أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جدو سامى - محاكمة حتحور وخونسو - 1















المزيد.....



محاكمة حتحور وخونسو - 1


جدو سامى
كاتب وباحث وروائى متنور ومؤمن بالحريات الجنسيةوالدينية والابداعية والفكرية كاملة


الحوار المتمدن-العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 10:51
المحور: الادب والفن
    


محاكمة حتحور وخونسو

بقلم جدو سامى سمسم المسمسم احمد بن تحتمس. الحكيم الروح
امبراطور الحلم الممتد دائما حول السنين والنجوم المتجنب حياة مليئة بالدموع الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته
رسول امونرع وزوجته واولادهما اى رسول روح العلمانية واللادينية

الفصل الاول

تحركت حتحور بنت نفرتارى حتشبسوت وخونسو بن تحتمس خوفو فى الزنزانة التى فتح بابها الان. وجذبهما الجنود الغلاظ وجعلا يمشيان والاغلال تثقل اقدامهما واعناقهما وايديهما. متجهين نحو قاعة المحكمة المنعقدة للحكم عليهما فى القضايا الكثيرة التى يتهمان فيها من قبل الحكومات العربية والاسلامية الشرقاوسطية مجتمعة. ومن رئيس بلادهما المنقلب كشعبه على امونرع واولاده وعلى ملوك مصر من الاسرة الاولى حتى الثلاثين. والمنقلب كشعبه وشيوخه على القيم الغربية والحريات الغربية الكاملة والمضطهد الاقليات وعلى المثليين. والمتجاهل كشعبه كافة الالعاب الاولمبية ماعدا كرة القدم.

حين دخلا المحكمة. وجدا عدة قضاة جالسين على المنصة. ونادى الحاجب معرفا بالقضاة. القاضى ألف مندوبا عن المسلمين العرب. والقاضى باء مندوبا عن العلمانيين العرب وموقعهم الحوار المتمدن. والقاضى جيم مندوبا عن اللادينيين العرب ومنتداهم اراب اثيست نتوورك. والقاضى دال مندوبا عن النسونجية العرب ومنتداهم نسونجى.

قال رئيس القضاة وهو القاضى ألف. فالاسلام يعلو ولا يعلى عليه ومن تحته الباقون احذية فى قدميه وهم مجرد مذهب اسلامى متمرد قليلا لكنه يتسم بنفس التقاليد البدوية الشرقية العربية. قال القاضى ألف. حتحور وخونسو. انتما متهمان بالترويج للاباحية وبنشر كتابات لا تعد ادبا ولا ابداعا. وبتشويه صورة الملحدين العرب. كما انكم تتدخلون فى عمل ادارة النسونجية وتخترقون قوانينها بالابتعاد عن الدين والسياسة فى قصصكما الايروتيكية.

قالت حتحور. بعد خلافاتكم الطويلة وذبحكم بعضكم البعض اليوم تتفقون علينا على قمع حرية الراى والتعبير والابداع. قال القاضى باء. اى ابداع هذا انت لا تكتبين سوى كتابات متدنية المستوى وعليك ان تحمدى الله اننا نقبل بنشرها عندنا اصلا ونحن احرار نحذف مما تكتبين عندنا ما نشاء. وكثير من القراء والكتاب اشتكوا من كتاباتك الاباحية.

وهنا شردت حتحور وخونسو الوسيم شبيه تمثال توت عنخ امون خونسو الشهير. شردا فى بداية هذه الاحداث كلها.

جلس بطليموس يلهث بعدما اتم عمله فى دكان النجارة الذى يملكه تحت منزله العتيق. واخذ يتحسس شعره الاشيب. واقترب منه ولده الصغير رمسيس احمس فعانقه وقبله ووضعه على حجره. قال. يا بابا شيلنى. فنهض بطليموس ووضع فخذى ابنه الصغير على كتفيه وسار به فى درب الجماميز حول دكانه. حتى بلغ السيدة زينب وعاد الى الحلمية الجديدة والسيوفية وسبيل ام عباس ثم عاد الى دكانه بدرب الجماميز وصعد بابنه السلالم الى منزله. كان نجارا يداه تلف فى حرير ونحاتا بارعا على الخشب صنع صندوق انوبيس وفوقه انوبيس بدقة ومهارة لعدد من زبائنه اضافة لنحته الاويما. فتح باب المنزل ذى الضلفتين والشراعتين ذوات القضبان الحديدية الجميلة التزيينية والسقف العالى. قالت له ابنته حتحور وهو يدخل حاملا اخيها الصغير على كتفيه. اهلا يا بابا. وحشتنا. قال لها. بسرعة كده دانا كنت لسه معاكم الصبح وامبارح واول.

وجاءت الام الشابة اللطيفة ارسينوى برنيكى ترحب ايضا بابنها وزوجها. سمع الاربعة فجاة قعقعة هائلة. خرجوا يركضون الى الاسفل. ونظروا الى السماء الى مصدر القعقعة العالية الشديدة. وجدوا لا شئ ولكن استمرت القعقعة. قالت حتحور. لماذا ننظر الى السماء يا بابا. لعل الصوت من مكان اخر على الارض. قال لها بطليموس باصرار. لا لا انا اعرف مصدر الصوت انه من الاعلى من السماء. قالت ارسينوى. ولكن ما هو . قال رمسيس احمس. نعم ما هو يا بابا. قال. لا ادرى. دعونا ننتظر ونرى. ووضع الاربعة ايديهم على اذانهم من شدة علو القعقعة. ثم ظهر ما يشبه انفتاح او انشقاق فى السماء وتغير لونها من الازرقاق والاشراق الى الاسوداد وسمعوا اصوات رعود وبروق. ثم اظلام تام كالعمى. قالوا لبعضهم. اين انت يا حتحور. قالت. انا هنا يا ابى. اين انت يا بطليموس. انا هنا يا ارسينوى. وهكذا. ثم احسوا بشئ ثقيل يسقط عليهم او بينهم وسط الظلام والعماء. قالت حتحور. ما هذا. من انت. سمعوا صوت تاوه ذكورى وهمهمة تبدو صادرة من شاب. قالت ارسينوى. يا الهى انه شاب. وانه عار امسكت اوووف. فجاة هدات اصوات البروق والرعود والقعقعة وبدات غيوم السماء السوداء والظلمة التى نزلت على الارض بالانقشاع تدريجيا كانها تخرج منصرفة من خلال ثقب ابرة. واصبح الجو مغبش والرؤية لا تزال ضبابية جدا وشبه منعدمة. بدا الاربعة يرون بعضهم كالاشباح ووجدوا شبحا خامسا ملق على الارض. لم يميزوا اشكالهم ولا وجوههم ولا وجه الشبح. مرت ربع ساعة اخرى حتى عاد نور النهار. كان شابا بالفعل. وكان عاريا لكنه لما راهم وراى نفسه حصل شئ عجيب كأنما تكون على جسده جلد اضافى او بذلة كبذلات الغوص محبوكة ملتصقة بجسده كله تستر عريه بغلاف قماشى مطاطى ما عدا راسه طبعا. ابتسمت ارسينوى وتبادلت النظرات مع حتحور بخيبة امل لان عريه كان جميلا مثل وجهه الصبوح. تبعتها دهشة من الزى الذى يستر جسده الان. من اين اتى. من المستقبل ام الماضى ام من كوكب بعيد او كون موازى. بدا الشاب الكلام. اين انا. بلغة ما. ثم تدارك وقالها بالعامية المصرية العربية انا فين. ثم قال. انا مين. واغمى عليه قبل ان يتلقى الرد. قالت حتحور. خذه يا ابى من البرد ولنصعد به لاعلى لعل امه وابيه الان قلقان عليه.

وبالفعل حمل والد حتحور الفتى الشاب وصعد به الى منزلهم العتيق وانامه على سرير فى غرفة الضيوف. بينما هرعت حتحور وارسينوى خلفه ومعهم رمسيس احمس. وجدت حتحور يد الفتى الوسيم الحليق الوجه الناعم الشعر مقبوضة على شئ ما. حاولت فتحها بصعوبة. فوجدت لوحين صغيرين متعرجى الحواف من المرمر الابيض. اخذتهما وقربتهما من نظرها فوجدت نقوشا عليهما بلغة غريبة اهى عبرية او انجليزية او هندية او يابانية. لا تدرى. وتساءلت فى حيرة بصوت عال مع امها حتحور. يا ترى من يكون هذا الفتى يا ماما. ما جنسيته. من اين اتى. ما سره. من عصرنا وبلدنا وكوكبنا ام من اين اتى. يا له من غامض ووسيم وساحر. ضحكت امها وقالت. كفاك مياصة وثرثرة يا بنت. هيا لنتركه يرتاح الان. لم يلحظ احد اللوحين المرمريين الصغيرين فى يد حتحور. اخفتهما حتحور فى طيات ملابسها المنزلية بيجامتها. قرب قلبها وبين نهديها.

فى الصباح التالى كان الفتى جالسا حين دخلت عليه حتحور بالافطار. قالت. مرحى هلليلويا لقد صحوت. الن تخبرنى من انت ومن اين اتيت. كان الفتى حائرا يدور براسه وعيونه فى ارجاء المكان. ثم قال لها ببطء وهو يتفرس فى ملامحها. لا ادرى لا ادرى. كفاك اسئلة ارجوك. واجهش بالبكاء. هرعت نحوه وربتت على ظهره. قالت. لا لا تبكى. يا عزيزى. ثم شعرت بغصة فى حلقها وحرقة فى قلبها اذ علمت الان انه فاقد للذاكرة. لن تعلم ابدا من هو ومن اين اتى وما قصته. ولكن ذلك زاده جاذبية وغموضا. انه مثل صفحة بيضاء ولكن بياضها مهدد ولن يدوم طويلا. قالت له. تناول فطورك. ثم الا تحب ان نتمشى قليلا فى ارجاء القاهرة. قال. ما القاهرة ؟ قالت. المدينة العاصمة المصرية التى نحيا بها وبها منزلنا هذا. انها جميلة. يا سيد غامض. ثم ضحكت.

نظر الفتى الى حتحور كليوبترا. لا يعرف اسمها ولا تعرف اسمه ولا يعرف هو نفسه اسمه ولا جنسيته ولا زمنه. وكأنها قرأت افكاره وما يدور فى خلده. قالت. اسمى حتحور. بنت بطليموس وارسينوى. وهذان اللذان رايتهما معى هما والداى بطليموس وارسينوى وهذا الولد الصغير اخى رمسيس احمس. لنختر لك اسما. ما رايك باسكندر او قيصر. لا لا. لا اراه لائقا عليك. نسميك تحتمس. لا بل امنمحات. لا بل سنوسرت. خوفو ؟. لا... حسنا. اسميك خونسو ايها الوسيم شبيه تمثال توت عنخ امون. خونسو بن خوفو بن امونرع. هو اسم مؤقت حتى تستعيد ذاكرتك... ثم القمته لقمة لقمة من ودن القطة من الفول المدمس واطعمته البصل. واخذ ياكل بشهية من اصابعها ويتاملها واخذت حتحور تضحك.

فلما فرغ خونسو من تناول فطوره. نهضت حتحور الى نتيجة او تقويم او روزنامة الحائط ونزعت ورقة الامس. وكان اليوم هو 10 يناير 2018. قال الفتى. اود الذهاب الى الحمام. التفتت اليه حتحور بشعرها الاسود الطويل الغزير المموج قليلا ثم اشارت الى الحمام. فنهض الفتى ببذلته العجيبة الملتصقة بجسده. قالت. ما هذه البذلة ؟ قال. لا ادرى. ولا ادرى كيف اخلعها. فوجئ بالبذلة حين قال اخلعها. قد زالت عن جسده العارى تماما. فغطت حتحور وجهها بيديها على الفور كيلا تراه عاريا. قال الفتى فى خجل. انا اسف. لا اعلم ماذا جرى. قالت حتحور. انها تستجيب لصوتك كما هو واضح حين قلت اخلعها وواضح انها ذكية تستوعب ما تريده. غريبة جدا. على كل حال. انتظر هنا حتى اتيك باحدى بيجامات بابا الكستور. وغيارا داخليا له. وانصرفت حتحور مسرعة وهى تختلس النظرات خفية لجسد الفتى البدين الممتلئ وثعلبه الضخم. واسرعت الى غرفة ابيها الذى كان قد نزل الى دكانه ووجدت امها ارسينوى ترتب الفراش والبطانيات والغرفة. اتجهت الى خزانة او دولاب الملابس. واخذت منه بيجاما لابيها. وغيارا او ملابس داخلية. قالت ارسينوى. لماذا تاخذين هذه البيجاما يا حتحور ؟ قالت حتحور. للفتى يا ماما. لقد زالت البذلة الضيقة اياها عن جسده واصبح عاريا. قالت ارسينوى. قدميها له دون ان تدخلى الغرفة. فهمت ؟ لا تضعى النار جوار البنزين. قالت حتحور. حسنا يا امى. ثم عادت الى غرفة الضيوف وقالت للفتى خونسو. تفضل البيجاما والغيار. يا خونسو. ومدت يدها دون ان تدخل. قال لها فى سذاجة لماذا لا تاتين. قالت له. لا يجوز وماما ترفض دخولى. ارتدى اولا الغيار ثم البيجاما. تناول الفتى الملابس لا يدرى ما يفعل بها. واختلست حتحور النظرات له. ثم قالت. الفانلة البيضاء ذات الحمالات ترتديها من راسك بين الحمالتين والماركة الملونة تكون على قفاك. اما القطعة السفلية فترتديها من قدميك واستكها يصبح عند خصرك. والبيجاما الجزء ذو الازرار او الجاكتة ارتديه عبر ذراعيك فى مكانهما المخصص. وزرر الازرار. والنصف الاخر هو البنطلون ترتديه عبر قدميك على طول ساقيك. وهى تكتم ضحكة. كأنها تعلم طفلا الف باء الحياة.

اخيرا تمكن الفتى من ارتداء الغيار و البيجاما. وابتسمت حتحور وقالت. مقاس بابا بالضبط. كانت حتحور رشيقة وليست بدينة. مثل مراهقة امريكية سنا وهيئة ومياصة ولهجة. وكانت اذا وقفت جوار او تخيلت نفسها جوار خونسو تشكل معه زوجا رومانسيا غريبا. هى رشيقة وهو بدين. لكنها انجذبت له من اول نظرة.

ذهب الفتى الى الحمام ولبى نداء الطبيعة واراح امعاءه. ثم عاد الى الغرفة. قالت له حتحور. هيا بنا الان لنتمشى. يا ماما سننزل انا وخونسو للتنزه قليلا. حسنا ؟

قالت ارسينوى برنيكى من بعيد. من خونسو ؟؟ قالت حتحور. هو اسم الفتى. قالت. اها. من هو اذن ؟ ومن اين اتى ؟ قالت حتحور. ساحكى لك حين عودتنا. بااااى. وكانت حتحور قد اخذت بعض ملابس خروج والدها بطليموس ليرتديها خونسو. وارتدت حتحور ملابس خروجها. توب استرتش ابيض وبنطلون جينز ازرق وجاكت بنى فاتح فرائى الياقة وحذاء بووت اسود طويل عالى الكعب. قالت له مازحة. اكرمك الان لكى تكرمنى فى عيد ميلادى. قال خونسو. ومتى عيد ميلادك يا حتحت ؟ ضحكت وامسكت يده بقوة وسارا متجاورين نازلين على السلالم. وقالت. على طول كده بتدلعنى. ماشى. عيد ميلادى فى نص مايو.

التقيا بابيها حين خرجا من المنزل فى دكانه. حياهما وهو يقطع بعض الخشب بمنشاره. فردا التحية. قال. الى اين انتما ذاهبان. قالت حتحور. ساريه القاهرة لنغير جوا وارفه عنه قليلا. كان والدا متحررا لم يمانع خروجها مع هذا الشاب خصوصا انه شعر بحاسته السادسة وحدسه بانه فتى طيب ومحترم ويامن على ابنته معه. قال. تصحبكما السلامة. طمئنينى من وقت لاخر بهاتفك المحمول الذكى. وبالفعل سارت حتحور وخونسو متجاورين وقد بدا عليه التوتر قليلا مما يعتريه من حيرة ومن فقدان الذاكرة وخوف. لكنه فوجئ بيد حتحور الحانية تمسك يده بقوة مثل ام تطمئن ابنها وتقودها الى بر الامان وسط العواصف والمخاوف. احبت ان تريه اولا شوارع الحلمية الجديدة الجميلة باشجارها وتخطيطها الهندسى وهدوئها ولطف اهلها ورقيهم. ومبانيها الرمادية الفاتحة. ثم توجها الى السيدة زينب ومن هناك ركبا اوبر الى كورنيش النيل ماسبيرو. جلسا يتاملان النيل بهدوء. كان خونسو يشعر بالاطمئنان معها اطمئنان الابن بصحبة والده الطيب المثقف الذى يحبه ولا يؤخر له طلبا ولا يجرح مشاعره او يكسر كبرياءه يوما. وتساءل هل والده على قيد الحياة ام متوفى. لو اكتشف لاحقا ان والده متوفى ستالم كثيرا كانه توفى مرتين. كانه توفى لتوه. وتتجدد الاحزان. سيعتبره اذن متوفيا. كان فى حتحور قوة وجراة تشعر وانت معها بالاطمئنان والاعتماد عليها. انها مثل جال جادوت بطلة المراة العجيبة الوندر وومان او مثل سوبروومان او نساء مارفل ودى سى البطلات الخارقات. هكذا هم رجال ونساء برج الثور. طاقة كبرى فى التحمل يعتمد عليهم وتشعر معهم بالاطمئنان مخلصون لك طالما يحبونك. نظر خونسو الى يد حتحور المستلقية على فخذيها وهما جالسين . فراى انه كان على ظهر يدها اليمنى وشم رقيق صغير ملون عبارة عن قرص شمس محاط بقرنين رمز حتحور.

كان وشما جميلا ورقيقا ويليق بها انها الهة الحب الانثوى والرغبة والموسيقى والرقص والفرح والامومة والبلدان الاجنبية. كانت عائلة والدى حتحور من خلفية اسلامية كاغلبية المصريين ولكنهما عائلتان مثقفتان علمانيتان لذلك كانتا تحملان اسماء فرعونية وبطلمية وايضا رومانية ولذلك سميا حتحور بهذا الاسم الجميل. قال خونسو. وشم يدك جميل. ضحكت حتحور وقالت. نعم انه يعجبنى وانا فخورة به. واخذا يتاملان النيل فى جريانه وجمال العمارات المحيطة به. ويستمعان الى السيارات والاوتوبيسات خلفهما. ويتاملان مبنى التلفزيون العريق الناصرى. بعد قليل نهضا تقوده حتحور ليسيران على كوبرى قصر النيل ليشاهد معها معالم الجزيرة حديقة الاندلس ومتحف محمود مختار ونقابة الفنانين التشكيليين. وشاهد خونسو تمثال سعد زغلول بانبهار. قررت حتحور اصطحابه عابرين كوبرى قصر النيل مرة اخرى الى التحرير. قطعت لهما تذكرتين ودخلا يشاهدان روائع المتحف المصرى. ثم خرجت حتحور لا تفارق يدها يد خونسو متجهة به عبر شارع محمود بسيونى الى ميدان طلعت حرب ليسيرا قليلا فى شارع طلعت حرب وفى 26 يوليو.

بعدما تنزها فى جانب من القاهرة التى انبهر بها خونسو. عادت به حتحور عند الغروب الى منزلها العتيق واهلها بدرب الجماميز.


المحاكمة
الفصل الثانى
بقلم سمسم المسمسم احمد بن تحتمس
وديانا احمد

كانت حتحور تمسك يد خونسو بقوة وهما يدخلان منزلها العتيق الواسع العالى السقف والعريق السلالم عند الغروب بدرب الجماميز. حين اهتزت يده وسقط لاسفل مغشيا عليه. هبطت حتحور الى جواره فى ذعر. وتحسست خديه وجست نبضه. فوجدته طبيعيا لا سريع ولا بطئ. نادت على ابيها وامها اللذين كانا باعلى المنزل فى شقتهم. وكان ابوها قد اغلق دكانه منذ ساعات. فنزل ابوها. قال. ماذا جرى يا حتحور ؟. قالت. لا ادرى يا ابت. انه اغشى عليه على ما يبدو. قال ابوها بطليموس. حسنا لعله تذكر شيئا فصدم عقله. ثم سنداه وحملاه معا مرتخى الساقين بينهما يضعان ذراعيه على كتفيهما. ويصعدان به السلم الى الشقة العتيقة.

قالت الام ارسينوى برنيكى فى قلق. ما به ؟ يا عينى على شبابه. قال الاب. لا تخافى. هو اغماء بسيط. لعله من استعادته شئ من ذاكرته. او لعله بسبب ضعف عام لديه. سنرى. قالت حتحور. يا ابت لا نريد المخاطرة بحياته فلنستدع له الطبيب. ودخلا فى جدال لوهلة هى ووالدها كل منهما متمسك برايه حتى زفر بطليموس فى استسلام وقال. حسنا يا بنيتى. ساستدعى له الطبيب.

وبالفعل استدعى طبيب العائلة وكان جارهما يسكن فى بركة الفيل. اتى الطبيب يحمل حقيبته وقاده بطليموس الى فراش خونسو. جلس الطبيب على المقعد جوار السرير واخرج السماعة الطبية من الحقيبة واخرج جهاز قياس الضغط الزئبقى. كشف صدر خونسو وتفحصه بالسماعة قليلا ثم قاس ضغطه. بالسوار الذراعى العلوى الضاغط بالنفخ. فتح جفنه المغلق واختبره بمصباح اليد الصغير معه. ثم اخرج دفتر روشتاته. وقال للثلاثة المحيطين بالفراش فى قلق. لا تخافوا. انه اغماء بسيط نتيجة ضعف عام وانيميا. قالت له حتحور. انه فاقد الذاكرة ايضا يا دكتور. قال الطبيب. اهاا ربما لذلك ايضا علاقة بالاغماء ولكن السبب الاساسى الضعف العام. يبدو انه له ايام لم ياكل الا قليلا. حتى ان جسده انحف من الطبيعى. عموما ساكتب له بعض المقويات الجيدة. ونظام غذائى تعملون عليه. بعناية واهتمام. من هو .. اهو قريب لكم ؟ قال بطليموس مقاطعا حتحور التى كانت ستبوح بما جرى. نعم هو قريب من بعيد لنا. سيقيم معنا لبعض الايام لانه سيعمل ويدرس هنا بعيدا عن اهله وقريته. قال الطبيب. حسنا جدا. ثم جذب الروشتة عن الدفتر لتنفصل واعطاها لبطليموس قائلا. اهتموا بتغذيته جدا واعطوه الادوية فى مواعيدها. عمتم مساء. ثم قاده بطليموس الى الباب لينصرف.

جلست حتحور جوار خونسو واجمة تبكى فى هدوء وصمت. قالت لها ارسينوى. كفاك يا فتاة. الم تطمئنى عليه. قالت حتحور. سابقى بقربه يا ماما. لن اتركه وساعتنى بتغذيته وادويته. دعينى جواره الان. قالت ارسينوى. حسنا سانصرف. وانصرفت. ونزلت حتحور تقبل يد خونسو وجبينه وتتحسس شعره فى شفقة. كانت تحسه اخا لها. وصديقا عزيزا. سمعته يهمهم فدنت باذنها منه. سمعته يقول. امبراطور بيزنطة الممتدة من سوريا الى موريتانيا ومن ايطاليا وغاليا الى اسيا الصغرى. شاهنشاه فارس الساسانيين. الممتدة من اشوريستان حتى مشارف الهندستان. ثم سكت.

نزل بطليموس ليشترى الادوية من الصيدلية القريبة. ولم تشعر حتحور بنفسها الا وقد نامت وصحت بالصباح وراسها جوار راس خونسو. كان بطليموس وارسينوى برنيكى يشعران بان خونسو ابنهما ايضا. قالت ارسينوى وهى توقظ حتحور. قومى يا كسلانة يا اللى رجعتى فى كلامك. راح فين كلامك عن التغذية والادوية. تثاءب خونسو وهو يصحو قائلا انا فين. ضحكتا معا. وقالت ارسينوى. انت فى بيت اهلك باباك ومامتك يا خونسو يا حبيبى. يلا قوم عالحمام وبعدها هتاكل فطار الابطال. وتاخد ادويتك. نهض خونسو متثاقلا وقال لحتحور وارسينوى. هو ايه اللى جرى امبارح بعدما اتفسحنا يا حتحت. قصت عليه حتحور ما جرى. وقالت. وكنت بتخرف كمان سمعتك امبارح بتتكلم عن امبراطور بيزنطة وشاهنشاه فارس. انت مؤرخ ولا ايه. بتتكلم عن احداث من 1400 سنة. حك خونسو راسه. مش عارف. انا مؤرخ ؟ قالت حتحور فى سخرية. ولا مسافر عبر الزمن. نظر خونسو اليها بحيرة. ثم قال. مش عارف. بس انا افتكرت بعض الصور او الاحداث. شوية حاجات كده.

ذهب خونسو لتلبية نداء الطبيعة فى الحمام. ثم عاد. وبدا يقص على حتحور ما تذكره من احداث حياته... كان مشهدا عجيبا يلح على عقل خونسو ويطرق باب ذهنه خارجا من صندوق ذاكرته المغلق الصدئ القفل ... اهؤلاء اخوته وذلك الجثمان المسجى جثمان امه.. ولكن اين ابوه. لماذا هو غائب وغير حاضر. لعله توفى قبل والدته اذن. لا تفسير اخر لغيابه فى هذا الظرف الحزين والحدث الجلل. تتلاشى الصورة من عقله وتظهر صورة اخرى .. اخوه الاكبر يردح له هو وزوجته واولاده .. بالترهيب يقف اخواه الاخران مع الاكبر. والذى تتكفل زوجته واولاده باستدعاء بلطجية لطرده بالقوة من شقة والدته التى كتبت نصفها له بوصية والنصف الاخر لاخيه الطيب الاقرب له هدوءا وتفكيرا. كما كتبت شقتها الاخرى الجديدة ايضا بمدينة جديدة اخرى نصفها للاخ الثالث ونصفها للاخ الاكبر. تلك القسمة العادلة التى لم ترق للاكبر الذى خاصم والدتهم وقاطعها لسنوات كثيرة قبل وفاتها وخان مهنته الطبية وواجباته كابن تجاه امه. واتهم امه بالانحياز لخونسو الاصغر واخيه... يتلاشى المشهد ويظهر مشهد اخر بالمحكمة وهى تحكم لصالح وصية الوالدة ويعود خونسو بقوة القانون لشقة والدته ويشترى نصفها الثانى من اخيه الطيب..... يتلاشى المشهد ويظهر مشهد اخر خونسو يتقيا ويسقط على الارض فى شقة والدته الراحلة يتلوى من الالم وسط شماتة وضحكات اولاد اخيه الاكبر وزوجته لقد دسوا له السم وصعدوا الى شقته التمليك الاعلى من شقة والدته ليكسروا بابها ويستولون عليها بوضع اليد ... مشهد وهو مستلق فى المشفى وقد انقذه اخوه الطيب .. تتلاشى المشاهد. وتبكى حتحور من ظلم الاقارب. وخونسو ينتهى من قص حكايته او ما يتذكره من حكايته عليها. قالت حتحور. يا لك من مسكين يا عزيزى. كيف طوعت له نفسه ان يفعل باخيه ذلك.. انها امراته الشريرة واولادها التى ارضعتهم الكراهية ضدك وضد والدتك جدتهم. ولكن الا تتذكر اسماء اخوتك او والدتك. او اين تعيشون. قال خونسو. لا لا اتذكر. قالت حتحور. ولا تدرى ماذا حصل بعد وجودك فى المشفى. قال خونسو. لا لا اتذكر شيئا.

جلست حتحور جوار خونسو تطعمه وتعطيه الفيتامينات فى مواعيدها وتسامره. ثم تناولت من غرفتها كتابا ذى غلاف مخملى موشى بالذهب فى بعض مواضعه يحوى رواية المصرى الاخير لسمسم المسمسم احمد حسن محمد احمد بن تحتمس اضافة لروايته ورواية ديانا احمد رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر بفصولها ال 32 وقصتها التكميلية نعمت وخديجة فصل بوناس المكونة من 8 اجزاء. وجلست لتقرا فيه جوار خونسو الممدد على الفراش. قال لها. ماذا تقراين ؟ قالت ضاحكة. لا هذه امور اكبر من سنك. قال. نحن من عمر متقارب فهى اذن امور اكبر من سنك ايضا يا حتحت. قالت. يا ثرثار غلبتنى. عموما لا استطيع اخبارك الان. حتى تستعيد صحتك لانه كتاب قد يتعب صحتك اكثر مما هى. ساعطيه لك لتقراه ولكن حين تتماثل للشفاء وتستعيد صحتك.

وجد خونسو جواره بطاقة معايدة مكتوب عليه بشكل جميل. مايو مبارك مايو معظم مايو فضيل مايو كريم. بشنس مكرم. سال حتحور عنها فضحكت وقالت. هذا العام رمضان سياتى فى مايو ويونيو. لذلك ولانى مفكرة حرة فريثينكر ولادينية ان شئت القول احب كل البشر قدامى ومحدثين بكافة حضاراتهم واديانهم داعبتنى صديقاتى بهذه المعايدة لعيد ميلادى. اتعلم هذه الصديقة كانت تدعى من قبل فاطمة خميس. ولكنها بعد 2011 والربيع الارهابى الاسلامى. غيرت اسمها الى جبريللا راحيل اليصابات. حبا فى سماحة الكتاب المقدس وعهده الجديد والمسيحية.

قال خونسو. انا لا اتذكر ماذا كانت توجهاتى السياسية والدينية والجنسية ولا مؤهلى الدراسى. ام اننى من الاميين او لم ادخل الجامعة مطلقا. ولا اتذكر ما ديانتى او ما ديانتى السابقة وديانتى الحالية.

قالت حتحور. اذن وحتى فترة تذكرك وعودة ذاكرتك اليك ساعتبرك طالبا جامعيا مثلى. وساعتبرك ايضا عابرا لنور المسيحية الغربية محبا لاديان العالم الرومانية والفرعونية والاغريقية والبابلية والبوذية والكونفوشية والهندوسية والزرادشتية والسيخية والزرادشتية والبهائية والطاوية واليهودية ومحبا للصوفية والشيعية.

قال خونسو. حسنا. يبدو ذلك جميلا. قالت حتحور. اصبر على رزقك ساعلمك الكثير والكثير جدا. قال خونسو. اتطلع بشوق الى ذلك. حسنا اذن متى تؤدين امتحانات الفصل الدراسى الثانى ؟ قالت حتحور. فى اواخر مايو وحتى اواسط يونيو. لا تخف انا اذاكر جيدا ولست ممن يفتحون الكتب الدراسية الجامعية فقط فى شهر الامتحان او ليلة الامتحان. لذلك مراجعة بسيطة خلال الايام القليلة القادمة ستنعش ذاكرتى ومعلوماتى. انا ادرس فى كلية الاثار. ومن هيئتك اشعر انك كنت تدرس فى كلية العلوم او الاداب.

زفر خونسو وقال. لعلى لا اقرا ولا اكتب يا حتحور. ضحكت حتحور وقالت. هذا امر سهل اثباته. خذ هذه الورقة وهذا القلم الجاف. وساتيك بكتاب من كتبى الدراسية. لتقرا وتكتب صفحة منه. ثم نهضت حتحور وركضت لتحضر الكتاب من غرفتها. وعادت به. جلست جوار خونسو مرة اخرى وفتحت الكتاب على صفحة ما فيه. وقالت خونسو وقد ناولته اياه. اقرا. جرب. نظر خونسو الى الحروف والكلمات المتشابكة. تلجلج قليلا. ثم نطق كلمة تلو كلمة وعبارة تلو عبارة. بارتباك اولا ثم بثقة حين راى ابتسامة حتحور ثم تصفيقها له فى النهاية. قالت. ها نحن قد عرفنا انك تستطيع القراءة. فلنرى ان كنت تستطيع الكتابة. اكتب جانبا من الصفحة وارنى. وبالفعل مد خونسو يدا مرتعشة واصابع مرتجفة يمسك بالقلم وينظر الى الصفحة ثم يحرك القلم على الورقة. استطاع ان يكتب. صفقت حتحور مرة اخرى.

قالت له. لم يبق الا ان تذهب معى يوما. حين تستعيد صحتك. لنبحث فى شؤون طلاب جامعة القاهرة لعلك تدرس فيها. والان ساعد لك بعض الطعام ..

وطبخت حتحور بنفسها لوبيا بدمعة الطماطم والارز وصفت اللوبيا من الماء القذر المغلى ليس كنسوة اليوم الفاشلات اللواتى لا يغسلن القلقاس من مخاطه ولا يرمين الماء القذر للوبيا.

اكل خونسو من يد حتحور الممسكة بالملعقة بتلذذ من روعة طبخها. ومر اسبوع استعاد فيه صحته نسبيا. واختلس نظرة على الكتاب المخملى المذهب الذى يحوى روايتى المصرى الاخير ورشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. قرا فى اول الرواية الثانية. ""هذه الرواية التى بقلم سمسم المسمسم احمد بن تحتمس وديانا احمد ومجموعات قصصية ايروتيكية اخرى نقلتها ديانا ولم تكتبها مثل كواكب تتصادم فى كاس من النبيذ الاحمر وقبس تلو قبس من الضوء الاسود وايام متجردة وشهور حافية وليل بازلتى ونهار مرمرى التى حذفها علمانيو الحوار المتمدن وجعلت الاثيستالاراب فى شبكة الاثيسزمالارابيك يشتمونها ويهينون ديانا اشد الاهانات وتعامل معها شوفونى مشرف منتدى نسونجى وزميله البائس ببغاءه سامى تونسى وزعيمهما ذا لجند ضباط المخابرات المصرية السيساويين بالحذف والسخرية والتهجم."".

تعجب خونسو من هذه المقدمة. خصوصا مع عقله المشوش الفاقد الذاكرة حاليا. من هو بالحقيقة وهل له توجهات سياسية او دينية او جنسية مختلفة عن التوجهات العربية السائدة المقززة. نحى الكتاب جانبا كما كان بسرعة حين سمع خطوات حتحور التى تقترب من غرفته. دخلت حاملة معها صينية ملاى بالاطباق طبق الارز وطبق اللوبيا وطبق السلطة الخضراء طماطم وبصل وخيار وخل وزيت. وبعض الكفتة. قالت له. لم احضر ورك فرخة ولا قطعة لحم لانى لاحظت تاففك من اللحم غير المفروم. بعدما اكل وكان اكلا شهيا ولذيذا كانت طاهية ماهرة وليست كنساء مصر 2018. امسكته حتحور من يده ليخرجان من الغرفة ويستمعان الى همسات ابيها وامها. كانا احيانا يختليان بانفسهما. ويملا حتحور الفضول للتصنت عليهما. وكان معظم اختلائهما وهمساتهما حول ميزانية الشهر او طعام الغد. ولكن احيانا تكون همسات عشق وقبلات واحضان. كالتى يحذفها الخلايجة والمصريون 2018 من افلام امريكا ومسلسلات المكسيك وافلام مصر الابيض واسود والسبعينات حيث مصر اليوم انقلبت عن حريتها واعتنقت مع السيسى ومع الربيع المزعوم التعصب الاسلامى السلفى والاخوانى والتركى والعراقى والسعودى والليبى بحجابه وقمعه للحريات حتى حرية الراى وحرية الانترنت والبورن والرقص والقبلات ومشاهد الفراش وكالتى يلومون علاء الاسوانى عليها فى جمهورية كأن.

هذه المرة كان اختلاؤهما لهذا السبب. كانت ارسينوى برنيكى تضحك وهى تلتقم القبلات من زوجها بطليموس وتبادله الاحضان الشرهة وهما شبه عاريين فى الفراش. وقال لها. كم كانت حياتنا لتكون موحشة لولا تبنينا لحتحور الجميلة.

ذهلت حتحور وصعقت من هذه الكلمات. انهارت فجاة ونزلت الدموع غزيرة من عيونها. انصرفت مع خونسو الذى كان مذهولا ايضا. عادت الى غرفته معه بلكية وهداها خونسو وربت على كتفها واحتضنتها. قالت حتحور. لم اكن اعرف. هذا غير معقول. طيلة حياتى ارى بطليموس ابى وارسينوى امى. لا لا ان هذا كابوس. ثم اغشى عليها.

افاقت حتحور على فراش خونسو. وخمنت انه حملها من الارض الى الفراش. قال بعيون قلقة. هل انت بخير يا حتحت. ابواك قادمان. لقد ناديتهما. فى تلك اللحظة دخل بطليموس وارسينوى برنيكى فى قلق الى الحجرة. لم يتسنى لهما ممارسة الحب وكانا الان بكامل ملابسهما. سالاها. ما بك يا بنيتنا. قالت. لا اريد الكلام معكما او النظر اليكما بعد الان. اخرجا من فضلكما ودعانى وحدى. الحا عليها لكنها صممت. وانصرفا. لامها خونسو فقالت. لا شان لك واياك ان تخبرهما بشئ. بعد قليل نامت حتحور ودموعها على خدها. فلما راها خونسو على هذه الحال. نهض متجها الى غرفة ابويها. قالت له ارسينوى. تعال يا بنى. فلما دخل. قالت. ما بها حتحور. اخبرنا لو تعلم. تردد خونسو ولكنه راى ان يعصى حتحور انهما ربياها احسن تربية ولا يستحقان منها هذه المعاملة القاسية. قال. لقد سمعتكما منذ قليل وانتما تتكلمان عن تبنيكما لها.

قالت ارسينوى. اووه يا للهول يا ليسوع المسيح. وامون رع واولاده الابراهيميين والفرس والهنود والرومان والاغريق. حسنا. ثم نظرت لبطليموس نظرة ذات معنى. فقال بطليموس. وكيف حالها الان يا خونسو يا بنى ؟. قال خونسو. هى نائمة الان ودموعها على خدها. قالت ارسينوى يا حبيبتى يا بنتى. لما نقوم نشوفها يا بطليموس. قال بطليموس. لا. فى رايى ندعها ترتاح ما دامت نامت وفى الصباح التالى نكلمها. كانت ارسينوى متعجلة على الحديث مع حتحور ولكن بطليموس قرر ان يترك حتحور لتنام ولتهدا ثم يكلمانها. قال خونسو. ولكن لا تخبرانها انى اخبرتكما. فقد وعدتها وشددت على الا اخبركما. قالت ارسينوى. حسنا يا بنى. ابقى جوارها الان.

الفصل الثالث

مرت الليلة طويلة على ارسينوى خصوصا. وهى تتحرق شوقا للحديث مع حتحور واستبد بها الخوف بل الفزع ان يخسراها للابد هى وبطليموس. وواتتها الوساوس ان تتسلل حتحور هاربة بامتعتها ليلا وتهجرهما ولا يعرفان مكانها للابد. ظلت مؤرقة طيلة الليل تفكر وتخاف وتنتابها احاسيس شتى حرمتها من النوم وابقتها يقظة. حتى هزمها سلطان النوم اخيرا ساعتين قبل الفجر والشروق. افاقت ارسينوى فى الصباح ونهضت من فراشها جوار بطليموس وركضت صوب غرفة خونسو وحتحور. فوجدت خونسو نائما نوما عميقا على مقعد جوار فراش حتحور. والغارقة ايضا فى نوم عميق. ظلت ارسينوى تراقب حتحور لفترة من الزمن لا ندرى ما مدتها ثم وجدت مقعد خونسو قد مال به ساقطا على فراش حتحور. وارتمت راس خونسو على الجانب الفارغ من الفراش ولم يستيقظ وتحرك خلال نومه يتحسس بيده الفراش الناعم وشيئا فشيئا تموضع جسده ليستلقى جوار حتحور. واختبات ارسينوى فى ركن مظلم من الحجرة بجوار دولاب الملابس ووجدت خونسو يفتح عينيه ويرى وضعه الحالى ثم ينظر الى حتحور. قبل خدها وجبينها وربت على شعرها ثم عاد الى نومه. ظلت ارسينوى تراقبهما لفترة. ثم واتى ارسينوى خاطر الانتحار فاسرعت نحو حتحور توكزها بيدها لتوقظها. فافاقت حتحور وقالت. ماذا هناك يا ماما ؟ ثم افاقت اكثر فقالت بلهجة باردة وجفاء واضح وشديد. ماذا هناك. ولم تناديها ماما مرة اخرى. واكتسى وجه حتحور بالصرامة والبرود. ونظرت لوهلة نحو خونسو النائم جوارها. لم تكن تعلم ان خونسو قد نهض من جوارها بالفراش خلال نومها يجاهد النوم ويحاول البقاء يقظا خوفا من ان تستيقظ وتحاول الهروب او ايذاء نفسها. وكانت قد استيقظت بالفعل ووجدته نائما بجوارها وقبلت خده وجبينه ولم تشأ ايقاظه.

انفجرت ارسينوى باكية عندئذ وقالت. اهكذا تعاملين امك التى تحبك يا حتحور ؟ قالت حتحور وقد جلست واستيقظ خونسو فى تكاسل ينظر الى المراتين. انت لست امى. قالت ارسينوى. يا لك من فتاة قاسية وعاقة. كيف تجرؤين على قول ذلك. قالت حتحور. اليست هذه هى الحقيقة. قالت ارسينوى غاضبة. هذا غير صحيح. انت ابنتنا وانا امك وبطليموس ابوك. اتذكر حين شاهدناك وانت بعد طفلة فى العاشرة من عمرك تجلسين على باب خيمة السيد م. صاحب السيرك المتنقل. كم تعلق بك قلبى. وعرفت اننى وانت سنصبح صديقتين للابد وسترتبط روحى بروحك .. شعرت انك ابنتى حقا. اخذتك فى حضنى. ودق قلبك على قلبى. ووجدتك تغمريننى بالقبلات. كانك تعرفيننى منذ سنين. وسمعت منك كلمة ماما. خرجت منك تلقائية طبيعية فطرية. قاطعتها حتحور. من ابى ومن امى اخبرينى. قالت ارسينوى. سالت السيد م. عن ذلك. فقال انه وجدك منذ خمس سنوات متسخة ممزقة الثياب تهيمين على وجهك. فعطف عليك واتخذك ابنة له وعلمك مهنته. اخذتك واخذت صورتك وطفت بها اقسام الشرطة وتحريت كثيرا حتى جاءت المصادفة العجيبة ذات يوم حين كنت ازور ابنة اختى فى مدرستها مدرسة الراهبات الفرنسية. رات رئيسة الراهبات صورتك وسالتنى كيف وصلتنى الصورة. سالتها بدورى. هل تعرفينها هل تعرفين امها واباها. وقصصت عليها ما جرى مع السيد م. صاحب السيرك المتنقل. قالت. ان امك كانت نزيلة فى مستوصف الراهبات الملحق والمجاور للمدرسة فى رمقها الاخير. جاءت فى حالة من الفزع الغريب. وكانت فى مرضها الاخير. لم نعرف من اين اتت وما جنسيتها. او هل اتت من كوكبنا حتى. اخبرتنا ان والدك توفى بعد شهور من ولادتك وانها منذ ذلك الحين فى عذاب وذل وتشرد. حتى انتهى بها المطاف فى المستوصف. توفيت امك. وبقيت الطفلة التى كانت معها اى انت بجانبها ترفضين تناول الطعام وترفضين الابتعاد عنها والسماح لهم بدفنها. حين سالوها قبل وفاتها ما اسمك. قالت نفرتارى... نفرتارى حتشبسوت... هل كان اسما مستعارا تخفى به هويتها الحقيقية او اسمها الحقيقى. لا ادرى. ورئيسة الراهبات ايضا لا تدرى. اخيرا انتزعوك من جوار امك ودفنوها جوار الدير والكنيسة التابعة لهما المدرسة تحت شاهد رخامى وتمثال ملاك يحمل صليبا ضخما جميلا. ارادت الرئيسة الحاقك بالمدرسة لكنك هربت منها وهمت على وجهك فى الشوارع. قالت الرئيسة. هربت منا ولم نعلم عنها شيئا بعدها رغم اننا لم ندخر وسعا وبحثنا عنها كثيرا. وطبعا بقية القصة كانت عند السيد م. ارادت الرئيسة ان اخذك اليها لتكمل تعليمك وتربيتك ولكن لما علمت الرئيسة اننى تبنيتك واتخذتك ابنة لى. قالت حسنا ولكن ارجو منك الحاقها بالمدرسة عندى. وبالفعل هذا ما تم. هذه قصتك. قالت حتحور فى دهشة. اذن الام الرئيسة فيوليت هى التى تعلم كل شئ عن قصتى. كم كنت غارقة فى جهلى وغفلتى. كجهل المصريين ومن حولهم من المدافعين عن ال سعود والسعودية وتركيا اردوغان والاحتلال العربى والسعودى والعثمانى لبلادهم بالامس واليوم. او كجهل ورداءة وتعصب وشر شوفونى مشرف منتدى نسونجى الحاقد والمضطهد لكل صاحب مبدا ولكل علمانى مثقف ضد تعصبه العروبى الاسلامى وكل من ينشر ثقافة علمانية او مسيحية او سياسية او ناقدة للاسلام فى منتداه الضحل السطحى البائس. او كحقد بعض الاثيستسالاراب ايى الاغريقى وغيره بشبكة الاثيسزمالارابيك على ديانا احمد لثقافتها وخيريتها وجراتها الايروتيكية ومبادئها. نفس حقدهم على دينا انور.

ضحكت ارسينوى بعد بكاء وقالت. لسانك طويل دوما يا حتحور يا بنيتى تجاه السفلة. قالت حتحور متجهمة. دعينى وحدى ارجوك. شعرت ارسينوى بالفزع مرة اخرى وتجددت مخاوفها ان تؤذى حتحور نفسها او تهرب من المنزل. قالت تستعطفها. يا بنيتى ليس لنا غيرك وليس لك سوانا. ارجوك لا تفعلى شيئا تندمين عليه فى المستقبل او يضرك. صاحت حتحور غاضبة. دعينى وحدى .. قالت ارسينوى وهى تنهض مسرعة لتنصرف من الحجرة. حسنا حسنا. ونظرت الى خونسو الذاهل الذى لا يريد ان يتدخل تترجاه بعيونها ان يرد حتحور الى رشدها وعقلها. بعد خروجها فتح خونسو فمه محاولا ان يكلم حتحور ويردها الى عقلها. لكنها اشارت له بحزم وقالت له. دعنا نتسلى فى الفيسبوك قليلا ونتفرج على المختلين العرب والمصريين مسلمين واثيستس وعلمانيين.

وبالفعل جلبت حتحور اللابتوب الخاص بها وفتحته وفتحت الفيسبوك. وبدات تتفحص الجروبات العربية والمصرية العلمانية واللادينية والاسلامية والاصدقاء العلمانيين واللادينيين والمسلمين... خاصة المصرية. فالجروبات السورية المنحبكجية اكثر ثقافة ورقيا وفهما للعلمانية والحرية الكاملة. طبعا الجروبات الاسلامية كانت توجهاتها الادعية عمال على بطال. ليس فقط الصفحات الاسلامية الصريحة بل حتى الجروبات والصفحات الاخبارية والعامة والاجتماعية. اما صفحات وبروفايلات العلمانيين والاثيستس العرب والمصريين فكانت متضاربة الافكار للاسف. كثير منهم يهاجم الحرية الجنسية والادب الايروتيكى ويدعو لحجب مواقع البورنوجرافيا. كذلك يهاجمون من يهاجم الحجاب. كذلك يؤيدون ال سعود وتركيا اردوغان وبقاء السعودية ويؤيدون فاروق الاول ويهاجمون عبد الناصر. بصفة عامة حين تفتش الفيسبوك العربى والمصرى ماعدا السورى فلا تجد سوى ضحالة وسطحية. من الصعب ان تجد علوما او فنونا او لغات او اداب.

كانت حتحور جميلة تشعر جين تراها انك امام مشروع نمو مزيج غريب من نجمتى البورن شايلا ستايلز وكارميلا بينج. ولكن كما قلنا كانت لا تزال رشيقة حلوة مثل مراهقة امريكية دلوعة وحلوة.

فى اليوم التالى قررت حتحور ان تصطحب خونسو فى جولة معها فى جامعة القاهرة. وكانت امتحاناتها تبدا فى بدايات يونيو. فلا يزال امامها عدة اسابيع .. ذهبت وخونسو يدا فى يد الى شؤون الطلبة العامة او سجل الجامعة تحت القبة الشهيرة. وتحرت عنه عبر بصمة وجهه بنظام متقدم هناك. لكن لم تعثر له على اثر. قررت التجوال معه فى ارجاء الجامعة كلها حتى انها ذهبت به الى كلية الزراعة خارج الجامعة وكذلك الى كلية الطب بقصر العينى. لعل يتعرف اليه احد اصدقائه مثلا. ولكنها لم تجد احدا يلتفت اليه او يلقى عليه التحية او يعرفه. وبذلك شعرت ان سره كبير.

حين عادا الى المنزل فى درب الجماميز. اخذت حتحور تتصفح لخونسو من جديد ارجاء الانترنت العربى. الملئ بالسلفية والقمع. عرضت عليه حين سالها عن ديانا احمد واخبرها انه قرا ديباجة او مقدمة الكتاب المذهب.

قالت له حتحور. انها لها لقصة. لقد نشرت هذا الكتاب فى لبنان. وهو يهرب الى مصر التسى تسى تهريبا. فمصر اليوم اصبحت شديدة القمع والتعصب الاسلامى بعدما كانت واحة حرية فى عهد مبارك. منذ العام المشؤوم 2011 يا خونسو وما جرى من ثورات مصنوعة امريكيا اوباميا وتركيا اردوغانيا وسعوديا.. ثورات ادعت انها تريد الحرية وانها علمانية ثم اتضح ان شبابها وقادتها اخوان او حلفاء لهم او سلفيون وسرعان ما رفعوا شعارات جمعات قندهار من تطبيق حدود واطلاق لحى وفرض حجاب وتكفير وقمع للاقليات الدينية والجنسية الخ. وخربوا سوريا وليبيا فى حروب اهلية ملتحية اخوانوسلفية مدعومة تركيا وسعوديا واوباميا. وقتلوا القذافى وانشاوا الاحزاب الدينية وخربوا علمانية تونس وحريات وعلمانية مصر ورفعوا الحظر عن الحجاب فى تونس تماما كما اسلموا واخونوا ومسلفوا السودان من قبل على يد البشير وافغانستان الديمقراطية الاشتراكية والصومال ونيجيريا وباكستان وايران والعراق واليمن.

فى هذه الاوضاع المتردية انخدع المصريون برجل عسكرى وزير دفاع عينه محمد مرسى الاخوانى. وهو من عائلة اخوانية معروفة. ادعى لاحقا انه ضد الاخوان بعد عزله مرسى انقاذا للاسلام كما قال وليس انقاذا لمصر. فى عهده شهدت البلاد تغول الازهر والسلفيين وتقلص حريات الراى والتعبير والكتابة والفن وبيع جزر مصرية للسعودية وتلميع لاعب كرة تافه جاهل ملتح ابنته تدعى مكة فتأمل تماما مثلما يسمون اليوم جويرية وريتال وغيرها من الاسماء السلفية المتعصبة فدماغهم كلها تعصب اسلامى قح لا فن ولا حريات ولا تنوير ولا علوم ولا اداب ولا لغات ولا قيم غربية ولا اى شئ. وزج قضاء التسى تسى ومحاموه فنانات وكتاب ومتنورين ولادينيين وعلمانيين ومصلحين اسلاميين كثيرين فى السجن بتهمتين متخلفتين اكل عليهما الدهر وشربا توضح لك مدى التخلف والفكر البدوى الخيمى العربى الاسلامى الذى يحكم مصر. اتضح ان التسى تسى هو الاخوانى الاستبن او الاحتياطى او الخطة باء البديلة اذا فشلت خطة مرسى. وتستمر اخونة ومسلفة واسلمة مصر على يده ويد ازهره وحزب نوره السلفى بمباركة الشعب المستشيخ جدا جدا.

واستطردت حتحور بعدما سكتت قليلا قائلة. وسط هذه الاوضاع. ظنت السيدة ديانا احمد ومعها صديقها سمسم المسمسم احمد بن تحتمس ان اللايرلجيوس او الاثيستسالاراب بمنتداهم وموقع الحوار المتمدن سيعاملونها باحترام وترحاب ويحتضنون موهبتها كونها بعدما كتبت كثيرا فى السياسة والعلوم والسينما والرومانسية واللادينية والعلمانية. قررت ان تكتب فى الادب الايروتيكى وقامت بجمع مجموعات قصصية مثل كواكب تتصادم فى كاس من النبيذ الاحمر وقبس تلو قبس من الضوء الاسود وايام متجردة وشهور حافية وليل بازلتى مولاسى ونهار مرمرى حليبى. وكتبت رواية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر من 32 فصل كما كتبت لها قصة تكميلية بعنوان نعمت وخديجة فصل بوناس من 8 فصول. ففوجئت بانهم يحذفون كواكب وقبس من الحوار المتمدن. وفوجئت بكم من السباب والتهجم والمطالبات بازالة اعمالها الايروتيكية من قسم الادب بمنتدى الاثيسزمالارابيك. كما فوجئت من قبل بدكتاتورية شوفونى مشرف قصص منتدى نسونجى المسنود والمدعوم من مدير المنتدى ذا لجند. ليقمع كل ثقافة او ابداع حقيقى وتنويرى وعلمانى. وكل تنوير سياسى ولادينى وكل نقد لوحشية وبشاعة الاسلام. لقد تغيرت الظروف كما فى فيلم اجورا. الحوار المتمدن ونسونجى ومنتدى الاثيسزمالارابيك بعد الربيع العربى المزعوم. ليس كقبل الربيع. اليوم وبفضل اوباما والتسى تسى واردوغان وقطر والسعودية لم يعد للحريات مكان فى جمهوريات اسلامية وليدة منذ 2011 لمدى غير معلوم فى مصر وتونس وليبيا وسوريا حتى. لذلك قوبلت بسخرية وقمع وتجريح وسفالة وحذف ومقص رقيب فى تلك الجهات الثلاث. انهم يريدون دفنها ودفن موهبتها حقدا شديدا منهم على ايمانها الكامل بالقيم الغربية والحريات الجنسية والدينية واللادينية والسياسية وحرية الراى والتعبير . وماذا تنتظر يا خونسو من اثيستس عرب يدعمون السعودية وتركيا اردوغان وفاروق الاول ويهاجمون بشار الاسد ويهاجمون المثليين ويدعمون الربيع العربى ويطالبون بحجب المواقع الاباحية ويهاجمون كل كاتب علمانى او تنويرى يجنح للكتابة احيانا فى الادب الايروتيكى وعن نجمات البورن الشهيرات. انهم يريدون تجفيف منبع موهبتها كما انهم يابسون بور لا موهبة لديهم اطلاقا. اما شوفونى المتعصب اسلاميا بشدة فهو يحذف كل كلمة اسلامية او سياسية او علمانية من اى قصة تنشر ويضايق كل كاتب وكاتبة يقدمون ما هو ايروتيكى لكن مختلف عن الكتابات المقززة التى تروق له ويقوم بتثبيتها لاسابيع او شهور... واخر ما فعله كان تشجيع كاتب من فرقته على اهانة المسيحيين بقصة تدور بين ذكر الفا مسلم مع صديقه مينا القبطى وام مينا واخت مينا وزوجة مينا. فشوفونى هو مسلم مثالى يهاجم اتباع الاديان الاخرى ويسمح باهانة الاديان الاخرى لكنه لا يسمح ابدا بالمساس بالاسلام. شوفونى هو عبد الفتاح التسى تسى الخاص بمنتدى نسونجى. نفس الضحالة الثقافية وقمع كل راى مختلف. وفرض رايه ومراقبة القصص بمقص رقيب عجيب ومتشدد جدا. مما يجعل الكثيرين يغادرون بلا رجعة. او يتم ايقافهم ان لم يغادروا بسياسة تطفيشه وكلامه المسموم معهم هو وببغاءه سامى تونسى. وهو كياد غياظ مدعوم بضوء اخضر وكارت بلانش كامل بلا حدود من مدير المنتدى ذا لجند. ويرفض الاعتذار رغم كثرة اخطائه وتهجماته بحق ولا يبقى معه سوى كل مطبلاتى او منافق او مقزز الذوق مثله. كما انه يفرض ذوقه فيرفض تكريم الكتاب المتنورين مثل السيد كواكب. وتثبيت قصصهم. يثبت فقط القصة اذا كانت تهاجم المسيحيين مثل انا ومينا وامه واخته وزوجته او اذا كانت عن الدياثة على الام او اذا كانت كلها قتل ودم مثل كتابات العضوة المريضة نفسيا المسماة كاتبة جنسية. كما انه يحتفى هذه الايام بفتاة تسرق افكار حبيب الاخوان احمد خالد توفيق وتاتى بكتابات مقززة عن الغوازى والحملة الفرنسية ويهود مصر متقمصة دور المؤرخة وهى لا تفقه شيئا فى كتابة الرواية. ذات مرة نشروا موضوعا هناك عن الكتب التى قراها الاعضاء والمشرفون. كلهم مشرفون ونسونجية مميزون اجمعوا على كتابات انيس منصور وخالد محمد خالد. ضحالة ثقافية كاملة. مجرد رعاع جهلة ومتعصبون اسلاميا ومتاخونون وسلفيون مثل التسى تسى تماما. لا احد منهم قرا لفرج فودة ولا نبيل فياض ولا سيد القمنى ولا مجدى خليل ولا خالد منتصر ولا نضال نعيسة ولا دان براون ولا داروين ولا داوكنز ولا طه حسين ولا سلامة موسى. لا احد منهم شاهد حامد عبد الصمد او الاخ رشيد. لا احد منهم شاهد او اعجبه فيلم ارض العميان او بومباى 1995 او بروس المايتى. لا احد منهم ينتقد التقاليد البدوية الشرقية وبشاعة الاسلام. لا احد منهم يؤمن بالحريات الكاملة الغربية ولا بالعلمانية ولا بالثقافة الكاملة ولا بالتنوير السياسى والدينى ولا باحترام الاديان الاخرى. بل يؤمنون بتعظيم الاسلام وتسفيه الجنس والاديان الاخرى. وتسفيه البورنوجرافيا الغربية.

قال خونسو. شوقتنى للقائها هذه الديانا احمد هى وصديقها سمسم المسمسم احمد حسن محمد بن تحتمس.

قال خونسو. شوقتنى للقائها هذه الديانا احمد هى وصديقها سمسم المسمسم احمد حسن محمد بن تحتمس. ضحكت حتحور وقالت. ربما ادبر لك لقاء معها يوما ما. لقد التقت بى باعجوبة. فهى محتجبة عن الانظار ولم يرها احد سواى. كان لى شرف اول لقاء معها. ومع صديقها سمسم المسمسم.

ثم قالت حتحور. هيا لاعد لك الغداء. ومن ثم سنشاهد معا اروع 3 افلام مما يتناسب مع البؤس الذى نحياه على يد السعوديين واتراك اردوغان والاخوان والسلفيين والتسى تسى والبرادعى والربيع المزعوم: كيوب. برينس اوف داركنيس. و 15 دقيقة. كما ساقرا قليلا فى قصة "اميرة فى الاسر" للكاتبة ليلى احمدد. وساقرا قليلا فى ديكنز ودوماس. وشامبليون واندرو لانج وخطب عبد الناصر. وبعض روائع ليتروتيكا. ثم وضعت جوار خونسو فازتين او مزهريتين ذات زهور بلاستيكية وحريرية متعددة الالوان جميلة حمراء وزرقاء وبنفسجية وبيضاء وصفراء ووردية واوراق خضراء. قالت له. جميلة الزهور البلاستيكية والحريرية ميزتها انها بجمال الطبيعية ولكن تمتاز عنها بانها لا تذبل ولا تموت فى غضون ايام بل تبقى للابد او على الاقل لفترة طويلة جدا. ثم استطردت وهى تعبث بالزهور وتنسقها وتتاكد من خلوها من التراب. ديانا احمد ترى ان نجمات البورن هن قطع من السكر او مكعبات سكر قصب مصرى وبرازيلى هاهاهاها. لانهن يفدن ويمتعن المشاهدين والمشاهدات باجمل انواع المتعة فى الدنيا بكافة غرائبها حتى الجانج بانج والخمسين فطيرة قشدة. كذلك عالم الادب الايروتيكى فى موقعى ليتروتيكا و ايه اس اس تى ار وروايات الجيب الايروتيكية الامريكية من سبعينات وثمانينات القرن العشرين. ديانا احمد ترى ان كل مجالات التعليم ايضا هى قطع من السكر علوم بحتة او انسانيات او فنون او اداب او لغات خصوصا الكلاسيكيات حتى القرن العشرين. العلمانية والتنوير مكعبات سكر. مونيكا بيلوتشى وكيت ونسليت وروز بايرن واليشيا سيلفرستون ومارلين مونرو واندى مكدويل وغيرهن من ممثلات وممثلى السينما الامريكية بكافة اجناسها جينريز والصينية الهونجكونجية والمسلسلات المكسيكية والسورية هن مكعبات سكر. وبرطمانات مولاس.

قال خونسو. اشعر بالفة مع كلامك يا حتحت. كاننى سمعته من قبل او كاننى اؤمن به. من انا يا ترى. من كنت. وما جنسيتى واهلى. هل انا من هذا الكوكب حتى ؟ ثم سكت وحتحور تتامله ولا تدرى بما تجيبه. واستطرد ليغير الموضوع قائلا. الا تنوين يا حتحت التصالح مع امك ارسينوى برنيكى. انها تحبك. قاطعته حتحور بنظرة غاضبة فصمت. ثم قالت. انا لم اخطئ حتى اعتذر او اتصالح معها. وهى ليست امى. قال خونسو. بلى هى امك. من ربتك وعاملتك كامك. كما ارى جعلت منك انسانة مثقفة جدا وانثوية جدا. ضحكت حتحور. انت لم ترى اشغالى النسوية التى اتقنها بعد. ذقت طعامى فقط وسمعت افكارى.

فى اليوم التالى. وجد خونسو حتحور تتكلم مع امها وابيها. باقتضاب ورسمية اولا ثم بدات تلين وتضحك معها. فشعر بالارتياح والسرور كثيرا لعودة الامور لمجاربها بينها وبينهما.

اعدت حتحور عدس بجبة لخونسو حين علمت انه يحبه وغمست له ودن قطة تلو اخرى تطعمه منه بالبصل. وهما يشاهدان توم وجيرى. ثم فيلم فير دوت كوم وفيلم ساحر النساء لفريد شوقى.

خلال مشاهدتهما الفيلم بدات صور غريبة تتراءى لعقل خونسو ووجدته حتحور صرخ فجاة واغمى عليه. لما افاق وهى تهزه بقلق. سالته ما بك عزيزى ؟ قال. رايت مشاهد وصور غريبة. رايت امراة شقراء جميلة متوسطة القوام وطويلة تكلمنى بحنان امومى. ثم اختفى المشهد. وظهر مشهد اخر لرجل اشيب يسير جوار هذه المراة وانا طفل صغير ويقفان امام سفارة دولة اجنبية ما. يشيران ويضحكان كما لو كانا حبيبين يتذكران لقاءهما الاول او شقيقين يسترجعان ايام طفولتهما فى مدينة مهجرهما او طفولتهما او مسقط راسهما... لا ادرى. ثم اختفى المشهد. وحل محله مشهد اخر كاننى فى مدينة ما مليئة بالقصور والمبانى العريقة الكلاسيكية والتماثيل البشرية العارية وجوارى فتاة سوداء الشعر سمراء البشرة قليلا تمسك يدى وتركض واركض جوارها وترتدى ملابس غريبة عن ملابس ايامنا هذه كانها من زمن ماض ونضحك وتكلمنى بلغة اجنبية ما.

سكت خونسو للحظة وحتحور تتفرس فى وجهه وتتشرب كل كلمة ينطق بها وتفكر بشفقة وقلق عليه. ثم استطرد بصوت متهدج. من انا يا حتحت ؟ ما عملى ؟ ااكون جاسوسا ام ضابط مخابرات ام مليونير متهتك نسونجى ام عضو فى عصابة اجرامية دولية او اسلامية. ومن هؤلاء الناس الذين اتذكرهم. قالت حتحور. اهدا يا سويتهارت يا هنى يا سويتى. اعتقد ان هذه المشاهد بارقة امل على قرب استعادتك الذاكرة. ثم استطردت. ما رايك لو تاتى معى غدا الى شلتر الحيوانات الاليفة. انا منضمة لجروب انقذ روح حيوان برئ. كانت تريد اخراجه من حالته تلك. وايضا تعرفه المزيد عن نفسها وانشطتها وصديقاتها. انقطعت الكهرباء وساد الظلام لكن حتحور اسرعت بجلب الشمعدان الجميل واشعلت شموعه بل جلبت شمعدانين او ثلاثة. احدهم كالمينوراه والثانى مثلث الشكل مفرغ والرابع ثلاثى الشموع تقليدى. واشعلت شموعها جميعا. قال لها خونسو. لديكم تحف جميلة نادرة. قالت حتحور. لو بحثت عنها فى مصر كلها الان لن تجدها. لقد اصبحنا من فشل لفشل ولا عراقة ولا فن ولا انتاج. مشروعهم القومى الزواج بلهفة والانجاب بفظاعة ثم يشتكون من الفقر وتضيع هواياتهم ولا يخرج منهم مبدع فنى او رياضى او موسيقى او كاتب حقيقى. اضافة للقمع الاسلامى والجنسى والسياسى.

فى اليوم التالى اصطحبت حتحور خونسو الى شلتر الحيوانات الاليفة. حيث التقت حتحور بزميلات وزملاء لها فى الشلتر. وبدات تسال عن حال الحيوانات وهى القطط والكلاب وبعض الحيوانات الاخرى وليس بالضرورة ان تكون قططا منزلية بل منها قطط بلدية. فاجبنها عن اسئلتها. واخذت تتفحص الوافدين الجدد فى الاقفاص. وتتابع تغذيتهم وشرابهم. وخونسو ينصت باهتمام ويشاهد ما تقوم به حتحور وزملاؤها من مهام. حتى انها اشركته فى رعاية قطيطة صغيرة اعجبته. واخذ يربت عليها وهى تموء فى ضعف. جعلته مسؤولا عن تنظيفها ورعايتها واطعامها لوقت قصير.

وحين خرجت مع خونسو من الشلتر. بعدما امضيا فيه نحو الساعة سالته ما رايك. قال. لقد نسيت همومى كلها حين نزلت معك يا حتحت. ونسيتها اكثر وامتلات سعادة واملا وانا اقف معك فى الشلتر واعتنى بهذه القطيطة. ثم تشنج خونسو فجاة وسقط ارضا شبه مغشيا عليه واخذ جسده يتشنج كله. صرخت حتحور تستنجد باحد ولكن المكان كان خاليا ولا احد حولهما اطلاقا. ظل خونسو فى هذه الحال لنحو عشر دقائق وخرج الزبد من فمه. اخذت حتحور تبكى وتصرخ وهى لا تدرى ماذا تفعل وبمن تستنجد. ثم تذكرت هاتفها المحمول الذكى. فاخذت تفتش عنه فى حقيبة يدها بجنون وهى تعدل شعرها المموج قليلا الجميل المصرى وتحاول مسح دموعها. وكادت تهاتف اباها او ترسل له موقعهما بالجى بى اس لياتيهما بسرعة. لكنها سمعت خونسو يقول فى ضعف. اين انا. ماذا جرى يا حتحت. قالت. حمدا لامونرع واولاده القدامى والحاليين الابراهيميين والرومان والاغريق والفرس والهنود والبابليين على سلامتك. لقد اغمى عليك قليلا وكنت تتشنج كالمصروع. وحكت له صراخها وما كادت ان تفعله الان. قال خونسو وقد جلس على الارض يلهث. لقد شاهدت اشياء اخرى يا حتحت. قالت حتحور. ماذا شاهدت يا حبيب حتحت. قال. لقد شاهدت نفسى جالسا اتكلم مع صديق اخر يرتدى قبعة اسطوانية طويلة سوداء ويرتدى معطف طويل اسود وله اجنحة على الظهر. نتكلم بلغة غريبة امام نهر ووراءنا منازل ملونة وغريبة الشكل. قالت حتحور. ارسمها لى يا خونسو. واخرجت ورقة وقلم رصاص من حقيبتها. رسم خونسو البيوت بشكل سريع وكذلك النهر. وكنائس بالخلفية. قالت له حتحور. اظنها بمدينة اوروبية. الم تر شيئا اخر. قال. شاهدت بعض المراكب وعليها راية ثلاثية الالوان بالعرض اسود وابيض واحمر. قالت حتحور. هذا يشبه علمنا علم مصر. لكن معكوس. هل انت واثق من الالوان وترتيبها. ربما هو هنا فى مصر. قال خونسو. لا. انا واثق من الالوان واللغة ايضا غريبة. ولم اشاهد هذا فقط. قالت حتحور. وماذا شاهدت ايضا. قال. تغير المشهد ليصبح بيوتا كبيوت ريفية شاهدتها فى الافلام المصرية التى اريتنى بعضها يا حتحت. ولكن الناس يرتدون جونلات كتان وشعورهم مصففة بشكل مختلف ونصفهم العلوى عارى. والنساء يرتدين ما يشبه الجلباب الكتانى الابيض ولكن مكشكش وشعورهم مصففة بشكل غريب. وفى نهاية هذه القرية او المدينة شاهدت صروحا تشبه صروح معبد الاقصر. وتغير المشهد مرة ثالثة ورايت نفسى انكلم مع عدة نساء ورجال يرتدون الشعر الابيض المستعار ويرتدون قبعات مثل قبعات نابليون بونابرت الذى اريتنى اياه فى الفيلم التاريخى الوثائقى الذى شاهدناه بالامس ويرتدون ملابس ذات اكمام دانتيل وجوارب بيضاء طويلة واحذية صغيرة غريبة. وكنا فى قاعة مليئة بالتماثيل الجميلة واللوحات كما لو كانت فى قصر. وايضا يتكلمون لغة غريبة وفى الركن رجل يبدو كانه جندى او حارس يقف ممسكا رمح فى اعلاه راية زرقاء منقوش عليها زهور ذهبية كل زهرة ثلاثية الشكل. ثم تغير المشهد ورايت نفسى جالسا فى ما يشبه الحمام واسع ورخامى. وحولى رجال اشيبون وشباب يتكلمون معى ويرتدون جلابيب كتانية بيضاء مزينة باطار بنى اللون بما يشبه درجات السلم وعلى المكان حرس يرتدون جونلة حمراء او جلبابا احمر قصير وقصير الاكمام يعلوه درع معدنى صدرى وبطنى منقوش وله شراشيب معدنية ايضا وعلى رؤوسهم خوذات ذات شعر خيل احمر كالفرشاة.

قالت حتحور. فى الحقيقة ما تقوله غريب حقا. وما رايته غريب. كانك عشت فى عصور شتى. هذا غريب وغير منطقى ولا مفهوم. اتكون ممثلا سينمائيا ربما يا خونسو. ام يكون تناسخ ارواح. على كل حال انهض الان لئلا نلفت النظر وهيا نعود الى المنزل. وبالفعل نهض خونسو ويده فى يد حتحور. وانصرفا الى منزلها. دخلت حتحور تسبقه الى غرفته وفتحت الضلف الزجاجية ثم الشيش. فانارت شمس العصارى الغرفة بضوء جميل. قالت لخونسو وهو يستريح على الفراش. كل عام وانت بخير. شهر رمضان على الابواب. وبصراحة انا واسرتى لا علاقة لنا به من قريب ولا بعيد. هل تعرف رمضان يا خونسو. قال خونسو. لا لا اظن. ولكن حين ذكرت هذه الكلمة شعرت بضيق شديد فجائى لا ادرى ما سببه. ضحكت حتحور وقالت. يبدو انك شقى مثلى ولن تتعبنى هاهاها. على كل حال هذا شعور فطرى ومنطقى وطبيعى فوراء الكلمة قمع حريات وسجن وقانون ازدراء اديان وخدش حياء. ووراء الكلمة ايضا شوفونى السيكوباتى مشرف قصص منتدى ايروتيكى يسمى منتدى نسونجى الذى يتعبد برمضان ويتوقف عن النشاط ككاتب او مشرف. وبغير رمضان تراه مسلما غيورا جدا ومتعصبا يحذف من قصص الكتاب الايروتيكية اى كلمة تمس السلفية والاخوانية والتعصب الاسلامى او حتى مجرد كلمة الحمد لله او رحمه الله او وقوع القصة فى مناسبة اسلامية ما. واى ثقافة علمانية او لادينية او تنويرية او سياسية. ويدعم الاساءة للمسيحيين. بقصص اخرى. ويؤمن بمقص الرقيب. هل شوفونى ضابط امن وطنى مصرى او مجرد ملتحى سلفى اخوانى اردنى يدمر المنتدى من داخله باستعباد كل كاتب جرئ ومثقف وتقريب التافهين والذين لا هدف تنويرى سياسى ودينى وجنسى لهم. وراء كلمة رمضان ستجد غزو الفاروق العادل فوق العدل نفسه واحتلاله الاستيطانى لمصر وسوريا وايران والعراق الخ. ثم يلومون فتى فارسى غيور على حرية بلاده بان قتل المستعمر العربى عمر. ويلعنونه. رمضان يعنى داعش والاخوان والسلفيين وكل التعصب الاسلامى. حتى انهم هذه الايام يريدون تجريده من بعض ما خفف به المصريون وطاته وجفافه ووحشيته الاسلامية من فوازير ومسلسلات يريدونه زرنيخا خالصا بدل تخفيفه بالسكر البودرة.

سكتت حتحور قليلا وتاملت عيون خونسو المتعلقة بوجهها وتركيزه الواضح فى كلماتها رغم عدم فهمه معظمها بسبب ذاكرته المفقودة. واكملت قائلا. عموما وباختصار انا وانت سنقضى رمضان بملله ونوم الشعب طيلة النهار. سنقضيه فى كل نافع على عكس الصائمين طبعا. سنقضيه مع السينما والرسم والنحت .. مع الرياضة بكل انواعها . مع العلوم والفنون والاداب واللغات والعلمانية والحريات الكاملة والقيم الغربية والتنوير. ومع اسيا الصفراء وروسيا. بعيدا عن هؤلاء المتعصبين والنائمين الكسالى.

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الرابع

كان العاشر من مايو هو الموافق لعيد ميلاد حتحور. اخبرت ارسينوى برنيكى خونسو بذلك قبلها بيومين. لعلمها بحب خونسو لحتحور كاخت له وصديقة عزيزة. فتساءل خونسو وتشاور مع ارسينوى حول انسب هدية يهديها لحتحور فى عيد ميلادها. فكرت ارسينوى لفترة وقالت لخونسو. ما رايك ان تنزل معى ونختار لها هدية على ذوقك ؟ قال خونسو. حسنا انا موافق يا طنط. ولكن مع ارشاداتك لانك تعرفين ما تحبه وما تكرهه اكثر منى بالتاكيد. قالت ارسينوى. قل لى يا ماما. انا اعتبرك ابنى. ام انك لا تعتبرنى فى مقام امك. قال. بل اتشرف بذلك يا ط.. يا ماما. وفى اليوم التالى اعطت ارسينوى مبلغا من المال لخونسو ليشترى الهدية المناسبة التى رشحتها له ارسينوى ليقدمها لحتحور فى عيد ميلادها.

بدا رمضان. وانشغلت حتحور بامتحاناتها عن خونسو لنحو منتصف رمضان. حين فرغت من امتحاناتها. منذ ذلك اليوم وكانت تستلقى بالفراش جوار خونسو الذى يقبلها من خدها من ان لاخر فتضحك. ويلتصق بها. وتداعب قدماها قدميه. لكن لا يحاول معها باى شئ اكثر. وهى تقرا له فى نهار رمضان بعضا من كتبها او يشاهدان معا فيلما اجنبيا مما قرات له حتحور عنه فى رواية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. كانا بينهما حب لكنه هادئ يتحكمان به. ويفضلان ان يكون بلا جنس. مجرد احتضان والتصاق وعناق. كاف جدا. تقرا له قليلا من الف ليلة وليلة النسخة الكاملة الايروتيكية. او بعض الفوازير. يشربان بعضا من الخشاف اى البلح المجفف المنقوع فى الماء والسكر. وياكلان بعضا من الكنافة والقطائف. ويلهوان بالفانوس الزينبى الذى اشترياه معا من السيدة زينب بعدما مرا معا على المعز لدين الله ليشاهداه فى اجواء رمضان.

اتى عيد الفطر بسخافة اجازاته وتعطيل المخابز ومحال الخضراوات فيه وشلل الحياة الكامل.. لكن خبزت حتحور حلوى العيد بانواعها واعجبت خونسو مما استمع الى تكبيرات العيد الكاملة التى اعجبته بشدة. فى اليوم التالى او فى ثالث ايام عيد الفطر والشوارع هادئة. وخونسو جالس فى الهواء الطلق جوار والد حتحور بطليموس الذى يقوم بزخرفة بعض الاخشاب زخرفة فنية. حتى فوجئ امامه بفتاة رثة الثياب تسير بصعوبة ظهرت فى الركن فى اخر درب الجماميز وتسير وهى تستند الى الحائط.. كانت متسخة الثياب جدا ومتسخة الوجه.. عندما اقتربت لم تستطع اكمال الطريق وصرخت ثم اغمى عليها. سارع بطليموس وخونسو بالاقتراب منها وحملها الى داخل المنزل. فوجئت ارسينوى وحتحور بهذه الفتاة الغريبة الغامضة المتسخة الوجه والجسد الرثة الثياب التى يحملها ابو حتحور وصديقها الحميم وهى مغمى عليها ويبدو عليها الضعف الشديد والهزال والجوع. كادا ان يرقداها على الفراش بالغرفة ولكن ارسينوى زمجرت لانها ستوسخ الفراش. قالت. من هذه ومن اين اتيتما بهذه المتشردة القذرة المتسولة ؟ قال بطليموس. لا يبدو عليها انها متسولة يا ارسينوى. بل تبدو بنت ناس وبنت عز. ولكن جار عليها الزمن او تعرضت لظروف عصيبة. امونرع واولاده القدامى والمحدثون اعلم بما جرى عليها من خطوب. وجدوا فى يد الفتاة عضة بحجم فك واسنان انسان وقد اسودت. لما راها خونسو فزع من غير سبب واضح له او لاسرة حتحور. ونهض بسرعة يجلب راس ثوم يفصص فصوصها وفوجئت حتحور بسكين محمرة من التسخين بشدة فى يده. دق الثوم فى الهاون الالومنيوم القديم وفركه على العضة فى يد الفتاة كما اسرع بكى العضة بالسكين وبعد قليل فوجئ الحضور بالعضة والاسوداد والثوم والكى كلها تختفى وتعود اليد الانثوية لطبيعتها.

قالت حتحور فى دهشة وتعجب. انت عملت ايه يا خونسو. وازاى فكرت تعمل كده اصلا. انت بتضحك علينا وعامل انك فاقد للذاكرة ولا ايه. قول بسرعة. نظر خونسو الى وجوه بطليموس وارسينوى وحتحور الناظرة اليه والمحدقة بشدة وتركيز ودهشة قوية واستغراب هائل وتساؤل. ثم قال ببطء. وحق امونرع واولاده القدامى والمحدثين وحق الهيروغليفية واليونانية واللاتينية والهندية والصينية والفارسية والسريانية والامازيغية انا لا ادرى كيف عرفت ذلك. ولا ادرى ما بها. ارجوكم صدقونى. ارجوك صدقينى يا حتحور انا لا احتمل نظرة الشك والريبة التى فى عيونك انها تمزقنى من الداخل. احتارت حتحور هل تصدقه ام تصدق شكوكها التى تخبرها انه يخفى شيئا ويدعى شيئا. قالت حتحور. حسنا انا اصدقك يا خونسو ولكن كيف عرفت .. لابد ان لكما صلة ببعض او من نفس المكان او البلد. لعلك طبيب يا خونسو. قال خونسو فى حيرة حقيقية. لا ادرى يا حتحور حقا. قالت حتحور. ولكنى لم ارى طبيبا يستعمل هذه الوسائل البدائية ثوم و سكين محماة.

قالت ارسينوى. حسنا. والان ماذا نفعل بهذه الفتاة. الا نبلغ الشرطة لعل اهلها يفتقدونها الان او يبحثون عنها. او لعل وراءها مصيبة لا نعلم عنها شيئا. قال بطليموس ناهرا زوجته. اسكتى يا امراة. انها فتاة مسكينة خذيها وحمميها. هيا. وادخلى معها يا حتحور ساعديها. قالت ارسينوى وهى تمصمص شفتيها. حسنا. شعر خونسو بالخجل وشعر بان ارسينوى تحمله فى صمت مسؤولية وجود هذه الفتاة فى بيتها. كانت الفتاة عظمها واضح وبارز قليلة اللحم. كما يقولون جلد على عظم. ليس عن رشاقة بل كما لو كانت تعانى من مجاعة كمجاعات افريقيا. وعيونها غائرة ... رفعت ارسينوى الفتاة واوقفتها ووضعت ذراع الفتاة حول عنقها وذراعها الاخرى حول عنق حتحور. سارتا بها صوب الحمام. ولما دخل الثلاثة. اغلقت حتحور الباب خلفها بعنف. بعد قليل خرجت حتحور ممسكة ملابس الفتاة المتسخة الممزقة الرثة فى يدها وذهبت الى المطبخ لترميها فى سلة المهملات. ودخلت غرفتها واحضرت قميص نوم منزلى من قمصانها فقد كان مقاس الفتاة شبيه بمقاسها. وحملته ودخلت الى الحمام. سمع خونسو وبطليموس صوت المياه واللوفة والفرشاة لوقت طويل ثم فى النهاية. توقف صوت المياه. وبعد قليل خرجت حتحور وارسينوى تسندان بينهما الفتاة. وتذهبان بها الى غرفة الضيوف الثانية فقد كان المنزل 4 غرف وصالة. غرفة لبطليموس وارسينوى وغرفة لحتحور. وغرفة لخونسو وغرفة للفتاة.

ارقدتاها على الفراش. ذهل خونسو من هيئة الفتاة النظيفة الان. كانت بيضاء منيرة ساطعة بشكل غير عادى وشعرها الاسود فاحم لامع ناعم وطويل جدا ولمعانه غير عادى لكن وجهها وان بدا فيه بعض الحسن والفتنة. الا انه قد شوهه غوران العيون وبروز عظامه وعظام جسدها بصفة عامة. وتساءل وهو يقف يتامل الفتاة والام وابنتها تنسحبان خارجتين من الغرفة .. تساؤل عن سرها كما تساءل كيف سيكون شكلها حين تسمن وتتغذى وتستعيد رونقها وإزهارها وصحتها. هل ستنهض ام ستبقى فى غيبوبة للابد. هل هى سليمة معافاة ام تعانى من مرض عضال خفى لا نعلمه. كل هذه الاسئلة دارت بخلد خونسو.

استلقى خونسو على فراشه وجاءت حتحور لتستلقى جواره بسويتشيرت اخضر وشورت جينز. رغم انهم فى شهر يونيو. الا انها تستطيع فعل ذلك بسبب التكييف الذى عندهم. نزل خونسو وقبل قدميها الجميلتين المطلية الاظافر بالاحمر مثل اظافر يديها. كانت تكره الاوكلادور القردى الاسود المقرف. تماما ككراهيتها لبعض اللادينيين العروبيين المعادين للسريان والكمتيين والامازيغ ولاحياء لغاتهم ولانتاج مسلسلات عن ملوكهم وتاريخهم قبل الغزو العربى الاسلامى والمؤيدين للاسلامى الاخوانى اردوغان والمعادين للحرية الجنسية ولجراة المراة فى الكتابة والمؤيدين للحجاب ولال سعود. والرافضين للسلام مع اسرائيل. والمؤيدين للتقاليد البدوية الشرقية العربية التى تقمع المراة. والمعادين لكشف الغزو العثمانى السلجوقى لبيزنطة وكشف حقيقة الغزو العربى الاسلامى المسمى الفتوحات الاسلامية. ولها معهم صولات وجولات. هم يتهمونها ويحاولون تجريدها من اللادينية والعلمانية. بينما الحقيقة انهم هم الاسلاميون العروبيون المتخفون المدعون العلمانية.

لم تستطع حتحور البقاء بهذه الثياب. فقررت النهوض وفتح ضلفة الدولاب لتستر نفسها وهى تبدل ملابسها لتصبح بكونبليزون ضيق قصير كالتوب الاسترتش ذى الحمالات الرفيعة وبقطعة سفلية كالبكينى. واستلقت مرة اخرى جوار خونسو. لم يتعجب خونسو. فهذه ليست المرة الاولى التى ترتدى فيها حتحور مثل هذه الملابس امام خونسو وتستلقى جواره. كانت علاقتهما غربية شبعانة خالية من سوء نية العرب والمسلمين المكبوتين المقموعين المعتادة. اى نعم بينهما جاذبية جنسية لكنها رزينة يتحكمان بها جيدا ويغمرها ويغلبها حب هادئ ووقور فهذا طبع برج حتحور الترابى اى الثور. وطبع برج خونسو ايضا وان كان اكثر عاطفية ظاهرة وانفعالية وعصبية والذى سيتكشف لنا ما هو برجه لاحقا. كان خونسو لا يطيق بعدها عن الفراش وعن جواره. يحب ان يتامل وجهها ويسمع صوتها وهى تتحدث عن مواقفها فى الجامعة ومع الناس فى السوق. ايضا وهى تقرا له من كتب التاريخ. كان يهيم عشقا بقراءة التاريخ.. الدولة الفاطمية والدولة البيزنطية ومصر الفرعونية ومصر البطلمية والامبراطورية الرومانية والاغريق والاسكندر. وتاريخ اوروبا فى العصور الوسطى والحديث وتاريخ الامريكيتين وحتى الدولة العربية الاسلامية والدولة العباسية والدولة الاموية وتاريخ المغرب والاندلس. كانا كما قلنا بنفس السن تقريبا. 17 سنة. وكانت فى السنة الاولى بالجامعة. متفوقة وبدات الدراسة مبكرا بعام عن اقرانها فالتحقت بالجامعة مبكرا. كانت مراهقة وهو مراهق. وكانت رقتها فى الكلام واناقة ملابسها ونوعيتها وعدم ارتدائها اى حجاب او عباءات. يجعلك لا تفرقها عن اى فتاة مراهقة امريكية ظريفة. غرفتها نفسها بديكوراتها مثل غرفة فتاة مراهقة امريكية اضافة للمسات علمية امريكية مثل نموذج متقن صغير لمكوك الفضاء الامريكى الشهير موضوع على البوفيه. ونموذج معلق فى الهواء للمجموعة الشمسية بشمسها وارضها وكواكبها وحتى القمر. ونموذج صغير لنوع شهير من الديناصورات.

لم يكن خونسو يلقى عليها بعبارات الغزل بل بعبارات الصداقة او يكتفى بقول اشتقت لك حين ذهبت اليوم للكلية. او يقول. اشتقت لحديثك او لمشاهدتنا الافلام معا. فتكتفى حتحور بالابتسام او تقول. وانا ايضا. ولماذا تشتاق انها سويعات قليلة وفى النهاية ساعود جوارك. كانت بينهما صحبة انسانية ورفقة وصداقة متينة تتكون وتنمو يوما بعد يوما كما لو كانت بيتا امريكيا حلوا يبنى طوبة طوبة وحائطا حائطا ودرجة سلم خشبية تلو درجة وعمود درابزين تلو عمود وغرفة تلو غرفة وبلاطة تلو بلاطة ومدخنة وجمالون وعلية. ونافذة تلو نافذة وحديقة امامية وحديقة خلفية وسور ومشاية وباب تلو باب وباب امامى. وكان اشتياقه لحتحور اشتياق عشرة بكسر العين. واشتياق انسان لانسان امضى معه الكثير من الوقت فيحن اليه حين يغيب. وليست مسالة شهوة او جنس. او حتى حب غرامى. اشتياقه لها اكثر دواما ومتانة وشمولية من مجرد اشتياق فتى لفتاة او حبيب لحبيبة او زوج لزوجة.

