أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عارف الجواهري - هل الدم الفلسطيني والعربي يختلف عن الدم الإسرائيلي؟















المزيد.....

هل الدم الفلسطيني والعربي يختلف عن الدم الإسرائيلي؟


عارف الجواهري
كاتب وباحث

(Arif Al-jawaheri)


الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 07:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال أحاول الإجابة عليه نتيجة ملاحظاتي الشخصية وكذلك عبر وسائل الاعلام بان كل طرف يبكي على ضحاياه من المدنيين، ولكنه في نفس الوقت يتجاهل بالكامل المدنيين من الطرف الاخر، وكأن الاخرين ليسوا بشر وليسوا مدنيين، وما يهمني هنا هم العرب والمسلمين باعتباري منهم ولا يهمني في هذا المقال الاخرين كثيرا.

منذ بداية الاحداث الأخير للصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 من تشرين الأول - أكتوبر والكلام اغلبه حول الضحايا المدنيين من الطرفين. فالداعمين لإسرائيل يركزون على القتلى المدنيين من الجانب الإسرائيلي والذي وصل الى حوالي 1100 شخص مع حوالي 300 عسكري ورجل امن فيصبح المجموع 1400 بينما نراهم يتغاضون عن الضحايا من أهالي غزة من المدنيين تحت شعار ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وبالخصوص في الأيام الاولى وأن خفت في الأيام الأخيرة بسبب الفضائح الإعلامية والكوارث والبشاعة التي سجلتها ونشرتها كافة وسائل الاعلام الصديقة والمعادية عن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، فاضطر الداعمين من الدول الغربية الى التنازل والمطالبة من الحكومة الإسرائيلية مراعاة القوانين الدولية في عملياتها العسكرية ولكن الإسرائيليين يتجاهلون طلباتهم وبإصرار.

في الطرف الاخر الداعمين للفلسطينيين في غزة لا يذكرون وبكل إصرار ووضوح الضحايا المدنيين من الإسرائيليين باي شكل من الاشكال لا بل الجميع يعتبرون ما قام به المقاتلين من حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وبقية التنظيمات هو عمل عظيم وان كل القتلى بما فيهم الأطفال والعجائز والنساء يستحقون ذلك فكلهم يهود وكلهم إسرائيليين وكلهم صهاينة وكلهم مغتصبين وكلهم محتلين ولا فرق بين مدني وعسكري وبين طفل وامرأة وعجوز وبين الرجال المسلحين المقاتلين وغير المسلحين وغير المقاتلين. لكنهم هم انفسهم في المقابل يصرخون ويبكون ويتألمون ويغضبون للضحايا من أهالي غزة من المدنيين ويدعون لهم وينشرون اخبارهم وصورهم والمقاطع المصورة ويتابعون وسائل الاعلام العربية والعالمية التي تركز على المأسي والعذابات لأهالي غزة من المدنيين وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بالشخصيات التي تدعم كلاميا العمليات العسكرية للمجاميع المسلحة ولا ننسى شيوخ الدين والجوامع والشخصيات والحركات الإسلامية والوطنية الداعمة لأهالي غزة وللحركات السياسية التي تسيطر عليها.

وهذا ولد تساؤل، هل الدم الفلسطيني والعربي يختلف عن دماء بقية الشعوب بما فيها دماء الإسرائيليين؟ ولماذا هذا الاختلاف هل هو لأسباب سياسية كالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ام هو العرق والقومية والدين؟

