن نضع علمية (طوفان الأقصى) في موقعها السليم في الاستراتيجية الشعبية لتحرير فلسطين، حتى وإن كانت معركة هجومية بوسائل تعتمد معارك نظامية بنوعية سلاحها والتجديد في ابتكار عملياتها، لكنها اعتمدت على وسائل شعبية ظهر فيها عامل الابتكار العربي.
ولأنه لا يمكن قراءة أهمية تلك العملية من دون الإحاطة بالظروف الدولية والعربية الراهنة التي سبقتها، سنستعرض بإيجاز تلك الظروف، التي بمعرفتها يمكننا الإحاطة بأهميتها.
فبالنسبة الى الظروف التي سبقت العملية نلخص بعضها فيما يلي:
1- لقد شهد العقدان الاخيران من القرن الماضي والى حد اليوم هجوما غير مسبوق على اغلب اقطار الامة العربية، فاخذت الامة تواجه منذ ذلك الوقت تحديات تستهدف وجودها وهويتها بالصميم. وكان من اثار ذلك ان لفَّ الجمود مواقف الأنظمة الرسمية العربية والإقليمية والدولية بالنسبة للقضية الفلسطينية حتى بدت وكأنها اختفت عن اهتمام تلك المنظومات.
2- وباستثناء العمليات البطولية للمقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية التي لم تهدأ، الا ان ما أضعف تأثيرها أنها كانت في واد، وردود الفعل عليها من العالم بأكمله في واد آخر. وفي المقابل الآخر، كانت قوى اليمين المتطرف في الكيان الصهيوني تعمل على خط قضم ما تبقى من اتفاقية أوسلو من جهة، وكانت الإدارات الأميركية تعمل على تقويتها وتساعدها على عقد اتفاقيات التطبيع مع بعض الأنظمة العربية الرسمية من جهة ثانية، بينما كانت بعض الأنظمة تسعى الى توقيع على تلك الاتفاقيات حماية لها من الخطر الايراني الداهم والذي يهدد باحتلالها وتقسيمها بمساعدة امريكية من جهة ثالثة.
3- في هذه الظروف، كان لا بدَّ من وجود حدث ما يعيد تحريك القضية الفلسطينية، فكانت عملية (طوفان الأقصى) التي كانت بمثابة الزلزال الذي أيقظ العالم بأكمله، غربه وشرقه، على القضية الفلسطينية التي اصبحت تشكِّل (أم القضايا) للعالم كله، بدوله الرسمية وشوارعه الشعبية ومنظماته الإنسانية.
4- لم يمر تأثير زلزال (طوفان الأقصى)، ولن يمر من دون فرض خطاب جديد ورؤية جديدة للقضية الفلسطينية، وقد تأتي بحلول جديدة قديمة. وتلك الحلول سيكون حدها الأدنى العمل على تفعيل المبادرات العربية التي سبق وان اقرتها القمم السابقة .
5- وأخيراً، أمام الأنظمة العربية الرسمية فرصة استثمار قوة الدعم الدولي والشعبي العالمي، التي خلقتها دماء الفلسطينيين الغزيرة، وأرواحهم الطاهرة، وتضحياتهم الهائلة الاخرى التي ليس اخرها تدمير ممتلكاتهم بالكامل، فالعبرة في أن من لا يستقوي بغزارة التضحيات من مقاتلي المقاومة، وتضحيات أطفال فلسطين ونساءها وشيوخها، فسوف يكون مصيره الى المجهول.
وخلاصة القول: إنه ظرف ثمين أمام العرب رغم انه شائك ومعقد، خاصة وأنهم يملكون اوراقا قوية في مواجهة الخارج، أن يكون لهم الدور الأساسي والحاسم في الدفاع عن القضية الفلسطينية والحصول على حقوق فلسطين، وهذا يقتضي منهم بتر الأيدي الخارجية، وخاصة الإقليمية وبالتحديد النظام الايراني ، من العبث بقضايا العرب، والمتاجرة بدمائهم من اجل وضع يدهم على مشاريعهم الاستعمارية في اجتياح الوطن العربي.
استراتيجية البعث حول تحرير فلسطين
لم يكن يساور حزب البعث العربي الاشتراكي الوهم، منذ احتلال فلسطين، أن النظام العربي الرسمي سوف يحررها. وقد عبَّر عن هذه الحقيقة القول الذي أطلقه القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق في العام 1948، وفيه قال: (إن فلسطين لن تحررها الحكومات، بل الكفاح الشعبي المسلَّح). وقد جاءت الأحداث التاريخية لتثبت صحة الاعتقاد بشقيه:
• الأول بأن الأنظمة الرسمية لن تحرر فلسطين.
• وشقه الثاني، بأن الكفاح الشعبي هو الحل الاستراتيجي لتحريرها. اخذين بنظر الاعتبار حقيقة ان الأنظمة العربية التي تأسست بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في العشرية الثانية من القرن العشرين، اراد وخطط لها مهندس اتفاقية سايكس بيكو لإقامة دول عربية تحكمها أنظمة رسمية تندمج تماماً مع مصالحه في الاستيلاء على الوطن العربي وثرواته. وسعى بكل قوته وامكانياته لتنفيذ هذا الهدف وتحطيم اي نظام يشذ عنه وبأية طريقة.
فبالنسبة للشق الأول، فقد برهنت على صحته أهم الأحداث القديمة والجديدة.
