أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد محروس - أكذوبة اليسار الإسرائيلي














المزيد.....

أكذوبة اليسار الإسرائيلي


محمد محروس

الحوار المتمدن-العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    




اليسار الإسرائيلي لا يختلف كثيرا عن اليمين الإسرائيلي في موقفه من القضية الفلسطينية والصهيونية. فاليسار الإسرائيلي يؤمن بشرعية وجود دولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية، ويرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ويرى أن حل الدولتين هو الحل الممكن للصراع. كما أن اليسار الإسرائيلي يشارك في حروب وعدوان إسرائيل على الفلسطينيين والعرب، ولا يعارض سياسات الاستيطان والتهويد والتمييز.

فاليسار الاسرائيلي شارك في حكومات قامت بقمع الفلسطينيين من قبل، ولا يزال يشارك في بعض الأحيان. فمنذ عام 1948، شاركت أحزاب يسارية مثل حزب العمل وحزب ميرتس في تشكيل حكومات ائتلافية مع أحزاب يمينية أو وسطية، ودعمت سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين، سواء في الأراضي المحتلة قبل67 او بعدها في المستوطنات التي بنيت على أراضي التي احتلت عام 67.

مثلاً، حزب العمل كان في الحكم في حرب 1967 التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء، وكذلك في حرب 1973 التي دافعت فيها إسرائيل عن احتلالها لهذه الأراضي. كما شارك حزب العمل في حرب لبنان عام 1982 التي قصفت فيها إسرائيل بيروت وقتلت آلاف المدنيين وشارك حزب العمل في انتفاضة الحجارة عام 1987 التي قمعت فيها إسرائيل انتفاضة شعبية فلسطينية ضد الاحتلال. وشارك حزب العمل في حرب الخليج عام 1991 التي هددت فيها إسرائيل بضرب العراق بالأسلحة النووية.

وشارك حزب ميرتس، الذي يُعتبر أكثر تقدمية من حزب العمل، في حكومات قامت بقمع الفلسطينيين أيضاً. فكان حزب ميرتس في حكومة رابين التي وقَّعت اتفاقات أوسلو عام 1993، والتي لم تُنهِ احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، بل سمحت لإسرائيل بالاستمرار في بناء المستوطنات والجدار الفاصل. وكذلك كان حزب ميرتس في حكومة باراك التي شنَّت حربًا على لبنان عام 1996، والتي فشلت في تحقيق سلام مع سوريا والفلسطينيين. وهذه بعض من الأمثلة على مشاركة اليسار الإسرائيلي في حكومات قامت بقمع الفلسطينيين من قبل.

بعض المحللين يرون أن اليسار الإسرائيلي تضاءل دوره وتأثيره في الساحة السياسية بسبب انحداره من قوة سياسية مهيمنة إلى أحزاب مهددة بالزوال ويرجعون ذلك إلى عدة عوامل، منها فشل اتفاقات أوسلو التي كان يدعمها، وانتشار ثقافة الخوف والأمن بين المجتمع الإسرائيلي، وانتقادات من قبل جزء من قاعدته بسبب تخليه عن المبادئ الاجتماعية والديمقراطية، وانضمامه إلى حكومات يمينية. كما أن بعض ناخبي اليسار قد انتقلوا إلى دعم أحزاب أخرى، مثل حزب أبيض أزرق المعارض، أو حتى التحالف المشترك للأحزاب العربية.

ولكن هل يمكن اعتبار اليسار الاسرائيلي جزءا من حل القضية الفلسطينية خصوصا إذا عرفنا ان اليسار الاسرائيلي لم يتحرر من قيود الصهيونية، ولا يزال يحمل بعض المسؤولية عن استمرار الاحتلال والظلم والعنف ضد الشعب الفلسطيني. فاليسار الإسرائيلي، حتى في أكثر تياراته تقدمية وانفتاحية، يقبل بوجود دولة إسرائيل كدولة قومية يهودية، ولدت من رحم الصهيونية ويرفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين. كما أن اليسار الإسرائيلي، في معظمه، يستخدم لغة التسامح والحوار والشراكة مع الفلسطينيين، دون أن يطالب بإنهاء الاستعمار والتمييز والقمع. وبذلك، يشارك في تبرير وتغطية سياسات الدولة الإسرائيلية التي تهدف إلى تثبيت وتوسيع نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

أن الصهيونية هي نتيجة للتناقضات الداخلية للنظام الرأسمالي، وأنها تعكس مصالح الطبقة البرجوازية اليهودية، التي تسعى إلى توسيع رأسمالها وسوقها، على حساب الطبقة العاملة والشعوب المستضعفة. الصهيونية هي جزء من استراتيجية الإمبريالية الغربية، التي تستخدم اليهود كأداة للاستيلاء على فلسطين، وتحويلها إلى قاعدة عسكرية واقتصادية لتأمين مصالحها في المنطقة. كما أن الصهيونية تستفيد من التضارب بين المصالح بين طبقات المجتمع اليهودي، فتجذب إليها طبقات متوسطة وفقيرة من اليهود تعاني من التمييز والفقر في أوروبا، وتوهمها بأن حل مشكلاتها هو في الهجرة إلى فلسطين، وإقامة دولة يهودية. بذلك، تضعف من قدرة هذه الطبقات على التضامن مع طبقات مشابهة من شعوب أخرى، وتخضعها لخدمة مشروع استعماري.

إذا فلا يمكن بأي حال من الاحوال اعتبار اليسار الاسرائيلي المعترف بقيام الدولة الصهيونية والرافض لحق عودة الفلسطينيين هو جزءا من حل القضية الفلسطينية.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيدهم، عمال مصر يواجهون النهب والإفقار والاستبداد.. الاشت ...
- 1848: مدرسة ماركس في الثورة
- الواقع البائس في مسلسل “لعبة الحبار”.. واقع المجتمع الحديث
- الحراك الجماهيري والثورة: إعادة إحياء سؤال التمثيل
- هيجل والتاريخ والثورة
- كيف هزمت الثورة الروسية الأوبئة؟
- نعوم تشومسكي: العالم يتغير، وهذه مهمتنا، فهل نحن مستعدون؟
- السعودية من الأمر بالمعروف إلى رعاية حقوق المرأة
- مشروع ترامب للاستيلاء على ثروة العراق مقابل إعمارها


المزيد.....




- ترامب يهدد وسائل إعلام أمريكية برفع دعاوى قضائية بسبب التقار ...
- ما الذي يميّز أسبوع الموضة الرجالي في باريس هذا العام؟
- دور قوات قطر والـ120 ثانية قبل وصول صواريخ إيران لقاعدة العد ...
- -حفظ ماء الوجه-.. ضجة يشعلها خامنئي بإعلان -الانتصار- على أم ...
- مؤشرات جديدة على مدى تضرر المنشآت النووية الإيرانية، ورغبة إ ...
- -أطفال حسب الطلب-.. قفزة علمية نحو كتابة الشيفرة الوراثية وس ...
- حتى أفريقيا تتأثر بصراعات الشرق الأوسط!
- واشنطن تخصص تمويلا بقيمة 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية ...
- المبعوث الأميركي إلى سوريا: دمشق تجري محادثات بهدوء مع إسرائ ...
- مواجهات مع مستوطنين في نابلس واقتحامات جديدة بكفر مالك


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد محروس - أكذوبة اليسار الإسرائيلي