قالت له حتحور بهدوء. كنت مهتما كثيرا اليوم بهذه الفتاة. ما سرك معها. اخبرنى ولا تخف لن اتضايق. قال خونسو. بصفتى عبيد امونرع واولاده القدامى والمحدثين "عبيد تصغير عبد" او بنى امونرع اولاده "بنى تصغير ابن" وعبيد العلوم والفنون والاداب واللغات والرياضات الاولمبية. فاننى لا اكذب واقول صدقا اننى لا اعرف يا حتحت. هيئتها والعضة حركت شيئا فى ذاكرتى ولكن لا ادرى ما هو. قالت حتحور. لعلها تعجبك. قال خونسو. بل قولى لعلى اشفق عليها. لا اعتقد ان بهيئتها والمجاعة الواضحة التى تركت اثارها عليها يمكنها ان تعجب احدا. وعلى كل حال انا معجب بانسانة واحدة. حتى لو ظهر لاحقا ان لى جيرلفريند او زوجة ساتركها واطلقها وابقى جوار حتحت اللذيذة. احمر وجه حتحور وابتسمت بشكل خفيف ثم اخفت الابتسامة بسرعة وقالت. لا انا لا اخرب البيوت. وحين تستعيد ذاكرتك وترجع الى اهلك ستنسانى وتعود لحياتك. ولو تذكرتنى فانا من الان امنحك الاذن والحرية لتعود لحياتك او حبيبتك. وانا لا اتصور انه ليس لديك حبيبة. فانت وسيم ومهذب وطيب ومثقف.. لابد انك مثقف والا لم تكن لتكترث بما اقرا لك. الان هيا لننام. ولنرى ما سياتى به الغد.

راح الفتى والفتاة فى نوم عميق وهادئ. وراسه على كتفها او صدرها الكاعب الناهد الطرى الثقيل. وفى الصباح استيقظ حتحور الى جواره. كانت مبكرة عنه قليلا وانشط منه. وكأنها لا تذهب لقضاء الحاجة فى الحمام صباحا هذه الفتاة. يا للعجب. بحلول الظهيرة. سمع كل من فى البيت صرخة انثوية قادمة من غرفة الضيوف الثانية. هرع خونسو وحتحور وبطليموس وارسينوى الى حيث الفتاة المجهولة. التى بغيبوبتها الاقرب الى الموت كادت ان تصبح جين دو Jane Doe اى جثة فتاة مجهولة الاسم بالمصطلح الامريكى البوليسى. فوجدوها والحمد لامونرع واولاده قد افاقا. نظرت اليهم بتساؤل واستغراب. ونطقت بكلمات بالانجليزية. اين انا. قالت حتحور. انت فى القاهرة مصر. وجدناك مغشيا عليك ورثة الثياب ومتسخة ومصابة بعضة. من انت ومن اين اتيت. قالت الفتاة. وفى اى عام نحن ؟ قالت حتحور باستغراب. لماذا.. على كل حال نحن فى عام 2018. نهضت الفتاة فجاة وقالت. يااااه ماض. ولكننا كنا فى ماض اقدم واقدم منه من قبل. ثم نظرت الى خونسو بتركيز. وفجاة نهضت وامسكته بقوة. وقالت. انت .. انت .. ثم اغشى عليها مرة اخرى. اعادها بطليموس وخونسو الى الفراش. قرر بطليموس احضار الطبيب لها. وبالفعل جاء الطبيب وفحص الفتاة. قال. هى بحال انيميا شديدة وخطيرة. ساكتب لكم نظام غذائى لابد من الالتزام به بحذافيره. وكذلك مقويات مركزة وفيتامينات. ولن تظهر نتائج ذلك الا بعد شهر من الان. سلام. وانصرف. نزل بطليموس واشترى الادوية والاطعمة. بقيت الفتاة بعد ذلك لنحو اسبوع او اسبوعين تفيق صباحا فيحملها بطليموس وخونسو الى الحمام لتقضى حاجتها وتخرج متحاملة على نفسها فيحملانها من جديد الى غرفة الضيوف الثانية. فى نهاية الاسبوع الثالث تحسنت شهيتها للطعام ودب فيها النشاط نسبيا واصبحت ترفض ان يحملها احد وتتحامل على نفسها وتذهب الى الحمام وتعود. فى تلك الفترة لم يسالها احد عن قصتها. لانها كانت ضعيفة جدا لا تحتمل اى كلام معها. ومع بداية الاسبوع الرابع والاخير من الشهر اصبحت شبه معافاة. جلس حولها ظهرا خونسو وحتحور. سالها. هل يمكننى ان اطرح عليك بعض الاسئلة. ابتسمت الفتاة وقالت. بكل سرور. تفضل. قال خونسو. ما اسمك ؟ قالت. اسمى لمى ديمة. قالت حتحور. ومن اين اتيت ؟ قالت لمى ديمة. انا سورية علوية اسدية. ولكنى كنت اقيم مع اسرتى فى الولايات المتحدة. وازور سورية كل عام لمدة شهر واتجول فيها. قال خونسو. ولماذا اعتبرت عامنا هذا ماضيا ؟ قالت لمى. لو اخبرتكما لن تصدقانى. عموما انا من المستقبل ليس البعيد بعد عدة اعوام من الان. لا استطيع اخباركما باى عام بالضبط. قالت حتحور. وهل تعرفين خونسو ؟ قالت لمى. من خونسو. قالت حتحور. صديقى هذا اسمه خونسو. قالت لمى. لقد ظننته شخصا اعرفه ولكن لا .. بالتاكيد هو مجرد تشابه.

لكن لمى كانت لا تستطيع مقاومة ان تنظر لخونسو بحب جارف وتبدو فى ملامحها انها تعرفه. كانت لمى تفكر فى نفسها. امعقول ان يكون هو. لقد افترقنا ووعدنى بلقاء قريب اقرب مما اتصور. افترقنا وروما تقع هى وعواصم اوروبا كلها تحت سنابك جيش الزومبى الذين كانوا بشرا وتحولوا الى كلاب مسعورة تنقل سعارها وموتها ووحشيتها اللامتناهية بعض الانسان السليم وتجرده من انسانيته. كان الوباء قد انتشر اول ما انتشر فى دول الشوشف او المينا اى الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ومنها عبر المتوسط الى اوروبا. لم ندرى ما جرى لروسيا او امريكا. كنا فى اوروبا فى رحلة شهر مساكنة عسلى بلا زواج نخطط لمستقبل مساكنتنا. حين فوجئنا بهذا الوباء. قال البعض انه بدا بالمريض رقم صفر فى مكة. والبعض قال انه بدا فى القاهرة. كان مصريا ايضا مثل خونسو هذا ويشبهه كانه توامه. العله يكون احمد حبيبى. لا ادرى. لن اكشف امره ها هنا. سانتظر واراقب واتعرف به اكثر. ولكنه لا يعرفنى. ام لعله يتظاهر بذلك فقط لوجوده فى مكان معادى او غير مامون. لن اخبرهما بشئ. حتى اتاكد من حقيقة هذا المكان. فلعلهم يكونوا ممن كانوا السبب فى هذا الوباء وفى الابوكاليبس عام 2045.

كانت حتحور هى الاخرى مرتابة فى هذه الفتاة لمى ديمة. خصوصا من جانب ادعائها عدم معرفتها بخونسو. وقررت بدورها الانتظار والترقب لترى ما قصتها وحقيقتها وما تخفيه. كانت لمى ديمة ايضا فى نفس عمر حتحور وخونسو 17 سنة. ونظر اليها خونسو. وقد تعرى جنباها وجزء من بطنها كما فى يوم عثوره هو وبطليموس عليها. ولكن شتان كم اختلفت وفرق الامر. الان لم تعد عظام حوضها بارزة ولم تعد ضلوعها بارزة وبطنها هابطة غائرة لاسفل. الان امتلا جسدها وبطنها وبدات تستعيد انسانيتها وانوثتها.. كانت تمتلئ اغراء وجاذبية حيوانية حسية غير عادية فى نظر خونسو .. قالت حتحور فجاة. لعلمك لقد كانت يدك معضوضة ومسودة. شحب وجه لمى ديمة على الفور ثم بدا عليه الاستغراب وتورد حين استطردت حتحور وهى تراقب ملامح وجهها. ولكن خونسو فعل امرا غريبا له ولنا. دق بصلا فى هاون وضغطه على يدك ثم كواها بسكين محماة فاختفت العضة كان لم تكن واستردت يدك لونها الطبيعى.

عندما سمعت لمى ما قالته لها حتحور اضطربت وقالت وهى تنظر بقوة لخونسو بنظرات متعددة المعانى. هل فعل ذلك ؟ عجبا. لعلك خيل لك ذلك. الم تساليه. قالت حتحور باصرار. لا لم يكن خيالا اطلاقا. لقد رايته وراه ابى وامى ايضا. قالت لمى ديمة باصرار هى الاخرى. لعلها هلوسة جماعية بسبب صدمتكم لرؤيتى على هذه الحال. صمتت حتحور ونظرت الى خونسو الذى ضاق ذرعا بنظراتهما. واشاح بوجهه تهربا من كلتيهما. كان بداخل حتحور بركان من الغضب وكادت ان تنفجر فى وجه خونسو ولمى. وكذلك كانت لمى تتساءل عن سر العلاقة بين خونسو وحتحور. وشعرت بكثير من الغيرة والتساؤل.

قطعت لمى الصمت المخيم على الغرفة قائلة. هل لديكما اسئلة اخرى لانى اود ان ارتاح قليلا. لانى شعرت بالتعب فجاة. نهضت حتحور وهى تمسك يد خونسو بقوة وكانها حركة تلقائية حين شعرت بالتهديد من هذه الفتاة الغامضة لعلاقتهما الوطيدة. وقال خونسو. سنتركك لترتاحى سلام. ردت لمى بهيام موجه له. سلام. وكادت ان تلفظ يا حبيبى. لكنها تراجعت بصعوبة.


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الخامس

استلقى خونسو فى تلك الليلة جوار حتحور كالعادة.. ونام ثم صرخ فى هداة الليل فزعا من كابوس مما ايقظ حتحور. وسالته عما به. بكى بحرارة وقال. لقد استعدت جانبا مؤلما من ذاكرتى. قالت حتحور وهى تضمه اليها بقوة وتتحسس شعره وتهدئه كام عطوفة. ما هو يا خونسو. خير امونرعم اجعله خير. قال خونسو. لقد رايت ابى وامى يتوفيان. وانا الابن الاصغر. وبعدها وجدت اخوتى الذكور وانا ليس لى اخوات بنات. وجدتهم جاؤوا الى منزل امى ومعهم نساؤهم واولادهم. لم يكونوا يوما يحبوننى او يحبون والديهم. واساؤوا الى امنا كثيرا واتهموها بالظلم وبتفضيلى عليهم وتدليلى وبمنحى منزلى باسمى رغم انهم تزوجوا زيجات فاشلة ليست من مستواهم العلمى ولا من حى محترم بل من احياء عشوائية وعائلات منحطة واجرامية وجاهلة ونساء اقل فى المؤهل العلمى منهم بكثير. وزيجات من وراء ظهر والديهم. وضد ارادة والديهم. وعصيانا لهما.

وجدتهم يهاجموننى باقذع الالفاظ بتحريض من نسائهم الحاقدات المنحطات ويشاركهم فى ذلك اولادهم الذين ارضعتهم امهاتهم الكراهية لامى ولابى ولى. ووجدتهم يهددوننى بالقتل. لانهم يعتبرون مشاركتى لهم فى الميراث بالتساوى معهم وقاحة منى. وقد هاجموا امى من قبل وارادوا منها ان تحرمنى من الميراث طالما انها منحتنى منزلا باسمى ولم تمنحهم. طردونى من منزل امى. وبقيت فى منزلى. واحتلوا منزل امى بوضع اليد. بل وطالبونى بالتنازل عن منزلى لهم والا جلبوا بلطجية لطردى فهو ليس من حقى كما يقولون بل من حقهم واتهموا امهم بالظلم. لكننى قدمت فيهم بلاغا للشرطة التى طردتهم مع اخذ تعهد منهم بعدم التعرض لى او للمنزل حتى يتم تقسيم الانصبة شرعيا عبر المحكمة. فجاة وانا فى عملى اخذت امراة زميلة لى تتقرب منى وتتودد الى. وفى احد الايام والمكتب خال الا منا نحن الاثنين اصرت على ان تعزمنى على طعام وشراب. رفضت فى بادئ الامر لكن مع اصرارها. وافقت. وذهبنا الى احد المطاعم. كانت ترفع يدها ذات الخاتم ذى الفص الكبير الغريب فوق اطباق طعامى وكوب شرابى. وبعد عودتى للمنزل. ونومى. ايقظتنى الام مبرحة فى بطنى وتقيات دما. وكدت ان اموت من التسمم لولا عناية امونرع واولاده القدامى والحاليون بى. حيث خرجت من منزل امى اتحامل على نفسى حتى سقطت امام منزل رجل كبير السن بعمر والدى اعتبره استاذى وابى الثانى وكان استاذى بالجامعة بالفعل وكان يحيا فى نفس العمارة التى اسكن بها ويقع بها منزل امى ومنزلى الذى منحته لى. يحيا مع امراته الطيبة وابنته وابنه الشباب. طرقت الباب بصعوبة ففتحت لى ابنته طالبة الجامعة. والتى كانت تكن لى بعض المشاعر من طرف واحد. فنادت على ابيها فى فزع ولوعة وهى تسالنى. ما بك يا استاذ. كنت غارقا فى دمى وداخلا فى غيبوبة موت. ولم استطع رؤيتها ولا سماعها ولا الرد عليها وفقدت ادراكى ووعيى واصبحت على شفا الوفاة. واظلمت الدنيا امامى.

لكننى فوجئت بنفسى مسجى على فراش ابيض وثير فى غرفة بمستشفى ومن حولى يجلس استاذى وابى الثانى وزوجته الطيبة زينات وابنتهما طالبة الجامعة واخوها الاصغر منها. قالت الفتاة بشوق وهيام. حمدالله عالسلامة يا استاذ. الدكتور طمنا ان حالتك استقرت. تعرف انك دخلت العناية المركزة اسبوعين واتنقل لك دم. ومين غير سمية - تقصد نفسها - ودمها ينفعوا مع دمك الشربات. نطقت بصعوبة. متشكر يا سمسمة الربوب ميحرمونيش منك ابدا. تعجبت الفتاة من مصطلح الربوب ولم تفهمه ولكنها هزت كتفيها وابتسمت ولم تهتم بسؤالى عن معناه او مغزاه بينما ابتسم استاذى فقد كان مثلى يؤمن بامونرع واولاده القدامى والمحدثين. ومثلكم يا حتحور انت واسرتك وان كنتم اكثر ميلا للمسيحية مع العلمانية والقيم الغربية وبعض البوذية والهندوسية كما اعلم. وقالت زينات. لقد اكتشف الطبيب انك تعرضت لحالة تسمم من الطعام. احدهم دس لك السم. وابلغ الطبيب الشرطة وسياتى محقق الان ليكلمك ما دمت قد استعدت وعيك.

بالفعل يا حتحت اتى المحقق وسالنى بعض الاسئلة. عرف بامر المراة والمطعم. داهمت الشرطة المطعم وحلل الطبيب الشرعى محتويات الاطعمة والاشربة هناك فوجدوها نظيفة وخالية من السم. سالوا الشهود فقال بعضهم انه لاحظ ارتداء المراة التى كانت معى خاتما ضخما بفص كبير. استبعدت ان يكون لها دخل بالامر فهى امراة مهذبة ولم تعاملنى الا بكل ود. لكن الشرطة داهمت العمل وقبضت على المراة التى انهارت واعترفت بكل شئ. لقد جندها اخوتى منذ بداية عملها لتكون جاسوسة على تحركاتى. ثم طالبوها بدس السم واوهموها بانها ستخرج من القضية مثل الشعرة من العجينة. كانت جارة لزوجة اخى الاكبر وصديقة لزوجة الاوسط. ولذلك قامت بكل ذلك اكراما لصداقتها وجيرتها. قبض على المراة وعلى اخوتى ونسائهم واخذوا احكاما مغلظة.

قالت حتحور. ولماذا انت حزين ومتالم يا خونسو. ارمى ورا ضهرك. هؤلاء ليسوا اخوتك هؤلاء خصوم واشرار والحمد لامونرع واولاده القدامى والحاليين انك تخلصت منهم. حبيبى يا خونسو. وضمته حتحور وقلبها ينفطر من اجله. كم عانى وتعذب. اهتز جسده وراسه بين يديها. وعلمت انه يبكى بحرقة كطفل صغير. قالت له. بس يا حبيبى. بس كفاية. انا معاك. عشان خاطرى متزعلش نفسك. وغمرت راسه ووجهه بالقبلات. وانهضته وغسلت وجهه فى الحمام بيدها وبالماء. وعادت به الى غرفته او غرفتهما. ونام وراسه على كتفها وانفه يلمس عنقها.

فى الصباح ودعت حتحور خونسو وقررت الخروج لبعض حاجيات المنزل والتسوق. وقالت له. نحتاج للتفكير فى حل لكى تنضم وتلتحق بالجامعة العام القادم. ولو نزور لك شهادة ميلاد وشهادة ثانوية عامة ما دمت لا تملك ايا منهما ولا تعرف ما اسمك حتى. قال خونسو. ولكن ما يدريك يا حتحت لعلى لم انجح فى الثانوية العامة ولم اتعلم اصلا. قالت. بسيطة ساتى بمناهج الثانوية العامة ولنرى ستفهمها ام لا وتحل تمريناتها ام لا. عندها سنتاكد ولتختر الكلية التى تروق لك.

كانت حتحور خارجة ايضا لتقرا وحدها الاجندة التى عثرت عليها فى ثياب لمى الرثة وفيها مذكرات لمى. وبعيد خروج حتحور مباشرة. سمع خونسو المسترخى على فراشه صوت قعقعة كعب عالى. استغرب فلم يسمع ولم ير ارسينوى ولا حتحور استعملا ابدا حذاء يطقطق هكذا. كانت حتحور معظم احذيتها رياضية. لديها بعض احذية الكعب العالى ولكنها اخبرت خونسو انها لا تحب ارتداءها الا فى الضرورة القصوى والمناسبات الخاصة. وامها ترتدى خفا لا يصدر صوتا. فمن تلك التى تفعل ذلك. توقفت الخطوات وفتح باب غرفته. ودخلت لمى ديمة. تتمايل وهى ترتدى كعبا عاليا من احذية حتحور. وفستانا من فساتينها. وسبقها عطر حتحور الفواح الذى تستعمل ايضا فى المناسبات. كانت لمى تمضغ علكة. وقد ارسلت شعرها الناعم الطويل. وانبهر خونسو بالعطر والاهم بهذه الفتاة التى اختلفت تماما فبعدما كانت هيكلا عظميا خارجة من المقبرة. اصبحت فتاة ممتلئة مفعمة بالمنحنيات والتضاريس والمفاتن مثل حتحور ولكن بجاذبية وهاجة اكبر. تقدمت لمى وعيونها معلقة بعيون خونسو. تتاكد من انه منبهر ومهتم بها. وابتسمت فى انتصار حين راته كذلك. جلست اخيرا على المقعد جوار فراش خونسو. وقالت. صباح الخير يا خونسو. الا تهنئنى بعيد ميلادى الذى فات .. لقد كان فى الرابع من يونيو. جوزائية كما تعلم ملكة كل النساء. وحكيمة النساء. ومدت يدها واخذت تتحسس وجه خونسو وعيونها تحاول السيطرة عليه وصوتها الناعم يفعل الشئ نفسه. ابعد خونسو يدها وقاوم اعجابه الرهيب بها. وقال. كل عام وانت بخير يا لمى. ماذا تريدين منى. جلست لمى وقالت. لماذا تنكر نفسك يا حبيبى. لماذا تنكر نفسك يا احمد. قال خونسو. انا خونسو ولست احمد. وانا فاقد الذاكرة ولا ادرى من انا ولا من اين انا. عندئذ عادت لمى للنهوض وامسكت وجه خونسو تقبله وتضمه لصدرها قائلة. اذن انت احمد ولكنك لا تدرى. قال وهو يبعدها مرة اخرى. يا ست لمى انا مش احمد وحق امونرع واولاده.

قالت لمى. هذا غير معقول. كل هذا الشبه الى حد التطابق. انا لا اعلم لعلك اخوه التوام .. وهو اخفى عنى وجودك. من انت اذن. لعلك نسخته ونسخة روحه فى هذا العصر.

قال خونسو مغيرا الحديث. ما الذى جعلك بهذا الاتساخ والانهاك والثياب الرثة يا لمى ؟ اخبرينى ما قصتك. واين اهلك ؟ قالت لمى. قد لا تصدقنى. على كل حال ساخبرك ولتظننى مجنونة لا يهم. انى اتية من المستقبل بعد اعوام من زمنكم. وقد اجتاح وباء العالم بما يشبه نهاية العالم ويوم القيامة والابوكاليبس. وحكت له لمى ما فكرت فيه فى الفصل السابق. ثم قالت. فجاة اغمى على وسط الانفجارات وهجوم الزومبى. ولم ادر بنفسى الا وانا فى غابات ايطاليا ولكنها متغيرة ومختلفة. سرت على قدمى بلا مؤن ولا بوصلة ولا اى اجهزة تحديد مواقع او هاتف محمول ذكى او حتى خريطة. وظننت نفسى فى نفس عصرى المستقبلى. لذلك تحاشيت المدن وكنت قد تعلمت دروسا فى فن البقاء. وكنت اكل اى شئ اجده امامى اوراق خضراء او حشائش حتى حيوانات نافقة. ظللت اتنقل بريا فى الحر والبرد والمطر والثلوج والغابات والصحارى. وبعض الناس المقيمة فى اكواخ فى وسط اللامكان يساعدوننى ظنا منهم انى متشردة او معاقة ذهنيا.. لا ادرى كم من الايام والشهور سرت لعلى عبرت اوروبا الى تركيا ومنها الى سوريا والاردن.. وهربنى بعض البدو عبر نهر الاردن الى صحراء النقب ومنها الى سيناء والى القاهرة .. لم اعد اقوى على السير والحياة وقلت ادخل القاهرة وليكن ما يكون.. دخلتها على ما يبدو من الجنوب حسب موقعكم الحالى. ووصلت اليكم على اخر رمق. بين الحياة والموت وكنت للموت اقرب. كان الكل هنا يتجنبنى وينظر الى باحتقار ويظن انى متسولة او متشردة او ربما معاقة ذهنيا او مختلة عقليا.

قال خونسو. حكايتك عجيبة صعبة التصديق. ولكننى اصدقها. اشعر بصدقك يا لمى. ولكن هل لديك عائلة. اب وام اقصد ؟. اكتسى وجه لمى بمسحة حزن واختفى مرحها وابتسامتها وقالت. لا ادرى. لقد وعيت على الدنيا فى دار ايتام. وسالت مديرة الدار كثيرا عن ماضيى واصولى فلم تريحنى باجابة شافية. فقط اخبرتنى انهم وجدونى ملفوفة بعلم سوريا الاحمر والابيض والاسود والنجمتين الخضراوين. وتبنتنى اسرة علوية سورية امى فيها هى اخت اعز مدرسة عندى فى دار الايتام بامريكا. هل لفظنى اهلى او تركتنى امى على باب الدار. لا ادرى. ولكن كنت احظى بمعاملة خاصة من المديرة والمدرسين والمدرسات. كن يعاملننى بمحبة وشفقة وحنان غريب.

توقفت عن الكلام بالانجليزية باللهجة الامريكية للمراهقات الامريكيات. وبدات تكلم خونسو باللهجة السورية الحلوة. كان حبيبى المصرى احمد يعشق لهجتى السورية وكلامى بها. حين اود اظهار سعادتى له او ابعث له برسالة انى مستعدة دوما لاسعاده اتكلم باللهجة السورية واتوقفعن الكلام بالانجليزية الامريكية.

فى تلك الليلة قررت حتحور الصعود كعادتها الى سطوح العمارة التى يملكها ابوها. ودعت خونسو لاول مرة للصعود معها. لم تدع حتحور لمى ديمة للصعود. ولم تحاول لمى فرض نفسها فقد كان هناك جفاء وحرب باردة غير معلنة بين الفتاتين بسبب خونسو. صعدت حتحور تتقدم خونسو. والذى حين راى السطوح انبهر. ضحكت حتحور فى سرور حين راته منبهرا. وقالت. لقد جهزت السطوح وزينته وجهزته بالمقاعد كانه كازينو. من اجلك انت يا خونسو. هذه هديتى لك. احببت ان اسعدك بها. كانت حتحور تبهر خونسو كل يوم منذ التقاها او منذ عثرت عليه هو وابوها قرب منزلها بدرب الجماميز. لم تعلم حتحور بعد ولا خونسو باى ديانة يدين ولا اى جنسية يحمل ولا الى اى زمن وكوكب ينتمى. لكنها علمته الكثير عن الاسلام بنسخته السنية المتعصبة السعودية التركية المصرية السلفية الداعشية الاخوانية الازهرية الحالية المؤيدة للحجاب والتكفير وقمع الحريات وتحريم الفنون الخ. وبالتالى عرف ان رمضان السلفى الحالى يقضيه المصريون بالسهر ليلا حتى الفجر. وينامون طيلة ساعات الصيام من الصباح حتى الغروب. من يرى المسلمون بالصاقهم مواعيد صلاتهم وصيامهم بالشمس يظن انهم يعبدون الشمس لا الها محظور تخيل شكله ومحظور الايمان بانه على صورة البشر الها لم يره احد. اما حتحور واسرتها ولانهم متطورون علمانيون متحولون للمسيحية وايضا مؤمنون بامونرع واولاده كلهم حتى اولاده الابراهيميين والهنود والفرس فكانوا مع خونسو ومن قبل خونسو يقضون رمضان بطريقة تختلف عن بقية الشهور وتختلف عن طريقة مسلمى مصر وغيرها المتعصبين فى قضائه. حيث يكثفون فى رمضان من مشاهدتهم للافلام الوثائقية التاريخية والعلمية والفنية. وايضا مشاهدة الافلام البايبلكالية ومشاهدة كرتون نيبون انيمشن وسبيستوون. كانوا يكثفون ايضا من تعلمهم اللغات. وتطبيع ايام رمضان اى علها طبيعية وتغريب ايام رمضان اى جعلها كايام غربية كانه مايو ويونيو مثلا والسلام. يتجاهلون جنون التراويح باغانى محمد منير. ويعيشون كامل نشاطهم نهارا وينامون ليلا كالناس الطبيعيين. كانت حتحور تكثف قراءاتها للكتب والاطلاع وتكثف تعلمها للغات او مشاهدتها للرياضات الاولمبية. او مشاهدة الافلام التى شاهدها رشاد مع امه خديجة فى رواية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. فكانت حتحور واسرتها ينجزون الكثير ثقافيا فى رمضان بينما شعبهم المصرى نائم نهارا وتافه مزعج منشغل فى التوافه ليلامن تراويح الى مسلسلات ومقالب رامز. قرات حتحور لخونسو الكثير من مقالات ديانا احمد بالحوار المتمدن ومنتدى الالحاد العربى وبمدونة ديانا كل شئ له يوم زى السحاب يمشى.

كان ذلك كله يدور بخلد خونسو وهو يمتع عينيه بجمال السطوح خصوصا فى المساء بعد الغروب. يرى النجوم والقمر. والبيوت والشوارع المحيطة منيرة وبعيدة وبالاسفل. يشم عبق الورود التى وضعتها حتحور اليوم. واغشى على خونسو. لما افاق امام عيون حتحور القلقة. قال. الان تذكرت تاريخ ميلادى. انه فى منتصف سبتمبر. ضحكت حتحور. اذن انت عذرائى. اى ترابى مثلى اذن. يصلحان معا جدا لعلمك الثور والعذراء. قال خونسو وهو يحتوى وجه حتحور بين يديه ويقبلها على خديها بجنون. ثور او غير ذلك. انا اعشقك يا حتحور واراك لى ابا واما واختا وزوجة. ربما يقولون ان طبيعة الامور ان تعتمد المراة على الرجل وتستند عليه. ولكننى ربما من نوع استثنائى. وانت قيادية وصحيحة النفس والحالة النفسية. اشعر معك بالامان يا حتحت وبالاطمئنان. استند عليك واراك صخرة صلبة جدا توقفنى دوما على قدمى وتدعمنى. فلا تحرمينى من وجودك جوارى ابدا فمهما كان ماضيى الذى لا اتذكره فلن يحوى امراة اشعرتنى بما اشعرتنى به. وجودك يحمينى ويقوينى. بدونك اشعر انى حلزون رخو بلا قوقعة وبانى انسان من لحم متهدل دون عمود فقرى ولا عظام. لم تتكلم حتحور بل نظرت اليه فقط وضغطت بيدها على يده وكانت نظرتها وضغطتها تعبر على كل رد جميل يتمناه خونسو.

وجدها خونسو قد نقلت شاشة تلفاز مسطحة جديدة وريسيفر مينى الى اعلى السطوح. كما وضعت ايضا لابتوب. اوصلت اللابتوب بالشاشة وشاهدا معا فيلم ليتس ميك لاف لمارلين مونرو. وبعض لقطات مختارة من مالينا وهاو ماتش دو يو لاف مى لمونيكا بيلوتشى. وكليوبترا لاليزابيث تايلور. والسكندر لكولين فيريل. قال خونسو لحتحور. اشعر اننى رايت هذه الممثلات من قبل. قالت حتحور. بالتاكيد شاهدت افلاما لهن قبل فقدانك الذاكرة. قال خونسو. لا يا حتحت بل قابلتهن شخصيا وعشت معهن فترة. بيننا علاقة شخصية. قالت حتحور. هذا مستحيل بينك وبينهن فارق زمنى كبير. وقد توفين منذ سنين. ما عدا مونيكا وهذه كيف ستصل اليها. هؤلاء نجوم لهم وسط خاص بهم ولا يمكن ان يكون لهن علاقة شخصية باحد من العوام العاديين. قال خونسو. رغم ما تقولينه الا اننى اؤكد لك والايام ستبين صدق كلامى. قالت حتحور. لعلك تاثرت بقصة رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. او قصة ميكروباص الغرام.قال خونسو. لا ليس صحيحا. وستثبت لك الايام حين استعيد ذاكرتى كاملة. كانت حتحور ترتدى بلوزة وبنطلون جينز وحافية القدمين.


محاكمة حتحور وخونسو

الفصل السادس

بعد قليل نزلت حتحور وخلفها خونسو من السطوح. ونظرت حتحور نظرة باردة نحو لمى ديمة التى ابتسمت امعانا فى اغاظة حتحور. وقالت لخونسو. اشتقتلك. خاف خونسو من ردة فعل حتحور التى توقفت فجاة ووجد جسدها ينقبض استعدادا للهجوم لكنه سارع بالتربيت عليها وتقبيل خدها وهمس بشئ فى اذنها. فهدات وزفرت غضبا.

دخلت حتحور غرفة الضيوف الاولى ممسكة بيد خونسو. ثم استلقت على الفراش وجوارها خونسو. وارتدت خلف ضلفة الدولاب كومبليزون قصير بحمالات وكولوت بكينى وراحا فى نوم عميق على جنبيهما متواجهين ورؤوسهما متلامسة الجبين. ولم يدريا بوقوف لمى ديمة على الباب تراقبهما لبعض الوقت فى حسد. ثم انصرفت متضايقة.

فى الصباح وبينما يشرب خونسو وحتحور الشاى باللبن. وكانت حتحور ترتدى الان بنطلون فضفاض مخطط كبنطلون البيجامات مع توب استرتش بحمالات رفيعة. دخلت عليهما لمى ديمة والقت عليهما الصباح. صباح الخير خونسو. صباح الخير حتحور. تجهمت شفتا حتحور ان جاز التعبير ثم قالت مكرهة. صباح .. الخير يا .... لمى. قالت لمى. اين اجندتى التى فيها مذكراتى اليومية. قالت حتحور بعصبية. وما شاننا نحن بمذكراتك هل تتهميننا بالسرقة ام ماذا. هدات لمى ديمة نفسها وابتسمت وقالت بصوتها الرقيق العذب الشبيه بصوت مارلين مونرو وكان قوامها يشبهها كثيرا ايضا. مثلما كانت حتحور تشبه امبر هيرد الى حد ما. قالت لمى. ليس هذا قصدى. ربما ساق احدكما الفضول لاستعارتها او قراءتها. اتعرف شيئا عن ذلك يا خونسو. قال خونسو. لا .. لا .... وقاطعته حتحور قائلة. خونسو خونسو. مالك ومال خونسو. يا خطافة الرجالة. ونهضت ثائرة وتعاركت الفتاتان حتى خلصهما خونسو. وكانت كلتاهما الان مشعثة الشعر واثار العض على اجسادهما والجروح على وجهيهما والدم يسيل من جانب فم كل منهما. نهض خونسو وسمع ارسينوى تساله. ماذا جرى يا بنى. لقد سمعت صراخا وضجة. قال خونسو. انه فيلم فقط يا ماما. ثم ذهب الى الحمام ليتناول بعض الشاش والمطهر الديتول او السافلون والقطن. وعاد يخبئهما من ارسينوى برنيكى. ثم اجلس الفتاتين وقال يلومهما. ما هذا الذى فعلتماه وكانكما فتيات من الشوارع.

كانت عيونه تشردان فى جمال لمى ديمة الغريب. الوهاج بفعل برجها المرتبط بعطارد كوكب العقل والجدل والتفكير مثل برجه. واستطاع بصعوبة ابعاد نظره عن وجهها العجيب. كانت تجذبه بطاقة روحية وحسية وعقلية غريبة. بينهما كيمياء غير عادية... لكنه قرر الا يضحى باحساسه بالامان والاطمئنان مع امراة قوية يعتمد عليها يشعر فيها بالاب الذى فقده او لا يعلم ان كان حيا او ميتا ولا يتذكر عن اهله شيئا. وهو يحب حتحور كثيرا حتى وان لم تكن تعبر لفظيا عن الحب. فهى لا تدخر وسعا فى تلبية طلباته. تشترى له كتابا ان اعجبه. او تطهو له حسب طلبه او تشتغل له شغلا نسويا تريكو او كنافاه الخ. او تتنزه معه. كانها ابوه وهو طفلها المدلل.

قالت حتحور فى غضب. الم تسمع ما قالته. قال خونسو. اهدئى يا حتحت. هل تريدين الشجار مرة اخرى ام ماذا. اعتذرا لبعضكما هيا. وانت اخطات يا حتحت. لمى لا تقصد شيئا اليس كذلك يا لمى. نظرت لمى بابتسامة ونظرات خبيثة لخونسو ثم قالت. نعم انا لا اقصد شيئا. اعتذرت الفتاتان لبعضهما. وانهض خونسو حتحور. واخذها الى غرفة اخرى و قال. الم تاخذى اجندتها يا حتحت. قالت حتحور فى غضب. اذن انت ايضا تتهمنى بالسرقة مثلها. خاف خونسو وقال. حسنا. ساسكت. انت حرة. ولكن انصحك تجنبا للمشاكل معها ان تعيدى اليها الاجندة ان كانت معك. لم ترد حتحور واشاحت بوجهها. عادا معا للغرفة ووجدا لمى تمسك الاجندة وتلوح بها قائلة بابتسام. ها هى اجندتى يا خونسو. وجدتها فى خزانة حتحور صديقتك. فاندفعت عندئذ حتحور تهاجم وتشتم لمى. انا لصة يا وقحة. وتبادلتا الشتائم والصفع والتلاكم بالايدى والركل بالارجل. حتى حاول خونسو الفصل بينهما مرة اخرى لكنه تلقى لكمة من حتحور على وجهه مما ادى لتورم واحمرار تحت عينه. وسقط على الفراش واسرعت الفتاتان تعتذران له. وكل منهما تقبل خده القريب لها. قالت حتحور. يقطعنى انا اسفة يا حبيبى. شلت يدى قبل ان تمتد عليك. وشم خونسو رائحة عرق حتحور ورائحة ثيابها المميزة التى تشعره بالامان والاطمئنان دوما فضمها بقوة وقبل خدها وضم لمى ايضا بالذراع الاخرى. لكنه لم يقبلها. قبلته هى. قال خونسو. لعل حتحور حفظت لك الاجندة فقط عند اغمائك وضعفك الشديد حين عثرنا عليك قرب المنزل. اليس كذلك يا حتحت. قالت حتحور. نعم هذا ما حصل فعلا. قال خونسو. يبدو انه على تقسيم وقتى بين غرفة زوجتى حتحت وزوجتى لمى. قالها مازحا لكن حتحور تجهمت. ولمى ضحكت فى جذل. ثم قالت. انا موافقة فماذا عن حتحور. قالت حتحور. اذن الامر على هواك يا خونسو. حسنا لك ما تشاء. قال خونسو. نحن الثلاثة نستلقى فى الفراش وانا بينكما حتى لا تتهمانى بشئ ويكون كل شئ امامكما. وذلك بشكل مؤقت حتى تعثر لمى على حبيبها الحقيقى. لمى ارنب البلاى بوى الجائعة للحب هاهاها. ضحكت لمى. لكن حتحور لم تهتم. قالت لمى وهى تستلقى الان جوارهما والثلاثة كالخارجين من شجار عنيف انطبعت اثاره على وجوههم واجسادهم. الا تريدين معرفة ما فى الاجندة يا حتحور. اشاحت حتحور بوجهها ولم ترد. قال خونسو فى فضول. اخبرينا يا لمى. قالت لمى مبتسمة. دع حتحور تخبرك فقد قرات فيها قليلا. قال خونسو. يا لمى كفى عن استفزاز حتحور. هى كل شئ فى حياتى. ولا تجعلينى اختار بينمما لاننى ساختارها عندها. هى امى وابى وكل شئ. واقنعى بما منحتك اياه من حبى. قالت لمى وهى تزفر. حسنا ساخبركما.

وبدات لمى تحكى ودون حاجة لفتح الاجندة الا احيانا قليلة لتتذكر تفصيلة دقيقة او ما شابه.

قالت لمى. عصركما الحالى هو تمهيد لما جرى علينا من وباء زومبى اسلامى خطير. لقد انتشر فى عصركما الحجاب والعباءات النسائية الخليجية وبعض النقاب. والاهم ان عقل الشعب المصرى قد فقد علمانيته الناصرية فى الملبس والتفكير والحياة. واغرق نفسه واغرقه مبارك ومرسى وطنطاوى والسيسى وثوار يناير 2011 ومثلهم فعل ثوار الربيع العربى المبرمجين اخوانيا وسلفيا واسلاميا. اغرق نفسه فى مستنقع الاستشياخ والدروشة الاسلامية. بل والتعصب الاسلامى الشديد ضد كل فنانة او مبدع او متنور. ضد المسيحى واليهودى والاسرائيلى واللادينى. واصبح الشعب المصرى لا يرى امامه سوى تعصب اسلامى يؤمن به. حتى فى كرة القدم واستغلاله محمد صلاح الملتحى الذى اسمى ابنته مكة .. حتى منتدى نسونجى المنوط به نشر قصص ايروتيكية. تولاه مشرف اردنى داعشى اخوانوسلفى يقمع كل كلمة بحق الاسلام او رمضان او العيد بالسلب او الايجاب فى القصص. ويؤمن بمقص الرقيب.

باختصار. انتم مهدتم لما جرى فى عصرنا واصبحت شعوبكم الشرقاوسطية والشمالافريقية متعطشة للخلافة ومحبة للتكفير والعنصرية الاسلامية واعادة العبودية وتطبيق الحدود. وكارهة للبشرية كلها وللفنون وللاثار وللقيم الاغريقورومانية واليهودومسيحية. وفى عصرنا بدا الامر حين اجتمع بعض الاطباء والعلماء الليبراليين والفاروقيين واليساريين واللادينيين المتعاطفين مع الاخوان والسلفيين والنؤيدين لاردوغان وهيلارى واوباما ومحمد بن سلمان ال سعود فى مصر بعد اكتشاف طريقة لاحياء الموتى والمومياوات بشرط الحصول على الجسد المتوفى سليما لم يتحلل او يتعفن او يصبح عظاما. وكانوا من المتعاطفين مع سيد قطب والمهاجمين لناصر انه اعدمه وقالوا انه مجرد كاتب ومفكر وليس ارهابيا فلا حق له فى اعدامه هكذا. ومن هنا صارحهم او اسر لهم احد الاخوان حديثا بانهم احتفظوا بجسد سيد قطب فى مشرحة تابعة لهم سرا منذ اعدامه حتى اليوم. ويمكنهم تجربة الاكتشاف الجديد عليه. كان احد هؤلاء الاطباء او العلماء يؤمن بحق الاخوان والسلفيين فى تولى المناصب السياسية وتشكيل الاحزاب الدينية. ويدعم حفاظ السيسى على حزب النور السلفى دون حله وكذلك حزب مصر القوية. وكتب بحثا بعنوان. هنيئا لمصر يا سيد قطب .. قال فيه .. لو عشت يا سيد قطب لكنت شعرت بالسعادة بما انجزته مصر من وصاياك وتخليها ومن حولها من الدول عن الجاهلية التى كانت تعيشها ورفضتها انت. اليوم اصبحت السافرات ومن يعملون بالعلمانية الجاهلية قلة قليلة بعدما كانوا اكثرية. الاتحاد السوفيتى والشيوعية انقرضت وزالت ولم يبق سوى بعض الشيوعيين المتحالفين مع الاسلاميين. حتى الجيش والحاكم ملتزمون بمبادئك الاسلامية. وانتصرت داعش السلفية والجيش السورى الحر الاخوانى ولو فكريا فى معركتها فى ليبيا وسوريا وتونس الخ ببركة نبينا محمد. فعد عزيزى الاستاذ سيد. وليعد معك الاستاذ الامام الربانى النورانى حسن البنا. والشيخ ابن عبد الوهاب. وليعد معكم النبى محمد. لنعيد الخلافة التى لن يمانع الان حكامنا ولا شعوبنا من عودتها. ولنطبق الحدود. ونطرد الاقباط والايزيدية والعلويين والدروز او ندعوهم للاسلام او نتخلص منهم ومن شرهم. ولنبيد الاسرائيليين. ولنعلن الحرب على اوربا وامريكا بمساعدة جالياتنا الاسلامية والعربية هناك.

واليوم يومها تحقق حلم هذا الشخص اليسارواخوانى او السلفيوناصرى .. وجلبوا جثة سيد قطب واعادوها للحياة. نهض الرجل. وبداوا ينحنون له احتراما. لكنه امسك اقرب سكين امامه او مبضع وذبحهم من الوريد الى الوريد. وجلس يقرا المعادلات ويستوعبوها ومقال الطبيب الملطخ بدمه الذى ينادى بعودته ليفرح بجنى ثمار كتبه الاسلامية. قرر سيد قطب محاولة اعادة ابن لادن ورجاله.. وقرر اختطاف الطبيب الامريكى صاحب اكتشاف احياء الموتى المشروط بسلامة الجثة وعدم تحللها. وبالتعذيب اجبره على استكمال ابحاثه ليتمكنوا من احياء الموتى ولو كانوا عظاما نخرة حتى او ترابا. وبعد زمن تمكن من التوصل لذلك. بمجرد رش مسحوق معين على ارض القبر المدفون فيه المتوفى. وسافر سيد قطب مع الطبيب الى السعودية. وبالتحديد الى المدينة المنورة. من اجل رش الروضة الشريفة بالمسحوق ليحيا محمد وابو بكر وعمر. سرعان ما خرجوا وسط ذعر الحجاج والشرطة السعودية والحرس ملفوفين باكفانهم كانهم مومياوات. خرجوا وبمجرد ان رفع عنهم سيد قطب الكفن وعن وجوههم فوجئ بوجوه بشعة بنية اللون متكرمشة. وانياب كانياب مصاص الدماء. وجوه كوجوه المومياوات او الزومبى. ما لبثت الجثث الثلاث ان هجمت على كل من تقابله فى طريقها وتعضه او تمتص دمه. فيتحول الى مسخ مثلهم... بمرور الوقت خرج ابن تيمية وحسن البنا وابن عبد الوهاب وابن الوليد وابن العاص بقبورهم وحملوا السلاح كما عضوا كل من يقابلهم. وفى النهاية انتشرت وباء الزومبى الاسلامى .. لو عضوا لادينيا او علمانيا او مسيحيا او شيعيا او درزيا او بهائيا الخ فلم يكن يتحول.. كان يمتلك مناعة تنجيه وتجعله يقضى على الفيروس. وحينها كانوا يفرغون مدافعهم الرشاشة فيه او يضربونه بسيوفهم. وانتقل الوباء الى اوروبا التى كنت انا فيها فى روما.

خرج الموبوءون الشرقاوسطيون والشمالافريقيون كالمغول الى اوروبا. يحملون غلا عربيا اسلاميا هائلا تجاه الغرب وتجاه العالم. تجاه اسرائيل والصين وروسيا واليابان والامريكتين واوروبا. وقد طالت لحاهم بسرعة فجائية بفعل الوباء والنسوة تكونت على شعورهن ووجوههن جلود سوداء كالحجاب والنقاب. وتغير تفكير الزومبى ليصبح خاليا من التنوير والعلمانية ولا يحوى سوى رغبة عارمة فى قتل كل من هو غير مسلم وغير سنى. واحتلال الدول الغربية والاسيوية والامريكية والاستيلاء عليها وتحويل سكانها الى الاسلام. ورغبة عارمة فى قطع اطراف ورقاب الناس وجلدهم. ورغبة عارمة فى تحطيم التماثيل وتدمير الكنائس ومحو كل مبنى وحرق كل كتاب ينتمى للشيعة او الدروز او للمسيحيين واليهود والبهائيين والايزيديين والبوذيين والهندوس والكونفوشيين والزرادشتيين والطاويين. وتدمير كل تمثال فرعونى او رومانى او اغريقى. ورغبة عارمة فى اعلان الخلافة العالمية واستاذية الاسلام والمسلمين للعالم. ورغبة عارمة فى الانجاب بكثرة. ورغبة عارمة فى شتم وتكفير الاديان الاخرى. ورغبة عارمة فى قمع الحريات الابداعية والجنسية والفكرية والدينية واللادينية والفنية. ورغبة عارمة فى التهجم على القيم الغربية وعلاقة الجيرلفريند والبويفريند.

ثم استطردت لمى. وقد اغشى على وانا ارى جحافل الزومبى الاسلامى السنى تندفع الى داخل روما. بمباركة سعودية وتركية ومصرية وليبية واردنية وجزائرية وشيشانية وصومالية ومالية وماليزية واندونيسية وسودانية وافغانية وباكستانية. لنشر الحجاب واللحى والوباء. والتكفير والحدود. وكراهية البشرية وكراهية الفنون وكراهية العلمانية والحريات والتنوير. اغشى على ولما افقت انت تعرف يا خونسو بقية القصة. اخبرها لحتحور لانى تعبت وساجلس الان.

قص خونسو على حتحور ما جرى للمى بعدما وصلت الى زمنهما 2018 وجولتها وتشردها حول العالم وحتى بلوغها مصر والقاهرة. واستمعت حتحور بانتباه. ثم ما لبثت حين فرغ خونسو. ان نهضت واحتضنت لمى ديمة وقبلتها. بدموع. وشفقة. ثم قالت. ما رايك يا لمى ان ننسى ما بيننا من خلافات وغيرة. مع احترامك لعلاقتى بخونسو طبعا. وان تعتبريه مثل اخيك حتى نتوصل او تتوصلى انت لحل لاعادتك الى زمنك او جلب حبيبك احمد من زمنك. اعتبرينى اختك طالما ستعتبرين حبيبى خونسو اخاك. فكرت لمى قليلا بابتسامتها ونظراتها المارلينية الساحرة وقالت برقة اسطورية. حسنا انا موافقة. قالت حتحور فى فرح. شكرا لك عزيزتى. فقالت لمى. ولكنى سانام جواركما. قالت حتحور ببعض الضيق. حسنا. قالت لمى. ثم ما المانع الجمع بين الاختين. وغمزت. ضحك خونسو حتى اسكتته نظرات حتحور النارية. ثم قالت حتحور. يا عزيزى بكرة اعمل حسابك هتيجى معايا عشان نشوف الشلتر والتعلب اللى جايبينه والسنجاب والقطط البلدى. وبعدين هنفوت على الازهر وكمان على سمير وعلى نجيب شوية الوان قماش وزجاج. وحاجات المكرمية والكنافاه وخيوطها وخيوط التريكو واللاسيه والكروشيه. عايزة اعمل شوية حاجات فنية كده. وبعد شوية يا لمى هنقرا شوية فى كتاب الموتى الفرعونى.


محاكمة خونسو وحتحور
الفصل السابع

كانت ارسينوى برنيكى مخلوقا روحانيا بطبعه. هكذا كانت تحكى لخونسو ولحتحور ابنتها. ولذلك حين تحولت الى مسلمة سابقة بفضل تفكيرها والربيع العربى الارهابى المجرم وغيرت اسمها واصبحت مزيجا فى التفكير من اللادينية والديانة المصرية القديمة ومتحولة للمسيحية معا. قررت ان تؤدى الصلوات الخمس ولا تتوقف عنها ولكن لاى اتجاه غير اتجاه الكعبة. هذا اولا. وثانيا قررت تغيير محتوى الكلام الذى تررده فى صلواتها. وطبعا شعرها مسترسل ومكشوف خلال الصلاة وخلال الحياة كلها لا تغطيه.

فاصبحت لا تتلو شيئا من القران ولا الفاتحة فى الوقوف. وغيرت فى التكبير. وغيرت فى تسبيح الانحناء والسجود وكذلك فى التشهد. والتسليم اليمين والتسليم اليسار. اصبحت فى الوقوف بدلا من القران والفاتحة. تقرا قانون الايمان ومعه تقول ونؤمن بكل الاديان بامونرع واولاده القدامى والمحدثين زيوس وجوبيتر وبعل وبهاء الله وطاووس ملك وكونفوش وبوذا وبراهما واهورامزدا ويسوع ويهوه وطاو ونحترم الدروز والشيعة والصوفية. نؤمن بالعلمانية واللادينية والتنوير والحريات الكاملة والقيم الغربية ومنجزات البشر من علوم وفنون واداب ولغات ورياضات اولمبية.

واصبحت تقول سبحان امون رع العظيم واولاده. وسبحان امون رع الاعلى واولاده. والسلام على البشرية كلها ورحمة امون رع واولاده وبركاتهم. والتحيات لامون رع واولاده والصلوات والطيبات .. والسلام على البشرية كلها .. اشهد انى احترم كل الاديان والعلوم والفنون والاداب والاديان والرياضات الاولمبية واؤمن بالعلمانية والتنوير والقيم الغربية امونرع واولاده واشهد بصدق قانون الايمان. امونرعم صلى على البشرية كلها كما صليت على اتاتورك وناصر ولينين وخلصنا من ال سعود واردوغان وهيلارى واوباما والاخوان والسلفيين والازهريين. واللعنة على الحجاب والعباءة واللحية والتكفير والحدود. وبارك على الغرب واسيا الصفراء وروسيا كما باركت على الفراعنة والرومان والاغريق والبابليين والفرس انك حميد مجيد.

وكانت تصوم طوال العام عن الاطعمة ذات الدهون الحيوانية. وعن التكفير والحدود والقتال وكراهية الاديان الاخرى. وعن تحريم الفنون وعن كراهية الغرب والحضارات القديمة الاصلية.

وكانت ارسينوى تحج الى الاقصر وميت رهينة مع اسرتها. ولكن كانت تتمنى ايضا ان تحج الى الولايات المتحدة واوروبا واسيا الصفراء .. الى كعبة امريكية وكندية وبرازيلية وارجنتينية ومكسيكية. وكعبة صينية ويابانية وهندية وايرانية. الى كعبة مصرية وسورية وعراقية وتونسية وجزائرية. الى كعبة استرالية وكعبة انتاركتيكية.

كانت ارسينوى تحج ايضا كل يوم الى العلوم والفنون والانسانيات واللغات والرياضات الاولمبية. الى الثقافة والكتب. الى العلمانية والتنوير والقيم الغربية الاغريقورومانية واليهودومسيحية. والى الاشغال النسوية وواجباتها المنزلية.

وكانت حتحور مثلها روحانية. لذلك قررت تقليدها فى صلواتها وصيامها وحجها تماما. وعرفت خونسو على هذا الاسلوب وبدا يصليان معا.

اخبرت حتحور خونسو بذلك وهما ذاهبان فى هذا الصباح المشرق من ايام يوليو. الى شلتر الحيوانات لتريه حتحور ثعلبا جميلا قد قام بعض اصدقائها باقتنائه وتربيته منذ صغره واصبح اليفا مثل الكلب. وخلال ذهابهما الى هذا الشلتر الذى فى مدينة 6 اكتوبر. استوقفهما فى الطريق كوبرى مشاة حديدى غريب عند جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. وقررا النزول من اوبر فى هذا المكان ليجربا الصعود على هذا الكوبرى العجيب. صعد خونسو وحتحور درجات سلم الكوبرى ووقفا بالاعلى. يتاملان المحور المركزى اسفلهما. ويتاملان بعض العشاق من طلبة وطالبات الجامعة. كانت الطالبات يرتدين ملابس غربية راقية وشعورهن مسترسلة بلا عباءة ولا حجاب. تماما مثل فتيات حى المهندسين والكومبوندات اللواتى من الطبقة المتوسطة العليا او الثرية من اقارب الاعلاميين والوزراء والبرلمانيين ورجال الاعمال. ليس مثل حثالة الشعب المحجب الملتحى السلفى الاخوانى الازهرى المتعصب جدا. الذى يدعمه السيسى ونظامه على وضعه الفاسد هذا.

قالت خونسو. لماذا لا تكون الفتيات فى القاهرة ومصر مثل هؤلاء. قالت حتحور لخونسو. مصر كلها والمصريات كلهن قبل عشرين سنة كن كهؤلاء الفتيات بلا عباءات ولا احجبة. يبدو انه برحيل البريطانيين واليهود المصريين والجاليات الايطالية واليونانية والاوروبية الاخرى من مصر بعد ثورة يوليو 1952. فى عهد عبد الناصر. ومع انفتاح السادات واطلاقه الاخوان من المعتقلات وتبعيته الكاملة للخليج ولحليفه الراسمالى الامريكى الذى يحب التعصب الاسلامى ويدعمه لكنه لم يخلقه. ومع جشع الشعب ورغبته فى اموال الخليج ومع انتشار البطالة وتوقف الدولة عن تشغيل وتوظيف خريجى الجامعة. عادت المصريات الى عصور اسرة محمد على والمماليك. بالبرقع واليشمك وبدلا حتى من الجلابيب الانثوية الملونة البلدية والفلاحية والملاءات اللف ارتدين عباءات الخليج كما ترى. واذا دخلت فى احياء فقيرة عشوائية مثل الحى الثانى عشر فى نفس هذه المدينة 6 اكتوبر. ستجد منقبات كثيرات اضافة لانتشار لا متناهى من الحجاب والعباءات. فى الجماميز وحتى فى المغربلين هناك حاليا بعض الجميلات بلا حجاب ولا عباءة خاصة من الطالبات الشابات والمراهقات. بالثانوية والجامعة.

نزلت حتحور بعد قليل مع خونسو من على كوبرى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة 6 اكتوبر... وسارا معا قليلا للوصول الى شلتر الحيوانات.. وهناك صافحت حتحور عددا من صديقاتها واصدقائها الذين كانوا يعرفونها جيدا ويرحبون بها بحرارة وتتواصل معهم على الفيسبوك ومن خلال جروب انقذ روح حيوان برئ. شاهدت الثعلب الجميل. والذى اعطاه صاحبه او ابوه بمصطلح مربى الحيوانات. للشلتر لانه مضطر للهجرة خارج مصر. ولا يستطيع اصطحابه معه وودعه بالدموع. كانت سيدات كثيرات مختلفة الاعمار منبهرات بالثعلب وذكائه وهدوئه. حتى نهض الثعلب وجلس فى حجر احداهن. كانت امراة فى الاربعينات من عمرها. فرحت المراة كثيرا وقالت. لقد احبنى واختارنى لاكون اما له. ارجوكم وافقوا على تبنيه لى. ابتسمت حتحور وزملاؤها وقالت. الحيوانات ذكية وتلمس ارواح الناس وتختار الاطيب والاطهر روحا والاقرب لابيهم او امهم الاصلية. يسعدنا ان تاخذيه.

وقررت حتحور فى ذلك اليوم بعدما رات قطا سياميا صغيرا عمره ربما شهران او ثلاثة اشهر. وجد فى الشارع تركه احد قساة القلوب وتخلى عن مسؤوليته تجاهه وتركه للمجهول لكلب يهاجمه او سيارة تصدمه او جوع يفتك به. وحياة قطط الشوارع التى لن يتحملها كونه من فصيلة اليفة منزلية كفصيلة السيامى التقليدى. قررت حتحور فى ذلك اليوم وبدعم لها وتاييد من خونسو ان تتبنى هذا القط الجميل الصغير. كان زملاؤها اعضاء الشلتر قد حمموه ونظفوه ومشطوه. منذ وجدوه منذ اسبوع. كما استرد صحته وسمنته بعدما اطعموه. ائتلف القط السيامى التقليدى الصغير والذى لا يزال فراؤه ابيض اللون مع لون رمادى باهت لذيله واذنيه ويديه وقدميه كتمهيد لاغمقاق لونه حين يكبر. ائتلف مع حتحور وخونسو كثيرا وتمسح بهما وخرخر. فاخذاه معهما عائدين الى المنزل. حيث اعجبت ارسينوى وبطليموس ولمى ايضا بجمال هذا القط. الذى قررت حتحور تسميته نبتون ابوللو شوجركين. مثل قطى رواية المصرى الاخير.

شاهدت حتحور وخونسو ولمى فيلم كل هذا الحب لنور الشريف وليلى علوى. وانبهر خونسو بمشهد مشاهدة ابنه فى نهاية الفيلم للقطار. قال فى طفولية لحتحور. اريد ان اركب قطارا كهذا يا حتحت. ضحكت لمى وقالت. وتريد ركوبه مع من يا ترى ؟ تعال معى وانا اريك اجمل رحلة قطار. ضحك خونسو وقال لحتحور. اريدكما معى على كل حال. تضايقت حتحور. ولاحقا اختلت بخونسو وقالت له. اصبحت لمى هذا عذولا لنا يا خونسو. كم اتمنى ان اجد الة الزمن واجلب لها احمدها هذا. ضحك خونسو وقال. عندك حق. قالت حتحور فى غضب. ولكنى اشعر انك ميال اليها. اهى اجمل منى. ام لانها تستعمل الدلع والمياصة والرقة. قال خونسو. انا لا ادرى ما ماضيى يا حتحت. ولكن احيانا تشتعل ذاكرتى بلقطات لبنات ونساء كثيرات نحو 12 امراة. اقبلهن واعانقهن وحتى ارى نفسى واياهن عراة حفاة فى الفراش نمارس الحب. هذه تخبرنى انها دلوية وهذه حوتية وتلك حملية الخ ففى الحقيقة انا لا ادرى من كنت انا. هل كنت ملياردير او ابن مسؤول كبير اشتهى الفتيات والنساء من كل الاعمار والابراج ككل مراهق. وانالهن بسبب اموال ابى. ام لعلى كنت ممثلا سينمائيا. ثم كيف يتسنى لى ذلك وانا لا زلت فى السابعة عشرة من عمرى. كيف اكون قد مررت بكل هذه الاحداث وانا خارج من الطفولة لتوى.

قالت حتحور باشفاق. حسنا حسنا لا تحزن. ولكن فى رايى حين نختلى انا وانت بانفسنا اخبرنى بما تريد فعله لكيلا تتدخل لمى وتحاول افساد متعتنا علينا وتنزهنا بمفردنا معا نحن الاثنين فقط انا وانت. عادا الى لمى التى بدات فى مشاهدة فيلما امريكيا لارنولد شوارزنجر بعنوان اكاذيب حقيقية. اعجب خونسو كثيرا خصوصا عندما شاهد شوارزنجر يركب ويقود الطائرة العسكرية الجميلة الشكل الرهيبة. من نوع هارير جامب جيت. ايضا اشتعلت ذاكرته انه يشعر انه ركب وقاد مثل هذه الطائرة او طائرة شبيهة مما ارته اياه حتحور ميج الروسية او إف الامريكية. كانت لمى قد اخذت نبتون ابوللو شوجركين على حجرها واخذت تربت عليه. جلس على حجرها مسرورا. ثم لما جاءت حتحور نهض بسرعة وركض نحوها ليجلس فى حجرها.

فى الصباح التالى نهض خونسو وابعد يدى وراسى حتحور ولمى ديمة عن جهتى صدره. وقال موقظا حتحور. لقد شاهدت شيئا غريبا. ولكنه مفصل. شاهدت نفسى على علاقة طويلة ومديدة مع سيدة اولى لدولة عربية ما او زوجة ملك عربى ما. فى عصر قريب من عصرنا هذا. وذكر اسمها لحتحور. بحثت عنه فى الانترنت. فوجدته صحيحا. ثم قال. حتى اانى اذكر اسمى الذى نادتنى به هى. فسالته حتحور. جيد انك تعرف اسمك وقتها. حسنا سابحث عنه. وبالفعل بحثت حتحور على الانترنت. فوجدت ان لهذه المراة حبيبا مكث معها لسنوات. بهذا الاسم. وبحثت عن صورة له فوجدتها صورة مطابقة لخونسو. لكن هذا الحدث قد جرى فى التسعينات او الثمانينات وليس الان. وقرات ان من اقوال هذا الرجل الشهيرة قال. اتمنى ان اعيش داخل فوهة برينجر Berringer Crater او على حافتها واقرا قليلا فى كتاب القوة النفسية للاهرام. لم تقرا ذلك لخونسو. ولكن ارته صورة فوهة برينجر النيزكية فى اريزونا. فلما شاهدها سالها ما هى فاخبرته وشرحت له. فزفر وقال تلقائيا. اتمنى يا حتحت ان اعيش فى هذه الفوهة او على حافتها واقرا قليلا فى كتاب القوة النفسية للاهرام. ثم قال مستغربا. ما هذا الذى اقوله. لا ادرى كيف قلته لكنه انطلق على لسانى.

هنا تاكدت حتحور من صدق رؤياه ومنامه. هل هو ذو روح متناسخة. ام مسافر عبر الزمن. ام مسافر عبر الزمن فى المنام. او بعقله ويظنها ذكريات. لا تدرى.

جلسا معا يشاهدان فيلم الحب قبل الخبز احيانا. بطولة حسين فهمى وميرفت امين. كان عن المساكنة. وكان خونسو منجذبا للبطلة فى الفيلم لكنه يضيق بتسلطها فى بعض الجوانب. ويضيق بالجانب الاسلامى الحجابى الوعظى لدى اختها واقاربها. قال لحتحور. اتمنى ان تكون بيننا مساكنة كهذه ليس فقط صداقة وشراكة ثقافية وفكرية وشراكة غرفة وقبلات واحضان. قالت حتحور بعد صمت وقد جاء نبتون يتمسح فيها. سافكر. وهنا سمعا صوت لمى تستيقظ وتقول بصوت كسول بلهجتها السورية الحلوة ما معناه. ما بكما. تثرثران كثيرا فى الصباح. ازعجتمانى وايقظتمانى. نهض خونسو وقبل قدمها ثم خدها وهى نعسانة وقال. نامى. فنظرت اليه حتحور شزرا. فنزل يقبل قدمها ثم يدها ثم غمر وجهها بالقبلات فملات وجهها الغبطة والسعادة. حائر هو بين الترابية مثله والهوائية. بين الثورية والجوزائية. بين مولودة مايو ومولودة يونيو. اهى هرمونات المراهق. ام هو طبع نسونجى قديم فيه. هو شخصيا يشعر ان 90 بالمئة من قلبه وعقله وروحه مع حتحور. واما ال 10% فتمثل نقطة الضعف فيه التى تجعله يميل لاخريات. تجعله يميل للجوزائية والميزانية والدلوية والحوتية والعقربية والقوسية. وكانت حتحور تفهم هذه الرغبة فيه. لذلك ومن بعد ذلك اليوم لم تمنعه من تقبيل او احتضان لمى ديمة. لانه بعدها يعانقها ويقبلها اكثر كنوع من الاعتذار ويلتصق بها اكثر. شعرت حتحور بالاشفاق عليه لطفولته وبراءته.

فى الليالى التالية شاهد خونسو نفسه انه قط سيامى يتنقل بين امهات امريكيات له. يتامل كل منزل عاش فيه بصفته قط سيامى. ويتذكر حنان امه هذه وامه تلك. ووفاة امه الاولى التى ربته منذ كان قطا وليدا. وحزنه عليها وانتقاله الى شلتر الى حين تبنى ام اخرى له. وايضا ذات مرة تبناه اب. هل كان ذلك حاله فى احدى تناسخاته.

حكى لحتحور عن رؤاه هذه. فتعجبت. وقالت. انت عجيب يا خونسو تدهشنى وتخيفنى واسرارك وغموضك يزداد ويتعقد. وكذلك سمعتها لمى. فقالت. لكن غموضه ساحر. ماذا تعنى احلامك يا خونسو. انت فقط تتوهم اشياء ولم تتغطى جيدا. هاهاهاها. قال خونسو. بس يا بت. ونهض يركض نحوها فضحكت لمى ديمة وهربت من الغرفة وظل يطاردها فى المنزل امام عيون ارسينوى من غرفة لغرفة. وهى تقول له. يا تخين. يا ابو كرش. مش تخس شوية. بس انت عاجبنى كده زى حبيبى احمد. تعرف لو حبيبى احمد خس كنت سيبته على طول. واستلقى خونسو فى احدى الغرف يلهث ولمى ديمة تدخل عليه ببطء مثل صياد يقترب من فريسته بعدما انهكها. جلست جواره. تشم عرقه فى استمتاع وتتحسس بطنه السمينة. ثم تعضه فجاة فى خده. وتقبله بجنون. وتتحسس ثعلبه بين ساقيه. لكنه نهض وتركها .. وعقله مشتت فى مكان ما بجزيرة صقلية الايطالية.

قال فى نفسه. يبدو ان حياتى حافلة وانا لا ادرى. كم اود ان اتذكر. كل شئ.

عاد الى الفراش جوار حتحور التى لمحت اثر العضة على خده. قالت. انها متوحشة كثيرا وجائعة وشهوانية ولو واتتها الفرصة ستلتهمك حرفيا. لم تعد لمى لابد انها ذهبت لتلبية نداء الطبيعة. فتحت حتحور الانترنت وشاهدت بمنتدى الالحاد العربى افلام وثائقية رائعة.. فيلم ريتشارد هاموند يبنى كوكبا ويبنى كونا. قالت. الم يكن من الافضل فى رمضان ان يذيع اعلام السيسى هذا الفيلم بدل الدروشة الدينية على يد احمد الطيب والجفرى ومصطفى حسنى والشعراوى وحسان الخ. وبدل الطنطنة لابو مكة محمد صلاح ومنتخب الملتحين. الم يكن من الافضل ان يصبح رمضان شهرا للعلوم والفنون والاداب واللغات والرياضات الاولمبية ولمسلسلات تاريخية عن تحتمس وحتشبسوت وخوفو واحمس ورمسيس ومينا وعن الاسكندر وبطليموس وعن مصر الرومانية و البيزنطية العظيمة ... الم يكن من الافضل ان يذيع المسجد المزعج المجاور بدل التراويح "سنة ونافلة وليست صلاة مفروضة" التراويح الجهرية العالية الصوت لمدة ساعتين.. ان يذيع فيلم ريتشارد هاموند. او يذيع افلاما ورياضة وفنونا وعلوما وانسانيات وتعليم لغات. بدل نشر المزيد من التعصب والكراهية للمسيحيين واليهود والمزيد من الحجاب والتكفير والحدود والاخوانية والسلفية والدعشنة.


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الثامن

عندئذ نظرت حتحور باعجاب وانبهار نحو خونسو. وقالت له. حقيقة محظوظة من عاشت معك وولدتك او احبتك يا خونسو. عقلك يسرح بى فى جنات لا تزول ولا تنتهى من الروعة. اه لو استجابوا لاقتراحك لعادت مصر متنورة كوزموبوليتانية غربية القيم كما كانت. ثم اضافت. غدا ساذهب انا وانت ولمى برحلة بالقطار الى الاسكندرية. ما رايك. نهض خونسو وعانقها بقوة. وغمر وجهها بالقبلات والتى ردتها له بهدوء وعشق وهيام هادئ لكنه عميق وهى تملا عيونها من وجهه ومن عيونه. ثم ضمها فضمته. واستغرق خونسو فى تشرب الحضن لمدة من الزمن لا يدرى كم مر عليه وهو فى حضن حتحور ويداها تتحسسان ظهره برفق بينما كانت يداه تتحسسان ظهرها بالمثل ولكن بلهفة وطمع وشهية. وتنهد وخرخر كالهر المسرور بحنان امه الانسانة عليه. كلاهما استمع الى انفاس الاخر الهادئة واحس بدقات قلبه على صدره. كم كانت حتحور تحب جسده الممتلئ المتوسط السمنة على عكس رشاقتها. ظلا طويلا على هذا الحال. حتى فك عناقهما اخيرا وتنهدا فى ضيق وحسرة انهما اضطرا فى النهاية لفك الالتحام والالتصاق والعناق. وسمعا لمى ديمة تصفق وتضحك وهى تقف جوارهما تراقبهما بامعان. ثم انقضت بسرعة كالنمرة على خونسو فالقته على الفراش وثبتته وهو يتملص ويود الهرب كالهر المذعور. لكنها كانت قوية ونزلت بسرعة تقبل خده بسخونة ولهفة. نهضت حتحور غاضبة تحاول ابعاد لمى قائلة. سيبيه يا متوحشة هتموتيه. قالت لمى. ساقتله حبا. ساريه حب السورية الجوزائية الهوائية كيف يكون وعناقها عزيزتى المصرية الثورية الترابية. وانهضت خونسو بسرعة ليجلس كما كان ثم ضمته ووضعت خدها على خده. بقى خونسو مذعورا ساكنا تماما لبعض الوقت وصبرت عليه لمى. ثم ابتسمت حين شعرت بيديه تمتدان وذراعيه حول ظهرها. بقيا متعانقين لفترة. ثم قالت لمى وهى تفك العناق. اشعر بالنعاس الا تودان النوم. زفرت حتحور غاضبة لكنها لم تعقب. لقد سلمت بوجود لمى على مضض فى حياتهما.. وتحلت بالامل والصبر لعل حبيب لمى المصرى احمد يظهر بمعجزة علمية ربوبية ما. واقتربت من الفراش واستلقت. بينما استلقى جوارها خونسو واستلقت لمى على الجهة الاخرى من خونسو. فاصبح خونسو محصورا بين الفتاتين المتنافستين على حبه واللتين فى نفس سن المراهقة مثله. هذه تضع يدها وتمد ذراعها على صدره. وهذه تضع راسها على كتفه او صدره او خدها قرب خده. وقدما لمى وقدما حتحور تتشاجر وتتنافس على مداعبة قدميه. ما لبث خونسو ان راح فى نوم عميق وسط عناق تنافسى وضمات من اهل اليمين واهل الشمال.

فى الصباح وبعدما نهض الثلاثة تباعا لتلبية نداء الطبيعة ولغسل وجوههم ورؤوسهم. واعدوا حقائبهم على عجل وودعت حتحور امها واباها وكذلك فعل خونسو ولمى ديمة. كانت الفتاتان كالحوريات بالجاكت الجينز والفساتين المكشكشكة الزهورية الامريكية الطراز وكان خونسو راقيا كلاسيكيا وقورا يرتدى قميصا وبنطالا قماشيا فلم يكن يحب موضة ملابس العصر البائس الحالى. انطلقت سيارة الاوبر بالثلاثة نحو محطة مصر او محطة السكك الحديدية فى ميدان رمسيس المنزوع التمثال بالقاهرة. واسرع الثلاثة نحو القطار المنطلق نحو الاسكندرية. وجلس خونسو جوار الشباك وجواره جلست حتحور. مد يده اليمنى وامسك يدها ولف ذراعه اليسرى حول كتفيها يضمها بشدة اليه. جلست امامهما على المقعد المواجه لهما لمى ديمة تبتسم. فكر خونسو شاردا قليلا حين راى شعار اللادينيين معدنيا على حقيبة حتحور النسائية الصغيرة حقيبة يدها. ثم قال لحتحور وللمى والقطار ينطلق بهما. ما كان الهلال يهوديا ولا اسلاميا بل مستقل عن كل افكار الابراهيميين القمعية الحاقدة على البشرية. تذكرت شيئا غريبا. هكذا كان احد اصدقائى يقول لى يا حتحت عن الهلال. لقد كان طبيبا مصريا لادينيا. الغريب ان هذا الشاب بعدما تزوج من امراة وضيعة المؤهل والبيئة والحى. واقنعته بمغادرة مصر الى السعودية للعمل فيها وامتلات خزانة امها وذراعيها بالذهب والمصوغات من اموال هذا الشاب. كأنما مسح عقله مسحا. الان يؤمن بان الارض مسطحة وبعدما كان رساما نحاتا اصبح واولاده يحرمون الرسم والنحت. واصبح متعصبا دينيا ومؤيدا لاردوغان. لم ادرى هل هو ينافقهم ويجاربهم من اجل حفنة ريالات ومن اجل ان يرضى عنه الكفيل. ام انه اقتنع بالفعل .. قالت حتحور. حقا لقد فسدت بلادى مصر يا خونسو. لقد فسدت تماما. واصبحت متعصبة اسلاميا وكرويا جدا.

ثم اضافت حتحور. الم تشاهد معى بعض افلام هوليوود عن الاكوان الموازية وكواكب الارض التوائم المختلفة التاريخ. وكذلك فى مسلسل مورجان فريمان الوثائقى العلمى عبر الثقب الدودى. كم اتمنى ان ارتحل الى كون موازى لم يظهر فيه محمد اطلاقا او ظهر لكن جيشه هزم وبقيت مصر وسوريا والعراق وفارس اوروبية واسيوية زرادشتية وبيزنطية مسيحية. شرد خونسو قليلا فى كلمات حتحور وشعر بعقله يعصف ويشتعل وتتوهج اعصابه وخلاياه العصبية مثل مجرات الكوزموس والانفجار الكبير. وقال ببطء بعد وهلة طويلة وهو يشعر بيد حتحور تتحسس بطنه وتلتصق به. ولمى ديمة جالسة صامتة تستمع اهى تجهل ما يتحدثان به ام انها تفهم ولا تعقب. قال. بقايا وشظايا ذكرياتى الممزقة والمتفرقة تشعرنى الان اننى تجولت كثيرا فى الزمكان والزمن والمكان وبين الابعاد وبين الاكوان الموازية وكواكب الارض التوائم ولعلى رايت ارضا بلا محمد او بلا فتوحات اسلامية فى القرن الحادى والعشرين وشرقا اوسط خال من ال سعود واردوغان ومن التكفير والحدود والحجاب. شرق اوسط غربى اوروبى فى نصفه وهندوفارسى فى نصفه الاخر. تطور عن الامبراطوريتين البيزنطية المسيحية والساسانية الزرادشتية تماما كما تطورت واستقلت دول اوروبا عن الامبراطورية الرومانية المقدسة ومملكة الفرنجة والامبراطورية الالمانية والامبراطورية النمساوية المجرية الخ. صومال بلا اسلام اى بلا دعشنة ولا تكفير ولا سبى ولا غنائم ولا اشعال حروب ولا حجاب ولا لحى ولا حدود ولا حركة شباب وبلا جراة اسلامية على الدماء والخراب والاستعباد. وليبيا وسودان وباكستان وافغانستان الخ.

قالت حتحور. صحيح. وردت لمى بنفس الشئ فى اقتضاب. قال خونسو. لابد ان نحمى مصر يا حتحت. اننى من ما قراتيه لى وعرضتيه على من اخبار واحداث. اشعر انه قريبا سيفتح الشعب المصرى ابواب بلاده لاحتلال تركى اردوغانى سعودى سيتقاسم ابن عثمان وابن سعود اراضى مصر مناصفة بينهما باموالهما وديونهما وبكم العبيد لهما فى صفوف المصريين. ثم تحرك القطار ببطء وانشغل الثلاثة خصوصا خونسو بمراقبة البيوت والاشجار تتحرك من نافذة القطار بانبهار. واستمع خونسو الى صوت دقات القطار وحركة مفاصله السفلى وعجلاته واهتزاز عرباته قليلا. كما سمع صفارته واحس باهتزاز جسده مع اهتزاز وحركة القطار. استمتع بسرور بمشاهد الزراعات والبيوت التى يمر عليها القطار. ونظر بامتنان وشكر لحتحور التى ابتسمت له. نهضت لمى ضاحكة كالمجنونة ووضعت خدها على خد خونسو وهو يتامل المناظر من نافذة القطار. وقالت له. اما انا فلن اتشارك معك فقط النظر من النافذة. بل سانظر اليك يا ذا الوجه الممتلئ الوسيم الحليق الناعم الشعر الغزيره الابيض البشرة. يا واد يا سمين هاهاها. حتى عودك الممتلئ مثل عود حبيبى احمد بن تحتمس. شئ عجيب.

قالت حتحور. بس يا بت اختشى احسن الشبشب موجود. قالت لمى بنعومة بلهجة سورية. يرضيك كده يا روحى. ثم لم تنتظر الرد وضحكت. وتجاهلتهما وعادت الى مقعدها تتامل المناظر من نافذتها. مرت الساعات الثلاث سريعة وهم يتاملون ارياف الوجه البحرى حتى بلغ القطار الاسكندرية اخيرا. قال خونسو لحتحور. الحقيقة رحلة القطر دى مايتشبعش منها. ضحكت حتحور. وقالت. حمدلامونرع على السلامة يا روحى.


محاكمة خونسو وحتحور
الفصل التاسع

مع وصول خونسو وحتحور ولمى ديمة الى محطة ابو قير بالاسكندرية. نزلوا من القطار. واخذ خونسو يثرثر معهما حول منتخب الملتحين المصرى الشيشانى وهزائمه فى كاس العالم لكرة القدم امام روسيا واوروجواى ثم بيعه المباراة لمعبودته السعودية لكيلا تقطع المعونة عن نظام السيسى وعن النادى الاهلى. فمصر اليوم مباعة للسعودية والامارات وتركيا ومستدينة للخليج. كما كانت فى عهد الخديوى اسماعيل قبيل الاحتلال البريطانى لها بسبب الديون. وهى محتلة بالفعل احتلالا دينيا وفكريا واقتصاديا سعوديا وتركيا. ولم يبقى سوى الاحتلال العسكرى الكامل وضمها للسعودية او تركيا.

اخذ خونسو ايضا يثرثر حول اضطهاد الاستاذة ديانا احمد من العرب العلمانيين والملحدين والنسونجية ممثلين فى الجهات الثلاث القمعية الحوار المتمدن وشبكة الالحاد العربى ومنتدى نسونجى. وخصوصا منتدى نسونجى الذى يتحكم فيه دواعش مسلمون متعصبون جدا اردنيون وتوانسة. قالت حتحور. يا خونسو انت لم تشاهد ما شاهدته انا خلال اخر 3 او 4 سنوات من عمرى. كم العدوانية المصرية والعربية تجاه السلام الشامل والمحبة الشاملة للبشرية والحريات الكاملة الجنسية والدينية والسياسية والابداعية والفنية هو كم هائل جدا لدى شعوبنا المتخلفة على الاقل شعبى المصرى. حتى الرياضة يتجاهلون الالعاب الالولمبية والبطلات الاولمبيات المصريات اذا كن لا يرتدين الحجاب. الحاكم المصرى الجديد السيسى جعل الشعب اما اخوان او مطبلاتية ومداحين له. والاقباط للاسف تلوثوا بهذه الافكار وكذلك العلمانيون والملحدون المصريون فلا غرابة ان تجد فيهم من يؤيد الحجاب او الاحزاب الدينية او الحدود والتكفير او يؤيد ال سعود ولا غرابة ان تجدهم يهاجمون اسرائيل ويهاجمون الادب الايروتيكى مثلا... باختصار فى مصر اليوم حكومة وشعبا وفى منتدى نسونجى اناس متعصبون اسلاميا دواعش يدعون الاعتدال ومعادون للخيال ولكل فكرة او كتابة ضد سائدهم العروبى والاسلامى. قصص نسونجى على يد مشرفيه شوفونى وسامى تونسى مثلا اصبحت كأنما كتبها شخص واحد وكلها عنف وقتل وافكار عربية عفنة وقذارة وانحطاط فى الشخصيات وفى الفكر والكتابة. وهم معادون جدا وحاقدون بشكل شخصى على السيدة ديانا احمد وعلى اعضاء مثل كواكب ووسام الكمال وجيجى وهالة 1975. يقتلون كل فكرة وابداع غربى الطباع وخيالى وجامح لصالح قذاراتهم العربية والاسلامية البائسة المنحطة العنيفة الدموية ونظرية الذكر الالفا الكريهة والكاتبة السادية الدموية المنحرفة الفكر المسماة كاتبة جنسية التى لا تقبل النقد. والعضو فهد سادى وماستر فهد اللذين هما شوفونى باسم اخر او عضو موتور لادينى موتور من السيدة ديانا. يتوعدها. وهى بالمثل تتوعده بانها لن تسكت ابدا حتى تسحق تعصبه وتعصب شوفونى بتاعه. مجتمعنا المسمى العربى مسموم شبابه بالحقد والكراهية لكل قائلة كلمة الحق والحقيقة مثل السيدة ديانا احمد. يحاربها الثلاثة لانهم واحد كلهم عروبيون اسلاميون وان تظاهروا بالعلمانية واللادينية وحتى المسيحية.

ثم استطردت حتحور. انحطاط كامل يقبله السيسى ويتعايش معه. ثم يسجن اى متنور فيه امل او رمق من علمانية او لادينية وكل من يحاول تجريد الاسلام من وحشيته وحدوده وتكفيره .. السيسى واثرياؤه ووزراؤه وجيرانه فى الكومبوندات والمدن الجديدة والعاصمة الادارية الجديدة والتجمع الخامس يعيشون العلمانية والقيم الغربية. ويتركون الشعب فى جهله وتعصبه الاسلامى بل ويشجعوه عليه وعلى تعصبه الكروى. لقد كانت هزيمة ابو مكة الذى من تعصبه كما ترى اسمى ابنته بهذا الاسم المتعصب. هزيمة ابو مكة ومنتخبه اكبر صفعة وخير رد على مكبرات صوت مساجد التراويح وسهر الشعب المتعصب وازعاجه لغيره بليل رمضان. وتظاهر شوفونى وعصابة نسونجى بالتقوى والامتناع عن كتابة القصص الجنسية فى رمضان. بل وحتى نهر شوفونى الاردنى الداعشى المتعصب الاخوانوسلفى للمشرفة منى مشرفة القسم العام عن نشر الفوازير والف ليلة وليلة. فى رمضان. وخير رد على لحى المنتخب المتعصب وعلى دعم السيسى داعم الارهاب والتعصب والقمع فى مصر له. وخير رد ايضا على تجاهل الدولة والشعب للابطال الاولمبيين والالعاب الاولمبية الكثيرة الاخرى وتجاهلهم لعلماء وفنانين ونحاتين ورسامين مصريين كثيرين. لكن الشعب والدولة بتعصبهم الاسلامى والكروى ولانهم مغرضون ولهم مصلحة سياسية يتعامون ويصمون اذانهم. شعب متخصص فى الديجيهات واغانى التكاتك والبلطجة والازعاج الليلى فى الصيف ورمضان وغيرهما. شعب يعادى الاشجار ويقطعها ويضطهد زارعيها فى المدن الجديدة الصحراوية وتدعمه الدولة فى ذلك. ماذا تنتظر منه. شعب جعل من عقله مرحاض لتكفير وقتال وعدوانية وكراهية القران ومحمد والاسلام للبشرية .. شعب يتهم اليهود بمحاولة السيطرة على العالم ويتهم المسيحيين بالتبشير ومحاربة الاسلام بينما حقيقة الامر ان المسلمين هم من غزوا البلاد واحتلوها منذ 1400 الفية ونصف .. واليوم يطمعون بالاستيلاء على العالم كله وعلى روما. واليوم يطمعون بالقضاء على كل الاديان واحلال دينهم مكانها. هكذا الشعب. واما دولة السيسى فتتماشى مع كل هذا التعصب الاسلامى والتخلف والكسل والجهل والعنف والانحطاط الذى يميز الشعب المصرى الان. وتسجن كل فنانة او كاتب علمانى او جرئ بتهمتى خدش الحياء وازدراء الاسلام. ومسلسلات مصر السيسى رمضان هذا العام 2018 التى اصبحت بممثلين ملتحين بشكل متعمد ومقصود لنشر اللحى كما نشروا الحجاب والعباءة الخليجية النسائية حتى يصبح الرجل المصرى الحليق متهما بالمسيحية كما المراة غير المحجبة. شعوب تدافع عن الغزو العربى لبلادها وتقمع كل كلمة وكتاب ولوحة وتمثالا وكل ذلك بفضل القران والسنة والاسلام والخلفاء.

وصل الثلاثة سيرا على الاقدام اخيرا الى شقتهم المؤجرة فى المعمورة. ودخلوا الى الشقة ليرتاحوا. كانت حتحور هى من فتحت بالمفتاح. وجلس الثلاثة على الاريكة فى صالة الشقة. وبمجرد جلوس الفتاتين فى البلكونة وامامهما حديقة خضراء غناء حول المنزل الذى يحده سور حديدى وداخل المساحة الواسعة بين السور والمنزل تكمن هذه الحديقة ذات الاشجار العالية والضخمة. حاول خونسو الجلوس الى جوار حتحور لكنه اغمى عليه فجاة وسقط ارضا.

صرخت الفتاتان عندئذ ونزلتا تتحسسان خونسو ونبضه فى لوعة رغم ان هذا الاغماء اصبح يتكرر بين فترة واخرى لديه وقد طمانهم الطبيب من قبل انها حالة عارضة بسبب فقدان الذاكرة الذى يعانى منه خونسو. فكرتا فى حمل خونسو معا الى الفراش ليرتاح ريثما يستعيد وعيه. لكنه وقبل ان ينفذا ذلك افاق وفتح عينيه. وقال. لا حاجة للفراش اجلسانى جواركما فقط. لقد استعدت جزءا جديدا وغريبا من ذاكرتى. جزء لم يحدث لى بشكل شخصى ولكن.

صمت خونسو قليلا ثم استطرد قائلا. ما سارويه عليكما الان يا حتحور و يا لمى قد وقعت احداثه فى المستقبل عام 2040 فى مصر التى اسسها السيسى. ولا يزال يحكمها بفضل منافقيه وبفضل الشعب الذى ياكل البرسيم الكروى المتعصب والاسلامى المتعصب من يديه الكريمتين. وقتها اصبح الرجل فى الثمانينات من عمره. وقد عاد الاخوان الى حزبهم وتم اطلاق سراحهم اخيرا بعد تسويف قضائى متعمد من قضاء الرجل لاحكام اعدامهم. واصبحوا من المقربين والمدللين سياسيا لدى الدولة. واستفحل نفوذ الازهر واصبح شريكا اصيلا فى الحكم. فى هذا العصر لم يعد هناك علمانيون ولا غير محجبات. اما ماتوا او سجنوا فى غياهب السجون بتهمتى خدش الحياء وازدراء الاسلام. واما هاجروا بلا رجعة الى الغرب. فى هذا العصر ذابت حدود الدول المجاورة لمصر فى بوتقة خلافة سعودية تركية مشتركة. واصبح السيسى واليا تابعا لاسطنبول والرياض. لم تبقى دولة قومية مستقلة فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا سوى اسرائيل. التى ابرمت اتفاقات بين ال سعود و ال اردوغان ليحترما استقلالها فى مقابل اعترافها واعتراف الولايات المتحدة والمجتمع الدولى والامم المتحدة بسيادة السعودية وتركيا على المساحات التى احتلتها الدولتان وضمتها لاراضيها تحت مسمى عودة الخلافة واسقاط سايكس بيكو. فى هذا العصر اصبحت ارياف مصر ومدنها وشعبها مطيل اللحى والنساء محجبات ومنقبات ومعبأت بالعباءة. وزالت العامية المصرية الا فى جيوب قليلة صغيرة. واعتنق معظم الاقباط الاسلام ومن رفض اما قتلته دولة السيسى على الملا وسبوا اسرته او نفوه الى الغرب اذا كان له نفوذ. فى هذا العصر اصبحت القاهرة مهدمة ومهملة ومليئة بالقمامة ومليئة بالعشوائيات بعدما هجرتها الشرطة وهيئة النظافة والوزارات الى العاصمة الادارية الجديدة .. كانت العاصمة الجديدة كومبوند ضخم منعزل ما يشبه فيلم اليزيوم الشهير. كومبوند يحوى بداخله الرئيس والحكومة والبرلمان والوزارات ورجال الاعمال والاثرياء وكانت على الطراز الغربى تبدو كانها قطعة من اوروبا وامريكا. غير مسموح فيها باللحى والحجاب والعباءات ولها اعلامها وقنواتها الخاصة التى تذاع فيها. كانها تضم شعبا اخر ودولة اخرى ابعد ما تكون عن بقية مصر التى تحت سيطرة واحتلال عسكرى سعودى وتركى مشترك. احتلال يباركه الشعب ولا يراه احتلالا لانهم مسلمون مثله ولان كثيرا من افراد هذا الشعب ذهبوا للسعودية فى اعارات كثيرة وقتما كانت مصر دولة مستقلة. وابهرت الريالات عيونهم وباعوا مصر وباعوا المبادئ الغربية العلمانية التى كانت فى مصر وفى عقولهم بالريالات. واصبحوا حين عودتهم واولادهم الى مصر كارهين لمصر يتحرقون شوقا لاستيلاء ال سعود واردوغان على مصر.