وأما القديمة منها فهي ما حصل في الحرب العربية – الصهيونية في العام 1948، حيث سجَّل الكيان الصهيوني انتصاراً على الجيوش العربية التي شاركت في الحرب حينذاك، ليس لضعف في تلك الجيوش اطلاقاً، بل لتواطؤ في إدارة الحرب من قبل الأنظمة الرسمية في تلك المرحلة. حيث كانت تخضع هي من جهة ، والعصابات الصهيونية من الجهة الاخرى، الى قيادة واحدة وهي الادارة البريطانية .
هذا من جهة ، ومن جهة اخرى فان فلسطين لا تحررها الانظمة والدول لأن الدول بطبيعتها ، اياً كانت ، بالرغم من كبر امكانياتها ، الا انها تتكون من مؤسسات واضحة ومكشوفة، لذا تكون الدولة صعبة الحركة وقليلة المرونة، وبالتالي يسهل استهدافها وعلى كافة الاصعدة عسكريا و اقتصاديا و دبلوماسيا وغيرها. وكما حدث لعدد من الدول العربية في تاريخنا المعاصر. لذا فان حركة وفعل الجماهير المنظمة ضمن اطر غير رسمية، هي اكثر فاعلية ومرونة ازاء الاستهداف .
وبالنسبة للشق الثاني الذي جاء في المبدأ الاستراتيجي الذي أعلنه المؤسس احمد ميشيل عفلق، فقد أثبت صحته مظهران من المقاومة، وهما:
• الأول: انطلاقة المقاومة الفلسطينية في الأول من كانون الثاني من العام 1965. التي واكبها حزب البعث العربي الاشتراكي بكل أنواع المشاركة والدعم والمساعدة. تلك الانطلاقة شدَّت إليها الشعب العربي، واستقطبت كل الكفاءات الثورية العربية، تنظيراً ودعما وانخراطاً عسكرياً في صفوفها.
• الثاني: الانتفاضات الشعبية داخل الأرض المحتلة، التي ابتدأت في أواسط الثمانينيات من القرن العشرين، ولا زالت حتى الآن تتجدد وتتصاعد من فترة إلى أخرى، وكان من أشدها تأثيراً ثورة القدس التي اندلعت في شهر أيار من العام 2021، وما أحدثته من تداعيات على المستويين العربي والدولي. والتي ذكَّرتنا بتلك التأثيرات التي أحدثتها الانطلاقة الأولى للثورة المسلحة في العام 1965.
ومن اجل استكمال البحث في تقديم قراءة للنهج الشعبي المقاوم في هذه المرحلة. ولما أحدثته الحراكات الشعبية في مقاومة التطبيع من أثر بالغ، سنتناول في الحلقة الثانية تأثير (المقاومة الشعبية) ليس في مقاومة التطبيع فحسب، بل في مقاومة الاحتلال الصهيوني أيضاً.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الظاهرة وضدها في آنِ واحد (رؤية في مستقبل المنطقة العربية ...
- إستعادة الوحدة الوطنية مدخل إلزامي للوحدة العربية
- عرض كتاب (القومية العربية من التكوين إلى الثورة) الحلقة الأخ ...
- عرض كتاب (القومية العربية من التكوين إلى الثورة) الحلقة الثا ...
- عرض كتاب القومية العربية من التكوين إلى الثورة (الحلقة الثان ...
- من أجل ثقافة روحية عالمية خالية من حروب التكفير
- مراجعة كتاب القومية العربية من التكوين إلى الثورة المؤلف حسن ...
- بعد أن سرقوا الكحل من عيوننا زمرة أحزاب السلطة تسرق النفط في ...
- رئيس بمواصفات الحراك الفرنسي لن يحظى بشرعية شعبية لبنانية
- في ظل أنظمة الطائفية السياسية عامة الشعب أجراءٌ عند الأمراء
- متمماً واجباته الدينية، مات مسلوباً من حقوقه الدنيوية
- أعطوا ما لله لله وما للإنسان للإنسان
- ويمكر ماكرون لضمان مصالح فرنسا،
- إعادة التأسيس لمفهوم الدولة الحديثة في لبنان
- محنة الأيديولوجيا في التاريخ العربي المعاصر عرض ونقد ودعوة ل ...
- مقابلة صحفية حول كتاب الماركسية مع مجلة الوطن العربي
- إسقاط حكم الميليشيات هدف قومي عربي ودولي شامل
- المتغيرات الدولية بعد والإقليمية والعربية التحالف الأميركي – ...
- لا عيد لعمال من دون عمل
- عرض كتاب (مفاهيم إسلامية بمنظار قومي معاصر) حسن خليل غريب


المزيد.....




- للمطالبة بالتثبيت.. احتجاج موظفي تحصيل “مياه الشرب” بأسيوط
- طلاب الجامعة الأمريكية يتظاهرون لمطالبة الإدارة بمقاطعة الشر ...
- عزالدين اباسيدي// حتى لا تدمر التضحيات
- 76 سنة بعد النكبة، لنعمل لبناء حركة دولية من أجل فلسطين!
- ما بين نكبتين
- عشرات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بإقالة جالانت
- تعليم: بيان اللجنة الإدارية الوطنية للجامعة الوطنية للتعليم ...
- تأجيل محاكمة المناضلين الداعمين للشعب الفلسطيني والمناهضين ل ...
- إلى الأمام… من أجل جبهة عمالية وشعبية موحدة لصد العدوان الثل ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين في جامعة كالي ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن خليل غريب - في وسائل المواجهة مع العدو الصهيوني تبقى المقاومة الشعبية السلاح الأقوى - الحلقة الأولى-