أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - توفيق كناعنة - بنيامين غونين الشيوعي الأصيل وداعا















المزيد.....

بنيامين غونين الشيوعي الأصيل وداعا


توفيق كناعنة

الحوار المتمدن-العدد: 7798 - 2023 / 11 / 17 - 17:23
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فارقنا في الأسبوع الماضي واحد من القادة الشيوعيين والأمميين الحقيقيين وهو القائد النقابي بنيامين غونين.

نتيجة للعلاقات الرفاقية الخاصة التي تربطني بالرفيق بنيامين غونين وزوجته الرفيقة الأصيلة يوخيفد، كنت قد حضرت الاحتفالين التكريميين اللذين أقيما احتفاءً وتكريما لهذا الرفيق الأممي الأصيل. الأول عندما قررتْ كتلة الجبهة في الهستدروت بفضل دوره التاريخي الهام في قيادة هذه الكتلة في الهستدروت على مدى سنوات طويلة وكان ذلك في معهد بيت بيرل في تاريخ 2015/11/14. والثاني يوم الأحد بتاريخ 2016/04/03 في حيفا على شرف المؤتمر العشرين لاتحاد الشبيبة الشيوعية وعلى شرف مؤتمر منطقة حيفا للحزب الشيوعي، ورأيت من واجبي الشيوعي أن أشارك في مثل هذا التكريم. وهذا الموقف ليس صدفة بل لأنني أكنّ لهذا الرفيق كل التقدير والاحترام على دوره الأممي خلال سنوات طويلة وكذلك لأنه الشيوعي اليهودي الأول الذي تعرفت عليه وكان ذلك قبل 72 عاما أي في سنة 1951 حين حضر الى عرابة من أجل الدعاية الانتخابية لانتخابات الكنيست الثانية، برفقة الرفيق طيب الذكر جورج طوبي مع مجموعة كبيرة من الصبايا والشباب اليهود والعرب.

وكان هذان الرفيقان قد تكلما الى الجماهير التي توافدت في ذلك الوقت حبا للاستطلاع ومنهم حبا للمعرفة، وكنت واحدا من هؤلاء حيث كنت قد تعرفت على الشيوعيين وجريدة "الاتحاد" في أواخر سنة 1950 وكان أخي سليم قد بدأ نشاطه في الحزب الشيوعي في هذه الانتخابات وربما لذلك حضرت هذا الاجتماع في عرابة وبعدها رافقتهم الى سخنين، حيث هناك أيضا قاموا بجولة وختموا هذه الجولة بعقد اجتماع دعوا فيه الى التصويت للحزب الشيوعي وللحقيقة أننا لم نتعرف على بعضنا بشكل جيد، ولكن صورة وأسماء هؤلاء الرفاق بقيت راسخة في ذهني وعرفت فيما بعد عندما انضممت الى صفوف الشبيبة الشيوعية في أواخر سنة 1952 ان هذين الرفيقين هما من قادة الشبيبة الشيوعية قطريا.

وفي سنة 1954 عندما أنهيت الصف الثامن الابتدائي نزلت الى سوق العمل في حيفا كنت قد تعرفت صدفة على الرفيق عباس زين الدين الذي بدوره عرّفني على نادي الشبيبة الشيوعية الواقع في درج الموارنة وأخذت أتردد عليه وفي الوقت نفسه بدأت بالتعرف على الرفاق هناك يهودا وعربا. وفي تلك الفترة عملت في مطعم لجلي الصحون وبعد عدة أيام من عملي هناك طردني صاحب العمل ورفض دفع أجرتي وعندها ذهبت الى نادي الشبيبة الشيوعية في حيفا وحدثتهم بما حدث لي في مكان العمل، عندها ذهب معي الرفيق بنيامين غونين الى صاحب المطعم وقال له بأي حق لم تدفع أجرة عمل هذا الشاب؟! وفرض عليه دفع الأجرة كاملة ومنذ ذلك الوقت بدأت تتوطد بيننا العلاقة والمعرفة أكثر عن قرب مع هذا الرفيق.

تعمقت هذه العلاقة بعد أحداث أول أيار سنة 1958 عندما أعتقلت وسُجنت وكنت في ذلك الوقت سكرتيرا لفرع الشبيبة في عرابة وخلال فترة سجني كانت وفود كثيرة من الشبيبة الشيوعية وبشكل خاص من الرفاق اليهود يزوروني في سجن الرملة ومن ثم في سجن الدامون حيث كان هو أحد الرفاق المسؤولين في الشبيبة الذي كان يزورني وينظم الزيارات للشبيبة لي في سجن الدامون القريب من مدينة حيفا وبعد خروجي من السجن في أوائل سنة 1960 قام الحزب بالعمل على اجراء فحوصات طبية عامة لي وكانت الرفيق يوخيفت زوجة الرفيق بنيامين تعمل في مستشفى "رمبام" في حيفا قسم الأشعة حيث أجرت لي عدة فحوصات طبية وصور أشعة، ومنذ ذلك الوقت تعمقت أكثر وأكثر علاقتي الرفاقية مع الرفيق بنيامين وزوجته واستمرت هذه العلاقة حتى الأيام الأخيرة قبل رحيل الرفيق بنيامين.