صمت خونسو قليلا وتفرس فى وجهى حتحور ولمى ديمة. كانت حتحور غاضبة من مثل هذا المستقبل المظلم الذى يروى لها لمحات منه. اما لمى ديمة فكانت تتعجب ويملا وجهها الغضب ايضا لانها تعلم الان ضمنيا ان سوريا ستقع تحت الاحتلال من اقذر دولتين دينيتين امبرياليتين اذاقتا سوريا الويلات خلال الربيع الاخوانوسلفى الاوبامى.

قالتا لما طال صمته. اكمل. ابتلع ريقه واكمل. المهم. بقيت العاصمة الجديدة فقط ذات روح مصرية واوروبية مشتركة وتتمتع بالحريات والعلمانية. ففيها حكومة الوالى المصرى ورجال اعماله والبورصة الخ. وكان هذا الاتفاق بين ال سعود واردوغان وبينه. ترك لهم مصر يعربدون فيها مقابل ان يسمحوا له بالربح والحياة كما يشاء فى عاصمته الجديدة. لكن العاصمة الجديدة مع الوقت احتاجت بعض الكناسين ومن يعملون بالمهن الوضيعة. وحاول سكان العاصمة الجديدة استقدام كناسين من الغرب او من اسيا الصفراء. فلم يقبل احد الذهاب لبلد محطم محتل كهذا. رغم كل الاغراءات. فلم يعد امام سكان العاصمة الجديدة سوى استقدام بعض الشباب المحطم من ارياف مصر ولكن من الجيوب القليلة التى بقيت فيها اللهجة العامية المصرية والتى لم يتشبع فيها الشباب بالفكر الاخوانى والسلفى والازهرى. خشية على سكان العاصمة من ال 150 مليون مصرى المتشبعين بهذه الافكار والمطلقى اللحى والمرتديات النقاب والحجاب والعباءة. كانت لا تزال هناك جيوب مقاومة تحت الارض فى انفاق القاهرة. تقاوم الاحتلال وتتعلم من كتب ومراجع كليات جامعة القاهرة المغلقة والمتربة والمهمدمة الان. كتب من عصر مصر المستقلة من اعوام 2018 و ما قبلها. كان الشباب المثقف الذى يكتم علمانيته ولادينيته فى قلبه يتعلم من اساتذته واقاربه فى هذه الانفاق ثم يخرج وقد ركب اللحى المستعارة لئلا يؤذيهم ضباط ال سعود ولئلا يفتك بهم الشعب العظيم وعوامه. وعلم الشباب باعلان الوظائف هذا. كان حال مصر انذاك مثل حالها فى عهد فاروق وفؤاد. تخلف شديد وفقر مدقع واقطاع. وراسمالية متوحشة وثروة فى يد القلة. واحتلال. لم يبقى الا ارتداء الطرابيش لتشعر انك فى عصر نجيب الريحانى. لكن مع فارق جوهرى انه كانت توجد جاليات ايطالية ويونانية ويهود الخ لكن فى هذه الخرابة الافغانية الصومالية الليبية الباكستانية لم يكن هناك سوى عوام متعصبين ملتحين ومنقبات ومحجبات معبآت بالعباءة وسلطة احتلال سعودية وتركية سافرة تعمل على بقاء الشعب المصرى غارقا فى تعصبه الاسلامى السلفى والاخوانى ليقاوم اى محاولة استقلال. لم يبق من مصر شيئا بفضل واليها. لما راى الشباب العلمانى الذى يكتم علمانيته ولادينيته اعلان الوظائف. قرروا الالتحاق بها. ليس فقط لرفع مستواهم الحياتى. ولكن ايضا املا فى معرفة نقاط ضعف المدينة الحصينة جدا كتحصينات القسطنطينية. وفى الاستيلاء على الحكم يوما. ايمانا منهم بان تلك اهم خطوة نحو اجلاء الاحتلال الاسلامى التركى والسعودى عن مصر.

ولكن كيف يستطيعون الالتحاق بالوظائف وهى تشترط الا يكونوا من اصحاب اللحى ولا الفكر الاخوانى السلفى السلفى. شروط تعجيزية فى مصر 2040. لكن جريدة العاصمة الجديدة كانت تؤكد معرفة الحكومة بوجود جيوب فوق بقاع محدودة من ارض مصر لا يزال اصحابها لا يتكلمون التركية ولا اللهجة السعودية. ولا يزالون يرفضون اطلاق اللحى ونساؤهم محجبات اضطرارا لكن داخل قراهم واحيائهم التى حصنوها بحنكة وبتقنيات البقاء يسرن سافرات متبرجات وبملابس غربية. وفشلت سلطات الاحتلال وعملاؤهم من العوام. فى اقتحام قراهم واحيائهم. لذلك دخل الشباب احياءهم فى انتظار مجئ طائرات العاصمة كما اعلنت الجريدة لتختار المناسبين. وبالفعل اختار مسؤولو العاصمة عدة شباب حليقى الوجوه وتحروا عنهم. ومن بينهم كان صديقى


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل العاشر

جلس خونسو وحتحور ولمى ديمة على مائدة الغداء الذى اعدته الفتاتان. وبداوا يتناولون طعامهم. ولما فرغوا من الغداء. بدا خونسو يكمل قصته التى يلقيها على مسامعهما. كان صديقى محمود يعتبر جامعيا بمقاييس هذا العصر. فكما قلت لكما تعلم فى انفاق المقاومة تحت الارض على يد اساتذة جامعيين حقيقيين وكتب جامعة القاهرة. كان خريج كلية الاداب قسم التاريخ. كان شابا رشيقا اسمر سمرة مصرية محببة واجعد الشعر قليلا. يشبه احمد زكى. حين دخل بصحبة الشباب الاخرين من البوابات المتتالية الحصينة العالية الاسوار والفائقة الحماية لقسطنطينية العصر. العاصمة الادارية الجديدة عاصمة الوالى السيسى ورجال اعماله وحكومته. انبهر مثل بقية الشباب بالنظافة والثراء والحياة الانسانية الطبيعية. لم يجد رجلا ملتحيا واحدا ولا امراة منقبة او محجبة او معبأة فى العباءة تسير فى شوارع المدينة. بل كان سكانها يشبهون افلام مصر الثمانينات من القرن العشرين وما قبلها. ويشبهون عائلات الافلام الامريكية التى كانوا يشاهدونها سرا فى انفاق المقاومة للاحتلال السعودى التركى الاخوانوسلفى الازهرى. كانت كأنها مدينة اوروبية او امريكية لا صلة لها بالخراب الذى يعم بقية مصر اليوم. كأنك دخلت الى دولة اخرى. استمع محمود الى اصوات قنوات التلفزيون الفضائية والمسلسلات والمذيعات ... لقد اخبره اساتذته انه لما ساءت الامور وتم احتلال مصر على يد السعودية وتركيا. قرر الممثلون المصريون الفرار بثرواتهم المليونية الضخمة ومعهم لاعبو المنتخب المصرى واتحاد الكرة الى الخارج الى الغرب. وعاشوا هناك. وتقاعد معهم السيسى ليقدموا مسلسلاتهم ومبارياتهم من الخارج للترفيه عن سكان العاصمة الادارية الجديدة. اخذ الشباب يتاملون فى جوع وحرمان واضح كم المطاعم الفارهة والرفاهية وفى الشوارع راقصات باليه وكم المراقص ايضا سواء للرقص السلو للزوجين او الرقص الشرقى. كانت المدينة تمثل مقارنة مع بقية مصر تناقضا صارخا. كانت تمثل تحالف الراسمالية مع التنوير والتغريب. بينما بقية مصر تمثل تحالف التعصب الاسلامى السعودى التركى الاخوانوسلفى الازهرى مع الفقر المدقع والعزلة عن العالم. كانت العاصمة الادارية الجديدة تمثل نيويورك مثلا وبقية مصر تمثل الصومال او افغانستان او ليبيا بعد القذافى او السعودية او باكستان. تجول الشباب فى المدينة تحت حراسة مشددة لانه لا احد يامن جانبهم رغم التحريات ولا يامنوا ردود افعالهم على الاستفزاز والبون الطبقى الشاسع كان الامر يشبه دخول احد افراد الشعب المصرى الفقير الى سراى عابدين فى زمن فؤاد او ابنه فاروق. او حتى الى سراى احد باشاوات الوفد واقطاعييه. او سيره حتى فى وسط البلد بالقاهرة انذاك. كانت الجامعة جامعة العاصمة تتوسط المدينة. وجوارها منتدى للمثقفين العلمانيين واللادينيين هكذا كتب على باب المبنى العريق الطراز ذى الاسوار الحديدية. لم يكن فى المدينة اثر لمساجد او ايات قرانية ولا لكنائس ايضا. هذه المبانى كانت لخداع الشعب المغفل هى واستادات كرة القدم .. كان محمود يعلم ان النايلسات اليوم لا يستضيف قنوات اسلامية ولا مسيحية ولا قنوات رعب. بل قنواته الان ترفيهية وعلمانية ولادينية مشفرة لا يفك شفرتها الا سكان العاصمة الادارية الجديدة. اما بقية مصر فمحظور فيها التلفاز اصلا واللابتوبات. ومن الاساس الكهرباء مقطوعة معظم الوقت. والمرافق مهدمة ومدمرة ومهملة. وكذلك البيوت. لكن الشعب بمعظمه مقتنع بما هو فيه وكل صباح يلتقون بجنود ال سعود وال اردوغان ويحيونهم بحرارة وصدق. فهم من دلوهم على الاسلام الحقيقى منذ سنوات مبارك والسيسى وكانوا يتحرقون شوقا لهذا الفتح المبارك والخلافة المباركة السعودوتركية. والشعب يرى ان اهمال الخدمات والمرافق هو ابتلاء من الله وتكفير لهم عن سيئاتهم العلمانية وتسامحهم السابق مع الاقباط وسكوتهم عنهم. لذلك الشعب المصرى بمعظمه راض كل الرضا عن حاله. مغسول الدماغ كرويا واسلاميا. كما غسلت ادمغة الاقباط على يد السيد تواضروس المنبطح حتى قتلوا او انقرضوا او اسلموا مع دخول اول جنود الفتوحات السعودية والتركية الى مصر بمباركة واستنجاد من السيسى. لشعوره ببعض القلاقل.

اخيرا وصل موكب الشباب ومن حولهم شرطة العاصمة الى مقر التوظيف. تعامل المسؤولون هناك معهم باحتقار وتافف شديد. وادخلوهم للاستحمام والكشف الطبى للتاكد من الا يكونوا حاملين لاى اوبئة او امراض معدية. قرروا بعد ذلك اخضاعهم لاستجواب وتقييم نفسى للحكم على ميولهم الثورية وحقدهم الطبقى ومقدار الخضوع والطاعة بلا نقاش. اجتاز عدد من الشباب الاختبارات ومن بينهم محمود. ورسب الاخرون فاصطحبهم الجنود بغلظة وعنف الى خارج اسوار العاصمة الادارية الجديدة. ورموهم بالخارج كما تلقى القمامة.

كانت البنوك فى العاصمة الجديدة محدودة ومقصورة الدخول وفتح الحسابات على سكان العاصمة. سمع محمود اقاويل وشائعات عن كم الاموال اللامتناهية المودعة فى حساب الوالى وحكومته ورجال اعماله. فكر فى ذلك وهو ينهض مع بقية الشباب ليصطحبهم الجنود ومسؤولو التوظيف سيرا على الاقدام الى الجهات التى تم تعيينهم بها. عين اغلب الشباب فى مواقع البناء الشاقة وفى مهن النظافة وكنس الشوارع. لكن حظ محمود الحسن كما اخبره بذلك احد الجنود واحد مسؤولى التوظيف. اوقعه فى وظيفة هينة وسلسة وسهلة. ومجزية. انها وظيفة جناينى وبستانى فى فيلا اسرة رجل اعمال مهم جدا وكبير وله صلات نسب وصهر مع الوالى وعلاقات وطيدة مع الحكومة والبرلمان. تم شحن الشباب معا فى عربة بوكس مثل سيارات المتهمين والمجرمين المصفحة للشرطة. بطريقة منعدمة الكرامة والاحترام. وظل الجنود ياخذون شابا شابا حيث تقف السيارة للحظات او تبطئ سرعتها فيقذفون الشاب فى الشارع عند الموقع الذى اختير للعمل فيه. حتى بقى محمود فقط. ولكنه لاحظ معاملة افضل فى التعامل معه ربما بسبب وظيفته ومكانة رئيسه .. انزلوه برفق واصطحبوه الى اسوار القصر الكبير المشيد رغم حداثته على الطرز الاوروبية الكلاسيكية والرنيسانسية كانه سراى قديمة لبعض باشاوات فاروق الاول. كانت اسوارا حديدية مطلية بالاسود وعالية ومزخرفة بعناية وفن كلاسيكى ايضا. واقترب الشاب فى ذهول مما يراه منذ ان ولجت قدماه ارض العاصمة الادارية الجديدة. ويدا الجنديين من حوله تقبضان على ذراعيه باحكام كانهما يخشيان ان يهرب. وتابع الشاب بانبهار فائق للغاية كم الاشجار المعمرة والعملاقة من فيكس نتدا ودفلة وكافور الخ التى تزين حديقة السراى المترامية الاطراف والشاسعة المساحة. وقف الجنديان ومعهما محمود امام البوابة واستخرج احدهما من جيبه اوراق محمود وقدمها لحراس البوابة الذين قراوها وتمعنوا فيها لوقت طويل ونظروا بحذر وتفحص طويل الى محمود .. كانوا مثل ضباط الجوازات او حرس الثكنات او حرس الحدود وبوابات الدول. تشعر انهم لن يدعوك تعبر ابدا وربما يفاجئونك مهما كانت اوراقك سليمة ومطمئنة باطلاق النار عليك. وهذا ما شعر به محمود بالفعل. وحاول ان يخفى تعبير الخوف والقلق الذى اعترى وجهه كما حاول جاهدا ان يخفى الارتعاش والرجفة التى اصابت جسده ويداه. وان يوقف العرق الذى بدا ينبع من مسام جبهته. وفجاة فتح الحرس البوابة بعدما اعادوا الاوراق الى الجندى. وتنفس محمود الصعداء بعدما شحب وجهه وسقط قلبه بين ضلوعه. ابتسم الجنديان والحرس يتلذذون بعذاب الفتى. ثم دخل محمود بصحبة حرس السراى الخاص وعاد الجنديان الى السيارة المصفحة.

سار محمود كثيرا فى طرقات حديقة السراى وسمع تغريد العصافير والطيور وتشمم رائحة الزهور ورائحة الاشجار واوراقها الخضراء وحتى اوراقها الجافة الميتة الساقطة على الارض حول الاشجار. كان جوا صحوا وصحيا وظل محمود فيه كالمسحور ولا شك. اخيرا وبعد مسافة طويلة بلغوا مبنى السراى. كان مبنى ضخما وكلاسيكيا كما راه محمود من عند البوابة لكنه راه صغيرا ولم يتفحصه جيدا لبعد المسافة. الان يراه ضخما جدا وواسع المساحة ويعتبر مبنى مركب من عدة مبان واجنحة فى مبنى واحد. اعمدة وتماثيل رائعة. كل ما راه محمود فى هذه العاصمة وايضا فى هذه السراى لم يسبق له ان راه فى خرائب مصر الان المحتلة سعوديا وتركيا. خرائب ولاية مصر التى يرفرف عليها علم الخلافة المسماة الولايات العربية المتحدة. شرد محمود وهو يسير مع الحرس فى الحديقة. وتذكر ما علمه اياه استاذه وكيف بدات ماساة مصر حين انصاعت للسعودية والاخوان والسلفيين والازهر مع ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 الاسلاميتين المتعصبتين .. وكيف قرر الغرب العلمانى المتقدم الراسمالى بعدما انفرد بالعالم بعد اسقاطه الاتحاد السوفيتى ودولته اللادينية الملحدة .. قرر احياء النعرات الاسلامية المتعصبة واحياء مومياء الوحش المسمى الاسلام بمحمده وحجابه وقرانه على يد حلفاء الراسمالية الغربية السعوديون والاتراك الاردوغانيون واخوانهم وسلفييهم الخ. وعلى يد اوباما وليبراليى ويساريى امريكا واوروبا انذاك تم اسقاط الحكومات العلمانية فى ليبيا وتونس ومصر وسوريا واستبدالهم بالدواعش والاخوان والسلفيين بما فيهم الاخوانى العسكرى السلفى الهجين والى مصر الحالى. اليوم العالم منقسم بين اليزيوم مثل الفيلم وهى الغرب واسرائيل وحتى روسيا والصين وعاصمة السيسى .. واولاد دين الكلب اولاد البطة السوداء من العوام الذين اطلقوا لحاهم وارتدوا الحجاب والنقاب والعباءة واعتنقوا السلفية والاخوانية ورحبوا غاية الترحاب بالاحتلال التركى والسعودى واعلان الخلافة.

بدا على وجه محمود وعقله دون قصد منه يستحضر قصة الماساة. حتى انه افاق على وقوفه امام السراى. ثم انفتح باب السراى الحديدى المصمت الثقيل وتلاه باب حديدى من قضبان مزخرفة يغلفه زجاج انجليزى مصنفر. انفتح الباب وخرجت فتاة دق لها قلب محمود بمجرد رؤياها. كانت فتاة ممتلئة القوام ترتدى ملابس ضيقة حلوة. تبرز تعاريج وانحناءات جسدها المتفجر بالانوثة والطاقة الحسية العالية. لم يبد على الحرس ادنى انبهار او تعبير سوى الاحترام الجم. وفيما تهبط الفتاة تطقطق بكعبها العالى الابيض المغلق الكلاسيكى الكبير الدال على سمنة وكبر قدميها مما اعجب محمود ايضا. تهبط على سلالم السراى الواقعة بين ارض الحديقة وباب مبنى السراى وكانت سلالم كثيرة. صاح الحرس بلهجة رسمية واحترام. الولد الجناينى وصل يا نجوى هانم.

تاملها محمود بقوة لم يستطع كبح جماح عيونه من النظر اليها. كان جسدها رشيقا رغم امتلائها نوعا. وكان اثقل وابرز ما فى جسدها نهداها. كانت بالتاكيد ترتدى سوتيان. كانا يقفان ويبرزان عن استواء جسدها شامخين متمردين عاليين دليل على ثقلهما. غاية الانوثة. ونظر محمود فى وجهها. كان وجهها حلوا وجميلا فى كل تقاطيعه. وشعرها الاسود الطويل الناعم الغزير. كانت ملامحها مصرية ويمكن ان تظنها ايطالية ايضا. كان وجهها بيضاويا كالقمر. بيضاء. رقيقة الحاجبين. اقتربت فتشمم محمود على الفور عطر ياسمين عربى او فل منبعث منها بقوة. مدت يدها وسلمت عليه. وكانت يداها ممتلئة بخواتم ذهبية وذراعاها ببعض الغوايش. احس بيدها ناعمة تذوب فى يده. قالت للحرس. انصرفوا الان الى عملكم.

ظل الفتى ينظر للفتاة بقوة وانبهار. وبادلته النظرات فى صمت بعيونها السوداء المصرية مثل عيونه ومثل شعره وشعرها. حتى ضحكت اخيرا مما اربكه واخجله وقالت. كفاية هتاكلنى بعينيك. قال محمود بصدق حقيقى. لا ادرى ماذا اصابنى. انا اسف. ضحكت وقالت. كنت تبدو مثل الابله ولا ينقصك سوى لسان متدل. الم تر بشرا من قبل. قال محمود. لم ار مثلك يا نجوى هانم. قالت نجوى. اليست عندكم فتيات فى القاهرة. قال محمود. لم اختلط بفتيات معظم حياتى واخوتى ذكور. وعشت معظم حياتى فى انفاق هربا من السعوديين والاتراك الذين يطاردون اسرتى. قالت نجوى. اها انت متمرد اذن. الا تخشى ان ابلغ عنك الوالى. قال محمود فى حزن. ابلغى يا هانم. فلو قتلونى او سجنونى على الاقل سارتاح او يطعموننى ولا ابقى فى الخرائب. قالت نجوى. انت جرئ جدا. ارجو منك الا تخبر احدا بالداخل ابى وامى اقصد بما قلته لى. خفف من حسن نيتك هذه. وقد علمت الان سبب انبهارك. انت اعذر هاهاهاها. من مواليد اى شهر انت يا محمود. قال محمود. اوائل سبتمبر. ضحكت وقالت. وانا اوائل يناير. حسنا عذراء وجدى. مش بطال. مش بطال ابدا. واشارت اليه ليدخل خلفها الى داخل السراى ليتلقى بوالديها كموظف جديد.

لم يكن محمود مسلما اصلا. بل هو واسرته مسيحيون اقباط. ولكن تحت ضغط الخلافة وتهديدات ال سعود وبنى اردوغان على الاقباط كما ذكرنا قسم اسلم ظاهريا خشية القتل وقسم رفض الرضوخ للغزاة ورفض التخلى عن دينه والهه فقتلوه شر قتلة. ولم يكن اسمه محمود بالتالى بل كان اسمه توماس. وبقى يكتم ايمانه المسيحى حتى اليوم هو واسرته. ولكن اسرته وهو يتظاهران باداء الشعائر والفروض الاسلامية. ولا يزال على اعلى كتفه وشم صليب. تخفيه الملابس. ونصحه والداه بازالته مرارا خشية انكشاف امره يوما ما فيناله القتل من شرطة الوالى او جنود الخليفة السعودى والخليفة الاردوغانى. فكر محمود فى ذلك كله وهو يرى ويعلم ان نجوى هذه التى اغرم بها من اول نظرة هى حلم مستحيل حتى تخيله. ليس فقط بسبب البون الطبقى الشاسع وتجريم قانون العاصمة الزواج او الحب ببن احد العوام ورجل او امراة من سكان العاصمة. بل ايضا بسبب ان نجوى مسلمة المولد ومن عائلة مسلمة. كما يتضح من لوحات الايات القرانية التى تملا السراى رغم علمانية الاسرة. وعلمانية العاصمة وسكانها. لان الام متدينة كثيرا كما علم محمود توماس لاحقا.

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الحادى عشر

سكت خونسو عن رواية قصة محمود ونجوى فى مستقبل مصر المظلم. او بالاحرى اسكته اغماؤه. افاق بعد قليل متعرقا ومبتسما فى ضعف. قال. عرفت المزيد من ذكرياتى. تصورن ان لى شبيه توام فى كون مواز لكوننا. فى كوكب ارض مواز. او فى كوكب يدور حول نجم الفا سنتورى او حول نجم ما فى مجرة اندروميدا موازية. هذا الفتى لديه حبيبتان توامتان متماثلتان. احداهما تعمل فى مصلحة سك العملة والاخرى تعمل فى جوقة كورالية كنسية وايضا تعمل ساعاتية ساحكى لكما قصته فى وقت اخر.

استند خونسو عندئذ على ظهر كرسيه وهو جالس جوار الفتاتين حتحور ولمى ديمة فى شرقة شقة المعمورة بالاسكندرية المطلة على حديقة غناء رائعة ملاى باشجار الفيكس والسيسبان والورود والكافور. سكت قليلا وهو يتناول بعض العجوة التى جلبوها معهم من القاهرة بيده ويخرج منها نواتها ثم يطعمها لحتحور ويقبلها من فمها بعمق. كرر ذلك عدة مرات وحتحور تبتسم له بسرور متواضع وانفعال جياش تخفيه ببرود امام لمى. لكن لمى صرخت كالاطفال تريد معاملة مماثلة او شبه مماثلة. عندئذ قرر خونسو مناولتها بعض العجوة فى فمها لتصمت. فاكلتها وضحكت. ثم قال خونسو تحسبا لتذمرها اكثر من ذلك. يا زميلة مارلين مونرو فى برج الجوزاء يا جذابة. دعك من المعاملة بالمثل فهذا ما يمكن وهذا المتاح.

ثم بدا يتكلم بهدوء وشرود. اتعلمان لماذا فشل العلمانيون والمسيحيون واللادينيون وكل المتضررين من التعصب الاسلامى فى مصر... ببساطة لانه يلزم لنجاح اى حركة سياسية ذات قضية فكرية وايديولوجية اسباب معينة انجحت الاخوان والسلفيين والازهر وافتقار العلمانيين والمسيحيين واللادينيين لها افشلهم.. منها التمويل وامتلاكهم استثمارات و قوة مؤثرة وتظاهرية وضاغظة تحسب لها الدولة الف حساب وتقيم لهم وزنا .. ومنها النفوذ الكبير بالداخل والخارج والصلات والعلاقات .. ومنها امتلاكهم قنوات فضائية لحسابهم وبرامج كثيرة فى فضائيات مصر .. ومنها ايضا توحدهم واتفاقهم على مبادئ علمانية جامعة موحدة لا لبس فيها .. ومنها امتلاكهم احزاب سياسية ممثلة فى البرلمان ..

سكت خونسو وقالت حتحور. كلامك صحيح وتحليلك مضبوط يا حبيبى. انك تلميذ متفوق على استاذته. ضحك خونسو وقال. فخور بانك معلمتى واستاذتى وحبيبتى. احمر وجه حتحور وبدا الغضب والغيرة قليلا على وجه لمى ديمة ثم ابعدت وجهها كالطفلة واصدرت صوتا لا مباليا. ثم ضحكت واستعادت ابتسامتها الشبيهة جدا بابتسامة مارلين مونرو.

ويعود خونسو ليروى..

دخل محمود توماس الى القصر او الفيلا او السراى سمها ما شئت خلف الفتاة الممتلئة نجوى. وانصرفت نجوى جانبا. وهى تشير لمحمود ليستمر فى السير من ساحة الفيلا الداخلية ذات العمودين واتجه صوب القاعة الداخلية التى تنتهى بالسلم الرخامى. طبعا السقف مزين بالثريات الكريستالية الضخمة. والجدران مزينة بلوحات كلاسيكية او رنيسانسية والاركان وحتى بداية درابزين السلم مزين بتماثيل مرمرية وبروزنية لملائكة والهة وبشر نساء ورجال شبه عراة على الطراز الرومانى. وبعض التماثيل الفرعونية المقلدة لتحتمس وحتشبسوت وخفرع وخوفو وبطليموس الاول.

وعلى حائط قريب من السلم المرمرى. اطار لشهادات نجوى ووالدتها الجامعية من كامبريدج امريكا وايضا اوكسفورد بريطانيا وسوربون فرنسا. كانت امراتان محبتان للتعليم والعلم... ونظر محمود الى الشهادات بحسرة. حيث تذكر كيف قص عليه رجل فى مقام والده وصديق لوالده قصة بنات خالته فى رشيد .. قصتهن او ماساتهن وماساة اخوتهن الذكور. والتى وقعت احداثها فى عهد مبارك. اى قبل السيسى وقبل اكثر من خمسين عاما.. وكانت ارهاصة وبداية لشعار والد محمود لا الدولة فى مصر تريد السمو بالشعب ولا الشعب يريد السمو بنفسه. الشعب يرفض العلمانية ولا يريدها ويرفض الحريات الفنية والابداعية والجنسية والدينية والسياسية ولا يردها ويكره المسيحيين ولا يحبهم ويرفض خلع الحجاب ويرفض التخلص من تبعيته الفكرية والدينية الخ للسعودية وتركيا اردوغان. فلا تنخدع بمصطلحات ومبررات المؤامرة الغربية او ان الدولة هى من اخونت ومسلفت الشعب. بل الشعب مسؤول مسؤولية كاملة وليس قاصرا.

فكر محمود والخادم الاسمر يشير اليه ليجلس على الاريكة الفخمة قرب السلم النازل من الطابق العلوى. ولينتظر وصول رب عمله والد نجوى. فكر محمود فى ماساة بنات خالة الرجل الذى فى مقام والده .. كان والد الفتيات سلفيا ملتحيا متعصبا.. كان يمتلك مقهى يدر عليه ريعا محترما... لكنه عمل بالاوقاف خادما لمسجد. وبدات تحولاته من العلمانية او من التحضر الى التدين والتمسلف. كان مهووسا بالانجاب. فانجب ولدين واربع بنات. لم يكن عادلا فى تعليمهم. فحمل بعضهم الابنة الكبرى والابن الاكبر والابنة الوسطى الثانية مؤهلات متوسطة فنية. واحداهن الابنة الوسطى الاولى حملت ليسانس اداب جغرافيا. وادخل الولد والبنت الصغار تعليما ازهريا وجنى عليهما... كان قد تمسلف بفضل جهود السادات وراسمالية مبارك وتخلى الدولة عن توظيف الشباب وتشجيع التعليم الجامعى وبفضل سماح الدولة بوجود السلفيين والاخوان والافراج عنهم ونشر افكارهم بمعرض الكتاب وبسفر مواطنيها لمعقل الارهاب السلفى السعودية.

كان مشروع الرجل الرشيدى الاوقافى السلفى هو تزويج بناته لملتحين ومتطرفين وغسل ادمغتهن وادمغة ابنه الاصغر اما الاكبر فتمرد عليه.. واعتبرت البنات عقم الاكبر عقابا الهيا له. فشلت زيجات بناته وحياتهن بنقابهن وخمارهن الذى فرضه عليهن واقتنعن به. كان هو نفسه المشروع القومى للشعب المصرى زواج وانجاب وتكفير وحجاب واضطهاد اقليات وتعصب اسلامى ازهرى اخوانوسلفى سعودى خليجى تركى. فكر محمود كم كان الامر ليختلف لو ان هذا الرجل الرشيدى كان عاقلا وعلمانيا. وادخل اولاده الستة كلهم الجامعات والتعليم العادى غير الازهرى. وتخرجت الفتيات الاربع والولدان من كليات الطب والهندسة والحقوق والفنون الجميلة والاداب والصيدلة او الاعلام او الحربية او الشرطة. لكانوا افادوا مصر والمصريين. وافادوا انفسهم وعائلتهم. لامتلكوا هوايات وبطولات رياضات اولمبية الخ. لالتحقوا باحزاب علمانية ولنادوا بالحريات والتنوير والقيم الغربية ولنبذوا التحريض ضد اسرائيل ولنبذوا الراسمالية ولنبذوا السعودية وتركيا ولنبذوا الخلافة والحدود والتكفير والقتال والعنصرية والرجعية والبداوة والوحدة العربية. كان هذا الرجل الرشيدى الاوقافى هو سبب انحطاط الشعب المصرى. وتدمير الشباب والنشء مما مهد الى احتلال مصر عسكريا سعوديا وتركيا بمباركة من ساسة الغرب وقيام الخلافة الارهابية الازهرية الاخوانوسلفية الراسمالية بمباركة غربية ليبرالية ايضا.

افاق محمود توماس من افكاره وشروده. على صوت والد نجوى ووالدتها ينزلان السلم بصوت عال.

كان والد نجوى اشيب وقورا لطيف المحيا. طويل القامة رشيق القوام. بما يجدر برياضى او ضابط جيش. وجواره والدة نجوى شعرها مسترسل كابنتها وغزير بلا حجاب وترتظى فستانا جميلا وكعب عالى وهى اقصر من زوجها وتميل للامتلاء والسمنة بلا افراط. جسدها تضاريسى انثوى مثل ابنتها. عبوسة نوعا وتميل للصرامة. فى الحقيقة كلاهما كان يميل للصرامة والجدية والعبوس مع كثير من التكبر فهم من الباشاوات الجدد الذين صنعهم جيش السادات ومبارك وطنطاوى ومحمد مرسى والسيسى.. جيش دعم الحجاب والسلفية والاخوانية والازهر والسعودية والتخلف والجهل والراسمالية. واجها محمود توماس اخيرا وقال له الاب بصرمة. انت الجناينى يا ولد ؟ انحنى محمود بتذلل وقال. ايوه يا سيدى الباشا. قالت الام فى تافف واشمئزاز واضح. الولد ضعفان اوى ما اظنش يقدر على وظيفته عندنا. قال الاب. لا. يقدر. انا اخترته. احسن الموجودين. يا ولد روح لرئيس الخدامين فى الاوضة اللى هناك دى وهو هيعرفك مهام وظيفتك الجديدة. اتفضل.

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الثانى عشر

سكت خونسو وكل من حتحور ولمى ديمة تنظر اليه باهتمام وانصات كامل لقصة محمود توماس وعائلة نجوى التى يرويها من احداث مستقبل مصر. وقال. يا حتحور من فضلك جهزى لى بعض الحلوى او سندويتشا من عمل يدك. قالت حتحور. حسنا. وهمت بالنهوض فمنعتها لمى وقالت بلهجتها السورية. الا تريد عزيزى ان تجرب عمل يدى يوما من المطبخ السورى. قال خونسو فى سرعة. ليس هذه المرة يا لولو. لكنى اتطلع شوقا للتجربة. نهضت حتحور مغتاظة ولكن سرعان ما اخفت انفعالها وهى ترى وجه لمى ديمة الجذل. ونهضت تعد ما طلبه خونسو مثل زوجة مطيعة وحبيبة طيبة يندر او ينعدم وجودها هذه الايام فى مصر 2018 التى اصبحت فيها الفتيات يعتبرن ان خدمتهن لازواجهن اهانة وكأنها خادمة وافتى الشيوخ بعدم وجوب خدمتهن لازواجهن وانها لو خدمته بطبخ او غسيل او مسح او خياطة هو واولادهما فهو تفضل منها وليس واجبا عليها .. مصر 2018 التى اصبح فيها الزواج صفقة مالية لاهل الفتاة وللفتاة بكتابة الشقة باسمها وعمل قائمة اثاث كعهدة على الزوج ومهر بالالوف ومؤخر بالالوف وحساب فى البنك وغوايش ومصوغات ذهبية ثقيلة فى خزانة ام العروس.

عادت حتحور بعد فترة وجيزة بالطعام الفواح لخونسو. والذى التهمه بامتنان وسعادة .. وبينما يتناوله قالت حتحور. اعرف شقيقا لصديقة لى اكبر منها ومنى سنا عزف عن الزواج حتى بلغ السابعة والثلاثين من عمره. اوقف حياته بسبب احوال مصر المتردية. يقص على اخته كيف يحلم فى منامه او يقظته بين وقت واخر بفتاة يحبها تشبه مونيكا بيلوتشى. نفس الوجه والقوام ولون الشعر .. ايطالية او تشبه الايطاليات.. انيقة مثلها .. ترتدى فساتين مثلها وكعب عالى وبلا حجاب ولا عباءة ولا نقاب. تسير جواره فى شوارع الحى الثانى عشر بمدينة 6 اكتوبر .. هذا الحى الخرب الصحراوى العديم الاشجار رغم مساحاته الفارغة الواسعة .. هذا الحى الذى يرى من نافذة شقته بالدور الثانى كل صباح رجاله ملتحين وريفيين وبجلابيب ونساءه بعباءات وحجاب او نقاب او خمار .. كل هذا العقم الاسلامى المتعصب الذى بلغته مصر وحيه هذا يجعله يتمنى ان يسير صباحا او ظهرا صيفا وشتاء وليلا فى نفس هذه الشوارع مصطحبا حبيبته بفستانها وطباعها وقيمها الاوروبية وكعبها العالى وشعرها المكشوف امام هؤلاء المتعصبين لعلهم يتعلمون ويتغيرون للافضل ويتخلصون من خليجيتهم وملابسهم الاسلامية المتعصبة. كان يحلم بالمستحيل ويحب بلا امل فتاة خيالية لا يدرى اهى موجودة بالفعل ام لا ام عليه الوقوف عند باب سفارة ايطاليا او الولايات المتحدة للسفر للقائها او للقائها فى صورة موظفة بالسفارة. ايعقل ان يجد مصرية ومسلمة بهذه الصفات. مطيعة له تماما وتخدمه بعيونها ويتزوجها وينجبان طفلا وطفلة يسمياهما تحتمس جيسون ونفرتارى امبر اماندا. ويعلمانهما حتى يصبحان علمانيين متنورين لادينيين يحبان البشرية واديان العالم ويرفضان الحجاب والحدود والتكفير ويرفضان الاخوانية والسلفية والازهرية ويرفضان ال سعود واردوغان. وحين يسير الاربعة اى هذه العائلة فى حيه الثانى عشر. يبدون مثل عائلة فيلم "وحدى بالمنزل" نفس الاناقة والشعور النسائية المكشوفة. يبدون كانهم قطعة من اوروبا واهل اوروبا القرن العشرين والحادى والعشرين. او كانهم قطعة من مصر الناصرية الاشتراكية العلمانية الموالية للسوفيت ولالحاد الدولة بالخمسينات والستينات. او حتى من مصر السبعينات والثمانينات والتسعينات قبل وباء الحجاب الساداتى المباركى السيساوى الاخوانوسلفى السعودى الاردوغانى ووباء الربيع العربى المجرم. وباء مصر الراسمالية الفاروقية الموالية لامريكا وللسعودية ولتركيا اردوغان العثمانية والموالية للخلافة والاحتلال العربى الاسلامى. كان شقيق صديقتى ايضا انطوائيا غير اجتماعى يحب العزلة ويضيق بالضيوف والاقارب وهذا قد يسبب له متاعب جمة مع اجتماعيات واقارب الزوجة المصرية. قلت لصديقتى يا خونسو ان حلمه ليس بعيد المنال. بل هى امور بسيطة سهلة التحقيق لو ارادت عروسه وفتاته المصرية المسلمة ذلك واذا كانت تحبه واذا كان لديها اهل عاقلون.

كان خونسو ولمى ديمة ينصتان باهتمام لحديث حتحور الثورية الحملية فى ان واحد.. كانت من النوع الذى يشعرك بحديثه فى اى موضوع بالاستئناس والائتناس والدفء والطمانينة. وقال خونسو اخيرا ببطء. اشعر بالفة غريبة مع شقيق صديقتك هذا يا حتحت. اشعر كأنه انا او كأننى هو وكأن حلمنا مشترك. على كل حال اتمنى له ان يلقى حبيبته وفتاة احلامه بمواصفاته. كما وجدتها فيك يا حتحت. واتمنى ان يرحل من مصر قبل اتمام مشروع نيوم والجسر السعودى المصرى الذى سيكون للاسف بداية الاحتلال السعودى التركى بمشاركة اردنية لمصر وقيام الخلافة السعودوتركية بمباركة امريكية واوروبية.

قالت لمى ديمة. ايعقل ان يحدث ذلك يا خونسو. لقد كنت اظنك تلفق قصصا والسلام. قال خونسو. للاسف سيحصل حتى لسوريا بلدك يا لولو. ولا حل امامنا لتغيير التاريخ. الشعب المصرى خصوصا بشبابه واطفاله تلوث بخطة ساداتية مباركية. وللاسف لم يناضل الناصريون والاشتراكيون النضال الواجب لدحر السادات ومبارك والسيسى. لذلك كانت 2011 واحداث يناير فيها اكبر دليل على مدى التشوه الذى حصل للمجتمع المصرى. الذى اصبح شبابه واطفاله مؤيدين للحجاب والعباءة وللافكار الاسلامية والاخوانية والسلفية وللتبعية للسعودية وتركيا اردوغان. بما يخالف جذريا المجتمع المصرى فى الستينات الناصرية مثلا تماما. الضرر والاذى قد وقع وترسخ بالفعل. ولا اظن ان معجزة من امونرع واولاده الالهة القدامى والمحدثين الهنود والفرس والابراهيميين والرومان والاغريق حتى تستطيع ان تغير عقول شباب واطفال مصر طلائع داعش والاخوان والسلفيين. لقد تسمم شباب واطفال مصر. ولم يبق عاقلا علمانيا فيها سوى كبار السن الطاعنين فيها من مواليد الثلاثينات والاربعينات. اما مواليد الستينات وحتى 2000 فهم ساداتيون وفاروقيون ملكيون واخوان وسلفيون وازهريون واسلاميون متعصبون. حتى فى مجال السينما والغناء اين ستجدين شبابا اكبر منا او مراهقين مثلنا او اطفالا يحبون ام كلثوم ومحمد عبد الوهاب الخ وافلام الابيض والاسود المصرية والافلام الامريكية ما قبل 2000. لقد فسد شعب مصر كما لم يفسد يوما. شعب مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952 كان واعيا ومتنورا ومثقفا ومعاديا للاخوان والسلفيين مما مهد للثورة ومما انتج عصر الستينات الذهبى لمصر. لكن السادات ومبارك تمكنا من محو ذلك بفضل تقاعس اليساريين والناصريين عن التصدى بشراسة وقوة ونجاح لمخطط سعودة ومسلفة واخونة واسلمة ورسملة مصر. والسيسى جاء ليكمل مخطط السادات ومبارك او بالاحرى كان السيسى والربيع العربى الارهابى الاوبامى السعودى التركى حصاد مر وثمرة مرة لهذا المخطط ولا اعفى الشعب المصرى من المسؤولية فلكل انسان مصرى او غير مصرى عقل ومخ. يستطيع به لو اراد ان يبعد اجرام الاسلام السنى عنه ويعتنق العلمانية والتنوير والقيم الغربية كما كان وافضل. لكن الشعب المصرى وضع عقوله على ارفف او تحت حذائه. واطاع السعودية وتركيا اردوغان واطاع الاخوان والسلفيين وعصى الناصريين واليساريين القدامى.

سكت خونسو قليلا. وقالت حتحور ولمى ديمة معا فى حزن. الا يوجد امل اذن. قال خونسو. على حد علمى وبكل الادلة والشواهد والمؤشرات لا يوجد امل. الا اذا خرج اتاتورك ناصرى اشتراكى حقيقى من ضباط الجيش المصرى الصغار وتولى الحكم. عموما لنعد الى قصة محمود وعائلة نجوى. يكفى الخزعبلات التى يتفوه بها شباب مصر فى الفيسبوك يذهبون الى صفحات مصر القديمة ليتقياوا خزعبلاتهم الاسلامية لمهاجمة رمسيس الثانى ونسبة الاهرام لقوم عاد واخيرا محاولة نفى اختراع الفراعنة للختان والمكابرة ومحاولة اثبات ان ابراهيم هو من علم الختان للفراعنة وللبشر. ويذهبون الى صفحات عبد الناصر لشتمه ودعم فاروق والاخوان. ويذهبون الى صفحات الفلك والكون ليتقياوا خزعبلات السموات السبع والارضين واكذوبة ان اللغة العربية هى ام و اصل اللغات ومهاجمة نظرية التطور ومحاولة لى ذراع التاريخ والعلوم لتوافق الاسلام ونشر اكذوبة ان الارض مسطحة. ويذهبون الى صفحة فيروز ويسبونها ويسبون المسيحية ويحضونها على الدخول بالاسلام. وصفحة نضال الاحمدية ويهاجمون تاييدها لتناسخ الارواح. فكيف يكون امل فى شباب مصر الداعشى المنغلق المعادى للقيم الغربية هذا.

نهض الثلاثة ليذهبون الى الشاطئ. وجلس خونسو على كرسى الشاطئ تحت الشمس يستمع لصوت البحر الابيض المتوسط بالاسكندرية مدينة الاسكندر والبطالمة وعاصمة مصر الرومانية والبيزنطية. وجلست حتحور جواره بالمايوه القطعة الواحدة بينما نزلت لمى ديمة الى البحر بالبكينى. وظلت تسبح بمهارة حتى خرجت بعد قليل وجلست جوار حتحور لتستمعا لخونسو. تبادل الثلاثة اطراف الحديث ثم عادوا للشقة. ثم استرسل خونسو فى رواية قصة محمود توماس.

خرج محمود من امام والدى نجوى متجها الى غرفة رئيس الخدم حيث قابله ببرود واستعلاء. ثم افهمه مهام البستانى اى وظيفته. وعرفه بغرفة البستانى فى حديقة السراى وفيها سريره وبعض الاثاث البسيط وحمام ملحق بها. وفى ركن بالحديقة الفاس وادوات الزراعة والبستنة اليدوية والكهربية. دعا للثالوث الاقدس الاب والابن والروح القدس واشار علامة الصليب فى ركن منزو. هذا التصرف خطير ويمكن ان يؤدى الى اعدامه وكذلك حيازة كتاب مقدس للجيب اخفاه داخل طيات ملابسه بدقة.

قطع كلام خونسو صوت قعقعة وفرقعة عالية ودخان كثيف ملا الغرفة بشقة المعمورة واعمى بصر الثلاثة.


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الثالث عشر

شعرت لمى ديمة بالذعر وصرخت وارتمت فى حضن خونسو الذى ربت عليها فى حنان. فابعدتها حتحور فى غيرة عن حبيبها ودخلت هى فى حضن خونسو. ولكن خونسو ابقى يده الاخرى فى يد لمى ديمة يطمئنها بدافع من الشفقة الانسانية عليها. اختفى الدخان اخيرا وسكتت القعقعة والفرقعة. وانكشف الدخان وتبدد عن فتى مراهق يشبه خونسو طبق الاصل. حين شاهدته لمى ديمة تهللت اساريرها وبدت عليها السعادة. كان يرتدى ثياب جندى رومانى او بيزنطى او بطلمى او مقدونى من جنود الاسكندر الاكبر لم يستطع خونسو تحديد ذلك بالضبط. ومن تحتها بدت ساقاه عاريتين لكن سرعان ما اختفت ساقاه وذراعاه تحت ملابس فضية ملتصقة على شكل الجسم تبدو ملابس مستقبلية او ملابس من عالم اخر او كوكب مواز. فبدا شكله مضحكا بهذا المزيج القديم الجديد الذى يرتديه من الملابس. ابتسم الفتى وفتح ذراعيه فتركت لمى ديمة يد خونسو وقالت. احمد ! اهذا انت. حبيب قلبى احمد ابن القاهرة. ابن تحتمس. ضحك الفتى وقال. نعم يا حبيبة قلبى لمى ديمة ابنة دمشق. ابنة زنوبيا. دخلت لمى ديمة فى حضن حبيبها احمد. وقبلت انحاء وجهه بشغف وهى تبكى وتتامل وجهه غير مصدقة انه عاد اخيرا اليها والتام شملهما. وزفرت حتحور وتنفست الصعداء فى ارتياح وابتسمت لخونسو وقد اطمانت الان انها قد تخلصت من تهديد لمى ديمة لعلاقتها بخونسو. تبادلت لمى واحمد القبلات الفموية العميقة والطويلة ثم تناول وجهها يتامله وقبل خديها .. كان مغرما بوجهها كثيرا.

جلس احمد بن تحتمس لاهثا متعرقا على الاريكة وجواره جلست لمى ديمة. وفى مواجهتهما جلس خونسو وجواره حتحور. قال خونسو مندهشا. انت تشبهنى كثيرا. اانت من هذه الارض ام من ارض موازية فى كون مواز. هل انت انا فى الارض الاخرى. ام من انت. لماذا تشبهنى كانك اخى التوام المتماثل. ضحك احمد بن تحتمس وقال. اتصدقنى لو قلت لك اننى لا اعلم. ربما اكون من مصر كوكب مواز او كما افترضت انت او لعلى نسخة مستقبلية منك مثلا ذاقت اكسير الخلود واصبحت شابا للابد لا اموت. لا ادرى ما اصلى. لقد ولدت جنديا مقاتلا فى مجرى الزمن. وهذا ما وعيت عليه. قالت حتحور وقد نهضت وعادت بكوب ليمونادة مثلج وقدمته لاحمد. حسنا ولكن اليست لمى ديمة من زمنك. او متى التقيتما. قال احمد بن تحتمس. لمى ديمة من الزمن الذى فيه قيادة العمليات او المخابرات العلمية التى انتمى اليها واعمل لديها. التقيتها خلال زيارة لها ولعائلتها الى مصر من سوريا. سكتت حتحور ثم قالت. وهل هناك اسلام فى مصرك وكوكبك هذا يا احمد. قال احمد ضاحكا. نعم بدليل اسمى. ولكن تاريخكم وحاضركم يختلف عن تاريخنا وحاضرنا. اولا مصرنا اسمها ايجيبتوس. عادت الى اسمها البطلمى الرومانى البيزنطى. وحاليا عاد معظم سكانها الى المسيحية ماعدا اقلية اسلامية انا منها. وان كنت اعتبر نفسى من الاغلبية المسيحية رغم اسمى لانى بالفعل اؤمن بالمسيحية لا الاسلام. والاسماء فى مصرنا او ايجيبتوس تتنوع اليوم فهناك مسيحيون ايجيبتيون او كمتيون كثر الان يحملون اسماء اسلامية بسبب ماضيهم. ثانيا نحن اكتشفنا بسبب ابحاث دان جيبسون كوكبنا وكريستوف لوكسمبرج. اكتشفنا بالفعل ان البتراء هى مكة الحقيقية. وان محمد كان نبطيا اردنيا. وانه كان مزيجا من الفكر اليهودومسيحى. لكن الخلفاء العرب من بعده حولوا افكاره الى العروبة والبداوة. افكاره كانت بسيطة وكان اقرب الى قس او حاخام يهودى راباى. وكان مواطنا بيزنطيا... بعض النظريات قالت بانه شخصية خيالية والبعض قال انه شخصية دموية ونسونجية. واعتقد ان لديكم مثل هذه النظريات. ولكن الفارق الضخم بيننا وبينكم ان مصرنا اعترفت وتبنت هذه النظريات والغت قانون ازدراء الاسلام وخدش الحياء. واصبحت ايجيبتوس اقرب الى تركيا اتاتورك قبل اردوغان عندكم او مثل تونس بورقيبة وبن على. تلاشى الحجاب والغى التكفير وحذفت اياته وايات القتال والتكفير والتهجم على اليهود والمسيحيين والوثنيين وغير المؤمنين بالاسلام من القران وتم التخلص من كتب البخارى وابن تيمية ومن كتب السيرة والفقه الاسلامى واستحدثت سيرة علمية لمحمد البترائى. جوبه ذلك بتشجيع من شعبنا الايجيبتوسى الكمتى الواعى على عكس شعبكم للاسف.

سكت احمد بن تحتمس لحظات وهو ولمى ديمة يتبادلان القبلات ويسبحان فى عيون بعضهما البعض. وتضمه لمى فى لهفة وتغمر خده بالقبلات الرطبة وقد بدات تستعيد ذاكرتها مع كلمات احمد وقالت بلهجتها السورية الحلوة. فعلا هذا صحيح. نعم اتذكر الان. واكملت هى. ولقد قلدت مصر ايجيبتوس تدريجيا ليبيا وسوريا والسودان والعراق والاردن والجزائر واليمن والمغرب الخ تباعا فيما عرف بثورات الربيع العلمانى الهوياتى وعودة الروح والوعى. تدريجيا دخلنا فى شراكة واتحاد اقتصادى وثقافى مع شركائنا فى الدين كما كنا يوم كنا بيزنطيين. استعدنا هويتنا اخيرا. واحيينا لغاتنا الهيروغليفية والسريانية والامازيغية واصبحت لغات رسمية لبلادنا ودين الغالبية المسيحية الغربية المعلمنة جدا والعلمية المنزوعة الاظافر اليهودية. مثل مسيحية الغرب عندكم. واصبح تنقلنا وسفرنا الى ايطاليا وفرنسا وانجلترا والمانيا وغيرها من دول اوروبا والى امريكا واستراليا امرا سهلا كثيرا وبدون تاشيرة. وساد عصر سلام ومحبة وتسامح طويل مديد بعد كم العداوة الاسلامية الاجرامية التى لا تزال عندكم.

اكمل احمد وهو يتحسس راس حبيبته السورية لمى ديمة. تدريجيا ايضا تغيرت عادات وتقاليد شعب ايجيبتوس ومن حولهم من شعوب. لتصبح متحررة مثل العادات الاوروبية. ساله هنا خونسو. ولكن ماذا عن السعودية وممالك الخليج الفارسى اصل البلاء وداء كل داء وماذا عن تركيا وايران. وفى الحقيقة انا لا اصدق ان يكون شعب ايجيبتوس بهذا التفتح وخال من التعصب الاسلامى والدعشنة والاخونة والمسلفة وعادات الحجاب ودارى جمالك دى العيون بصاصة. ضحك احمد وقال. يا شبيهى. اسئلتك مهمة جدا وتدل على ذكائك ووعيك. بالنسبة لشعب ايجيبتوس وحكومة ايجيبتوس فهى تختلف من قبل حتى اكتشاف بترائية محمد ودحض مكيته. شعبنا اقرب للشعوب الاوروبية طباعا او على الاقل كان منفتحا جدا مثل لبنان عندكم او تونس بن على او تركيا ما قبل اردوغان. لذلك كان الانتقال سهلا وبدون مشاكل او حروب اهلية. وكذلك كان الحال فى سوريا. فى كوكبنا ليس هناك ربيع عربى داعشى اخوانوسلفى اوبامى سعودى تركى مثل كوكبكم. لان الشباب لم يكونوا يوما دواعش ولا كان مبارك ولا السادات عندنا ولا انبطحت مصر الناصرية او صارت تابعة للسعودية وامريكا. ايجيبتوس ظلت ناصرية بعد وفاة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. وتولى نائبه زكريا محيى الدين والذى اختلف قليلا معه فى بعض الامور خصوصا مع دخول العالم حقبة السبعينات من القرن العشرين واندلاع الثورة الجنسية .. فتصالح وابرم سلاما دائما مع اسرائيل ما يشبه كامب ديفيد السادات عندكم ولكن لها اسم اخر ورئيس امريكا ورئيس وزراء اسرائيل لهما اسماء اخرى ايضا. لكن زكريا بالمقابل حافظ على الاشتراكية اساسا للحكم فى مصر وحافظ على القطاع العام. وحافظ على التحالف والعلاقات الطيبة مع الاتحاد السوفيتى ثم مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتى.

سكت احمد ليلتقط انفاسه ويرتشف رشفة من كوب الليمونادة المثلج. ويمنح لمى ديمة رشفة هى الاخرى. ثم اكمل. وفى عهد زكريا اصبحت مصر اقرب لسوريا البعثية الاسدية عندكم من حيث وجود صفوف ثانية وكوادر من الشباب بالاتحاد الاشتراكى .. ومن حيث انخفاض معدل الجريمة والفساد على عكس مصركم المباركية او السيساوية .. ومن حيث رقى الفن والادب والحرية غير المسبوقة فى الابداع اكثر بكثير من حرية ناصر ومبارك. لم تكن لدينا رقابة او خطوط او سجن مبدع. ولم ننحط ونغنى اغانى ديجيهات. حتى ان شعبنا الايجيبتوسى الكمتى يحب اشجار الفيكس نتدا الضخمة ولا يقطعها ويحتفل بحفلات الزفاف نهارا وليس ليلا. ظل زكريا الذى من مواليد يوليو 1918 نفس عام ميلاد ناصر يحكم ايجيبتوس حتى بلغ عمره 80 عاما اى حكم من 1970 الى 2002 حوالى 32 سنة. بعدها ترك الرئاسة لشاب من قيادات الاتحاد الاشتراكى العربى يدعى داود عبد الحكيم. وكان مكملا لعهدى ناصر وزكريا وفى عهده تم اكتشاف بترائية محمد واعترف به وكان ميالا لازالة عروبة مصر واعادتها لهويتها ولغتها والاعتراف بان ما يسمى الفتوحات الاسلامية هى احتلال وغزو استيطانى عربى. ايجيبتوس منذ 1952 وحتى اليوم هى مثال الحريات حتى فى تاليف ونشر القصص الايروتيكية السياسية والناقدة للاسلام مثل رواية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر لكاتبتكم المضطهدة ديانا أحمد.

قالت حتحور فى انبهار. فى الحقيقة انا منبهرة جدا ومندهشة. كأنك تحكى عن اليوتوبيا او حلم حياتى وحلم حياة كل علمانى صادق او لادينى صادق. وليس بالطبع حلم ادارة الحوار المتمدن ادعياء العلمانية والحرية هواة حذف روايات ومقالات ديانا احمد ليرضى عنهم المسلمون. ولا حلم منتدى نسونجى بقيادة الاسطورة محمد رمضان وشوفونى الاردنى الداعشى هواة الجنس والتهجم على المسيحية وحظر كل نقد للاسلام وكل نقد للسيسى وكلام فى السياسة. ولا حلم بعض اعضاء منتدى الالحاد العربى الذين حاولوا التحريض على حذف قصص ديانا أحمد الايروتيكية. سكتت حتحور ثم قالت. ولكنك لم تخبرنا عن مصير السعودية وممالك الخليج الفارسى وتركيا.

ضحك احمد وقال. حين اعلنت مصر تبنيها نظرية بترائية محمد وحذف ايات واحاديث وفقه وسيرة الحجاب والقتال والتكفير والحدود والجزية والسبى والانفال. وانتشر خلع الحجاب وارتداء الفساتين واختفى النقاب والعباءات الخليجية واصبحت حين تنظر الى شوارع القاهرة كأنك تنظر الى روما او واشنطن او باريس او برلين او لندن الخ. وبدات ليبيا وسوريا والسودان والعراق واليمن والجزائر والاردن تتجه الى تقليد مصر واعتناق العلمانية والتسامح ومنح الحقوق للاكراد والايزيديين واليهود والمسيحيين والبهائيين والزرادشتيين وحب الاديان الهندية. والسماح بزواج المسلمة بالمسيحى او اليهودى او البوذى الخ. والسماح بالتحول من الاسلام للمسيحية او غيرها او الى اللادينية. وتغير اسم مصر الى ايجيبتوس كمت وتبنت الهيروغليفية والسريانية والامازيغية. وبدات عاداتها وتقاليدها تتغير لتصبح اوروبية واصبحت ذات اغلبية متحولة للمسيحية اى عابرة للمسيحية. توعدتها السعودية وهددتها بالارهابيين والدواعش. وبالفعل بدا دواعش السعودية وتركيا هجمات وتفجيرات فى انحاء ايجيبتوس وكادت ايجيبتوس ان تنهار فى حرب اهلية وخراب. لكنها وتحسبا لذلك كانت قد عقدت اتفاقات عسكرية ودفاع مشترك بالغة السرية مع اسرائيل والناتو ماعدا تركيا. بموجبها تم تسليح ايجيبتوس باحدث واقوى الطائرات والبوارج والسفن والدبابات وتدريب الجنود والقادة عليها. تدريبا مكثفا فى وقت قصير... فسرعان ما كان الرد العسكرى الايجيبتوسى الصاعق الساحق على الرياض وانقرة. وفى ايام معدودة كان انزال جوى لجنود ايجيبتوسيين بالمظلات وخلال شهرين من المعارك الضارية سقط ال سعود واردوغان وحزبه واصبحت الدولتين تحت الانتداب الايجيبتوسى خصوصا جمهورية الحجاز ونجد وجمهوريات الخليج الفارسى التى استسلمت فور هزيمة وسقوط ال سعود. ووضعت ايضا تحت انتداب ايجيبتوس باشراف من الامم المتحدة. حتى يتم اعادة تاهيل عقول شعوب الخليج وتركيا لتكون علمانية متنورة.


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الرابع عشر

"لا احب النسوة اللواتى يضعن الشطة او لية الخروف او الزيت الخليط فى الطعام. كما لا احب مدمنى الكوليسترول والملح والنشويات." قالها احمد بن تحتمس فجاة. فضحكت لمى ديمة وقالت "اعلم ذلك يا حبيبى".

قالت حتحور وخونسو فى صوت واحد "كم كوكبكما ومصركما جميلة ومثالية. كم كنا نتمنى ان يكون عالمنا وكوننا هذا مثل كونكما الموازى."

بدات حتحور تقص على احمد بن تحتمس وهو يسرد عاداته الغريبة. تقص عليه عاداتها الغريبة مع حبيبها خونسو حيث تقول. كنت اشعر بالسعادة الغامرة حين اصطحب خونسو لنتنزه نزهات حب غرامية وسط الحدائق والطبيعة وعلى النيل بالقاهرة. فى ايام انشغال المسلمين بعباداتهم .. فى وقت صلاة الجمعة. وايضا فى العشر الاوائل من ذى الحجة ومن محرم ايضا. وايضا فى اجازات عيد الاضحى وعيد الفطر الضخمة. وايضا فى نهار رمضان. كنا نعشق قضاء رمضان كايام اوروبية عادية بعيدا عن الجو المتعصب العربواسلامى. كذلك قرأنا عن الحج اشهر معلومات وليس ذو الحجة فقط كما يزعم ال سعود اليوم. احببنا تكبيرات العيد الكاملة حتى وسلم تسليما كثيرا. واستنكرنا كسوة الكعبة السعودية السنوية المكونة من 670 كيلوجراما من الحرير المطرز بالذهب. ونشاهد شروق المريخ فى ليالى اغسطس فى صورة نجمة برتقالية. وغروب الزهرة بعد غروب الشمس فى صورة نجمة بيضاء ساطعة جدا.

ثم قالت حتحور. ولكن كيف لك ان تعرف امورا كثيرة عن عالمنا وتاريخنا. قال احمد بن تحتمس. لاننى تجولت بين عالمى وعالمكم طويلا وفى عصور عديدة. قال خونسو. لابد ان ذلك امر ممتع ومغامرات شيقة. ضحكت لمى ديمة وقالت. انه كذلك. قال خونسو. اما انا فلا اتذكر من اى دولة انا او من اى كوكب. قالت حتحور مواسية. اصبر يا حبيب قلبى وروح فؤادى. لعلك تتذكر كل شئ مع الزمن ولقد تذكرت امورا مدهشة اخبرتنا بها. ثم وجهت كلامها لاحمد بن تحتمس. وهل لديكم ديانا احمد مثل التى فى عالمنا ؟ قال احمد بن تحتمس. لا ليس لدينا مثلها. ربما لعدم حاجتنا لمثلها. لاننا بالفعل نسير على نهجها. لعلها فى عالم مواز ثالث كاتبة مرموقة غير مظلومة ولا مضطهدة. لكن فى عالمنا لا وجود لها او لعلها موجودة كفتاة مغمورة لا تهتم بالكتابة او التفكير مثل كاتبتكم. وعلى كل حال ونظرا لدراستى لعالمكم واعجابى بغربكم واسيا الصفراء عندكم وروسيا وكلهم يتشابهون مع امثالهم فى عالمى انا ولمى ديمة. وضيقى الشديد بحال شرقكم الاوسط وشمال افريقيا عندكم او الشوشف او المينا mena الغارق فى التبعية الكاملة للاخوان والسلفيين والازهر والسعودية وتركيا اردوغان. فقد استرعى انتباهى كتابكم العلمانيين والمتنورين من امثال نبيل فياض وحامد عبد الصمد والاخ رشيد حمامى وخالد منتصر ومجدى خليل الخ. وبالتاكيد استرعى انتباهى ديانا احمد لاهمية افكارها وكتاباتها. تاييدها لترامب ضد هيلارى واوباما. ورفضها لاردوغان وحزبه وال سعود ورفضها للاحزاب الاخوانية والسلفية. وقرأت لها مقالاتها فى الحوار المتمدن. وقرأت لها ايضا مقالاتها المحذوفة منه او قصصها الايروتيكية مثل رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر 32 فصلا وتكملتها نعمت وخديجة فصل بوناس. وكذلك قبس تلو قبس من الضوء الاسود 7 اجزاء. وكواكب تتصادم فى كاس من النبيذ الاحمر 3 اجزاء. وايام متجردة وشهور حافية وليل بازلتى ونهار مرمرى 41 جزءا. ونقوش على قلب امانى الصغرى فى كوكب السرور. وابنة اخى امانى قصة رومانسية قصيرة. وكلام فى الممنوع عن البورن والايروتيكا. .... وايضا قرأت لها خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ. ومغامرات ملك كوكب. ومين اللى ميحبش جنيفر وميكروباص الغرام. وصديقى يتمنى لنفسه زوجة مسيحية. وتحيا جمهورية يشورون. وسورة دوناتيللا دامياتى وقصيدة بيد السيسى سيفان. وسورة الاولمبيون ولحبيبى خمس صلوات اؤديها كل يوم. وسورة شهر سبتمبر. وسورة البورنوجرافيون. وسورة ناهد. وسورة حبيب قلبى اسمه احمد وكن مثل احمد. وقصيدة الكواكب. ومدرسة الفتيات والة الزمن وابن الثمانينات يحب ابنة الاربعينات. وسورة فينوس العريانة الحافية وسورة هل اتاكم حديث فتاتى السورية. وسورة نينا مرسيديز او اللى ما باست تمه غير امه او السوبرهيروين جيرلفريند وسورة افلا ينظرون الى هيفاء وهبى كيف خلقت. وسورة البودى ستوكنج. وصديقى يتساءل لماذا لا تسمح امريكا بزواج المحارم. وملخص رواية المصرى الاخير. وماذا لو ظل العالم العربى مسيحيا حتى اليوم. وقصيدة قطة اللاذقية او قطتى السورية. وانا والمراهقة الامريكية. وانا ورئيسة جمهورية مصر 2030. وتناسخ ارواح ام الة زمن الغرام. ومولد امير الظلام والاجرام وميلاد ملك السلام. وكل شئ عن اسلحة الدمار الشامل ومايكل انجلو ومصطفى العقاد وثروت عكاشة والاحجار الكريمة والزهور والعطور. وجويرية ونفرتارى الكساندرا. وكوكب البوابات. وبدور وفقدان الذاكرة. وهل يمكننى استعارتها. وزوجة اخى واحلامى. وشخبطات على لوحة ارابيسك. ومن اجل فتاة سلفية عشقتها يا هذا. وسورة زوجتى رائدة فضاء ويا سيسى لماذا لا تعلنها اسلامية. ومدام اكتوبر والخالة يناير والانسة مارس. الصامتة والمعطلة البصر وذات الذراع الفضية. وسورة امون رعم. ويسوع يدخل الازهر. وقصيدة مسيحية ضد رسول الاسلام ايا اتباع محمد لنا سؤال. وسورة الكوكب الجديد. وماذا لو تحول احمد الى سوسن. وسور مفقودة من القرآن. ونظرية سمسم المسمسم عن محمد بوحى من نظرية أن رسول الإسلام محمد هو شخصية وهمية مختلقة. وهل القران كامل ام منقوص. وتحيا جمهورية يشورون وترامب والمستشفى والمسلمون وقطار لحوم منتصف الليل والصبى الذى يأكل اللحم.

سكت احمد بن تحتمس قليلا ثم قال. وتابعت مؤامرات مشرفى قصص منتدى نسونجى عليها شوفونى الاردنى الداعشى وسامى تونسى التابع له وكبيرهم الداعشى ذا ليجند وديد هارت وماستر فهد. وما فعلوه فى يوليو واغسطس من هجمات وتبليغات لتدمير مدونات متطوعة نشرت مقالات او قصص ديانا احمد وصديقها كواكب مثل كواكب تتصادم وقبس تلو قبس وايام متجردة ورشاد وخديجة. وتدمير مدونة وموقع ديانا احمد. كل هذا الحقد الاسلامى الاسود من هؤلاء الحثالة ضدها. ومؤامراتهم بالليل.

قالت لمى ديمة لاحمد. اتعلم يا روح قلبى على ضفاف النيل فى هذا العالم فى القاهرة مشتل رائع للورود والزهور وايضا لاشجار الفيكس نتدا والسيسبان من اروع ما يكون. كما عندنا فى قاهرتنا. ادعوك لزيارته معنا حين نعود للقاهرة واعلم انه سيعجبك كما يعجبك مشتلنا. قالت حتحور. ولكن هل لديكم تشجير كثيف فى المدن الجديدة مثل 6 اكتوبر خصوصا حيها الثانى عشر. قال احمد. لدينا مدن جديدة ولكن ليس بهذا الاسم 6 اكتوبر. فكما قلت لكما ليس لدينا سادات .. وحدثت عندنا نكسة مثلكم وان كنا قد تجاوزناها بفضل الرئيس زكريا محيى الدين رحمه امونرع. ولم نحتاج الى حرب. كنا اكبر عقلا واكثر انفتاحا وقررنا المبادرة بالسلام وعقد اتفاقية سلام دون حرب 73 او غيرها ليس فقط مقابل سيناء بل مقابل التسامح والعيش المشترك والامان الابدى لبلدينا مصر واسرائيل كما نجحنا باقناع الفلسطينيين بالدخول داخل جمهورية اسرائيل. على كل حال لدينا مدينة 15 يناير اى تاريخ ميلاد عبد الناصر العظيم مؤسس الجمهورية وبطل الاستقلال العلمانى المتنور الاشتراكى المحترم. ومدينة نصر مثلكم. وايضا مدينة 17 سبتمبر وهو للمصادفة الغريبة تاريخ توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية وان كانت وقعت فى عالمنا فى عام 1972. اما عندكم ففى عام 1978. وفى عالمنا وقعت فى فيلادلفيا. اما فى عالمكم وقعت فى كامب ديفيد. على كل حال فى مدينتى 15 يناير و 17 سبتمبر الاشجار منتشرة والاحياء متوازنة ليس فيها كومبوندات للاثرياء او ثراء فاحش. ولا اسكان فقراء وعمال. كذلك لا يوجد فى ايجيبتوس قطاع خاص متغول او قطاع عام مباع كما فى مصركم. وتوظيف الخريجين فى ايجيبتوس لم يتوقف او يلغى او ينقطع كما عندكم. فكما قلت لكم ليس هناك سادات ولا مبارك ولا طنطاوى ولا مرسى ولا ابو اسماعيل ولا صباحى ولا برادعى ولا سيسى ولا اى من هذه القمامة المتعصبة اخوانوسلفيا او المتعاطفة مع الاخوان والسلفيين. لكننى بالفعل فوجئت بكم التجاوزات فى مدينة 6 اكتوبر باحياء الفقراء والعمال فيها وعدم تشجيرها وكراهية السكان لاى اشجار وقطعهم لاى اشجار تطوع انسان محترم بزراعتها. عندنا فى ايجيبتوس قطع الاشجار جريمة كبرى مثل القتل وتجارة المخدرات ومثل الاخوانية والسلفية. عندنا ايضا مدينة ثورة 1952 ومدينة 5 يوليو اى عيد ميلاد رئيسنا المرحوم المحترم زكريا محيى الدين. وهناك مدينة العلمانية ومدينة تحتمس ومدينة حتشبسوت ومدينة العلمانية ومدينة الحريات ومدينة اتاتورك ومدينة بورقيبة وبن على. وايضا مدينة الحضارة الغربية. كما ان شعبنا الايجيبتوسى ملتزم بتنظيم الاسرة وليس ارنبى مثل شعبكم ال100 مليون نسمة. شعبنا خمسون مليون نسمة فقط.

قالت حتحور فى حزن. يا لحسن حظكم فى ايجيبتوس. لو ان عبد الناصر فى عالمنا بعث حيا اليوم فى مصر 2018 لبكى على مصر دماء بدل الدموع. من كم الدمار الساداتى السيساوى الاخوانوسلفى الازهرى السعودوتركى الذى اصاب مصر. لقال يستحيل ان يكون هذا شعبى المصرى المتنور الاشتراكى العلمانى الذى تركته فى 28 سبتمبر 1970. شعبى المصرى 1970 كان يستحيل ان يصبح مؤيدا لاحتلال سعودوتركى لمصر او اخوانوسلفى لها وكان من المستحيل ان تدفن نساؤه نفسها فى حجاب او نقاب او عباءة. وكان من المستحيل ان يقبل بعودة الراسماليين لمص دمه من جديد. او ان يطالب بعودة فاروق واحفاده لحكم مصر. قال خونسو. حقا ما قلت يا حتحت. لم تخبرينى ماذا كانت تفعل امك بالتبنى ارسينوى وابوك بطليموس فى العشر الاوائل من ذى الحجة. قالت حتحور. لعلمك انا ايضا لا اعلم من اى دولة او كوكب انا يا حبيبى خونسو. كان والدى ووالدتى يعشقان الذهاب فى الفترة من 1 الى 15 من ذى الحجة لزيارة الاقصر واسوان او ميت رهينة او الاهرام بالجيزة او المتحف المصرى. او الاسكندرية. كان هذا حجهما وتعبدهما لمصر. لم يفكرا يوما كالمجانين بالذهاب ودفع تحويشة العمر للمجهود الحربى الارهابى السعودى الداعشى الاخوانوسلفى الازهرى فى مكة.

ثم قالت حتحور لاحمد. هل لاحظت نفاق كثير من الملحدين والعلمانيين المصريين والعرب. قال ابن تحتمس. نعم لاحظته بقوة واحزننى. منهم مؤيدون لهيلارى واوباما وكاميرون وماكرون وترودو وتريزا ماى اى لليبراليين المنبطحين للارهابيين. ومنهم مؤيدون للخليفة العثمانى الاستعمارى الاخوانى البغيض اردوغان ومؤيدون لال سعود ومحمد بن سلمان وقاموا بتلميعه على انه علمانى وانه ضد الحجاب والتطرف. ومنهم مؤيدون للاحزاب الاخوانية والسلفية ومنهم رافضون للكتابات الايروتيكية والحرية الجنسية ورافضون للسلام مع اسرائيل ورافضون لدعم المتحولين من الاسلام للمسيحية. ومنهم منافقون للسيسى ومبررون له دعمه للسلفيين وللازهر وحبسه للمتنورين والفنانات والمفكرين والكتاب بتهمتى خدش الحياء وازدراء الاسلام. وداعمون لعدم طاعة الزوجة للزوج ولعدم احترامها له ولعدم طبخها او غسلها او عملها بالاشغال النسوية المنزلية لزوجها واولادها.

سكت احمد قليلا وحتحور وخونسو يتطلعان اليه بينما تضم لمى ديمة جسدها لجنبه وتقبل خده وعنقه وتلف ذراعها حول بطنه ثم قال. اما عندنا فى ايجيبتوس فزوجاتنا مطيعات محبات للازواج. عاملات ايضا. ويتخرج ابناؤهن جامعيين دوما وليس اقل من ذلك. ولا يوجد لدينا تعليم ازهرى لقد الغيناه وارتحنا من مصائبه وجهالاته. ولا توجد زوجة تحاول تكريه زوجها فى اهله او تكرههم هى. كما انه لا توجد زوجة تكره تربية القطط او العصافير او تقوم بتكريه ابنائها فى الحيوانات الاليفة. كما لا يوجد لدينا جلمعى او جامعية يتزوجان بحملة مؤهلات اقل منهم او من اسر مفككة. ولا توجد زوجة تكنز الذهب من مرتب زوجها وتضعه فى خزانة امها او تجعل زوجها ينفق على اسرتها المتسولة من والدين واخوة.

قالت حتحور. قصت على امى ارسينوى قصة حب من اعجب القصص حصلت فى بيت القاضى بالجمالية فى سبعينات القرن. قال الثلاثة فى فضول. اخبرينا فكلنا اذان صاغية.


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الخامس عشر

جلس الاربعة وقد غابت الشمس واشرق المريخ فى صورة نجمة برتقالية قوية والقمر التربيع وغربت الزهرة فى صورة نجمة بيضاء ساطعة بعد مغيب الشمس بقليل. المريخ باق فى السماء طيلة الليل حتى اقتراب الفجر. نظر الاربعة فى سرور لهذه الظواهر الفلكية فى مصر فى اغسطس هذا العام 2018. ثم قررت لمى ديمة اعداد عشاء الليلة بدلا من حتحور وقدمت اطباق حلو وحاذق مصرية وسورية بسيطة وسهلة تناسب العشاء. جلس احمد بن تحتمس فى سرور وجواره جلست حبيبته السورية لمى ديمة فى كرسى ملاصق لكرسيه وبدا يلاطفها ويداعبها ويقبلها ويحتضنها مع كل لقمة يتناولها او يلقمها لها فى فمها. وجلست حتحور جوار خونسو لكنهما كانا مكتفيين بقربهما الجسدى والروحى والنظرات المتبادلة. قال احمد بن تحتمس وقد شارف على انهاء العشاء هو والثلاثة. هل تحبون ان اقصص عليكم قصة العائد من جنة ابينا الاله امون رع واولاده ؟... قال الثلاثة فى لهفة وتعطش للمعرفة وفضول. نعم نعم اخبرنا.

بدا ابن تحتمس الكلام وهو يتناول بعضا من الحلاوة الطحينية المصرية وبعضا من الحلاوة السورية المحشوة بالفستق الحلبى. حسنا ساقصص لكم منه ذكرا. كان العائد من جنة امونرع واولاده. وفيها ما يتمناه الانسان العاقل لا المظلم. ان يصبح رياضيا اولمبيا. او متقنا للغات قديمة وحديثة. او عالما بالفلك او الفيزياء الفلكية الخ. او رساما بارعا كلاسيكيا او نحاتا كلاسيكيا او معماريا كلاسيكيا. او موسيقار. او ممثل قدير هوليوودى كلاسيكى. او يحصل على كتب ممنوعة او نادرة او يلتقى بعالم او مخترع او مكتشف عاش قبله بقرون. هذا العائد هو شخص لا يمت بصلة قرابة لاحمد بن تحتمس ولا لخونسو. لكنه كان يعيش فى مكان ما فى اوروبا حاليا. كان مولودا مسلما. من اب وام من جالية مسلمة. لكنه كان نباتيا متوسطا يحترم الحيوانات ويمتنع عن اكل اللحوم لاضرارها الصحية ولايمانه بالنباتية لكنه يتناول الالبان والاجبان ومنتجات الالبان عموما. وبالطبع الحلويات والبقول والحبوب والخضراوات والفواكه. كان فيجيتاريان وليس نباتيا خالصا كاملا اى فيجان. وكان يربى عجلا وخروفا وجديا يبالغ فى العناية بهم فى كل عيد اضحى دموى سفاح ذباح. ويشجب بشدة من يوقفون الاطفال لمشاهدة ذبح الخراف والعجول الخ من الحيوانات. وقال انهم يصنعون طلائع واجيال صاعدة لداعش فمن تلذذ بالدم ورباه اهله المجرمون المظلمون على ذلك او قلبوا حنانه لقسوة هم المسؤولون عن وجود داعش. وهو صورة طبق الاصل من خونسو واحمد بن تحتمس رغم عدم صلة قرابة بينهم.. انها مصادفة وراثية عجيبة جدا. وليس هذا فقط بل له فتاتان بنفس جينومه الوراثى فقط كروموسوم تحديد الجنس عندهما اكس وعنده واى. اى هما النسخة الانثوية منه. بنفس طباعه وصفاته. احبته الفتاتان. اكتفى بهما فى الدنيا حبيبتين وصديقتين وزوجتين واختين وامين له. لكنه لم يخطر بباله ان يموت فجاة منذ يومين ويدخل جنة ابيه الاله امون رع واولاده الالهة الفرعونية والرومانية والاغريقية والبابلية والكنعانية واولاده ايضا براهما واودين وبوذا ويسوع والله ويهوه. رحب به ابوه امون رع وهو يرحب بالجميع فى امنتيت مسلمين كانوا او بوذيين او مسيحيين او اغريق او رومان الخ. طالما لم يقتلوا احدا او يكفروا احدا على اساس التعصب الدينى. وترحابه بشكل خاص ومتميز يكون بالربوبيين واللادينيين واتباع الامون رعية التى نؤمن بها انا وانتم الثلاثة بان امون رع ابو كل الهة العالم القديمة والحديثة وابو الديانات كلها ابراهيمية وفارسية وهندية واغريقية وبابلية ونورسية ورومانية. لم تكن امنتيت كوكبا للجياع ولا للشبقين جنسيا مثل جنة محمد والله المزعومة. بل كانت كوكبا لخريجى الجامعات والكليات والمثقفين والمتنورين ولمن كانت احلامه راقية ولم يتمكن من تحقيقها فى الدنيا. كما قلت لكم كان ابونا امون رع وزوجته واولاده المصريون القدماء والبهائيون الخ من الهة الديانات ينظرون فى امر الموتى الذين قدموا عليهم فى محاكمة. فاما الدواعش والاخوان والسلفيون والازهريون والقرآنيون وكل قاتل او اكل غنيمة او سابى للنساء او غازى لبلاد مثل ابن الوليد وابن الخطاب او مدخل الناس عنوة لديانة تركوها مثل ابى بكر وحرب الردة الخ وكل مغتال لمعارضيه المثقفين المفكرين مثل ام قرفة والنضر بن الحارث وعصماء بنت مروان الخ فمصيرهم موكل الى عمعموت. وايضا يتم تعذيبهم للابد بعذاب ديانتهم الذى كانت تخوف به المسيحيين واليهود والوثنيين الخ. واما البشر من اهل الديانات الاخرى القديمة والحديثة فمن اغتصب او قتل بريئا او كفر احدا تكفيرا او نصب او ظلم او اهان او نشر الارهاب الاسلامى السنى والراسمالية المتوحشة يعاقب. واما كل من اكتشف واخترع ومن ارسى دعائم النباتية والتنوير والعلمانية والحريات والقانون المدنى وحقوق الانسان الاممية والاشتراكية فيقف فى حضرة ابيه امون رع او حتحور او الله او اى من الهة الديانات من اولاد امون رع. فيهبه ما فشل فى تحقيقه فى الدنيا وتمنى تحقيقه. يساله. هل كنت تريد تعلم لغة ما. هل كنت تريد اجادة رياضة اولمبية ما وتصبح بطلا فيها. هل كنت تريد ان تصبح رائد فضاء. هل كنت تريد ان تصبح كاتب فانتازيا او دراما تاريخية او خيال علمى. هل كنت تريد اعتناق ديانة ما او العيش بزمن ما او دولة ما. هل كنت تريد السكنى فى قصر او شقة على النيل مثلا. هل كنت تريد الاطلاع على كتاب ممنوع او غير متوفر او قديم. هل كنت تريد العيش فى اخر الايام ونهاية العالم. او فى عصر رجل الكهف او النياندرتال. هل كنت تريد ان تكون صاحب مصنع وصناعيا مرموقا وقت الثورة الصناعية او صاحب مصنع من الصناعات الثقيلة الناصرية. هل كنت تريد ان تعيش انت وامراة تحبها فى كوكب الارض حين يختفى سكانه ويبقى كوكبا بلا احد سواكما فقط فجاة. هل كنت تريد ان تتقن فن النحت الكلاسيكى وصناعة التماثيل الرومانية والنهضوية والتماثيل الايكويستريان. هل كنت تريد ان تصبح رساما او موسيقارا او ممثلا او مطربا ولم يحالفك الحظ ولم تجد الفرصة او حتى تكاسلت.... فى امنتيت نستطيع نحن امون رع واولادنا الالهة والالهات ان نحقق رغباتك. وحتى يمكننا اعادتك الى الحياة بالتناسخ .. لتعيش رغبات الدنيا مثل السكنى فى قصر او تعدد العلاقات النسائية. اما العلوم والفنون والاداب واللغات فيمكننا تحقيقها لك فى امنتيت لتعيش فيها ابدا. اما اذا اردت قصرا او نساء او اردت البقاء فى الدنيا عمرا اطول او فترة اطول او العيش فى زمن ما فهذه امور تستدعى اعادتك الى الدنيا. حتى تشبع منها وتبتهل الينا بصلوات "لحبيبى خمس صلوات اؤديها كل يوم" لديانا احمد. كى نعيدك الى الموت والى امنتيت لتعيش فيها ابدا.

عندها طلب العائد من الجنة امورا كثيرة فى العلوم والفنون والاداب واللغات والصناعة .. وايضا طلب قصرا ونساء بمواصفات معينة. لم يكن يهتم بممارسة الجنس معهن بل يريد علاقة صداقة واخوة وحب رومانسى صافى مثل الافلام الكورية الايروتيكية غير البورنوجرافية. ضحك امون رع ضحك مجلجلة زلزلت السموات وامنتيت وقال. انك ابن طماع يا بنى. واننى احب الابن الطماع. خصوصا اذا كان طيب الخلق مثلك. ومتنورا. ستحيا معنا فى امنتيت اسبوعا مقداره 50 الف سنة. ثم نعيدك الى زمنك ومكانك حيث تلتقى بامراة تحوى كل النساء وتسكن فى قصر كلاسيكى المعمار كما تشاء. قال العائد من الجنة متبرما. امراة واحدة فقط. ضحك امون رع. وقال. اضافة الى زوجتيك المتماثلتين لك فى الحمض النووى لكنهما اناث. وهذه المراة ثق بى معجزة فى حد ذاتها وهى لعلمك متزوجة. اى هى ثمرة محرمة. انا واولادى لسنا ضد علاقات الحب والجنس طالما كانت بالتراضى سواء مثلية او حتى بين متزوجين باخرين. نحن ضد الاغتصاب. وضد القتل وسفك الدماء ارضاء لدين او اله. وضد التكفير والجزية والحدود الاسلامية الخ. ابنى الله لم يكتب ذلك كله. بل ما كتبه ابنه يسوع ورسله بالعهد الجديد من الكتاب المقدس وما كتبه العلمانيون والتنويريون والحقوقيون بالامم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة هو الاقرب لما كتبه ابنى الله.

بقى العائد من الجنة واسمه عبد السلام عبد الغفور عبد الودود. فسماه امون رع ابن السلام ابن اله والهة التسامح ابن المحبة. بقى فى امنتيت يتثقف ويتعلم لغات وفنونا ورياضات اولمبية وعلوما ويقرا كتبا ويدخل كليات طيلة اسبوع كان مقداره 50 الف سنة. وفى نهاية الاسبوع التقاه امون رع وقال له. حسنا لقد حققت لك امانيك. والان ساعيدك حيا لتنال بقية امانيك.

وبالفعل بعث عبد السلام او ابن السلام حيا. وعاد الى المجر فى الوقت الحاضر. ظل يحيا مع زوجتيه اللتين تشبهانه تماما لولا اختلاف الجنس فهو ذكر وهن اناث. وهو يتساءل اين المراة التى ارادها وتمناها واين القصر.


ظل ابن السلام حائرا متذمرا. هل خدعه امون رع. لا يعقل.

هنا قاطعت لمى ديمة احمد بن تحتمس وقالت. ولكنك تروى القصة ببعض التحريف. عبد السلام او ابن السلام لم يكن متنورا فى البداية اى قبل وفاته. بل كان اخوانوسلفيا او متعاطفا معهم. لكن امون رع بحكمته واطلاعه على قلبه رغب فى ان يصلح ابن السلام من افكاره. وكافاه بعلم وفن وادب فى امنتيت. ونسيت ايضا ان تخبرهم ان العقاب الشديد فى انتظار اولئك الذين يذبحون العجول والخراف بما يسمونه عيد الاضحى. وان امون رع يمسح دموع والام العجول والخراف ضحايا المظلمين ويمنحهم حياة ابدية فى امنتيت لا يتعرض لهم اى سفاح مظلم. قال احمد بن تحتمس. حسنا ربما حرفت الامر قليلا. اعذرونى. قالت حتحور. لا مشكلة. اكمل من فضلك. فكلنا شوق لمعرفة بقية القصة. اليس كذلك يا خونسو ؟. قال خونسو. بالتاكيد نحن متشوقون كثيرا لمعرفة بقية القصة اخبرنا يا صديقنا.