معظم ما لا حظته عبر وسائل الاعلام ومن خلال البيئة المحيطة بي شخصيا ان اغلب الإجابات تتمحور حول الأسباب سياسية وان كان للدين والقومية دور ما، والأسباب تشمل الاحتلال وبالقوة الغاشمة للأراضي العربية الفلسطينية منذ عام 1948 وتهجير أهلها الأصليين منذ ذلك الحين ومعاملتهم بوحشية وقسوة والقتل والاجرام والتعذيب لهم وغيرها من أمور هي الاسباب وراء تجاهل الفلسطينيين والعرب والمسلمين لدماء المدنيين من الإسرائيليين، صغارا كانوا ام شيوخا، نساءا كانوا ام رجالا، فهذا التجاهل يعتبر امر طبيعي جدا بل يتم اعتبار هذا التجاهل وغض البصر هو واجب على كل شريف وكل من عنده غيرة على امته ودينه، لا بل يصل الامر الى انهم يستغربون وبشده ممن يفكر ويتساءل حول هذا الامر حتى يصل بالبعض الى التشكيك بعقلية السائل وتوجهاته وحتى نواياه. فتجد جميع المؤيدين للفصائل المسلحة في غزة يعتبرون كل القتلى ال 1400 هم أعداء وقتلهم عمل عظيم جدا ولا يتم ذكر ان معظمهم كانوا من المدنيين غير المقاتلين ونسبه كبيرة منهم أطفال، حتى ان ما اخذته الفصائل المسلحة واحتجزتهم من الإسرائيليين والذي يصل عددهم الى حوالي 250 شخص والذي غالبتهم العظمى من المدنيين تعتبرهم الفصائل المسلحة والمؤيدين لهم بانهم اسرى حرب وليسوا رهائن ومخطوفين، حيث اخذت الجيوش الالكترونية المؤيدة للفصائل بنشر كتابات على وسائل التواصل الاجتماعي بان جميع المحتجزين هم عسكريين اما من الجنود او من الاحتياط ولا يوجد أي مدني بينهم على الاطلاق، وبان العدو المحتل يكذب عندما يقول ان اغلبهم مدنيين وأطفال من اجل كسب التأييد الشعبي والعالمي، ولكن اتضح لاحقا انه كلام كذب عندما قامت المقاومة الإسلامية في غزة بأطلاق سراح عدد من المحتجزين لديها ليتبين انهم اما نساء او أطفال وان بعضهم يصل به العمر الى حد 84 سنه فكيف تعتبرهم حماس والمؤيدون لها انهم اسرى حرب وانهم مقاتلين وانهم اما جنود واما احتياط؟!!!

واضح من خلال مراقبة ردود أفعال وكلام المواطن العربي والمسلم بانه لا يختلف على الاطلاق عن ردود أفعال وكلام المواطن الإسرائيلي، بل هو متطابق الى حد بعيد، فكلاهما يعتبر ان الطرف الاخر يستحق القتل والتعذيب والاذلال بما فيهم المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى بينما هو يتباكى وبالم شديد على المدنيين من طرفه هو فقط، لا بل يتباكى على المقاتلين والجنود الذين قاموا بتلك الاعمال اللاإنسانية ويعتبرهم ابطال ومضحين ويستحقون كل احترام حتى وان قتلوا وعذبوا واختطفوا مدنيين أبرياء.

ولهذا أقول ان كلا الطرفين وليس طرف واحد بعينه يعاني من ازدواجية في المعايير وينظر بعنصرية واضحة الى الطرف الاخر ويعتبرهم ادنى من ان يستحقوا الحياة والاحترام او حتى الشفقه، وهذا يسقط كل الطلبات التي ترفع للعالم للتعامل بأنصاف وعدل لضحايا الطرف الذي الى جانبي، فقبل ان تدعوا الاخرين الى عدم الازدواجية وعدم العنصرية عليك ان تلزم بها انت أولا وعليك ان لا تصاب بمرض الانحياز الاعمى والتمييز والتعالي على الاخرين واعتبارهم ادنى من مجموعتك التي تنتمي لها ومن ثم ادعوا الاخرين للأنصاف وللوقوف الى جانب العدل والحق والانسانية.
اخرجوا المدنيين الأبرياء من دائرة الصراع السياسي الدموي فهم أبرياء من اي طرف كانوا ومهما كانت قوميتهم او مذهبهم او ديانتهم او دولهم، فدماء البشر جميعا لها لون واحد والله لم يخلقهم بالوان مختلفة، فكلنا من ادم وادم من تراب.



#عارف_الجواهري (هاشتاغ)       Arif_Al-jawaheri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل روسيا وبوتين حليف يمكن الوثوق به للعرب والمسلمين
- لماذا موقع روسيا اليوم يحوي على دعايات مزيفة ومحتالين
- المرجع الحيدري ومرحلة وضع الأحاديث - مرحلة ما قبل عصر التدوي ...
- المرجع الحيدري يقترب من القرأنيين ويبتعد عن الاصوليين - أسلا ...


المزيد.....




- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عارف الجواهري - هل الدم الفلسطيني والعربي يختلف عن الدم الإسرائيلي؟