لقد عملت مع الرفيق بنيامين في هيئات الشبيبة الشيوعية المركزية عندما كان هو سكرتيرا عاما للشبيبة وبعدها عندما كان مسؤولا من قبل المكتب السياسي للحزب عن العلاقة مع الشبيبة الشيوعية حيث كنت آنذاك عضوا في اللجنة المركزية للشبيبة الشيوعية ومتفرغا للعمل في الشبيبة ومن بعدها عملنا سوية في هيئات الحزب المركزية حيث كنا سويّة أعضاء في هذه الهيئات لسنوات طويلة ومن خلال عملنا المشترك هذا عرفته أكثر عن قرب وعرفت فيه الشيوعي الأممي الأصيل والمخلص لمبادئ الحزب الأممية وعرفت جرأته في التحدي والاقدام في العمل الجماهيري وعرفت ايمانه بالأخوّة اليهودية العربية الصادقة وضرورة التعايش السلمي بين اليهود والعرب وفي الوقت نفسه أنه من غير الممكن ان يكون أمن واستقرار في هذه البلاد والمنطقة وحتى العالم بدون أن يأخذ الشعب العربي الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الى جانب دولة إسرائيل.

ان للرفيق بنيامين دورا تاريخيا هاما مع عدد من رفاقه الآخرين خلال الأزمة التي عصفت في الحزب سنة 1965 عندما حاولت مجموعة من قيادة الحزب حرفه عن مبادئه الأممية وحرفه نحو التصهين، كان الرفيق بنيامين قد وقف بكل جرأة مع رفاقه الآخرين من أمثال الرفاق ماير فلنر وساشا حنين وعوزي بورشطاين وعدد آخر ليس بقليل من الرفاق اليهود مع رفاقهم العرب الذين حافظوا على أممية الحزب ووحدته اليهودية العربية وهذا عمليا كان دورا تاريخيا هاما في حياة حزبنا. للحقيقة أنه من خلال أمثال هؤلاء الرفاق تعلمت وازددت قناعة بأخوة الشعوب وضرورة العمل المشترك بين القوى التقدمية اليهودية والعربية.

كان الرفيق بنيامين قد انحاز منذ أيام شبابه الأولى الى العمال والفلاحين وكل القوى المستضعفة في الأرض ولذلك لم يكن صدفة بأن أصبح أحد الرفاق النقابيين النشيطين بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى طبقي وأممي، وعلى هذا الأساس كان هو الذي يذهب الى العمال في أماكن عملهم ليتعرف على مشاكلهم من أجل الدفاع عنهم وعن حقوقهم الطبقية والنقابية، أي أنه كان عمليا أحد الرفاق الذين يتقنون العمل الميداني بين جماهير العمال والكادحين. ان الرفيق بنيامين يعتبر مثالا يحتذى به في الجرأة والإخلاص والمثابرة من أجل العمل على نشر مبادئ الحزب الشيوعي بين جماهير العمال بشكل خاص وبين الجماهير الشعبية بشكل عام. ان الإرث النضالي النقابي والفكري للرفيق بنيامين وجيله هو كنز يجب الاستفادة منه من قبل الأجيال الشابة في شبيبتنا وحزبنا وجبهتنا والمحافظة عليه وتطويره.

لم يكن صدفة أن يكتب الرفيق مذكراته تحت عنوان "حياة حمراء" لأنها فعلا كانت كلها مواجهة ساخنة مع العدو الطبقي ومع مجرمي الحرب ودائما الى جانب القوى الكادحة. في النهاية نعد الرفيق بنيامين غونين أن نبقى على طريقه، طريق الشيوعية والسلام وأخوة الشعوب الحقيقية.

عرابة البطوف



#توفيق_كناعنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سنرى تحوُّلًا ثوريا ديمقراطيا في عالمنا العربي
- من أجل انطلاقة جديدة لتقوية الحزب الشيوعي
- بمناسبة الذكرى الاربعين لرحيل الشيوعي الاصيل راجي النجمي -اب ...


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز لـCNN: احتجاجات الجامعات الأمريكية قد ...
- إلى متى سيبقى قتلة الصحفيين الفلسطينيين طلقاء دون عقاب؟!
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 553
- فاتح ماي: الطبقة العاملة تحاكم الاستغلال الطبقي
- مصر.. الحكومة توقف نزيف خسائر البورصة بتأجيل ضريبة الأرباح ا ...
- هل صرخ روبرت دي نيرو على متظاهرين فلسطينيين؟.. فيديو يوضح
- فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر ...
- رغم تأكيد صحيفتين إسرائيليتين.. دي نيرو ينفي مهاجمة متظاهرين ...
- معهد فرنسي مرموق يرد على طلبات المتظاهرين بشأن إسرائيل
- مؤسس -تويتر- يعرب عن دعمه للمتظاهرين في جامعة كولومبيا


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - توفيق كناعنة - بنيامين غونين الشيوعي الأصيل وداعا