اكمل ابن تحتمس القصة. ظل ابن السلام حائرا لشهور. حتى اتى يوم. وهو عائد الى منزله حيث زوجتاه الشبيهتان به تماما. ارتطم بامراة ذات شعر ناعم اشيب ملح وفلفل تبدو فى الستين من عمرها. وردة جميلة عتيقة. كانت تشبه كثيرا مونيكا بيلوتشى فى 2018. اعتذرت له واعتذر لها. كان التعب والاجهاد يبدو عليها فعرض ابن السلام توصيلها لمنزلها. اتضح له انهما جيران وهى فى العمارة المجاورة لعمارته التى يسكن بها. كانت انيقة جدا ترتدى فستانا اسود ضيق فى النصف العلوى وله فتحة صدر تبدى بياض صدرها وشئ من القماش المثقب ولكن ضيق الفستان يكشف كبر نهديها الكاعبين السمينين. تماما مثل فستان مونيكا. والنصف السفلى فضفاض مكشكش كالمروحة كسرات وثنيات والكعب العالى الاسود يزين ذلك كله. وشعرها مسترسل جميل. كانت وقورة وهادئة وابتسامتها متواضعة محسوبة بالملليمتر. شكرت ابن السلام لايصاله لها الى منزلها واتكائها عليه. كانت تشعر بكثير من الحرج اذ اضطرت للاتكاء على رجل غريب. وزاد من حرجها نظرة الاعجاب التى فى عيونه تجاهها. كانت امراة ايطالية مثل مونيكا ولعل ذلك سر انها تشبهها كثيرا. لكنها كانت تتحدث الانجليزية والمجرية لحسن حظ ابن السلام الذى كان يتقن اللغتين اضافة للعربية لغته الام. لكنه وبعد لقائه بامون رع اصبح يتقن الهيروغليفية والامازيغية والسريانية واتقن ايضا الفرنسية والروسية والصينية واليابانية والبرتغالية والاسبانية والهندية والفارسية والايطالية. شكرته عند باب شقتها وعرضت عليه ان يزورها هى وزوجها المجرى غدا اذا شاء ليشكره زوجها بشكل شخصى. شعر ابن السلام بالسعادة لهذه الفرصة للمزيد من التعرف على هذه المراة. فى اليوم التالى طرق باب المراة ومعه زوجتاه توامتاه المتماثلتان. وفتح الباب رجل رشيق ممشوق اشيب ايضا يبدو اكبر قليلا من المراة كان هو زوجها. رحب كثيرا بالمجرية بابن السلام وزوجتيه نهى وهدى. كان الرجل يدعى جاريك وهو من اب مصرى وام مجرية. بدا يتكلم مع ابن السلام بالعامية المصرية بطلاقة. اخبره انه عاش فى مصر عهد عبد الناصر واحبه وانه ولد وعاش شبابه فى مصر. ثم حين تولى السادات الحكم رحل هو ووالده وامه الى المجر التى كانت شيوعية وضمن الكتلة الشرقية السوفيتية انذاك. وهنا التقى بهذه المراة الرائعة التى هى الاخرى من اب ايطالى مسيحى وام مصرية مسلمة. لم يغير والدها ديانته ولا غيرت والدتها ديانتها. وتعلمت هى الديانتين من ابويها ولم يجبرها والدها او والدتها على اعتناق ديانتيهما. زارت مع والديها مصر فى شبابها واقامت فيها لعشر سنين او اكثر ايضا فى عهد عبد الناصر. وكانت انجليكا اورورا وهذا اسمها وجاريك يحبان ناصر كثيرا ويعتبران انفسهما مصريين. حيث كانا يستمعان لام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وعبد الحليم حافظ كما يعشقان مشاهدة افلام الابيض والاسود المصرية وحتى افلام محمود يس فى السبعينات وغيرها. كانا يتكلمان العامية المصرية بطلاقة ويعرفان عن مصر الكثير جدا كاى مصرى المولد عاش ومات فى مصر حياته كلها عبر والد جاريك المصرى المسيحى ووالدة انجليكا اورورا المصرية المسلمة. كان ابن السلام يشعر انه يتكلم مع مصريين فعلا. وفوجئ حين علم ان الزوجين فوق سن السبعين ويقتربان من الثمانين. كان من مواليد بدايات او مقدمات الحرب العالمية الثانية اعظم جيل وافضل المثقفين كانوا من هذا الجيل والاجيال السابقة عليه. وشعر ابن السلام بالاسى والاسف انه من جيل 2000. مواليد 2000 الذين رباهم والدان تافهان من جيل الستينات والسبعينات. لم يذوقوا لذة قراءة الكتب ولا روعة سينما القرن العشرين ولا عرفوا قيمة عبد الناصر والاشتراكية وتوظيف الخريجين الجامعيين فورا وتخفيض ايجارات المنازل والمجمعات الاستهلاكية الخ. فقط رباهم والدان يكرهان ناصر ويعبدان السادات ويعبدان السعودية وتركيا اردوغان .. ربتهم ام سلفية او اخوانية محجبة او منقبة متسلطة لا تحترم زوجها. انه من جيل لم يعرف محمد منير ولا حميد الشاعرى ولا ام كلثوم وعبد الوهاب وفيروز ونجاة الصغيرة ولا عرف سينما القرن العشرين الامريكية والمصرية ولا عرف الاتحاد السوفيتى العظيم والكتلة الشرقية. جيل يدعم الاخوان والسلفيين والراسمالية وفاروق الاول واولاده. جيل التعصب الاسلامى الرهيب والمعاداة للعلمانية والمسيحية واللادينية. جيل يكره الحضارة الغربية ويعشق العروبة والبداوة الاسلامية. للاسف فان ابن السلام من هذا الجيل الجاهل الملوث. عمره 18 عاما. وكذلك زوجتاه. ولكن وبعد عودته من جنة امون رع واولاده. ايقن ابن السلام حقارة جيله جيل الموبايلات والتعصب الاسلامى الكامل والفشل الدراسى فى الثانوية والتقاعس عن الالتحاق بالجامعات. جيل ربته ام مؤهل متوسط من اسرة مفككة فقيرة متسولة واب جامعة ابله لا دور له فى اصلاح زوجته ولا قيادة الاسرة ولا تنشئة اولاده كما نشا على يد ابوين من الجيل المحترم جيل الحرب العالمية الثانية جيل الثلاثينات والاربعينات. جيل تربية مبارك والسادات والشعراوى والغزالى ومصطفى محمود. جيل اغانى الديجيهات المنحطة والتكاتك ومحمد رمضان ومحمد سعد. جيل حرموه من العلمانية والسفور والتنوير والتسامح مع الاديان الاخرى بالعالم. وحرموه من الثقافة المكثفة التى نالتها الاجيال السابقة عليه. جيل الثمانينات اقل منه جهلا وتفاهة لكنه ايضا عانى نفس المعاناة. جيل البطالة وعدم التوظيف بالمؤهل. جيل ما بعد الانفتاح. لذلك كان ابن السلام - وهذا يشفع له - متشوقا للتعرف عن قرب على انجليكا وان يشعر كأنه هى كأنه من جيلها ويتثقف مما اتيح لها خلال النهضة الثقافية الذهبية فى مصر الناصرية. وكما اعجب ابن السلام بانجليكا اورورا اعجبت زوجته نهى بجاريك. وشعرت نفس شعور ابن السلام. لم يكن ابن السلام فى بادئ الامر يدرى ان انجليكا هذه هى المراة التى بالف امراة التى وهبها له ورزقه اياها امون رع. ولم يكن منجذبا لها جنسيا او رومانسيا فقط. بل كان يراها تعويضا عن امه المتوفاة منذ عامين. وبالمثل كانت نهى ترى فى جاريك تعويضا عن ابيها المتوفى منذ 3 اعوام. كانت نهى - وكذلك هدى - تشبه ابن السلام كما قلنا. نفس الاحبال الصوتية. نفس متاعب القولون وحموضة المعدة. نفس مشاكل حصوات المرارة والكبد الدهنى اللامع. نفس حب الشتاء وكراهية الصيف. نفس حب التساؤل والتعلم. نفس حب المعرفة ومناهج التعليم الثانوى والجامعى الادبى والعلمى. نفس بياض البشرة وكستنائية الشعر ونعومته. نفس لون العيون ونفس شكل الانف والوجنات والجمجمة. نفس حب الافلام الامريكية والمصرية. الفرق فقط نعومة الصوت وارتداء الفساتين والملابس الانثوية وطلاء الاظافر. كانت نهى وهدى من طالبات الجامعة والكليات المتفوقات مثل ابن السلام وقرر الثلاثة عدم الانجاب حتى انهاء دراستهم الجامعية. لولا قدر ادخره له امون رع واولاده ونعمة انعمها عليه لكان ولظل فاشلا دراسيا وجاهلا واخوانوسلفيا مثل امه التى كانت سلفية تكره تربية الحيوانات الاليفة وتحرمه منها وجعلت جو المنزل معدوم الفن والثقافة والعلوم والاداب فقط مقراة وقرآن وقنوات سلفية. كانت انجليكا ترتدى فى ذلك اللقاء فستانا محبوكا من القطيفة الخضراء الداكنة جدا. كانت جذابة جدا فيه. وتبدو وزوجها اصغر من سنهما كثيرا. علم ابن السلام خلال اللقاء ان جاريك سيغيب اسبوعا عن انجليكا لان شركته التى يديرها تحتاجه للمبيت فيها اسبوعا لبعض شؤون العمل وقد اعتادت انجليكا على تكرار ذلك. وقرر ابن السلام ان ينتهز الفرصة للاختلاء بها ومقابلتها وحدها ليعرفها اكثر.

فى الحقيقة لم تكن انجليكا تشبه الام الحقيقية لابن السلام فى طباعها. بل عكسها تماما. انما يمكننا القول بانها تشبه الام المثالية التى كان ابن السلام يتمناها. ام علمانية متنورة بلا حجاب ولا نقاب. تحترم زوجها وتسعى جاهدة لتثقيف اولادها وامتاعهم بالحيوانات الاليفة كالقطط السيامية التقليدية والعصافير الاسترالية. وتصطحبهم الى المتاحف الفرعونية والقبطية والفنية والعلمية وحديقة الحيوانات بالجيزة. وترفض الاخوانية والسلفية وال سعود واردوغان. وتملا ييتها بالموسيقى والاغانى والافلام واللوحات الحائطية الكلاسيكية والاشغال النسوية والتماثيل الكلاسيكية. انها الام التى تمنى ابن السلام ان يحظى بها. كما انها تعد نافذة له على روائع وثقافة جيل الثلاثينات والاربعينات. والترياق لسم النقاب والسادات ومبارك والسيسى واخوانهم وسلفييهم وخلايجتهم واردوغانهم. انها التى من اسرة جامعية الابوين والاخوة وحظيت برعاية صحية ونظام غذائى واعى بروتينى معادنى فيتاميناتى خضرواتى وفواكهى ومنتجات البانى شبه نباتى خالى الدسم وخالى من الكوليسترول والبيض والدهون الحيوانية وقليل السكريات والنشويات وملح الطعام. انها التى ستكلمه عن مصر للالبان التى دمرها السادات ومبارك والسيسى واستبدلوها بجهينة رجال الاعمال والمراعى. وستكلمه عن الاصلاح الزراعى الخالد وتذويب الفوارق بين الطبقات. كان ابن السلام يشعر انها ستحقق حلمه فى ان يرى مساجد اوروبا والمدن الجديدة فى مصر يديرها على الاقل ازهريون قاهريون يقراون القران قبل صلاة الجمعة ويرددون تكبيرات العيد الكاملة. وفوق ذلك يحترمون الاديان الاخرى ويشجبون ايات القتال والتكفير والحدود والحجاب لتعود مصر والشرق الاوسط وشمال افريقيا الى ملابس الغرب للنساء كما كانت فى القرن العشرين. وفوقها تتعلمن جمهورية الحجاز ونجد وتعود تركيا اتاتوركية وتتخلص من الاخوانى اردوغان. ستكشف له وصف السادات بحقده لليساريين الحقيقيين والناصريين المثقفين والعلمانيين والنتنورين بالافندية الاراذل وكيف انه افرج عن الاخوان والسلفيين واعادهم من منفاهم فى السعودية ومنهم الشعراوى والملحد الذى تاسلم و المرتشى بالريالات مصطفى محمود وتسبب فى نشر الحجاب والنقاب والعباءة الخليجية بين نساء مصر الغبيات والتعصب والتكفير فى رجال وشباب مصر مع الانفتاح وتدمير القطاع العام وتحويل مصر لعزبة راسمالية لرجال اعماله وشلته هو ومبارك والسيسى الذى لم يات زعيما مثقفا لاصلاح مصر وازالة الاخوانية والسلفية واعادتها للعلمانية الناصرية والغربية حتى فى الملابس بل اتى ناهبا يريد ان يحكم والسلام هو واسرة القوات المسلحة التى من بعد عبد الناصر لم تختلف كثيرا عن اسرة محمد على وطرابيشها نفس الفساد والنهب اضافة للتعصب الاسلامى السعودى الاخوانوسلفى الاردوغانى الكاسح.

هكذا فكر ابن السلام. وفى ظهر اليوم التالى راقب العمارة التى تسكن بها انجليكا اورورا وزوجها جاريك. فلما راى زوجها خارجا من باب العمارة ليركب سيارته ومعه حقيبة سفر. وبمجرد ابتعاد السيارة من المكان اسرع ابن السلام صاعدا سلالم العمارة بسرعة. طرق الباب فسمع وقع اقدام متثاقلة وفتحت له انجيلكا اورورا. تفاجات بمجيئه وسالته عن السبب ولم تدعوه للدخول. قال بلطف. الحقيقة ربما يكون ذلك فظاظة منى وقلة ذوق لكننى اود التعرف بك اكثر. كانت انجليكا متحفظة وباردة قليلا. وتطلب الامر مزيدا من الاقناع. حتى ادخلت ابن السلام. جلسا يثرثران وقررت انجليكا قبول دعوته بالنزول معه والتمشى فى بعض متنزهات بودابست. دخلا متنزها عاما واسعا. وكانت انجليكا ترتدى معطفا شتويا طويلا انيقا مليئا بالازرار والاحزمة وكبير الياقات. بلون بيج. واسفله جونلة وكعب عالى وبلوزة شتوية ذات رقبة. وحقيبة انثوية رقيقة ملونة وانيقة. جلسا وسط الغابة والاشجار جوار التماثيل الرائعة قال ابن السلام. اتعلمين يا انجى ان المجر وغيرها من دول اوروبا الشرقية كانت جزءا من الامبراطورية الالمانية والامبراطورية النمساوية قبل الحرب العالمية الاولى. ضحكت انجليكا وقالت. نعم اعلم ذلك. ثم اضافت. كانت ملابسهم جميلة انذاك. والموسيقى راقية. افرزت الامبراطوريتان عظماء فى العلوم والفنون والاداب وكذلك فعلت بلدى ايطاليا عصر النهضة والرومان وبلدانا مصر الفراعنة والبطالمة والرومان ومحمد على والخديو اسماعيل وناصر. ثم اضافت انجليكا. هل تحب الماضى والتاريخ. الهذا زرتنى. قال ابن السلام. هل تريدين الاجابة كاملة وبصدق. قالت انجليكا. نعم. قال. على وعد الا تغضبى ان لم تعجبك الاجابة. قالت انجليكا. انا صبورة ولا اغضب بسهولة. هكذا اخبرنى زوجى جاريك وزملاء العمل قبل احالتى للمعاش. وهكذا اخبرنى اولادى المتزوجون ايضا. قال ابن السلام. حسنا. لا انكر انك تملكين جاذبية حيوانية ومغناطيسية جسدية غير عادية. تذكرنى بجمال تجاعيد وجه وعنق مونيكا بيلوتشى فى عامنا هذا 2018. لكنك ايضا مثقفة ومتنورة واشعر انك ام ثانية لى اذا لم يضايقك ذلك. اشعر بالامرين بانك حبيبة وصديقة وانك ام لى. وايضا معلمة لى. احب ان اتعلم منك واسمع ذكرياتك كلها. وان اعيش معك حياتك واسمع رايك فى عبد الناصر وخلفائه.


قبل ابن السلام خد انجليكا. وقال لها. حقا انت تشبهين مونيكا بيلوتشى كثيرا. ضحكت وقالت. نعم اعلم ذلك. وحين اعرض صورى وانا شابة على اصدقائى يقسمون باغلظ الايمان اننى اخت مونيكا بيلوتشى التوام. ويذهلهم اكثر حين اخبرهم اننى من مواليد برج الميزان مثلها والاختلاف فقط فى سنة ويوم الميلاد. انا مولودة 7 اكتوبر. وهى 30 سبتمبر. حتى اننى هنا فى المجر يستوقفنى كثيرون من معجبى مونيكا ظنا منهم اننى هى ويصممون على ذلك ولا يصدقوننى الا حين اعرض لهم بطاقة هويتى وبعضهم حتى لا يصدق ويظننى احمل هوية مزورة. لكننى اشعر انك تعلم امرا عنى وتخفى انك تعلمه.

قال ابن السلام. وما هو هذا الامر يا انجى ؟. كانت انجليكا قد احمر وجهها وبدات ملامحها وحتى قوام جسدها يتغير وبدا لابن السلام انها اصبحت تشبه شادية فى الستينات بالملامح والطول والوجه وقوام الجسد وتصفيفة الشعر... وبدا المشهد مشهد منتزه بودابست خلفها يختفى ويظهر خلفها مجمع التحرير وبرج القاهرة وكورنيش النيل.. لكنها اسرعت واخرجت قرص دواء من حقيبتها من علبة دواء وتناولتها بسرعة. مبتلعة اياها. بعد لحظات. بدات ملامحها تعود لسابق عهدها. واختفى المشهد المصرى خلفها. قال ابن السلام. ما هذا الذى حدث للتو يا انجى ؟. قالت انجليكا اورورا. اولم تكن تعلم ؟. قال. بماذا اعلم ؟ قالت. اذن لم تكن تعلم. حسنا ماذا رايت الان ؟. قال. رايت ملامحك وشعرك يتغيران لتشبهين شادية فى افلام الستينات. ورايت خلفك مشهد لبرج القاهرة وكورنيش النيل ومجمع التحرير.

زفرت وقالت. اذن انكشف سرى لك. حسنا انا ومنذ الطفولة لدى القدرة على تغيير ملامحى لاشبه اى امراة من اى عرق والانتقال ايضا عبر الزمن لاى عصر. وان كانت قدرة لا ارادية عشوائية فى اى وقت تحدث وفى اى مكان وينقذنى من ذلك اقراص دوائى هذا. قال فى سره ونفسه. صدق امون رع حين قال وهبتك امراة بالف من النساء. ثم قال لانجليكا. حسنا ولو فرضنا انك لم تتناولى القرص الدوائى. قالت. عندئذ كنت تحولت الى شبيهة بشادية وفى مصر الستينات مثلا. وكنت نقلتك معى لهذا العصر. قال ابن السلام. ليتك فعلت فانى اود ان اعيش فى هذا العصر الذهبى لمصر لبعض الوقت. ضحكت انجليكا وقالت فى مرارة. انها لعنة اصيبت بها طوال حياتى. وانت تراها شيئا ممتعا ومفرحا. على كل حال انا لا ادرى كيف يحصل ذلك ولا كيف اتحكم فيه وفى الزمان والشخصية التى اتحول اليها. احيانا اصبحت زنجية واحيانا اصبحت صينية واحيانا هندية او عراقية. قال ابن السلام. وحين وقع الامر فى طفولتك الاولى لاول مرة ماذا فعل والداك يا انجى. قالت. شعرا بالذعر لغيابى واختفائى الفجائى وتغير ملامحى. وغبت عنهما يوما كاملا قلبا الدنيا بحثا عنى بلا اثر ولا نتيجة. حتى عدت انا تلقائيا فى اليوم التالى. واستدعوا طبيبا فورا فلم يصدقهما ونعتهما بالجنون. لكنهما توجها لفيزيائى فلكى مرموق يشبه اينشتاين فى نظرياته وافكاره عن الزمكان والثقب الدودى والنسبية الخ. وهذا الرجل كان قد حصل على مؤهلين من كلية الطب وكلية العلوم قسم الفيزياء الفلكية والفلك. فكان طبيبا ايضا. وفحصنى. واندهش لما اخبره به ابوى. قام بعمل رسم مخ لى ايضا. فى النهاية قرر ان هذه الحالة تنتج عن نشاط زائد هائل فى المخ. وبالتالى لا سبيل لتلافيه سوى بدواء مثبط لهذا النشاط الدماغى الزائد. واعادته للمستوى الطبيعى. وجرب الدواء على بشكل يومى. لاننى كنت طفلة لا اعى شيئا. ولم يرغب بالمخاطرة بتركى نهبا للتحول الشخصى والزمنى فقد اذهب ولا استطيع العودة ابدا. لذلك وبفضل اقراص الدواء لم تتكرر نوبات التحول حتى بلغت سن المراهقة. وهنا قرر الطبيب الفيزيائى الفلكى ايقاف الدواء وجعله عند اللزوم حين اشعر بالتحول اسارع بتناول قرص منه.

قال ابن السلام. وماذا لو لم تتمكنى من تناول الدواء وتحولت بالفعل. قالت انجليكا. ايضا اتناول القرص الدوائى حين اريد العودة لملامحى ولزمنى.


قبل ابن السلام خد انجليكا. وقال لها. حقا انت تشبهين مونيكا بيلوتشى كثيرا. ضحكت وقالت. نعم اعلم ذلك. وحين اعرض صورى وانا شابة على اصدقائى يقسمون باغلظ الايمان اننى اخت مونيكا بيلوتشى التوام. ويذهلهم اكثر حين اخبرهم اننى من مواليد برج الميزان مثلها والاختلاف فقط فى سنة ويوم الميلاد. انا مولودة 7 اكتوبر. وهى 30 سبتمبر. حتى اننى هنا فى المجر يستوقفنى كثيرون من معجبى مونيكا ظنا منهم اننى هى ويصممون على ذلك ولا يصدقوننى الا حين اعرض لهم بطاقة هويتى وبعضهم حتى لا يصدق ويظننى احمل هوية مزورة. لكننى اشعر انك تعلم امرا عنى وتخفى انك تعلمه.

قال ابن السلام. وما هو هذا الامر يا انجى ؟. كانت انجليكا قد احمر وجهها وبدات ملامحها وحتى قوام جسدها يتغير وبدا لابن السلام انها اصبحت تشبه شادية فى الستينات بالملامح والطول والوجه وقوام الجسد وتصفيفة الشعر... وبدا المشهد مشهد منتزه بودابست خلفها يختفى ويظهر خلفها مجمع التحرير وبرج القاهرة وكورنيش النيل.. لكنها اسرعت واخرجت قرص دواء من حقيبتها من علبة دواء وتناولتها بسرعة. مبتلعة اياها. بعد لحظات. بدات ملامحها تعود لسابق عهدها. واختفى المشهد المصرى خلفها. قال ابن السلام. ما هذا الذى حدث للتو يا انجى ؟. قالت انجليكا اورورا. اولم تكن تعلم ؟. قال. بماذا اعلم ؟ قالت. اذن لم تكن تعلم. حسنا ماذا رايت الان ؟. قال. رايت ملامحك وشعرك يتغيران لتشبهين شادية فى افلام الستينات. ورايت خلفك مشهد لبرج القاهرة وكورنيش النيل ومجمع التحرير.

زفرت وقالت. اذن انكشف سرى لك. حسنا انا ومنذ الطفولة لدى القدرة على تغيير ملامحى لاشبه اى امراة من اى عرق والانتقال ايضا عبر الزمن لاى عصر. وان كانت قدرة لا ارادية عشوائية فى اى وقت تحدث وفى اى مكان وينقذنى من ذلك اقراص دوائى هذا. قال فى سره ونفسه. صدق امون رع حين قال وهبتك امراة بالف من النساء. ثم قال لانجليكا. حسنا ولو فرضنا انك لم تتناولى القرص الدوائى. قالت. عندئذ كنت تحولت الى شبيهة بشادية وفى مصر الستينات مثلا. وكنت نقلتك معى لهذا العصر. قال ابن السلام. ليتك فعلت فانى اود ان اعيش فى هذا العصر الذهبى لمصر لبعض الوقت. ضحكت انجليكا وقالت فى مرارة. انها لعنة اصيبت بها طوال حياتى. وانت تراها شيئا ممتعا ومفرحا. على كل حال انا لا ادرى كيف يحصل ذلك ولا كيف اتحكم فيه وفى الزمان والشخصية التى اتحول اليها. احيانا اصبحت زنجية واحيانا اصبحت صينية واحيانا هندية او عراقية. قال ابن السلام. وحين وقع الامر فى طفولتك الاولى لاول مرة ماذا فعل والداك يا انجى. قالت. شعرا بالذعر لغيابى واختفائى الفجائى وتغير ملامحى. وغبت عنهما يوما كاملا قلبا الدنيا بحثا عنى بلا اثر ولا نتيجة. حتى عدت انا تلقائيا فى اليوم التالى. واستدعوا طبيبا فورا فلم يصدقهما ونعتهما بالجنون. لكنهما توجها لفيزيائى فلكى مرموق يشبه اينشتاين فى نظرياته وافكاره عن الزمكان والثقب الدودى والنسبية الخ. وهذا الرجل كان قد حصل على مؤهلين من كلية الطب وكلية العلوم قسم الفيزياء الفلكية والفلك. فكان طبيبا ايضا. وفحصنى. واندهش لما اخبره به ابوى. قام بعمل رسم مخ لى ايضا. فى النهاية قرر ان هذه الحالة تنتج عن نشاط زائد هائل فى المخ. وبالتالى لا سبيل لتلافيه سوى بدواء مثبط لهذا النشاط الدماغى الزائد. واعادته للمستوى الطبيعى. وجرب الدواء على بشكل يومى. لاننى كنت طفلة لا اعى شيئا. ولم يرغب بالمخاطرة بتركى نهبا للتحول الشخصى والزمنى فقد اذهب ولا استطيع العودة ابدا. لذلك وبفضل اقراص الدواء لم تتكرر نوبات التحول حتى بلغت سن المراهقة. وهنا قرر الطبيب الفيزيائى الفلكى ايقاف الدواء وجعله عند اللزوم حين اشعر بالتحول اسارع بتناول قرص منه.

قال ابن السلام. وماذا لو لم تتمكنى من تناول الدواء وتحولت بالفعل وانتقلت الى زمن اخر. قالت انجليكا. ايضا اتناول القرص الدوائى حين اريد العودة لملامحى ولزمنى. ساد الصمت الان بينهما وابن السلام يحاول استيعاب الحقائق المبهرة الاقرب للخيال والفانتازيا والخيال العلمى منها للحقيقة والتى اخبرته بها انجليكا. وازداد اعجابا بها وشعورا بانها امه بالفعل. اخذا يتاملان المتجولين والعشاق فى المتنزه الشاسع الاشبه بغابات المانيا ويمتعان عيونهما بروعة التماثيل الكلاسيكية وروعة الاشجار الخضراء وروعة تخطيط كل صغيرة وكبيرة فى المتنزه. والسماء الحليبية الشاحبة الشتوية. ثم نطقت انجليكا اخيرا وقطعت ستار الصمت. ما دمت تعتبرنى امك. فساعاملك كابن لى. ساختار لك كليتك وتعليمك. وساخبرك بكل ما اعرفه من التاريخ ومن حياتى الطويلة السبعينية. وساعد لك اشهى الاطعمة مثل اى ام تعرف واجباتها ورسالتها. وساصنع لك ملابس تدفئك ومفارش ولوحات تزين منزلك بماكينة خياطتى وبابرة الكروشيه والتريكو والكنافاه والمكرمية وكراسة التفصيل. قال ابن السلام. ونسيت شيئا مهما. قالت انجليكا. ما هو ؟ قال. ان تمنحينى من الحنان وقبلات الخد والاحضان. قالت. نعم هذا صحيح. اتعلم ان ابى رفض الانخراط فى صفوف الفاشية بعهد موسولينى. لكن هتلر قدم له استثناء جعله ينضم فى صفوف الجيش النازى جيش الرايخ الثالث. خصوصا ان ابى كان اشقر الشعر ازرق العيون آرى الملامح. حكى لى والدى عن اناقة ملابس الجيش الالمانى. وشجاعة هتلر. نظام الغذاء ونظام الاسرة. ونظام شبيبة هتلر. مشاركة النساء. والتقدم العلمى الهائل. كنت تكلمنى عن الامبراطورية الالمانية اى الرايخ الثانى والامبراطورية النمساوية المجرية. ولعلك تعلم او الان ستعلم ان الرايخ هو الامبراطورية الرومانية المقدسة. اراد هتلر كشاب المانى وطنى وضابط غاضب من هزيمة وتقسيم المانيا واذلالها بمعاهدة فرساى على يد الانجليز والفرنسيين. اراد هتلر رد اعتبار المانيا واسترداد اراضيها واملاكها فى بولندا والنمسا وسويسرا ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وغيرها. ولكنه اخطا بكسره وخرقه تحالفه مع ستالين ومحاولته المجنونة العبثية لاحتلال روسيا. لكن يحسب له اذلال بريطانيا فى افريقيا وفى جزيرتها نفسها واذلال فرنسا. اليوم كما ترى بعد هزيمة هتلر وتقسيم المانيا ثم توحيدها لتكون كلها المانيا غربية راسمالية مطية لامريكا. وبعد خيانة يلتسين وتفكيك الاتحاد السوفيتى. وانقراض المبادئ المنظمة والمحترمة للنازية والشيوعية والاشتراكية والناصرية. عمت الفوضى والعبثية واللاهدف والانحطاط الكامل السينما الامريكية منذ 2000 خصوصا. وعمت مصر وما حولها. وحل محل الاشتراكية والشيوعية والناصرية. الساداتية والتبعية للسعودية فى الدين والملبس والعادات الخ. والراسمالية المتوحشة. واهمال التعليم العالى والقضاء على الاكتفاء الذاتى والصناعات الثقيلة والقضاء على الاسكان الرخيص. والقضاء على بسكو مصر ومصر للالبان وبيع المصنوعات وشيكوريل وشملا وايديال ونصر للسيارات وللتلفزيون وحل محلها بسكويت اردوغان اولكر المقزز ولبن جهينة وغيرها. اليوم ترى بنفسك شباب جيلك مواليد 2000 وحتى مواليد التسعينات والثمانينات ولكن جيلك اسوا فلم يعاصر الف ليلة وليلة لشريهان او حتى بقايا الادب والفكر والعلمانية وسفور المصريات وارتداءهن الملابس الغربية. جيلك خريج مدرسة السلفيين والاخوان والازهريين والتعليم الازهرى الذى يجب الغاؤه. جيلك الغارق فى افلام الرعب والمؤيد لحذف اجزاء غرامية قبلات او فراش من الافلام الامريكية والكاره لاغانى عبد الوهاب وعمرو دياب ومحمد منير وحمبد الشاعرى لكنه يحب قمامة اغانى التكاتك والديجيهات المنحطة.

سكتت انجليكا قليلا ثم اضافت. كان ابى نازيا ولكن لصغر سنه ورتبته نجا من المحاكمة الامريكية البريطانية لالمانيا فى نورمبرج. اما انا فكنت فى شبابى ناشطة شيوعية مؤمنة بالقضية الاممية جدا وتنقلت كثيرا انا وزوجى الذى تراه بين بلدان الكتلة الشرقية او اوروبا الشرقية فى بولندا ورومانيا ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وذهبت حتى الى المانيا الشرقية وموسكو. ولليوم احب التنقل بين بلدان الاتحاد الاوروبى الحالى. بولندا اليوم ساحرة وفى اوقاتها كلها شيوعية او راسمالية كانت ساحرة. وكذلك بلدى المجر وايطاليا ومصر. انا لم انقطع عن زيارة مصر كل عشر سنوات ودوما اجد الجديد فى السياسة والحاكم. اخذ ابن السلام يتامل عيون انجليكا التى كانت طبق الاصل من عيون مونيكا بيلوتشى. وكذلك اذناها وشفتاها وشعرها ووجهها بزواياه ويداها واظافرها واصابعها وذراعاها ونهداها وقوامها وعنقها وحتى ابتسامتها وكل شئ. حقا يخلق من الشبه اربعين.

فتحت انجليكا هاتفها المحمول الذكى السامسونج نوت. واطلعت ابن السلام على فيديو طريف على اليوتيوب لرجل يشبه هتلر ارتدى ملابس هتلر العسكرية ومعطفه الثقيل وكابه العسكرى وتجول فى شوارع المانيا 2014. فى ميدان واسع هو بوابة براندنبورج فى برلين. وكان رد فعل الناس ان التقطوا الصور معه ورحبوا به. فهم يعتبرونه بطلا وطنيا لبلادهم. وقالت انجليكا. كم اتمنى ان يتكرر ذلك فى مصر وتركيا وروسيا مع اشباه لعبد الناصر واتاتورك ولينين وستالين وخروشوف وماركس لعل الشعوب هناك تكون حية لا ميتة وترحب بهم كابطال وطنيين وتنبذ السيسى والاخوان والسلفيين والتعليم الازهرى وال سعود واردوغان والراسمالية والتعصب الاسلامى السنى الخليجى التركى. هل اخبرك بأسوأ من ام واب اغرقوا او قتلوا اولادهم كما فى مصر اغسطس 2018 ؟ من يقتلونهم بتربيتهم على السلفية والاخوانية والتعصب الاسلامى.

عاد ابن السلام مع انجليكا الى منزلها. وشاهدا معا فيلم داونفول وفالكيرى والسماء الحديدية ومسلسل الرجل فى القلعة العالية وايضا ابوكاليبس الحرب العالمية الثانية الوثائقى وحتى الفيلم المينى سيريس التلفزيونى المسمى الوعد لبيتر كوسمينسكى. كما قرا قليلا فى الكتاب المقدس الخاص بانجليكا وسلسلة كتب Left Behind المسيحية اللطيفة وهى 16 كتابا. وانتج منها 4 افلام مميزة. وودعها قبل عودة زوجها جاريك ليلا. على امل اللقاء غدا او بعد غد.

عاد ابن السلام الى منزله وزوجتيه نهى وهدى. واستلقى بينهما وكل منهما تسند راسها على كتفه. لم تكن هدى مهتمة كثيرا بجاريك على عكس نهى. وفى ذلك المساء قرر ابن السلام بعدما ايقن وتاكد انه بحاجة الى اب بديل ايضا. مثلما ان نهى بحاجة الى ام بديلة. قرر اصطحاب نهى معه غدا. للقاء انجليكا. واصطحاب نهى ايضا يوم الاحد العطلة للقاء جاريك وانجليكا معا.

صمت احمد بن تحتمس عن الرواية. وكان خونسو وحتحور مبهورين جدا بالقصة. واما لمى ديمة فلم تزد عن الابتسام اذ كانت تعرفها اصلا مسبقا. قالت حتحور. هذه القصة لطيفة مثل قصة محمود توماس ونجوى يا خونسو. والتى اود ان تكملها لنا. قالت لمى ديمة. كلتا القصتين ليست الذ ولا افضل من قصة صديقنا المصرى الذى احب شيميلا وتزوجها. لانه احب ان تكون حبيبته متسمة ليس فقط بآلة الرجل فى جسدها مع نهود وقوام ووجه وصوت النساء. ولكن ببساطة الرجال وتخلو من هرمونات وعقد النسوة المصريات وافكار العذرية والبداوة الاسلامية والعروبية القميئة. وكانت بينهما العاب ايروتيكية بورنوجرافية كأنه من المثليين وكامشوتات خلال العلاقة. وملاعبات بالحليبين. ساحكيها لكما ذات يوم. الان عليك يا خونسو ان تكمل لنا قصة محمود توماس ونجوى.


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل السادس عشر

قال خونسو لاحمد بن تحتمس. لكنك لم تخبرنا ما برج ابن السلام بما انك ذكرت برج انجليكا. ضحك ابن تحتمس وقال. حسنا انه برج العذراء مواليد سبتمبر هو وزوجتاه. جار الميزان مباشرة وجار الاسد وشبيههما بالطباع. انه البرج الترابى العاشق للجدى والثور والعذراء. والعاشق للحمل والاسد والقوس. والعاشق للحوت والعقرب وربما السرطان. والعاشق للجوزاء والميزان والدلو. قالت حتحور ضاحكة. اذن نحن محاصرات برجال العذراء. يا بنات الابراج احذرن من هؤلاء النسونجية انهم يعشقون التقبيل والعناق والتغزل فينا وامتلاكنا. انهم يلتصقون كالغراء وكالخفاش. لا يمكن ازالة التصاقهم بكن. يبدو انك يا خونسو ايضا ستكون من برج العذراء. ضحك خونسو طويلا وقال. يبدو ذلك. نعم. كان خونسو يرتدى تيشيرتا مطبوعا عليه راس تمثال خونسو الذى ضمن مجموعة توت عنخ امون حيث شعره مضفر وملامحه وسيمة للغاية تشبه بالفعل ملامح خونسو حبيب حتحور. قال خونسو فى حزن مفاجئ. نحن اليوم مراهقون ومراهقات نهنأ بالعيش فى كنف اهلنا ولا نحمل للدنيا هموما. ينفقون علينا لنتعلم فى الكليات والجامعات. ولكن فى مصر 2018 فى عالم بائس ليس كعالمكما الموازى يا لمى ويا ابن تحتمس. عالم لم يصل فيه زكريا محيى الدين ابدا للسلطة فى مصر الا يومى التنحى. فماذا نفعل بعد التخرج. وكل شركة او مدرسة او صاحب عمل يطلب شروطا تعجيزية من كل شاب وشابة رغم البطالة الكاسحة فى مصر. يطلب سنوات خبرة وشهادات خبرة وكورسات فى مليون مجال. ويتجاهل تماما اهمية المؤهل الجامعى العالى الذى حصل عليه الشاب او الشابة. وتحفى اقدام الشباب والشابات فى ظل دولة نذلة نزعت يدها وتهربت من مسؤولياتها فى توظيف الخريجين. بل وصعبت من الاساس الالتحاق بكليات القمة العلمية من طب وصيدلة واسنان واعلام واثار وغيره باشتراط مجموع يتعدى 95 بالمئة. فلا يدخل من يريد الطب او غيره. فلا محالة يفشل ويدخل كلية لا يريدها. وفى النهاية بعد التخرج لا ينال وظيفة تلائم مؤهله او جامعيته. ويضطر للعمل فى بيع الخضروات او قيادة التكاتك او التاكسى او انشاء مطعم فى كشك متنقل... او يعمل عامل فى مصنع استثمارى بالمدن الجديدة او ضابط امن. لعشرات الساعات يوميا. انه انتقام السادات من الجامعيين والمثقفين وتفريغ مصر من الطبقة الوسطى المتعلمة المثقفة النصيرة للاشتراكية والمدافعة عن الناصرية. انتقام بداه السادات واكمله مبارك والسيسى. مما انتج شبابا ورجالا مرتمين فى احضان الاخوانية والسلفية والحجاب والعباءة الخليجية ومستعدين لفتح ابواب مصر للاحتلال السعودى والاردوغانى المباشر. شبابا ورجالا يشتمون عبد الناصر ويترحمون على فاروق واولاده ويهاجمون مجانية التعليم والاكتفاء الذاتى بالصناعة والزراعة الخ. يهتمون بلاعبى الكرة مثل الاخوانى الملتحى ابو مكة محمد صلاح. ولا يهتمون بالرياضات الاولمبية ولا التعليم ولا العلم والعلماء. شبابا اصبح شيوخا وحجاجا ولا شئ فى عقولهم سوى التعصب الاسلامى الشامل. حتى نظام الساعات المعتمدة صنعوه لاجل تدمير فرصة الشباب وتكافؤ الفرص فى الكليات وهو نظام يؤدى لفشل ورسوب الكثيرين.

قالت حتحور. نعم يا حبيبى. ان كلامك صحيح مئة بالمئة. فقال احمد بن تحتمس. اما فى ايجيبتوس فى عالمنا انا ولمى ديمة. فلا تزال البلاد تنعم بمزايا عبد الناصر. اضافة لمعاهدة سلام زكريا محيى الدين. لا تزال ايجيبتوس تخرج كل عام مئات الاطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين والمعلمين الخ من جامعة القاهرة. بلا لحى ولا حجاب ولا عباءة خليجية ولا نقاب. بل ملابس الخريجين والخريجات اوروبية غربية تماما كما كان المصريون والمصريات يرتدون فى الستينات عندكم مثلا. ولا يزالون يتكلمون باللهجة العامية المصرية الراقية التى كانت عندكم فى مصركم حتى الثمانينات قبل عامية جيل 2000 التافه المكونة من فشخ وغيرها من الالفاظ القميئة واسلوب الصيع والمتعاطيى المخدرات وغير المستقيمين. جيل نكسة يناير الاخوانوسلفية 2011. وسيدتنا الاولى فى ايجيبتوس بلا حجاب.

خيم الصمت الحزين على الجميع. ثم قالت لمى ديمة. حسنا هيا يا خونسو اكمل لنا قصة محمود توماس ونجوى. ضحك خونسو عندئذ وقال. سمعا وطاعة لعيون سوريتنا الحلوة. ضحك لمى وتغير وجه حتحور وكذلك احمد بن تحتمس وقال. ليس معنى اننا متشابهان كالتوام ان تخطف منى حبيبتى لمى. ضحك خونسو وقال. حسنا. هيا بنا لنعود الى العاصمة الادارية الجديدة زمن الاحتلال السعودواردوغانى لمصر واقامة الخلافة الاسلامية السعودوتركية بمباركة اوروبية وامريكية ومباركة من شعوب جمهوريات الشرق الاوسط وشمال افريقيا المتعصبة اسلاميا والمغيبة العقل. وتحويل السيسى الى والى تابع للخليفتين السعودى والاردوغانى بدلا من رئيس.

امضى محمود تلك الليلة فى مسكنه بالكشك خارج السراى وداخل الحديقة. وهو يفكر فى نجوى. قرر الا يدخل معها فى علاقة من اى نوع سوى العلاقة الرسمية كسيدة وخادمها. منعا للمشاكل وايمانا منه بان مثل تلك العلاقات لن تجلب لهما سوى التعاسة ولن ينتج منها سوى الفشل. رغم جاذبيتها الشديدة التى لا يستطيع مقاومتها. لكنه كان يتحدث بعقله الان ولم يستطع قلبه بعد السيطرة عليه والاستحواذ على ارادته. لم يكن يعلم ان قلبه هذا سيؤلمه كثيرا فى الايام التالية. استمر فى عمله يوميا. بعدما علمه رئيس الخدم والمشرف على اعمال البستنة كافة مهامه واراه كافة ادواته. وفى نهاية اليوم وبحلول العاشرة مساء كان يسترخى فى فراشه بغرفته او كشكه .. حاول ان يجعل علاقته بنجوى رسمية وحاول تحاشيها مرات عديدة .. لكنه لم يستطع سوى ان يغرس سهام حبها اعمق واعمق فى قلبه .. ما كل هذا الدلال والحلاوة ... الانه عذراء ولانها جدى .. كلاهما ترابيان.. كانت تحوى دلال كل بنات الجدى الجميلات الشهيرات فى عالم البورنوجرافيا.. صوفى دى .. ترينا ميشيلز .. فلاور توشى .. ستورمى دانيالز .. روكى رودز .. بوبى ايدن .. انجيلا كريستال .. تيرى سمرز .. اليسون تايلر الخ. كانت عيونها حلوة وصوتها وجاذبية حيوانية فواحة من جسدها ومن روحها تحوطها وتنطلق نحوه لتسيطر عليه. كلما طالعته بوجهها وبدنها وثيابها الانيقة الكلاسيكية واظافر يديها المطلية بالاحمر الكلاسيكى. يود لو يضمها فى حضنها ويقبل خديها ويمعن النظر فى عينيها. وكلما استلقى فى فراشه بعد نهاية اليوم الشاق. يتخيلها مستلقية جواره. مجرد وجودها جواره يسعده. يضع خده لصق خدها وينام. مجرد ان يلمس خده خدها يشعر بسعادة غامرة غريبة. لماذا هى تجذبه هكذا.. لماذا تغريه بشدة .. لماذا يشتهيها بكل الطرق بشدة .. يشتهى جسدها ويحب روحها .. ويعشق بقاءها الى جواره .. يحلم ويشتاق ويملاه الحنين المذيب لان تكون الى جواره دوما ولا تفارقه.

لكن نجوى لم تفارقه رغم محاولاته صدها. وكانت كلها اذان صاغية حين بدا يحكى لها كيف كان يتمنى ان يحيا فى القاهرة قبل ان تصبح خرابة على يد القوات السعودية والتركية وقبل ان تنسحب قوات السيسى لتتركها نهبا للخلافة المزعومة والاحتلال المزدوج. حدثها عن جمال القاهرة كما وصفت له من الاجيال الاكبر منه سنا بكثير. وعن جمال النيل وكورنيش النيل ووسط البلد. ظل يحكى ويحكى كل يوم حتى اشتاقت نجوى بالفعل لرؤية القاهرة ونيلها. ذلك النيل الذى لا يمر بالعاصمة الادارية الجديدة الكومبوند ذات الاسوار. ولا يمر باى من هذه المدن الجديدة الصحراوية المفتقرة لاى جمال معمارى كلاسيكى. والمضروبة بالشمس بشدة دون ظلال او اشجار. ماعدا مناطق الاثرياء طبعا كلها اشجار. حدثها عن الاهرام والاقصر والمتحف المصرى التى اصبحت كلها خرائب مهدمة على يد القوات السعودوتركية وبعضها انقذه اليونسكو ونقله مفككا الى اوروبا وامريكا. حدثها عن اشياء لم ترها ولم تسمع عنها فى حياتها. وكانت تصدقه رغم ان اى فتاة سواها كانت لتتهمه بالجنون او الكذب واختلاق او تخيل اشياء وهمية لم توجد ابدا.

فتح لها محمود توماس قلبه وحدثها عن مسيحيته المبطنة التى اخفاها بالاسلام خوفا من القتل والبطش السيساوى والسعودوتركى. وحدثها عن الفوارق بين العهد الجديد والقرآن. بين رقى المسيحية الغربية المعلمنة وبين بشاعة الاسلام والعروبة. تاثرت به نجوى كثيرا وباتت تعتبره معلمها واستاذها وليس حبيبها فقط. كانت تنتابها الجراة احيانا مع خجله. وتلف ذراعها حول خصره او تهجم عليه بحضن او قبلة. حدثها ايضا بل واراها فيديو مخفيا فى هاتفه المحمول وثائقى فراعنة مصر المعاصرون عن ناصر والسادات ومبارك وكيف تسبب السادات ومبارك فى تشجيع الاسلاميين اخوانا وسلفيين ليس فى مصر فقط بل لتدمير افغانستان والصومال والربيع العربى المزعوم ايضا. وسعودة واردغنة عقل الشعب المصرى وتحويله للتعصب الاسلامى والباس نسائه وفتياته الحجاب والعباءة الخليجية. اخبرها ان اقناع المراة المصرية بارتداء الحجاب والعباءة بهذا الشكل الوبائى الذى بلغته مصر فى بداية عهد السيسى ونهاية عهد مبارك. هو بمثابة معالجة الصحيح بدنيا ليصبح مريضا. Hijab and Abaya is a cure for wellness. كانت المراة المصرية قبل الحجاب والعباءة صحيحة البدن. فاوهموها بان سفورها وتبرجها مرض عليهم علاجه. واستسلمت لهم واقتعنت واصبحت مريضة بالفعل بارتدائها الحجاب والعباءة ولكنهم اقنعوها بانها الان باتت صحيحة البدن. وكانت سابقا مريضة حين كانت بلا حجاب ولا عباءة. حين كانت بالفستان والكعب العالى والشعر المسترسل المكشوف.

لم يمضى وقت طويل على احاديث محمود توماس مع نجوى التى اقتنعت بالمسيحية الغربية المعلمنة. حتى اقامت علاقة جسدية كاملة معه رغم مقاومته ورفضه لذلك لئلا يتسبب فى ايقاعها فى مشاكل. ثم قررت الهرب معه .. بدات هى وهو يخططان للهرب. خاصة بعدما علمت باختبار الحمل انها حبلى فى الشهر الثالث.


امضى محمود تلك الليلة فى مسكنه بالكشك خارج السراى وداخل الحديقة. وهو يفكر فى نجوى. قرر الا يدخل معها فى علاقة من اى نوع سوى العلاقة الرسمية كسيدة وخادمها. منعا للمشاكل وايمانا منه بان مثل تلك العلاقات لن تجلب لهما سوى التعاسة ولن ينتج منها سوى الفشل. رغم جاذبيتها الشديدة التى لا يستطيع مقاومتها. لكنه كان يتحدث بعقله الان ولم يستطع قلبه بعد السيطرة عليه والاستحواذ على ارادته. لم يكن يعلم ان قلبه هذا سيؤلمه كثيرا فى الايام التالية. استمر فى عمله يوميا. بعدما علمه رئيس الخدم والمشرف على اعمال البستنة كافة مهامه واراه كافة ادواته. وفى نهاية اليوم وبحلول العاشرة مساء كان يسترخى فى فراشه بغرفته او كشكه .. حاول ان يجعل علاقته بنجوى رسمية وحاول تحاشيها مرات عديدة .. لكنه لم يستطع سوى ان يغرس سهام حبها اعمق واعمق فى قلبه .. ما كل هذا الدلال والحلاوة ... الانه عذراء ولانها جدى .. كلاهما ترابيان.. كانت تحوى دلال كل بنات الجدى الجميلات الشهيرات فى عالم البورنوجرافيا.. صوفى دى .. ترينا ميشيلز .. فلاور توشى .. ستورمى دانيالز .. روكى رودز .. بوبى ايدن .. انجيلا كريستال .. تيرى سمرز .. اليسون تايلر الخ. كانت عيونها حلوة وصوتها وجاذبية حيوانية فواحة من جسدها ومن روحها تحوطها وتنطلق نحوه لتسيطر عليه. كلما طالعته بوجهها وبدنها وثيابها الانيقة الكلاسيكية واظافر يديها المطلية بالاحمر الكلاسيكى. يود لو يضمها فى حضنها ويقبل خديها ويمعن النظر فى عينيها. وكلما استلقى فى فراشه بعد نهاية اليوم الشاق. يتخيلها مستلقية جواره. مجرد وجودها جواره يسعده. يضع خده لصق خدها وينام. مجرد ان يلمس خده خدها يشعر بسعادة غامرة غريبة. لماذا هى تجذبه هكذا.. لماذا تغريه بشدة .. لماذا يشتهيها بكل الطرق بشدة .. يشتهى جسدها ويحب روحها .. ويعشق بقاءها الى جواره .. يحلم ويشتاق ويملاه الحنين المذيب لان تكون الى جواره دوما ولا تفارقه.

لكن نجوى لم تفارقه رغم محاولاته صدها. وكانت كلها اذان صاغية حين بدا يحكى لها كيف كان يتمنى ان يحيا فى القاهرة قبل ان تصبح خرابة على يد القوات السعودية والتركية وقبل ان تنسحب قوات السيسى لتتركها نهبا للخلافة المزعومة والاحتلال المزدوج. حدثها عن جمال القاهرة كما وصفت له من الاجيال الاكبر منه سنا بكثير. وعن جمال النيل وكورنيش النيل ووسط البلد. ظل يحكى ويحكى كل يوم حتى اشتاقت نجوى بالفعل لرؤية القاهرة ونيلها. ذلك النيل الذى لا يمر بالعاصمة الادارية الجديدة الكومبوند ذات الاسوار. ولا يمر باى من هذه المدن الجديدة الصحراوية المفتقرة لاى جمال معمارى كلاسيكى. والمضروبة بالشمس بشدة دون ظلال او اشجار. ماعدا مناطق الاثرياء طبعا كلها اشجار. حدثها عن الاهرام والاقصر والمتحف المصرى التى اصبحت كلها خرائب مهدمة على يد القوات السعودوتركية وبعضها انقذه اليونسكو ونقله مفككا الى اوروبا وامريكا. حدثها عن اشياء لم ترها ولم تسمع عنها فى حياتها. وكانت تصدقه رغم ان اى فتاة سواها كانت لتتهمه بالجنون او الكذب واختلاق او تخيل اشياء وهمية لم توجد ابدا.

فتح لها محمود توماس قلبه وحدثها عن مسيحيته المبطنة التى اخفاها بالاسلام خوفا من القتل والبطش السيساوى والسعودوتركى. وحدثها عن الفوارق بين العهد الجديد والقرآن. بين رقى المسيحية الغربية المعلمنة وبين بشاعة الاسلام والعروبة. تاثرت به نجوى كثيرا وباتت تعتبره معلمها واستاذها وليس حبيبها فقط. كانت تنتابها الجراة احيانا مع خجله. وتلف ذراعها حول خصره او تهجم عليه بحضن او قبلة. حدثها ايضا بل واراها فيديو مخفيا فى هاتفه المحمول وثائقى فراعنة مصر المعاصرون عن ناصر والسادات ومبارك وكيف تسبب السادات ومبارك فى تشجيع الاسلاميين اخوانا وسلفيين ليس فى مصر فقط بل لتدمير افغانستان والصومال والربيع العربى المزعوم ايضا. وسعودة واردغنة عقل الشعب المصرى وتحويله للتعصب الاسلامى والباس نسائه وفتياته الحجاب والعباءة الخليجية. اخبرها ان اقناع المراة المصرية بارتداء الحجاب والعباءة بهذا الشكل الوبائى الذى بلغته مصر فى بداية عهد السيسى ونهاية عهد مبارك. هو بمثابة معالجة الصحيح بدنيا ليصبح مريضا. Hijab and Abaya is a cure for wellness. كانت المراة المصرية قبل الحجاب والعباءة صحيحة البدن. فاوهموها بان سفورها وتبرجها مرض عليهم علاجه. واستسلمت لهم واقتعنت واصبحت مريضة بالفعل بارتدائها الحجاب والعباءة ولكنهم اقنعوها بانها الان باتت صحيحة البدن. وكانت سابقا مريضة حين كانت بلا حجاب ولا عباءة. حين كانت بالفستان والكعب العالى والشعر المسترسل المكشوف.

لم يمضى وقت طويل على احاديث محمود توماس مع نجوى التى اقتنعت بالمسيحية الغربية المعلمنة. حتى اقامت علاقة جسدية كاملة معه رغم مقاومته ورفضه لذلك لئلا يتسبب فى ايقاعها فى مشاكل. ثم قررت الهرب معه .. بدات هى وهو يخططان للهرب. خاصة بعدما علمت باختبار الحمل انها حبلى فى الشهر الثالث. كان محمود عارفا الى حد ما باساليب الهرب من العاصمة الحصينة الكترونيا كما علمه اساتذته فى انفاق المقاومة. قرر دس بعض المخدر فى شراب حراس السراى. ثم استعمال بطاقاتهم الالكترونية لبلوغ بوابة الخروج من العاصمة مع نجوى. وان كانت حراسة بوابة الخروج ضعيفة من الاساس لانه من المجنون الذى يرغب بالخروج من الفردوس الى الجحيم. ولذلك لم يلقيا احدا عند البوابة. وحتى البوابة ظلا يتحاشيان لقاء احد فى الطرقات. واختارا وقت عطلة ونوم لسكان العاصمة وافراد امنها المعتمدين على تحصينها الالكترونى. دس محمود توماس البطاقة فى بوابة الخروج فاصدرت ازيزا وفتحت وخرج الاثنان بسرعة. وانغلقت البوابة خلفهما. سارت نجوى قليلا بجوار محمود فى الخرائب والاطلال المحيطة بالعاصمة وهى تراها فى ذهول. اخبرها محمود توماس الكثير عن خراب مصر حاليا واحتلالها من قبل الخلافة السعودوتركية. لكنها لم تتصور ان تكون الامور بهذا السوء وكانت تظنه يبالغ قليلا. اوقفها محمود اخيرا وقبلها وعانقها بقوة. ودخل بها الى بيت متهدم من طابق واحد. كان هو المبنى الخداعى لبداية انفاق المقاومة. ازاح كرسيا قديما وسجادة. فانكشف بابا النفق. نزلت نجوى بحرص وحذر وهى خائفة على سلم الحفرة المبوبة الخشبى ذى الصرير. وتبعها محمود توماس الذى وقف جوارها على ارض النفق الترابية الجافة. وكان الظلام دامسا. فمد يده الى الجدار وضغط زرا فاشتغلت مصابيح على طول النفق. وجذب حبلا مشبوكا فى باب الحفرة فانغلق وسمعت نجوى كركبة واضطراب واصوات فوق. حيث عاد الكرسى والسجادة الى سابق عهدهما ليخفيا باب الحفرة تماما.

سار محمود توماس جوار نجوى. التى كانت ترتدى جونلة وبلوزة وكعبا عاليا. وهو يضمها ويقبل خدها او شفتيها من ان الى اخر. فى جوع وحب ولهفة. وكانت تجاوبه بالمثل. سارا لنصف ساعة او ساعة حتى فوجئت نجوى بغرفة واسعة مضاءة. بمجرد ان دخلتها مع محمود توماس حتى انغلق خلفهما الباب المؤدى للنفق. ووجدت بابا مغلقا باحكام امامهما. اصبحا محبوسين فى فخ مغلق. وقبل ان تعترض او تخاف او تتساءل او تشاكس بعصبية وثورة عارمة كعادتها مع محمود توماس العذرائى الهادئ الذى يتحمل ثورات المراة الجدى وشراستها بصعوبة بالغة. قال لها محمود. لا تخافى. ثم طرق الباب عدة طرقات متفق عليها. فسمع صوت رجل حازم ساله. كيف حال كمت اليوم ؟. فقال محمود على الفور. بامس الامس البعيد كانت افضل. ولعلها تكون كذلك بغد الغد. ساد الصمت طويلا ثم انفتح الباب. دخل محمود توماس ويده بيد نجوى. ووجدت نجوى نفسها فى غرفة ضخمة ملآى بالبشر. معظمهم متسخ الثياب والوجه يبدو عليهم الارهاق رجالا ونساء واطفالا. لم تجد فيهم محجبات ولا منقبات على عكس ما راته فى الطريق الى بداية النفق خارج العاصمة الادارية الجديدة. بل كانت ملابسهم غربية اوروبية. وكان علم مصر الثلاثى الالوان الاحمر والابيض والاسود ذو النسر الذهبى. على سارية طويلة مستندا على الحائط. رحب رجل اشيب وقور بمحمود توماس وساله. من هذه الفتاة التى معك ؟

قال محمود. انها حبيبتى وزوجتى. قال الاشيب فى سخط. بعثنا بك الى هذا المكان لاجل ان تجمع معلومات من اجل اختراقه والسيطرة على ثرواته من اجل تحرير كامل تراب مصر والتنسيق مع المقاومة العلمانية اللادينية الاوروبية الطلاع السورية والتونسية الخ لنفس الغرض فى بلادهم. فجئتنا بفتاة احببتها. ما نفع هذه الفتاة لنا. من فضلك عد من حيث اتيت واعدها الى اهلها فهى ليست منا. ثارت نجوى عندئذ وقالت بصوت عال وصارخ. لماذا تعاملوننا هكذا. اننى لست اقل مصرية ولا كمتية منكم. هل الحب جريمة فى عرفكم كما هو عند الاسلاميين ؟. بهت الاشيب من قوة شكيمة الفتاة التى تبدو من عائلة راقية ولا تعلم مشقات الحياة خارج اسوار العاصمة الادارية الجديدة. واعجب بصلابتها وشراستها. خصوصا حين قالت. انا لست عالة على احد. وباستطاعتى العمل معكم وتعلم حمل السلاح وتحمل المشقات معكم. وانا لست مرفهة كما تظن. انك لم تختبر قوة ارادتى وتصميمى بعد. لا يخدعنك شكلى وملابسى الناعمة. فتحت ذلك الجسد الناعم الجميل يكمن معدن صلب كالالماس. كانت جميلة ووراء جمالها صلابة وقوة وارادة عجيبة تشبه بطلة مسلسل الرجل فى القلعة العالية اليكسا دافالوس بشعرها المتموج قليلا. او مساعدة مارك هارمون اثينا كاركانيس فى فيلم فريسة معينة سيرتين براى. استمع لها الحضور فى الغرفة كأن على رؤوسهم الطير. ولما صمتت. قال الاشيب. لقد جئتنا ببطلة حقيقية يا ولد. حسنا انا اسمح لك بالبقاء معنا فى ملجأ المقاومة الحصين. ثم انصرف من المكان. جلست نجوى مع محمود توماس على الارض. ورحب بها الاخرون باحترام. كما اقتربت منها بعض الفتيات ليثرثرن معها. وكان محمود يعيب عليها حبها للثرثرة والاجتماعيات وكانت تثور واحيانا ترضخ لرغبته بصعوبة. وتقلل من الثرثرة والاجتماعيات. لكنه هذه المرة تنحى جانبا سامحا لهن بالحديث معها. فكان يعرفهن ويعرف انهن يتكلمن فى شؤون ثقافية وليس تفاهات. بدات الفتيات برقة يحدثنها عن ان سكان الملجأ او البونكر خليط من مشارب او خلفيات سياسية ودينية مختلفة خاصة فى ماضيهم وخصوصا الاكبر سنا فيهم. لكنهم حاليا انخرطوا فى بوتقة واحدة هى العلمانية واكثريتهم مسيحيون بالمولد او عابرون من الاسلام للمسيحية واقلية لادينية واقلية ربوبية لكن الاجيال الاكبر سنا منهم كانوا من خلفية مسلمة متمسكة بالاسلام جدا لمعظم حياتها قبل الربيع العربى وقبل الاحتلال السعودوتركى واعلان الخلافة. ولقد استفادوا فى تنظيمهم الحالى باسلوب ونظام الاتحاد الاشتراكى خصوصا التنظيم الطليعى وكذلك شبيبة البعث وشباب هتلر والتنظيمات الشيوعية والسوفيتية وحتى تنظيم الاخوان. خصوصا فى الجانب العسكرى والانضباط والملابس الموحدة الانيقة لدى هتلر. جلست الفتيات الثلاث حول نجوى مبتسمات. ورحبت بهن ورحبن بها. ودارت القبلات والاحضان. ثم قصت كل منهن قصتها على نجوى. وكن مثالا للتنوع الدينى فى الملجأ فاحداهن عابرة للمسيحية والثانية لادينية والثالثة ربوبية.

سكت خونسو. ونظر الى عيون حتحور وابن تحتمس ولمى ديمة التى تنظر اليه بذهول. ثم قالت حتحور. حسنا وماذا حدث بعد ذلك ؟ قال خونسو فى حرج. بصدق لا اعلم او لا اتذكر. هذا كل ما اتذكره. هل نجحوا فى مسعاهم ام انهزموا. لا ادرى. هذا ما اتذكره. ولعل شيئا ما حدث لى فلم اكمل المتابعة.

وما لبث خونسو ان سقط ارضا مغشيا عليه. حملته حتحور بمساعدة ابن تحتمس ولمى ديمة الى الفراش فى شقة المعمورة التى يصيفون فيها.

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل السابع عشر

افاق خونسو من اغمائه اخيرا ووجد الثلاثة يطوقون فراشه حتحور ولمى ديمة واحمد بن تحتمس. وكان ابن تحتمس خصوصا ينظر اليه بقلق. فقالت له لمى ديمة لتطمئنه. لا تقلق فهذا الاغماء يتكرر معه هذه الايام الاخيرة ويفيق وقد تذكر احداثا من ماضيه.

جلس خونسو وقال. لقد تذكرت الان امورا اخرى حصلت معى. لقد كنت مرتبطا بعلاقة حب مع فتاة كردية فى شمال سوريا منذ عام تقريبا.

ثم استطردت قائلا وهو يرى الغيرة تتاجج فى عيون حتحور. ارتبطت بفتاة كردية اسمها ماهتاب روجين جميلة فائقة الحسن. فامثلة للكرديات الجميلات سعاد حسنى ونجاة الصغيرة. هذه الفتاة بيضاء ناصعة البياض. شعرها طويل مكشوف متموج او ناعم او مضفر كما تصففه هى كعادة الكرديات اللواتى لم يتلوثن بوباء الحجاب. اصطحبتنى معها الى كردستان العراق وسوريا ايضا الى اهلها وعشيرتها. حيث احتفلت معهم بالنيروز. وتخندقت معهم فى نفس الخندق حيث الكرديات والاكراد عموما يحملون السلاح لمحاربة داعش وتحرير الرقة وشمال سوريا. وكانت من مواليد برج العذراء مثلى. كانت فتاة رقيقة للغاية وطيبة. وكنت اهيم معها وسط المروج الخضراء والغابات الجميلة السورية. وذهبت معها الى اربيل وكركوك فى كردستان العراق. قالت لى ماهتاب روجين ذات مرة. اسمعت الانباء. اردوغان هذا البلطجى العثمانى الاستعمارى الوقح يهدد الدولة السورية بقيادة الرئيس البطل بشار الاسد اذا حاول الجيش العربى السورى تحرير ادلب التى اصبحت معقلا لارهابيى الاسلام السنى الاخوان والسلفيين والازهريين. وللاسف الشديد لقد تلوث شباب الفيسبوك واصبحوا عبيدا لاردوغان يبررون اجرامه بحق جيشه الذى حاول استرداد علمانية اتاتورك من براثن هذا العثمانى الاخوانى المجرم المدعوم امريكيا واطلسيا بشيك على بياض. مثله مثل ال سعود المجرمين الذين يدمرون اليمن ويقتلون رجاله ونساءه واطفاله لمجرد ان اختار ان يحكمه حوثيوه الشيعة. كما تامرت طويلا على مصر عبد الناصر العلمانية الاشتراكية. وتامرت طويلا ضد اليمن الجنوبى. وللاسف ساعدها خونة نهج عبد الناصر العلمانى من السادات لمبارك للسيسى لطنطاوى والذين سبموا مصر 2011 ببرلمانها ونقاباتها ورئاسة جمهوريتها للاخوان فى ابشع جريمة يمكن ان يرتكب جيش علمانى بحق وطنه وناصر يلعنهم. ملا المسلمون والعرب وشباب الفيسبوك المغيب المشوه الوعى المتعصب اسلاميا ملاوا الدنيا صراخا وعويلا ضد اسرائيل وقالوا انها امبريالية واستعمارية وتوسعية وتحارب الاسلام ووجهوا هذه التهم ايضا لبريطانيا وفرنسا وامريكا. لكنهم يباركون توسع تركيا اردوغان فى شمال العراق وشمال سوريا واحتلاله لاراض سورية واستباحته لبلاد جيرانه. انه مكيال المسلمين السنة وشباب الفيسبوك المصريين وغيرهم الاعوج الظالم ممن كان من المفترض ان يكونوا طليعة التنوير والعلمانية وطليعة استقلال مصر عن تركيا والسعودية الكيان السعودى. وطليعة الناصرية واحياء الاشتراكية والثورة على اصحاب الكومبوندات والفيلات فى المدن الجديدة وطليعة المطالبين بعودتها لشباب الشعب وعموم الشعب وعودة الدعم وعودة مجانية التعليم وتاميم الجامعات الخاصة. لكن للاسف كانوا طليعة داعش والارهاب الاسلامى السنى وطليعة تاييد الحجاب والعباءة. اليوم تراهم يشتمون ويقيمون حفلات شتائم فى تعليقات الفيسبوك على اى علمانى او متنور او مصلح. اليوم تراهم يشتمون عبد الناصر والسوفيت وحزب البعث السورى ويدافعون بحرارة عن سيدهم اردوغان واسيادهم ال سعود واسيادهم الاخوان والسلفيين وسيدهم الغازى الاستعمارى عمر بن الخطاب وسيدهم هولاكو السفاح الاسلامى خالد بن الوليد. كل ما يؤمنون به هو اللحى والحجاب وخزعبلات المسيخ الدجال الملفقة وعلامات الساعة الملفقة المسروقة من سفر رؤيا يوحنا اللاهوتى مع تلطيخها وصبغها بالصبغة الاسلامية. كل ما يؤمنون به هو ان يكونوا ماكينات شتم لكل مسيحى او علمانى او لادينى او غربى الفكر والطباع. اصبح شباب مصر 2017 مجرد عبيد يفخرون بعبوديتهم لتركيا العثمانية الاردوغانية وللكيان السعودى وللاخوان والسلفيين. شتان بين شباب مصر 1970 الذين كانوا طليعة العلمانية والتنوير والناصرية والاشتراكية والطباع الاوروبية والاغانى الراقية والمرتدى والمرتديات الثياب الغربية بلا حجاب ولا لحية .. وشباب مصر 2017 المؤيد للحجاب والعباءة واللحية والاخوانية والسلفية واردوغان والسعودية والمؤيد لفاروق والسادات والشاتم لعبد الناصر واللاعن لاتاتورك وللعلمانية.

ثم ابتسمت ماهتاب روجين وسكتت وانا اتابعها بشغف واتابع كلماتها التى كانت تشبه كلماتك كثيرا يا حتحت. كأنكما صنعتما من نفس المعدن الاصيل والعقل النير الجميل. ثم قالت. ازعجتك بثرثرتى السياسية الكثيرة. قلت لها. لا ابدا انا لا امل ولا اضيق ابدا بكلامك ففى كل كلمة مبدأ ومعلومة واخلاص. وانوثة وحنان ايضا. نهضنا وكنا جالسين تحت شجرة ضخمة يتضح عمرها الطويل من عروق جذعها الشديد السماكة الذى يبلغ قطره متران. وسرنا وسط غابات ومروج خضراء فى كردستان العراق قرب الحدود مع تركيا. ثم سمعنا صوت طائرات قادمة. فاخذتنى ماهتاب واسرعت بى الى ملجأ امن. حيث علمت انها طائرات الخليفة المجرم اردوغان حبيب شباب مصر 2017 بالفيسبوك ممن غسلت ادمغتهم تماما.

قاطع ابن تحتمس خونسو قائلا له ولحتحور. هل تعلمان ان ايجيبتوس فى عالمنا الموازى وكوننا الموازى لكونكم. تتعطل فيها المصالح وتمنح الدولة عطلة رسمية فى الاعياد الاسلامية والوطنية والاجتماعية مثلكم لكنها تضيف عطلة راس السنة الميلادية وعطلة راس السنة القبطية وعطلة عيد القيامة او احد القيامة القبطى. وعيد الغطاس ايضا. وليس فقط كما عندكم عيد الميلاد المجيد فقط. فى ايجيبتوس لا يوجد استعلاء وبلطجة اسلامية حتى فى الاجازات والعطلات. فكما ان لدى المسلمين مولد نبوى وراس سنة هجرية وعيد اضحى وعيد فطر كعطلات رسمية. فان ايجيبتوس انصفت مسيحييها ومنحتهم عددا مماثلا من العطلات. كما ان ايجيبتوس سمحت بالزواج المدنى وسمحت بزواج المسيحى بالمسلمة وبقائه على دينه واشترطت شرطا صارما على المسلم المتزوج بمسيحية او العكس بالا يفرض الاب دينه على الاولاد وان يقوم الزوجان بتعليم اولادهما الدينين واحترام الدينين وان يسمحا للاولاد باختيار اى من الدينين حين يبلغون سن الرشد. ثم استطرد. هذا بمناسبة احداث قرى الصعيد واضطهاد المسلمين عندكم للاقباط فى عهد السيسى واخرها حادثة دمشاو. لقد اطلعت على عطلات البورصة المصرية عام 1953 وكان من بينها راس السنة الاسرائيلية للاسرائيليين اى ليهود مصر. ليتكم تعودون لهذه العطلات وليتكم تعيدون يهود مصر اليها لتعميرها وتطويرها مرة اخرى من شتاتهم فى فرنسا واسبانيا وغيرها.

قالت حتحور فى ذهول ودهشة. هذه هى المرة الاولى التى اعرف فيها بامر عطلات البورصة المصرية 1953. اخرج ابن تحتمس عندئذ ورقة مطبوعة من جيبه واراها لحتحور. وتحلق حولها خونسو ولمى ديمة. يشاهدون ويقراون. وتعجبت لمى وكذلك خونسو. قالت لمى. انت لم ترنى هذه الورقة من قبل. ضحك ابن تحتمس وقال. هذا لانى لم اعلم بامرها الا منذ فترة وجيزة. انها من بقايا زمن مصر الكوزموبوليتانية قبل ان يتسبب قيام اسرائيل وفكرة الوحدة العربية والقومية العربية وتاميم قناة السويس ومؤامرات العدوان الثلاثى وسحب تمويل السد العالى ومؤامرة الانفصال واستنزاف السعودية وامريكا وبريطانيا لمصر وجيشها فى اليمن. مما ادى الى وتسبب فى طرد او هرب يهود مصر الى فرنسا واسبانيا ورحيل الطليان واليونانيون وغيرهم من اصحاب المحال الصغيرة الاجانب. وبدل من ان يحافظ السادات على بقاء المغول الاخوان المجرمين فى السجون وان يكرس جهده لاعادة اليهود والاجانب الى مصر كما فعل زكريا محيى الدين فى عالمنا الموازى لعالمكم. فان زكريا اختفى من الساحة السياسية تماما عندكم بوفاة ناصر. والسادات عندكم افرج عن الاخوان واطلق لهم الحرية ليدمروا علمانية شباب واطفال مصر واجيالها القادمة للابد وليقنعوا المصريات بالحجاب والعباءة والمصريين باللحية والتكفير والحدود الخ. لقد اجهضوا علمانية ناصر واشتراكيته لصالح التبعية للسعودية والراسمالية المتوحشة وسحق المصريين ليعودوا بلا وظيفة ولا تعليم ولا ارض ولا مستقبل ولا كرامة كما كانوا قبل ثورة 23 يوليو 1952.

قالت حتحور. فعلا كلامك كله صحيح. وكأنك معنا. ومن عالمنا. قال ابن تحتمس. هذا امر طبيعى لانى اتابع عالمكم ومصركم عن كثب منذ سنوات. اتعلمون. ساخبركم قصة حب عدة اصدقاء لى مراهقين مثليين فى ايجيبتوس التى تعترف الان بحقوق المثليين وجميع الاقليات الدينية واللادينية والجنسية على عكس مصركم. لم يتعرضا لاضطهاد من اهلهم او احتقار من الناس او سجن من الحكومة والنظام. ولم يعاملهم احد كمرضى نفسيين او زعم ان حبهما مغضوب عليه او سببه اعتداء واحدهما طفل مثلا. كذلك لم يشتم احدهما الاخر ابدا ولم يعتبر احدهما نفسه رجلا وان الاخر ليس رجلا او مشكوك فى رجولته. بارك حبهما وعلاقتهما الجسدية اهلهما والمجتمع واخواتهما البنات والبنون. فى ايجيبتوس الحرية الجنسية مكفولة لصناعة البورنوجرافيا وكتابة الايروتيكا وحتى زواج المثليين وزواج المحارم والزواج بين المسيحى والمسلمة ولا يوجد فقه اسلامى عنصرى يحظر دفن الزوج المسيحى او الزوجة المسيحية فى مقبرة زوجها المسلم او زوجته المسلمة. فى ايجيبتوس ايضا منتدى نسونجى يخلو من دواعش وبلطجية مثل شوفونى او ذا لجند او سامى تونسى ممن حاولوا تدمير مدونات علمانية وبورنوجرافية عربية. وهو عندنا منتدى يسمح بالحرية الدينية والسياسية وادخال الدين ونقد الاسلام والسياسة ونقد الحكام العرب فى القصص الايروتيكية. فى ايجيبتوس وسوريانا واوروك وتمازغتا موقع الحوار المتمدن علمانى حقيقى واشتراكى وشيوعى حقيقى لا يسترضى المسلمين المتعصبين ولا يخشى ان توصف علمانيته بانها تدعم الحرية الجنسية والكتابة الايروتيكية والادب الايروتيكى وهو ليس قمعيا لديانا احمد كما عندكم ولا يحذف ولو مقالة واحدة لها بدعوى انها تحوى قصصا ايروتيكية كما فعل عندكم بمقالاتها كواكب تتصادم فى كاس من النبيذ الاحمر 3 اجزاء. وقبس تلو قبس من الضوء الاسود 7 اجزاء. وايام متجردة وشهور حافية وليل بازلتى ونهار مرمرى 41 جزءا. ونقوش على قلب امانى الصغرى فى كوكب السرور اعادة زيارة للقصة. ايضا فى ايجيبتوس لا يوجد كما عندكم انبطاح قبطى كامل امام اضطهاد المسلمين المتعصبين لهم فى قرى الصعيد. ولا يوجد اعضاء شبكة الحاد عربى يزعمون الالحاد ثم يعادون كتابات فتاة عربية ايروتيكية ويحاربونها ويودون حذف قصصها لولا فهم وتنور من مديرى المنتدى المحترمين. فى ايجيبتوس لا احد من الجهات الثلاث النسونجية والعلمانية والالحادية يقمع ديانا احمد او يحذف مقالاتها او يحاول اغلاق وتدمير مدونتها او يحقد عليها ويكرهها كراهية شخصية. فى ايجيبتوس طبعا اكتفاء ذاتى زراعى وصناعى ومجانية تعليم ولا توجد جامعات خاصة. بل جامعات حكومية رخيصة وممتازة. ولا توجد كومبوندات للاغنياء او سيارات باهظة او موبايلات ذكية راسمالية بل اشتراكية. وهناك سلام شعبى كامل مع اسرائيل. فى ايجيبتوس ...

ثم سكت ابن تحتمس فجاة وعيون الثلاثة معلقة به. وقال. لقد اخذنى الكلام والحماس وقاطعتك يا خونسو وسط قصتك مع ماهتاب روجين. ارجوك اعذرنى واكمل قصتك.

قال خونسو وهو يفكر ويستجمع ذكرياته. حسنا لنر .. اين توقفت. قالت لمى ديمة. عندما اختبات مع ماهتاب فى ملجا امن بعيدا عن قصف طائرات الخليفة المجرم اردوغان. قال. اهااا. هذا صحيح. جلسنا انا وهى هناك. وفى الحقيقة ووسط هذا الخوف والقلق لم استطع التحكم بنفسى. كانت نهودها ثقيلة كنهودك يا حتحت وكذلك كنهودك يا لمى. ضحك ابن تحتمس عندئذ وبدا الغضب على حتحور. لكنها كظمته واخفته بسرعة. واستطرد خونسو. فى الحقيقة وكنت متخندقا خلفها فى ظهرها. وكانت ترتدى بلوزة بيضاء شفافة نسبيا كالملائكة وجونلة محبوكة ضيقة سوداء طويلة. ولم اشعر بنفسى الا وقد ضممتها من الخلف وشبع كفاى من حمل الكوكبين الثقيلين من فوق البلوزة. "ولن افصح اكثر عما جرى بعدها من علاقة كاملة لئلا تكون حجة وذريعة للحاقدين والمغتاظين من مشرفى منتدى نسونجى وموقع الحوار المتمدن واعضاء شبكة الالحاد العربى ممن يتصيدون لديانا احمد لكتم صوتها وقصف قلمها باى شكل من مدعيى العفة".

ضحك ابن تحتمس طويلا على ما قاله خونسو فى ختام قصته مع ماهتاب روجين. ثم قال. ولكن لماذا لم تبقى معها. لماذا جئت الى هنا. قال خونسو. فى الحقيقة لا ادرى ولا اتذكر اكثر من ذلك. هل قتلها الاتراك او الدواعش كرفيقات ومناضلات كرديات غيرها. لا قدر امون رع. ام انفصلنا وتزوجت غيرى او اقترنت به.

ساد الصمت قليلا ثم قالت حتحور لابن تحتمس. بحكاياتك عن عالمكم الموازى. لا استبعد ان يكون هناك اكوان وكواكب اراض موازية مختلفة التاريخ ايضا. ماذا لو ظلت اسرة محمد على تحكم مصر حتى 2018. ماذا لو حكم عبد الحكيم عامر من بعد عبد الناصر. ماذا لو عزل عبد الناصر عامر منذ الانفصال عن سوريا. ماذا لو لم يغتال السادات وبقى يحكم ؟ وماذا لو مثلت وداد حمدى ادوار البطولة فى الافلام. انها لعبة احتمالات وتباديل وتوافيق تاريخية لتاريخ بديل وواقع بديل مغاير. ضحك ابن تحتمس وقال. فعلا هناك كواكب ارض اخرى واكوان موازية. وربما تكون مصر فيها كما ذكرت يا حتحور وربما يختلف تاريخها جدا جدا سواء تاريخ الانسان او تاريخ الكوكب ومصيره وكائناته التى تطورت.

فى تلك الليلة نام الاربعة فى حجرة واحدة من شقة المعمورة. حتحور جوار خونسو على فراش. وخونسو فى حضنها. ولمى ديمة فى حضن احمد بن تحتمس على الفراش الاخر. وفى الايام التالية استمتع الاربعة بالمصيف بالاسكندرية وشاطئ ورمال ومياه وامواج البحر المتوسط. قال ابن تحتمس وهو يضم لمى اليه. هذه السورية الهادئة الجذابة جدا جوزائية جدا لعلمكما. فيها من جاذبية وصفات وروعة هالة صدقى ومارلين مونرو ونورا اخت بوسى ودينا حايك والكسيس تكساس وسامنتا سترونج.

تصفحت حتحور على هاتفها الذكى السامسونج نوت مقالا من نقاط منوعة للكاتبة ديانا أحمد جاء فيه:

"ينبغى لعلم قوس قزح الا يرمز فقط للمثلية الجنسية والسادوماسوشية.. والا يرمز للتنوع الجنسى فقط .. ينبغى ان يرمز للتنوع الدينى والتنوع الحضارى ايضا"

"انتشار الراقصات والممثلات غير المصريات فى دراما وافلام مصر فى السنوات الاخيرة. دليل على ان المصريات لم يعدن يقبلن بالعمل فى التمثيل او الرقص الشرقى. لان الشعب اصبح متعصبا جدا لهذه الدرجة"

"يا شعب مصر
نرجوكم احترام كل مختلف وكل الاديان الاخرى وكل التنوع الجنسى
نرجوكم عدم تسفيه او التهجم على اى مختلف
نرجوكم احترام المثلية واحترام الاقليات
والالتزام بتعليم اطفال الزواج المختلط دينى الابوين"

"لك أن تتخيل من أصل 24 مليار سنة وهى عمر الكون انت تعيش بحدود 70 الى 80 سنة, يعني اقل من لحظة كونية و اللحظة هذه تجيبك فى زمن اردوغان ومرسى والسيسى ومبارك وال سعود والسادات والحجاب والنقاب واللحية والتكفير والحدود والعبايات والاخوان والسلفيين والربيع الاسلامى المتطرف, و يدمروا هذه اللحظة اللي هى فرصتك الوحيدة بالوجود..!!"

"الحروب الاهلية كما باليمن او لبنان او ليبيا او سوريا الخ هى مؤشرات لشعوب حية
اما الاستقرار مع مظالم هائلة واضطهاد اقليات واضطهاد مثليين مثل مصر فهو مؤشر على شعب ميت"

"اعزائى مفكرو الشوشف mena اى الشرق الاوسط وشمال افريقيا تخيلوا واحلموا. حتى ولو كره نسونجية العرب واسلاميوهم وملحدوهم ذلك"

"عزيزى القبطى الباكى على المنيا
ما ضاع حق وراءه مطالب مناضل
لن يعيد لك حقوقك الا ان تكون ذو شوكة"

"الاقباط يخسرون كل يوم ارضا جديدة وكنيسة اخرى وارواحا وقرية جديدة من قراهم فى الصعيد .. هدم كنائس ومنع بناء كنائس وخطف واسلمة قبطيات بالزواج وبالقوة وتهجير ومحاكم عرفية سلفية باشراف من الامن الاسلامى حاليا المصرى سابقا.. هم فى منحنى هبوط وهزيمة لا صعود. والامر بايديهم. الاقباط ليسوا المسيحيين الوحيدين فى العالم. والمسيحية الغربية لم تقم بتحريم انشاء حلف الناتو مثلا ولم تقم بحظر اتخاذ قرارات الحرب الدفاعية او التاديبية او حرب رد الكرامة. جنوب السودان لم ينل حريته وحقوقه الا بالحرب وبالنضال الطويل وبالشوكة وليس بالانبطاح وانتظار الاله القوى ان يدافع عنك وانت صامت اتكالى سلبى ومنافق لمضطهديك ايضا. بل وتهدى محافظيك المسلمين مصاحف. عيب عليك وعلى تواضروسك.

عزيزى القبطى. لتنال حقوقك المهدورة وليتوقف اضطهاد الاكثرية ذات الدين المختلف لك. لن تنفعك صلاتك وتضرعك

ما سينفعك هو اتخاذ الطرق القانونية والقضائية.
فاذا فشلت. فلتتخذ الطرق السياسية والحزبية.
ولتوطد علاقاتك مع المجتمع الدولى ودول الحل والعقد فى العالم. فاذا فشلت فى نيل حقوقك بالطرق السلمية فلا مناص من ان تسلك الطرق التى اتخذتها دول حلف الناتو واتخذها جارانج فى جنوب السودان. فمضطهدوك لا يفهمون الا لغة القوة.".

"المحللون العسكريون والسياسيون العروبيون والبعثيون والناصريون فى مصر وسوريا الخ لا يتحدثون ابدا عن حقوق الاقليات ولا عن اضطهاد الاكثرية العربية او الاسلامية لهم. ولا تجدهم يطالبون باعادة الكرامة والاحياء للهيروغليفية والسريانية والامازيغية... ولا يشجبون ابدا الانتشار الوبائى للحجاب والعباءة بعدما كانت المصريات والسوريات وغيرهن من نساء جمهوريات وممالك الشرق الاوسط وشمال افريقيا ماعدا ممالك الخليج الفارسى المنقبة. يرتدين الفساتين والكعب العالى وشعورهن مصففات مختلف التصفيفات منذ الخمسينات وحتى الثمانينات او التسعينات من القرن العشرين.

العروبيون لا يهتمون لكل ذلك. ولن تجدهم يهاجمون تركيا اردوغان المعادية للاتاتوركية والعلمانية. ولن تجدهم يطالبون باسقاط ال سعود وتحويل كيانهم الى جمهورية الحجاز ونجد العلمانية الاشتراكية مثلا.

العروبيون يصدعون رؤوسنا ببوصلتهم الوحيدة فلسطين. وسيظلون يحرضون شباب بلادنا كما يفعل الاسلاميون تماما. حتى بعدما صارت بلادنا خرائب بسبب هذه البوصلة وهذه الرقعة التى لا تساوى واحد على مليون من المساحات الشاسعة لبلادنا. سيظل العروبيون يصدعون رؤوسنا ويجلسون يثرثرون عن البوصلة وبلادنا محجبة منقبة محتلة سعوديا وتركيا واخوانيا وسلفيا. ليت العروبيون يطالبون بتحرير بلادهم من الغزو الفكرى والعاداتى والملابسى الاخوانوسلفى السعودوتركى قليلا كما يتباكون على فلسطين."

"ماذا لو لعبنا لعبة الاكوان والعوالم والارضين المتوازية. ولعبة التباديل والتوافيق والاحتمالات التاريخية. واقع بديل او تاريخ بديل مثل مسلسل او رواية الرجل فى القلعة العالية. ماذا لو افترضنا ان مصر تواءمت مع الحماية البريطانية او الانتداب البريطانى كما تسميها. واصبحت مثل استراليا او كندا. او هونج كونج قبل عودتها للصين. اصبحت اللغة الرسمية فى مصر هى الانجليزية واللغة الثانية هى العربية. تغيرت معاملة الانجليز والملك العلوى الالبانى تجاه المصريين نسبيا. فسمحوا للتعليم ان يكون للاكثرية المصرية الكاسحة من الفلاحين. وقاموا باصلاح زراعى جزئى فمنحوا بعض اراضى الاقطاعيين الكبار للتمليك للفلاحين. وتصالح الشعب المصرى مع وجودهم واعتبر المصريون انفسهم جزءا لا يتجزا من المملكة المتحدة. زال الطربوش وحلت محله القبعة الامريكية والبريطانية. وبدات الملاءة اللف تنحسر. ويحل محلها ملابس النساء البريطانيات والامريكيات والاوروبيات عموما. ماذا لو قرر الانجليز والسراى اخيرا استئصال شافة الاخوان وللابد بعدما رأوا من المصريين خصوصا الطلبة والنشطاء السياسيين وضباط الجيش المصريى الاصول رأوا منهم تقبل لقيام جمهورية اسرائيل وعقد اتفاقية سلام دائمة عن قناعة معها... ماذا لو قرر الانجليز ايضا تخليص الحجاز ونجد وايضا الاردن من ال سعود وال طلال او ال هاشم. ماذا لو اجتمع مخرج افلام مصرى ثلاثينى محنك رغم انه مبتدئ وهاوى يتمنى اعادة اخراج فيلم عبد الناصر لخالد الصاوى. مع لاعبة تنس ولاعبة جمباز ومطربة وراقصة شرقية ونحاتة ورئيسة جمهورية ورئيسة وزراء ورائدة فضاء ومراهقة امريكية وناشطة علمانية ولادينية وناشطة شيوعية واشتراكية وناصرية وامراة ربوبية وامراة مسلمة سابقة متحولة او عابرة الى المسيحية الغربية المعلمنة وطبيبة بشرية ومحامية وممثليه المفضلين الذين هم هواة تمثيل منذ كانوا طلابا فى الثانوية والذين هم ايضا ثلاثينيو العمر مثله ومن مواليد 1981 مثله. كانت هذه النسوة جمهوره وهو يجلس بينهن وازواجهن واولادهن واقاربهن الذين جاؤوا معهن ويبدا فى توجيه تعليماته لطاقم ممثليه. لم يكن يعمل معهم فقط فى المسارح الخاصة والستوديوهات السينمائية الكبرى. بل فى مرات عديدة ومنها هذه المرة احضرهم الى مسرح مدرسى وايضا مسرح الجامعة فى ظل مصر موازية تسمح بحرية الابداع حتى ولو كان ناقدا للاسلام قدس اقداس المصريين الذين باعهم امونهم ورعهم ومسيحهم باعوا الدين والسياسة والساسة باعوا حكامهم وبطالمتهم ورومانهم وبيزنطييهم على طريقة اى حد يتجوز امى اقول له يا عمى. مثل الشبان الذين يبدون صغار السن كانهم مراهقون. مثلوا امام مسارح عدة مدارس فى عدة مدن وقرى فى مصر وامام مسارح جامعات عدة فى انحاء مصر حكومية وخاصة ايضا. مثلوا يوليوس قيصر. ومثلوا النبى محمد وسيرته بالكامل وجسموه انسانا هو وزوجاته والعشرة المبشرين. مثلوا ايضا تحتمس الثالث وحتشبسوت وخوفو واحمس ".

