أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أزناكي - الحركة الأمازيغية والقضية الفلسطينية.. مقال توضيحي














المزيد.....

الحركة الأمازيغية والقضية الفلسطينية.. مقال توضيحي


محمد أزناكي

الحوار المتمدن-العدد: 7790 - 2023 / 11 / 9 - 15:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


محمد أزناكي – طنجة

عشنا طيلة هذا الشهر على وقع تغطية إعلامية مكثفة، لمجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم المسلح لحركة حماس، على مجموعة من القرى والمدن الإسرائيلية، القريبة من منطقة غزة، التي تسيطر عليها حماس، وما عرفته العملية من أحداث أليمة، أعقبها رد إسرائيلي ما زال متواصلا.
نتيجة لكثافة هذه التغطية، التي تفاعلت أكثر فأكثر عبر وسائط التواصل الاجتماعي، بخطابات موجهة ومنحازة لأحد طرفي الصراع، ومهيجة لمشاعر مجموعة من المواطنات والمواطنين المغاربة. هب مجموعة من تجار المآسي الإنسانية والأزمات السياسية في المغرب، لتنظيم مجموعة من الوقفات والمظاهرات "الاحتجاجية" و"التضامنية" مع "حماس" و"غزة" و"فلسطين".
وسط هذه الأجواء المشحونة، استغل أنصار اليسار العروبي والإسلام السياسي في المغرب الفرصة لتجريح موقف الحركة الأمازيغية من الصراع الدائر في تلك المنطقة. فكثرت التساؤلات حول سبب غياب الحركة الأمازيغية، عن هذه الوقفات والمظاهرات الداعمة ل "حماس" و"غزة" و"فلسطين"، لماذا غابت الحركة؟ لماذا لم تصدر أي موقف؟ لما التزمت الصمت والحياد؟. وغيرها من الأسئلة التخوينية والتشكيكية في خلفيتها وأهدافها.
في هذا المقال التوضيحي سأتعاطى مع هذه الحملة التي استهدفت الحركة الأمازيغية بكل وضوح وبشكل مباشر.
أولا: الحركة الأمازيغية هي حركة مجتمعية مدنية حقوقية، بنفس مطلبي واحتجاجي، وبأبعاد ثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية. نطاق نضالها الترابي "إن صح التعبير" هو المغرب وعموم شمال افريقيا. ورغم ذلك فان الحركة تتضامن مع جميع شعوب العالم التواقة لتقرير مصيرها والتحرر من التبعية للآخر. بما فيها الشعب الفلسطيني، وحقه في دولة مستقلة على أراضي 4 يونيو 67، بجانب دولة إسرائيل، في إطار "حل الدولتين" وفق الشرعية الدولية.
وعليه فإن موقف الحركة الأمازيغية مما يسمى إعلاميا ب "القضية الفلسطينية" موقف واضح ومعلن عنه دوما وأبدا. الحركة الأمازيغية مع "القضية الفلسطينية" من الناحية الإنسانية. بعيدا عن أية قراءة إيديولوجية أو سياسوية. وعندما أقول "القضية الفلسطينية" فإنني أعني بها كل أطراف القضية، أي الفلسطينيين والإسرائيليين معا، وليس الفلسطينيين فقط. والا ما معنى "قضية" بطرف واحد.
على عكس خصوم الحركة الأمازيغية، التي تتبنى "قضية" طرفها واحد هو الفلسطينيون، "المظلومون" و"المعتدى عليهم" و"أصحاب الحق" دائما وفقط في نظر هؤلاء. ولا يهمهم ما يلحق بضحايا الطرف الاسرائيلي من أطفال ونساء ومدنيين. في إنكار تام له ولحقوقه، باعتباره الطرف الثاني، الذي يستند بدوره لمرافعات تؤكد هي أيضا أنه هو الطرف المظلوم والمعتدى عليه وصاحب الحق كذلك.
ففي الوقت الذي تنظر فيه الحركة الأمازيغية، انطلاقا من ايمانها بالشرعية الدولية، لهذه "القضية" من كونها مشكل مركب بين طرفي نزاع. لا يمكن حله إلا بجلوسهما لطاولة التفاوض لتنزيل "حل الدولتين" المتفق عليه بينهما. وتساند كل دعوات التهدئة وحماية حقوق المدنيين في الجانبين وقت النزاعات المسلحة. يعمل خصوم الحركة الأمازيغية "تريتورات المظاهرات" على تجييش مواقف بسطاء المغاربة بتقديم وجهة نظر أحادية، موجهة، وكلاسيكية تهدف لتعزيز مشاعر الحقد والكراهية بين شعوب المنطقة، بدل الدفع باتجاه التعايش وحل النزاع.
