أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سجى الساعدي - مثالية كاذبة














المزيد.....

مثالية كاذبة


سجى الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 10:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مثالٌة كاذبة
المدٌنة الفاضلة التً حلم بها افلاطون و تلمٌذه ارسطو هً مدٌنة خالٌة من العٌوب و متكاملة و مثالٌة
بكل ما تعنٌه الكلمة من معنى فهً تتجسد بكل الخصال الحسنة للإنسان كالرقً و الوعً و الحب و
التسامح ... الخ
, و قد بحث الفارابً عن هذه المدٌنة اٌضا و توماس مور كذلك كتب عنها , مدٌنة
ٌحكمها الفلاسفة ٌسود بها الامن و السلام و الحب و التفانً و الخٌر ,
و ان المدٌنة الفاضلة لا تشتمل
على الخصال الحسنة للإنسان بل تمتد لتشمل جمٌع انواع الخدمات صحٌة كالمستشفٌات و المراكز
الصحٌة و المختبرات و غٌرها و امنٌة حٌث اجهزة الامن و انتاجٌة كالأراضً الزراعٌة و المصانع
و ترفٌهٌة كالألعاب و الانشطة الرٌاضٌة و الاعلامٌة و غٌرها , فضلا عن حرٌة التعبٌر المتاحة بدون
أي رقابة , مدٌنة كهذه تحقق وجودها فً عالمنا و لكن لٌس الحقٌقً بل فً ع
المنا الافتراضً أي على
مواقع التواصل الاجتماعً , حٌث نجد مدمنً مواقع التواصل ٌسعون الى تعزٌز وجود هذه المدٌنة
الخٌالٌة فقط لجذب اكبر عدد من المتابعٌن فتراهم ٌتصنعون المثالٌة بكل معانٌها , و ٌدعون الحكمة و
هم بعٌدون عنها و ٌقدمون النصائح لمتابعٌهم و هم لا ٌ
عملون بها و بذلك اصبح مثلهم كمثل ذاك الذي
ٌعلم الناس على الصلاة و هو لا ٌصلً , و ٌناقضون انفسهم .
هذه المدٌنة الخٌالٌة المتواجدة على الواقع الافتراضً اصبحت تؤثر و بشكل سلبً على الحٌاة الواقعٌة
فترى الناس ٌتراقصون بدون وعً و ٌفعلون اشٌاء لا ٌتقبلها عقل انس
ان طبٌعً و هم تحت تأثٌر الافة
المسماة "ترند" تسمٌة افة تسمٌة مناسبة لهذا الشًء الذي اصبح ٌأكل كل خصوصٌات الانسان, حٌث ترا
الناس ٌقومون بنشر كل خصوصٌتهم على
وسائل التواصل الاجتماعً
كما ان
فً حلِّهم و ترحالهم .
اثر
عبٌة و الادبٌة هذه المدٌنة المخادعة قد وصل الى الثقافات الش
فأثر تأثٌرا سلبٌها علٌها , و ابعد الاجٌال
الواعدة عنها و قربهم الى ثقافات دخٌلة على المجتمع .
كما ان الفضائل الانسانٌة فً هذه المدٌنة الفاضلة تشوبها شوائب كثٌرة فهً لٌست سلمٌة
011
% , فقد
تشنب بها حرب
لأتفه الاسباب فكما اسلفنا ان المستخدمٌن ل
مواقع التوا
صل اصبحوا لعبة بٌد "الترند"
فٌأخذهم اٌنما شاء و كٌفما اراد , و ذلك بسبب الامٌة الرقمٌة المتفشٌة بٌن مستخدمً مواقع التواصل
الاجتماعً , وهذه هً المشكلة الحقٌقٌة حٌث ان الزمن قد تطور و ان مصطلح الامٌة لم ٌعد ٌطلق على
من لا ٌعرف القراءة و الكتابة بل
تعدى لٌطلق على كل من لا ٌعرف الامور التكنولوجٌة او ٌجهل
استخدامها ,
و كما هو معروف الجهل ٌؤدي الى الخراب
فأدى جهلهم باستخدام الواقع الافتراضً الى
ظهور مصطلح المحتوى الهابط الذي أثر كثٌرا على مستوى الثقافة الاجتماعٌة و اضاع هوٌة المجتمع
العراقً فً الادب و
الفنون , كما اثر اٌضا على الاعلام و وسائل الاعلام فاصبح "الطاش" وجها
اعلامٌا و "الترند" هو القضٌة التً تتناولها اغلب وسائل الاعلام , لا انكر ان بعض مواضٌع "الترند"
تكون مهمة الا ان اغلب مواضٌعه تافهة و بالإمكان تغطٌة قضاٌا اهم منه بكثٌر .



#سجى_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثالية كاذبة
- ابتسم للحياة..


المزيد.....




- ظبي بأنف غريب.. ما حكاية السايغا الذي نجا بأعجوبة من الانقرا ...
- مصدر إسرائيلي يكشف لـCNN تطورات مفاوضات وقف إطلاق النار في غ ...
- حسام أبو صفية لمحاميته: هل ما زال أحد يذكرني؟
- -إكس- و-واتساب- في قلب جدل جديد: تحقيق يرصد حسابات يمنية ترو ...
- الوحدة الشعبية: استهداف سورية العربية حلقة لاستكمال مشروع ال ...
- مبادرة -صنع في ألمانيا-: أكثر من 60 شركة ألمانية تتعهد باستث ...
- لماذا لم تكشف بغداد عن هوية المتورطين بهجمات المسيرات؟
- بدء خروج العائلات المحتجزة من السويداء -حتى ضمان عودتها-
- عاجل| وسائل إعلام إسرائيلية: سلاح الجو يهاجم أهدافا للحوثيين ...
- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سجى الساعدي - مثالية كاذبة