استيقظ خونسو ونهض وقبل خد حتحور قائلا. صباح الخير يا حتحت. كيف حالك اليوم. قالت حتحور وهى ترد القبلة بقبلة على خده ايضا. بخير وكيف حالك انت. قال خونسو. بخير. ساذهب الى الحمام لتلبية نداء الطبيعة. واعود. ذهب خونسو وعاد بعد فترة. بينما كانت حتحور سارحة شاردة تتامل ابن تحتمس وهو يعانق لمى ديمة وهما لا يزالان فى نوم عميق. كانت تشعر ببعض الغضب والغيرة اذ رات فى ابن تحتمس حبيبها خونسو. نفس الملامح والشعر والوجه الجميل الحليق. سمعت تلاوة قرآن ما قبل اذان وصلاة ظهر الجمعة بعشرين دقيقة بصوت شيخ ازهرى عذب فى جامع المعمورة القريب يشبه صوت الشيخ المصرى الاسلوب كالقراء المصريين فى الجماميز والحلمية والمغربلين والسيدة زينب والحسين. والسروجية. والسيوفية. والسيدة نفيسة وسوق السلاح. حين جاء خونسو قالت. اتعلم لاول مرة تنام لوقت متاخر هكذا يا حبيبى. لا ادرى عن ابن تحتمس .. وكذلك لمى. ضحك خونسو وقال. شئ غريب حقا. اننى معتاد على البكور. قالت حتحور. وانا ايضا. ولا احب السهر مثلك ونحن الاربعة لم نسهر. ولكنى فوجئت بوقت صلاة الجمعة. اتسمع هذا الرجل. اليس صوته صوفى مصرى ازهرى عذب مثل المؤذنين فى الجماميز وما حولها. قال خونسو. نعم هو كذلك فعلا. قالت حتحور. لقد حكت لى بعض صديقاتى انه فى المدن الجديدة اليوم مثل 6 اكتوبر مساجد سلفية متعصبة كثيرة ترفض تلاوة القرآن قبل اذان ظهر الجمعة بعشرين دقيقة وتكون مساجدهم ميتة حتى الاذان. كما انهم يرفضون ترديد تكبيرات العيدين الكاملة صباح اول ايام العيدين ويكتفون بالتكبير والتحميد والتهليل. ولا يقولون الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا . ووحده صدق وعده ونصر عبده واعز جنده وهزم الاحزاب وحده. ولا نعبد الا اياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. واللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد وعلى اصحاب سيدنا محمد وعلى انصار سيدنا محمد وعلى ازواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا. اى الصيغة الشافعية. كما انهم لا يهتمون بالتضامن مع اخوتهم الشيعة مثلا واحياء ذكرى العشر الاوائل من محرم.

ثم قالت له. ما رايك فى هذا المقال لديانا احمد ؟ هاك اقراه على هاتفى واخبرنى برايك فيه. جلس خونسو وقد امسك الهاتف الذكى بيده وبدا يقرا بامعان واهتمام وتركيز لبعض الوقت. حتى فوجئ الاثنان باصوات ضحك وهمس قادمة من الغرفة حيث ينام ابن تحتمس وحبيبته مساكنته لمى ديمة.


نهض خونسو وسار وجواره حتحور على اطراف اصابع قدميهما نحو الغرفة. واقتربا واقتربا واقتربا. وفوجئا بالعاشقين عراة حفاة يمارسان الحب والملاطفات من قبلات واحضان ولمسات. ظلا ينظران يعيون فضولية ويسمعان همسات وضحكات لمى ديمة ولهفتها على ابن تحتمس. ويشاهدان حركة الاجسام العاشقة لبعضها. شعرت حتحور بالغيرة داخليا بسبب التشابه لحد التطابق بين ابن تحتمس وحبيبها خونسو. لم يبقيا طويلا وهما يشاهدان لمى ديمة تتنقل بين الدوجى والكاوجيرل والاسبوون والريفيرس كاوجيرل والمشينارى. بل اسرعا بالابتعاد الى الصالة كما كانا من قبل... لم يثيرهما جسديا ما شاهداه فقط. بل ايضا اشعرهما بالسعادة بوجودهما جوار عاشقين ملتهبى المشاعر هكذا. اندهش خونسو من جذوة لمى ديمة وجراتها الجوزائية ورقتها السورية. مقابل تحفظ حبيبته الثورية المصرية حتحور. وشعر بالفضول وتساءل فى نفسه عما اذا كان تحت طبقة التحفظ هذه نيران اشد تاججا وحرارة من التى تمتلكها لمى. لقد كانت ماهتاب روجين حبيبته الكردية التى لا يدرى عنها شيئا اليوم هل ماتت او قتلت او انفصلت عنه لخلاف بينهما او رفض اهلها اقترانها به. لقد كانت ماهتاب هذه جميلة واغراؤها ورغبتها ثلجية نارية فى نفس الوقت. هى عذرائية مثله. وكما يتذكر فقد كان الحب والجنس بينهما متقدا ومتوافقا جدا كالمفتاح فى القفل. كانت هادئة ورقيقة جدا وغاية فى الطيبة والعذوبة وانطوائية مثله. مطيعة له. وعاشقة جدا. تطهو له وتخدمه فى الكوخ او الخيمة التى يتنقلان فيها فى تجوالهما عبر غابات شمال سوريا وشمال العراق الشبيهة باجواء وصخور تركيا واليونان. ولكن حتحور امراة قوية يعتمد عليها ليست هشة مثله. قدرتها على التحمل اكبر بطبيعة برجها. ويشعر معها بالاطمئنان كأنه امه بل وكانها ابوه. يشعر انه يستند على جدار فولاذى ويسير على ارض غاية فى الصلابة وهو معها. لا يشعر معها انها حبيبته وحسب. بل يشعر انها تستطيع حمايته وحماية نفسها عند اى خطر. وحين يقع فى هموم او كروب من اى نوع لا يشعر بوجود هذه الكروب لاهها تحملها عنه. يمكن تشبيه حتحور بالنسخة الانثوية من اطلس. انها امراة تستطيع ببساطة حمل الكرة الارضية على كتفها ولا يمسها نصب ولا لغوب. تشارك خونسو الافكار ... وتعلمه التنوير والعلمانية على اصولها.

هى مثله ترفض القتل وسفك الدماء اى انهما ضد اكبر ما يحلله الاسلام السنى وما يحلله غالبية مسلمى مصر وغيرها من البلاد السنية. فهؤلاء يستسهلون القتل ولا يحرمونه. العرب والمسلمون يستعذبون القتل ويعشقونه ضد غير المسلم وضد العلمانى وضد اى مخالف فى الراى. لن تجد اشخاصا يعشقون قتل الناس ويبررونه مثل المسلمين السنة لذلك فلا غرابة ان تجدهم يهللون لشخص مثل احمد مراد وفيلمه تراب الماس. الذى يحلل ويبارك القتلة والسفاحين ودس السم الخ. العرب والمسلمون يعشقون القتل ويكرهون الحرية الجنسية ويكرهون الرقص الشرقى والتمثيل والفنون ويكرهون المثليين ويكرهون العلمانيين ويكرهون المسيحية والبوذية والهندوسية بالاساس لانها ديانات سلمية ومحبة ومتسامحة مقابل عنف ووحشية الديانة المحمدية والكراهية والحقد المتاصل فيها ضد كل البشرية وحضارتها. بل ويكرهون العلويين والدروز والبهائيين وحتى الصوفية لنفس السبب لانها مذاهب وديانات تنادى بالسلام والمحبة والتسامح. على عكس ديانتهم التى تنادى بقطع الاطراف والرؤوس وتنادى باضطهاد الاقليات وحرمانهم من المواطنة والمساواة وتنادى بقمع الحريات الدينية والسياسية والابداعية والفنية والجنسية. وكذلك حين تغزو تركيا اردوغان شمالى سوريا والعراق وتدعم الاخوان والسلفيين فى ادلب وحلب. وتقتل الاكراد بالداخل والخارج. وحين تهدم السعودية او الكيان السعودى اليمن وتقتل اطفاله. فلا يرف جفن للمسلمين المصريين والسنة. فذنوب السعودية وتركيا وجرائمهما كلها مغفورة ومبررة ما دامت ضد البعث العلمانى الاشتراكى العلوى. وما دامت ضد الحوثيين اليمنيين الشيعة. وما دامت ترتكب بايدى اسلامية فهى ليست جرائم. بينما يتباكى المسلمون السنة على غزة لان اسرائيل يهودية غير مسلمة. ويتباكون حين تغزو امريكا العراق مثلا ايضا لان امريكا مسيحية غير مسلمة. حين شاهدا معا فيلم اسرار عائلية وفيلم تراب الماس وفيلم اكس لارج كانت لهما اراء متشابهة تجاه الافلام الثلاثة. الاول معادى للمثلية وحرية المثليين ولا يعتبر المثلية خيارا شخصيا ولا يحترمها كما يغفل ذكر البايسكشوالية ويعتبر ان المثلى لابد ان يكون قد اعتدى عليه وهو طفل وهى صورة نمطية غير صحيحة. اما الفيلم الثانى فهو معاد للسامية وهو تبرير للقتل ودس السم وسفك الدماء وتبييض وجه السفاحين والقتلة طوال الفيلم وتهجم على عبد الناصر وعلى الجمهورية المصرية ذات ال60 عاما من العمر. اما الفيلم الثالث فهو تدخل فى حرية الانسان فى ان يكون بدينا. وهو صورة نمطية بان البدين لابد ان يكون اكولا جدا وهى صورة غير صحيحة اطلاقا. ويحاول سن مبدا انه لن تحبك فتاة الا لو اصبحت نحيفا. فيلم معاد للبدناء عنصرى ضدهم لا يختلف كثيرا عن اى فيلم يهاجم السود او اليهود.

حتحور تطبخ له بلا كلل. تنظف المنزل عندها وبالتالى فى ننزلهما ستفعل الشئ نفسه. تغسل المواعين بلا كلل او تذمر. تنزل وتشترى حاجيات البيت. عاشقة للكتب والجرائد تتحفه وتتحف اسرتها بها بعد ان تقراها. لديها طاقة ونشاط اكثر من اى امراة مصرية او من جيلها. كأنها من الزمن الجميل ومن مواليد العشرينات او الثلاثينات من القرن العشرين. وليست مراهقة. حقا يعتمد عليها. لكن طبيعة خونسو العاطفية العذراوية الفضولية تجعله داخليا لا يقنع بحبيبة واحدة. يتمنى تجريب ال12 برجا ب 12 فتاة حلوة. جذبته لمى ديمة السورية الجوزائية بشدة. ولعله على مر حياته ستجذبه اخريات ولكن اذا كن غير مصريات. حتحور هى المصرية الوحيدة التى تجذبه. او لعله لا ينال سوى حتحور وان تكون هى قسمته ونصيبه وحدها. وهذا افضل ممن قد تكون قسمتهم ونصيبهم ان يعشقوا ولا تعشقهم معشوقاتهم. اللى حب ولا طالش. حتحور الثانية فى حياته بعد ماهتاب روجين. ولو اتضح ان ماهتاب على قيد الحياة فلن يدخر وسعا فى الاقتران معها اضافة لحتحور وعلى حتحور ان تقبل ذلك فهوليس على استعداد ان يخسر ايا منهما. لا تنقصه سوى فتاة من برج الجدى لتكتمل المجموعة الترابية. لكنه يعلم ان فتاة الجدى صعبة المعشر كثيرة الشجار والعناد واجتماعية جدا اكثر من اللازم. حتحور او الفتاة الثور مطيعة ولينة ومتكيفة مع نزعاته وعصبيته وتسلطه او رغباته. ترضيه وتسعده. اما الفتاة الجدى رغم جاذبيتها الغريبة. الا انها عاصية بطبعها. ولن يستطيع تطويعها او امتلاكها. لذلك فهى عبء ومصدر نكد وحزن ومشاكل كبيرة معه لو اقترن بفتاة من برج الجدى. لعلها لا تصلح الا للمساكنة وليس للزواج. لمساكنة قصيرة المدة ايضا. حتى اذا ضايقته يستطيع الانفصال عنها فورا. فينال منها الاشباع لجوعه العاطفى وجوعه الجنسى. ثم ينصرف بسلام. علاقة طيارى يعنى.

شرد خونسو فى ذلك كله حتى قطعت حتحور شروده قائلة. اللى واخد عقلك يتهنى به. ضحك خونسو وقال. مجرد اجترار لذكرياتنا معا يا حتحت وللاحداث التى مرت بنا ولذكرياتى التى استعدت بعضها. همت حتحور بالرد لكن لمى ديمة جاءت مسرعة وجوارها ابن تحتمس. وهما يلهثان. وجلسا وقالت لمى ديمة بصوتها الرقيق الشبيه بصوت مارلين مونرو. كيفكم يا حلوين. من امتى صحيتم. قالت حتحور. من شوية. جلس العاشقان متجاورين على اريكة بعيدة نوعا عن اريكة حتحور وخونسو. والايدى وراء الظهور بضمات خفية. كانت لمى على ما يبدو قلقة ان يكون خونسو وحتحور قد رايا ممارسة الحب العنيفة بين لمى وابن تحتمس. وشعر ابن تحتمس بذلك. فضمها. فابتسمت وخشنت صوتها وهى تقول له. بحبك مووووت يا روحى. فكانت شبيهة بصوتها حينئذ بزميلتها فى برج الجوزاء هالة صدقى. كانت فيها من الجوزائيات الشهيرات الكثير مثل جوينث بالترو وبروك شيلدز وليلى سوبيسكى وانيت بنينج ونيكول كيدمان. كان وهج ما بعد اللقاء يبدو على وجهى لمى وابن تحتمس. وابتسمت حتحور ابتسامة طمانينة وطمانة للمى فردت لمى الابتسامة فى ضعف وريبة. لكن سرعان ما غلبها مرح وتقلب الجوزاء. فزال الخوف من عيونها ووجهها فجاة. وقالت لابن تحتمس. انى جوعانة واحتاج للذهاب للحمام ايضا. ساذهب اولا واعد لنا نحن الاربعة طعام الفطور. ونهضت ..

قالت حتحور لخونسو. وانا سانزل قليلا لاشترى بعض الكتب والمجلات. كانت تلك عادة حتحور منذ التقاها خونسو وعاش مع اسرتها فى الجماميز. تنزل بشكل يومى تقريبا لشراء الطعام لاسرتها. وايضا كانت تمتلك مكتبة ومولعة بشراء وقراءة الكتب والمجلات الثقافية والتخطيط فيها بالقلم وهى تقراها. كما كانت مولعة بمشاهدة الافلام الامريكية والبريطانية والكندية والاسترالية وان امكن تشاهد الافلام الاوروبية والصينية والهندية ايضا. ليست مولعة كثيرا بالافلام المصرية ماعدا افلام الابيض والاسود. لذلك كان من الطبيعى ان يجد خونسو بعض اعداد مجلات الدوحة ودبى الثقافية متناثرة بارجاء منزل حتحور بالجماميز. وكذلك كانت حتحور مولعة بالسياسة والصحف فكان عادة ما يجد اعداد جريدة الاهرام او جريدة الشروق او المصرى اليوم او العربى الناصرى متناثرة ايضا. او يجدها تعيد قراءة كتاب قديم من مكتبتها او مكتبة والدها بطليموس ليوسف السباعى او طه حسين او عباس العقاد او سلامة موسى او نزار قبانى. او كتابا صوفيا مثل الفتوحات المكية او لطائف الاشارات او تراثيا اسلاميا تفسير القرطبى او العقد الفريد. او اشعار عربية او كتب تاريخ شامل. او كتب سيد القمنى طبعا وفرج فودة وخليل عبد الكريم. وكتاب وهم الخلافة. وكتاب المستشار العشماوى عن الحجاب وعن الخلافة الاسلامية. وكتب صالح مرسى. اضافة لمقالات خالد منتصر عبر الانترنت والنشطاء العلمانيين عموما. وكانت مولعة بمشاهدة الوثائقيات عن المخ وعن الفلك والانفجار الكبير والعلمية عموما والتاريخية. كانت نهمة للعلم ومؤمنة بالقيم الغربية والعلمانية التنويرية. وافلام توم هانكس وجاكى شان وارنولد شوارزنجر.

عادت حتحور بعد قليل ومعها بعض المجلات الثقافية التى لم يكن يحبها خونسو كثيرا لانها ضحلة وقادمة من الخليج. وكذلك كانت لمى ديمة قد جهزت فطورا شهيا هجينا بعضه مصرى وبعضه سورى. اكله الاربعة بنهم وهم يثرثرون ويضحكون.

عاد الاربعة اخيرا الى القاهرة بسيارة ابن تحتمس. حيث انفصل احمد ابن تحتمس ومعه حبيبته ومساكنته السورية الحلوة لمى ديمة واقاما فى شقته الفارهة التى يرتادها عادة خلال زياراته لهذا الكون الموازى لكونه. بينما فضل خونسو وحتحور العودة لوالديها بالجماميز. قال ابن تحتمس وهو يودعهما. اذا احتجتما اى شئ لا تترددا فى الاتصال بى.



محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الثامن عشر

فى طريق العودة للقاهرة من الاسكندرية عبر السكك الحديدية مع حتحور ولمى ديمة وخونسو. رأى ابن تحتمس مستقبله فى المنام فوجد انه قد التحق بالكلية الحربية. وتخرج منها ضابطا برتبة صغيرة .. ورأى نفسه بعد حرب طويلة بين قوات بلاده ايجيبتوس فى تحالف لكوكبه تنفيذا لاتفاقية دفاع مشترك مع تحالف الكواكب الاثنى عشر بالنظام النجمى الرباعى الذين يشبهون الكواكب الذين ذكرهم مسلسل باتلستار جالاكتيكا نوعا ما والذين يقع فيهم كوكب الارض كوكب ابن تحتمس الموازى لكوكب وكون حتحور. ودفاع مشترك مع كوكب وكون حتحور الذى يعانى الان من سيطرة السعودية وتركيا اردوغان على منطقة الشرق الاوسط بجمهورياتها العلمانية وقيام الخلافة السعودوتركية بمباركة حمقاء من ليبراليى ويساريى واوباميى امريكا واوروبا وترحاب من الشعب المصرى والسورى الخ تلك الشعوب الحمقاء المتاسلمة المرتدية الحجاب والنقاب والعباءة والملتحية والتكفيرية والمنتمية عاطفيا وعقليا للحزب الاخوانوسلفى غير المشهر ثم انطلاق القوات السعودوتركية لتدمير والاستيلاء على واسلمة امريكا واوروبا. هنا استنجد الامريكيون وبعض شرفاء مصر التى اصبحت ولاية من ولايات الخلافة الاخوانوسلفية السعودوتركية استنجدوا بتحالف الكواكب الاثنى عشر.

استولت قوات ايجيبتوس وتحالف الكواكب الاثنى الذين يقعون فى الكون الموازى لكون وكوكب حتحور وضمنها المقدم احمد بن تحتمس على مصر واندحرت قوات ال سعود واردوغان .. وسار المقدم ابن تحتمس فى احد شوارع القاهرة العريقة والقديمة. فى احد صباحات شهر ديسمبر. مرتديا البيريه والملابس العسكرية والبلوفر الكاكى ويعلوه الاسبلايت والنجوم. ودخل منزلا مهجورا شعر وكأنه يناديه ويدعوه لدخوله. حين دخل وجد نفسه فى غرفة زجاجية متربة جدا وفوضوية المحتويات القليلة. ومن بين محتوياتها القليلة وجد منضدة دائرية صغيرة من زجاج سميك وشفاف ويعلوها التراب يكثافة. وعليها كشكول سميك. شعر ابن تحتمس بالتوتر من المكان الموحش ولكنه اعتراه الفضول بشدة لقراءة هذا الكشكول السميك. قرر تناوله وخرج مسرعا عائدا الى مخيمه ومركز القيادة.

جلس منفردا وبدا يقرا. كانت مذكرات شاب مصرى وجد الحب ولو محظورا ومحرما اسلاميا ومسيحيا وقانونيا ومتجمعيا. وسط ظروف البلاد العصيبة تحت الاحتلال الخلافى السعودوتركى... مذكراتى بقلم عبد الحكيم عبيد .. كنت شابا فى الثامنة عشر من عمرى وكنت اصغر اخوتى الذكور. اخوان اوسطان توامان غير متماثلين. واخ اكبر. كنت من عائلة من الخالدين.

لم يفهم ابن تحتمس مقصد هذا الشاب من مصطلح الخالدين. هل هو من عائلة من الالهة الابراهيمية او الاغريقية او الفرعونية او لعلهم من مصاصى الدماء.... قال ابن تحتمس فى نفسه فلاكمل ما يقول ولارى مقصده لاحقا ربما يظهر من كلامه ... اكمل القراءة.. يمكنكم تسميتى عبد الحكيم وانا من مواليد 1881. اما اخى الاكبر كمال فمن مواليد 1864 واخوى الاوسطين رياض وشفيق عبد الودود 1867. اما امى قسمت نعمات هانم فمن مواليد 1840 وابى جمال باشا.. 1837. لا ادرى هل نحن مصريون ام اتراك ام البان وشراكسة ام ارمن ومتمصرون. لكن ما اذكره على الاقل بالنسبة لنفسى اننى لم امر بطفولة سوى لاول عام فقط من حياتى. وكان ابى وامى واخوتى حريصين على ان يمدونى باجمل الالعاب فى ذلك العصر القديم البدائى. اليوم العب بالعاب اطفال ثمانينات القرن العشرين وما بعدها من العاب متقدمة لاشبع جوعى للطفولة القصيرة التى كنت اتمناها ان تحصل فى عصر التلفزيون والفيديو وما شابه وفى زمن الثمانينات... كبرت لاصبح شابا مراهقا فى العام التالى لولادتى اى وعمرى عامان فقط. وبالتدريج عرفت من ابى وامى اشياء غريبة عن حياتنا. حتى هم لم يكونوا يعلمون من نحن. على الاقل اراحنى اننا لسنا مصاصى دماء. هل نحن الهة ابراهيمية او ملائكة ابراهيمية .. هل نحن الهة اغريقية او فرعةنية هل نحن متناسخون من ارواح سابقة وحيوات ماضية .. هل نحن مخلوقات فضائية شبيهة بالانسان من كوكب اخر ما. هل يوجد اناس مثلنا. لا يعلمون ولا اعلم. ولم يحاولوا المخاطرة بالبحث اصلا. اعتبرنا انفسنا غريبى الاطوار او حالة نادرة. نحن لا نموت. هذه حقيقة اكتشفها ابى على الاقل. ولكن نكبر بشكل عشوائى بعد طفولة قصيرة تمتد عاما او عامين. نصفها رضاعة ونصفها طفولة. بعدها اصبح ابى اشيبا فى الاربعين او الخمسين او الستين. لا يدرى بالضبط او على وجه التحديد لكن يحمل نضارة وشباب شاب فى العشرين هذا لا يتغير. واصبحت امى ايضا فى الاربعين. لكنها الوحيدة التى مرت بعامين بعد الطفولة كانت فيها فى الخامسة والعشرين. ولديها القدرة حتى اليوم ان تغير شكلها الاربعينى الى شكلها وجسدها ووجهها حين كانت فى الخامسة والعشرين. واصبح اخى الاكبر كمال شابا فى الثلاثين. اما اخوتى رياض وشفيق فكانا توامين وكبرا بنفس المقدار اصبحا فى الخامسة والعشرين. اما انا فاصبحت مراهقا فى السابعة او الثامنة عشرة. هذا تسبب فى مشاكل تعليمية لنا جميعا. فلم يكن امام ابى وامى واخوتى وانا الا ان ننشد التعليم المنزلى وندعى تاخرنا فى التعليم فبدا ابى وفعل بنا المثل حين ولدنا نحن الاربعة. اه نسيت ان اخبركم ان لى اختا كبرى ايضا ولدت 1865. تدعى ملك كوكب. تدرجنا فى التعليم حتى بلغنا الجامعة. تدرج ابى واخوتى فى سلك الباشاوات الذين يعينون الخديوى اسماعيل والخديوى توفيق. حضروا تخطيط القاهرة وتحديثها وملاها بالتماثيل والعمارات العريقة والاوبرا فى عهد على مبارك. وزاروا وزرت معهم الامبراطورية الالمانية والامبراطورية المجرية النمساوية. وبريطانيا فى العصر الصناعى.. وشاهدوا ديكنز. حضرنا عباس حلمى وفؤاد وفاروق وثورة يوليو 1952. واصبحنا من رجالات الاتحاد الاشتراكى. ثم الحزب الوطنى. واسسنا نادى الكتاب المصرى والعالمى. حيث كان ابى واخوتى وانا معهم محبين جدا للكتب والثقافة والفنون والعلوم واللغات والاداب والتكنولوجيا ايضا والالعاب. فى ذلك النادى كنا نجمع مثقفى وكتاب ومتنورى مصر وسوريا واسرائيل الخ من جمهوريات الشرق الاوسط وشمال افريقيا. نتبادل النقاشات حول العلمانية والربوبية واللادينية وحول الاشتراكية وحقوق الاقليات من بهائيين وزرادشتيين ودروز وعلويين ومسيحيين ويهود والعابرين للمسيحية من الاسلام والزواج المدنى بين المسلمة وغير المسلم. كما كان بنادينا صالة رياضية لكافة الالعاب الاولمبية الاربعين. نتدرب فيها وكل من يهوى الرياضة من ضيوفنا. وصالة سينمائية لعرض افضل الافلام القديمة والحديثة المصرية والامريكية والسورية والانجليزية والصينية واليابانية والروسية والفرنسية والهندية والمسلسلات المكسيكية والسورية فى كافة المجالات خيال علمى وتاريخى ورياضى وسيرة ودراما ورعب الخ وحتى البورنوجرافيا والايروتيكا. اضافة لقاعة المكتبة الضخمة المتنوعة والمطالعة. انشانا هذا النادى بمدينة 6 اكتوبر قرب صحراء الاهرام. بعيدا عن زحام القاهرة. فى حى فيومى شعبى ردئ ملئ بالازعاج ومحلات الالوميتال تحت البيوت. فى الحى الثانى عشر. فى مجاورته السادسة. تعمدنا ان ننشئه فى اسوا مكان يمكن ان تراه لترى مدى اهمال الدولة المباركية السيساوية الراسمالية بحق المدن الجديدة التى انشاتها. انشاناه فى ميدان شاسع بين شارعى 11 و 13. بعيدا عن فيلتنا او قصرنا بكثير. منطقة مليئة بمساحات رمال واسعة دون تشجير من الدولة. وحين شجرنا بعض المناطق فيها تصدى الاهالى لنا وتسببوا فى تدمير الحدائق المكونة من الفيكس نتدا وديكورا والنخيل والسيسبان. لكننا ولنلقن الدولة والاهالى المتعصبين اسلاميا الغارقين فى الاخوانية والسلفية المنتمين للحزب الاخوانوسلفى السعودوتركى الراسمالى الحاكم للشعب المصرى اليوم. ولا حزب سواه. كلها احزاب ورقية علمانية او اشتراكية. فقمنا بانشاء نادينا هذا وجواره مدرسة راهبات اجنبية شبه مجانية ومستوصف راهبات طبى. ومكتبة متكاملة لبيع واستعارة الكتب تستمد كتبها من هيئة الكتاب ودار المعارف وسور الازبكية ومكتبة مصر ونهضة مصر ومكتبة مدبولى والمكتبة الاكاديمية وغيرها. ومجمع استهلاكى على الطراز الناصرى. وهى امور كان من واجب الدولة ان تنشئها لا نحن. حيث لم تنشيء الدولة فى الميدان سوى مسجد سلفى بدائى الشكل لا يمت لجمال مساجد القاهرة القديمة المملوكية والعثمانية والايوبية الخ بصلة يزعق بالاذان والاقامة ويزعج المنطقة فى ليالى رمضان بساعتين كل ليلة من صلاة التراويح فى 8 مكبرات صوت فيه. مسجد الصفا والمروة. لا يفيد فى علم ولا فن ولا ادب. وحتى تكبيرات العيدين الكاملة لا يقراها سوى مبتورة على النسخةالسلفية لا القراءة الشافعية. حتى قران ما قبل اذان الجمعة يعتبرونه بدعة ولا يقراونه. وطبعا الازهر "المفترض انه صوفى واشعرى ومتسامح مع الشيعة لكنه فى الحقيقة سعودى سلفى تكفيرى قامع للفنون" وكذلك الاوقاف لا صلة لهم بهذا المسجد السلفى وغيره من امثاله التى تملا المدن الجديدة. كذلك كان نادى الكتاب المصرى والعالمى يعرض قراءة الكتاب المقدس بالمجان بعهديه القديم والجديد. وكنا نقرا كتب نيتشه وكافكا وسارتر وبريشت وادجار الان بو وجوجول ودستوفيسكى. ونزار قبانى. فى كل اسبوع نغير الكتب التى فى فاترينة النادى الزجاجية. فتارة نضع كتبا فى علم الوراثة وفروع الطب. وتارة نضع كورسات تعليم الروسية والايطالية والفرنسية المسموعة وكتبها. وتارة نضع كتب التعريف بتفاصيل كل لعبة من الالعاب الاولمبية الاربعين. وتارة نضع كتب القانون المصرى والعالمى والدولى. وتارة نضع كتب الكيمياء والفيزياء والاحياء وعلم الحيوان والنبات. وعلم الفلك. تارة نضع كتب نظيرة نقولا وعديلة عزيز والمطبخ السورى. وتارة نضع الكتب المقدسة لدى البهائية والزرادشتية والهندوسية والبوذية ونضع كتب الاساطير الاغريقية والرومانية والنورسية والكنعانية والمصرية القديمة وبلاد الميزوبوتاميا او ما بين النهرين. وكتب تعليم الكوتشينة والشطرنج والف ليلة وليلة والسير الشعبية لسيف بن ذى يزن والظاهر بيبرس والاميرة ذات الهمة وحمزة البهلوان وعلى الزيبق والسيرة الهلالية رغم ما فيها من تعصب اسلامى وهجوم على المسيحية والبيزنطيين. كما استضفنا اساتذة من كلية الفنون الجميلة ونحاتين لاقامة دورات شبه مجانية لتعليم النحت والرسم للراغبين من شباب المنطقة وكل مصر. وندوات ادبية. وقرانا على مسامع الحاضرين ذات مرة روايتى قلب الليل واولاد حارتنا لنجيب محفوظ. كما اذعنا فيلم الوعد بطولة كرستيان بيل عن مذبحة الارمن ووحشية الاتراك. ومسلسل الجماعة. وفيلم رد قلبى. وفيلم ارض العميان. وافلام تشرح الاخوانية والسلفية ومدى تخلفها ومعاداتها للحضارة البشرية ووحشيتها وسفكها الدماء كما امرها الشرع ووحشية ربيعها العربى وثوارها وداعشها فى ليبيا وسوريا الخ. وفى جلسات مغلقة مع الموثوقين فقط اذعنا حلقات صندوق الاسلام للاستاذ حامد عبد الصمد وحلقات سؤال جرئ للاخ رشيد حمامى وحلقات اية وتعليق لهما معا. وايضا حلقات عبر الثقب الدودى لمورجان فريمان وحلقات اوديسة الزمكان لنيل تايسون ديلجراس. وبرامج لداوكنز وهوكنج وساجان. كنت انا وابى وامى من نعمل بنشاط فى هذا النادى بعد زواج اخوتى الاطباء وانشغالهم مع هذه النسوة الفاشلات. اما اختى ملك كوكب او بسبوسة النوتيللا كما اسميها. فكانت متزوجة من سفير. كان بالنادى ايضا مشغل ومطبخ. مشغل تريكو وكنافاه ومكرمية وكروشيه ولاسيه وتفصيل وخياطة انشاته امى لتعليم الفتيات المقبلات على الزواج او المتزوجات اصول هذه الفنون النسوية. اضافة للتلوين على القماش وتلوين الزجاج. ومطبخ لتعليمهن المطبخ المصرى والسورى. وندوات تنتقد الحجاب والنقاب والعباءة وتنشر العلمانية يقدمها سيد القمنى ودينا انور وفاطمة ناعوت. وتنشر الاشتراكية يقدمها ناصريون وحزب التجمع بقيادة رفعت السعيد.

فى الحقيقة لم يتزوج اخوتى اطلاقا طوال مرورنا بالقرن العشرين. حتى تسعيناته تزوجوا كلهم فى هذه الفترة البائسة. زيجات بائسة.

بقى النادى قائما ومسموحا به من قبل الدولة فى عهد مبارك حيث كان ابو الحريات بحق فى كل مجال رغم مساوئه الاخرى خصوصا عدم توظيف الخريجين وعدم الاكتفاء الذاتى والخصخصة والراسمالية والغاء الاشتراكية من الدستور وانقطاع اثر الثقافة فى نهاية عهده لكنه سمح بحرية الابداع والفكر لاقصى حد. وكما يقولون متعرفش قيمة ابوك الا لما تجرب جوز امك. وهو ما حصل فعلا فى عهد الشيخ السيسى. ومع الربيع العربى لتمكين الاخوان والسلفيين برعاية اوباما وهيلارى وال سعود واردوغان الاخوانى العثمانى من حكم مصر وسوريا وليبيا وتونس واقامة احزاب دينية اخوانية وسلفية بما يخالف الدستور ويخالف العلمانية. وبدات تحرشات الاهالى المتعصبين بالنادى ومحاولات تخريبه واحراقه. حتى استجاب نظام السيسى واغلق النادى بتهمة ازدراء الاسلام وخدش الحياء.


لم تكن زوجات اخوتى الثلاثة من المخلدات. بل كن بشريات عاديات اقل علما ومؤهلا ومستوى اجتماعى وعائلى بكثير. اعماهم الحب او الرغبة لا ادرى. والبنات كن وصوليات واستغلهن ماليا بشدة. وحرضنهم على ابى وامى وعلى وعلى اخى شفيق.

بعد حرق الاهالى لحديقة النادى الرائعة واغلاق الدولة السيساوية للنادى بالتهم التى ذكرتها سابقا. بدات تلوح انباء قيام خلافة مشتركة اسلامية سعودوتركية اخوانوسلفية بدعم ومباركة من امريكا واوروبا. وبدات جيوش الخلافة تهاجم الجمهوريات العربية وتستولى عليها واحدة تلو الاخرى حتى بلغت مصر التى باعها اهلها بتعصبهم الاسلامى. وفتحوا ابوابها للمحتل السعودوتركى الاخوانوسلفى الازهرى. ووسط هذا الهرج والمرج. قرر اخوتى وزوجاتهم واولادهم المجئ لفيلتنا الضخمة الواسعة جدا. ليقيموا عندنا وتركوا بيوتهم. لان فيلتنا تقع فى العاصمة الادارية الجديدة التى ستبقى مستقلة لانها مقر الوالى السيسى. الذى ابرم اتفاقا مع القوات السعودوتركية التى احتلت مصر كلها ماعدا العاصمة الادارية الجديدة. واستولت الخلافة على السودان وليبيا التى رحب اهلها المتعصبون دينيا ايضا بالغزاة المسلمين. فاصبحت حدود الخلافة تمتد من ايران شرقا التى فعلوا بها مجازر ومذابح بحق اكثريتها الشيعية واحتلوها. الى الحدود الليبية مع تونس غربا. ومن تركيا شمالا الى اليمن والسودان وجنوب السودان المسيحى الذى ارتكبوا فيه فظائع لافراغ اهله منه جنوبا... باستثناء اسرائيل التى نجحت فى الحفاظ على استقلالها بعد تهديدات امريكية اطلسية للسعودية وتركيا. انه حصاد مرير لسياسة السادات مبارك مرسى السيسى التى اوصلت الاخوان والسلفيين والازهر لحكم مصر بالسلامة والتى شوهت عبد الناصر وثورة يوليو 1952 وجعلت مصر تابعة وجارية بشعبها للسعودية ونشرت الحجاب وجعلت الاخوانية والسلفية تعشش فى عقول المصريين والمصريات بعدما كانوا متنورين علمانيين اشتراكيين ودمرت الشعب المصرى بالراسمالية المتوحشة. وجعلت من السادات المهزوم فى اكتوبر 73 منتصرا بقدرة قادر رغم انه لولا كامب ديفيد لما انسحبت اسرائيل من سيناء ومن الدفرسوار. ولكان كل ما نالته مصر هو خط بارليف و 13 كم من سيناء فقط لا غير. السادات نكسجى ولم يفعل سوى ان قبل اتفاق سيناء مقابل السلام الذى رفضه ناصر بعد 67. اهمل السادات ومبارك والسيسى سيناء والوادى الجديد الذى اقامه ناصر واهملوا مديرية التحرير. بينما كان بامكانهم خصوصا مبارك والسيسى ان يجعلوا سيناء خضراء وملاى بالمدن الجديدة والسكان والسكك الحديدية ليجعلوها مثل القاهرة وكان بامكانهم استئناف واكمال مشروع ناصر فى محافظة الوادى الجديد وفى مديرية التحرير. لكن المصريون كالعادة لا يكملون عمل الحاكم السابق بل يشتمونه ويشوهونه.

كنا موزعون فى مولدنا على اشهر السنة وعلى عدد من ابراج الزودياك. فابى من مواليد مايو وامى يناير وانا سبتمبر. واخوتى ابريل ويوليو. اما اختى ففى ديسمبر. اما زوجات اخوتى ففى يناير ومارس واكتوبر. كنا نتبع الديانة الرائيلية. انا وابى وامى. اما اخوتى فاتجهوا لاحقا للربوبية اللادينية والبهائية والهندوسية واعتنقت اختى ملك كوكب او بسبوسة نوتيللا كما ادللها احيانا ابولونيا ليونا وليونا معناه لبؤة. اعتنقت البوذية. اما اولادها الخمسة الذكور والبنتين اى كلهم سبعة فاعتنقوا الايزيدية واللاالهية والمصرية القديمة والاغريقورومانية والاخير اسلم اسلاما سنيا ثم تركه للتشيع والتصوف لفترة ثم عبر الى المسيحية الغربية. اما احدى ابنتيها فاعتنقت اليهودية والاخرى اعتنقت الديانة البابلية الميزوبوتامية. وقد اسمتهم ملك كوكب باسماء قريبة من المجتمع المصرى المتعصب اسلاميا بطبعه. ولكن فى منزلنا تطلق عليهم اسماء اخرى فرعونية ورومانية. اسمتهم اسماء مشتركة فى الديانات الابراهيمية الثلاث او الاربع باضافة البهائية مثل داود ويحيى ويعقوب وجبريل ونوح. واسمت الفتاتين مريم وسارة.

لكن اخوتى بعد زواجهم تحولوا للسلفية والاخوانية والحزب السياسى والدينى الذى يمكننا اطلاق عليه اسم الحزب السعودوتركى الاخوانوسلفى. اما رياض الذى كان طبيبا لادينيا لاالهيا متنورا علمانيا فحولته زوجته حنان بعدما اقنعته بالسفر لاكثر دولة اجرامية ارهابية داعشية يمقتها فى العالم ولم يفكر يوما فى السفر اليها.. الا وهى الكيان السعودى. ليعمل هناك وتنزح هى وامها ذهبا واموالا هائلة منه. ظلوا على هذه الحال لسنوات عديدة حتى جاء اعلان قيام الخلافة السعودوتركية فسارعوا بالعودة الى مصر والى فيلتنا. لكن حنان وجدت امها واقاربها قد قتلوا فى غارات الجيش السعودوتركى المشترك ضد بعض معاقل الرفض والمقاومة لدى قلة من الجيش المصرى. اما شفيق فاقترن بامراة سلفية من عائلة سلفية هى شريفة. يمكنك اعتبارهم بمثابة اللاويين. كل اخوتها اما محفظات قرآن او خدم مساجد او مؤذنين يدعون الفقر ويتقاعسون عن العمل بمؤهلاتهم الدراسية متوسطة كانت او جامعية. ويتسولون المال من الاقارب وغيرهم. بل وتتزوج النسوة منهن الرجال فقط بقصد ان ينفق عليها. برمجته هذه المراة ليطيل لحيته ويقتنع بافكارها. وبرمجت اولاده منها فاصبحوا صورة طبق الاصل منها ومن اهلها واخوتها. اصبحوا يكرهون القاهرة ويعشقون القرية الدلتاوية الشمالية التى جاءت منها. حياة بائسة موحشة تلك التى يحياها السلفى والسلفية وسط ولائهما للسعودية وكراهيتهما لاجدادهما الفراعنة الخ. اضافة لتحريمهم الفنون والحرية الجنسية والحرية الدينية وحرية الفن والابداع والكتابة والفكر وحقوق الاقليات.. اما كمال وكان طبيبا ايضا فتزوج بنيرس تدعى رجاء. سمراء جذابة جدا. تخدمه بعيونها ومكافحة معه. لكنها وللاسف من بيئة وحى وضيع كثيرا. كانت من برج امى وشهر ميلادها. لذلك كانت مقربة لى وجذابة جسديا ايضا. لكن للاسف تاثير اسرتها المنحطة وحيها المنحط الذى سكنت فيه معه وصممت على عدم السكنى معنا او بقربنا دمر اولادها تعليميا وفكريا.

نعم نحن مخلدون او هكذا نعتقد بعدما مرت علينا اكثر من مئة عام منذ مولدنا ولم نكبر او نشيخ او نشيب او نصاب بامراض الشيخوخة. ولم نقترب من الموت قيد انملة. لكننا لا نملك قدرات خارقة او غير عادية. لذلك نحيا كالبشر العاديين. صحيح ان سنوات عمرنا الطويلة قد جعلتنا اغنياء وجعلت اهلى لهم حظوة سياسية ومالية وجعلتنا مثقفين على اعلى مستوى مما مكننا من انشاء نادى الكتاب المصرى والعالمى الذى احرقه الاهالى واغلقه نظام السيسى قبل الاحتلال السعودوتركى لمصر وما حولها. لكن ذلك لم يغير من حقيقة انه لابد لنا ان نغير اماكن سكنانا او على الاقل نسكن فى مكان منعزل وننعزل فى علاقاتنا عن الناس كى لا يتعجبون او يرتابون فى شبابنا الابدى. على كل حال نحن اتقنا ايضا التنكر وارتداء الاقنعة المتقنة التى تظهر مشيبنا او حتى موتنا. ثم ندعى اننا ورثة فلان وفلانة مع تغيير بعض ملامحنا.

لحظت زوجات اخوتى مسالة خلود اخوتى وخلودنا. وبقائنا فى عمر معين ثابت. وكان ذلك احد اسباب استعبادهن لاخوتى وابتزازهن لهم. ولكن لم يكن ذلك السبب الاهم. السبب الاهم كان وقوع اخوتى فى حبهن دون وقوعهن فى حبهم. مما جعلهن يستغلنهم ماليا ويحرضنهم علينا ويزرعون فيهم الكراهية تجاهنا.

مع ذلك كله. ومع تفجر الاوضاع مع احتلال الخلافة السعودوتركية لمصر. لم يكن امامهن سوى اتخاذ قرار العيش معنا تحت سقف واحد فى العاصمة الادارية الجديدة المحمية من الفوضى عاصمة الوالى السيسى. الى حين ان يشترى لهن اخوتى فيلات فى العاصمة الادارية بعد ان تهدا الاوضاع وتستقر الامور.

خرجت امى نعمات قسمت هانم ذات يوم مرتدية عباءة مونيكا بيلوتشى الطويلة البيضاء ذات الحمالات. وفوقها بوليرو سمنى صغير. وفى قدميها شبشب ذو كعب خشبى يظهر جمال اصابع قدميها. وهى ذاهبة للتسوق. مما اثار غيظ شريفة المنقبة بالذات وكذلك المحجبات المعبآت بالعباءة رجلء وحنان واخذن يتهامزن ويتلمزن عليها.


تتعدد ايديولوجياتنا السياسية. ولكن ابى وامى وانا علمانيون اشتراكيون ناصريون حرياتيون. وكذلك اختى ملك كوكب. اما اخوتى فمنهم الليبرالى ومنهم الاشتراكى. كنا احيانا نصلى الصلوات الخمس الاسلامية لكن نردد فى سرنا اسماء الهتنا الخاصة. مثلا سبحان امونرع العظيم. وكذلك بالنسبة للتشهد مع استبدال محمد وعباد الله الصالحين ايضا باسماء العلماء او العلمانيين المشاهير كتابا او حكاما. وتاليف فاتحتنا الخاصة بديانتنا وايديولوجيتنا السياسية وميولنا الفنية والعلمية والادبية على قافية ووزن الفاتحة. وكذلك قصار سور مثل مقال السيدة ديانا احمد "خمس صلوات لحبيبتى".

جاءت النسوة الثلاث واولادهن وازواجهن اى اخوتى تباعا. وخصصت امى لكل من العائلات الثلاث جناحا ضخما فى فيلتنا العالية السقف الشاسعة المساحة كأنها 5 سرايات او قصور او فيلات مندمجة فى سراى او قصر او فيلا واحدة. على ان يجتمع الجميع فى يوم لاحق للتداول معا. واقصد بالجميع امى وربما ابى وربما لا والنسوة الثلاث وازواجهن. كانت امى وانا كذلك لا نحب هؤلاء النسوة بسبب بيئاتهن المنحطة ومستواهن ومستوى عائلاتهن المتدنى جدا واسباب لها علاقة بكونهن يحرضن ازواجهن على كراهيتنا والطمع فينا وكونهن اضعن اولادهن تعليميا وثقافيا وابعدنهم عن اى رقى ثقافى وحضارى. واضعن ازواجهن ايضا. لذلك تسببن فى نفورى من الزواج اضافة لوضع بنات عصرى اللواتى يرفضن الخدمة فى المنزل من طبخ وخياطة ومسح الخ واطماعهن المالية وعدم شعورهن بالحب بلا غرض مالى ودون استغلالهن للزوج ماليا واستنزافه.

مع ذلك كنت اميل لهن غراميا وعاطفيا خاصة رجاء وشريفة. ولخجلى الشديد لم تكن شريفة تهتم كثيرا باخفاء وجهها الابيض الجميل عنى. فكنت ارى فيه المساحيق الجميلة على جفونها ووجهها الطويل القمرى. لكن ربما لان رجاء اكبرهن سنا. واول زوجة اخ تدخل اسرتنا كانت لها معزة خاصة جدا. كاخت وام. ثم كحبيبة الان. ورغم انها كبرت فى السن ولم تعد شابة يافعة كما كانت من قبل. الا ان انفها الجميل لا يزال جذابا ورقيقا. واسلوبها. ووجهها القمرى وبشرتها السمراء الحلوة. لما وصلت الفيلا وصعد زوجها اخى كمال واولاده لاعلى لجناحهم. نزلت هى مسرعة الى وقبلت وجنتى كما كانت تفعل فى طفولتى فقد كنت ولا ازال امتلك خاصية تغيير سنى بالايحاء والتنويم المغناطيسى لمن اشاء فيظننى من يرانى ويسمعنى بعدما نومته يظننى شيخا او طفلا او شابا واى سن اشاء. وقالت لى. كبرت يا ولد واصبحت شابا جميلا ولكنك فى نظرى لا تزال طفلى الاول بعد اخيك كمال. اتتذكر مشاهدتنا للنجوم بالتليسكوب معا. اتتذكر كيف كنت اغمس لك البسكويت السادة المستطيل من بسكو مصر فى اللبن واطعمك اياه فى فمك باصابعى هذه. قلت لها. نعم اتذكر يا ريرى يا قمر. واسرعت فقبلت وجنتها. ثم فاجاتها وقبلت فمها الملئ بالروج الاحمر الحلو الطعم كعادتها. استغربت من قبلتى. ولم تعقب. قلت لها. ما رايك ان تطعمينى كما فى طفولتى. اشتاق ان تفعلى معى ذلك مرة اخرى. من هذا البسكويت الاسمر الحلو للغاية مثلك يا اسمر. ضحكت عندئذ رجاء وقالت فى طفولية واغراء عجيب. هيا بنا.

واعددنا الطعام. ووضعت راسى على حجرها مثل السابق. وبدات تغمس البسكويت فى اللبن وتطعمنى. والعق اصابعها كعادتى فى الطفولة. حتى نهضت اخيرا وضممتها بقوة ولهفة. ووضعت خدى على خدها. سمعتها تلهث لهاث الحياة. وخدها وجسدها بين ذراعى دافئ وينبض بالحياة. ويتعرق. وفى هذه الحياة التى تنبض بها اثارة واغراء لا يعلى عليه. كانت لا تزال انثى طازجة حارة كما عهدتها منذ سنوات. لم تغيرها الولادات ولا السنوات. قبلت خدها. وقلت لها. لا ادرى لماذا يا ريرى انا منجذب اليك كل هذا الانجذاب كالمسحور. انت حسية جدا ودافئة للغاية. الاننى سبتمبرى وانت مثل امى ينايرية. عذرائى وانت مثلها جديية. فيك جاذبية مروعة. ضحكت فى دلال واغراء وقالت. امثلك ينجذب لى. ايها الابيض الوسيم. وانا سمراء قبيحة. قلت لها. كلا لست قبيحة. بل سمرتك تجذبنى جدا وكلك على بعضك تجذبيننى جاذبية ارواح لا اجساد فقط. بسمرتك وحديثك وجسدك السمين هذا. عيونك وشعرك والروج. ضحكت فى جذل طفولى وقد ملاها كلامى بالغرور. تركتنى اعانقها واضمها اكثر. لم يكن فى نيتى ممارسة الحب معها اليوم او حتى فى الغد القريب. ممارسة الحب دقائق ولحظات عابرة وتنتهى. لكن اريد ان اعبر لها عن عشقى لها وحبى لها كام واخت وحبيبة. اريد علاقة غرامية رومانسية متينة بينى وبينها. انهيت اللبن والبسكويت ونهضت لاكون جوارها. ومددت هى قدميها الحافيتين السمراوين للامام ولعبت اصابع قدميها فى سرور من عناقى. قالت. اتحبنى يا عبد الحكيم. قلت. جدا يا رجاء. جدا. قالت. ولكنى زوجة اخيك الاكبر اى بمثابة امك او اختك. قلت. انت امى واختى وحبيبتى. وساعشقك كل دقيقة منذ رايتك اول مرة. ظللنا فى هذا العناق مع اقتطافى قبلة من خدها او شفتيها. او لمسة يدى لصدرها السمين من فوق قميص نومها المنزلى المصرى. الطويل ذى الاكمام. جاء فجاة ابنها الاكبر محمود فهى لها ولاخى كمال ولدان محمود وياسر. قال محمود. ماذا تفعل بامى ؟ دعها يا عم. هذا لا يليق. انت اخو زوجها. قلت له. اسكت يا ولد وانصرف. لا تجعلنى اذكرك بان اخاك المراهق يطلب منها ارتداء قمصان نوم مختلف الوانها وينام جوارها ويقبلها ويعانقها بشهوة كبيرة. وابوك نفسه يعلم ولا يمنعه بل يقول له. دعها لى قليلا. وانت كذلك كما حكت لى امك. فاشمعنى انا لا انهل من عشقها وانوثتها وانا الاحق بها منكما انت واخوك. انصرف الان ولا تخف لن اخذ نصيبك ونصيب اخيك. نصيبكما محفوظ. انا لست انانيا. فانصرف محمود ساخطا. ضحكت رجاء وقالت. حقى ان امثل فيما بعنوان امراة واربعة رجال. كانت الرغبة الرومانسية والجسدية متاججة بينى وبينها فى تلك اللحظة باشد ما يكون. اجسادنا ساخنة لدرجة الاحمرار والانصهار. والجو معبق بعبق الحب والشهوة. ثم اخذت تقلدنى. لا تخف نصيبكما انت واخوك محفوظ. هو انا تورتة ولا برطمان عسل يا عبده ؟ قلت لها. انت قشدة يا قشدة. قالت. قشدة سوداء. ضحكت وقلت. يا كاكاو انتى. اشربك يا كاكاو. ثم قلت لها بعد قليل من الغراميات. انا احبك حقا يا رجاء واتمنى ان تسكنى هنا قرب فيلتنا. او تبقين فى فيلتنا للابد. لا ادرى هل سيرضى اخى كمال بعلاقتى بك. كما رضى بعلاقة اولادك بك. لكنى ايضا يقلقنى وجود اولادك اولاد اخى فى هذا المستنقع المنحط الذى تعيشون فيه. ولدك الاكبر على وشك خوض الثانوية العامة والاصغر على وشك انهاء الاعدادية والدخول للصف الاول الثانوى. وانت تطمحين ان يصيروا اطباء ومثقفين مثل ابيهم ومثلنا. كيف يحصل ذلك وقد علمت انهم يخالطون احط الفئات فى مسقط راسك وحيك المنحط. زملاؤهم بلطجية وتجار مخدرات ومدمنون. لابد لك من ايقاف ذلك وتربيتهم من جديد وتطهير نفسك من افكار اسرتك وحيك. قالت بعد تفكير. الحقيقة يا عبد الحكيم كل كلامك صواب. واتمنى ان انفذه. ثم قالت فى طفولية. هل سترضى عنى لوفعلت ذلك. قلت لها. جدا جدا يا حبيبة قلبى. قالت. كم هى كلمة حلوة حين تنطقها. رغم انى اكبر منك. قلت لها. انا احببتك منذ كنت فى العشرينات واحبك وانت فى الاربعينات اليوم وللابد. وثقى انك لو فعلت ذلك ستتلاشى خلافاتك مع امى وابى. وسيفخران باحفادهما منك. ولكن حقى عليك بصفتى زوجك.. قالت متفاجئة. زوجى ؟؟ قلت. نعم زوجك الثانى. قالت. اتتمنى الزواج بى يا عبده ؟ قلت. لا ارى ما يمنع. وساكتب وثيقة زواج عرفى لك الان لو احببت. قالت. اكتبها ولكن ضع شرطا فيها اننى لو لم انفذ لك ما طلبته بالنسبة لى ولاولادى سيعتبر العقد مفسوخا من تلقاء نفسه. كى لا اتردد. ولانفذ طلباتك. انت اسعدتنى اليوم باهتمامك باولادى ومستقبلهم. يا حبيبى. قبلت شفتيها وبادلتنى القبلة بحرارة وقلت. طالعة من فمك زى العسل.

انصرفت رجاء بعد قليل لتتفقد اولادها وزوجها كمال بالاعلى. وبقيت انا اتشرب لذة الحب معها.. ودخلت امى للفيلا بعدما تسوقت فى الحى الايطالى بالعاصمة الادارية الجديدة .. كانت امى تشبه مونيكا بيلوتشى جدا نفس الوجه والشعر والملامح والقوام الممتلئ نوعا وكانت ترتدى نفس ملابسها. وكانت جاراتها وصديقاتها يسمينها مونيكا بيلوتشى رقم 2. لشدة شبهها بها. حتى فى الصوت الرقيق والاسلوب. اما اختى ملك كوكب فكانت تشبه عفاف راضى فى اغنية سوسة كف عروسة ايضا نفس الصوت والوجه والشعر والقوام. واحيانا تشبه شريهان. لكن الاقرب لشبهها عفاف راضى. لم تكن امى ناجحة فى قيادتها لاولادها. فقد تمردوا ودمروا انفسهم واولادهم. لكن ملك كوكب كانت على النقيض من ذلك. كانت امراة قوية ويمكنك وصفها بالقيادية المتسلطة جدا والناجحة. اولادها يسيرون على خطتها تماما. فى التعليم والثقافى وكل شئ. لم نكن نعلم هل اولادها واولاد اخوتى من المخلدين بعد .. لكن الارجح انهم عاديون بدليل انهم كبروا عبر سنوات ولم يكبروا مثلنا بعد طفولة لمدة عام واحد. لكن الامر لن يحسم الا حين يكبرون ويبلغون الثلاثين او الاربعين حينها سنتاكد انهم لا اثر فيهم لخلودنا. او ربما نتفاجا بهم توقف نموهم عند العشرين او الثلاثين مثلنا.

وكأنما ذكرنا القط. جاءت ملك كوكب وجلست جوارى بملابسها الغربية الجميلة وكعبها العالى الكلاسيكى المغلق وعطرها الفواح ونادت على اولادها كلهم لياتوا. يا ديفيد. يل جون. يا جاك. يا جابرييل. يا نوا. يا مارى. يا سارة. هكذا تسميهم فى المنزل او تسميهم. ديفيد خوفو. جون خفرع منكاورع. جابرييل رمسيس احمس. نوا تحتمس بطليموس. مارى حتشبسوت. سارة نفرتارى الكساندرا.


كنا نعشق علم مصر الذى تبنته مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952 وهدده بالزوال الفاروقيون والاسلاميون الاخوان والسلفيون فى 2011 فكانوا يريدون اعادة علم العهد البائد الملكى الالبانى المتاثر بعلم تركيا الاخضر ذا الهلال الابيض والنجوم الثلاث البيض. او يزيلون النسر الذهبى من علم مصر ويضعون مكانه الشهادتين مثل الكيان السعودى وحماس. ثم زال العلم فى النهاية مع الاحتلال السعودوتركى الاخوانوسلفى الخلافتى لمصر. وحل محله علم الخلافة الاجرامية. وزال معه نشيد مصر بلادى بلادى بلادى.

كنا نضع علم مصر العظيم الثلاثى الالوان العرضية الاحمر والابيض والاسود وفى وسط الابيض النسر الذهبى. نضعه فى داخل فيلتنا فى مواضع كثيرة. وننشد السلام الوطنى بلادى بلادى بلادى. ولكن مع اضافة فقرات له من ابداعنا.

بلادى بلادى بلادى
لك حبى وفؤادى

مصر يا ام البلاد
انت غايتى والمراد

وعلى كل العباد
كم لنيلك من أياد

بلادى بلادى بلادى
لك حبى وفؤادى

*****

واضفنا ما يلى للنشيد الوطنى المصرى

تحتمس وخوفو واحمس
خالدون يا اجدادى

حتشبسوت مليكة البلاد
ورمسيس يصد الغزاة

منكاورع وجده بالواد
وخفرع بنوا الاهرامات

بلادى بلادى بلادى
لك حبى وفؤادى

بلادى بلادى بلادى
لك حبى وفؤادى

بطليموس لمصر يقاد
للثياب ودين الجياد

وعبد الناصر اى الجمال
يجلى انجليز ويحقق المحال

حكم اجنبى يباد
ومجد مصرى يعاد

رسخ علمانية متينة الاوتاد
واشتراكية تزيح السواد

وسلام كامب ديفيد للآباد

مجيد لوثه انفتاح هو استعباد
لراسمالية واخوانوسلفيين اوغاد

ووضع ال سعود بيد مصر الاصفاد
حجبوها وعبأوها والتحت فكان الحصاد

فمتى ينقرض الحجاب والعلمانية تستعاد
وتعود السافرات الاكثرية بالتعداد

...

كان اولاد ملك كوكب اختى الحلوة العزيزة. هى اكبر نجاح لاسرتنا اسرة ابى حسن جمال باشا. فكل ولد من اولادها السبعة كان فى كلية مرموقة ومهمة... فى جامعة القاهرة. لكن ظروف الاحتلال السعودوتركى جعلت من شبه المستحيل عليهم اكمال دراستهم. وكانت اختى الجميلة شبيهة عفاف راضى ملك كوكب او ابولونيا ليونا كما اسميها. تعانى من اضطراب تعدد الشخصيات الفصامى فكأنها عدة نساء باعمار مختلفة واعمار مختلفة ووظائف مختلفة منهن سورية ومنهن انسانة من كوكب اخر فى الفضاء. وتلك الحالة التى كانت تواتيها من وقت لاخر وكل مرة بشخصية مختلفة لكننا احصينا نحو سبع نساء فيها. كانت حالة مغرية ومثيرة لى لا ادرى لماذا... الحقيقة انا لا ادرى هل هذا الذى انا فيه كله حلم وسافيق لاجد نفسى وحدى. او اجد نفسى شخصا اخر. لكن حلما ما يظل يلح على ويراودنى كثيرا كلما خلدت للنوم كل ليلة تقريبا. احلم بانى املك نفس اسرتى تلك لكن لا اخت لى... واسال امى وابى فيقولان لى انه كانت لى اخت كبرى لكنها ماتت وهى رضيعة ولم تكبر ابدا.... هل حلمى هذا نافذة على كون موازى لا اخت لى فيه. لا ادرى. من اسال عن ذلك. لكنه لا يبدو حلما ابدا انما هو حقيقة. اشعر به ليس حلما. لو كان الامر كذلك فاننى اشفق على عبد الحكيم الموازى الذى يعيش فى هذا الكون. حقا انه مسكين... هذا الحلم المتكرر عرفنى قيمة واهمية اختى هذه عندى. اختى هذه التى توفى زوجها منذ عامين فقط. كنت وهى متزوجة وتعيش معظم الوقت فى فيلتنا معنا. كنت اصمم ان تنام جوارى كل يوم. وانام فى حضنها. كنت اتشمم ثيابها واضمها. واحب تامل وجهها وشم رائحتها. وسماع صوتها. كنت اشعر اننى عبد الحكيم الموازى الذى فقد اخته قبل ان يولد وعاش حياة موحشة دون اخت باخوة ذكور فقط. وفجاة تهبط عليه اخته من السماء. لذلك كنت كلما جلمت هذا الحلم العجيب. اتشبث بملك كوكب اكثر. وهى كانت تعاملنى بحنان امومى. وتسمح لى بضمها وتنام جوارى. لانها حاولت مسبقا الا تفعل فى ليلة ولم انم وحصلت لى متاعب نفسية وانهيارات صحية جسيمة فى تلك الليلة. فاستسلمت ولم تحاول فصلى عنها بعد ذلك. كنت اعشق النساء السبع فيها وكنت الوحيد الذى يستطيع التواصل معهن والتفاهم. كنت اعشقهن جميعا وكن يعشقننى. ليس عشق اخ لاخت بل رجل لامراة حبيب لحبيبته.

نهض ابن تحتمس لقضاء حاجته. وعاد الى خيمته يلهو بالبيريه الذى على المنضدة جواره. ويعدل البلوفر الكاكى الذى يرتديه. ولمعت النجوم النحاسية التى فوق الاسبلايت. وعاد ففتح الكشكول الضخم الذى وجده فى المنزل المهجور. وبدا يرتشف من كوب الكاكاو الدافئ الذى يشرب منه. وقرا.

ذات يوم من ايام الهناء فى عهد مبارك ابو الحريات. اهديت لملك كوكب خوذة ذهبية نحاسية متقنة الصنع ذات جناحين فوق اذنيها مثل اجنحة هرمس. اشارة لاسمها الحلو. الشكل الكروى للخوذة رمز للكوكب والجناحان رمز للملك.

كانت النسوة السبع اللواتى يتلبسن او يتقمصن ملك كوكب. متنوعات. منهن مثلا نرجس كما سميتها لانها لا تتذكر اسمها وقد اعجبها الاسم ووافقت عليه. وهى امراة خزرجية بيضاء كما وصفت نفسها من سكان يثرب قبل الاسلام. تصف الحرية السائدة فى يثرب التى سماها نبى الاسلام لاحقا المدينة واضاف اتباعه صفة المنورة اليها. تصف علاقة الصداقة والوحدة الوطنية المتينة والمواطنة المحترمة بين اتباع الديانة العربية الاصيلة والاصلية المتعددة الالهة واتباع الديانة اليهودية والتعاون الزراعى والتجارى بينهما. كما وصفت لى زيارتها الى مكة ايضا قبل الاسلام. وكيف التقت بمسيحيين وزرادشتيين او مجوس حيث كانت مدينة كوزموبوليتانية تجارية يلتقى فيها التجار العرب والفرس الايرانيين والعراقيين والاماراتيين والقطريين والبحرينيين؛ والبيزنطيين السوريين والمصريين واللبنانيين والاردنيين والليبيين والتونسيين والجزائريين. المبشرين بديانتيهم المسيحية والزرادشتية. والمتاجرين مع اليمن الاثيوبية. والمبحرين بعدها الى الهند ارض التوابل والمعابد والحضارة والى الصين. وفى مكة يلتقون احيانا بنسوة قرشيات او يثربيات او طائفيات او من قبائل بدوية شهيرة فى انحاء صحراء السعودية الحالية. فيعجبن بهن وتعجبن بهم بحضارتهم وثقافتهم وملابسهم. فيقررون الزواج بهن واصطحابهن الى اوطانهم البيزنطية او الساسانية. كما يتنناقشون فى الاديان المختلفة بتسامح. ويحترمون الديانة العربية القديمة بحجها العارى وشبه العارى وبالهتها المتعددة. كذلك تحترمهم قريش وتحترم عاداتهم ودياناتهم. مما يشكل نموذجا رائعا لا تراه اليوم فى البلاد التى احتلها الاسلام ولا فى السعودية نفسها. نموذجا لا تجده اليوم سوى فى الغرب او اليابان والصين والهند وروسيا. وصفت لى نرجس ملابسها العربية انذاك بدقة. وكيف تكشف شعرها الطويل الناعم الجميل. كل ذلك واختى المتلبسة بشخصية نرجس التى ابتدعها عقلها الغريب او ربما تعدد الشخصيات الفصامى هذا ما هو الا ثقب دودى يجعل ارواح نسوة متوفاة او حية بوقتها من ازمنة مختلفة وامكنة متعددة تتلبس جسد اختى. اى انه نافذة واطلالة على نهر الزمن. او ارواح نسوة متوفاة تاتى فرادى من حين لاخر لتتلبس جسد اختى. اى نافذة على عالم الاموات من عالم الاحياء. كل ذلك واختى المتلبسة بشخصية نرجس جوارى بالفراش اضمها واقبل جبينها. ولكنى احس انى اقبل واضم حبيبتى نرجس الان. واتخيلها باوصافها الدقيقة لها. ونهودها الثقيلة وجسدها الممتلئ.

لم تكن نرجس الشخصية الوحيدة التى تتلبس جسد اختى ملك كوكب. بل هن سبع نساء. على الاقل هن من اطللن علينا عبر جسد ملك كوكب. ربما سيظهر لى لاحقا اخريات. ثانى امراة تتلبس ملك كوكب كانت باسنت. وهى امراة مصرية من مواليد الستينات وبرج القوس مثل اختى. لكنها كما علمت لاحقا توفيت وهى رضيعة. وبقى اخوها شبه الوحيد الذى ولد بعدها بنحو عشرين عاما. فكان هو الابن الوحيد. لان اخوته المتزوجون الذكور كرهوه وطمعوا فى منزله. وامتنعوا عن مساعدته ماليا او معنويا. بعد وفاة والده الذى كان كل شئ له يشترى له كل شئ ويريحه من متاعب الحياة. وعيشه مع والدته المريضة بالقلب وبخشونة الركبتين.. فكان كالانسان الوحيد. حتى انه عاش وحده فى شقة العائلة القديمة الضيقة جدا فمساحتها اربعون مترا مربعا. وترك والدته تحيا فى شقة العائلة الجديدة وحدها وهى شقة واسعة قديمة بالقرب منه بالقاهرة ايضا فى مصر الجديدة سقفها عالى. ومساحتها 200 مترا مربعا. كان يعتز بالشقة القديمة رغم ضيقها ففيها معظم ذكرياته وفى مكان رائع عريق بالقاهرة القديمة المملوكية والفاطمية. كانت باسنت تتلبس اختى ملك كوكب لتخبرنى بانها تساعد اخاها الصغير. وعرفت منها عنوان بيت اخيها. وبالفعل ذهبت اليه. لكن لم اجد سواه وحده فيه. ووجدت ان اخته باسنت هذه توفيت وهى رضيعة.. مما جعلنى فى حيرة بلا نهاية. هل هذه روح اخته المتوفاة. ولكنها تقول انها حية واكلت كذا وتغدت مع اخيها هذا كذا وكذا. فلا يمكن ان تكون متوفاة. سالتها فى تلبسها التالى عن تعليمها. فعرفت انها خريجة كلية العلوم جامعة القاهرة. قسم الفلك. فسالتها عن اسم كوكبها. قالت لى انه يدعى الزهرة. قلت لها. وماذا عن كوكب الارض. قالت لى. الارض كوكب اصفر غارق فى الميثان وتستحيل الحياة به. فسالتها. وما عدد كواكب مجموعتكم النجمية. قالت. اربعة او خمسة كواكب لم نجد اكثر من خمسة. قلت لها. فما قارات كوكبكم. قالت. انجوليا التى فيها بلدى مصر. وجيمسايا الشمالية وجيمسايا الجنوبية. وروسيانا. قلت. وما اسم نجمكم. قالت. اسم نجمنا اورورا. قلت. وهل لكم قمر يدور حول الزهرة ؟ قالت. نعم له قمران رائعان كيوبيد وبسايكى. فسالتها عن مجرتها واحداثيات كوكبها. ولم اجد لهذه الاحداثيات اثرا فى كوكبنا حسب صديق اخصائى فى الفيزياء الفلكية والخرائط الكونية والمجرية. علمت عندئذ انها فى كون موازى. وانها فى هذا الكون عاشت ولم تتوفى رضيعة. ذهبت الى اخيها لاخبره بما جرى معى ورغم انه لم يصدق واندهش من معرفتى عنوانه وقصة اخته وتفاصيل اخرى كثيرة عن اسرته الا انه قال. تخيل معى لو افترضنا ان اختى باسنت اتت الى اليوم من هذا الكون الموازى او استنسخت منها امراة مماثلة كما كانت لتؤنس وحدتى وتريحنى من اعباء العزوبية والوحدة واعباء خدمتى لامى. كما كانت حتى لتحمل العبء الذى حمله ابى فى خدمتى وراحتى. وتطعم لى قطى السيامى وتطبخ لى ما اشاء وتغنينى عن فتيات هذا العصر الراسمالى الاخوانوسلفى السعودوتركى البغيض الذى ترفض فيه البنات خدمة زوجها واراحته وطاعته. والذى فيه ملحدون راسماليون يدعمون سحق ثلاثى السادات مبارك السيسى والاخوانوسلفيون لجموع الشعب فلا مجانية تعليم ولا توظبف خريجين ولا اكتفاء ذاتى صناعى وزراعى بالقمح والقطن والتصنيع العسكرى وصناعة القطارات وغيرها وحتى قانون الايجار القديم ورخص الايجار الذى انجزه ناصر يسعى زبانية السيسى لطردى وطرد المستاجرين من شقتى الايجار القديم. ورفع اسعار الايجار لخمسمئة والف واكثر.

كانت المراة الثالثة التى تلبست جسد اختى ملك كوكب تدعى زوى ايرينا. وهى مصرية من الغالبية المسيحية الكاسحة فى العهد العباسى اى منذ الف سنة قبل الان.. حكت لى عن اضطهاد المحتل والمستوطن العربى الاسلامى لها وللشعب المصرى اضطهادا دينيا واقتصاديا الخ. وكيف ان الغزاة العرب كانوا وثنيين لدى احتلالهم مصر قبل مولدها بثلاثمائة سنة. وانهم جاؤوا للغزو والاستيطان ونهب الارض والخيرات لا لنشر دين كما ادعوا وكما اخبرتها بادعاءاتهم. وبداوا بتاليف كتاب ادعوا قدسيته اقتبسوه من المسيحية واليهودية والزرادشتية ولفقوا سيرة نبى لهم وكل من حاول من المسيحيين السوريين او المصريين او السودانيين او الفرس الزرادشتيين فضحهم قتلوه شر قتلة حتى خاف الجميع وسكتوا على تصنيع هذه الديانة التى اسموها الاسلام. تعجبت من كونى من المستقبل. وحزنت لان هؤلاء الغزاة سيبقون ويحولون المصريين لديانتهم الداعشية. ويجعلونهم مجرد تابعين لال سعود واردوغان. وان بيزنطة نفسها واسيا الصغرى ستسقط فى ايديهم. ولاحقا علمت من امى حسب شجرة عائلتنا الطويلة والموغلة فى القدم منذ خوفو. ان زوى ايرينا هى جدتى العليا يمكنك القول بانها جدتى الثامنة. اى جدة جدة جدة جدة جدة جدة جدة جدتى. كانت جميلة جدا حسب وصفها لنفسها. بشرة خمرية. ملامح مصرية. مثل رانيا يوسف او مديحة يسرى او سامية جمال. وشعر اسود طويل جدا وناعم. تضفره احيانا فوق جبينها كالاكليل مثل شيرين فى مسلسل ناصر. اود ان اسال هل يجوز لى ان اتزوج بجدتى الثامنة ام هى محرمة على مثل المحارم. ايا كانت اجابة هذا السؤال فانا بالفعل اود البحث عن طريقة للسفر عبر الزمن اليها والزواج بها. خصوصا انها اخبرتنى ان جدى الثامن زوجها قد توفى وترك لها عدة اولاد. وهى لا تزال شابة. فزواجى بها لن يغير التاريخ او يلغى وجودى مثلا. كم اود العثور ايضا على حفيدتى الرابعة مثلا اى حفيدة حفيدة حفيدة حفيدتى لاتزوج بها.

اما المراة الرابعة التى تتلبس جسد اختى ملك كوكب. فهى رئيسة فريق كرة اليد المصرى تشكو من قلة موارد الفريق والفرق المصرية الاوليمبية للالعاب الاولمبية الجماعية الاخرى وللابطال المصريين والمصريات المشاركين فى الالعاب الاولمبية الفردية. الشتوية والصيفية.

اما المراة الخامسة فكانت زوجة مدير السكك الحديدية فى مصر الستينات الناصرية. والذى كان يحكى لها عن الاكتفاء الذاتى الصناعى والتصنيع الثقيل فى مصر على عكس حالنا منذ السادات وحتى السيسى.

اما المراة السادسة فكانت عضوة ناشطة جدا فى حركة حدتو والحزب الشيوعى المصرى وحزب التجمع ولها صلة صداقة وعاطفة مع الاستاذ الراحل رفعت السعيد. وصداقة بالسيد خالد محيى الدين. واخذت تشكو ما جرى للمجتمع المصرى من انضمامه بشكل غير رسمى لما يمكن تسميته الحزب الاخوانوسلفى الازهرى السعودوتركى فى مصر. وان الاشتراكيين والشيوعيين الحقيقيين فى مصر انقرضوا. اخذت اختى ملك كوكب بالصوت الجديد لهذه المراة واسمها شاهندة. اخذت تغنى نشيد الاممية..

نشيد الاممية الشيوعى. كتبه فرنسى فى عهد كومونة باريس. وتبناه الاتحاد السوفيتى نشيدا رسميا له حتى الحرب العالمية الثانية. وترجمت معانيه من الفرنسية الى كل لغات العالم منها الانجليزية والروسية والعربية.

وهذا نصه بالعربية

المقطوعة الاولى

هـبوا ضحايا الاضطهاد

ضحايـا جوع الاضطـرار

بـركــان الـفكـر في اتـّـقاد

هــذا آخر انفــجــار

هـيا نحــو كـل ما مـر

ثــوروا حـطـموا الـقـيــود

شـيـدوا الكون جديد حر

كــونوا أنــتـم الـوجود

بـجـموع قـوية

هبوا لاح الظفر

غد الأمـمــية

يـوحد البــشـر

المقطوعة الثانية

يـكـفي عــزاء بـالخـيال
علـيـنا العــبء لا منــاص

فــيا عــمّــال للنـضال

ففي يميــنـنا الـخلاص

احموا الكور ضعوا الحديد

و دقوه على احــمـرار

يـريد الــشعــب أن يــسود

فكوا الـروح من اســار

بـجـموع قـوية

هبوا لاح الظفر

غد الأمـمــية

يـوحد الــبشــر!

المقطوعة الثالثة

حــكــمٌ وشـرعٌ ظالمان
مــأجوران لـلأغنــيـاء

حــديــث فارغ الـمعــان

ذكر حــقـوق الــفـقراء

دعــوا الهزء بالــمساواة

فلـلمســاواة طـريــق

الحــقــوق بالـواجــبــات

و الواجـبــات بـالحقــوق

بـجـموع قـوية

هبوا لاح الظفر

غد الأمـمــية

يـوحد الــبشــر!

المقطوعة الرابعة

أســيادنــا المــسـتـثــمرونا
فــوق شواهــق الــعــروش

كم سلــبـونا الملايــيـنا

و لـم يُبـقـوا لــنـا الـقـروش

ذهــبٌ فــوق أن يُــحـدّ

مُــصّ مــن دم الـعـروق

يريــد الشعـب أن يـرد

و لــم يــرد سوى الحقـوق.

بـجـموع قـوية

هبوا لاح الظفر

غد الأمـمــية

يـوحد الــبشــر!

المقطوعة الخامسة

إنــنــا سـكـرنا مــن دخــانِ
أسيــادٍ سمـموا الحـياة

أذيــعـوا دعــوة الأمـان

فـيـنا وسـحـقا للــطـغاة

فـللإضــراب يـا جــيوش

فـفي إضــرابــنــا الخــلاص

أن يـأبــى ذلــك الوحوش

فعـنـدنـا لــهـم رصـاص

بـجـموع قـوية

هبوا لاح الظفر

غد الأمـمــية

يـوحد الــبشــر!

المقطوعة السادسة

الــعــمال والفلاحونا
جــمـيعـا حـزب الكادحـيـن

الأرض مــلــك المـنـتـجـينا

فــمـا بقــاء الــخامليـن

كــم تـمــزق الـلحم منـا

مخــالــب الــمــفــترسـين

أجلوا سـود الغربان عـنا

تـشـرق الشمس كـل حـيـن

بـجـموع قـوية

هبوا لاح الظفر

غد الأمـمــية

يـوحد الــبشــر!

اما المراة السابعة فكانت امراة مصرية فى الثامنة والستين من عمرها يعشقها شاب مراهق. وكانت حائرة. حتى انه كان يعشق هواياتها القديمة عليه مثل خطب عبد الناصر والتريكو والكنافاه والكروشيه وطبخها بنفسها. لكنها كانت ايضا من عالم موازى. فيه لا وجود للسعودية ولا لتركيا. وانما توجد جمهورية بيزنطة وهى جمهورية اوروبية علمانية ذات غالبية مسيحية تحتوى اسيا الصغرى ولغتها اليونانية. وتوجد جمهورية الحجاز ونجد العلمانية المتنورة مثل تونس بورقيبة وبن على قبل الربيع العربى عندنا او مثل الاتحاد السوفيتى ولادينية الدولة ومثل تركيا اتاتورك قبل اردوغان فقد انهزم ال سعود فى العشرينات وانهزم ال الشيخ ابن عبد الوهاب معهم على يد الانجليز وقرر الانجليز ان افضل حل لتهدئة الشرق الاوسط هو تخفيف حدة التعصب الاسلامى لا العكس. فقمعوا السلفية ودعموا العلمانية. وعندما جاء السادات فى هذا العالم الموازى وهدم الناصرية والاشتراكية وقاطع السوفيت وتوجه نحو امريكا. واتجه للانفتاح مما دمر الثقافة والمثقفين والافندية الاراذل كما يسميهم وارتفعت اسهم اللصوص والراسماليين ورجال الاعمال وافتقر الشعب من جديد. وكانت حسنته الوحيدة ابرام السلام الدائم الابدى مع اسرائيل وتجنيب مصر استمرار ويلات الحروب. واغتالته جماعة الاخوان التى اطلقها من سجون ناصر وقواها لتدمر سيطرة الشباب الاشتراكيين والناصريين والشيوعيين على الجامعة والفضاء الثقافى العام فى مصر. فدمرته هو. وجاء مبارك فى هذا العالم الموازى فاستمر على نهج السادات ولكن الاعارات التى قام بها الريفيون المصريون وفقراء وبسطاء وجامعيى مصر الى الخليج خصوصا الى جمهورية الحجاز ونجد. لم تؤدى الى نشر السلفية كما حصل فى مصر المنكوبة فى عالمى هذا. بل لحسن الحظ ولانها جمهورية علمانية وليست مملكة ولا سعودية. عادوا متنورين اكثر ومتعلمنين ومتحررين اكثر ومثقفين اكثر كمن يعمل ويهاجر لدولة غربية. ولم يعودوا بحجاب ولا عباءة ولا لحى. حتى ان اسلمة افغانستان الشيوعية على يد عصابة السادات فشلت وكذلك اسلمة السودان وباكستان. لان جمهورية الحجاز ونجد العلمانية دعمت علمنة هذه البلاد وايضا علمنة قبائل وممالك الخليج الصغيرة المحيطة. وافشلت الثورة الاسلامية فى ايران وتحولت ايران الى جمهورية علمانية غربية القيم ايضا. وكذلك اليمن. اما الاتحاد السوفيتى فى هذا العالم الموازى فاحتفظ بذاته لكنه انسحب من اوروبا الشرقية نسبيا ولكنها بقيت اشتراكية بحريات غربية كاملة. وابرم والولايات المتحدة اتفاقية سلام دائم لا يتعرض فيه احدهما لمناطق نفوذ الاخر فى افريقيا واوروبا واسيا وامريكا الجنوبية ولا تقوم الولايات المتحدة باختلاق ثورات او انقلابات راسمالية فى البلدان الاشتراكية العلمانيةوالا يحرض الاتحاد السوفيتى اى دولة راسمالية علمانية على الانضمام اليه.

لما كانت ملك كوكب وامى قسمت هانم تخرجان للتنزه على اقدامهن احيانا معنا او وحدهما او مع اولاد ملك كوكب. وتتركان السيارة. كانت ملك بشعرها الجميل الطويل الكثيف والطويل الذى وخطه الشيب نوعا مع ظهور تجاعيد جميلة على وجهها كونها فى الخمسين من عمرها امام الناس. فكما قلنا نحن نستطيع اما ان نرتدى اقنعة وجهية متقنة بتجاعيد لاى عمر وشعر مستعار وخطه الشيب لكيلا يرتاب الناس فى شبابنا الدائم. او نشكل ملامحنا وشعرنا بانفسنا كقدرة غير عادية تضاف لخلودنا. فكانت تشترى مع امى بعض الفساتين او بعض البسكويت من بسكو مصر. او بعض المعجنات من الفرن الافرنجى. فكان بعض العاملين ينادونها كعادة عصرنا البائس يا حاجة. فكانت وامى تصران على ان يناديهما بمدام قسمت او مدام ملك. انا ايضا كنت اكره الالقاب السخيفة التى فى عصرنا المتعصب اسلاميا مثل حاج وحاجة وباشا وبيه وباشمهندس الخ بدلا من استاذ ومدموازيل او انسة ومدام.

كانت لدينا كتيبة من الخدم فى السراى سرايانا الشاسعة. ولهم مبنى سكنى خارج السراى فى حديقتها. كانوا عالما لوحدهم مثل مسلسل داونتون آبى. لهم حياتهم الكاملة وطموحاتهم وزيجاتهم .. وهم شبه عائلة بعضهم اب لبعض او زوج لبعض. ومنهم خادمتى الخاصة وهى امراة نوبية لكن اصولها مختلطة سودانية واقصرية ايضا. سمراء رقيقة تشبه نوعا على الاقل فى السمرة وخفة الدم رجاء زوجة اخى الاكبر كمال. كانت مربيتى حتى انها ارضعتنى فى صغرى بعامى الوحيد فى طفولتى. وكانت من المخلدات. الوحيدة بين الخدم التى كانت كذلك. فهؤلاء الخدم ليسوا كلهم مصريين وليسوا نفس الخدم الذين كانوا معنا منذ القرن التاسع عشر بعد مولدنا. وانما منهم بعض احفاد خدمنا الاصليين بعضهم بريطانى وبعضهم المانى وبعضهم صينى وبعضهم هندى وبعضهم فرنسى وبعضهم يابانى وبعضهم هندى احمر وبعضهم لاتينى حسب جولاتنا فى العالم على مدى سنوات عمرنا الطويلة. اما خادمتى النوبية السودانية فاعتبرها امى الثانية. كان اسمها حواء. كانت تطعمنى وتدللنى وقد صرت مراهقا وبقيت مراهقا هاهاها. وكانت ايضا تفرج عنى حليب رغبتى بيدها حسب طلبى وبعد الحاح طويل منى. وبهمساتها فى اذنى وضحكاتها تضاعف متعتى هذه.


كنت بسبب مظهرى المراهق للابد. احب الاطلاع على الاجيال الجديدة فى الجامعة جامعة عين شمس. حياتى الخالدة اتاحت لى اضافة لنهمى للعلم. ان ادرس فى كليات كثيرة. لكن بالطبع مع تزوير رقمى القومى وشهادة ميلادى. وتزوير شهادة ثانوية عامة بتاريخ العام السابق. لان شهادتى قديمة جدا. ولان الرقم القومى لو علم عمرى الحقيقى وكتبه لاذهل وارعب كل من يقراه ويعلمه. نحن عائلة اتقنت التزوير لذلك الغرض. ولنا معارف وخبراء فى التزوير.

المهم هذه المرة - وهذه الحكاية القديمة التى وقعت قبل الاحتلال تذكرتها وسط معمعة ازدحامنا كلنا انا وامى وابى واخوتى وزوجاتهم واولادهم فى سراى واحدة بسبب ظروف الاحتلال السعودوتركى لمصر - قررت الا ادرس فى جامعة القاهرة بل فى جامعة عين شمس. قررت ان ادرس فى كلية الفنون الجميلة قسم النحت. ومن هنا تعرفت على محمد عبد العظيم وسعيد عبد الودود والثانى عابر للمسيحية لا يعلم بذلك سوى قلة قليلة منها محمد نفسه وايضا ام سعيد التى حاولت اثناءه عن ذلك. وهما الصديقان اللذان علمت منهما انهما جيران واصدقاء حميمون جدا منذ طفولتهما درسا معا ولعبا معا. ياكلان معا. كان يضرب بهما المثل فى الكلية بل وفى الجامعة كلها بالصداقة القوية والمتينة والطويلة. تقبل محمد امر عبور صديقه للمسيحية وهناه على اختياره طالما انه يريحه ويناسب روحه اكثر. وبدا يتعرف منه على اصوام المسيحيين واعيادهم وعاداتهم فى اعيادهم. وكان لحبه الشديد لصديقه سعيد يشاركه قراءة العهد الجديد والعهد القديم من الكتاب المقدس. ويشاركه احتفالاته بالاعياد فى الكنيسة ومع رفاقه العابرين والعابرات مثله. كانا يتبادلان الزيارات المنزلية. وكان ام سعيد وام محمد كل منهما ترحب كثيرا بصديق ابنها الحميم. وتطعمه اشهى الاطعمة. كانا حليقى اللحية تماما مثلى. على خلاف معظم شباب مصر والجامعات اليوم الغارق فى اللحى والحجاب والنقاب والتفاهة والتعصب الاسلامى ضد كل البشرية. وكانا متنورين علمانيين. ويحبان الاستاذ البحاثة المحترم سيد القمنى كما يعشقان حامد عبد الصمد والاخ رشيد... لكنهما كانا تعيسين فى الحب الى حد كبير. ربما لانهما انطوائيين. ربما لانهما هادئين ولا يجيدان حيل الاجيال الجديدة والضحك على ذقن الانثى. اعجب كل منهما بفتيات من الجيران ومن الكلية ومن الفيسبوك حتى من المصريات والتونسيات والسوريات الخ. كانت الفتيات عادة ما تنبهر بمعلومات وموسوعية محمد او سعيد. لكن لا يبادلنهما الحب. لبعد المسافة. او لانها تنفر من تلك الموسوعية او الانطوائية. فى احدى زيارات سعيد لمنزل محمد راى اخت محمد الكبرى لبنى وهى فتاة ثلاثينية مطلقة ولها ابن مراهق. اعجب بها كثيرا شكلا وموضوعا. وطلب خطبتها من محمد. لم يكن اهل محمد يعلمون بان سعيد مسيحى الان عابر من الاسلام للمسيحية. ولكنهم رفضوا لانها مطلقة واكبر منه وربما يجعله ذلك يندم ويفشل الزواج. كما ان محمد تردد فى القبول بعرض وطلب سعيد بسبب ديانته الجديدة. ففى الاسلام السائد محظور ومحرم زواج المسيحى بالمسلمة ومحرم ان يعتنق اولاد المسلمة ايضا دين ابيهم.