هذا جزئ منذ الخلاف في الرؤية بين الحركة الأمازيغية، وخصومها من الحركتين الإسلاموية والعروبية. يضاف اليها الاختلاف الظاهر بينهما حول "التضامن المطلوب" و"الضحية المقصود"، و"الحل المنشود". هناك اختلاف حول دواعي ومبرر هذا التضامن ومحركاته.
التضامن الذي تتبناه الحركتين الإسلاموية والعروبية هو تضامن إيديولوجي صرف، ينطلق من الاستلاب الثقافي والهوياتي والفكري الذي يعاني منه "مناضلو" الحركتين. باعتبار أنفسهم وباقي المغاربة عربا ومسلمين، في إقصاء وعداء لأمازيغ المغرب ويهوده الأصلان المؤسسان للإنسية المغربية، وباعتبار القضية الفلسطينية قضية عربية إسلامية و"أممية". وبالتالي فالحركة الأمازيغية لا يمكنها التضامن مع "فلسطين" "العربية" "الإسلامية" "الأممية". لأن الحركة الأمازيغية ليست عربية بل هي ضد خطاب وأهداف القومية العربية. وليست اسلامية بل هي حركة مدنية علمانية، وليست أممية، بل هي مع الشرعية الدولية.
كما أنه "إنسانيا" لا يمكن تخصيص الفلسطينيين وحدهم بهذا التضامن دون بقية القضايا الإنسانية في العالم.. وإلا لماذا يسكت مناصري "حماس" و"غزة" و"فلسطين"، عما يرتكب من حرب إبادة ضد أمازيغ أزواد والكرد في سوريا البعث وإيران الملالي مثلا وجحيم مسلمي الصين وبورما؟.
ثانيا: ليس من حق أحد ممارسة الوصاية على اختيارات الحركة الأمازيغية، هي من تختار معاركها وخصومها وأصدقائها. هم اختاروا الوقوف بجانب المنظمات الإرهابية، ومساندة الأنظمة الشمولية. هي اختارت النضال السلمي المدني القانوني في إطار الشرعية الدولية. هم اختاروا الولاء لحماس وحزب الله وإيران والصين وروسيا وباقي قوى الشر في العالم، هي اختارت الولاء للمغرب، والاشتغال في إطار الثوابت الوطنية. هم اختاروا الانتماء الهلامي ل "الوطن العربي" و"الأمة الإسلامية" و"الأممية الشيوعية" والفيروس الاشتراكي". هي اختارت الولاء للأمة المغربية وهويتها الوطنية. في انفتاح على العالم الحر.
ثالثا: لا أسمح شخصيا لأي يساري عروبي أو متأسلم إخواني أو وهابي في المغرب، أن يفرض علي قناعاته الإيديولوجية، ويتحدث باسمي. من حقهم التضامن مع فلسطين، ولكن ليس من حقهم الحديث باسم كل المغاربة، من حقهم المطالبة بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، ومن حقي أن أطالب بطرد سفير الكيان الفلسطيني خارج المغرب، من حقهم التضامن مع فلسطين ومن حقي التضامن مع إسرائيل.



#محمد_أزناكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة معاصرة في عقد ازدياد -الحركة الوطنية-.. او ظهير 16 ماي ...


المزيد.....




- لماذا خسرت إسرائيل سردية الحرب في غزة؟ بلينكن يجيب
- قضاة أميركيون يقاطعون خريجي جامعة كولومبيا بسبب المظاهرات ال ...
- طلاب بريطانيون يتضامنون مع أقرانهم في أميركا بالاحتجاجات الد ...
- البنتاغون: نأخذ بعين الاعتبار إمكانية وقوع معداتنا في أيدي ر ...
- رئيس كوبا يبدأ بزيارة عمل لروسيا
- البنتاغون: القوات الأمريكية والروسية تتمركزان في نفس القاعدة ...
- رئيس إقليم كردستان العراق: أمن إيران من أمن الإقليم
- رمي قاصر بسكين على مستوى الرأس شمال شرق الجزائر
- غوتيريش يحذر: اجتياح إسرائيل لرفح سيكون أمرا لا يحتمل
- وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أزناكي - الحركة الأمازيغية والقضية الفلسطينية.. مقال توضيحي