سرنا جوار قصر الزعفرانة العريق الرائع الجمال الذى يحوى ادارة جامعة عين شمس. بما يقارب عراقة جامعة القاهرة ومبانيها. ولاحظت حزن محمد وسعيد بسبب موضوع لبنى. كانت لبنى ميالة لسعيد رغم انها لم تكن تعلم بعد باعتناقه المسيحية. كانت مسلمة متدينة لكن تدينا معتدلا لا تعترف فيه بالحجاب ولا الحدود ولا التكفير والجهاد ولم تكن اخوانية ولا سلفية ولا ازهرية ولا من عبدة السعودية وتركيا. تؤمن فقط بالاركان الخمسة لا اكثر ولا اقل. وتحترم كل الاديان. قرر سعيد مصارحتها بعبوره للمسيحية لتكون على نور. فغضبت لبنى وقطعت علاقتها به تماما لعدة اشهر. وسط رفض اهلها له ايضا. بسبب فرق السن وكونها مطلقة واول بخته. فماذا لو علموا ايضا بانه عابر للمسيحية. قرر سعيد مصارحة اهل لبنى بعبوره. طردوه من المنزل وحظروا مجيئه لمحمد وشددوا على محمد ان يقاطعه. لكن محمد كان يلتقى بسعيد فى الجامعة وايضا فى منزل سعيد .. كان سعيد الابن الوحيد لابويه. وكانت ام سعيد امراة مصرية مضيافة ولطيفة تماما مثل ام محمد. وكانت ترفض ان يناديها محمد بلقب حاجة او ام محمد .. لكن تفضل ماما او طنط بثينة. كان محمد وسعيد مشعرين بغزارة على عكسى. ذراعاهما وارجلهما وشعر صدرهما. وكانا لا تنقصهما الوسامة ولطف المعشر. كانا بتولين بمعنى انه لم يسبق لهما خوض تجربة جنسية قط مع اى امراة. كانا متقاربين ويتبادلان اطعام بعضهما ويتبادلان السجائر التى يدخنانها بشكل رمزى خفيف وليس بكثرة. تشعر حين ترى تقاربهما فى افعالهما وتلاصقهما معا انهم توامان ذكران متماثلان مرتبطان ببعضهما.

كان محمد يتحرق من الرغبة والعاطفة الرومانسية ودفعته رغباته الى طلب شئ من صديقه العابر سعيد. شئ لا يطلبه الا مثلى من مثلى. كان محمد وقد خطرت فى باله هذه الخاطرة الساخنة المتاججة للمرة الاولى فى حياته يحس بذلك الشعور الغريب المختلط المزيج من الفضول والترقب والخوف والرغبة معا. تجربة شئ جديد فى مجال الرغبة يخلق دوما هذا الشعور. مشاهدة فيلم بورنوجرافى للمرة الاولى يخلق نفس الاحساس. سقوط القلب بين القدمين. ونبضات القلب المطبلة. والشعور الغامض فى العانة. لم يكن محمد مثليا ولا ذو ميول مثلية فى اى يوم من ايام حياته. لم ينجذب للذكور من قبل ابدا. وكذلك لم يكن سعيد. كلاهما بتول. كلاهما مؤدب جدا. حتى وان شاهد اى منهما فيلما بورنوجرافيا كان يشاهده وحده من شدة خجلهما وخصوصيتهما فى مجال الرغبة الجسدية. لكن كانا يدردشان كثيرا حول الحب وحول زميلات كل واحد منهما فى الجامعة حيث ان كل منهما فى كلية مختلفة وبالتالى له زميلات مختلفة. وحول محاولة كل منهما التقرب من هذه او تلك. واخيرا حزن سعيد وكلامه عن فشل زيجته بحبيبته لبنى اخت محمد.

عادة كنت انا الصديق المقرب الثالث لهما. الى حد ما. لذلك كنت اعرف معظم احوالهما ومحاور حديثهما. لكننى لم اعرف ما جرى بينهما ذلك اليوم الا بعد فترة طويلة ربما بعد عام حين حكاه لى كل منهما على حدى. لم يحكياه لى معا ابدا.

فى ذلك اليوم راجع عقل محمد فجاة كل دقائق وتفاصيل صداقته المتينة مع سعيد. منذ طفولتهما حتى اليوم. اكتشف كم يحب صوت سعيد ونظرات عينيه. وملامح وجهه ونعومة وطول شعره تماما مثل شعره. حتى شكل اصابع يديه واظافره. كم يحب قراءتهما المشتركة للكتب والروايات. ومشاهدتهما افلامهما المفضلة. لقد اكتشف انه لا يقوى على البعد عنه. وكانت ايام خصامهما بسبب خلاف عائلة محمد مع سعيد. كانت ايام جحيم خاصة لمحمد. لقد اصبح جزءا من عائلته ومن نفسه. اذن فان تندر الفتيات والشباب فى جامعة عين شمس على انه لا حاجة لزواج محمد او سعيد باى فتاة فهما متزوجان بعضهما هو تندر فيه كثير من الصحة. هل يراه صديقا او اخا فقط. هل هو يده او نافذته على السعادة. لكن ما هذه الخاطرة الغريبة والخطيرة التى تجتاحه الان وتجعله ينظر الى سعيد بشكل اخر ربما لا يليق ولا يسمح به الاسلام او المسيحية. هل هذه مجرد خاطرة نتجت عن فشل واحباط محمد العاطفى مع كل البنات والسيدات اللواتى قابلهن وحاول التقرب منهن. بالكلية او بالفيسبوك. لقد عشق حتى نساء متزوجات او من بلاد اخرى ودعاهن للمجئ او لترك ازواجهن والزواج به. لكن دون جدوى. كان يعشق نوعين من النساء اكثر من غيرهما المراهقة الصغيرة خصوصا اذا كانت ذات طباع امريكية كالمراهقة الامريكية. والسيدة الاربعينية. وكان مثلى فى عشقه للنسوة الصينيات واليابانيات والهنديات والهنديات الحمراوات واللاتينيات والشقراوات والسوريات والتونسيات والجزائريات والسودانيات. كان ياتى للسراى فقط ليلحس شفتيه وهو يرى خادماتنا المتنوعات الاعراق والجنسيات كما يشتهى.

نعود لسؤالنا. هل هذه الخاطرة ناتجة عن احباط محمد العاطفى مع النساء. ام انها ناتجة عن عاطفة مكتومة نحو سعيد اكتشفها عقل محمد فجاة وهو يفتش فى دفاترهما القديمة. جاء محمد الى منزل سعيد. فلم يكن ممكنا لسعيد ان يزور محمد فى منزله لانه ممنوع من زيارته على يد اهل محمد ولبنى كما قلت. لذلك قرر محمد الذهاب وزيارة سعيد فى منزله. استغرب سعيد من الزيارة رغم زوال الخصام بينهما منذ اسابيع وعودة صداقتهما سرا عن اهل محمد. لكنه ادخل محمد غرفته واغلقا الباب عليهما كعادتهما اذا كانت بينهما اسرار يريدان اخفاءها عن ام سعيد. التى اقتنعت وابوه بالمسيحية بعد جدال والحاح من سعيد وعبرا معه.

قال محمد لسعيد. يا سعيد لقد اتتنى بعقلى خاطرة غريبة بخصوصك اليوم. قال سعيد. ما هى هذه الخاطرة ؟ لم يرد محمد بل اندفع بسرعة نحو شفتى سعيد يقبلهما بنهم وجوع وعنف. تملص منه سعيد بشدة دون جدوى واخيرا نجح وابعده عنه بعنف. قال سعيد. ماذا جرى لك. ماذا تفعل. هل جننت ؟ قال محمد. لا يا سعيد. انا لست مجنونا. انا احبك وانت تعلم. لكنى لم اكن اعلم مقدار حبى لك. لو وصفت حبى لك او اهميتك بالنسبة لى فلن استطيع وصفه. لكن على الاقل انت يدى وعينى. فى الحقيقة انا احتاجك يا سعيد كصديق واخ. لتساعدنى مع هذه الرغبة العارمة التى فاجاتنى اليوم. قال سعيد. اى رغبة هذه ؟ وكيف اساعدك ؟ قال محمد. رغبة عارمة نحوك. تجتاح كل كيانى جسدى وعقلى. قال سعيد. انا لم اعلم ان لك ميولا مثلية. قال محمد. لا انا لست مثليا. لا اعرف كيف اصف ما جرى اليوم. قال سعبد. لعلها رغبة ناتجة عن احباطك العاطفى مع النساء. قال محمد. كلا كلا. هذه رغبة اصيلة ودفينة. قال سعيد. حسنا وما تفاصيل هذه الرغبة بالضبط. خذ فى اعتبارك انى لست مثليا ولن اكون. قال محمد. انا اريد ان نمارس الحب معا. او على الاقل نستكشف جسدينا ونحن متجردين. فاذا راق لنا ان نستمر او نتمادى فلنفعل. انا اريد ان اكون المتلقى والآخذ. وتكون انت المعطى والمانح.

قال سعيد. هل جننت. كيف تطلب منى هذا الشئ ؟ الا تعلم انه محرم فى دينينا. ثم كيف يمكن لصداقتنا المتينة ان تصمد بعد ذلك. لعلك ستحتقر نفسك واحتقر نفسى اننا انخرطنا وملنا لعواطفنا ورغباتنا. انا صديقك واحبك واتمنى اسعادك بكل ما اقدر عليه وحتى ما لا اقدر عليه. لكن ما تطلبه كبير جدا. ثم ماذا لو رضيت ونفذت لك طلبك. ماذا لو اكتشفت اسرتك الامر او اسرتى. سننفضح فى مجتمع لا يرحم اصحاب الرغبات المختلفة واصحاب الاختلاف الجنسى والدينى والسياسى والحرية الابداعية والفنية. قال محمد. لماذا تفترض الاسوا ثم لماذا ترفع صوتك. انت من سيفضحنا مع امك. قال سعيد. سننفضح على كل حال امام مامتى ومامتك وبابايا وباباك. ثم الا تخشى ان تعتاد على ذلك. وتكره النساء واكون قد افسدت حياتك على الاقل. وربما تفسد حياتى واعتاد على ذلك ايضا. قال محمد فى ثقة لا يدرى هو نفسه من اين جاء بها. لا لن يحصل ذلك كله. انها اوهامك ومخاوفك فقط. بل بالعكس لعل ذلك يقربنا من بعضنا اكثر ويقربنا من نجاحات عاطفية مع النساء. يكفيك مماطلة لا تتهرب. هيا تجرد وساتجرد. قال سعيد. الا تخشى ان يؤلمك ذلك او يؤذى صحتك. قال محمد. فلنجرب ولن نخسر شيئا. انا من الام لانى من دفعك لذلك. قال سعيد. لا ادرى. بل كلامك حرك فى نفس المشاعر. فانا مذنب بقدرك. حسنا على الاقل دعنى استحم فى حمام غرفتى واحلق ما حول عنقود العنب. وبعدى استحم انت. قال محمد. لقد استحممت فى منزلى. قال سعيد. اذن انت تنويها منذ البدابة ايها الخبيث. حسنا وماذا لو امتدت هذه العلاقة معنا لسنوات حتى بعد زواجنا ماذا نقول لزوجتينا حينها. قال محمد. لا تسبق الاحداث. ثم كيف تكونان زوجتين محبتين ولا ترغبان بمشاركتنا ذلك واسعادنا. انصرف سعيد واستحم وعاد. وقد بنى كل منهما الان هرمين فى مثلث البنطال لكل منهما.

تجردا فى هدوء واستلقى سعيد. قبله محمد وبادله القبلة بحرارة ثم انهمك بشفتيه ولسانه ويده فى استكشاف سعيد من شعره حتى اصابع قدميه. ومن قفاه حتى كعب رجليه. اثنى على عنقود عنبه وجماله وروعته وكذلك فعل سعيد. طلب سعيد منه ان يتوقفا عند هذا الحد بضعف لكنه صمم. فخرج سعيد بملابسه باحثا عن مرهم فازلين. سالته امه عن السبب اخبرها انه يريد شف خريطة بورقة عادية لان الكلك انتهى لديه. عاد سعيد وحاول مرارا اثناء محمد عن رغبته لكنه اصر. مارسا الحب ببطء حتى زال الالم الخفيف لدى محمد. ثم مارساه بحماس بالتبشيرى والكاوجيرل او الكاوبوى بالاحرى والرفيرس كاوجيرل والدوجى والاسبوون. حتى انتهى الامر بتفجر ينابيع سعيد بداخل محمد. فى نفس لحظة تفجر ينابيع محمد دون لمسة من اى يد على الملاءة وفى الهواء. دفع الفضول وايضا الرغبة والغيرة مما راه من متعة محمد. دفعت كل هذه سعيد لان يجرب ان يكون هو المتلقى لا المعطى.

كانت تلك هى المرة الاولى التى دخل بها محمد وسعيد عالم الرغبة الغريب بتنوعاته. دخلاه من باب المثلية او البايسكشوالية كما سيقرران لاحقا. فقدا عذريتهما لبعضهما وذاقا لذة الجنس والحب من طريق مختلف قليلا عما اراداه. ولم يلبثا كثيرا بعد هذه الحادثة الا وقد هربت لبنى وابنها عباس حسين المراهق من اسرتها. لتتزوج من سعيد زواجا كنسيا كاثوليكيا. وزواجا اسلاميا رسميا مع اخفاء الديانة عن الماذون. فسعيد لم يغير ديانته فى الرقم القومى منعا للمشاكل مع امن الدولة او الامن الوطنى كما سماه السيسى.


بقيت لبنى مسلمة اسلام الاركان الخمسة فقط دون حجاب ولا تكفير ولا حدود ولا اخوانوسلفية. وسمحت لاولادها من سعيد ان يعتنقوا المسيحية الكاثوليكية مثل ابيهم. ولم تر فى ذلك اى غضاضة او حرج. انشا محمد وسعيد باسمين مستعارين جمعية حقوق المثليين والمثليات والشيميلات lgbt. اما محمد فتزوج من فتاة هندية هندوسية وتعلم منها الهندية والهندوسية. لم تشترط عليه تغيير دينه. وكان يعتبر نفسه نصف مسلم نصف هندوسى وان كان كل يوم يحب الهندوسية ويتجه اليها اكثر ويتعبد الى الهتها المتعددة الرائعة والمميزة. انجب منها عدة اولاد وبنات حوالى ثلاثة اولاد وثلاث بنات كانت لهم اسماء هندية واسماء مصرية فرعونية. وكان محمد وسعيد احيانا يلتقيان لقاءات جسدية بمشاركة ومحبة ومساعدة من زوجتيهما.

كان هناك نسوة اخريات تتلبس جسد اختى ملك كوكب. منها راقصة شرقية وممثلة مشهورة امريكية كلاسيكية ونجمة بورن وعدة استاذات فى عدة كليات نظرية فى جامعة القاهرة. وعدة طالبات فى جامعة القاهرة من حقبة الستينات.

كان ابن اختى ملك كوكب. احد ابناءها السبعة. وهو يحيى. قد تخرج من معهد الفنون المسرحية قسم الاخراج. ودرس ايضا كتابة السيناريو. قد قام بتحويل فيلم الانثى والذئاب من الدعارة الى الارهاب الداعشى فجعله يدور حول تنظيم اخوانوسلفى اسلامى ازهرى داعشى امتد وجوده من عهد السادات الى السيسى يجند الشباب والفتيات ويدمرهم ويحولهم من العلمانية والتنوير والقيم الغربية والسفور والتبرج الى الاخوانوسلفية وعبادة ال سعود وعبادة اردوغان والايمان بالحدود والتكفير ومعاداة الفنون وارتداء الحجاب والخمار والعباءة والنقاب واطالة اللحى... وقام بتحويل مسرحية بنات الريف ايضا لتكون عن شخص اخوانوسلفى يغوى فتاة ويحولها بنفس الطريقة من العلمانية الى الاخوانوسلفية والحجاب والعباءة الخ. ومسرحية راسبوتين. جعلها تحكى عن شيخ الازهر المتعصب الظاعشى احمد الطيب او عن محمد بديع او سيد قطب او محمد بن عبد الوهاب او حسن البنا. او ابن لادن او ابو بكر البغدادى الخ.

قرات انا والحلوة السمراء رجاء زوجة اخى الاكبر كمال. قرانا قصص ليتروتيكا. مامز ودنج جون. بامز هوى هوى هوى داون. هو ووتش ذا وتشمن. ميلوديز اوبن انفايت جانجبانج حتى الجزء الرابع وبداية الخامس. وشاهدنا فيلم كذا وكذا. مارسنا الحب عدة مرات. وملات كعثبها بحليب ثعلبى. كانت رجاء تخبرنى دوما باننى اشبه اخى جدا سواء فى الممارسة او فى تعاملاتى الرومانسية والحياتية معها. فقط انا نسخة بيضاء منه. وهى تشعر نحوى بانى ابنها البكر مثله. مثلما تشعر نحوه. وان ذلك يسعدها كثيرا. يا لهناها بحبيبين بهذه الثقافة والرقة والهدوء. قالت لى رجاء. حقا يا عبد الحكيم انت اعدت لى شبابى بعدما ولى. واعدتنى لجذوة الحب والعشق والهيام وليس الرغبة الجسدية فقط. حقا مارسنا الحب من وقت لاخر على فترات متباعدة كثيرا حين نشتاق جدا الى ذلك ولكن كان اساس علاقتنا المتينة هو الحب والمودة. بدات رجاء تشعر كما قالت لى بالذنب لانها حرضت اخى كمال ضدنا لسنوات وارادته ان يقتلنى من اجل الميراث حين وفاة والدينا. وارادته ان يقاطع والدى ويشعر انه مظلوم دوما. وان والدى ظلماه ماليا وفى كل شئ. رغم انهما من علماه وجعلاه طبيبا بشريا مرموقا. بكت رجاء فى حضنى واعتذرت لى بشدة وقررت ان تغير مسار عقل كمال وتعيده للصواب وتصحح خطاها. كما قررت الاهتمام بتعليم ولديها اللذين فشلا دراسيا. وبدات تتعاون معى ومع والدى من اجل تاديبهما بالحرمان من الموبايلات او حبسهما فى غرفتهما لابعادهما عن اصدقاء السوء الذين تسببوا فى فشلهم الدراسى وتعاطيهم الحشيش والحبوب المخدرة بانواعها.

صارحت رجاء باننى اشتهى قريبات اخريات بالصهر وبالدم. على الاقل. وعلى الاكثر احبهن ايضا. غضبت وثارت فى البداية وخاصمتنى. لكننى قلت لها. لن اجرب حظى معهن الا بعد اذنك وموافقتك. قالت رجاء وهى تمسح دموعها وتحاول ان تهدئ من غضبها العارم. وماذا لو اننى لم اوافق ؟ قلت لها. اذن فلن اجرب معهن ابدا. وسابقى لك وحدك حتى لو المنى الحرمان من التجربة. فكرت رجاء وسكتت. ودام الصمت بيننا والخصام شهورا طويلة. لم ترنى رجاء فيها اعبر عن حبى او رغبتى لامراة سواها. وبعدما مرت سنة. قالت لى. انا موافقة واعطيك اذنى. ولكن بشرط. قلت وانا مسرور. وما هو. قالت. تطلعنى عن جديد الامور اولا باول مع هذى النسوة. وتسمع لرايى فى علاقتك بهن. قلت. موافق. بمجرد ان قلت ذلك حتى جردتنى وجردت نفسها. وجعلتنى طيلة هذا اليوم انتفض من المتعة. كانت متشوقة ومتلهفة وجائعة لى جدا. وانا كذلك. لم اكن اعلم انها بكل هذه السخونة والعطاء السخى للذة والمتعة والحب والرغبة. كنت اعلم بالطبع ان ممارسة الحب الجسدية معها وايضا علاقة الحب الروحية الرومانسية ممتعة وساخنة كثيرا بما لا اعتقد ان له مثيلا فى اى امراة اخرى. لكنى تذوقت منها فى ذلك اليوم ما لم اتوقعه فيها قط. سخونة ومتعة مضاعفة اضعافا كثيرة. تذوقت من رجاء فى ذلك ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذه الجديية السمراء الحارة الحلوة خلبت لبى وقلبى العذرائى. جلسنا اخر اليوم متجردين غارقين بالعرق ورحيق الرغبة نغنى نشيد الاممية ونشيد بلادى بلادى بلادى المعدل الذى ذكرته سابقا.

فى اليوم التالى بدات التقى بزوجة اخى شفيق. شريفة. السلفية التى من اسرة سلفية. كأنها اسرة من اللاويين. كانت طويلة ممتلئة. يشبه وجهها وملامحها واسلوبها فى الكلام الممثلة نهال عنبر. كانت تحبنى ولى عندها مكانة خاصة. بسبب قرابة بين اسرتينا. فهى فى مقام ابنة خالتى او هى كذلك. كانت من الفرع الفقير جدا والمفكك وغير المتعلم ولا المثقف والكسول عن كل انتاج او انجاز. فرع يذكرك بحال مصر السادات ومصر السيسى. تعصب اسلامى رهيب. ميدان شاسع جدا فى حى من احياء المدن الجديدة. ليس فيه سوى مسجد. ومسجد سلفى لا يذيع قرآن ما قبل آذان الجمعة. ولا تكبيرات العيدين الكاملة بالصيغة الشافعية. لا مستوصف ولا جمعية استهلاكية ولا مكتب توظيف حكومى ولا متحف ولا مسرح ولا سينما ولا قصر ثقافة ولا جامعة ولا كنيسة لمسيحيى الحى الكثر ولا تماثيل كلاسيكية. مساحات صفراء ترفض الدولة والسكان ايضا تشجيرها. هذا حال مصر وفرع اسرة شريفة. لا تقدم ولا تنوير ولا قيم غربية. ميدان كان بامكان الدولة والشعب ان يجعلانه ميدانا ايطاليا ومجمع خدمات صحية وغذائية وثقافية سوفيتى. لكنهم لا يريدون. فكانت هكذا اسرة شريفة حرمت نفسها من التعليم الجامعى العالى ومن ثقافة الغرب والفنون والحريات والعلمانية ونظرية التطور وحب كل اديان العالم القديمة والحالية وتقوقعوا فى لحى اطالوها وخمار ونقاب وعباءة وحجاب ارتدوه وسلفية واخوانية اعتنقوها وتحفيظ قرآن والزعيق بالاذان امتهنوه. هكذا حال مصر السادات والسيسى لا اكتفاء ذاتى زراعى او صناعى او تسليحى ولا علمانية وتنوير وقيم غربية مثل ستينات ناصر او افضل. انما معرض لحى وخمار وحجاب ونقاب فى شوارع ميدان مسجد الصفا والمروة بالمدينة الجديدة 6 اكتوبر. والحزب السياسى الذى يعتنقه مصريو عهد السيسى باغلبيتهم الكاسحة الحزب الاخوانوسلفى السعودوتركى الذى مبادئه ارتداء هذه الملابس التى ذكرناها واعتناق التكفير وتطبيق الحدود ومعاداة الفنون وحبس المفكرين وحجب البورن وقطع الاطراف وتخريب واسلمة الدول بما يسمى الربيع العربى ومن قبله افغانستان والسودان. وللاسف جنت شريفة على زوجها واولادها كما جنى عليها وعلى امها واخوتها من قبل ابوها السلفى البخيل مدعى الفقر. الذى وضعهم فى الحرمان. المهم قررت استغلال محبتها الخاصة لى. وبدات اجادلها على مدى عدة اسابيع فى السلفية وافكارها. بلطف ورفق. واريها مزايا العلمانية والسفور والتبرج. ثم لمتها على صبغها ولدها وبنتها بالسلفية وفكر اسرتها المتعصب هذا. بدات اطلعها على الصوفية ومزايا الديانات الهندية وحتى الديانة المسيحية بمحبتها وتسامحها وحريتها خصوصا النسخة الغربية المعلمنة منها. كانت اكتوبرية المولد وميزانية وهوائية. والهوائى بطبعه يحب الحرية بل يهيم بها. فى البداية رفضت بشدة تغيير نفسها وفكرها. لكن كلامى اثر فيها واقنعها مع الوقت. كما اقنعتها بان تطبخ وتمارس الفنون النسوية والحياكة مما تكاسلت عنه طويلا. وكانت ترفض الخدمة المنزلية فى بيت زوجها. بدات اراها تشكل وعى ولدها وبنتها بشكل علمانى صحيح واتجهت الى مقاطعة قريتها واهلها بعدما اتضح لها المستنقع السلفى الاخوانى الذى اعاشوها فيه. جلست جوارى ذات يوم. ضممتها بقوة بجسدها الممتلئ وقبلت خدها. تفاجات واحمر وجهها قليلا لكنها لم تبعدنى. قالت لى. ما رايك لقد فعلت كل ما امرتنى. الست فتاة مطيعة. هل تحبنى اكثر الان. قلت لها. انا اهيم بك حبا ورغبة منذ اول يوم اراك فيه يا شوشو. وزاد حبى لك ورغبتى فيك بعدما تغيرت للافضل. قبلت اذنها وشعرها الناعم الاسود الغزير. وتنفست على خدها الابيض الناصع الناعم السمين الانثوى. اغمضت شريفة عينيها تتشرب الاحساس. وكانت تبدو شبيهة ايضا بنجمة البورن آفا روز خصوصا فى مشهدها مع الكسيس تكساس ومايكل ستيفانو. حركت يدى على صدرها من فوق الترنينج الانثوى الفوشيا الذى كانت ترتديه وشعرت بامتلاء النهدين الكاعبين. وضعت خدى على جانب عنقها وخدها. ومددت يدى المس يديها الجميلتين السمينتين .. وسعدت كثيرا لانها توقفت عن عادة قضم الاظافر السيئة لانها شعرت بضيقى من ذلك. واسعدنى ايضا طلاءها اظافرها الطويلة بالاحمر الكلاسيكى. قبلت يدها ثم عدت لوضع خدى على خدها وجانب عنقها. وانا ادلل يدها فى يدى. يدى تمارس الحب طويلا مع يديها. ورجاء تختلس لنا النظرات فقد اخبرتها برنة خفية. كانت تبدو غاضبة تاكلها الغيرة وكما قالت لى لاحقا كانت فى الوقت ذاته تشعر بنشوة ورغبة متاججة. او مزلزلة بالاحرى لانها مثلى من برج ترابى ارضى لا نارى. فالارض تتزلزل وترتج عند الغضب وعند الرغبة وتنشق ولكنها تتاجج ايضا حين تقذف حمم البراكين.

كانت شريفة متشابهة فى طباعها كثيرا معى ماعدا كونها سلفية واجتماعية غير انطوائية تهوى الزيارات الاسرية. مارسنا الحب ثم ونحن نلهث فى الفراش متجردين ملتصقين جنبا لجنب وننظر للسقف قالت لى. ساخبرك بحكاية حصلت فى قريتى لم اعاصرها انا بل عاصرتها امى فى مراهقتها وكذلك جدتى. وحكاية اخرى حصلت فى مراهقة جدتى. سابدا بالحكاية القريبة. والتى حصلت فى 1973 .. كانت فى قريتنا فتاة غير متزوجة. مدموازيل يعنى كما تحب ان تسميها. تخرجت من كلية الاداب قسم الصحافة منذ سنوات قليلة عام 1970 او 1969 لا اتذكر بالضبط. كانت متشربة بالافكار الاشتراكية وعضوة فى الاتحاد الاشتراكى ومنظمة الشباب. كانت ناصرية جدا. وعلمانية جدا. تكره الراسمالية والدول الاستعمارية القريبة الطامعة مثل السعودية وتركيا. وكانت لديها اخت اصغر منها بعدة سنوات لذلك كانت فى الجامعة فى اتحاد الطلبة وقامت بمظاهرات ضد السادات لتسويفه الحرب وتحرير سيناء. وعانت هى وزملاؤها من الاخوان الذين اطاق السادات سراحهم للقضاء على الشباب الناصرى الاشتراكى العلمانى المثقف ممن اسماهم الافندية الاراذل. ولاحقا جفف هو وخلفه مبارك والسيسى منابع الثقافة والافندية والاشتراكية وانجازات ناصر بالغاء مجانية التعليم والانقلاب على السوفيت ورجال ناصر ورفع الدعم وخصخصة القطاع العام وبيع المصانع والقضاء على الاكتفاء الذاتى الزراعى والصناعات الثقيلة. وقاما بنشر الاخوانية والسلفية والتبعية الشعبية الكاسحة الان لاردوغان وال سعود.. هذه الفتاة كانت تدعى سكينة واختها الصغرى تدعى زينب. كانت سكينة صحفية ثورية. ولما جرت حرب اكتوبر يوم كيبور 1973 ارسلوا سكينة بعد الحاح كثير منها الى الجبهة لتتابع عن قرب الاحداث وتسجلها وترسلها للجريدة. لكن سكينة حين ذهبت الى مشارف السويس ومنعها الجيش من التقدم اكثر من ذلك خوفا على سلامتها وخشية ان تقع فى اسر العدو الاسرائيلى الذى نجح فى عبور قناة السويس واحتلال محيط السويس الخارجى واصيح على بعد مئة كيلومتر فقط من العاصمة القاهرة. ثم نقلها الجيش تحت النيران كما ارادت الى حصون خط بارليف التى اصبحت فى قبضة القوات المصرية وهى ال13 كيلومتر من سيناء المساحة الوحيدة التى حصل عليها السادات فى الحرب واوهم الشعب حتى الان انه انتصر وفاز واجتاح سيناء حتى رفح وشرم الشيخ.. ايضا منعها الجيش من التقدم اكثر من ذلك. لكنها لم تهتم. وقررت التسلل على طول ساحل سيناء الغربى. نزولا الى شرم الشيخ لمعاينة القيادة المركزية الاسرائيلية هناك والحصول على سبق صحفى. عانت من الشمس والعواصف الرملية فى الطريق. واستعانت بدليل بدوى. وكانت تسير فى الطريق الوعرة وسط جبال الطور والبحر الاحمر بكعبها العالى الابيض الكلاسيكى وتاييرها الازرق السماوى الفاتح والمكون من جاكت بدلة وجونلة محبوكة متوسطة الطول. وبلوزة بيضاء. لكن عند اقترابها من شرم الشيخ اكتشفت ان البدوى السيناوى خانها وسلمها للقوات الاسرائيلية. كانت مشعثة الشعر وقد تحول من الاسود الى الاصفر من الرمال. وملابسها متسخة وحتى حذائها قد انكسر وانبرى كعبه العالى من السير الطويل. ولما وجدت نفسها وسط الضباط الاسرائيليين فى القاعدة. فقدت الوعى لفورها.

وقف الضابط الاسرائيلى الكبير يتاملها ثم تناول بطاقتها الشخصية. كان يتكلم العربية. ابتسم وقال انت مصرية ومراسلة حربية. اسمك سكينة. قالت له. نعم اسمى سكينة واتمنى انتهاء الحرب بين بلدينا وان نتمتع بسلام جاد وابدى بين شعبينا وحكومتينا. ونتبادل الزيارات السياحية بلا عوائق. الا تكفى حروب. الا تكفى دماء. قال الضباط. هل هذه المراة تظن انها يمكنها خداعنا والتجسس علينا. القوها فى السجن الحربى.


تشاور الضباط الاسرائيليون بشأن سكينة. وقرروا ارسال بياناتها الى الموساد للتعرف على تفاصيل اكثر بخصوصها. لم يجدوا معها اى نوع من الاسلحة. جاءهم تقرير الموساد بانها ناصرية وكانت فى مظاهرات تدعو للحرب فى جامعة القاهرة مظاهرات ضد السادات لتسويفه الحرب. وزادهم ذلك تاكيدا بانها تكذب عليهم. لكنهم قرروا وضعها فى السجن الحربى فى زنزانة جوار الجنود المصريين اسرى حرب اكتوبر الذين كانوا بالالوف. ثم اخبروهم بانها جاءت تدعو لابرام سلام بين بلدها مصر واسرائيل. شتمها الجنود المصريون. وبقيت سجينة لعدة سنوات. تعانى من اهانات الجنود المصريين لها. ومن اهانات الاسرائيليين لها. وتعرضت للتهديد بالاغتصاب وبالتعذيب لكنها تهديدات لم ينفذها الاسرائيليون. ضغطوا عليها طويلا بالتهديدات بل وحتى بالصفعات والضرب الخفيف. لكنها ظلت على موقفها. ودعم موقفها اتجاه السادات للسلام وزيارة اورشليم القدس ثم ابرام معاهدة السلام فى كامب ديفيد 1979. هنا قررت جهات عليا اسرائيلية ارسال هذه الفتاة الى تل ابيب للتحقيق معها باستفاضة اكثر. وقد تاكدوا بانه لا يوجد لها اى اعوان فى تنظيم ارهابى او مقاوم ما. وانها كانت مجرد ناصرية اشتراكية متحمسة ولعلها تريد السلام فعلا خصوصا انها فرحت بخطوات السادات وزيارته القدس ثم ابرامه معاهدة كامب ديفيد مع مناحم بيجن فى حضور الرئيس الامريكى كارتر. عانت سكينة من احتقار الجنود المصريين الاسرى قبل مبادلتهم مع عساف ياجورى والاسرى الاسرائيليين الذين تم اسرهم فى حصون خط بارليف. كما عانت من عدم تصديق الاسرائيليين لنواياها السلمية. واخيرا فتحوا لها باب الحرية. ومنحوها هوية اسرائيلية مؤقتة حتى يتاكدون من سلامة نواياها وحسن نيتها. بدات سكينة تتجول فرحة فى شوارع تل ابيب. كانت سكينة تعارض السادات بشدة فقط فى اسلمته مصر وجعلها تابعة لال سعود. واطلاقه سراح الاخوان من سجون عبد الناصر. وفتحه الطريق لمسلفة واخونة شباب مصر واولاده وكل شعب مصر. وتدميره العلمانية والاشتراكية والتنوير فى مصر. وقد كان. عاشت سكينة فى اسرائيل عدة سنوات بعد مقتل السادات وتولى مبارك. وعرفت من اختها وقريبات اخريات ان نسوة مصر بدان فى ارتداء الخمار والحجاب والنقاب وبدات افكار سيد قطب وكشك وحسن البنا وابن عبد الوهاب تغزو البلاد. وتهدد مسيحييها وعلمانييها ولادينييها. وتحول الشعب المصرى من شعب علمانى اشتراكى ناصرى متنور غربى الطباع والملابس فرعونى متسامح الى شعب سعودوتركى اخوانوسلفى ملتحى محجب منقب معبأ بالعباءة. كاره لاجداده واديان العالم ومعادى للحرية بانواعها والعلمانية والفنون الخ. كانت سكينة قد طمانت اختها زينب بعد غيابها وانقطاع اخبارها خلال سنوات الاسر فى سجون اسرائيل. واعلان الجيش اختفاءها. واعلنوها مفقودة بعد غيابها لسنوات. ولم تردها اسرائيل اليهم مع صفقة عساف ياجورى. بناء عن طلب سكينة نفسها من جهة. ومن جهة اخرى لانهم تاكدوا انها لا خطر منها وربما تكون صادقة فى رايها السلامى. ثم لما تحررت اخبرت اختها زينب بانها تحيا الان فى باريس مع زوج عربى لها. وبررت غياب السنوات الماضية.

منحتها اسرائيل هوية اسرائيلية دائمة. اضافة الى جنسيتها المصرية التى معها من الاساس. وخاطبت اسرائيل مصر بشان سكينة مع شرح كل الملابسات. معظم المسؤولين المصريين الحوا على مبارك بان يسقط الجنسية المصرية عنها ويتهمها بالخيانة. ولكنه قال لهم. ما هذا النفاق. هل نحن نعتبر اسرائيل دولة ذات علاقات طبيعية معنا ونعترف بالسلام معها. ام اننا مجرد منافقون ومحرضون سندمر انفسنا مرة اخرى. هذه الفتاة معجزة فى حد ذاتها وسط شعبنا الداعى للحرب والكراهية. كما كان السادات معجزة وسابقا لعصره. كلا لن نسقط الجنسية المصرية عنها. لكننا بالتاكيد لن نستطيع الاعلان عن اسمها او انجازها والا اتهمنا الشعب كعادته بالخيانة ودعم التطبيع. ولا نستطيع السماح بعودتها لمصر لانها ستتكلم مع قريباتها واهل قريتها فتحصل فتنة وشغب نحن فى غنى عنه. وهى ايضا فى غنى عنه. اذا ارادت اصطحاب اختها زينب فليكن ولكن عبر قنوات مخابراتية اسرائيلية خالصة منعا لاحراجنا مع الشعب الاخوانوسلفى الذى كان ثمرة غلطة السادات الكبرى بالافراج عن الاخوان.

بقيت سكينة فى اسرائيل وتم تجديد جواز سفرها المصرى وارساله لها لكن مع تحذيرها من محاولة العودة والا تم سجنها وربما اعدامها بتهمة الخيانة العظمى. قررت البقاء فى اسرائيل بقية حياتها وترددت فى جلب زينب. ثم عملت وهى فى الثلاثين فقد كانت فى العشرين عام 1973 والان هى فى الثلاثين عام 1983. عملت فى كافيتريا فى يافا. وسكنت فى منزل هناك. وكانت كل صباح او مساء تزور كورنيش يافا المطلة على البحر المتوسط. وقررت القيام برحلة حول اسرائيل ومدنها الرئيسية حيفا وطبريا والقدس وبيت لحم وغزة وعسقلان وبئر سبع ورام الله وطولكرم وجنين واريحا وبيسان وصفد وعكا والناصرة ونابلس والرملة والخليل وايلات الخ. ثم عادت من اجازتها الى المقهى ااذى تعمل به. كان صاحب المقهى اسرائيلى طيب عاملها بمنتهى الترحاب واللطف بمجرد ان علم انها مصرية. وفى المقهى كان لقاؤها مع حب حياتها شلومو او سليمان. وهو شاب يهودى مصرى خرج اهله من مصر بعيد العدوان الثلاثى ضمن موجة طرد اليهود والجاليات الاجنبية من مصر. ولامه قريبات من اليهود الغربيين او الاوروبيين فهو يجمع بين الشرق والغرب. بين ابيه الذى من اليهود المزراحيين اى الشرقاوسطيين وامه التى من اليهود الاشكيناز والسفارديم اى الغربيين والاسبان. وله بنات خالة يعتبرن من اليهود المغربيم اى المغاربة لان والدهن من يهود شمال افريقيا.


اتصل شخص بسكينة. او كما يسمونها فى يافا شيكيناه. فى منزلها. قالت من ؟. ضحك المتصل وقال بعبرية سليمة مثلها. لقد تعلمت لغتنا جيدا. احسنت. الا تتذكريننى يا شيكيناه. Shekhinah. قالت. لا. وساغلق الخط. قال. انتظرى يا عصبية. انا الضابط الذى قبض عليك فى شرم الشيخ اكتوبر 73. على كل حال انا اتصلت لاعتذر لك عن ظننا السئ بك. وشكرا لك على مسعاك السلمى وتاييدك للسلام واعترافك بحقنا فى الوجود. واود ان ادعوك لايمانك باسرائيل ونهضتها التى تفخرين بها فى كل مكان. اود ان ادعوك الى مكتبى لشرب الشاى معى. لاخبرك ببعض الامور التى اظنها ستفرحك وتهمك. قالت. هل انا مضطرة للمجئ. ضحك المتصل وقال. لا لست مضطرة ابدا. ولكن ان لم تاتى فستفوتك معلومات تهمك. ترددت سكينة طويلا. ثم ذهبت فى اليوم التالى فى الموعد المحدد على العنوان الذى طلبها فيه. فوجئت ان الضابط ترقى واصبح وزيرا للدفاع. هابت سكينة المكان. لكن الرجل ضحك واشار لها بالجلوس وقال. لا تخافى. انت من اصدقائنا. ومن المصريين الوطنيين المحبين لبلدهم ايضا. نحن نحترمك رغم كونك ناصرية. قالت. انا ناصرية وافخر بذلك يا معالى الوزير. واؤيد ناصر فى سياسته الداخلية. ربما هو اخطا فى استفزازكم سنة 1967. لكنه كان ناجحا فى سياسته الداخلية ورحمته بالشعب الفقير شعبى. قال الوزير ضاحكا. حسنا حسنا انا اعلم انك تهزمين الجميع بمنطقك وقوة حجتك. ولم ادعوك اليوم للنقاش فى ذلك. لكننى سمعتك ترددين كثيرا فى المقهى الذى تعملين به ومع اصدقائك فى يافا ان سيناء لو بقيت فى يد اسرائيل لاصبحت كلها تشجير وحدائق ومدن عامرة بالسكان ومصانع وتكنولوجيا وليست كما هى الان بيد حكام غير مسؤولين جعلوها مزرعة بانجو ومجرد منتجع سياحى فى الجنوب ومنتجع دينى. اليس هذا كلامك يا شيكيناه. قالت سكينة. نعم هو كلامى وانا لا ادعو لاحتلالكم لسيناء مرة اخرى ولكن من حزنى من اهمال رؤساء بلدى المتلاحقين لتعميرها واستزراعها. قال الوزير. اعلم انك وطنية جدا وتحبين بلدك. وهذا بلدك الثانى لو اردت. قالت. احب البلدين. واتمنى لو تقتنع سوريا وكل الجمهوريات العربية بابرام السلام معكم. وزرع قيم المحبة والسلام لدى شعوبهم ليس فقط نحوكم بل نحو كل الاديان فى العالم وحتى اللادينيين والمثليين. ضحك الوزير. ونهض من مقعده وابتعد عن مكتبه فوقفت سكينة تلقائيا فربت على كتفها وطوقه بذراعه. واقتادها الى مائدة واسعة عليها مخططات وخرائط. ثم قال لها. من اجل كلامك الذى قلتيه. احببت ان اريك خريطة تخطيط سيناء 1973 وما كنا ننوى انجازه فيها لو بقيت فى ايدينا. تاملت سكينة الخريطة والمشروعات المستقبلية بنهم وفضول كبيرين. وشعرت بالغضب من اهمال حكام مصر لسيناء حاليا. بينما هؤلاء الغزاة المحتلون لسيناء كانوا سيحيلونها لجنة صناعية زراعية سكنية بشمالها وجنوبها فى غضون عشر سنوات .. وتساءلت سؤالا مجنونا فى عقلها. ماذا لو توسعوا عبر ثغرة الدفرسوار واحتلوا مصر كلها او على الاقل القاهرة. لقد حققوا معجزة فى الارض المسماة فلسطين. تشبه المعجزة الالمانية واليابانية بعد الحرب العالمية الثانية. انا لا اتمنى احتلال اسرائيل لسيناء او القاهرة. ولكن اتمنى ان يقلد رؤساء مصر نشاط الاسرائيليين فى تعمير ارض فلسطين صناعيا وزراعيا وتكنولوجيا. شعرت سكينة بالسعادة الشديدة حين رات الخريطة والمخططات الاسرائيلية التى كان ينووها لسيناء. قالت سكينة للوزير الذى لاحظ فرحها كالطفلة. انت اسعدتنى اليوم فوق ما تتصور وتتخيل يا معالى الوزير. قال الوزير. لكن بالطبع هذه وثائق سرية لا تتكلمين عنها ولا تاخذين نسخة منها. قالت فى خيبة امل. كنت اتمنى الاحتفاظ بنسخة منها فعلا كانك قرات افكارى. قال الوزير. لا نستطيع ذلك. قالت. على كل حال شكرا لك سيدى الوزير. اتعلم ما امنيتى حقا. قال. لا. قالت. ان ارى الحجاب والنقاب والعباءة واللحى تزول من مصر هى والاخوانية والسلفية والازهرية. وارى المصريات يرتدين الفساتين فى كل الاحياء والمدن القديمة والجديدة. قال الوزير. انه حلم صعب وشبه مستحيل. حتى اسرائيل تعجز عن تحقيقه لو كانت مكان رؤساء مصر الحاليين. قالت سكينة. مصر تحت الاحتلال السعودوتركى سيدى الوزير. والخطر والاطماع السعودوتركية يمكن ان تمتد اليكم والى الغرب فى اية لحظة. استاذنك بالانصراف الان. فرصة سعيدة جدا لى. قال الوزير. انا الاسعد.

عادت سكينة الى منزلها فى غاية السعادة لرؤيتها المخططات. ونامت نوما هنيئا.

اصبح شلومو يتردد على المقهى الذى تعمل فيه سكينة مرارا. وكانت تتجاذب معه اطراف الحديث. وعرفت عنه كل شئ. حتى انهما كانا يتكلمان كثيرا معا بالعامية المصرية. نما بينهما الاعجاب وتطور الى حب وزواج. بقى شلومو على دينه اليهودى العلمانى وسكينة على دينها الاسلامى الخفيف الاركان الخمسة فقط. وانجبا اولادا علموهم حب مصر واسرائيل وكل العالم وعلموهم احترام اليهودية والمسيحية والاسلام والبوذية والبهائية والاسلام الشيعى والصوفى والدروز والعلويين والايزيديين والبوذيين والهندوس والكونفوشيين والديانة الاغريقية والرومانية والمصرية القديمة والكنعانية والبابلية والنورسية.

قالت شريفة او سيرافين كما اسميها انا عبد الحكيم. قالت. والان ساخبرك بالحكاية الاقدم من هذه الحكاية. حكتها لى امى عن جدتى. جدتى حكتها لامى. لان جدتى كان عمرها وقتها 17 سنة.


قلت. يا سيرافين قبل ان تحكى لى حكايتك الثانية. احب ان اسالك ما الذى اقنعك بالعدول عن الاخوانية والسلفية والاسلام السنى المتطرف واعتناق العلمانية. قالت شريفة وسيرافين. الحقيقة محبتى لك وثقتى فيك كان لها الدور الاكبر فى اقناعى. اضافة الى جريمة تركيا والسعودية باحتلال بلدنا مصر. اضافة الى اعمالى عقلى وتفعيلى المنطق الحيادى كما نصحتنى. جعلنى افهم هشاشة عقيدة الالفية والنصف الاخيرة ومدى معاداتها للمراة وللبشرية والحرية والانسان. والفنون والحضارة والعلم والتنوير. الحقيقة انت اشعلت صراعا بينى وبين ضميرى يا عبد الحكيم. ضميرى يؤلمنى لاننى وقفت بجانب مجرمى القرن السابع مجرمى مكة ويثرب. ومجرمى حسن البنا ومجرمى محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية. اننى اتعجب كيف اننى تقبلت تدمير داعش لاثار سوريا والعراق وقباب الصوفية فى ليبيا خلال الربيع العربى اللعين. الجاددامن. وكيف اننى تقبلت قتلهم للجيش السورى وللعلويين والاكراد والايزيديين وسبيهم للايزيديات. كيف اننى تقبلت قتل ال سعود لناصر السعيد وكيف تقبلت قتلهم للاميرة مشاعل وللمطربة ذكرى. كيف اننى تقبلت قطع الاطراف وتكفيرنا المسيحيين واليهود والشيعة والبهائيين والدروز والعلويين والصوفية والهندوس والبوذيين والكونفوشيين. كيف اننى تقبلت فكرة الحور العين واوصافهن. وكيف اننى تقبلت فكرة ان شعر المراة عورة يجب تغطيته. او ان كل المرأة عورة. كيف اننى تقبلت جرائم الاخوان المذكور بعضها فى مسلسل الجماعة باجزائه. وكيف اننى تقبلت جرائم السلفيين او الوهابيين بتدمير العراق ومقامات الشيعة والصوفية ومقامات ال البيت والصحابة فى المدينة المنورة منذ ثلاثة قرون ولليوم. كيف اننى تقبلت تسمية الحجاز ونجد باسم قبيلة. كيف اننى دافعت عن اردوغان وال سعود. كيف اننى هاجمت الفنون والرقص الشرقى. كيف اننى سرت وراء القطيع الداعشى وشتمت خالد منتصر وسيد القمنى والشيخ ميزو واسلام البحيرى. كيف اننى صممت اذنى عن حلقات الاخ رشيد حمامى والسيد حامد عبد الصمد. كيف اننى كفرت وشتمت عبد الناصر وطه حسين وسلامة موسى وسعد وصفية زغلول ويوسف السباعى ونزار قبانى واتاتورك وبورقيبة. اشكرك يا عبد الحكيم يا حبيب قلبى لانك احييت عقلى وضميرى. ولانك اعدتنى الى حضن اجدادى الحقيقيين خوفو وخفرع ومنكاورع وحتشبسوت ونفرتارى ورمسيس واحمس وتحتمس وبطليموس وارسينوى وكليوبترا. بعد ان كنت حفيدة الهكسوس وكارهى مصر وكارهى كل حضارة وحرية السفاحين الناهبين تجار العبيد تجار البشر. وجعلتنى ابنة الملك وابنة امونرع وكل اولاده الفراعنة والاغريق والرومان والبابليين والنورسيين والابراهيميين والهنود والفرس بعدما كنت مجرد امة او جارية او عبدة لكائن دموى سفاح كاره للحضارة والفنون والحرية. اترى لقد اصبحت احب التماثيل والمتاحف الفرعونية والقبطية والصور المعلقة على الحائط بعدما كنت احرمها. واصبحت احب الحيوانات الاليفة واسمح لاولادى بتربيتها. واصبحت اقل اجتماعية واكثر انطوائية مثلك يا حبى.


نهضت من جوار شريفة او سيرافين كما ادللها. زوجة اخى شفيق. وانحنيت وقبلت خدها وشفتيها. وشممت شعرها الناعم الطويل. وعبقها الانثوى الطبيعى. ثم طافت يدى بنهديها وصولا الى كعثبها. وساقيها وحتى قدميها. اهتممت كثيرا بيديها وقدميها الجميلتين السمينتين المطلية اظافرهما بالاحمر كما احب. المس يديها وقدميها بالكامل بيدى او بشفتى بحب وهيام. ثم استلقيت جوارها. فقبلتنى من خدى هذه المرة. وانا اقول لها. اعجبتنى كلماتك وعودة وعيك اليك. اخيرا عدت حفيدة لنفرتارى ورمسيس وبطليموس وكليوباترا وارسينوى وخمرارنتيبى وحتشبسوت وتحتمس واحمس وخوفو وخفرع ومينكاورع ومينا العظماء بعدما كنت حفيدة بنت ابى قحافة وابن الوليد وابن العاص وابن ابى سفيان وابو جلمبو من المواطنين السعوديين القدماء الذين لا يمتون لمصر بصلة. حسنا اود ان اسمع منك حكايتك الثانية كما روتها لك جدتك.

قالت سيرافين وهى تقبل شفتى بتلذذ. حسنا ساكمل. جيد ان الاستاذة يمينى بالله صفاء قد نزلت للتسوق. لانها تهوى التجسس ولا تحترم الخصوصية ويمكن ان تفاجئنا وتقتحم غرفتى الان يا عبد الحكيم او كما تحب ان ادللك يا تحتمس ابن الحكمة او ابن تحوت. قلت لها. من يمينى بالله صفاء ؟ ضحكت شريفة وقالت. الا تعلم ان حنان هذا مجرد اسم مستعار لانها تكره اسمها. كان لها جد لابيه الفاشل الخاضع لتسلط امها الفلاحة وطمعها. هذا الجد سافر وعاش بانجلترا لفترة طويلة وتعرف ايضا على علم الاسماء عند كل بلد مهم. وكان يعشق الاسماء المركبة. ويعشق الممثلة كيت ونسليت. وهى اسمها بالكامل كيت اليزابيث ونسليت. المهم كان حتى من قبل ظهور كيت ونسليت يستهويه اسم كيت اليزابيث او كاثرين اليزابيث. لذلك قرر تعريبه لاقرب ما يمكن. واسمى حنان بهذا الاسم حين ولادتها. ولغرابته وتميزه وافقت زوجة ابنه المتسلطة على الاسم. لكن الفتاة لما كبرت وضايقها طول وغرابة الاسم قررت تسمية نفسها حنان وشاع اسم حنان وكان جدها يناديها هاناه او انا Hannah´-or-Anna او حتى انيت او انا الصغيرة Annette ترجمة لاسم حنان. او يناديها باصل اسمها الكبير الاصلى كيت اليزابيث. اليزابيث او اليصابات التى هى امراة عمران التى اغفل القرآن ذكر اسمها. معناه الله هو قسمى او نذرى او يمينى. وكيت اختصار لكاثرين ومعناه نقية او صافية او عفيفة. فكان امامه ان يسميها عفاف بدلا من صفاء لكنه اختار صفاء كما حكت لنا يمينى بالله صفاء بنفسها عن جدها.

اضافت شريفة. هل تعلم انه اختار اسم اختها الاكبر منها ايضا. احتار بين اسمين مريم جنى. وحواء ملك. تعريبا لاسم ماريا تريزا. وايفانجلينا. واستقر على اختيار اسم حواء ملك. حتى انه اوصى حواء ملك حين كبرت وتزوجت وانجبت طفلتها الاولى. بان تسميها ميكلاانجلينا او ميكايللا انجيلا ميكائيلة ملك. او جبريلة ملك. او يوسفية حنان. مثل جو ان او جوزيفين ان. قلت لها. رجل غريب حقا. ولكنه مثقف. قالت شريفة. نعم على عكس اسرتها واسرتى واسرة رجاء.

ثم قالت. ساخبرك بالحكاية. لقد وقعت احداث هذه القصة مرتين فى عصرين مختلفين. ولكنهما متشابهان. الحدث الاول كان فى ارياف مصر فى قرية من قرى الوجه البحرى. حيث كانت سيدة فتاة جميلة وضيئة مصرية الملامح جدا. تشبه كثيرا الفتاة تفاحة فى مسلسل عدى النهار لو شاهدته. نفس الملابس والرقة والانكسار. لكن طبعا لم تكن مدللة مثلها تعيش فى سراى باشا اقطاعى. لكنها كانت فلاحة تحيا مع امها فى بيت من الطوب اللبن فى شوارع ضيقة متربة غير مسفلتة. تعجن وتخبز وتجنى المحصول. كاى فلاحة مصرية. هذه السليلة المصريين القدماء العظماء وديانة امون رع. ارتدت ملابس المحتل العربى المسلم البدوية وحجابه ونقابه وجلبابه وعباءته بعدما ظلت لاربعة الاف سنة ترتدى الشفيف والمكشكش الكتانى الابيض وترسل شعرها مكشوفا وجميلا. وترتدى الملبس المصرى القديم او حتى البطلمى والرومانى والبيزنطى. وقعت احداث هذه الحكاية يا عبد الحكيم عام 1947. كانت الفتاة امية مثل الغالبية الكاسحة من فلاحى مصر. تحيا وامها واهل القرية على فتات يلقيه لهم الاقطاعى الباشا الوفدى او السعدى الذى ينهب كل الارض ووهبها له محمد على. اعطى من لا يملك لمن لا يستحق. لم يكن طموح هذه الفتاة سيدة او باسمها الكامل السيدة زينب مثل اسم سامية جمال الرائعة. لم يكن طموح سيدة اكثر من الزواج بفلاح متواضع ليعيشا واولادهما فى جهل وفقر ومرض فرضه عليهم الاتراك والالبان من فاروق الاول حتى احزابه الدائرة فى فلكه وفلك المحتل البريطانى. كما دار امثالهم من الاغراب من قبل ومن المنافقين فى فلك المحتل التركى العثمانى والعربى الاموى والعباسى الخ. لم تكن سيدة او السيدة زينب تعلم شيئا عما اخفى لها ولكل المصريات من قرة اعين فى القاهرة والاسكندرية وفى اوروبا والعالم. وفى ما بعد ثورة 23 يوليو 1952. وما اخفى لهن ايضا فى مصر من ردة كاملة على ناصر منذ 1971 ولاجل غير معلوم فى عهد الوالى السعودوتركى السيسى. ظل ذلك هو حال سيدة. حتى زار القرية اثرى بريطانى. كانت الاثار المصرية تحيط بهذه القرية وترى بالعين المجردة منها. كانت سيدة مثل اهل البلد والقرية تسميها مساخيط. لم تكن تعلم ان هذه اثار اجدادها التى اختطف العرب الغزاة احفادهم اختطافا دينيا وعاداتيا وفكريا وكرهوهم بنصوص دينية اسلامويهودية فى نساء مصر مثل زوجة فوطيفار او امراة العزيز وفى ملوك مصر مثل فرعون موسى. مثل من يختطفك من جدك وانت طفل ويغسل مخك بافكار عدائية حتى يجعلك تكره جدك وتتبرا من. وتعتبر خاطفك وقبيلته البدوية الجاهلة المتعصبة هم اجدادك وفخرك. فاذا تصديت لدين البدو وللحجاب سجنوك او قتلوك بتهمة ازدراء الاديان اوعلى الاقل لو كانوا فى الغرب اتهموك هم والليبراليون اليساريون السفلة والاوباميون الهيلاريون بانك عنصرى.

كان الاثرى البريطانى يدعى تايلور وقد قام مع عدد من مساعديه بالتجول فى القرى المجاورة للمنطقة الاثرية التى ينقب فيها عن اثار جديدة بتصريح من الحكومة المصرية ليضيفها الى المتحف المصرى او يهربها الى المتحف البريطانى. فطاف على القرى المجاورة من اجل جمع الفلاحين الاشداء للعمل فى التنقيب الاثرى باجرة معقولة. كان الجو حار نسبيا فى اغسطس هذا العام. وكانت سيدة تستظل بعدما استحمت فى الترعة مع صويحباتها. جلست تستظل تحت شجرة دفلى عملاقة. كانت شجرتها المفضلة منذ ايام الطفولة. وتعيد تضفير ضفيرتيها الجميلتين. وترتدى جلبابها الاسود الفلاحى المطرز بنفس لونه والحريرى اللامع مثل جلباب تفاحة. وتربط راسها بمنديل اسود ايضا كعصابة القراصنة. وبينما هى تفعل ذلك. اذ مر بها تايلور. ركضت صديقاتها بسرعة واختفين فى شوارع وبيوت القرية او الكفر الضيقة. بينما شلت المفاجاة السيدة زينب. فلم تتحرك من مكانها او تركض كما هو المفترض. شمت عبق تايلور الذكورى الطبيعى. نهضت اخيرا بعدما ظلت عيونهما مشدودة لبعضها البعض. فقبل تايلور يدها فورا. وتكلم بعربية جيدة. انا تايلور. انتى اسمك ايه ؟. تاملته سيدة فى صمت. كان شابا فى العشرينات. بساما. اشقر الشعر مفلفله قليلا وعيونه زرق. وقعت سيدة فى غرامه من النظرة الاولى. وقوعا مزق نياط قلبها فورا فى الم رهيب. كرر سؤاله. فقالت. خدامتك سيدة يا سعادة البيه. قال. امممم سيدة اسم جميل. لكنى ساسميك مدموازيل الومنيوم. من وقت لاخر لو سمحت لى. قالت. اللى تشوفه يا بيه. بس هو ايه الومنيوم ده. قال. معدن لونه يشبه الفضة. لكنه رخيص. كان معدنا نفيسا مثل الذهب والفضة والبلاتين ومثل الاحجار الكريمة. لكنه الان اصبح رخيص الثمن وبداوا يصنعون منه اوانى الطبخ. لذلك فهو نافع فى المنزل. قالت سيدة. لكن يا بيه احنا حللنا نحاس. ضحك تايلور وقال. لا يزال الالومنيوم غير منتشر فى مصر والاكثر شيوعا هو النحاس رغم مضاره. المهم اسميتك الومنيوم لسببين اولهما انك بيضاء حلوة ونافعة مثله وزهيدة الثمن رغم منافعك. والثانى اننى مولع بالعلوم والمعارف وانجازات الحضارة البشرية وتقدمها... ضحكت سيدة والتى لم تفهم معظم ما قاله تايلور. قال. يا لسحر ابتسامتك. قالت. وماذا عن هذه المراة القادمة ماذا تسميها. كانت المراة دميمة جدا. قال. هى وغيرك فى هذه القرية هن امونيوم او نشادر خانقة. ضحكت سيدة. وسارت نحو بيتها. فتبعها تايلور. توقفت وقالت. لا لا تتبعنى. امى وابى يغضبان. وسيرتى تسوء فى القرية. قال. اريد لقاء اهلك. قالت. لماذا. قال. هناك ستعرفين. وسار خلفها من طريق الى طريق حتى بلغا قريتها ثم بيتها. نادتها امها وقالت. من هذا الرجل يا سيدة. قال تايلور. انا عالم اثار بريطانى يا سيدتى. قالت الام. وما شان ابنتى بالاثار. هل تظنها مسخوطة. ضحك تايلور وقال. لا يا سيدتى. بل اريد اصطحابها معى فى رحلاتى حول العالم. كان تايلور حائزا على لقب باشا تقديرا لجهوده الاثرية فى مصر مثل ميريت باشا مثلا. وكان يرتدى بذلة وطربوشا. وتبدو عليه الباشاوية. قالت الام. يا باشا لا طبعا. ما شان ابنتى بك. اتريد لى ولها الفضيحة فى القرية. قال تايلور. الا يمكننى الزواج بها. قالت الام. انت نصرانى كافر وحرام على المسلمة الزواج بغير المسلم. قال تايلور. لماذا تحللون زواج المسلم بالنصرانية او اليهودية وتحرمونه على المسلمة. قالت الام. هكذا شرع الله. وجاء والد سيدة وقال بعدما سمع ما يجرى. انصرف يا رجل من هنا. انصرف تايلور بعدما قال. ساراك قريبا يا الومنيوم.

ابتسمت السيدة زينب. او الومنيوم. وابتعدت لداخل الدار. بينما قرر تايلور خطفها ليلا. بعدما اغلقت امامه كل السبل للاقتران بها. خاصة انه وجد منها قبولا له. فى تلك الليلة والوالدان واهل القرية نيام. دخل تايلور متسللا الى حجرة سيدة وحملها وكمم فمها لما استيقظت واخذت تقاومه ثم لما رات وجهه سكنت وابتسمت. فحملها وانصرف من المكان مسرعا. ولم يطلع عليهما الصباح حتى كان قد ابتعد بها الى القاهرة. قالت له وقد استقر بها المقام فى شقته الواسعة العالية السقف ذات ابواب الشقة ذات الشراعات والحديد الكلاسيكية. والتحف. والمساحة المهولة كالفيلا. قالت له. اسمى السيدة زينب على فكرة. مش سيدة وبس. قال تايلور. اسمك جميل حقا. جلب لها تايلور ملابس فلاحات. وعقد عليها بزواج مدنى وزواج بالسفارة البريطانية بعد ممانعة طويﻻة من موظفى السفارة كونها مصرية ومسلمة. كانت سيدة سعيدة جدا بالزواج بهذا الشاب الوسيم. وشعرت انها ستعرف دنيا اروع وتحيا فى مغامرات. بدا يعلمها اسس العلم تعليما منزليا ويعلمها الموسيقى والعزف. كما انه اشترى لها اروع الملابس الافرنجية. خصوصا تايير وببيون مثل تايير وببيون وحذاء مارلين مونرو فى بداياتها جوار اختها وصديقتها. اراها حلوان والاهرامات ومعالم القاهرة الفاطمية والمملوكية. والنيل. واراها الاسكندرية. كما قرر الابحار بها عبر المتوسط الى جولة فى اوروبا.


كان تايلور متسامحا مع ممارستها شعائر الاسلام. علمها الكثير. وكانت السيدة زينب متسامحة مع ممارسته شعائر المسيحية. وانجبا عدة بنات رفقة وراحيل وجنيفر ويهوديت وديبوراه وتسيبورا وروث وتمارا وسوزان ودينا وجين ويونيو وسامانتا وترينيتى وامبر واماندا. علموهن الدينين والتسامح مع كل الاديان وعلى راسها الديانة المصرية القديمة والديانة الاغريقية والرومانية والبابلية.

ابتسمت سيرافين لى وهى تختم حكايتها. لم تخبرنى بحكايتها الثالثة او القسم الثانى من حكايتها الثانية. واملت ان اعرف تفاصيل ذلك القسم لاحقا.

فكرت فى زوجة اخى الثالث. حنان او هاناه. او باسمها الاصلى يمينى بالله صفاء او كيت اليزابيث. ولقبها الذى كان جدها المتنور المثقف سيسميها به حواء الملائكية او حواء ملك او ايفانجلينا. او حتى ميكائيلانجيلا او جبريلانجيلا. كانت طويلة وجميلة تشبه جدا يسرا. واحيانا تشبه نادية لطفى. على كل حال كانت جذابة جدا جدا. وكانت تهوى لعب الكوتشينة وارتداء المصوغات الذهبية بكثافة. بل وتقرا الكف. كان جدها المثقف قد علمها العزف على البيانو. لكنه لم يتصور ان يختل عقل ابنه العديم الشخصية فيبيع كل الثقافة والتنوير والرقى ليتزوج من بعد وفاة امها بامراة من حى عشوائى منحط. امراة طماعة ومتسلطة جدا جدا. لذلك ورغم ان حنان كانت منحطة السلوكيات مثل امها الجديدة او زوجة ابيها ومثل ساكنى بولاق وامبابة. الا انها كانت تتقن العزف على البيانو كالاميرات. ذات مرة جلست القرفصاء ثانية ركبتيها وجاعلة قدميها قدما صوب اليمين والاخرى صوب اليسار. ودعتنى للعب معها. كانت قليلة الكلام جدا. وهادئة. حوتية حلوة. بهدوئها وايضا برغبتها الجسدية العارمة كما علمت لاحقا. كانت تعبث فى هاتفها المحمول الذكى سامسونج. وقالت بصوت مرتفع. معقول ! ازاى تعملى كده. حرام. ده ابنك. كده غلط. قلت لها. من هذه وماذا حدث. نظرت الى شزرا وقالت. ما شانك انت يا ولد. اهتم بشؤونك. ورفضت تماما ان تطلعنى على اسرار صديقتها هذه. المهم نهضت حنان وتركت محمولها. فاسرعت افتحه واتصفحه. حتى وجدت ملف وورد ارسلته هذه المراة عبر الواتساب منذ قليل. وكان اسم المراة حورية. وكانت تضع صورتها الشخصية لحسابها فى الواتساب. كانت نسخة طبق الاصل من مريم فخر الدين فى شبابها. فتحت ملف الوورد. ففوجئت انها مذكراتها عن ابنها. وعن خلافاتها مع ابيه وانفصالها عنه وزيادة الحميمية فى تقاربها مع ابنها المراهق. وذكرت حادثة ارتدائها لثوب زفافها على ابيه امامه.

قطع البكباشى احمد بن تحتمس قراءته لمذكرات الشاب عبد الحكيم التى وجدها فى سراى خربة ومهدمة ومتربة ولا احد فيها. واغلق الكتاب المجلد الذى يضمها. ونظر على ضوء الشموع والفانوس الكيروسينى فى خيمته العسكرية الى الجندى الواقف امامه .. اكتشف ان الجندى كان يناديه يا حضرة الضابط مرارا وتكرارا. وهو شارد فى القراءة لا يسمعه. افاق من شروده واغلق المذكرات ووضعها فى مكان امين. وسال الجندى. نعم ايها الجندى. ماذا تريد ؟ قال. يا حضرة الضابط. هناك وفد من العلمانيين والمتنورين المتبقين فى هذا البلد التعيس يريدون لقاءك. لعلمهم انك القائد السياسى والاب الروحى لهذه الحملة. وهم ليسوا فقط من المصريين بل من كل شعوب جنوب البحر المتوسط ومن اوروبا التى خربتها الخلافة السعودوتركية.

قال ابن تحتمس للجندى. بعدما تقاعسوا عن وقاية وحماية ونجدة بلادهم من الغزو السعودوتركى. ياتون الى لانقذهم. على كل حال الانظمة المصرية والعربية ايضا سحقت وقمعت هؤلاء وقمعت الاحزاب الشيوعية والاشتراكية والناصرية لحساب نفسها واسلامييها اخوانها وسلفييها وازهرها المقزز والسعودية وتركيا.... حسنا دعهم يتفضلون. انصرف الجندى من الخيمة. ودخل بعده رجال ونساء شعث وغبر ومهلهلى الملابس. يثرثرون فى وقت واحد بلهفة وازعاج ولم يتبين ابن تحتمس من كلامهم شيئا فضلا عن انزعاجه من الضوضاء التى يصدرونها. خبط بيده بقوة على المنضدة الخشبية العسكرية. فسكتوا كلهم. قال ابن تحتمس. تكلموا بهدوء وواحد واحد لو سمحتم. قال رجل اشيب يبدو انه قائدهم. اولا شكرا لك ولجيش ايجيبتوس ايها القائد العظيم على انقاذكم لمصر وبقية جمهوريات الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقد حان الوقت وان الاوان فى راينا الان ان تقضون على السعودية وتركيا وتفككوا الدولتين وتعيدوا تشكيل وعى الاجيال الجديدة الصاعدة فيهما مع تغيير العلمين الارهابيين الشهادتان والسيف والهلال والنجمة. لاعلام علمانية. كما حان الوقت للقضاء على العروبة والعروبيين الذين دمروا مصر ودول الشوشف mena ونرجو منكم ان تساعدونا فى تاسيس رابطة دول وشعوب جنوب البحر الابيض المتوسط بدلا عن الجامعة العربية السيئة الصيت التى كانت مخلب قط للسعودية وممالك الخليج الرجعية الاخوانوسلفية. وسيكون علينا تصميم علم يناسب هذه الرابطة. وسنجعل اللغات الرسمية فيها السريانية والهيروغليفية بخطها الهيراطيقى والديموطيقى. والامازيغية والكردية. جنبا لجنب مع العربية. كما سنجعل ايديولوجيتها السياسية ناصرية اشتراكية علمانية ليبرالية. ضد الاخوانية وضد السلفية وضد الازهر والاسلام السياسى السنى.

قال ابن تحتمس. وهل اثق فيكم كما وثق فيكم كل متنور مغمور من شعوبكم وخذلتموهم. وانتم يا علمانيى ومتنورى اوروبا والغرب لماذا سمحتم لاوغاد خونة عملاء للعثمانى وللسعودى وللاخوانوسلفى. مثل ميركل وماكرون واولاند وكاميرون واوباما وتريزا ماى وترودو ان يحكموكم ويفتحوا بلادكم والعالم وجنوب المتوسط للاخوان والسلفيين وساهمتم فى تدمير علمانية مصر ومن حولها بدعمكم للسادات ثم لاستمرار سياسة الراسمالية والاسلامية التدريجية لمصر فى عهد مبارك. حتى وصلتم للربيع العربى الذى اصطنعتموه 2011 وقد اصبح الشعب المصرى بمعظمه اعضاء مؤمنين جدا فى الحزب الاخوانوسلفى السعودوتركى الازهرى. وفى النهاية قمعتم كل علمانى حقيقى لديكم يرفض غزو المهاجرين المسلمين لقارتكم اوروبا ولكندا ثم ايدتم قيام الخلافة السعودوتركية فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا طمعا فى ان تتوقف الهجمات الارهابية عليكم او طمعا فى نفط السعودية. واعماكم حبكم للمال. حتى فوجئتم باجتياح الجيش السعودوتركى لاوروبا .. وجئنا لننقذكم. بعدما اغرقتم انفسكم بايديكم.

قال الرجل الاشيب. انت على حق فى كل كلمة قلتها ونحن اليوم نعض بنان الندم. لقد نفذ ريجان وكارتر واوباما نظرية توماس شومان على مصر. المراحل الاربع لتخريب الدول والشعوب دون حرب. مرحلة تدمير الاخلاق عبر الاعلام واستبدال العلمانية بالاخوانية والسلفية والحجاب والنقاب والعباءة. وتمتد من خمسة عشر الى عشرين عاما لتكوين جيل جديد يشتم ناصر ويدعم السادات وفاروق ويدعم الاخوان والسلفيين والازهر. ويرتدى الحجاب والنقاب والعباءة والخمار ويطلق اللحية. وقد تم ذلك فى عهدى السادات ومبارك. والمرحلة الثانية هى مرحلة زعزعة الاستقرار وهى قطف الثمرة العلقم التى طابت فى مصر وغيرها. الربيع العربى 2011. وفيه تم تمكين الاخوان والسلفيين بدعم شعبى كاسح ودعم من القطاعات الاسلامية فى الجيش المصرى والتونسى من اقامة احزاب سياسية لهم بالمخالفة للدستور العلمانى للبلدين واستطاع الطرفان الاخوان والسلفيون السيطرة على الرئاسة والنقابات والبرلمان والمجالس المحلية فى غضون اشهر قليلة. ثم مرحلة الازمة التى تؤدى لغزو خارجى او حرب اهلية. فى حالة سوريا وليبيا اللتين رفضتا الخضوع للارادة الاوبامية والسعودوتركية بتسليم سلطة القذافى والاسد والبعث للاخوان والسلفيين. اندلعت الحرب الاهلية ونجح الغزو الاطلسى فى تسليم ليبيا للاخوان والسلفيين وقتل القذافى. واندلعت الحرب الاهلية فى سوريا ولكن روسيا والصين بالفيتو منعتانا من الغزو. ففشلنا فى سوريا. ومرحلة الازمة فى مصر كانت قبيل خلع السيسى لمحمد مرسى 30 يونيو 2013. ثم مرحلة التطبيع او اعادة الاستقرار فى الوضع الحديد وقمع كل تيار يهدد الحاكم الجديد. وتم ذلك فى مصر بوضوح فى عهد السيسى الذى يسجن المتنورين. ولا يحل الاحزاب الاسلامية. ولا يحظر النقاب ولا ينتصر للعلمانية والتنوير اطلاقا فى مصر بل قام بتضخيم الازهر والتبعية الكاملة للسعودية. مما ادى فى النهاية لقيام الخلافة السعودوتركية وغزو الجيش السعودوتركى لمصر وللشرق الاوسط وشمال افريقيا ثم اوروبا. وعشنا فى هذا الذل والفخ الذى اوقعنا انفسنا والعالم فيه. حتى جئتم لتغيثونا.

امن الواقفون جواره من نساء ورجال على كلامه. قال ابن تحتمس وقد لان وهدا غضبه. حسنا لكم الحرية فى انشاء رابطة جنوب المتوسط وسندعمكم فى ذلك بالمال والخبرة. اما السعودية وتركيا فبالفعل سنقوم بتقسيمها وتفكيكها وتنفيذ خطة توماس شومان فيهما لكن بغرض علمنتهما وعلمنة شعبيهما والقضاء التام على الاخوانية والسلفية والازهرية. واعتبار الثلاثة مذاهب محظورة مثل النازية ومعاداة السامية والعنصرية ضد السود والفوبيا ضد المثليين. كما اننى ساعين بصفتى الحاكم العسكرى لمصر ساعين مسؤولين عن المدن الجديدة من اجل تشجيرها حتى الاحياء العمالية والفقيرة مثل الحى 12 فى مدينة 6 اكتوبر وغيرها. وسجن كل صاحب محل او ساكن يتجرا على قطع شجرة من النساحات الرملية التى بين المشايات الاسمنتية. وسنملا المدن الجديدة بالمسارح ودور السينما والمستوصفات والمكتبات الثقافية والفنية والمجمعات الاستهلاكية كما سنلغى تشفير القنوات الفضائية ونؤمم اوربت وارت والقنوات الاوروبية المشفرة سواء رياضية او درامية او جنسية لتكون متاحة ومفتوحة للجميع وسنجعل النايلسات والهوتبيرد وخطوط الموبايلات اشتراكية تدعمها الدولة وستعيد سياسة الدعم وتوظيف الخريجين الخ. كما سنلغى معايير المجتمع لدى الفيسبوك خاصة فى قسمه العربى. وكذلك سنسمح بالحرية الدينية وترك الاسلام لدين اخر او زواج المسلمة بغير المسلم والحرية السياسية والجنسية والابداعية الكاملة. وسندعم الفنون والرياضات الاولمبية والفنون النسوية وتدريس هذا كله فى المدارس.

قالت احدى الحاضرات فى رومانسية. وماذا عن الوحدة العربية. قال ابن تحتمس. اولا يا استاذة ساجيبك عن سؤال الوحدة فقط دون العربية. لاننا قلنا منذ قليل ان العروبة هى حصان طروادة لاسلمة البلاد ولعودة الخلافة البائدة ولعودة السيطرة الخليجية السلفية الاخوانية على الجمهوريات الشرق اوسطية والشمالافريقية او الجمهوريات الجنوب متوسطية. الوحدة حلم الغزاة وبناة الامبراطوريات والفاتحين. وهو حلم فاشل دائما فى جنوب المتوسط وفى كافة انحاء العالم. وكل من حاول تحقيقه فشل سريعا. حاول الاسكندر والرومان والفرس والمغول. وحتى العرب بسيوفهم ودواعشهم قديما وحديثا وكلها محاولات باءت بالفشل. فى عهود الخلافة نفسها استقل الطولونيون وغيرهم بمصر وسوريا وغيرها وكانت تبعيتهم للخليفة العباسى اسمية. وهذا هو الطبيعى والوضع الطبيعى لان مصر مستقلة وسوريا مستقلة والعراق مستقل الخ. ولان كل دولة قطرية لها هويتها وعاداتها واختلافات لهجتها حتى. كل ما يمكن عمله هو رابطة دول وشعوب جنوب المتوسط.

انصرف الجمع وعاد ابن تحتمس لاستكمال قراءة مذكرات الشاب عبد الحكيم. قالت حورية فى مذكراتها التى يقراها عبد الحكيم. ذات نهار بعد انفصالى عن والده رانى عبد العليم فى غرفتى مرتدية ثوب زفافى على والده وانبهر.

لقد اعتاد ابنى "عبد العليم عبد الودود عبد المنجى" وهو اسم مركب اخترته له لاطلاعى على اديان اخرى ان يقف معى فى المطبخ وهو يتامل بسعادة اطقم مطبخ مولينيكس التى امتلكها. الخلاط ومطاحنه. والعجان بادواته. والكيتشن ماشين. كما كان يساعدنى فى ترتيب الحلل والاطباق والاوانى والاكواب والملاعق والسكاكين والشوك فى دواليب المطبخ. ويتابعنى وانا اطبخ له نوعا ما من الطبيخ او اخبز له حلوى شرقية او غربية ما.

قطع ابن تحتمس قراءته وهو يقول. عبد الودود. الودود مثل الله محبة فى المسيحية. عبد المنجى يشبه معنى اسم يسوع. الله هو خلاصى او نجاتى. عبد العليم اقرب لفكرة العلمانية ابن العلم. وابن اله العلم. هذه امراة عاقلة وواعية. لنكمل.

تقول حورية فى مذكراتها. كنت له القدوة والمثل الاعلى فى امور كثيرة. شجعته على الثقافة والتعلم والقراءة وعزف الة موسيقية ما وممارسة رياضة اولمبية ما والالتحاق بكلية مهمة ادبية او علمية بجامعة القاهرة او عين شمس. رغم انى كنت اعلم ان منجزات ناصر الاشتراكية والوطنية قد مضت ومحيت بعهود السادات مبارك طنطاوى مرسى السيسى. ومنها توظيف الخريجين. وتشجيع التعليم الجامعى. وغرست فيه كافة مبادئ العلمانية. لم يرنى يوما البس حجابا او نقابا او اكفر شيعيا او بهائيا او مسيحيا او يهوديا او اشتمهم او احرض عليهم. نمت بيننا منذ يوم رانى بثوب زفافى على والده. نمت بيننا مشاعر حب وغرام بين رجل وامراة وليس فقط مشاعر ام وابن. اختلسنا القبلات. كنت قريبة السن منه فهو وحيدى وانجبته وانا يافعة السن جدا كنت فى السابعة عشرة من عمرى. كنت فى الثلاثينات 37 وهو فى سن العشرين. بدا يمشط لى شعرى الطويل ويلبسنى جواربى الطويلة او يجردنى منها. كانت يده تتحسس صدرى من فوق الترنينج البناتى الذى ارتديه. كنت ممتلئة بشكل متوسط. ووجهى وصوتى ونشاطى كأنى فتاة فى مثل عمره. كثير من الناس يظنوننى انسة بملامح وجهى وقوامى وصوتى اليافع. لا يبدو على السن. كنا عشاقا رومانسيين بيننا حب عذرى عميق وبه مسحة شهوانية ربما نكلله فى المستقبل بعلاقة جسدية. كنت اصفف شعرى مثل شعر مريم فخر الدين فى شبابها. فقد كنت اشبهها طبق الاصل حتى فى الصوت والملامح والعيون والوجه. وكان ابنى عبد العليم يلاحظ ذلك. كنت اقرا له قصة الحضارة لويل ديورانت. ومصر القديمة لسليم حسن وكتبا كثيرة. كنت اذاكر له منذ الابتدائية حتى الكلية والخلص له المحاضرات. واشرحها له. وكنت اطلعه على مسرحيات سميحة ايوب ويوسف وهبى.. وامجاد مصر ستينات عبد الناصر فى كل مجال فنى ورياضى وعلمى وادبى وعلمانى وجمهورى واشتراكى.

اغلق المذكرات قليلا حين سمع صديقه يناديه ليجلس معه فى نسيم ليل خرائب القاهرة العليل .. جلس. قال ابن تحتمس لرفيقه فى الكفاح والحرب. للاسف الاديان الابراهيمية كانت عبارة عن اضرب كرسى فى الكلوب او فى الفانوس. نتاج حقد بدوى يهودى عربى من بدو مهمشين لا وزن لهم ولا ذكر. حقد اولا على الحضارة المصرية القديمة. ثم على البابليين. ثم على الرومان والفرس. والتقط المصريون المسيحية واعتنقوها نكاية فى الرومان. فخسروا انفسهم وبلادهم. والاكثر بشاعة حين تركوا المسيحية ليعتنقوا ديانة العرب. فوضعوا على انفسهم قيودا وادخلوا لعاداتهم وتقاليدهم افكارا قميئة مثل شرف البنت والعذرية والحجاب والنقاب وختان الاناث او تشويه الاشفار والبظر او تشويه الاعضاء التناسلية الانثوية بالمصطلح الطبى العلمى. بعدما كانوا احرارا مع ديانة رع وامون. ومع ديانة زيوس وجوبيتر. وحتى مع ديانة يسوع. لكنهم بطبيعتهم المنافقة للحاكم وللمال "اى حد يتجوز امى اقول له يا عمى" فارتموا فى احضان الخيمة والبداوة والقبلية وقمع المراة وقمع الحرية الجنسية والدينية والابداعية وقمع حتى الفنون الكنسية. على كل حال منابع النفط بالحجاز ونجد السعودية سابقا. اضافة الى كامل تركيا ستبقى تحت الانتداب الايجيبتوسى لحين تغيير عقلية الاجيال الجديدة فى هذه البلاد.

وافقه رفيقه الراى. وجلسا يدردشان لفترة. ثم دخل ابن تحتمس لينال قسطا من النوم. واستيقظ يزاول بعض التعبد لامون رع واولاده الهة الاغريق والرومان والبابليين والكنعانيين والاسكندنافيين والهة الهندوس والزرادشتيين ويهوه ويسوع .. فى الليلة التالية بدا يستكمل قراءة المذكرات. تقول حورية عن ابنها. كان عبد العليم وكونه ابنى الوحيد ولا اخوات بنات له ولا اخوة. وابوه وانا انفصلنا. فاصبحت انا له بمثابة كل شئ. وكما قال لى ذات مرة انت زوجتى المثالية فتاة احلامى. تعامليننى كما لو كنت اختى الكبرى او الصغرى التى كنت اتمناها ومثل اخى ومثل جدتى ومثل امى اى دورك العادى. ومثل ابى. وايضا مثل ابنتى. ومثل زوجتى... كان يعشق مشاهدة الافلام الامريكية الكلاسيكية معى. والمسلسلات المكسيكية بدون حذف. وكان يحتفظ فى محفظته فى جيب بنطاله دوما حيثما يذهب الى اى مكان. بنسخة من نشيد بلادى بلادى بلادى المعدل المذكور فيه العلمانية والاشتراكية وتمجيد كامب ديفيد والسلام ايضا و ناصر وتحتمس ورمسيس وخوفو واحمس وحتى ابراهيم باشا مدمر السعودية والسلفية الى حين. والمذكور فيه اللعنة على الاخوان والسلفيين واردوغان والسعودية وفاروق الاول والربيع العربى المزعوم والراسمالية المتوحشة والسادات الذى كان السبب. كما احتفظ ايضا فى جيبه بورقة كتب فيه قصيدة يا شعبى حبيبى يا روحى يا بيبى لاحمد فؤاد نجم.

تقول حورية. كان بنى عبد العليم يساعدنى بفهم فقد كان يعلم كل شئ عن ترتيب المنزل .. فكان يساعدنى فى ترتيب دولاب الملابس بضلفاته العليا الست وايضا السفلى الست. ويعلم جيدا وظيفة ومحتويات الكومودينو والتسريحة والانتريه ودولاب التلفزيون. ومائدة الشاى. وترتيب الفراش والمرتبة القطنية. كان يكره المراتب الاسفنجية جدا. كراهيته للصيف وللترنينجات الرجالى ويحب البيجامات. وكذلك تنظيف دولاب النيش بما يحويه من الفناجين الصينى واطقم الملاعق الاستانلس ستيل والاطباق الاستانلس ستيل المسطحة والعميقة الكبيرة والصغيرة. يقول عبد الحكيم فى مذكراته التى يقراها ابن تحتمس. بينما كنت اقرا تفاصيل كلام حورية عن ابنها عبد العليم وكيف انهما مارسا الحب لاول مرة فى حياتهما حبا جسديا وروحيا كاملا كزوجين حين ضبطها عبد العليم. اذ وجدت يدا تمسك رسالة حورية وتخطفها منى. فاذا هى يد حنان. وتقول لى فى غضب. لماذا تقرا وتفتش فى اشيائى يا ولد. كانت فى غضبها تبدو شبه سلوى خطاب احيانا واحيانا مثل اورسولا اندريس او اليزابيث تايلور. كل مولودات الحوت الشهيرات يظهرن على وجهها. ثم تعود لشبهها العجيب بيسرا. قلت لها وانا اسارع بدغدغة جنبيها بانامل يدى بحنكة كعادتى. ما بك يا كوكبى الدرى .. هل اغضب رياض بعصبيته وكلامه اللاذع هدوءك ووداعتك يا حوت الحيتان. وانا احاول تغيير الموضوع لئلا تعاتبنى. وهى تحاول التملص من دغدغاتى. وتضحك رغما عنها. ونسيت فعلا عتابها لى. وهى تقول. اخرس قبل ان الطمك بذيلى وجسدى البحرى الضخم. قلت. اهاااا انت حوت اوركا اذن. ويدى تتحولان من الدغدغة الى ضم جسدها الطويل الممتلئ. ثم اضفت. بس حاسبى تزفرينى يا هاناه يا زفرة. قالت حنان. وانت تطول يا ولد. وضحكت وابرزت اسنانها المفلجة الشبيهة باسنان الحوت. فضممتها عندئذ بقوة. ثم قبلت جانب عنقها ببطء عدة مرات. فنظرت لى لاننى لاول مرة افعل ذلك. وهمت بالصراخ فى وجهى او توبيخى وهمت برفع يدها لتصفعنى. لكننى لم امهلها واقتطفت كرزة فمها وشفتيها بعمق. فقاومت قليلا ثم ارتخت وبدات تلهث. قلت هامسا فى اذنيها. احبك يا كوكبى الدرى يا نور على نور. كانت وضيئة لا شك فى وضاءة اورسولا اندريس. رغم ان فى ملامحها وتعبيراتها الانفعالية وجسدها ايضا تشابه كبير مع يسرا واليزابيث تايلور وسهير رمزى ونجمة البورن ايفا انجلينا. قالت. ماذا تفعل يا ولد. انا زوجة اخيك الاكبر منك رياض. قلت لها. مع ذلك احبك. ثم ما الفرق بينى وبين اخى. الستم تطمعون فى منزلى واموالى وتتمنون موتى او تنازلى عنها فى حياتى. اننى امن عليك ان احبك كل هذا الحب رغم ما تفعلينه ضدى وضد ابوى وابوى رياض. انت ورجاء. حاولت هاناه التملص منى. قلت لها. اى نعم يشفع لك قلبى المتيم بك. ويشفع لك جمالك وكونك من الابراج التى يهيم بها امثالى من مواليد برج العذراء. اى نعم انت حلوة مثل اورسولا اندريس واليزابيث تايلور والبورنستار ايفا انجلينا. وسلوى خطاب. وسهير رمزى زميلاتك فى برج الحوت. لكن هذا لا يعنى ان ارضى بشرك انت وامك. تريدين ذهبا والماسا حتى اعطيك. لكن لا. اولا عليك ان تتغيرى. تحببى اولاد اخى فى وفى ابوى. وتندمى على طمعك ورجاء فى منزلى ومالى. وتغيرى حقد اخى على الى حب. فهل تفعلين.... كانت هاناه واجمة تتملص من حضنى. لكننى لم امهلها. واجلستها على الاريكة. ومعى احبال سميكة. قيدت يديها بسرعة وقوة وسط تملصها ومقاومتها الشديدة. ثم قدميها. اسرعت بتجريدها من كل ثيابها حتى صارت كما ولدتها امها. وبسرعة وخبرة قيدت جسدها باحبال سميكة. مثل تقييد الخنازير من اطرافها الاربعة فى الولايات المتحدة المسمى Hogtie bondage. وحملتهت بسرعة وعلقتها فى علاقة بالسقف كانت لثريا كريستال بلورية من قبل ولكنها ازيلت وبقيت العلاقة. كانت قد بدات تشتمنى وتتوعدنى. وكانت جدران الصالة السفلى التى نحن فيها عازلة للصوت. صممناها هكذا لانها تحوى ادواتنا الموسيقية لنا ولمن يرغب فى العزف من الضيوف. وكانت الغرفة المفضلة لهاناه او حنان. او حواء الملائكية كما اسميها. والتى كانت رغم كونها وضيئة بيضاء الا انها بمجرد ان تتعرض لشمس صيف قوية او تذهب للمصيف تكتسب سمرة حلوة وجذابة كثيرا مثل سمرة ايفا انجلينا نجمة البورن. او حتى مثل سمرة البورنستار بربرا مووس. كانت هاناه تحب العزف على البيانو الذى فى هذه الغرفة.

نظرت اليها وقد بدات تشتمنى ولم اهتم لان الجدران عازلة للصوت والباب مغلق باحكام انا اغلقته. بدات اتحسس جسدها المتجرد من يديها ووجهها حتى قدميها الحافيتين والذى زادته حبال الهوجتاى جمالا وجاذبية. وهويت عليها بالسوط. على عجيزتها. وعلا صراخها. وانا اؤدبها. واعذبها حتى بالريش المدغدغ على باطنى قدميها. حتى بدات تنهك وتستسلم. كسرتها مثل ترويض الفرس الجامح حتى يصير مستانسا واليفا ومطيعا. يسمع ويطيع. ويتعلمن. ويصبح عجينة صلصال طرية فى يدى سيده يشكلها كيف يشاء. وهو ما فعلته مع هاناه. مستخدما اساليب مخابراتية خاصة. ووسائل الايحاء والتنويم المغناطيسى وغسيل المخ. وحتى التجويع. لم يكن كسرها سهلا. لكنها انكسرت فى النهاية. واصبحت ارادتها خاضعة لارادتى بلا رجعة. هنا فقط كافاتها بممارسة الحب معها. واخصبتها. ورويت بستانها ورحم المراة الحوت برحيق غرام الرجل العذراء. لم اعد ادرى هل هى تهيم بى عشقا الان بسبب ما فعلته من ضغوط عليها. ام انها كانت تعشقنى وتكابر. المهم انها اصبحت منى وفى صفى. فكريا وعاطفيا. واطاعتنى فى مطالبى منها. كانت فى خلوتنا. تجلس مثل هرة مطيعة عند قدمى. قطعت علاقتها بحيها المنحط واهلها المنحطين. وبدات تمنح جزءا شهريا من مرتب زوجها ومن ذهبها لامى. وتطيع امى وابى فى كل شئ. تتعامل معهم باحترام. وتغيرت مؤامراتها هى ورجاء ومؤتمرات رياض وكمال واصبحا قانعين بما لديهما من مال واولاد ومنازل. ولم يعودوا طامعين فى منزلى ومالى. اسميتها ايضا لاسمائها العديدة اسميتها "درية كوكب" و منيرة المنيرات او نور النور. واختصرت اسمها درية كوكب دال كاف او كاف دال.

اغلق احمد بن تحتمس مذكرات الشاب عبد الحكيم. وقد قارب المصباح او الفانوس الكيروسينى على الانطفاء لنفاذ الكيروسين فيه. اطفاه ابن تحتمس واستلقى فى خيمته الحربية لينام من اجل صباح جديد ويوم جديد. وهو يتساءل عما جرى لعائلة عبد الحكيم بعد او قبيل الاحتلال السعودوتركى لمصر. لقد توقف عبد الحكيم او ابن الحكمة او ابن تحوت عن الكتابة قبل الاحتلال بشهر واحد. وبقية المذكرات ممزقة.

صرخ ابن تحتمس وهو يفيق من غيبوبته الطويلة التى دامت اسبوعين كاملين وحوله حتحور وخونسو وحبيبة ابن تحتمس السورية لمى ديمة. لقد اغمى عليه خلال رحلتهم للعودة من الاسكندرية الى القاهرة.


محاكمة حتحور وخونسو

الفصل التاسع عشر

خرج ابن تحتمس اخيرا من المشفى. بعد شهرين من الفحوصات. بعدما افاق من غيبوبته ورؤاه المستقبلية. لم يرغب فى رواية رؤاه على حبيبته لمى ديمة بسرعة. لكن قرر تاجيل ذلك. وتساءل لماذا لم تظهر لمى ديمة فى الرؤى اين ذهبت. وانتابه رعب رهيب فجائى ان يكون قد ارتكب حماقة ما جعلتها تطفش منه. او تكون هى قد غيرت رايها لترتبط بسورى مثلها .. مثل معظم الناس العاديين العديمى الطموح. مثل العقلية المصرية فى السيناريو التى دوما ترفض الزواج المختلط بين الدول او بين الاديان خصوصا اذا كان الطرف المسلم فى الزواج هو المراة لا الرجل. التصق اكثر بلمى ديمة التى ضحكت حين احست بذلك. والتصقت به بدورها. بل وقبلت خده ولم تبالى انهم فى الشارع. كان الجو قد بدا بالبرودة اخيرا فى مصر التى اصبحت ذات طقس سعودى دائم شديد الحرارة معظم شهور السنة. بعدما بيعت اراضيها وبيع فنها وبيعت جزرها وبيع جيشها وبيعت علمانيتها لال سعود. واستبدلت بحجاب ونقاب وعباءة. وصل الاربعة اخيرا الى منزل حتحور فى الجماميز. ورحب اهلها بابن تحتمس وشفائه وافاقته.

قرا ابن تحتمس على مسامع الثلاثة مقال ديانا احمد عن مسلسل ليالى اوجينى الذى قامت بنقده على عكس اكوام المداحين الذين مدحوه دون قيد او شرط او نقد... وهذا نص المقال

بدات مشاهدة مسلسل ليالى اوجينى.. ولى عدة ملاحظات ساضيف اليها مع استمرار المشاهدة

اول ملاحظة. المسلسل اغفل فى الحلقة الاولى ذكر ان الاحداث تقع فى بورسعيد ولم اعرف بمكان الاحداث سوى حين بحثت عن قصة المسلسل فى موقع السينما الشهير للافلام والمسلسلات المصرية.

ثانيا. اغفل المسلسل ذكر تاريخ الاحداث. لكنه اذاع فى الحلقة الرابعة اغنية يا مسافر وحدك لمحمد عبد الوهاب. من فيلم ممنوع الحب. المنتج عام 1942. كما ان الطبيب فريد الذى يمثل دوره الممثل التونسى ظافر العابدين. ذكر انه من الجيد انه لم يبقى فى باريس عند اندلاع الحرب. فهذا يرجح ان زمن الاحداث هو فى عام من اعوام الاربعينات. ربما خلال او بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة.

ثالثا. المسلسل مقتبس من مسلسل اسبانى يدعى اكاسيا 38 .. Acacia 38 . ولكن تمصيره يفتقر الى المصداقية. فهو لا يتكلم فى السياسة المصرية مثلا مطلقا. ولا يوجد اى احد فى المسلسل يضع صورة فاروق الاول مثلا. لذلك المسلسل مثل نبتة منزوعة من ارض غريبة. بلا تاريخ ولا زمان ولا مكان.

رابعا. اغفل المسلسل توضيح التفاوت الطبقى الفاحش بين المصريين. هو يركز احداثه فى الصفوة او صفوة الصفوة من اثرياء الاقطاع والجاليات الاجنبية فقط... لا يتعرض لاحوال الفلاحين والصعايدة مثلا انذاك. المثالية المفرطة المعزولة عن غالبية الشعب المصرى انذاك. نقيصة كبرى فى المسلسل. اين احوال صيادى وبحارة بورسعيد مثلا.

خامسا. الديكورات والملابس ممتازة وفوق ممتازة. ولكن الاحداث ضحلة وتافهة جدا. واهم شئ فى اى مسلسل هو القصة. التركيز الشديد على الديكورات والملابس المتقنة واهمال الاحداث ذات القيمة كارثة.

سادسا. هل عزيز خليل هارون مسيحى ام يهودى ؟ ديانات ابطال المسلسل غير واضحة. كان يمكن توضيحها لتوضيح حالة يهود مصر وايضا الاقباط فى هذا العصر... ولا ترى اى بطل او بطلة من ابطال المسلسل يصلى فى مسجد او كنيسة او معبد يهودى او محفل بهائى او حسينية شيعية... فى المسلسل فرص ضائعة

سابعا. اسوا فكرة فى المسلسل هى الزوج الذى يخون زوجته اللبنانية التى كانت زوجة شقيقه المتوفى ولديها ابنة صغيرة من شقيقه. فكرة سيئة تتكرر فى المسلسلات المصرية منذ مين اللى ميحبش فاطمة. فكرة انه لابد من افشال زيجة المصرى بغير المصرية او بغير المسلمة. وتزويجه فى المسلسل بمصرية مثله. فكرة عنصرية وانغلاقية ومتخلفة جدا.

ثامنا. نهاية المسلسل غير موفقة بالمرة.

كان الافضل والاصح ان يتزوج عزيز المصرى اليهودى بصوفيا الايطالية المسيحية. كما كان يحلم. وكان الافضل ان يظل اسماعيل فاقدا للذاكرة او يستعيد ذاكرته ويندم على قسوته على كريمان ويتصالحان بعد عتابه لها. وان تحتفظ عايدة بحملها وان يظل فريد معها.

تاسعا. الشخصيات قليلة. وكان يمكن تفريع الاحداث اكثر من ذلك بكثير. والمسلسل بلا رسالة ولا هدف. والاحداث قليلة جدا. ومعظم الحلقات حوارات مملة محلك سر.

عاشرا. الجو المصرى مفقود تماما فى المسلسل. ولا يمكن للمشاهد تخمين ان الاحداث تقع فى بورسعيد. ولا توجد صورة واحدة معلقة على الحائط لمصطفى النحاس مثلا او لفاروق الاول. ولا تذاع اغانى ليلى مراد او اسمهان وغيرهم من مطربى الاربعينات بكثرة فى البيوت او كافتيريا صوفيا. والابطال لا يصلون فى دور عباداتهم ولا يضعون اية قرانية او صليبا او تمثال عذراء او شمعدانا يهوديا مينوراه فى بيوتهم. ولا ياكلون او يطلبون او يطهون اى طعام مصرى تقليدى. المسلسل نسخة رديئة مشوهة من النسخة الاسبانية بافكار كاتبة مطلقة مصرية تكره الرجال وتبرر خيانة الزوج لزوجته طالما كانت لبنانية.

لا يوجد مقهى واحد فى المسلسل يوجد فيه افندية او نقاش حول الوفد او الاخوان او السعديين. او حرب فلسطين. او النقراشى. ولا مشهد واحد للفلاحين والريف والاقطاعيين الباشاوات او حتى فلاحين فى اى عمل. لا يوجد مشهد واحد لمحل بقالة مصرى او لسينما تعرض فيلما لانور وجدى او فيروز او مديحة يسرى او شادية او عماد حمدى او يوسف وهبى الخ. لا يوجد لقاء للفتاة المطربة فى المسلسل باى من مطربى او مطربات مصر فى الاربعينات. ولا يوجد مشهد واحد لكنيس او كنيسة او مسجد يرتادها ابطال المسلسل. يبدو انه مسلسل مكتوب حسب اوامر السيسى وشوفونى مشرف قصص منتدى نسونجى لا دين ولا سياسة. ولا داعى ان نتساءل عن سر عدم وجود قبلة واحدة فى المسلسل. فالافلام المصرية القديمة ذاتها تحذف منها رقابة السيسى اليوم بتعليمات سعودية واخوانوسلفية اى قبلة او مشهد ببكينى او عارى. دراما وسينما بما لا يخالف شرع السعودية والاخوان والسلفيين والازهر.

للاسف هو مسلسل كتبته امراة سيناريست بافكار العصر الحاضر وكراهيتها للرجال ونسويتها المتطرفة. اضافة لافكارها الكارهة لزواج الرجل المصرى بامراة لبنانية او غير مصرية عموما. واضافة لضحالة ثقافتها السياسية وايمانها بالتنوع الدينى. او ربما هى خائفة من اثارة حفيظة السيسى وازهره وسلفييه.

انتهى نص المقال

اعجب الاربعة كثيرا بتحليل السيدة ديانا احمد حول هذا المسلسل الذى لم تشفع له ديكوراته وملابسه الممتازة طالما ان القصة تافهة ومفتقرة للجو المصرى المقنع.

كان لدى حتحور فى كليتها بحثا عن محال القاهرة وتخصصاتها قديما وحديثا. وكان عليها التجوال فى ارجاء القاهرة القديمة والقاهرة عموما لدراسة انواع المحلات وتخصصاتها حديثا. اضافة لاستعانتها بمراجع تاريخية لدراستها قديما طوال الف سنة هى عمر القاهرة. قرر خونسو مشاركتها البحث. وكذلك قرر ابن تحتمس ولمى ديمة. ذهبوا الى الاسواق المتخصصة فى العتبة وشارع محمد على. درسوا محلات سور الازبكية للكتب المستعملة وايضا محلات الكتب الفاخرة الحديثة مثل مدبولى ودار الشروق وهيئة الكتاب ودار المعارف ومكتبة الانجلو والمكتبة الاكاديمية. ايضا التقوا باصحاب محلات الالات الموسيقية فى شارع القلعة او شارع محمد على. ومحلات الازياء العسكرية. اضافة لمحلات الموبيليا فى المناصرة ومحلات الحلويات فى درب البرابرة ووسط البلد. ايضا اتجهوا الى محلات الحدايد والبويات ومحلات الخضر والفاكهة. والافران الافرنجية وافران الخبز البلدى السياحى. ومحلات المحمول والفورى. ومكتبات الادوات المكتبية. وطبعا محلات السوبرماركت. سالوا عن التونة وعن الزيوت. عن السردين وانواع الجبن والزيتون. والرنجة وانواع البسكويت. ذهبوا الى شارع عبد الخالق ثروت حيث ورش الذهب. ذهبوا ايضا الى شارع المعز لدين الله الفاطمى الى محلات الخيامية والمانيفاتورة او الاقمشة والنحاسين. ومحلات العلافة. والنجارة. ومحلات التحف والتماثيل الكلاسيكية. محلات العطارة بشارع للازهر. ومحلات العقادين والمكرمية .. تعرفوا هناك ببعض الباعة المسيحيين الظرفاء والمتقنين لاعمالهم منهم عبد النور واليعازر عبد الناصر واولاده عبد المسيح وعبد الفادى عبد الشهيد "على اعتبار ان يسوع استشهد على الصليب من اجل فداء البشر فهو الشهيد" وعبد الودود وعبد الملك وعبد الخالق وعبد الحى وعبد الحق وعبد الاول والاخر.

جلس ابن تحتمس جوار بوابة الفتوح يقرا بعض قصص موقع ليتروتيكا و موقع ايه اس اس تى ار. ونيتوبوتاتو. وقصص ديانا الايروتيكية المخلوطة بالعلمانية ونقد الاسلام السنى باخوانه وسلفييه وسعودييه واتراكه وسيسيه. قالت له لمى ديمة. لماذا لا تقرا بعض قصص منتدى نسونجى. قال ابن تحتمس. انها قصص مقززة وحشية وكلها عن زبالين وبوابين واطفال شوارع. وكتابها ومسؤولو الموقع اخوان وسلفيون ودواعش متطرفون يمنعون نقد الاسلام او نقد الحكام العرب فى القصص. بينما يسمحون بمهاجمة المسيحية وغيرها.

========


كانت حتحور تشبه كثيرا بنيلوب كروز. التقى الاربعة ببعض العلمانيين فى منتدى ثقافى فى وسط البلد. فسال خونسو احدهم وكان اربعينيا قد بدا الشيب يغزو راسه. ولم يجد فى يده اليسرى ولا اليمنى دبلة ذهبية. فقال. هل انت اعزب ؟ ضحك الرجل العلمانى وقال. نعم انا اعزب. قال خونسو. ولماذا لم تتزوج حتى اليوم ؟

قال. لعدة اسباب. اولا انا لا اريد الزواج بمصرية لنكدها وحبها لاهلها وللانجاب وتسلطها هذه الايام وعدم تاديتها مهامها المنزلية. ولن تراعى مكتبتى وحبى للكتب. ثانيا لانى مسلم ولو بالبطاقة والرقم القومى. فلا مفر ان اتزوج بمسلمة. وبالتالى باخوانية او سلفية او اهلها اخوان او سلفيون بحجاب ونقاب ولحية. او ازهريون. او مشروع اخوان وسلفيين وازهريين. وانا لا اريد ذلك. ومن الصعب جدا الزواج بمسيحية فى هذا العصر الذى كره فيه المسلمون الاقباط ويختطفون القاصرات ويؤسلمونهن ويرفضون تجديد او بناء كنائس جديدة. ثالثا ليس لدى قدرة على الهجرة للخارج لتغيير وضعى هذا...

قال خونسو. اذن متى ستتزوج ؟ فكر الاربعينى وقال. ساتزوج عندما ينقرض الاخوان واتباعهم من مصر. ساتزوج عندما ينقرض الحجاب من مصر او يصبح اقلية فيها. ساتزوج عندما تنقرض موضة اطلاق اللحى الحالية فى عهد السيسى. ساتزوج عندما تصبح العلمانية والاشتراكية هى التى تحكم مصر حكومة وشعبا. ساتزوج عندما يزول الاحتلال السعودى والاردوغانى عن مصر. لقد قرات ذات مرة مقولة للصديق سمسم المسمسم احمد بن تحتمس يقول "عليك نفسك وليسعك بيتك وانشئ جمهوريتك العلمانية اللادينية الاشتراكية الاوروامريكية الطباع المكونة منك وزوجتك غير المحجبة ولا المتدينة اسلاميا والمطيعة العاشقة لك تماما. واولادك منها.". وهو رغم انه شعار براق ورائع وحكمة عميقة وبالغة. لكن ذلك حل فردى ينفع العلمانى والاشتراكى الفرد ولا يؤثر فى الدولة الاسلامية الراسمالية الضحلة المنحطة. ربما لو تبنى كافة علمانيى مصر نفس الحل سينصلح الحال هذا بشرط ان يكون عدد علمانيى مصر اصلا كبيرا او تاثيرهم السياسى بنفس تاثير وثقل الاخوان والسلفيين على الحكومة والشعب معا. لكن بما ان عددهم قليل وتاثيرهم معدوم. فلا تاثير يذكر لهذا الحل حتى لو تبناه كافة علمانيى مصر. ما تاثير بنات سيد القمنى مثلا او اولاد خالد منتصر على مستقبل مصر. لا شئ. فهذا حل فردى يريح الفرد العلمانى ويحقق له امنياته. اسرة متنورة خالية من الاخوانية والسلفية والتعصب الاسلامى ومن الاسلام اصلا. هذا ايضا بافتراض ان اهل الزوجة واهل الزوج اصلا علمانيين او متسامحين مع سفور وتبرج الزوجة والابنة ومع افكارهما وافكار الزوج العلمانية. وبافتراض سهولة الحياة باسرة بهذا الشكل العلمانى الاوروامريكى الطباع وطريقة الحياة وسط حى مصرى كله محجبات ومنقبات وملتحين او على الاقل مؤمنين ومنتمين كمعظم المصريين للحزب الاخوانوسلفى الازهرى الحاكم مصر منذ السادات للسيسى. بافتراض ان الاولاد ان يتعرضوا لغسيل مخ من زملائهم فى المدرسة او الجامعة. ومن جيرانهم... فالحل الفردى وسط مجتمع متسعود اردوغانى اخوانوسلفى ازهرى محجب منقب ملتحى تكفيرى داعشى غارق فى التعصب الاسلامى السنى كالمجتمع المصرى .. او الدروشة الشيعية السائدة والحاكمة فى العراق الان. هو حل غير كاف حتى لو نجح رغم رياح الاخوانوسلفية المسيطرة على الجيران والمدرسة والجامعة والعمل وربما حتى الاهل والاقارب. الحل الامن والمطمئن والذى يحمى الحل الفردى هو الحل الجماعى. حين يصبح فى مصر حزب شيوعواشتراكى ناصرى علمانى قوى ومؤثر جدا وممول جيدا من دولة نفطية مثلا يكون منظما ومؤثرا فى الشعب والحكومة بنفس التاثير الحالى لاخوان مصر وسلفييها وازهرها المتضخم الذى ضخمه السيسى واحمد الطيب. وليسمى حزب "الاتحاد الاشتراكى" وياخذ من خبرات منظمة الشباب والتنظيم الطليعى والاتحاد الاشتراكى ايام ناصر اضافة لخبرات من حزب البعث السورى لكن بشرط ان يكون مؤيدا لبقاء السلام المصرى مع اسرائيل للابد وان يكون مؤيدا ايضا للهوية السريانية والهيروغليفية الكمتية والامازيغية للشرق الاوسط وشمال افريقيا او جنوب المتوسط.

تدخلت حتحور فى الحديث. والباقون من الاربعة اى لمى ديمة وابن تحتمس يستمعون. وقالت. ولكنك على هذا المنوال قد لا تتزوج ابدا. قال الاربعينى واسمه محمود عبد الحليم. الوحدة خير من جليسة السوء. الا اذا كانت غير مسلمة او غير سنية. واقرب للادينية والربوبية والعلمانية. او كانت غير مصرية.. قالت حتحور. عموما لا تفقد الامل. فقد وجدنا بعضنا انا وخونسو. تعجب الاربعينى وقال. اسمه خونسو ؟ عجيب. وانت ما اسمك يا فتاة. قالت. حتحور. وابى بطليموس وامى ارسينوى. قال فى دهشة. وانتم مسلمون ؟ ضحكت حتحور وقالت. نعم. قال. ما اعظم ابيك وجدك. قالت. هو ابى بالتبنى تبنانى وغير اسمى او على الاقل هكذا قال لى. لكنى اشعر انه ابى فعلا. قال. وامك كيف سميت ارسينوى ؟ قالت حتحور. هى قريبة لابى. ابنة عمته. هذا محارم بالنسبة للمسيحية لكنه حلال فى الاسلام. والحقيقة تحريمه اصح علميا منعا لامراض الوراثة. ولذلك صمم جدى لابى ان تسميها اخته او عمة ابى باسم ارسينوى. كان جدى يحب التاريخ جدا. وقالت حتحور فى نفسها. هل هذه هى الحقيقة ام نحن غيرنا اسماءنا مثل بن جوريون وجولدا مائير الخ. مالى لا اتذكر هذه النقطة. ماذا اصابنى. هل بدات افقد الذاكرة ام ماذا.

قال محمود عبد الحليم. متى تعود طلائع الشباب السياسية ويستفيد العلمانيون والاشتراكيون من تعلم وتقليد قوة وتنظيم الاخوان والسلفيين... ويصبح هناك طلائع علمانية شيوعواشتراكية مثل طلائع البعث وشباب هتلر ومثل القمصان الخضراء والقمصان الزرقاء. تؤمن بالسلام مع اسرائيل وتؤمن بان السعودية وتركيا اعداء مصر الاهم والاخطر والاكبر. وتؤمن بان الازهر والاخوان والسلفيين اعداء مصر وكذلك جامعة الدول العربية. وتؤمن بالحرية الدينية كاملة والحرية السياسية والحرية الجنسية كاملة والحرية الفنية والابداعية كاملة وحظر الاحزاب الاسلامية كلها.


وبينما الاربعة جالسون مع محمود عبد الحليم وهو يكلمهم عن شروطه للزواج. واستبعاده ان يتزوج فى حياته يوما ابدا... اذ دخل المنتدى او المقهى العلمانى الثقافى. رجل وامراة. كانت المراة عابسة يبدو عليها الضيق ويبدو كما لو كانت مكرهة على مرافقته او على المجئ الى هنا والرجل مبتسم وسعيد. صمت محمود عبد الحليم عن الكلام فجاة وهو يتابع بتركيز شديد الزوجين. حتى جلسا حول مائدة ذات اباجورة كلاسيكية صغيرة بغطاء شبه مثلث من قماش الاباجورات. وكانت المائدة فى ركن هادئ ومظلم وبعيد عن المتحدثين. صمت معظم المثرثرين بالمقهى للحظات ثم عادوا لثرثرتهم.

تعجب خونسو وكذلك اندهشت حتحور واستغرب ابن تحتمس وذهلت لمى ديمة مما يجرى. نطق عبد الحليم فجاة وقال. هذا الرجل مثلى الاعلى صراحة. النسويات المصريات يكرهنه كثيرا. ويتهمنه باستعباد هذه المراة استعبادا ويشيطنه بطريقة عجيبة. قالت لمى ديمة. هل هى زوجته ؟ ضحك عبد الحليم قليلا ثم قال. لا. هى مساكنته او جيرلفرينده. لقد طلبت منه الزواج بها طيلة علاقتهما الطويلة البالغة الان نحو 15 عاما او ربما عشرين عاما حتى. لكنه رفض. حاولت المراة الهرب منه عدة مرات خلال هذه الاعوام. لكنه كان دوما يستعيدها ويؤدبها. حاولت ان تحبه غيره او تستعدى شابا ما عليه مقابل ان ينالها الشاب ويتزوج بها. لكنه كان يستعيدها فى كل مرة اما بالقوة او انها تحاول ان تحب غيره وتفشل. كانت تشبه ترستانا فى فيلم ترستانا الشهير لكاثرين دينيف.. او ربما تشبه نرمين الفقى فى مسلسل اولاد عزام. نسبيا. الا ان الرجل كما ترون ليس مسنا مقارنة بها. بل لعلها فى مثل عمره او اصغر قليلا او اكبر قليلا. علاقتهما متشابكة ومعقدة كثيرا. تصرخ وتتشاجر معه باستمرار. يصفعها ويعضها وحتى يقيدها فى الفراش. لكن من المؤكد انهما عاشقان لبعضهما ولا يطيقان الفراق. تلقى باللائمة عليه انه اختطف شبابها. واختطفها من اهلها ولا يعلمون اين هى منذ سنوات. ويظنونها ماتت او هربت مع حبيب ما الى بلاد اخرى. مفقودة ومحتمل ان تكون متوفاة بالنسبة لهم كاسير الحرب الذى لم يعد منذ عشرين سنة بعدما وضعت الحرب اوزارها تماما. لكنه لم يعد. لكنها فى الوقت نفسه تستكين له تماما حين يمرضها ويعتنى بها. وحين يمارس الحب الحار المتحمس معها. من يرى عبوسها الدائم وشجارها معه. يظن انه يقيدها غصبا فى معيته. حاولت هى مرارا استبداله باخر او الاستنجاد باخر عليه. ولكن حين تحصل المواجهة بينه وبين غريمه تفاجئ هى غريمه بوقوفها فى صف الرجل مساكنها. انجبت منه ولدين وبنتين. ولنفوذه الكبير تمكن من استخراج شهادات ميلاد لهم باسمه واسم امهم رغم كونه وهى غير متزوجين ولا يحملان اى قسيمة زواج رسمية. وقد تقولون انها باقية معه ليس لحبها الشديد له. بل من اجل الاولاد. وهذا غير صحيح. فهم لم ينجبوا هؤلاء الاولاد الا خلال السنوات الاربع الاخيرة. وطوال 11 عاما كان بامكانها ان تهرب او ترحل. وكان الشجار لا يتوقف. واليوم حتى بعد انجاب الولدين والبنتين لم يتوقف شجارهما ولا محاولاتها للهرب والرحيل. هل هى تكرهه لذلك تهرب. كلا. الارجح فى رايى انها تحب اختبار حبها فى قلبه واشعال نار الشوق عنده واحساس انه قد يفقدها. هى ذاتها قالت لى ذات مرة ونحن مختليان ببعضنا بعيدا عنه فكلاهما صديقى الحميم ولا يخفيان عنى شيئا ومن هنا عرفت قصتهما. قالت لى انه يستعيدها بقوة وعنف وعصبية. ويمارس معها الحب فى تلك الليلة ولاسبوع على الاقل بشكل متلهف وشديد لا مثيل له. وطوال الاسبوع يقيدها فى الفراش. ورغم غضبه الشديد منها حين تهرب. الا انها تحس بداخلها انه يتلذذ بتصرفاتها هذه. ورغم انها تجرحه بالكلمات القاسية وتخبره انها لا تريده وتكرهه ولم تحبه يوما. الا انها كانت تدمنه وتعشقه بكل احواله قسوته معها وهيامه بها. وتعترف بانها لم تره يوما ينظر لسواها نفس نظرته لها. نظرته المنبهرة العابدة الخاشعة. كانت حين تنظر فى عينيه وهو غاضب منها او عاشق لها تجد نفس هذه النظرة. نفس النظرة التى شاهدتها فى عيونه حين راها وسط ابويها فى محل الساعات. ومنذ ذلك اليوم الشاحب الضوء البارد الجميل. اصبحت تراه يلاحظها بين ابويها او بمفردها. كانت كما ذكرت لى. واتذكر الان. كانت فى الثانية او الثالثة عشر من عمرها. وكان هو فى العشرين او الخامسة والعشرين. لكنه كان يبدو اصغر من سنه كثيرا. حتى يظنه مكلمه وقتها انه اكبر منها بعام او عامين. فى الحقيقة اخبرتنى انه لم يمارس معها الحب حتى بلغت السابعة عشرة من عمرها. لكنه اختطفها منذ كانت فى عمر 12 او 13 سنة. اكمل لها تعليمها بوثائق واسم مزور. فى مدرسة اجنبية. ظلت تبكى فراق والديها لنحو عام. وتحاول الهرب كطفلة من خاطفها. لكنها فوجئت بعد ذلك ببرود عاطفى لديها تجاه ابويها. وشعرت انهما اهملاها ولم يبحثا عنها. وفى نفس الوقت شعرت بحنان ابوى وامومى اضافة لعاطفة ثالثة قوية لم تدرى كنهها. يشبعها بها هذا الشاب. كان يكثر من تقبيل خدها فى تلك السنوات. ويضعها على حجره. يشترى لها اكياس الشيبسى ويسعد جدا وترى هى فى عيونه الفرحة الغامرة حين يراها سعيدة بحلوى جلبها لها. او بلعبة دمية او حتى قطار اشتراها لها. كطفلة بدات تنسى اهلها وماضيها. واصبح هو كل شئ لها وفى حياتها. كان يطعمها طعام الاطفال وغيره بنفسه. كان الامر اقرب انه رباها على ايده. مع ذلك حين بلغت ال17 وبدا يتقرب اليها جسديا حتى تكلل الامر بفضه بكارتها. بدات تروى لصديقتها المقربة مقتطفات من حياتها مع حبيب ما. لم تخبرها انه اختطفها من اهلها. بل قالت كما تقول دوما انها يتيمة الابوين منذ الصغر. وان رجلا غريبا رباها سنه اقرب لان يكون اخوها الاكبر وليس اباها. لم تخبرها ان هذا الحبيب هو ابوها هذا او من تعتبره ابوها الا بعد ان اصبحت كل منهما صديقة حميمة جدا ومقربة جدا وكاتمة اسرار للاخرى. نصحتها صديقتها باستعمال موانع الحمل. وايضا بالالحاح على حبيبها بالزواج بها ما دام يحبها كل هذا الحب. ومن هنا بدات المشاكل والشجار بينهما. ولكن مع ذلك لم تستطع المراة الانفصال عن هذا الرجل. وهى تتشاجر وتهرب هذه الايام فقط لتثبت له انها متمردة وحرة وتخيفه دوما وتشعل لهيب الحب بينهما كلما توهمت انه انطفا. لكنه لا يعلم ذلك ويظن انها بالفعل ما تزال تريد الهرب نهائيا او العودة لاهلها. لم تعرف من هم اهلها ابدا ولن تعرف هكذا قال لى. وقد اصبحت صفعاته او قيوده وشجارها وكلامها الجارح امورا اعتيادية فى حياتهما. وترجمها كل منهما على انها تعبير غريب من نوعه ومقلوب عن عشق عجيب عميق متجذر اعمق من الهاوية واعلى من السماء واحلى من الحلاوة والعسل. حب شرس تملكى سادى. لم ينطق كل منهما للاخر بكلمة احبك او بكلمات حب وغزل. بل كانت كلمات الحب عندهما هى الصفعات والشجار والهروب والاستعادة والكلام الجارح والقيود... فى الحقيقة هذا الرجل الغريب واسمه "غريب".. لم يكن علمانيا ولا مهتما بشؤون السياسة والدين كثيرا رغم ثقافته. انضم لنا وللعلمانية منذ عام فقط. كانت حياته مع نازلى وهذا اسمها. لكون اسرتها من اصول تركية مثل شادية وليلى فوزى والاختين ميمى وزوزو شكيب وشويكار. كانت حياته مع نازلى قد اخذت كل وقته. هو بنفسه اخبرنى انها لم تكن شجار كلها. كانت لهما اوقات كثيرة حلوة طوال هذه السنوات .. اتعلمون هذا الفيلم الذى نشغله اليوم اغلى من عينيه بطولة عمر الحريرى وسميرة احمد. قد اتيا خصيصا لاجل مشاهدته. اترون ها هى اسارير نازلى تنفرج وهى تشاهد الفيلم بتركيز.

نظرت حتحور حيث يشير عبد الحليم وهى تاكل قطعة من الليمون المخلل مع كشرى العدس الاصفر الذى تهواه هى وخونسو الذى يشاطرها بعد قليل زيتونة خضراء مخللة. وشريحة طماطم مغطاة بالثوم المفرى. وقطعة من فيليه البلطى. واندهشا من صحة وصف عبد الحليم للزوجين. قال عبد الحليم. نسويات كثيرات هنا يردن طرد غريب ونازلى. او انقاذها كما يقولن من اضطهاده لها. لكنهن غضبن منها ويردن طردها لانها رفضت محاولاتهن التفريق بينها وبينه. وعلمانيون هنا يعتبرونه مسيئا لسمعة العلمانية كونه يرفض الزواج ويفضل المساكنة للابد. تماما مثلما يتحالفون مع الاخوان والسلفيين والازهريين ويهاجمون ويرفضون الملحدين والربوبيين والمثليين والعابرين للمسيحية وناقدى الاسلام ومؤيدى الحرية الجنسية وزواج المحارم وكتاب الادب الايروتيكى باعتبارهم يسيئون لصورة العلمانية فى وجه خصومهم المسلمين.

نهض ابن تحتمس فجاة وطلب الاختلاء قليلا بخونسو. اخذه جانبا وقال له. يا توامى المتماثل. الا تتذكر ان لك اختا كبرى فى الماضى. فكر خونسو قليلا واعياه التفكير. فقال. لا لا اتذكر. لماذا تسال. قال ابن تحتمس. ان لك شبيه فى عالمى واسمه خونسو ايضا. لكن ظروفه مختلفة نسبيا عن ظروفك. وله اخت كبرى اسمها شاهندة او باسنت لا ادرى بالضبط. بينكما فارق عمرى يبلغ 16 سنة كاملة. الحقيقة انا لا ادرى او لا اتذكر هل انت من هذا العالم عالم حتحور وديانا احمد. ام انك مخلوق فضائى مثلى لكن من عالم ثالث غير عالم حتحور كوكب الارض وغير عالمى وعالم لمى ديمة كوكب ايجيبتوس. لكنى علمت بطريقة ما لا اتذكرها انه كانت لك اخت مثلما لخونسو كوكبى اخت. عموما اعتصر دماغك يا صديقى وشبيهى الشبه التام. اليوم وغدا لعلك تتذكر شيئا. هيا لنعد الى حبيبتينا.

لم يفت هذا اليوم الا وقد عرف محمود عبد الحليم الاربعة بغريب ونازلى.

لما عاد الاربعة الى منزل حتحور واسرتها. شرد خونسو طويلا فى كلام ابن تحتمس عن ان له اخت كبرى متوفاة وهى رضيعة وان خونسو الايجيبتوسى قدره وقسمته ونصيبه السعيد ان له هذه الاخت ولكن على قيد الحياة. وكانت راسه جوار راس حتحور بعدما كانت فى حجرها. فقالت وقد لاحظت شروده. ما بك يا خس ! كما كانت تدلله. كررت سؤالها عدة مرات دون رد ولا انتباه. وضعت يدها حيث لا يجب فافاق و قال. ما هذا يا حتحور. الن تتوقفى عن هذه الخصلة فيك. ضحكت وقالت. ماذا افعل وانت شارد. اللى واخد عقلك يتهنى به. حكى لها ما جرى مع ابن تحتمس. قالت. عجيب. ولكن منطقى. لابد ان لك عائلة يا ننوسى فى مكان ما. قال. ولكنى لا اتذكر شيئا عن عائلتى او ان لى اختا متوفاة وهى رضيعة. وهو ايضا لم يخبرنى عن ابى وامى. لعلهما متوفيان ولعلى وحيد فى هذه الدنيا او تربينى جدتى. حقا لا ادرى.

ربتت حتحور على راس خونسو وقبلته من شفتيه بعمق. ثم حكت خدها فى خده وقبلت خده. وجدته يدمع. فمسحت دموعه. وما لبث ان نام فجاة. قبل ان تواسيه. نام فى حضنها. وهى الاخرى غلبها النعاس. صحت فى الصباح لم تجده جوارها ووجدته خارجت من الحمام داخلا الى غرفتهما. وقال. لقد تذكرت فى الحلم. فعلا كلام ابن تحتمس صحيح. ولكن كيف القى اختى هذه.


اعجب خونسو ومعه حتحور بكتابات ديانا احمد وقرا مقدمة مجموعتها القصصية الايروتيكية كواكب تتصادم فى كاس من النبيذ الاحمر وهذا نصها :

كواكب تتصادم فى كأس من النبيذ الأحمر
تصادم كواكب فى كأس من نبيذ الحياة الأحمر

"عليه نولد. وعليه ننام. وعليه نمرض. وعليه نمارس الحب. وعليه نموت"

انها كواكب تتصادم
فى كأس من النبيذ الأحمر

كواكب حرة متنورة
كواكب متنوعة
تسعى لنيل النجوم
وتثمل فى كأس لا ينضب
من النبيذ الاحمر
معتق تكاد حمرته
تضئ ولو لم تمسسها نار
حين ترشف منه رشفة
يعيدك بالزمن للرومان
والفراعنة والبيزنطيين
يعيدك لكل عصور التاريخ
حين تمس الكواكب
تريك حب الاسود للبيضاء
والابيض للسوداء
تريك غرام المسيحى بالمسلمة
والمسلم بالمسيحى
تريك حب اللادينى للبهائية
والزرادشتى للبوذية
حين تمس الكواكب
تريك عشق الاخ لاخته
والابن لامه
واغواء الاب لابنه
والعم لابنة اخيه
وصبابة الحماة بزوج ابنتها
والخليجى بالمصرية
والمصرى بالخليجية
والسورية واللبنانية
والسورى بالمصرية
حين تمس الكواكب
تريك القرن العشرين
والقرن الاول
والقرن التاسع عشر
تريك الامبراطورية الالمانية
وتريك السينما الامريكية
تريك الاكشن والفانتازيا
والرعب والخيال العلمى
تريك السيرة الذاتية والاطفال
والمراهقين
تريك البيت الامريكى ذا الطابقين
حين تمس الكواكب
تريك امراة غصبت عن نفسها
متزوجة او لا
من مدير زوجها او من ابنها
او من امراة غيورة
مدام ديوثة
تريها عالما من الرجال
متع متنوعة
رجال يمارسون الحب معها
جانج بانج وثلاثية
وايلاج مزدوج
ويحكون لها حياتهم
ومهنهم
وكل شئ عن حياتهم
وهمومهم
يمارس الحب معها
المثقف والجاهل
الطيب والشرير
الغنى والفقير
المحلى والاجنبى
حين تمس الكواكب
تريك إلهة ربة وبشرى يحبها
حد العبادة
تريك عشق ومضاجعة
حتى مع ملاك انثى
او امراة مستنسخة
او روحها متناسخة
امراة عملاقة
او مصغرة
او خفية
امراة بطلة خارقة
سوبرهيروين
حين تمس الكواكب
تريك الانيمشن
طفوليا وبورنوجرافيا
حين تمس الكواكب
تريك يا امراة عاشقة
معشوقك جيمس ستيوارت
زوجا لك وبين احضانك
حين تمس الكواكب
تريك عشق الفلسطينى للاسرائيلية
والاسرائيلى للفلسطينية
حين ترشف من بين
الكواكب المتنوعة الالوان
ترى جوارب قوس قزح
وزى زتانا
والبودى ستوكنج
ترى العشاق فراشهم
راية بلديهما
بريطانيا والسعودية
راية بلديهما
اسرائيل والسعودية
راية بلديهما
امريكا والسعودية
او سوريا ومصر
حين تتصادم الكواكب
متلالئة
فى الكأس البلورى
الرقراق
والنبيذ بداخله يتالق
كالياقوت
بلور مرصع بالياقوت
ترى المنومة مغناطيسيا
والمتحكم فى عقلها وارادتها
ترى امراة من كوكب اخر
يشرق عليه نجم اخر
تغرب عنه شمس ثانية
كل امراة هى كوكب
كوكب ذو اناسى كثيرة
كوكب ذو بحار ومحيطات
ذو هواء وماء
ذو اشجار وانهار
كل امراة هى كوكب
من الحياة ومن الاغراء
ومن الغنج
ومن العمل
ومن الثقافة والعلوم
والتاريخ والجغرافيا
والفنون
كل رجل هو كوكب
من الحياة
ومن العشق
والصبابة والولع
ومن الانسانيات
والاداب
من التاريخ والجغرافيا
ومن الفنون
والعلوم والثقافة
ومن الادوات المنزلية
ومن الاشغال النسوية
ومن الزراعة والصناعة
حين ترى الكواكب تتصادم
فى كأس من النبيذ الاحمر
تعرف معنى الحريات
الدينية واللادينية
الشخصية والجنسية
وحقوق الانسان الاممية
والقيم الغربية
قيم الحضارة الاوروبية
والامريكية
الاغريقورومانية
واليهودومسيحية
حين تتصادم الكواكب
بداخل النبيذ الاحمر
ترى متزوجة فاقدة الذاكرة
وتم استغلال ذلك فى مساكنة
طال انتظارها
مع رجل يعشقها
لكنها كانت تصده
بحكم كونها متزوجة
قبل ان تفقد الذاكرة
حين تتصادم الكواكب
بداخل الكأس البلورى
ترى امراة تستطيع
صنع احلام ايروسية
جماعى فى نومها لنفسها
مثل كابوس شارع إلم
او ترى امراة
تقرا قصص الايروتيكا
فيخرج ابطالها للواقع
ويشاركونها حياتها
حين تنخرط الكواكب
فى استحمام انسجامى
داخل العنب السائل
ترى امراة
تسكن فى قصر مسكون
مع ابنها
فتغريها المرآة
لتمارس الحب
مع ابنها
حين تلثم الكواكب
ترى امراة تذهب مع ابنها
رحلة حول مصر
او حول الولايات المتحدة
وخلالها تمارس الحب معه

او ترى حامل متزوجة
فى الشهر السابع
ويمارس معها رجل اخر
او ترى امراة
تزين ابنها البكر
وتلبسه ملابسها
ليمارس معه
حبيبها
او زوج امه
او مبتز لهما
او ترى فتى
يلتقى فتاة
شبيهة بامه تماما
وهى شابة
ويمارس الحب معها
او ترى امراة
اصدقاء زوجها الخمسة
يخبرونها بخيانة زوجها
فتمارس معهم جانج بانج

او ترى رجلا راهن اصدقاؤه
لو خسر فريقه المفضل بكرة القدم
ان يمارسوا مع زوجته

او ترى شابا فى الثلاثينات
يغوى ويمارس الحب
مع طفلة 12 سنة
او ترى زوجته تلعب معه
دور امه المشاكسة المتذمرة
والمتشاجرة معه دائما
بسبب غياب اخوته المتزوجين
عن زيارتها
او بسبب انه لا يساعدها
فى اعمال المنزل.
او تتشاجر
بعد ممارستهما الحب
لانه يهتم لرغبته فقط
لا رغبتها
ويريد الممارسة فى اى وقت
حتى لو كانت متعبة
او متضايقة
او منشغلة بالطبخ
او الحياكة او الفنون النسوية.
ولا يشبع من الممارسة.
يريد الممارسة معها
طوال اليوم. او بسبب ضخامة ثعلبه
حين تصدر الكواكب الملونة
باغلفتها الجوية والحيوية
والمائية والارضية
موسيقى وصدى
وغناء
وترى ممارسة الحب
فى الطين والوحل
ورومانسية وايروتيكا
على متن قطار
او سفينة او يخت
او اوتوبيس منزلى ار فى.

او ترى امراة شابة
او ناضجة تغوى وتمارس الحب
مع الطفل البكر ذى ال12 عاما

او ترى المتبنى
يبحث عن امه الحقيقية
وحين يجدها يحبان بعضهما
ويتزوجان وينجبان
او ترى ان جيرلفريندى
هى سوبرهيروين
او ترى غرام
وممارسة حب
بين عجوز وشابة معه
او ترى ابا ديوثا على ابنته

حين تحتك الكواكب
وترتج ببشرها
الارضيين والكوكبيين
ترى اول موعد غرامى
وجنسى لها
مع الرجل الثانى فى حياتها
بعد زوجها الذى لم تعرف سواه
بحياتها وطوال اربعين سنة
والذى لا تزال على ذمته
وبرضا زوجها

وترى خمسين رجلا يمارسون الحب
بالطابور مع امراة واحدة احبوها كلهم
واحبتهم كلهم
وترى فتى هو وامه وابوه
فى غرفة نومهم
يمارسان الحب معه ومع بعضهما

حين تتعانق الكواكب
وترقص ثملة
وسط السماء المطيرة
الحمراء البلورية

ترى رجلا يقنع جيرلفرينده
او خطيبته الارملة
او المطلقة
ان طفلها مثلى
ويريها على الكاميرا
وهو يمارس معه الحب
رغم انه بكر لكنه كذب
لينال غرضه منه

حين تتشابك ايدى الكواكب
وتستلقى مسترخية
ترى جارته المتزوجة حامل منه.
او امه او اخته او حماته او خالته
او زوجة صديقه حامل منه

او تراه هو وام صديقه الاسيوية
او ترى اباه يصور امه الاسيوية
وجارهم يمارس الحب معها
بحضور زوجته

او ترى زوجتى وزميلها بالعمل
فى غرفة بفندق
بمدينة اخرى
فى مامورية عمل لها

او ترى زوجتى
من نصيب من اقرضونى
او من نصيب صاحب البيت

او ترى زوجتى مع ابن جارنا المراهق
الخجول الفاشل مع الفتيات
بمباركتى وتشجيعى
ورفضها الشديد

او ترى امى نحاتة ورسامة واقترن بها
وتزف الى بعد رومانسية طويلة
او ترى زوجك يمارس الحب مع زوجتى
فلننتقم منهما بممارسة الحب مع بعضنا

حين تتمرد الكواكب
وتبحث عن سماء اخرى
لتسكن فيها
وتتصادم فى ماء ذهبى
نبيذ ابيض
او فى شامبانيا فوارة
ترى فتى عذرائى يمارس الحب
مع 12 امراة من كل الابراج
او ترى ضابطا مصريا عسكريا
يمارس الحب
مع حبيبته الحجازية النجدية العلمانية
بعد هزيمة ال سعود وانتصار مصر العلمانية
عليهم وعلى كيانهم
او ترى امراة تحولت لرجل
ومارست الحب مع صديقتها
او ترى ثلاثية
من رجلين وامراة
او امراتين ورجل
مع ممثلة هى احدى الانثيين
او الانثى الواحدة
او ترانى امارس الحب مع مريم العذراء
او عائشة بنت ابى بكر
او فاطمة
او اى امراة تاريخية او دينية

او ترى امراة وممثل او مطرب مشهور
يمارسان الحب معا
او هى وطلابها
او المصوراتية وهو.
او المصوراتى وهى.
او مصرية وسورى.
مصرى وصينية.
سعودية مشاعل
مع رجال مصر

حين تطير وتحلق الكواكب
خارجة من الكأس
الى كأس اخرى
ترى رجلا مارس معها
بعدما راها فى المسجد معه
تحضر الدروس

او تراها وقد اغراها
صديقه النسونجى
بغير رضا زوجها
وانجذبت اليه
رغم اخلاصها
وعاش معهما
وسافرت معه
واهملت زوجها معظم الوقت
وكان الزوج يسمع تاوهاتهما
عبر غرفة نومه
الملاصقة لغرفتهما.

او تراها وقد انتقمت
من زوجها الخائن
بان قيدته وجعلت صديقها
يمارس مع عجيزته البكر
او تراها وقد فضلت ابنها الاصغر
على الاكبر وتزوجته
بعدما جربتهما جنسيا وعاطفيا
او تراها سمسارة عقارات
تمارس الحب مع الزبون
طوعا او كرها
او ترانى وانا اصلى لله الانثى
لحبيبتى خمس صلوات
واتلو فيها سورة ناهد والبورنوجرافيون
او ترى اباه يمارس الحب
مع عجيزته البكر
او العكس
وممكن بتشجيع وحضور الام
او تراه يجرب البايسكشوال
مع شاب فضولى لتجربته مثله
التقاه باعلان بالجريدة.
ومعهما جيرلفريند الثانى الفضولى

او ترانى وزوجتى طبيبة

او ترى اباه يمارس الحب
مع عجيزته البكر
باشراف امه.
او بحضور امه
واشراف الطبيبة
للعلاج السكسى.
او معه فقط عنوة
او بالتراضى.
بمساعدة الام
او برفضها.
او هو يمارس الحب مع ابيه هو واخوته واصدقاؤه

او مع زوجة رئيس جمهورية او ملك
او مع امراة متزوجة منذ 50 عاما يعود للقائها بالة الزمن فى عهدين فى اول زواجها وعمرها عشرون وبعد بلوغها الاربعين. وفى المرتين ينجب منها. بعدما يختطف زوجها ويخدره ويربط اوعيته المنوية او يقطعها.

يرى امراة مجهولة فى احلامه بشكل متكرر تقبله وتحتضنه وحين يستيقظ يجد على خده او فمه اثار احمر شفاه وعلى بيجامته اثر عطرها. يذهب للاطباء النفسيين ليعرف سر هذا اللغز الغامض دون جدوى وبدا ينقب فى امرها حتى انه التقط لها صورة بهاتفه الذكى خلال احلامه بها. وتوصل اخيرا الى انها امراة متوفاة منذ عشرين عاما. ولكن مظهرها الشاب فى احلامه يدل على انها بعمر الثلاثين. اى فى الاربعينات او خمسينات القرن العشرين. ملامحها غير مصرية. بدات تمارس معه الحب. ويستيقظ ليجد اثر سوائل كعبة غرامها وحليب ثعلبه على ثعلبه. وعلى اصابعه وفمه. كانت الاحلام واقعية جدا فهل هى حقيقية. ضمها ذات ليلة وهى بكامل ثيابها القديمة ومنعها من التملص او الهروب. واستيقظ ليجدها معه بالفراش لا تزال تحاول التملص.

علاقة مع امراة ذات جسد غريب القدرات. لخلاياها القدرة الكاملة على تحويل حمضها النووى وصفاته الوراثية والتحول بسرعة بارادتها الى اى هيئة وصورة لنساء اخريات. فتتحول خلاياها وحمضها النووى ليصبح حمض مارلين مونرو مثلا او صابرين او الهام شاهين او يسرا او مونيكا بيلوتشى او ليلى مراد او شريفة ماهر او سلوى محمود. ولكن بالتاكيد بدون تصفيفات شعورهن ولا طباعهن. لكنها اذا كن حيات تقرا افكارهن وتقلد طباعهن وملابسهن وتصفيفات شعورهن. اما ان كن اموات فلابد ان تشاهد افلامهن مثلا لتشبههن وتقلدهن وتقرا افكارهن عبر تيار الحياة الموجود بالافلام.

انها عمارة العجائب بالمعادى

صادف امراة صورة طبق الاصل من امه بالملامح والجسد كانها توامها رغم عدم وجود اى صلة قرابة بينها وبين امه

امراة ضابطة بوليس تكلف بمهمة غير عادية. ان تدخل عالم بنات الهوى وتنتحل شخصية بنت هوى وتثرى من ذلك العمل وتمارسه مثل اى بنت هوى مع تعهد كتابى ومختوم من الشرطة لها حفظته فى خزانة وفيه ان الشرطة تتعهد بعدم ملاحقتها نهائيا خلال عملها هذا والا تصادر اموالها وان تظل متمتعة بحصانة ضابط الشرطة. وتعيش حياتها هكذا لسنوات وترسل خطابات للشرطة بكل ما يجرى معها وما تعرفه عن عالم بنات الهوى وعصاباته على عنوان مخصوص باسم حركى حتى تلتقى برجل فنان تحبه وتتزوجه. وهو لا يعلم بعملها السرى ومصدرها ثروتها الضخمة ولا يعلم سوى انها سيدة اعمال واستثمار. حتى يكتشف ذلك ذات يوم حين يكونان على الشاطئ مع صديقاتها الغريبات والراقصات الشرقيات واولادهن وتطلق عليهن عصابة منافسة النار فيحتمين وتتمكن زوجته من اطلاق النار بمهارة حتى تقضى على العصابة المنافسة ومعها صديقاتها كذلك. ويبقى معها لفترة ثم ينفصلان لخلافه معها حول عملها هذا. قررت ذات يوم وقد بدا ضابط شرطة مهم يلاحقها ويفتش منزلها وينوى فرض الحراسة على اعمالها وممتلكاتها. قررت ان تتعقب العنوان الذى ترسل عليه الخطابات ولم يعد احد يرد عليها. وعلمت اسم المرسل اليه. بحثت حتى وجدت عنوانه ورقم هاتفه. اتصلت به ورد عليها. طلبت لقاءه فى مسجد السلطان حسن. كان رجلا اشيب سبعينى. سالته عن حقيقة الامر فانكر معرفته باى شئ قالت له ان يبلغ من هم اعلى منه لكى يقرروا مصيرها هل تستمر فى هذا العمل ام تتركه. ووعدها بتبليغهم فى خوف وارتباك. بعد فترة التقيا مرة اخرى. بطلب من الاشيب هذه المرة. قال لها انه يعمل فى مكتب البريد الرئيسى بالعتبة وانه قد جاءته تعليمات بارسال خطاباتها بطريقة معينة غير معتادة فى البريد. على يد مخصوص وبعلم الوصول. فى البداية كان ذلك يتم بنجاح ويستلم الطرف الاخر الرسائل. لكن بعد فترة كانت الخطابات ترد الى المكتب مع عبارة لم يستدل عليه وكان الطرف الاخر وهو مكتب معين قد اغلق ابوابه وقيل ان صاحبه سافر. ظل ذلك يحصل لسنوات ولم يكونوا يعلمون عنوان المرسل ليعيدوا له الخطابات. وجمع الاشيب الخطابات وترقى حتى اصبح الان مدير مكتب البريد الرئيسى. قرر اخيرا فتح احد هذه الخطابات ليعلم ما فيه. قرا خطابات كثيرة ولم يخرج بشئ ولم يفهم اى شئ مما فيها. قالت له. وهل لا تزال تلك الخطابات لديك. قال. نعم. لقد تعجبت من ان اسم المرسل اليه موسى على اسمى. ولذلك لما اتصلت بى وسالت عن موسى. شعرت انها اشارة الهية ان التقى بك لاساعدك. قالت. اذهب فورا الى الضابط الفلانى بالشرطة وسلمه الخطابات كلها. والتقت لاحقا بالضابط ومعها التعهد الرسمى المكتوب والمختوم بعدما استخرجته من خزانتها البنكية. ولكنه لم يصدقها كثيرا وتعجب من الخطابات. ونصحها بالفرار خارج البلاد لان عصابات بنات الهوى المنافسة تظن انها من تسبب فى القبض عليهم وانها لم يقبض عليها لهذا السبب. اختطفها رئيس عصابة صديق لها وقد زوجها من قبل لشاب وسيم وبرئ بلغ لتوه الثامنة عشرة وانجبت منه طفلا جميلا وقد احبها كثيرا رغم انه يعلم انها ستتركه. حذرها رئيس العصابة من ان يراها ثانية والا سيقتلها. اختبات فى غرفة بفندق. وطرق بابها زوج حياتها الذى بقى معها حين اكتشفت حقيقة عملها وانفصلا لفترة. وكانت لحظات.

توقف خونسو وحتحور عن قراءة مقدمة الكواكب الشعرية والنثرية هذه ثم انغمسا فى قراءة المجموعة القصصية نفسها.


لم يكن امام خونسو الا اللجوء لابن تحتمس وسؤاله عن وسيلة انتقال الى عالمه الموازى ليلتقى باخته باسنت. لكن ابن تحتمس رفض تماما السماح له بالسفر لما فيه من خطورة عليه فقد يضيع فى الفضاء او لا يتمكن من العودة اضافة الى ان هذا السفر يتم فقط بتصريح عسكرى على اعلى مستوى ولو سمح له بالسفر سيحاكم ابن تحتمس عسكريا بتهمة الخيانة العظمى ويتم اعدامه.... اصبح خونسو حائرا وشاردا وغاضبا طوال الوقت. لا يدرى كيف يتخلص من عجزه عن لقاء اخته التى طالما تمنى الا تتوفى رضيعة وان تكبر لتكون له اختا واما... طلب من ابن تحتمس ان يصفها له من الذاكرة فقال له. بل اكراما لك ساصفها للمى ديمة وهى فنانة بارعة فى رسم الوجوه... وبالفعل جلست لمى ديمة واخذت ترسم حسب اوصاف ابن تحتمس. وفى النهاية سلمت الصورة لخونسو. تامل خونسو الصورة بحب واعتزاز. واحتفظ بها لديه... فقد كل امل ان يسافر ويلتقيها فى العالم الموازى. حتى اتى يوم يشاهد فيه التلفاز مع حبيبته حتحور. وفوجئ بامراة هى نسخة طبق الاصل من اخته بوسبوس. ولكن من هذه المراة وما الذى يجعلها تظهر فى التلفاز. كتب اسمها على الشاشة. واتضح له انها حرم لرجل اعمال مصرى شهير يدعى زكى له ولوالده وعائلته حظوتهم ونفوذهم الكبير عند القيادة السياسية """القيادة السياسية الراسمالية المتسعودة والحليفة للازهر والاخوان والسلفيين رغم كونها علمانية""" ايام السادات ومبارك وايضا ايام السيسى. من اصحاب الشركات الكبرى فى مصر وتعاملاته مع البنوك بالمليارات. من انصار الراسمالية طبعا ولا يفوت فرصة دون النيل من عبد الناصر وثورة 23 يوليو 1952 ومدح السادات وديمقراطية عهد فاروق. والتهجم على الدعم والقطاع العام والاشتراكية. كما انه من المتحالفين مع رجال الاعمال الاخوان ايام مبارك من امثال خيرت الشاطر. وله صلات اقتصادية حاليا مع السلفيين ومع شيخ الازهر. رغم كونه فى حياته الخاصة مثل معظم اغنياء ورجال اعمال مصر غربى اوروامريكى الطباع وعلمانى ولا يبالى بالهوس والتعصب الاسلامى ولا بالاسلام. لكن علاقاته مع الاسلاميين اقتصادية بحتة وبضوء اخضر من القيادة السياسية المباركية والسيساوية. اما علاقته مع الحزب الوطنى وحاليا مع الكيان السياسى الحزبى الخفى السيساوى بلا حزب واحد واضح وكبير ذلك الكيان الممزق فى الظاهر بين مستقلين واحزاب ليبرالية جديدة وصغيرة والمتحد فى السر فهى علاقة المشيمة بالجنين وعلاقة اقتصادية سياسية وطيدة جدا جدا. من سكان الفلل والكومبوندات وله شقق فى الاسكندرية وشرم الشيخ والغردقة ولندن ونيويورك وباريس وحتى برلين وموسكو وبكين وفانكوفر وداروين. وهى نفسها ابنة رئيس جمهورية عربى سابق فر الى السعودية خلال الربيع العربى المجرم وخطيبة سابقة لاحد ولدى مبارك قبل زواجها من رجل الاعمال هذا فى عهد مرسى.

اى انها متزوجة زواج بين المال والسلطة. وفكر خونسو كيف يلقاها. وهى بهذا النفوذ ومن طبقة المنعمين منذ السادات الى اليوم. طبقة النصف فى المئة الجديدة. لماذا ستلتقى بعامى من الشعب مثله. واذا فرضنا وسمحت له بلقائها فماذا سيخبرها. هل سيخبرها انها تشبه اخته المتوفاة رضيعة التى علم انها حية وكبرت فى نسختها بعالم ابن تحتمس الموازى. وتسعد ايام خونسو الموازى. كان اسمها غريبا تشتهر باسم سعاد ولكن اسمها الحقيقى سمعانة مؤنث سمعان. ما يمكن اعتباره تعريبا وترجمة لاسم سامانتا. كل هذا عرفه خونسو اما من حتحور نفسها او حتى من موسوعة الويكبيديا. كانت سمعانة او سعاد احدى الملكات غير المتوجات فى مصر السيسى. كانت تشبه جدا الراقصة الجميلة سامية جمال. نفس الملامح ونفس الصوت الرقيق وحتى الحركات. حقا يخلق من الشبه اربعين.

قطع افكار خونسو وابحاثه صوت حتحور ولمى ديمة تقولان له. الن تاتى معنا لنحضر حصة قراءة ثم حصة سينما فى المقهى العلمانى الثقافى. نهض خونسو وابعد عن راسه التفكير فى سعاد سوسو او سمعانة. واعتبرها بعيدة المنال ان يتعرف بها. عرف ايضا من حتحور ان لسعاد صديقة ماجنة جدا او هكذا يشاع عنها تشبه ميرفت امين فى شبابها الى حد بعيد. وهذه الصديقة الماجنة تدعى عائشة ويدللونها إش إش. متزوجة من رجل. ويشاع عنها انها اقامت علاقة مع خمسين رجلا من مختلف الفئات. كل منهم على حدى على مدى خمس سنين. ثم جمعتهم فى منزلها الواسع كالسراى فى ليلة اخيرة وداعية معا. ولديها عدة بنات من زوجها المحب للجغرافيا والعالم. لذلك اسماهن على اسم بلدان. فاحداهن تدعى فرانس او فرنسا. والاخرى تدعى بريتانى. والثالثة لسمرتها تدعى كينيا. والرابعة تدعى اسيا. والخامسة تدعى امريكا. والسادسة تدعى

ذهب خونسو مع ابن تحتمس وحتحور ولمى ديمة مبتعدين على ازعاج الاذانات القريبة والديجيهات الزفافية بدلا من مكبرات تستعمل لمؤتمرات جماهيرية اشتراكية وعلمانية. ذهبوا لحصة القراءة وحصة السينما. فى حصة السينما شاهدوا مقتطفات من افلام هولوكوست الزومبى وارض العميان و 15 دقيقة واكويلربيوم وبلود كريك و سالمز لوت و ويكر مان .. وبدا الناقد السينمائى والسيناريست يوضح كيف انه يمكن اعتبار هذه الافلام رمز لافعال القتلة المجرمين الاسلاميين اخوانا وسلفيين وازهريين وسعوديين واتراك وصحابة وخلفاء وفاتحين مسلمين اذا استبدلنا الاشرار فى هذه الافلام بهم. وهى افلام منطبقة عليهم بحذافيرها. كما شاهدوا مقتطفات من مسلسل يوسف الصديق ومسلسلات انبياء ايرانية اخرى مغضوب عليها من المسلمين السنة وازهرهم الذين يحرمون تصوير الملائكة والصحابة والانبياء دراميا .. كما شاهدوا مقتطفات من فيلم بروس آلمايتى .. وحلقة من سؤال جري للاخ رشيد وصندوق الاسلام لحامد عبد الصمد. وفى حصة القراءة قرا عليهم المحاضر مقتطفات من كتب سيد القمنى ومقالات خالد منتصر وشيئا من اصل الانواع لداروين العظيم وكتابه المتعدد الاجزاء اصل الانسان. وقصائد نزار قبانى السياسية التى تفضح ممالك النفط التى اشترت الثقافة والذمم ودمرت العلمانية والجمهوريات العربية بمباركة امريكية وساداتية ونشرت الاخوانوسلفية والحجاب والنقاب واللحية والعباءة. وقصائده التى يغضب الاسلاميون واتباعهم من العوام المتعصبين الريفيين منها مثل من قتل الامام وقتلناك يا اخر الانبياء وخبز وحشيش وقمر وابو جهل يشترى فليت ستريت.


كان لاش اش ايضا بنت سادسة تدعى استراليا انتاركتيكا اندروميدا على اسم القارتين والمجرة الشهيرة وولدان احدهما يدعى كوزموس اوريون والثانى يدعى جوبيتر ابوللو.

لم تكن سعاد او سمعانة ايضا اختا وحيدة بل لها اخت توام لكن غير متماثلة واسمها باستت. ما هذه المصادفة الغريبة. اسمها مصرى قديم اسم الالهة القطة. وهو اسم قريب فى حروفه من اسم باسنت. كانت تشبه نجوى فؤاد فى حقبة الستينات. فى صوتها ووجهها وملامحها وقوامها. واخت ثالثة تدعى سميرة تشبه سهير زكى جدا. واخت رابعة تدعى ايناس تشبه نعيمة عاكف. والحقيقة انهن كن جميعا لديهن نفس مهارات الراقصات الاربع. كان الناس يتندرون على اخوات سمعانة وعليها. بسبب هذا الشبه. مما كان يضايقها ويجعلها تتجاهل ذكر اخواتها وتحاول اخفاء اى اخبار عنهن او صور لهن فى المجلات. لكنهن كن مسرورات بشبهن براقصات مصر الشرقيات العظيمات. وكثيرا ما كن يقبلن دعوة الصحفيين ومصورى المجلات واعلاميى القنوات المصرية لتصوير فقرات يرقصن فيها باسلوب نجوى فؤاد وسهير زكى ونعيمة عاكف. ماعدا سمعانة نفسها. التى تشبه سامية جمال. كانت ترقص لزوجها فقط وترفض الرقص العلنى للصحف والقنوات. قال الاطباء وعلماء الوراثة لسمعانة او سعاد واخوتها انهن حالة نادرة جدا وعجيبة. فلديهن جينات مرنة ولدن بها شكلتهن على الشكل الذى راينه وهن فى ارحام امهن التى كانت تعشق الفن المصرى كثيرا. وليس الرقص الشرقى فقط. ومن المحتمل انها لو انجبت بنات غيرهن لخرجن من بطنها يشبهن مديحة يسرى او شادية او شويكار او ليلى مراد او ميمى شكيب او ام كلثوم صوتا وملامحا وموهبة... وربما هن الاربعة يملكن نفس ما لدى امهن فينجبن بنفس الطريقة. ربما ينجبن اشباه زعماء سياسيين حتى. يقال ان سبب الطفرة التى لدى امهن. ان امهن جزائرية ووالدهن تونسى وهن تونسيات. فامهن عاشت فى صحراء الجزائر ضمن قبيلة قرب موقع تجربة فرنسية نووية. لذلك اثر الاشعاع عليها واكسبها هذه الطفرة الجينية النادرة جدا والغريبة.

شاهد الاربعة خونسو وحتحور وابن تحتمس ولمى ديمة فيلم مرسيدس الرائع ليسرا.... وهذا الفيلم ذكر ابن تحتمس ببعض الطرائف التى التقاها او سمع عنها من والده فى ايجيبتوس فى عالم ابن تحتمس الموازى لعالم حتحور. قال ابن تحتمس. اتعلمون قصة هذا الفيلم ذكرتنى بحادثة حقيقية وقعت فى ايجيبتوس. كما تعلمون فان ايجيبتوس دولة عظمة متقدمة ومكتفية ذاتيا ومصدرة ايضا للقمح وللاسلحة ومتفوقة فى الصناعة والزراعة والتجارة مع قيم غربية خالصة وبالتالى لا تختلف عن فرنسا عندكم او الولايات المتحدة ولكن مع هوية وملابس مصرية قديمة كمتية ولغة هيروغليفية بخطها الهيراطيقى. وبديانة مسيحية اكثرية واقلية امون رعية. المهم كان لى صديق عزيز ينادينى جيمى تدليل جمال لان والدى كان يريد تسميتى جمال نسبة للزعيم الخالد جمال عبد الناصر ولكن لاسباب قسمة ونصيب اسمانى احمد. المهم فهذا الصديق واسمه عزيز. كان عزيز يتيم الاب وامه سبعينية واخوته متزوجون فهو معها وحده. امه ذات قلب مريض وساقاها متجهة للموت فى اى لحظة. ورحمها ساقط وركبتاها خشنتان. كان يخشى عليها ويتمنى لو انها تعود شابة فى الاربعين وجميلة من جديد كما احبها ووعى عليها. وكان يشاهد صورها الابيض والاسود وهى شابة لا تزال. ويتحسر. لو عادت شابة لانتهى خوفه من وفاته وبقائه وحيدا دون احد خاصة انه اعزب ولا ينوى الزواج فى وقت قريب. لانه من عالمك يا حتحور وليس من عالمى. فى الحقيقة انا التقيته فى احدى زياراتى لعالمكم قبل ان القاكم. ولا ينوى الزواج لان فتيات مصر متسلطات وطامعات وماديات جدا ونكديات ومهووسات بالانجاب ومرتديات الحجاب والنقاب ومعتنقات الافكار الاسلامية المتطرفة. وهو علمانى واوروامريكى القيم جدا جدا. المهم كان عزيز يشاهد فيلم مرسيدس حين واتته فكرة خصوصا اننى اخبرته عن عالمى وعن ايجيبتوس وتقدمها الرهيب فى الرياضة والتكنولوجيا الوراثية. فسالنى عنا اذا كان فى الامكان فى ايجيبتوس اعادة الشباب لامه وازالة امراضها فى لمح البصر. قلت له. نعم من الممكن. فرح كثيرا. قال. حسنا وهل لديكم تقنية الاستنساخ. قلت له. عندنا استنساخ ولكن فى اضيق الحدود وعندنا ايضا معجلات نمو ليصبح الرضيع النسخة شابا او شابة خلال 6 اشهر او عام. وغسيل مخ لتشكيل عقلية الشخص النسخة وثقافته ومواهبه. حسب الطلب. قال عزيز. اريد لنفسى زوجة هى نسخة عن امى. شابة ايضا.

قالت حتحور فى لهفة وفضول يشاركها فيه خونسو. وهل حققت له ما طلب. قال ابن تحتمس. نعم لقد حققته له بحذافيره. اختلسنا شعرة من راس مامته. واستنسخناها فى عالمى. كما منحته دواء يدسه لها فى طعامها. يعيد لها شبابها بتكرار استعماله لثلاثة اشهر. خطب وتزوج عزيز من نسخة امه. والتى قدمها لامه على انها مجرد شبيهة لها مثل فيلم مرسيدس. ان عزيز يسكن بالقرب منكم. انتم فى الجماميز. وهو فى بيت اسلامى عريق الطراز له مشربيات وواسع يشبه بيت السحيمى. يسكن فى الجمالية وحوله المساجد العريقة الفاطمية والمملوكية. وجو الخيامية. وباب الفتوح والنحاسين الخ. وجو نجيب محفوظ والفتوات. ربما اريكم منزله وتزورونه ذات يوم.

ثم اتصل ابن تحتمس بصديق اخر له فى هذا العالم عالم حتحور الذى هو عالم ديانا احمد ايضا بكل وسخه والسيطرة الامريكوسعودية والتركوخليجية الراسمالية الاسلامية عليه. كان يعيش فى الحى 12 فى مدينة 6 اكتوبر وهو على خلاف بقية احياء المدينة هو حى عمال وسائقين وفيومية. ولذلك حين ينظر منصور من نافذة شقته على الميدان الواسع ميدان المسجد السلفى المتعصب الصفا والمروة ويرى الشوارع. يرى كما هائلا من النسوة ذوات العباءات والحجاب والنقاب. وفى الشتاء يضعن على ظهورهن وصدورهن شال مثلث له فتحة للراس مثل شال الهنود الحمر. والرجال ملتحون لحية عصر السيسى الاخوانية الخفيفة التى اصبحت موضة فى مصر. مشهد مقزز لا يثور عليه المصريون ولا يرونه شيئا يستحق الثورة عليه وتغييره. مشهد لا يتمنى المصريون ان يتغير الى رجال حليقى الوجوه ونساء مسترسلات الشعر ويرتدين ملابس غربية جيبة وبلوزة وفوقها بلوفر صوفى او معطف حريمى غربى جميل طويل بازرار وحزام. بل يحاربون بشراسة من يحاول مثل صديق ابن تحتمس واسمه صديق. من يحاول تغيير هذا الوضع البائس القائم الذى اوصلنا اليه السادات ومبارك وحافظ عليه السيسى.

سمع خونسو وحتحور ولمى ديمة شكوى صديق التى يلقيها عبر الهاتف المتطور صوت وصورة على مسامع ابن تحتمس. ويريه صورة مرسومة لكلب ابيض له طوق فى ارضية زرقاء قاتمة. ومؤخرة ذيله تحولت الى يد تمسك الحبل المربوط فى طوقه. ومكتوب فى الارضية الزرقاء القاتمة "البعض حتى لو اصبح حرا يشتاق للعبودية". قال صديق. الا ترى مدى انطباق هذه الحكمة على المطالبين بعودة ابن فاروق لحكم مصر ورافعى العلم الاخضر ومنشدى نشيد النلكية اسلمى يا مصر اضافة لكارهى وشاتمى عبد الناصر وعبيد السعودية وتركيا اردوغان فى مصر. والمدافعين عن الخلافة والغزو العربى الاسلامى للامبراطوريتين الفارسية الساسانية الزرادشتية والبيزنطية المسيحية برعاياها. قالت حتحور متدخلة فى الحديث. فعلا. كلامك صحيح. انهى ابن تحتمس المكالمة. ثم تكلم مكالمة عبر الزمن هولوجرامية تظهر جسده فى المكان والزمن الذى يريده كصورة هولوجرافية. وكانت المكالمة لقائد القوات الالمانية للامبراطورية الالمانية او الرايخ الثانى. وجواره العلم الالمانى القريب من علم مصر الحالى بالوانه ولكن كانه علم مصر مقلوبا فالاسود بالاعلى والابيض تحته والاسفل الاحمر. اى كانه علم مصر معكوسا. رحب قائد الجيش بابن تحتمس كانه يعرفه منذ سنين. وكان من الواضح انها لم تكن زيارته الاولى ولا لقاءه الاول به. كان ذلك فى نهاية الحرب العالمية الاولى. وتبدو علامات الهزيمة والالم على وجه القائد. قال القائد. لقد هزمت المانيا يا صديقى العزيز. يا مخلوق العالم الفضائى والكون الموازى. وسيتم تقسيمها وتفتيتها. قال ابن تحتمس. انا اسف يا صديقى العزيز. هذا اسوا خبر اسمعه فى حياتى. ان للحرب العالمية الاولى فى تاريخكم حسنة وسيئة. الحسنة هى سقوط الخلافة العثمانية وقيام جمهورية تركيا الاتاتوركية العلمانية وبدء ظهور الدولة القطرية المستقلة فى الشرق الاةس وشمال افريقيا. لكن السيئة هى تمزق الامبراطورية الالمانية والامبراطورية النمساوية المجرية. قلبك معك. ثم اغلق المكالمةكانها قطعت لئلا يبوح بشئ يغير التاريخ. ويدمر عالم حتحور. قال للثلاثة. اترون. هكذا امريكا وبريطانيا وفرنسا هواة تفتيت وتمزيق الدول ذات القيمة. المانيا حتى جعلوها ذيل تابع اليوم لسياستهم الداعمة للسعودية ولتركيا اردوغان وللاخوان والسلفيين والسادات عميل السعودية والاخوان وخلفائه. ولم يسكتوا حتى مزقوا يوغوسلافيا والاتحاد السوفيتى. بينما بريطانيا وحدها شاسعة بكندا واستراليا ولم يوقفها احد والولايات المتحدة شاسعة ولم يمزقها احد. وبدلا من ان يكون هدف امريكا وبريطانيا وفرنسا هو نشر العلمانية والتنوير فى الشرق الاوسط. دعموا وجود وبقاء السعودية وتركيا اردوغان وربيع الاخوان والسلفيين 2011. يهاجمون ايران فقط وغاضبون جدا من ولاية الفقيه الايرانى الشيعى والعراقى. لكنهم مسرورون جدا من ولاية الفقيه التركى والسعودى والخليجى والازهرى والاخوانى والسلفى. تماما مثل مسلمى مصر الذين صمتوا على تسليم السيسى الجزر المصرية تيران وصنافير للسعودية. صباحى مدعى الناصرية نفسه صمت. بينما كانوا سيثورون اذا كانت من تستلم الجزر دولة يهودية كاسراييل او مسيحية كانجلترا او امريكا.


سيطرت فكرة الالتقاء بسعاد او سمعانة على عقل خونسو. شبهها التوأمى باخته المتوفاة وهى رضيعة والحية فى العالم الموازى لابن تحتمس. قد جعله مصمما على لقاء هذه المراة القوية ذات النفوذ الاسطورى من زوجها ومن ابيها. مما يجعلها مستحيلة المنال واللقاء مع شخص نكرة عامى مثل خونسو. وويل لكل علمانى متنور لكنه فقير او عامى ونكرة وله اقارب قرباء وبعداء غارقون فى حزب الفقراء والنكرات والعاميين الذين يمثلون الغالبية الساحقة من شعب مصر. الحزب الاخوانوسلفى الازهرى السعودوتركى. غارقون فيه ومنتمون اليه ولو بدون بطاقة عضوية صريحة.

لكن خونسو لجا لطلب العون من ابن تحتمس لعله يمكنه من لقاء سمعانة. وكانت لابن تحتمس بحكم سلطاته العسكرية فى العالم الموازى وزياراته المتكررة لعالم حتحور هذا اى عالمنا وعالم ديانا احمد له نفوذه ومعارفه فى مصر وغيرها. مما جعله يتمكن من تعيين خونسو خادما فى فيلا سمعانة وزوجها ممدوح. وفى نفس الوقت حصلت حادثة خطرة خلال احتفال سمعانة بعيد ميلادها فى السابع من ديسمبر. حيث حاول احد الارهابيين اغتيالها وسط اصدقائها واولادها وزوجها. لكن عناية امون رع واولاده القدامى والابراهيميين والهنود والفرس كانت بالمرصاد. كان ذلك فى صباح يوم الجمعة الباكر فى الثامنة صباحا او السابعة. حيث كانت سمعانة تعشق الاحتفال صباحا باى مناسبة. والمعظم نيام. كما كانت تعشق التجوال عند النيل وفى وسط البلد والقيام باهم الانشطة فى صباح الجمعة الباكر. وفى نهارات وصباحات رمضان. توبيخا لخير امة على الكسل والنوم فى اجمل لحظات وساعات اليوم.

بدات التحقيقات مع القاتل الارهابى الذى حاول اغتيال سمعانة وتبين انه مامور بذلك من تنظيمات اخوانوسلفية ازهرية سعودوتركية. بسبب اراء سمعانة اللادينية والعلمانية والمؤيدة للسلام مع اسرائيل وارائها الرافضة لعودة الخلافة او لدعم الاستعمار التركى والسعودى وارائها الرافضة للحجاب والنقاب. لكن زعيم هذا التنظيم العصابى الاجرامى ويدعى تركى. كان شخصا سعوديا تجاوز الاربعين من عمره. نشاته تشبه نشاة ابن لادن نسبيا. فتركى هذا والذى اسرته ترتبط بصلات مصاهرة مع اهم اسرتين فى البلاد ال سعود وال الشيخ. هو من اسرة من رجال الاعمال والاقتصاديين السعوديين الكبار. اصوله الاولى مكية لكن اسرته تعيش فى الرياض منذ عشرات السنين. توفى والده وامه حبلى به. وربته مديرة المنزل الانصارية التى اختارتها امه من اسرة من قبائل الانصار بالمدينة المنورة. ورفضته امه ان تربيه اى امراة مصرية او فلبينية او غير سعودية. توفيت امه وهو طفل ايضا. ورباه جده ثم توفى ورباه عمه. الذى كان مثل جده ليبراليا اوروامريكى الطباع والعادات. بحكم كثرة اسفاره ورحلاته الاقتصادية الى دول اوروبا والى الولايات المتحدة. حاول عمه ولو عاش جده لابيه لفعل الشئ نفسه. حاول عمه تربيته على القيم الغربية. وعلمه فى كبرى جامعات اوروبا وامريكا فى الاقتصاد وادارة الاعمال وايضا فى الفلسفة والفنون والاداب والحضارة الغربية. لكن الدم البدوى الارهابى منذ الفية ونصف بل والدم السعودى والوهابى سيطر عليه. وببلوغه سن الثلاثين تزوج بامراة مسيحية ثرية مثله لكنها اكبر منه بسنوات كثيرة. منبهرا بثقافتها. تعلم الكثير ايضا من اسفاره الى الغرب والى روسيا. وشاهد الحضارة والتنظيم. كما شاهد الافلام المصرية الابيض والاسود والسبعيناتية والثمانيناتية وكذلك الافلام والمسلسلات السورية والاردنية وشاهد كيف كانت هذه الدول جنة علمانية بلا حجاب ولا نقاب ولا لحية ولا عباءة ولا تكفير ولا حدود. لكنه كان سعيدا بحالتها الراهنة التى الت اليها وانتشار الاخوانية والسلفية فيها. قرا السيرة النبوية والقران وتفسيره خصوصا ايات القتال والحدود كما فهمه عبر تفسير سيد قطب وابن تيمية وابن عبد الوهاب وحسن البنا. وامن بالفريضة الغائبة اى الجهاد والغزو واقامة الخلافة. وكانت الجمهوريات العربية العلمانية قد طابت ثمرتها. حيث تحجبت النساء وتاخون وتازهر وتمسلف الرجال فيها. فبقى فقط دخول الاخوان والسلفيين لاسقاط الحكومات العلمانية واقامة الخلافة. وهو ما فعلته داعش وثوار الربيع العربى الاسلاميين الاخوانوسلفيين والليبراليين وادعياء الشيوعية. بمباركة اوبامية واوروبية وتركية وسعودية وخليجية. وكان تركى هذا احد الداعمين الكبار بالمال والسلاح لداعش وثوار الربيع العربى. كما انه امر بنفسه بالغارات والهجمات. ويحيا الان متنقلا بين تركيا والسعودية ودول اوروبا. شجعهم فكريا على اقامة الخلافة على انقاض الجمهوريات العربية خدمة للسعودية وتركيا. وشجعهم على السبى واخذ الجزية تاسيا بالاسوة الحسنة. وكان يرى نفسه ويرونه ايضا مقلدا جيدا او copycat to a serial killer and a godfather of mafia .. للاسوة الحسنة. ولكتابه الابراهيمى الاسلامى المقدس ولسيرته. وايضا لاخوانه وسلفييه وازهره ولابن عبد الوهاب وحسن البنا وسيد قطب. كما حظى بحريم من السبايا وعبيد وخدم من الجمهوريات العربيات تونس وليبيا وسوريا والعراق. ومن مصر ايضا. لكن الفرق انه نال بالقوة هؤلاء الجوارى والعبيد من تونس وليبيا والعراق وسوريا. لكنه نال من مصر كل ما يريد بالرضا ودون قوة. فمصر مخزن للمنقبات والمحجبات والملتحين والمتعصبين لا يقل عن السعودية وافغانستان. مصر لها ايادى بيضاء منذ السادات على الصحوة الاسلامية بعدما كانت لها ايادى بيضاء فى نشر العلمانية والاشتراكية والقيم الغربية فى عهد ناصر. مصر والسعودية وتركيا والصومال والسودان وافغانستان وماليزيا واندونيسيا كلها مخازن لزريبة الصحوة الاسلامية من العوام. تركى هذا نال من مصر جوارى وعبيد وله علاقات سرية مع العسكر الحاكمين لمصر. ومع المخابرات المصرية وامن الدولة اى الدولة الاسلامية العميقة كما سماها مجدى خليل. كما له علاقات علنية مع البرادعى وصباحى والمعارضة الليبرالية والناصرية والشيوعية التى هى مجرد فروع خبيثة للاسلاميين وللاخوانوسلفيين فى مصر. كان تركى عبده هذا يهوى الاغتيالات. لكل معارضيه. لاى صحفى او كاتب منور ينتقده او ينتقد الاسوة الحسنة او معتقد الالفية والنصف الاخيرة. ولاى شاعر يكتب فيه قصيدة هجاء. لم تكن نيته فتح مكة او المدينة المنورة مثل اسوته الحسنة. واسلمة الجميع بالخوف والسيف. فالمدينتان المقدستان غارقتان فى السلفية والاخوانية حتى النخاع مثلهما مثل كل مملكة الارهاب والظلام والخوف التى تقتل وتقمع كل انسانوكل حرية بمباركة ودعم امريكى اوروبى عجيب وغريب من اجل النفط. النفط دمر كل مبدا علمانى او اخلاقى. وجعل امريكا واوروباتدافعان عن مملكة الارهاب الاسلامى الاولى فى العالم. لكن تركى عبده كانت عيونه على لندن وباريس وواشنطن تلك المدن التى بعثه اليها عمه المتنور الحر. لعله يتخلى عن اجرام سعود والشيخ والاسلام. لكن الافعى لا تستحيل حمامة يوما. فقد حقد تركى على تلك البلاد والمدن. خصوصا بعدما تعامل مع اهلها ومثقفيها من كافة الاديان والفنون والعلوم. ووجدهم يرفضون افكاره المحمدية التى ترفض محبة البشر وترفض الحرية الدينية والسياسية والجنسية وترفض النظام الجمهورى والدولة القطرية الوطنية القومية. افكاره التى تؤيد الحدود والحجاب والعباءة واللحية والجزية وتكفير المسيحى واليهودى والبوذى والدرزى والشيعى والايزيدى والصوفى وتعادى الحضارات والاديان الحالية والقديمة. لذلك صمم ان يغزو عواصمهم ويذلهم ويدخلهم بالخوف والسيف الاسلام كما فعل اسوته الحسنة فى فتح مكة. ان هذه العواصم هى مكة الحرة المتنورة الكوزموبوليتانية التعددية المنفتحة على العالم. ذلك النموذج الذى لم يعجب مؤسس الاسلام. والذى نجح فى تدميره للابد مع فتح مكة. لم يكن تركى عبده مهتما بغزو القاهرة او دمشق او طرابلس الغرب او تونس العاصمة. بعد الان. فقد فعلها بدعمه ثوار الربيع العربى الاسلاميون. وفعلها الاخوان والسادات تدريجيا. بمجرد ان تمكنوا من تحجيب الممثلات اللواتى اصبحن مدافعات غضوبات عن الاسلام وكانهن نسخ من الاخوانية الارهابية زينب الغزالى. وتمكنوا من تحجيب معظم المصريات فى وباء غريب منذ التسعينات. فقد نجحوا فى غزو عقول المصريين والمصريات وايضا عبر فروع الاخوان فى سوريا وللاسف عبر القذافى الذى تاسلم وصدام البعثى الاشتراكى الذى تاسلم. ثم انفتح بكابورت وبالوعة الصرف الصحى الاسلامية مع استيلاء شيوخ الشيعة وارهابيى القاعدة السنية على حكم العراق 2003. ثم مع عودة الاخوان لتونس واستيلاءهم على الحكم بمباركة من جيوش مصر وتونس. ثم مساعدة امريكا وحلف الاطلسى بنجاح لهم للاستيلاء على حكم ليبيا. وفشلهم فى سوريا. واصبحت شعوب الجمهوريات العربية بعد العلمانية والاشتراكية والقيم الغربية اصبحوا مجرد توابع وعبيد للخلايجة وللاتراك وللاخوانوسلفية والحزب الاخوانوسلفى.

لم تفعل الشرطة المصرية سوى ان زادت من الحراسة على سمعانة وقصرها واسرتها. كما تفعل مع الكنائس. فلا حل اعلامى وفكرى. ولا تشجيع سيساوى لحرية الراى وحرية نقد الاسلام. ولا حتى تمرير لقانون منع النقاب. على الاقل النقاب. ولا برامج فى القنوات المصرية تنتقد الحجاب وتفضح تهافته وترفضه. او تبث كراهيته فى نفوس الشعب المصرى. واشفق خونسو على سمعانة شبيهة اخته باسنت الى حد التطابق. كان يود حمايتها من هذا المجرم السعودى الاخوانوسلفى الذى له اصول تركية عثمانية اردوغانية ايضا من جهة امه. هذا المجرم المدعوم من الليبراليين المصريين والليبراليين الذين يحكمون المانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وحتى الولايات المتحدة. والمدعوم من دولته السعودية بكل قوة من ال سعود وال الشيخ. انه عالم غربى ظالم يدعم الاخوان والسلفيين والازهريين ويدعم افغانستان الارهابية وباكستان والصومال والسودان. بعدما تحولوا دولا دينية ارهابية اجرامية. ويدعم السعودية وتركيا اردوغان. وفى مصر نظام السيسى المجهول الهوية لا احد يدرى اهو علمانى ام انه فرع خبيث من الاخوان والسلفيين والازهريين. ام انه مجرد شخص يريد ان يحكم ولا يملك الشجاعة التى تمكنه فى لحظة فارقة فى 30 يونيو 2013 ووسط غضب الشعب من الاسلاميين ان يستاصل شافتهم وللابد بضربة واحدة قاصمة. فوت الفرصة واتجه لحبس المتنورين واذلالهم. بل ويتسول بمنتهى المذلة من السعودية والامارات .. وهو والسادات ومبارك وشعبه ساهموا فى تحقير واسلمة وتحجيب وتنقيب مصر. واستعبادها للخلايجة واخوانهم وسلفييهم وازهرهم. ملابسيا وفكريا ودينيا وفى كل مجال.

وبينما خرج خونسو لشراء بعض احتياجات منزل سمعانة. اذ التقى بفتاة علمانية لكن فقيرة. بلا حجاب ولا نقاب ولا عباءة. ابوها صاحب محل حدايد وبويات. وامها صاحبة محل خضراوات.



علمانية ولكن فقيرة. هذا امر عجيب. فالعلمانية مذهب الطبقة الراقية والمتوسطة العليا التى تسكن فى شقق 200 متر وفى الاحياء المتميزة فى المدن الجديدة والكومبوندات وفى مصر الجديدة والمهندسين الخ. لم يكن معنى ان والديها يملكان محلات انهم اغنياء. فقد امتلكا المحلات وراثة. ايام رخص الاسعار. كان اسم الفتاة شروق نور شمس. وتختصره شروق.

استمع خونسو عبر الهاتف المحمول الذكى. الى بعض اغانى عبد الوهاب الوطنية وتذكر كيف كان وحتحور يستمعان باستمتاع الى هذه الاغانى الناصرية الرائعة والراقية. وهو يتامل شروق. ثم استمع الى محاضرة لاستاذ تاريخ بجامعة القاهرة يتكلم عن الشروط الواجب توافرها فى السلام الوطنى المصرى او النشيد الوطنى المصرى ليكون مناسبا. واخذ يقارن بين اسلمى يا مصر ووالله زمان يا سلاحى واخيرا بلادى بلادى بلادى. كما ايد المادة التى تصف العلم المصرى فى دستور السيسى. وخلص الى ان نشيد بلادى بلادى بلادى جيد ولكنه مقتضب واغفل امورا مهمة. منها ان ينص على الوان العلم المصرى الاحمر والابيض والاسود والنسر الذهبى. وايضا ان يذكر بالتمجيد ناصر وكامب ديفيد وتحتمس وخوفو وحتشبسوت واحمس ورمسيس وبطليموس. وكذلك يمجد التنوير والعلمانية والسفور والتبرج.

وكان لشروق وابيها يونس. جارة تعمل استاذة فى جامعة القاهرة. لها اراء حرة تجعل عوام المسلمين يهاجمونها. اراء ضد تسامح المسلمين مع عدوان تركيا على العراق وعدوان السعودية على اليمن مقابل غضبهم العارم من عدوان اسرائيل على غزة. وايضا نقدها لدعائهم للمسلمين فقط وحديث المسلم من سلم المسلمون وليس الناس من لسانه ويده. وايضا اعتبارها الحجاب ليس من القرآن ولا من السنة. ولها اراء مثل القرآنيين الا انها تزيد عليهم ايضا تعطيل ايات الحدود والتكفير والجزية والكراهية.

حضرت لها شروق التى من عمر خونسو وحتحور ولمى ديمة وابن تحتمس اى فى سن المراهقة واولى جامعة. حضرت لها محاضرة فى الادب العربى الحديث. حيث كانت تهوى تلاوة قصائد نزار قبانى السياسية التى تفضح الخلايجة وبيع شعوب وحكام ونخبة الجمهوريات العربية ذممهم للخلايجة مثل صاحبة السمو حبيبتى سابقا ... وشرحت بيتين من قصيدته هجم النفط مثل ذئب علينا .. فقالت: هجم النفط بخلايجته واخوانه واتراكه وسلفييه وساداته وسيسيه
على علمانية وسفور وتبرج وغربية مصر والجمهوريات العربية.

فاستسلم المصريون وصاروا عبيدا فورا للخلايجة ولملابسهم ودينهم. وباعوا بناتهم وذمتهم ومصريتهم وفرعونيتهم وارضهم وقيمهم الغربية وكل شئ للسعودى والخليجى.

هجم النفط مثل ذئب علينا
فارتمينا قتلى على نعليه

هكذا ذكرت شروق لخونسو حيث توطدت صداقتهما. وكان خلال خروجاته من سراى سمعانة للتسوق يلتقى بشروق التى تعمل وقت الفراغ من الدراسة فى صيدلية وسوبرماركت ملحق بها. فتصطحبه الى ابيها يونس الذى يرحب به. ويتامل ويتفحص خونسو الادوات والعدد المختلفة فى محل الحدايد والبويات الخاص بوالد شروق. واصبح يشترى الخضراوات والفواكه من محل والدة شروق من اجل احتياجات سراى سمعانة. كما دلته شروق على خالتها التى تعمل فى محل علافة وعطارة. كانت عائلة شروق مثقفة جدا رغم فقرها. ورغم قلة تعليم امها وخالتها وابيها. الا انهم يهتمون بتعليمها العالى. والثلاثة ليسوا اميين بل لم يكملوا تعليمهم. توقفوا عند الاعدادية. كان خونسو يذهب مع شروق كل احد الى الكنيسة ليصلى معها. وطلب منها ان تعلمه ماذا يقول. كانوا اقباطا وكان ذلك سر ثقافتهم وتنورهم رغم فقرهم. لم يعانوا من تلقينهم الكراهية والتكفير. ولم يكن انتماؤهم للسعودية بل انتماؤهم لمصر. وكانوا يعلمون الفضل العظيم للحضارة الغربية والقيم الغربية على العالم. وعلى اخراج العالم العربى والاسلامى من ظلمات الاسلام الى نور العلمانية. لم يكونوا حاقدين على الغرب ولا متمنين سقوطه لينشئوا خلافتهم السعودية التركية الداعشية الافغانية الصومالية السودانية الباكستانية العفنة والدموية والتخريبية. لم يحاولوا بجنون عظمة ووقاحة الادعاء بان الشريعة الاسلامية والحكم بها سيؤدى لتقدم مصر والجمهوريات العربية. ولم يصابوا بهوس ارتداء الحجاب والنقاب واطلاق اللحية وارتداء الجلباب الخليجى والعباءة. كان يونس فى بيته يرتدى جلباب الفلاحين والصعايدة الازرق الشهير والصديرى وكل شئ اعتزازا منه بهويته المصرية. وكانت ام شروق وتدعى نور وخالتها وتدعى شمس وهذا سر تسمية شروق باسم مركب ثلاثى. لحب يونس لزوجته واختها.

شاهد خونسو ذات مرة حلقة من رافت الهجان وحلقة من مسلسل البشاير مع عائلة شروق. فى وقت فراغهم جميعا. وقالت له شروق. كم اتمنى تحويل مسلسل البشاير هذا ليصبح محمود عبد العزيز واسرته علمانيون قاهريون. ومديحة كامل نحولها الى اخوانوسلفية محجبة او منقبة تابعة لجماعة اسلامية تطاردها بدلا من طاقم التمثيل الذى يطاردها. وكم اتمنى ايضا ان ينتجوا مسلسلا مصريا يمجد السلام مع اسرائيل ومزايا كامب ديفيد بدل كل هذا التحريض المتواصل لقنوات مصر الاخبارية وافلام مصر على اسرائيل.

وكان مكتوبا على عتبة سقف بيت يونس من داخل البيت فوق باب الشارع. "مهما حصل لم ولن افقد اتحادى التام بامى مصر الارض والتاريخ. ولا صلة لى بسفاهات الشعب المتعصب اسلاميا والحكام والمعارضة". التقى خونسو بالسيدة الاستاذة من جامعة القاهرة ذات الاراء التى تهددها بالسجن بتهمة ازدراء الاسلام. وسمع منها رايها المثير. انها تريد تصنيع اسلام اقرب لليهودية والمسيحية وايضا للبهائية والبوذية والهندوسية. اسلام يؤمن بنظرية التطور وداروين. اسلام ملغى منه ايات القتال والتكفير والحدود وملغى منه حديث الردة وحديث تحريم الفنون. اسلام يدين الفتوحات الاسلامية ونظام الخلافة البائد. اسلام يرفض الاخوانية والسلفية ويرفض اردوغان وال سعود. اسلام يؤمن بتناسخ الارواح. ويؤيد الحرية الجنسية والابداعية والفنية والسياسية الكاملة. اسلام يؤمن بالمحبة المسيحية والتسامح البهائى. ولا يجد غضاضة فى نحت ورسم محمد وكل الانبياء والملائكة واحداث القرآن على جدران المساجد الداخلية. كما انه اسلام يعترف بصحة الكتاب المقدس. اسلام يؤمن بالنبيات الاسرائيليات المذكورات بالعهد القديم وبالاسفار القانونية الثانية.

وكانت ترتدى خاتما محفورا عليه اسم ابنها او ابنتها لا يدرى خونسو. اسمه او اسمها باسيفيك اوشن. غريب ان يكون اسم رجل او امراة "المحيط الهادى" .. ان ذلك يشبه تسمية انسان باسم مدينة او عاصمة او دولة كاملة. او باسم كوكب او مجرة او قارة. كان خونسو يحب الاسماء المبتكرة فاسمه نفسه مبتكر. ما المانع ان نسمى اولادنا وبناتنا باسم ملوك الفراعنة المهمين. وباسماء الملائكة وبالاسماء المقدسة فى المسيحية واليهودية والهندوسية والزرادشتية والبهائية. والاسماء المركبة التركية والعربية والفرنسية والمكسيكية. وباسم شهر مثل يونيو او يوم فى الاسبوع مثل خميس او جمعة. واسماء عظماء مثل نزار قبانى او تشارلز ديكنز او والت ديزنى او فيكتور هوجو او الكسندر دوماس او نبيل فاروق او ميكيلانجلو. او باسم مخترعين ومكتشفين اوروبيين. وتشوق خونسو للقاء المحيط الهادى مجسما فى انسان.

عاد خونسو الى منزل سمعانة. وهو يستمع عبر الموبايل الذكى السامسونج الاندرويد لبعض الاغانى التى يعشقها هو وحتحور. مصر هى امى وعيون ايزيسا لعفاف راضى. ويا جمال النور والحرية و يا نسمة الحرية واليوم فتحت عينيا ويا مصر تم الهنا وانده على الاحرار لمحمد عبد الوهاب. انها تصلح الهاما يضاف لنشيد بلادى بلادى بلادى. اين الحرية التى يتكلم عنها عبد الوهاب الان فى زمن السيسى الراسمالى وزمن الخمار والحجاب والنقاب واللحية والعباءة والجلباب. وحين يسمع اغنية باسم مين انتم يا خارجين ع الشعب باسم مين لام كلثوم. يشعر انها منطبقة تماما على ثوار الاخوان والسلفيين الذين ثاروا فى تونس لاعادة حزب النهضة وفى سوريا لاسلمتها وتدمير اشتراكيتها وقتل اقلياتها وفى ليبيا لاسلمتها وخلع القذافى انه ربيع اوباما اللعين.

وكلما امتعض خونسو وحتحور من الذين يبيعون مصر هم واولادهم من اجل حفنة ريالات سعودية ودراهم ودنانير خليجية ومن اجل حجاب ونقاب وخمار وعباءة ولحية وجلباب. ويهاجرون للعمل فى الكيان السعودى... ويكرهون مصر هم واولادهم. ولا يملكون اى انتماء لمصر الارض والتاريخ. وكل انتمائهم لخليجيين يذلونهم بنظام الكفيل ويحتقرون مصرهم وناصرهم ويحتقرونهم وغسلوا ادمغتهم فاخرجوهم من نور العلمانية والتنوير والقيم الغربية والتسامح مع العالم وحب قدماء المصريين والبشر والحضارات البشرية كلها الى ظلام الاسلام واخوانه وسلفييه والكراهية والتكفير والدعشنة والازهرة وتقاعس مبارك عن اجهاض الحجاب واخونة ومسلفى المصؤيين منذ التسعينات وتقاعس السيسى عن انتهاز الفرصة فى 30 يونيو 2013 لاستئصال شافة الاسلاميين اخوانا وسلفيين وازهريين من مصر وتخليص المصريات من عقلية الاخوانية والسلفية والتكفير والحدود والحجاب وعبادة السعودية وعبادة الصحابة والخلافة وعبادة تركيا اردوغان التى تحكمت بالمصريين والمصريات. فيستمع عندها خونسو وحتحور الى بعض اغانى عفاف راضى الرائعة بملامحها المصرية القديمة وبثيابها الغربية الحلوة بلا حجاب ولا نقاب ولا خمار ولا عباءة. فيستمعان الى حبك اصيل وكفاية واحنا شبابك يا بلادى و يا اعلى نجمة فى سمانا يا بلدى يا مصر. ويستمعان الى رائعة سيد درويش قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك.. ويضيفان للنصارى واليهود البهائيين والشيعة والصوفية والعلمانيين والاشتراكيين والملحدين. ويغيران كلمة سعد الى جمال.

ويستمعان الى اغنية مطالب شعب لعبد الحليم حافظ. حيث المطالبة بالوحدة العربية الاشتراكية الكبرى تحت قيادة وبرئاسة مصر وجمال. حيث تكون جمهورية اشتراكية علمانية تقدمية كبرى ليس فيها مكان لال سعود ولا لاردوغان ولا لحجاب ونقاب وعباءة ولحية وجلباب وخمار. ولا مكان فيها لمملكة هاشمية متعصبة ولا ممالك خليجية جاهلة سلفية واخوانية تكره مصر كل هذه الكراهية وتستعبد المصريين الذين باغلبيتهم اصبحوا مغسولى الادمغة يريدون عودة فاروق واولاده للحكم ويريدون ضم مصر للسعودية او لتركيا. ويرفضون الاشتراكية والعلمانية والسفور والتبرج والتنوير والقيم الغربية والحريات الكاملة. ويستمعان لاغانى ناصرية اخرى لعبد الحليم وام كلثوم مثل قم واسمعها من اعماقى. وصورة صورة. وطوف وشوف. والفجر الجديد. ومحلاك يا مصرى. واغنية محمد قنديل ع الدوار. واغنية عبد اللطيف التلبانى من فوق برج الجزيرة.... واغنية عبد الحليم عدى النهار. التى ورغم انها كتبت عن نكسة 1967. ولكن تشعر انها تتحدث عن عهد السادات وعهد السيسى. وجوانب من عهد مبارك. تشعر انها تتحدث عن تدمير السادات للاكتفاء الذاتى والاشتراكية والمكتسبات الناصرية والاشتراكية. وتتحدث عن تحول المصريين والمصريات من العلمانية والتنوير والقيم الغربية والملابس الغربية العصرية. الى الخمار والحجاب والنقاب والجلباب والعباءة واللحى والى الاخوانية والسلفية والازهرية والعبودية للسعودية ولتركيا. ويستمعان الى نشيد الجامعة لام كلثوم حين يذهبان للجامعة.

دخل خونسو الى منزل سمعانة وفى راسه كل هذه الذكريات والاغانى والشرود. واستمع الى سمعانة وهى تقرا فى صحيفة ما. جانبا من قصة حياة تركى عبده وكيف تحول الى الارهاب ورئاسة عصابة ارهابية ومؤسس فكرى وفعلى للارهاب الحديث اسوة بالاسوة الحسنة. توفيت زوجة تركى الاولى الثرية المسيحية. والتى كانت تخفف من ارائه الارهابية وجموحه الاسلامى المتعصب. وتقود حياتهما للسلام والمحبة وبر الامان. وتوفى عمه الليبرالى المتنور. وبقى هو وعقله نهبا لشياطينه الاسلامية التى خرجت من اوكارها بالكتاب والسنة والسيرة والفقه وكتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب وحسن البنا وسيد قطب. لتحتل عقله احتلالا كاملا. واختار ابنة صديقه الطفلة ليتزوج بها. وصديقه المغسولة دماغه على يده وافق فورا. عارضت الام. فاغتالوها. وتوالت زيجات تركى عبده بمختلف الاعمار. وافتى بانه الصورة الحية الجديدة للاسوة الحسنة فيحق له الزواج بعدد لا نهائى من النساء وسبى ما يشاء ونيل الخمس من غنائم داعش وغيرها من المجاهدين الاخوان والسلفيين والازهريين.

دخل خونسو على سمعانة بعدما انهت قراءة هذا المقال لزوجها واحدى اخوتها البنات. شبيهات سهير زكى ونجوى فؤاد ونعيمة عاكف. وانصرف زوجها للنوم واختها لمنزلها. وبقيت هى. جميلة بنفس ملامح وتصفيفة شعر سامية جمال. تشبه اخت خونسو الحية ولم تتوفى رضيعة فى عالم ابن تحتمس الموازى. اراد ان يفاتحها فى شبهها باخته ولكن كيف يشرح لها مسالة العالم الموازى. ثم شرد بتفكيره فى استاذة الجامعة جارة الفتاة شروق نور شمس. هذه الاستاذة المصرية الجميلة كما كانت المصريات قبل السادات ومبارك والسيسى اللعناء بفستان غربى عصرى انيق بلا حجاب ولا نقاب ولا خمار ولا عباءة. واسمها عزيزة. وهى عزيزة حقا. كانت متزوجة مدنيا فى قبرص سرا برجل ارمنى. ظل على ديانته المسيحية. ولكنها تقدمه فى مصر هنا على انه مصرى مسلم يساعدها فى ذلك اتقانه التام للهجة العامية المصرية. وذلك منعا لاضطهاد الشعب المصرى العظيم المتعصب الداعشى السيساوى الاخوانوسلفى الازهرى الريفى المغلق العقل. لها كونها مسلمة متزوجة بمسيحى بقى على ديانته. انه شعب وحكومة وجيش لا يحترمون حرية الانتقال من الاسلام لديانة اخرى او للادينية وحرية المسلمة بالزواج بمن تشاء مهما كانت ديانته دون اجباره على تغيير ديانته. كانت عزيزة رائعة الجمال تشبه هند رستم كثيرا فى شبابها. وحتى تصفيفة شعرها.

قبل خونسو يد شبيهة اخته سمعانة فجاة فاجفلت وخافت منه وقالت. ماذا تفعل يا خونسو. هل جننت. قال خونسو. انا اسف سيدتى ولكنك تشبهين اختى كثيرا. قالت. اول مرة اعلم ان لك اخت. قال خونسو. وهى تشبهك الخالق الناطق كانكم توامتان متماثلتان. قالت سمعانة. واين هى الان. قال. توفيت منذ عدة اشهر فى ربعان شبابها. او هكذا يقول الناس. حيث اختفت من منزلنا فجاة خرجت ولم تعد. واعتبروها مفقودة ولم تستدل على مكانها الشرطة على الاطلاق. ارجوك ان تغفرى لى ارتباطى بك مثل ارتباطى باختى باسنت. هدات سمعانة وهدا غضبها من خونسو. وقالت باسمة حنونة الان. حسنا. قال. هل يمكنك ان تعانقينى لو سمحت يا باسن.. اقصد يا سيدتى.

فى اليوم التالى عاد خونسو الى شروق والى عزيزة. كانت شروق فى مثل قوام وملامح وتصفيفة شعر مارلين مونرو. جلس ليستمع من عزيزة لبعض ارائها .. فى الحقيقة القوام العام لشروق يشبه سافيتا بطلة الكوميكس الهندى الجنسى. وعزيزة بحجمها وسمنتها وحتى بعض ملامح وجهها وحتى كعكة راسها تشبه فيلاما بطلة الكوميكس الهندى الجنسى الشهير. فهل لهما مغامرات غرامية مع رجال وشبان متعددين مثلهما. ربما. انه بحاجة لتوطيد علاقته اكثر بشروق وعزيزة ويكسب ثقتهما حتى يتعرف الى اسرارهما الانثوية اكثر. ولكن الحقيقة لم يكن يتوقع ابدا ان يكون لهما عشاق من فئات جاهلة او منحطة تعليميا او مهنيا. بالتاكيد ذوقهما افضل مليون مرة من ذوق كتاب قصص منتدى نسونجى فى عهد المشرف الاردنى الداعشى شوفونى. ولن تعشقا زبالا او طفل شوارع او شابا صائعا مجرما من شباب 2018 فى مصر الذين مثلهم الاعلى السبكى وافلامه والبلطجة ومحمد رمضان والملتحين وشيوخ الاخوان والسلفيين والازهر. ولن تعشق صعيديا اميا او بوابا مثلا. او شخصا سعوديا او خليجيا يشتريها ببداوته وعقاله وجلبابه وجهله واحتقاره للعلمانية وللمصريين والمصريين الذين اصبح يشتريهم ويستعبدهم اليوم من اكبر راس اى السيسى والخطيب وغيرهما وحتى اصغر مصرى عادى وجعلهم يعملون فى بلادهم عبيدا يذلهم ويعتدى على اولادهم ويقتلهم ويهينهم وجعلهم يتمسلفون ويتاخونون ويرتدون اللحى والعباءات والخمار والحجاب والنقاب ويتخلون عن ملابسهم وملابسهن العصرية الغربية. بالتاكيد ستعشق نحاتا ورساما. ستعشق استاذ جامعة مثلها بجامعة القاهرة فى كلية ادبية نظرية او كلية عملية علمية. ستعشق رياضيا اولمبيا. ستعشق موظفا اجنبيا محترما بسفارة اجنبية. ستعشق سوريا او عراقيا او لبنانيا او جزائريا او تونسيا او ايطاليا او فرنسيا او امريكيا او بريطانيا او روسيا او المانيا او اسبانيا او برازيليا او ارجنتينيا او مكسيكيا او علمانيا ايرانيا. وبالتاكيد لن تكون مجرد علاقة اشباع رغبة جنسية او نكاح او افراغ شهوة والسلام مثل قصص نسونجى او حتى مثل فيلاما وسافيتا نوعا ما. بل ستكون علاقة صداقة واخاء وتبادل خبرات علمية وفكرية وتزاوج عقول ومبادئ وارواح قبل ان يكون نكاح اجساد واعضاء تناسلية.

فى اليوم التالى حضر خونسو ندوة ثقافية مهمة للاستاذة عزيزة. واستمع لها وهى تحاضر وتقول :

"هجم النفط بخلايجته واخوانه واتراكه وسلفييه وساداته وسيسيه
على علمانية وسفور وتبرج وغربية مصر والجمهوريات العربية.

فاستسلم المصريون وصاروا عبيدا فورا للخلايجة ولملابسهم ودينهم. وباعوا بناتهم وذمتهم ومصريتهم وفرعونيتهم وارضهم وقيمهم الغربية وكل شئ للسعودى والخليجى.

هجم النفط مثل ذئب علينا
فارتمينا قتلى على نعليه"

وقالت عزيزة ايضا :

"الليبراليون نكبة على مصر

ميعوا الحقائق والامور

يدعمون الراسمالية ويحاربون مصالح الشعب

ويدعمون قيام الاحزاب الدينية بدعوى الحرية

ويدعمون السعودية وتركيا

هم اسلاميون حتى النخاع

هم خدم للاسلاميين فى مصر والعالم
وخدم للراسمالية المتوحشة ومؤيدون لعودة ملكية اسرة محمد على لمصر

يدافعون عن النقاب والحجاب. وحق الاسلاميين فى اقامة الخلافة وتطبيق الحدود

كل مواقف الليبراليين فى مصر والعالم مشينة وهم اخطر من الاسلاميين"

وقالت عزيزة ايضا:

"س. متى سيحترم الخلايجة المصريين ؟
ج. حين يتوقف المصريون عن التسول من الخلايجة واستعباد انفسهم للخلايجة من اجل حفنة ريالات او دراهم ودنانير. وحين يعود المصريون للاكتفاء الذاتى. ويرتدون ملابس العالم الغربى والعالم كله. بدلا من ملابس الخليج من حجاب ونقاب وعباءة ولحية."

وقالت ايضا: "السيساوى هو ذلك الشخص الذى يريد تسليم مصر للسلفيين والازهر بدلا من تسليمها للاخوان."

وقالت عزيزة ايضا تعليقا على قتل سعودى لصيدلى مصرى. واعتداء كويتيات على مصرية والاهانات السعودية والكويتية والخليجية المتكررة لمصر ودفاع المصريين المستميت عن ممالك الخليج الفارسى: "من باعوا وطنهم مصر من اجل حفنة ريالات او دنانير ودراهم. كان جزاؤهم العادل الاهانة والقتل. وهذه جريمة شعبنا المصرى وحكوماته معا منذ السادات للسيسى"

كانت عزيزة جميلة بشعرها وصوتها وملامحها القريبة جدا من ملامح هند رستم وهى شابة وصوتها. وكانت ترتدى فستانا اسود محبوك تماما على جسدها يبرز كبر نهديها وامتلاء جسدها وانوثتها. وكانت مخططا بخطوط بارزة خيطها بارز عن سطح الفستان يشبه جدا فستانا شهيرا لمونيكا بيلوتشى.

سعد خونسو كثيرا بمحاضرة عزيزة. وعاد الى منزل حتحور ليزورها فى اجازة يومين منحتها له سمعانة ليزور حبيبته وجيرلفرينده. كان قد قدم لحبيبته حتحور تورتة بمناسبة شهرها الذى اسمها على اسمه هاتور فى نوفمبر الماضى. وفى باله ان يقدم لها هدية فى شهر ميلادها بشنس. كما قدمت له هى من قبل ساعة يد ثمينة بمناسبة شهر ميلاده توت. ورحب به ابن تحتمس وحبيبته السورية العلوية لمى ديمة. قرر الاربعة النزول الى محل بيع الحيوانات الاليفة واشترى خونسو لحتحور قطا سياميا تقليديا صغيرا رائعا اسمته حتحور كاكاو او كوك وا. وتساءلت اهو من سلالة نبتون او ابوللو شوجركين قطى احمد المصرى وسلاف السورية بطلى رواية المصرى الاخير. ماء لها القط بنعومة. فضحكت حتحور وحنت عليه كما حن عليه خونسو ولمى ديمة. ولاطفوه بتدليل كالاطفال.

فى تلك الليلة وبينما كان ابن تحتمس يسير للحمام مستيقظا من نومه فى منتصف الليل بعد ممارسة حب ساخنة جدا وكاملة وطبيعية مع لمى ديمة. اذ سقطت منه دون ان يدرى فلاشة او فلاش درايف خاص باندرويد. وتدحرجت عبر عقب باب غرفة حتحور وخونسو. لتستقر عند الكومودينو المجاور لجهة السرير التى ينام عليها خونسو وعاد ابن تحتمس بعد استعماله الحمام الى غرفته ونسى كل شئ عن الفلاشة. لما استيقظ خونسو باليوم التالى من حضن حتحور وقطهما كاكاو. عثر على الفلاشة ولم يدرى ما الذى جاء بها الى هنا ولم يعلم فحواها ولا انها تخص ابن تحتمس او غيره. شعر بالفضول لمعرفة محتواها. فوضع سماعة اذنه فى موبايله. وادخل الفلاشة فى مكانها. فوجئ بابن تحتمس على الشاشة بتاريخ الامس. قد دخل ثقب دودى وبعد قليل عاد يحكى ما شاهده. لقد وجد عالم موازى يشبه عالم حتحور جدا جدا نفس ممالك النفط والحجاب والنقاب وداعش والربيع العربى الخ. لكنه وجد خونسو موازى فيه. ومذكرات خونسو موازى جديد.

وهكذا فى عالم مواز اكتشفه ابن تحتمس وجد خونسو نسخة منه هناك. بعدما تذكر انه كانت له اخت كبرى وتوفيت وهى رضيعة. وجدها حية ترزق فى هذا العالم الموازى. ووجد ايضا له اخوة ذكور اكبر منه... تكلم ابن تحتمس مع نسخته خونسو الموازى. وفى هذه الفلاشة نص الحوار.

قال خونسو الموازى لابن تحتمس الذى قدم له نفسه على انه خونسو المتوفاة اخته وهى رضيعة بسبب تطابق ملامحه كما نعلم مع ملامح خونسو. اختى الوحيدة شاهندة تكبرنى بنحو 16 عاما مثلك واختك المتوفاة وهى رضيعة. هى من مواليد 1965 اما انا ليس مثلك فانا من مواليد 1981. هى من مواليد برج القوس وانا من مواليد برج العذراء مثلك وهى مثل اختك ايضا. لى اخوة بنون متقاربون معها فى السن. وهى متزوجة ولها ولدان. كنت اشفق على شاهندة اختى هذه التى تزوجت منذ كانت مراهقة فى ال19 من زميلها بالكلية بجامعة القاهرة اى عام 1984. لم تعرف رجلا قبل ولا بعد زواجها تماما مثل اى فتاة مصرية عادية. تزوجته عن حب شديد. واكملا دراستهما بعد الزواج وتخرجا بنجاح. اخلصت له. ولم تعرف من الرجال سواه وكان ثعلبه اول واخر ثعلب يدخل كعثبها ومعبد حبها وانوثتها. قررت ان افعل شيئا حيال ذلك. فهى لم تحظى من الدنيا وتنوعها باى شئ. بل وكانت اولا علمانية متنورة سافرة متبرجة غربية القيم والملابس وفجاة تحولت فى اواخر التسعينات مع انتشار الاخوانية والسلفية الكاسح فى الشعب المصرى بفضل السادات ومبارك.. تحولت الى تكفيرية اخوانوسلفية محجبة ومنقبة حتى ومعبأة بالعباءة .. واتتنى الفرصة حين سافر زوجها للاعارة فى السعودية عام 2001. كنت انا فى العشرين من عمرى وكانت هى وكذلك زوجها فى السادسة والثلاثين من عمرهما.

اختلقت انا لها بطاقة شخصية او رقم قومى باسم اخر لئلا ينفضح اسمها الحقيقى. وقررت تخديرها وتصويرها خلسة مع صديق لى كان يريدها ومعجب بها منذ زمن. لكن ليس اغتصابا. انما فقط صورته جوارها بالفراش يقبلهما وهما عراة حفاة تماما. كى اوحى بحدوث علاقة. بل وجعلته يلطخ بسوائله عانتها لايهامها اكثر. ثم انصرف الصديق بعدما منعته بالقوة من التمادى معها. ولما افاقت ووجدت نفسها عارية انهارت باكية وهى تسالنى عما جرى. اريتها الفيديو وهددتها به لتنفذ ما اريد بعدما فشلت كل جهودى السلمية طوال شهور كثيرة جدا بل وسنوات مضت منذ سفر زوجها للاعارة لاقناعها بروح المغامرة والتغيير .. كانت كاى فتاة عربية او مصرية او مسلمة لها تقاليدها وحبها الشديد لزوجها واخلاصها الكامل له .. لكننى لعبت لها على وتر الحور العين وتعدد الزوجات وظلم المراة بهذه التشريعات.. وقلت لها ان عليها التخلص من هذه الثياب السلفية الاخوانية السعودية التى ترتديها.. وتعود امراة مصرية او غربية. لم تقتنع شاهندة بالعودة للفكر العلمانى والتنوير. لكن غياب زوجها عنها وروح المغامرة فى القوس قد اثرت فيها ولا شك واشعلت نيران الرغبة الجسدية ورغبة الانسان فى خرق المحظورات وانتهاك الممنوعات والمحرمات .. رجحت انا انه ربما بعد لقائها بعدد من الرجال المتنورين والعلمانيين ان تغير فكرها السلفى الاخوانى وتعود علمانية كما كانت.... لكن ذلك لم يحدث... بقيت فى اعماقها سلفية اخوانية متعصبة تكفيرية مؤيدة للسعودية واردوغان والخلافة والحدود .. حتى اندلعت الثورات الاسلامية المتطرفة المدعومة من اوباما واولاند وكاميرون الخ المسماة كوديا بالربيع العربى... وما راته شاهندة من اهوال عبر الاخبار طوال السنوات من 11 حتى 16 او 17. اعاد اليها الوعى العلمانى المصرى الناصرى المفقود رغم كل محاولات الرجال وانا الفاشلة لاقناعها بالعلمانية. منذ موافقتها عام 2006 على فكرتى المجنونة باتخاذ اصدقاء وعشاق رجال تستفيد منهم ليس فقط جسديا او عاطفيا بل تستفيد علميا وفنيا وادبيا ورياضيا.. كنت التقى باصدقائى وكنت صاحب صلات كثيرة مع شخصيات مرموقة بحكم كونى ابن رجل اعمال وعسكرى كبير سابق. شخصيات رياضية وسينمائية وفنية وعلمية وادبية وتعليمية وثقافية ودبلوماسية وسياسية ووزراء واطباء وعلماء علوم بحتة وسفراء وممثلين ومطربين وسيناريستات الخ. وبتعارفى بهم وتعميقى معرفتى بهم كنت اتعرف على طباعهم لانتقى لشاهندة اختى الطفهم وارقهم طبعا واكثرهم احتراما للمراة واكثرهم تنويرا وايمانا بالعلمانية والحرية. وان يكونوا خالين تماما من اى فكر اخوانى او سلفى او ازهرى. والا تكون نساء اسرهم محجبات او منقبات والا يكونوا ملتحين لحية خفيفة او كثيفة. لم يكونوا كلهم شبابا بل منهم من هم اكبر منها بعشرين عاما ومنهم من هم فى مثل عمرها او اصغر منها. ولم يكونوا كلهم مصريين بل منهم جزائريون وسوريون ولبنانيون وعراقيون ومنهم نوبيون ومنهم انجليز وفرنسيون وروس وصينيون ويابانيون. كنت اعرفهم بدقة واتاكد من نواياهم واعماقهم وخلو منازلهم من اى نوع من الكاميرات.

فى البداية كانت تقيم علاقات معهم مجبرة بسبب تهديدى لها وكارهة... ثم مع الزمن شكرتنى لاننى اعدت اليها الشعور بانها انثى ومرغوبة وايقظت روح الاستكشاف والمغامرة لدى برجها القوسى. كانت تشبه شريهان كثيرا. لم تكن كل علاقاتها ايلاج وعلاقة كاملة بل احيانا حب عذرى او قبلات واحضان فقط .. تعلمت منهم لغات وامورا كثيرة فى مجال تخصصاتهم. ولم تكن علاقات جسدية مباشرة بل كانت علاقة صداقة طويلة تتبعها علاقة جسدية.

الى هنا انتهت فلاشة ابن تحتمس وحوار خونسو الموازى فى العالم الموازى رقم ثلاثة. على اعتبار ان عالم ابن تحتمس فى نظره هو رقم واحد وهو الذى فيه لمى ديمة وزكريا محيى الدين يحكم مصر بعد ناصر المتوفى 1970. وفيه خونسو الموازى وله اخته لكن ليس له اخوة بنون. والارض او عالم حتحور وديانا احمد هو رقم اثنان. وعالم خونسو الموازى الثالث الذى يشبه فى تاريخه وحاضره كثيرا عالم حتحور اى عالمنا وعالم كاتبة هذه الرواية ديانا احمد. وفيه خونسو موازى ثان له اخوة بنون واخت ايضا لكن اسمها شاهندة وليس باسنت. وحولها من زوجة تقليدية ومحجبة منقبة الى علمانية متنورة. اضافة لذلك ادخلها عالم العلاقات المتعددة مع الرجال المثقفين جدا. واصبحت اقرب لفيلاما او سافيتا باعدادها او اجزائها السبعين او الثمانين.

ثار خونسو وغضب لما راى محتويات هذه الفلاشة. غضب لان ابن تحتمس اخفاها عنه ولم يخبره بشانها. لعله زار هذا الكوكب الموازى الثالث مرارا وتكرارا والتقى بخونسو الموازى اخو شاهندة لا الاخر اخو باسنت فقط. ثم تساءل خونسو. هل من المعقول اننى يمكن ان اقدم اختى الكبرى لو كانت حية لعشاق ورجال اخرين. او على الاقل هل كنت ساجبرها على الدخول فى تلك العلاقات. لا ادرى. مع ذلك لقد احبت ذلك من اخيها فى النهاية. وهو بالفعل لم يقدم لها سوى كل خير. اى نعم ربما انا اميل للعلمانية والتنوير فقط لو كنت مكانه. لكنه ببساطة ليس انا. انه خونسو اخر فى عالم اخر. بالتاكيد له تفكير مختلف عنى كثيرا. حتى ان اخته اسمها مختلف عن اختى. وكما رايتها فى الفلاشة وجهها وملامحها مختلفة ايضا عن ملامح اختى وعن شبيهة اختى سمعانة. لقد ارانى ابن تحتمس تحليل الحمض النووى لاختى باسنت الحية. ونبشنا قبر اختى الرضيعة واستخرجنا حمضها النووى من عظامها الرقيقة الباقية. ووجدنا تطابقا بنسبة 100% بين الحمض النووى لاختى المتوفاة رضيعة وبين اختى باسنت التى هى اخت خونسو الموازى بعالم ابن تحتمس. وهو نفس ملامح وشكل سامية جمال. لكننى لم احلل بعد دم سمعانة لارى التطابق الوراثى من عدمه بينها وبين اختى. ساحاول اختلاس كوبا من اكوابها بعدما تشرب فيه وتلمسه بشفتيها ولعابها. ولكنى على كل حال اشعر فيها شبها روحيا باختى. او هكذا احس واشعر وليس فقط شبها شكليا او ان وجد شبها وراثيا جينيا.

هدا خونسو اعصابه وتجاهل غضبه من اخفاء ابن تحتمس امر شاهندة وخونسو الموازى الثانى الغريب القواد. القواد على اخته. وكان النهار قد انتصف والظهر والشمس بالجماميز ساطعة ثم غائمة وهادئة. فدخل على حتحور التى كانت تلهو وتلعب بالقط السيامى الصغير الذى اسمته الكسندر يوليوس نسبة للاسكندر الاكبر وليوليوس قيصر. تلاعبه بكرة مدلاة من خيط فيمسكها ويقفز. ثم تقبله حتحور وتلاغيه مثل الام وطفلها. كان خونسو واحيانا لمى ديمة المسؤولان عن اطعامه. وايضا ارسينوى ام حتحور. او حتى بطليموس والدها. لكنها هى كانت مدللة فى هذا التخصص ولم تحب ان تطعم الكسندر القط او كاكاو كما تسميه حتحور تارة هكذا وتارة هكذا. هى فقط تضمه ليلا فى نومها ويستدفئ هو بجسدها فى هذا الشتاء. وتلاعبه نهارا. قبل الذهاب الى محاضراتها وامتحاناتها. كانت لدى خونسو محاضراته فى الجامعة وامتحاناته ايضا. وقد اخذ لذلك اجازة شهر من سمعانة. او شهر ونصف. من اجل ان يقضى اجازة نصف العام مع حتحور وصديقيهما ابن تحتمس ولمى ديمة. ليزوروا متاحف القاهرة مرة اخرى. لم يعد ابن تحتمس ولمى ديمة يبيتان باستمرار فى بيت حتحور واهلها. بل حجز ابن تحتمس شقة فاخرة واصبحا يقيمان معظم الايام فيها لئلا يثقلا على حتحور واهلها اكثر من ذلك. كانت شقة تطل على جامعة القاهرة فى شارع كلية الزراعة. يشاهدان من شرفتها كل صباح ونهار ومساء الطلبة والطالبات يدخلون ويخرجون من جامعة القاهرة ومعهم كتبهم. كم مر من اجيال وسنوات واحداث على هذه الجامعة. كم كانت سنوات طيبة تلك التى كان فيها شباب الجامعة فى الستينات اشتراكيون ناصريون علمانيون متنورون. وبلا حجاب ولا نقاب ولا عباءة ولا لحى. ولم يكن قد استفحل خطر وانتشار الملتحين والمحجبات والمعتزلات على يد السادات واخوانه وسلفييه وسعوديته وافغانه وسودانه. قال ابن تحتمس لخونسو وحتحور ان اجمل شئ فى هذه الشقة انها امام جامعة. وليست امام جامع ليست امام ذلك المبنى الذى ينشر الازعاج بالاذان والاقامة بالمكبرات خمس مرات يوميا اضافة لازعاج التراويح ساعتين كل ليلة فى رمضان. اضافة لسموم خطبة الجمعة من تكفير وتحريض وتهجم على الاديان الاخرى والدول الغربية وعلى الحرية والابداع والعلمانية والتنوير.

استغرق خونسو مع حتحور فى حوار مهموم حول مستقبلهما فى مصر السيسى التى تضخم فيها الازهر والسلفيون والاخوان والراسماليون المتوحشون. وانقرض منها العلمانيون وغير المحجبات واللواتى كن الاكثرية بل وكل المصريات فى الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات كن كلهن بلا حجاب ولا نقاب ولا خمار ولا عباءة. مستقبلهما فى العمل الذى لم يعد حقا لكل خريج جامعى فى دولة السادات مبارك السيسى. وحريتهما الابداعية وحريتهما فى الجهر بالعلمانية والجهر بالخروج من الاسلام واعتناق المسيحية لو ارادوا او اعتناق اللادينية الخ. خونسو فى كلية الاداب قسم التاريخ. وحتحور فى كلية الزراعة. كان كثيرا ما يزورها فى كليتها او تزوره هى. واحيانا يحضر محاضراتها او تحضر محاضراته فقط ليكونا معا. كان زملاؤه وزميلاتها يستغربون من اسميهما. وكذلك الاساتذة ويظنونهما مسيحيين. فالمسلمون لا ولاء لهم الا للسعودية وتركيا وليس لاجدادهم اصحاب العقيدة المصرية القديمة الصحيحة المناسبة لمصر عن اديان الابراهيميين من يهود وعرب. وكان لخونسو استاذا شابا يدعى محمد عبد الصبور. مع الوقت ارتبطا بصداقة فكرية. وكان خونسو كثيرا ما يزوره فى منزله ويقرا بعضا من الكتب فى مكتبته. او يلتقيان فى مقهى المثقفين والمتنورين. كان محمد ضائقا حتى باسمه شاهد روائع صندوق الاسلام لحامد عبد الصمد وسؤال جرئ للاخ رشيد. وكان وخونسو يتبادلان الراى حول مستقبل مصر فى ظل تعصب شعبها الشديد ومكبرات صوت المساجد المنتشرة بشكل عجيب كل 100 متر فى المدن الجديدة وكلها تحت سيطرة سلفية واخوانية وازهرية. تطرق الحديث لعدم تسامح المسلمين السنة وراسهم الازهر مع العلويين والشيعة والقرآنيين والدروز والايزيديين. وعدم انصافهم فى حقوقهم. وعدم انصاف النظام المصرى السيساوى وحليفه الازهر والسلفيين لحقوق المسيحيين واليهود والبهائيين والعلمانيين واللادينيين من حرية دينية وفكرية وابداعية الخ. كان الاستاذ الدكتور محمد عبد الصبور اعزب لم يتزوج رغم انه قارب على نهاية الثلاثينات. انه من مواليد 1981 راى فى طفولته المصريات بلا حجاب ولا نقاب وقرا ميكى وسوبر ميكى وميكى جيب وسوبرمان والهلال للاولاد والبنات. وقرا ملف المستقبل والمكتب رقم 19 ورجل المستحيل وكوكتيل 2000 ونوفا وما وراء الطبيعة. وعاش اخر الزمن المعتدل المحترم فى مصر بقايا الناصرية. بقايا العلمانية والسفور والهوية المصرية الغربية الاوروبية والفرعونية معا قبل عودة الغزو العربى الاسلامى السعودى العثمانى فى العشرين سنة الاخيرة بحجابه ونقابه واخوانه وسلفييه وازهره وال سعوده واردوغانه وسيطرته الكاملة على مصر والمصريين والمصريات. قال محمد لخونسو. انى اكره اسمى كنت اتمنى لو كان اسمى ادم او عيسى او داود او موسى او اسحق او يعقوب او سليمان او نوح. ليكون اسما مشتركا بين الاديان الابراهيمية الاربعة باضافة البهائية. او يكون اسمى علمانيا خالصا لا يمثل شخصيات دينية اسلامية او مسيحية او يهودية مثل كمال او نصار او منصور او عصفور. او يكون اسمى مصريا قديما مثل تحتمس او مثلك يا خونسو. المهم الا يكون اسمى على اسم رئيس مافيا اغتيالات وسبى وغزو وقمع حريات وتكفير وخلافة وحدود وحجاب ونقاب وظلامية ومعاداة حضارات. اننى خجل واشعر بالعار من اسمى هذا. ليتنى كنت مسيحيا منذ مولدى يا صديقى. ساله خونسو. لماذا لم تتزوج ولماذا لم تهاجر للغرب بدل معاناتك هذه. قال محمد. كيف اتزوج محجبة او منقبة ومعباة بالعباءة. وكما ترانى اسكن فى حى عمالى بائس كله سائقون وصعايدة وفلاحون وكل نسوته محجبات ومخمرات ومنقبات ومعبات بالعباءة الخليجية. حتى المسيحيات معبات بالعباءة. فتصور حتى لو اننى تزوجت امراة علمانية مثلى ولا ترتدى حجابا ولا نقابا ولا خمارا ولا عباءة. كيف ستضطهدها جاراتها والرجال فى الشوارع هنا وفى السنتر او السوق. ويمكن ان يحصل لها وباء وهوس التدين مثل الممثلات الحمقاوات وترتدى الحجاب فى اى وقت بعدما يلعب الازهريون والسلفيون والاخوان فى عقلها. ويجعلونها تشعر بعقدة الذنب وانها مذنبة فى حق بابا ورسوله اللذين يضايقهما كثيرا التماثيل وشعر المراة. ويضايقهما كثيرا بناء الكنائس والحسينيات. ويضايقهما كثيرا الحريات الجنسية والدينية والسياسية والابداعية التى تمارسهادول الغرب. ويضايقهما بشدة ان تتولى امراة او مسيحى او ملحد رئاسة مصر. ويضايقهما للغاية ان تتخلص مصر من الحجاب والنقاب والعباءة واللحى وتعود برجالها حليقة الوجه وبنسائها مكشوفات الشعر ومرتديات الملابس الغربية العصرية كما كان فى الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات قبل عودة التعصب الاسلامى وتخلفه لمصر. يضايقهما كثيرا الا تتخلص مصر من وباء الالفية والنصف الاخيرة المشؤومة فى حياتها وتاريخها المديد الطويل جدا.

سكت خونسو ومحمد قليلا وهما ياكلان معا لقم ودن قطة من العدس بجبة الذى صنعته حتحور لخونسو واخذه معه وعزم استاذه محمد عليه. واخذا ياكلان البصل معه. قال محمد لخونسو بعد قليل. هل رايت مقتل الصيدلى على يد السعودى وكم اهانات وجلد بالسياط واعتداءات جنسية على المصريين واولادهم فى السعودية والكويت. وانظر الى حال المصريين رغم الكفيل ورغم هيئة الامر بالمعروف ورغم كم القمع الخانق فى حياة المصريين فى عملهم وطمعهم بالرحيل للعمل كعبيد للكيان السعودى اللقيط الاستعمارى التوسعى الظلامى الارهابى الحقود على مصر والاخطر هو وتركيا على مصر من اسرائيل التى يصدعنا بعداوتها لنا الناصريون والاسلاميون والبعثيون والاشتراكيون. ويصمتون صمت مريب قذر على كل جرائم الكيان السعودى بحق مصر والمصريين منذ مؤامراتها على ناصر. وحتى دعمها لاخونة ومسلفة وتحجيب وتنقيب مصر وملاها بالتعصب الاسلامى السنى الظلامى الازهرى بمعاونة السادات ومبارك والسيسى. المصريون رغم كل القتل والاهانات والاذلال والاستعباد السعودى والكويتى والخليجى لهم مغسولة ادمغتهم ومتعصبة دينيا وماليا للسعودية مهما فعلت ضدهم. لذلك يدافعون عنهم بكل حرارة ويهاجمون ناصر ومصر والعلمانية والحريات. واليوم يلقى السيسى خطبا يرمى فيها بكلمات ترضى العلمانيين والملحدين وتخدعهم بينما افعاله الاسلامية المتعصبة وتضخيمه للازهر والسلفيين وقمعه لحرية الفن والابداع واضحة لكل ذى عينين ولكل من كان غير منافق ولا مغرض. وتسويفه فى الحكم باعدام الاخوان. وميوله الاسلامية المتعصبة واضحة واضطهاده عبر حكومته وسلفييه وازهره للاقليات واضح. يلقى عبارة للمواطن ان يعبد ما يشاء او لا يعبد ولا دخل للدولة بذلك. وهى عبارة ذات معنيين. معناها انه لن يتدخل بالحماية او الدعم او المنع ولن يغير الوضع القائم. فلن يمنع النقاب مثلا. وفى نفس الوقت لن يسمح عبر حكومته بتغيير خانة الديانة للعابر للمسيحية او للبهائى والاعتراف بالبهائية والهندوسية واى ديانة غير ابراهيمية او كما يسميها المغرضون غير سماوية. انظر الى المراة المصرية اليوم كيف سحبت القيادة والسيطرة من رب الاسرة وكيف اصبحت تستصدر فتاوى من الشيوخ بان اعمال المنزل تفضل منها وليست واجبا عليها. واصبح المتزوج اليوم هو الذى يطهو ويخبز ويمسح ويغسل وينشر ويخيط ثيابه. او يشترى طعاما جاهزا مثل العزاب له ولها وللاولاد. وكيف اصبح الرجل منساقا لاهواء زوجته بدلا من ان تكون مطيعة له. واصبح يكره اهله ويحب اهلها واصبحت المراة المصرية لا تقبل بالانفصال والابتعاد عن اهلها بل تزور اقاربها مرة كل اسبوع على الاقل. فلا تتكون اسرة مستقلة ولا حياة مستقلة له ولاولاده. بل اقرب ما يكون انهم يعيشون مع اهلها كل اعوام زواجهما. امور قميئة. لم يعد من السهل ايضا ان تتزوج مسيحية مع كم الكراهية بين المسلمين والمسيحيين اليوم. ومع كم التفجير والتكفير والتحقير الاسلامى ضد المسيحيين. ولو اردت الزواج فيجب على ان اهاجر كما تقول لروسيا او الصين او لفرنسا وبريطانيا. او حتى لجنوب افريقيا والى الكونغو الديمقراطية او البرازيل والارجنتين لاحظى بزوجة غير مسلمة وغير عربية لا تعانى من عقد العروبة والاسلام ولا من عيوب المراة المصرية الاجتماعية والدينية المتعصبة والجنسية والفكرية اى تكون انسانة طبيعية. ارايت رد فعل وكيل اوقاف السيسى ومختار جمعة اللذين يمثلان علينا الاعتدال والتنور ولا ينقصهما الا مصافحة داوكنز وزيارة ضريح داروين. وضريح اتاتورك وناصر. رد فعل هذا الوكيل حول تصريح المطرب الانجليزى زين مالك بانه ليس مسلما ولا يؤدى الصلوات الخمس الخ. ولا ينقص زين مالك الا ان يقول ولا اقتل ولا اسبى ولا اؤمن بخلافة ولا تكفير ولا حجاب ولا خمار ولا نقاب ولا لحى ولا عباءة. ولا اخرب الدول. صرح وكيل الاوقاف لا فض فوه بمنتهى الغطرسة والعنجهية وجنون العظمة المالوف لدى كاتب القرآن ومؤلف السنة بانه لن ينقص من الاسلام شيئا. واننا لا نكفر الا من يكفره القرآن. وها هو يكفر زين مالك وجوه الجووووون. هذا هو عهد السيسى شيوخ كذابون لا يزالون تكفيريين ومجرمين يغيظهم العلمانى والسافرة المتبرجة والحرية الجنسية والتماثيل العارية. لكنهم يصمتون ولا يغيظهم الدواعش والاخوان والسلفيون. ولا تغيظهم ايات السبى والقتل والجزية والحدود والحجاب وكل هذا القمع الاسلامى للعالم ولاتباعه لا يغيظهم. انظر الى مصر ناصر الستينات كيف كانت وكيف اصبحت. كيف كان التعليم مجانيا للجميع والعمل بعد التخرج بجواب التعيين او القوى العاملة للجميع وكيف تم خفض ايجارات المساكن للتسهيل على الشعب. وكيف كان الزواج سهلا ماليا وفكريا وفى كل شئ. كيف كانت الثقافة تعلو ولا يعلى عليها. وكيف كانت مصر اشتراكية وعلمانية وحليقة الوجه وسافرة ومتبرجة بلا حجاب ولا نقاب ولا عباءة. وانظر كيف دمر السادات ومبارك والسيسى ذلك كله. حتى اصبح الاسلام وسيلة لطرد المستاجرين ايجار قديم ورفع القيمة الايجارية اضعافا مضاعفة وشتم المستاجرين واتهامهم بانهم سحتجية. وبرلمان السيسى يدعم سحق الشعب الذى غالبيته مستاجرون ايجار قديم. لان الملاك وورثتهم وعدوه بصفقة بضرايب عقارية بالملايين يدخلونها لخزينة الدولة. وهو اعتاد على التسول من الخلايجة وبيع الارض واثقال كاهل المصريين بالضرائب فلا غرابة.

غادر خونسو. ثم فوجئ فى اليوم التالى بخبر انتحار الاستاذ محمد عبد الصبور نتيجة الاكتئاب. وسمع تكفير الازهر والطلبة له ولكل منتحر. مع ان هذا المجتمع الاخوانوسلفى المريض المتعصب الرافض للقيم الغربية ولعودة مصر الستينات هو سبب انتحار المسكين.

عاد خونسو مهموما لمنزل حتحور. حيث كان ابن تحتمس ومساكنته جيرلفرينده السورية لمى ديمة جالسة يزوران حتحور. عاد ابن تحتمس يتكلم عن عالمه ويبهرهما. ويبهر بطليموس وارسينوى.

عالم احمد بن تحتمس فيه ابرمت سوريا الاسد اتفاقية سلام مثل كامب ديفيد التى ابرمها هناك زكريا محيى الدين. وحافظت مصر وسوريا على اشتراكيتهما واكتفائهما الذاتى وبعثية سوريا وناصرية مصر حتى اليوم 2018. وفيه ايضا استمر الاتحاد السوفيتى والكتلة الشرقية ولكن توقفت الحرب الباردة والتزم كل من المعسكرين بحدوده وابرما اتفاقية صداقة وتعاون. وبالتالى بقى الناصريون والاشتراكيون فى مصر. وتم القضاء على الاخوان والسلفيين نهائيا. وكذلك الازهر انقرض. والجامعة العربية انقرضت وصعد بدلا منها منظمة بلاد المتوسط ومنظمة السريان والكمتيين والامازيغ. وايضا الاردن تخلص من ال هاشم ومن تعصبه الاسلامى وعاد مسيحيا وايضا تعددى الاديان غربى القيم والفكر كما تخلص الحجاز ونجد من ال سعود. والغى مؤخر الصداق فى الزيجات المصرية والغيت قائمة الاثاث وكتابة الشقة باسم الزوجة.

قرا خونسو وحتحور مقتطفات من مقالات ديانا احمد التى قالت فيها:

اتطلع الى يوم يصبح فى مصر حزب شيوعى قوى وحزب اشتراكى ناصرى قوى وحزب علمانى فرعونى قوى ولكل منهم طلائع وشبيبة وقوة حشد. وتسمح لهم الدولة بتنظيم انشطة صيفية ومنتصف عام ومعسكرات لتثقيفهم فى كل مجال وفى الايديولوجيات السياسية. بل وتدعمهم الدولة والنظام بكل قوة وبكل الوسائل اللازمة.

يوم يصبح قرب كل منزل فى مصر ومدنها الجديدة مثل مدينة 6 اكتوبر وحيها الشعبى الثانى عشر. يوم يصبح قرب كل منزل فى مصر ليس مسجدا فقط يزعق بالاذان والاقامة كما هو الحال اليوم. بل مسرح وسينما وقصر ثقافى ومركز شباب اوليمبى رياضى وجمعية استهلاكية ومستوصف راهبات وجامعة او مدرسة ومكتبة ومكتب حزب سياسى من هذه الاحزاب يزعق بانشطته وببرامجه ويسهل لكل مصرى ومصرية الذهاب اليه والانضمام اليه والتخلص من الحجاب والنقاب والعباءة والعودة الى ملابس وعادات مصر الستينات. او امريكا واوروبا طوال هذا القرن والقرن الماضى.

تمنياتى بالشفاء العاجل للسيدة اسماء الاسد
ولكل انسان مريض باى مرض فى هذا العالم

ولو كره الاخوان والسلفيون واعوانهم الليبراليون

ولو كان هناك عدل علوى فى هذا الكوكب
لمرض الاخوان والسلفيون وال سعود واردوغان كلهم مرض الموت السريع.
ولكن كما عهدنا الامر فى هذا الكوكب
المجرمون تطول اعمارهم ولا تزول احزابهم
لذلك زال السوفيت وبقى الراسماليون
وزالت العلمانية من مصر وجاءت الاخوانية والسلفية والحجاب والنقاب والعباءة واللحى

قلت. ما امنيتك ؟
قال. استبدال اخوتى الذكور السلفيين والمتسعودين وبنات خالتى المنقبات السلفيات. باخوة وبنات خالة شيوعيات وناصريات وعلمانيات ورياضيات اولمبيات وفنانات وعالمات واديبات.

اذا كانت اسرائيل انفلونزا.
فالسعودية وتركيا والاخوان والسلفيون هم سرطان وايدز.

الحزب الشعبى الوحيد فى مصر 2018
هو الحزب السعودوتركى الاخوانوسلفى
الفاروقى الراسمالى المحجب الملتحى

مصر بحاجة الى علمانيين اشتراكيين جمهوريين
لا علمانيين ملكيين راسماليين

****

الشعب المصرى يعبد الكهنة منذ القدم ويطيعهم طاعة عمياء سواء كانوا امونيين او مسيحيين او مسلمين.

هذه هى ماساة الشعب المصرى. لا يؤمن بانه انسان كامل العقل وان الاولى به ان يعبد نفسه وعقله لا الكهنة. الذين يامرونه بكل جهل وتخلف وغطاء راس وشعر وجه وقطع اطراف وعدوانية ضد كل ديانة اخرى. لا يؤمن بانه انسان ذو كرامة وبالتالى عليه الا يخضع ابدا لال سعود ولا لاردوغان. وعليه ان يراهما اعداء لمصر.

مصر ارض العجائب والحظوظ حقا

فاروق الاول رغم خطاياه وخطايا اقطاعييه بحق الشعب المصرى. يمجده السذج من احفاد ضحاياه الفلاحين اليوم

وعبد الناصر. الذى قضى على البطالة. واخرج الانجليز من مصر وهو المطلب الذى طنطن به فاروق والوفد وكل الاحزاب طنطنة بلا فعل. وحمى مصر من الجفاف والفيضان بالسد العالى. وانشا التلفزيون. واقام معرض الكتاب وهيئة الكتاب ومشاريع ثقافية كثيرة... اليوم يتم شتمه ولعنه من احفاد الفلاحين الذين اعادهم للحياة بعدما اماتهم فاروق واقطاعيوه

والسادات الذى كان قاب قوسين او ادنى من الفرار من مصر كما فر الشاه فى الثورة الناصرية الاشتراكية الفاشلة ضده فى يناير 1977.. والذى قام بحرب تحريك استولى فيها على خط بارليف اى 12 كم فقط من سيناء وبالمقابل ظلت اسرائيل محتفظة باكثر من ثلثى سيناء بيدها حتى اتفاق كامب ديفيد الارض مقابل السلام.. والذى نشر الحجاب والاخوانية والسلفية وقضى على علمانية مصر وسفورها وقيمها الغربية .. اليوم يدعمه السذج من احفاد الناصريين والاشتراكيين.. يدعمونه كقائد منتصر بعدما ازال اعلام السيسى و30 يونيو و 25 يناير اى اثر لاسم او عهد او انجازات مبارك على مر 30 عاما كأنه لم يكن. اجمع على الترحم عليه الليبراليون الذين يزعمون انهم يحاربون الاسلام السياسى وفى ذلك وفى شتم عبد الناصر والترحم على فاروق يتفقون مع الاخوان والسلفيين

اما مبارك فرغم ان عهده كان عهد حرية ابداع وفن وكتابة حقا. الا انهم يتعمدون محو اسمه وعصره تماما. ويمدحون السيسى بائع تيران وصنافير وبائع مصر كلها لسيده السعودى. يضطهد الاقباط فى عصر السيسى اضعاف مضاعفة ما جرى لهم ايام السادات ومبارك ومع ذلك يمدحه البابا تواضروس واعوانه.

حقا مصر ارض العجائب والحظوظ الظالمة

سحب بساط العلمانية يا مصر بمرور السنين
من تحت رجليك من بعد ناصر وانت لا تدرين

منقول من صديق

نزلت للسوق قرب بيتى بحثا عن زوجة. فلم اجد سوى الصنف المحجب والمنقب. فبصقت ولعنت وعدت لبيتى خالى الوفاض قانعا بعزوبيتى

نزلت للسوق قرب بيتى بحثا عن زوج. فلم اجد سوى الصنف الملتحى ذا الفكر الاخوانوسلفى الازهرى المعادى للغرب والسلام والعلمانية. فبصقت ولعنت وعدت لبيتى خالية الوفاض قانعة بعزوبيتى

Why I was destined to be born and live in such a country that Her women wear hijab and Her men believe in Salafism and Muslim Brotherhood.

Why I didn t born in a normal country with normal people ?

What is the major sin I have committed so God made me an Egyptian with secular wears and mind among 40 million Egyptian women wearing hijab and believing in Salafism and Muslim Brotherhood ideology.

انتهت المقتطفات


حزن خونسو على استاذه وصديقه وشبيهه وشبيه حتحور فكريا وتنويريا الاستاذ محمد عبد الصبور حزنا شديدا. كان فى حالة صدمة اولا ولم يحس بشئ حين التقى هو وابن تحتمس ولمى ديمة فى منزل حتحور بعد سماعه خبر انتحار محمد. وحتى وهو يقرا هو وحتحور مقتطفات من مقالات ديانا احمد. ثم حل عليه الحزن الشديد فجاة بعد مغادرة احمد بن تحتمس ولمى ديمة. وفوجئت حتحور به يبكى فى حجرها بحرارة وسالته بلهفة وحرقة عما اصابه وعما احزنه فجاة. اخبرها بكل شئ. وقال. هل هذا سيكون مصيرنا. وسنشتم خصومنا الازهريين والاخوان والسلفيين والسيساوية واسيادهم السعوديين والاتراك بنا... لماذا لا تحاول امريكا واسرائيل والاتحاد الاوروبى والامم المتحدة التدخل لوقف هذا الاجرام الاسلامى فى مصر ضد الاقليات وضد المثليين وضد المبدعين والكتاب ذوى الفكر العلمانى الطبيعى لا الكتاب السلفيين وكتاب اخر الزمان ويوم القيامة وياجوج وماجوج والمسيخ الدجال الذى تنشر لهم روايات كل يوم الان فى عهد السيسى. كتاب ملتحون ومنقبات واخوان. بعد قمع او موت او كبر سن او منع الكتاب العلمانيين والاشتراكيين والجمهوريين والناصريين من الكتابة. ثم الن يكف المصريون عن اعتناق دين البدو الهكسوس وتمجيد زعيمهم وتمجيد كتابهم. الن يعود المصريون يا حتحت ليؤمنوا بان خير امة كانت الفراعنة والرومان والاغريق وكل حضارات انسانية كبرى هى خير امة. وانه لا يمكن لامة الحجاب والتكفير والقتال والجهاد والقتل وقمع الحريات ومعاداة الفنون والحضارة والقيم الغربية ان تكون خير امة بل هى شر امة اخرجت للناس. وانه لا يمكن لقوم سرقوا الف ليلة وليلة وكليلة ودمنة من الهند وفارس ونسبوها لانفسهم واسلموها ووضعوا بصمتهم الاسلامية العربية النجسة فيهما. ان يكونوا اصحاب حضارة. ولا يمكن لقوم اكتفوا بترجمة كتب اليونان الفلسفية والعلمية ثم لم يعملوا بها ويطوروها ولم يطورها ويوصل العالم لكل هذا التقدم سوى الغرب الاوروبى والامريكى فقط. فتجدينهم ينكرون قيمة الحضارة الغربية ويدعون ان للعرب وللاسلام حضارة وكل حضارته كانت النهب والغزو وكانت الخلافة الدكتاتورية اللعينة وكانت الترجمة دون تطوير والعمل بما ترجموه. وسرقة الكتب ونسبتها لانفسهم. وهذا السيسى الذى يدعى انصاره الملحدون والعلمانيون المصابون بالغباء او الاستغباء السياسى. دافعوا عنه عندما باع تيران وصنافير للسعودية التى هى اكبر عدو لمصرهم واكبر عدو لعلمانيتهم والحادهم. واكبر داعمة للاسلام واخوانه وسلفييه وازهره. ودافعوا عنه وهو يتسول ويقترض من البنك الدولى ومن السعودية ويبيع مصر مثل شعبه العبد للسعودية وللامارات وللخليج. ويضرب اليمن مع السعودية نكاية فى ايران وفى الحوثيين الشيعة اليمنيين الذين انتخبهم الشعب اليمنى. ويرمى خطب يخدع بها الاغبياء من الملحدين والعلمانيين وعلى راسهم مولانا ملحد مصرى انهم الملحدون الذين يؤيدون عودة الملكية لمصر ويؤيدون اردوغان الاخوانى وال سعود ومحمد بن سلمان بدعوى ان اردوغان وابن سلمان علمانيان. ثم يسجنهم ويسجن الشيخ ميزو واسلام البحيرى واحمد ناجى ومطربات ومغنيات. بتهمتى ازدراء الاسلام او خدش الحياء. ثم يمثل دور العفو الكريم بعدما مثل دور المنتقم فيمنحهم عفوا رئاسيا بعدما تتم بهدلتهم واذلالهم وكسرهم فى السجن السيساوى. وينجى اخوانه بديع ومرسى الخ من احكام الاعدام ويلغيها. ويطيل محاكمتهم لسنوات وسنوات حتى اليوم خمس سنوات دون احكام اعدام نهائية وباتة وعاجلة التنفيذ. ويحافظ على حزب النور السلفى والاحزاب الاسلامية ولا يحلها. ويشرك حزب النور السلفى فى البرلمان. وحين يتجرا احمد شفيق هذا الرجل العسكرى الراقى والنزيه والانيق المحترم على الترشح امامه للرئاسة يطلب من الامارات ترحيله اليه بدلا من ذهابه لفرنسا. ويحبسه جبريا ويهدده ببناته حتى يسحب ترشحه. ثم يتجرا استاذه والاعلى منه رتبة وسنا وعضو المجلس العسكرى معه سامى عنان على الارشح فيحبسه فى جهة مجهولة. ثم يبرر هو والسيساوية والبعثيون السوريون الاغبياء قتل السعودية فى قنصليتها باسطنبول لصحفى سعودى كان مع الدولة السعودية وال سعود طويلا جمال خاشقجى. بدعوى انه صحفى اخوانى. فلماذا لا يحاكمونه بالعلن ويعدمونه ام انه يحمل اسرار ال سعود ويخشون الفضيحة الدولية. ثم وهل ال سعود رعاة العلمانية والالحاد ايها المنافقون الاوغاد. انهم رعاة الاجرام الاسلامى الداعشى الاخوانى السلفى الازهرى. حتى المسرحيات المصرية التافهة التى اساءت للمسرح كله ارضاء للخلايجة فبعد مسرح الستينات الرائع لسارتر وابسن وشكسبير وبريشت وسعد الدين وهبة ويوسف وهبى وكرم مطاوع وعبد الرحمن الشرقاوى. وصلنا لتفاهات اشرف عبد الباقى وغيره. لكن الاغرب فكر القرآنيين ان المشكلة فى السنة والتفسير والسيرة. مع ان الجزية والحجاب والنقاب والحدود والتكفير والقتال فى القران. لو الغيت السنة سيسمح فقط بالنحت والردة لكن باقى الكوارث فى القران. ما الفرق يا قرانيين لو حذفتم السنة والتفسير والسيرة وشطبتموهم. الحل هو الالتزام فقط بالاركان الخمسة. والتوقف عن احكام القران والسنة وغيرها من حجاب وقتال وتكفير وخلافة وحاكمية وسبى وغنائم وتحريم فنون وتهجم على الاديان القديمة والحديثة وعن عبادة السعودية والصحابة وزوجات محمد وعبادة تركيا وعبادة داعش والاخوان والسلفيين وعبادتكم للازهر. ان اسوا شئ من كانت الريالات السعودية هى وطنهم وملابسهم ومبادئهم. حينها يسهل عليهم بيع مصريتهم وعلمانيتهم وسفورهم وتبرجهم ووجوههم الحليقة وشعورهم المكشوفة وفساتينهم العصرية الغربية.

ثم انهار باكيا.

رفهت حتحور عن خونسو. وارته بعض حلقات من مسلسل الجماعة ومسلسل ناصر وفيلم هارى بوتر الجزء الاول. حتى انها ارته فيلم وخلق الله المراة لبريجيت باردو. وكم مقدار حبك لى لمونيكا بيلوتشى ومالينا لها ايضا. وفيلم مجد الصباح او بيل دو جور لكاترين دينيف وعروس بحر المسيسبى لها ايضا وفيلم ميك لاف لمارلين مونرو. لترفه عنه وتشغله. ظل غائما حزينا. وفى اليوم ارته فقرة من بطولة العالم فى السباحة وبطولة العالم فى التنس وبطولة العالم فى الجمباز ودورى بطلات اوروبا فى كرة السلة. اخيرا ابتسم.

قالت ارسينوى باسمة. بما انك هدات الان يا مدلل. دعنا نذهب الى صديق عزيز لى انا امكما ولوالدكما بطليموس. قالت حتحور. ومع من سنترك قطى السيامى كاكاو ؟ قالت ارسينوى. مع مراد صاحب محل العقادين الذى بجوار محل الحاج ابو المعاطى صاحب محل حلل واوانى الومنيوم زفتى. اللذين هنا فى درب الجماميز. مراد يحب القطط البلدية ويطعمها. كانت حتحور قلقة رغم ذلك ومعرفتها بان مراد يحب القطط. لم تترك الكسندر يوليوس او كاكاو الا وقد اعطت لعم مراد محاذير وتنبيهات كثيرة منها الا يخالط قطها مع قطط الشوارع لئلا يؤذونه او ينقلون امراضا له. ويبقيه فى قفصه ويطعمه. ولا يتركه يسرح بالشارع خوفا ايضا من ضياعه او افتراس الكلاب الضالة له. ارتدى خونسو السويتشيرت الازرق الثقيل الذى اشترته له حتحور باعتزاز. وكان يود لو يرتدى البلوفر التريكو الصوفى الاحمر النبيذى الذى صنعته له بيديها. ليشعر بامومتها حول جسده حانية تحضنه وتضمه لكنها رفضت واعتبرته خفيفا مقارنة بهذا الجو البارد. وخيرته بين السويتر المانع للمطر القصير الواصل لخصره او السويتشيرت. فاختار السويتشيرت. اما بطليموس فارتدى معطفه الطويل ومن اسفله الكرافتة والقميص والبنطلون. ورات حتور نظرات الاعجاب بملابس ابيها فى وجه خونسو فقالت له وهى تشير لعينيها اى من عيناى الاتنين هاجيبلك زيه من وكالة البلح لان المعاطف الطويلة غير متوفرة الا هناك. لان الموضة يا سيدى دلوقتى المعاطف القصيرة الهاف كالعصابات.

انصرف بطليموس وارسينوى ومعهما حتحور وخونسو الى بيت صديقه نصر الله او كما يسميه بطليموس لعازر او لازاروس. لتشابه معنى الاسمين. وايضا لان نصر الله كان مسلما سابقا يكتم مسيحيته وعبوره خوفا من بطش الدولة والشعب. ولكن زوجته هالة لا تزال مسلمة ولم تفارقه فهى تحبه. ولكنها لا اكتراثية تجاه الاسلام اى غير مبالية ولا مهتمة به وبممارسة اركانه الخمسة او اكثر. وكان يعيش مع نصر الله ولكن فى الدور الاسفل من طابقه شقيقه فؤاد وهو مسلم تقليدى اسلام اركان خمسة فقط ولم يتعمق فى الاسلام اكثر من ذلك لحظه الحسن فلم يتدعشن او يتاخون او يتمسلف او يرفض اجرام الاسلام فى القران والسنة والفقه والسيرة فيلحد. من حظه الحسن ان اسلامه بسيط. وكان فؤاد ايضا متزوج مثل اخيه. ولكن فؤاد يعانى من حالة خاصة فصام متعدد الشخصيات. تزوجته زوجته اللبنانية ميكايلا. وهى تعلم بحالته بل وتحبه وتحتويه. مثل فيلم ماروبون. Marrowbone. بعد مساء الخير. فوجئت حتحور باتصال هاتفى مستعجل من لمى ديمة تريد المجئ اليها وهى تصرخ وتريد الانصراف من وجودها مع ابن تحتمس وتنعته بالكذاب وانه اخفى عليها امورا تتعلق ببلدها سوريا. ماذا الم تكن تعلم بامر تخريب المسلمين السنة الاخوان والسلفيين والازهريين من جيش حر وداعش وجبهة نصرة لسوريا والعراق طوال سبع سنين. لقد كان ابن تحتمس يخفى عنها الاخبار ويدس لها دواء متطورا من عالمهما الموازى يجعلها لا تعى بامر سوريا والربيع العربى. لكنه نسى يوما منحه لها. فافاقت وثارت. وارادت ان تسافر فورا الى وطنها سوريا ولترى حالة لمى ديمة الموازية هنا واهلها. كانت فى منتهى الهلع. ولكن ابن تحتمس عاجلها بحقنة الدواء. وودع حتحور التى كانت قلقة مما حصل. لكنها كانت مشغولة فى الزيارة. وفى خونسو والترفيه عنه بالهائه فى امور بعيدة عما يضايقه.

قال نصر الله او لعازر. اتعلم. لى صديق تزوج سلفية منقبة ابوها واخواتها البنات والبنون ملتحون ومنقبات وسلفيون ازهريون اوقافيون متعصبون. برمجته واولاده منها. ولم يصطحبهم يوما لزيارة معابد الكرنك او اهرام الجيزة او المتحف المصرى او حديقة الحيوان. يذهب فقط للمساجد. قال بطليموس. ما هذه العقلية المتخلفة. وطبعا بيته لا لوحة كنافاه او رسم او فوتوغرافية معلقة على جدرانه ولا تمثال. قال نصر الله. هذا صحيح. You bet. انها ماساة دمرت مصر هذا الغزو الاخوانوسلفى السعودواردوغانى الافغانى الذى صنعه السادات وتركه مبارك ينمو ويتوغل وانتهى بتولي الاخوان والسلفيين حكم النقابات والبرلمان والرئاسة واقامتهم الاحزاب بفضل حسين طنطاوى وزير الدفاع ثم جاء السيسى يزعم انه علمانى وسيخلص مصر من الاخوان والسلفيين والازهر والسعودية وتركيا والحجاب والنقاب والعباءة ولكنه حافظ على الوضع الجديد وميوله وهويته مجهولة ولعله اقرب لعمر البشير. سالت ارسينوى هالة. وكيف احوالكما معا. قالت هالة. نحن غاية فى السعادة نحن واولادنا. نعلم اولادنا دينينا بلا تعصب ولا تكفير. رغم اننى فى الحقيقة لا اكترث كثيرا بالاسلام ولا بممارسة اركانه الخمسة. ولكننى ازرع الوعى فى اولادنا بكم الوحشية التى فى الاسلام اذا امنوا به باكمله بايات القتال والحدود والتكفير والحجاب. وانهم اذا ارادوا اعتناقه فليكتفوا فقط بممارسة الاركان الخمسة. ولابد ان يبعدوا انفسهم عن التاثر بالسلفيين والاخوان والازهر والسعوديين والاتراك. ولا يقراوا القران ولا السنة ولا الفقه ولا السيرة. وفى الصلاة يقراون الفاتحة والمعوذتين والاخلاص والكوثر. واذا ارادوا فليتحولوا للمسيحية الغربية العلمانية الاوروامريكية اذا اردوا المحبة والسلام والتسامح والقيم الغربية والحريات والابتعاد عن دين اللحى والحجاب والنقاب والعباءة والحدود والتكفير والقتال والكراهية والجهل والتخلف و"معاداة الفنون والحضارات والاديان" والسعودية وتركيا. اتعلمين يا ارسينوى ان لى صديقة مسلمة تدعى زينب تمارس الاركان الخمسة ولكنها تزوجت رغم ارادة اهلها وتهديداتهم برجل قبطى مسيحى يدعى ابانوب كمال بيشوى. تزوجته باكليل فى كنيسته ومدنيا فى قبرص. وعانوا كثيرا مع الدولة المصرية التى لم تعترف بزواجهما وحاولت تفريقهما مرات عديدة بالتهديد او الاحباط. لكنهما لم يياسا. وقررا الاكتفاء بالاكليل ووثيقة الزواج المدنى فى قبرص. ثم قررا الهجرة الى ايطاليا ويعيشان اليوم فى سعادة وسلام ووئام. اننا وزوجى نصر الله نحضر فى جمعية او ملتقى للحالات الشبيهة بحالتنا والقضايا الشائكة وهناك التقيت بزينب التى تاتى لتزور مصر بين فترة واخرى. لقد التقينا ببهائى متزوج من مسلمة. وحتى يهودى مصرى متزوج من مصرية مسلمة. وحتى لادينى لاالهى او ربوبى متزوج من مسلمة او العكس. ولكنهن مسلمات معتدلات دوما يمارسن الاركان الخمسة فقط ولا يرتدين خمارا ولا نقابا. بعضهن يرتدين حجابا وبعضهن شعرهن مكشوف. وهى عائلات واسر سعيدة ومتينة. كل منهم او منهم حكى للبقية عن كيفية اللقاء والارتباط والصعوبات الشديدة والعراقيل التى واجهوها من الدولة المصرية والمجتمع والاهل واضطهادهم وتهديدهم فى العمل والمنزل والجامعة والمدرسة. التقيت ايضا باولادهم. ووجدت فيهم نماذج نادرة ومميزة للتسامح والرقى الانسانى. كل من الزوجين يتعلم دين الاخر ويحترم شعائره ويسهل له ممارسة شعائره. وكلاهما يعلم اولادهما عن دينه ودين الطرف الاخر. فينشا الاولاد متسامحين مع كل الاديان. معظمهم اما هاجر لاوروبا او امريكا او سافر زيارات قصيرة هناك او حصل على لجوء نتيجة الاضطهاد الدينى الواقع عليهم. قال بطليموس. لعلهم عانوا كثيرا خصوصا مع اندلاع الربيع العربى الذى كان كل هدف امريكا والسعودية وتركيا وقطر والخلايجة منه تمكين الاخوان والسلفيين والازهر من حكم مصر وسوريا وليبيا وتونس. فنجحوا نجاحا ساحقا فى ليبيا. ونجاحا ساحقا فى مصر رغم الادعاء بغير ذلك ولكن فى مصر استعملوا رجلا عسكريا ذا ميول اخوانية وسلفية وازهرية هو واستاذه طنطاوى لحكم مصر بعدما رفض متنورو مصر الحكم الاخوانى السلفى المباشر فى عهد طنطاوى ومرسى. وفى سوريا فشلوا وانهزموا بعد 7 سنوات رغم دمويتهم وتخريبهم. وفى تونس نجحوا بشراكة مع السبسى ليحولوا تلك الدولة العلمانية البورقيبية الفرنسية العقلية تدريجيا للحجاب ولحالة مصر المتسعودة الافغانية.

ترك خونسو الجميع يتكلمون بحماس. ويشاهدون فيلما رائعا لجاكى شان او ربما لجيت لى. انه يحب افلام الاكشن لهما. وايضا افلام فاندام وستيفن ساجال وارنولد شوارزنجر. ولكنه مضطر للذهاب الان. واستاذن منهم ليتصل بابن تحتمس ويطمئن منه على لمى ديمة. اختلى بنفسه فى غرفة مجاورة واتصل بابن تحتمس بالفعل وساله عن حال لمى ديمة فاكد له انها نائمة الان بسبب ارهاق عصبيتها وشجارها وستصحو ناسية كل شئ. وقال. على كل حال ساواجهها بحال سوريا هنا بالتدريج. وسنزور سوريا هنا قريبا وخصوصا ان الجيش العربى السورى والرئيس البطل بشار الاسد قد نجحوا فى سحق وهزيمة الارهاب الاسلامى السنى الاخوانوسلفى لثوار الغبرة. وسنلهو فى غابات سوريا كعاشقين كما نفعل فى عالمى الموازى لعالمكم. قال خونسو. حسنا لماذا اخفيت عنى امر العالم الموازى الثالث وخونسو اخو شاهندة وما فعله باخته. قال ابن تحتمس متفاجئا. ومن اين علمت ذلك. قال خونسو. سقطت منك فلاشة وشاهدت محتوياتها بدافع الفضول. قال ابن تحتمس. لقد خفت ان تتضايق من معرفة خونسو الثالث هذا. خصوصا بعدما فعله باخته شاهندة. انه يشبهنا انا وانت وخونسو عالمى. لكنه مختلف. واخته لا تشبه اختك فى الملامح ولكن فى تاريخ الميلاد مثلها. قال خونسو. لقد تضايقت فعلا.


ثم اضاف خونسو. لكن فى النهاية هدات نفسى بانه حر فى اخته. ولكن رغم اننى مع الحرية الجنسية الكاملة الا اننى غضبت لانه اكرهها على العلاقات المتعددة فى البداية. لا ادرى. انا لست فى مكانه. ولو لدى اخت اليوم لاحتفظت بها لنفسى اما واختا وصديقة ولما قبلت حتى انها تتزوج وتتركنى وليس ان اسلمها بيدى لرجل او رجال يشغلونها عنى... قال ابن تحتمس. الحقيقة انا سالته واستغربت مما فعله. فقال لى انه يتلذذ بذلك. اضافة الى انه اراد لها حرية جنسية مثل اى امراة فى العالم. كنت معه فى انه خلصها من الحجاب والعباءة والاخوانية والسلفية والتكفير والحدود وادخلها مدخل العلمانية... لكننى ايضا مثلك غضبت منه بشدة انه اكره اخته شاهندة على العلاقات المتعددة رغما عنها. خصوصا انها متزوجة ايضا. وانا مع العلاقات اذا كانت بالرضا والقبول الكامل من الطرفين او الاطراف المتعددة. وهو حاول اقناعى بان الامر راق لها مع الوقت وايقظ فيها روح المغامرة واختراق المحظور لدى برجها القوس فاصبح بالرضا ولعل ذلك يشفع له ويغفر له اكراهه لها فى البداية بالتهديد. اتعلم انه بعدما التقاها بعدد من المتنورين والساسة والحزبيين والاطباء والنحاتين والرسامين والفلاسفة والمهندسين المعماريين واساتذة الكليات والجامعات والمسرحيين والممثلين والمطربين والموسيقيين والمؤرخين والروائيين والعلماء علوم بحتة الاحياء والفيزياء الفلكية والعلمانيين والابطال الرياضيين الاولمبيين من اوروبا وامريكا واستراليا ومن لبنان والجزائر وتونس وسوريا والعراق وايران والهند والصين واليابان وروسيا. من اديان متعددة منهم يهود ومسيحيون ومسلمون وبهائيون وهندوس ورائيليون وايزيديون ولادينيون وزرادشتيون وشيعة ودروز وعلويون وبوذيون وكونفوشيون وحتى زيوسيون و امون رعيون بما بلغ عدده خمسون رجلا وشابا. قرر برضاها هذه المرة ان يدعوهم معا فى قاعة كبرى وجعلها تمارس الحب معهم فى نفس اليوم معا كلهم مع كريمبايات creampies داخلية فى النهاية فى منافذ بدنها الثلاث. وقام بتصوير ذلك كله بالفيديو مثل فيلم اريانا جولى والخمسين فطيرة قشدة..... ولكن اهم ثمار تعرف اخته شاهندة على الخمسين رجلا من شتى بقاع العالم المتحضر القديم والجديد. انها اقامت معهم علاقة رومانسية وانسانية واخوية عميقة وطويلة وابدية دائمة على مدى سنين. وعلاقة فكرية وفنية وعلمية وتعلمت منهم الكثير فى مجالاتهم التى يبرعون بها.

قال خونسو. الحقيقة. انا لست مسرورا بهذا الذى فعله باخته شاهندة. ولا استطيع ابتلاعه او توطين نفسى عليه. خصوصا انها رغم اختلاف ملامحها عن اختى المتوفاة رضيعة لو كبرت وملامح اخت خونسو الذى فى عالمك المسماة كاختى باسنت. لكن تاريخ ميلادها مثل تاريخ ميلاد اختى واخت خونسو الثانى الذى فى عالمك. واحسها اختى ايضا لذلك غضبت منه وكرهته. ولا استطيع اقناع نفسى بما فعله اطلاقا. ضحك ابن تحتمس على الهاتف ثم سارع بالقول. اسف يا خونسو. اعذرنى. انا مقدر شعورك. ماذا لو علمت بما فعله خونسو الرابع الذى ...... اخ. انقطع الاتصال. حاول خونسو الاتصال مجددا. وهو يتساءل. ماذا ؟! خونسو الرابع ؟!! فى عالم رابع ؟! واخفاه عنى ايضا. ما خطبه هذا الرابع ايضا ... عاود الاتصال بابن تحتمس عدة مرات ولم يرد. ارسل له على الواتساب يهدده لو لم يرد. فاخيرا رد عليه. ساله خونسو فى غضب. لماذا اغلقت الخط. ومن خونسو الرابع. اخبرنى الان. والا كانت قطيعة بيننا للابد. قال ابن تحتمس. لسانى الغبى هذا. حسنا. ساخبرك. خونسو الرابع ايضا له اخت اكبر منه فى مثل عمر وتاريخ ميلاد اختك واخت خونسو الثانى الذى بعالمى وخونسو الثالث. ولكن اسمها نازلى. فى الحقيقة هو مختلف عنك وعن الخونسوين الاخرين ايضا. هو اخوانى سلفى وخريج ازهر. ملتحى لحية كثيفة. عالمه يشبه عالمك وعالم حتحور وديانا احمد كثيرا مثل عالم خونسو الثالث ايضا. ساعد محمد مرسى الموازى عنده. وتظاهر فى رابعة. وفى كل الصدامات الاخوانية والسلفية ضد الشباب وضد الجيش بعد يناير 2011 فى عالمه. اشتهى اخته الكبرى هذه نازلى. وبعدما كان علمانيا متنورا ولادينيا مثل والديه. تحول مثل اخوته الذكور الاكبر منه والاصغر منها. لان اخوته الذكور الثلاثة تزوجوا بنات اقل منهم فى المؤهل التعليمى فلسن جامعيات. ومن احياء اقل من حيهم السكنى الراقى. وبعضهم سافر للعمل فى الخليج فى مملكة الحجاز ونجد وهى مقابل السعودية هنا. وعاد سلفيا متطرفا ومغسول الدماغ. اضافة لتاثير الشعراوى وكشك وسيد قطب على اسرة احدى زوجات اخوة خونسو الرابع. قاطع خونسو واخوته الذكور والديه المتنورين العلمانيين الفرعونيى الفكر والاوروامريكيى الايديولوجية. حتى ان قادة الازهر والسلفيين والاخوان حرضوا خونسو الرابع هذا على قتل والديه لانهما يرفضان دعوة الاسلام الصحيح التى قدمها لهما خونسو الرابع واخوته. وكاد ان يفعل ذلك. لولا ان تبرع اخوه الاكبر بذلك وقتلهما. وقبض عليه وحكم عليه بالاعدام. لكن قضاء السيسى الموازى ولكونه عضوا مؤسسا لمكتب الارشاد الاخوانى الغى الحكم واجلوا القضية والحكم النهائى الى اجل غير معلوم تاجيلا متكررا كما يحصل هنا. اشتهى خونسو اخته الكبرى والتى كانت علمانية متنورة مثل والديه. وكان من السهل ذلك لانها تعتبر ليست اخته بل عمل غير صالح او مجرد كافرة حلال دمها ومالها وعرضها للمسلمين. اغتصبها بمساعدة اخوته الذكور. وجعلها مشاعا لكل رفاق السلاح الاخوانوسلفيين والازهريين المصريين وغيرهم من الدواعش المشاركين فى الربيع العربى فى هذا العالم الموازى الرابع. وهكذا اصبحت نازلى مجرد سبية او ملك يمين لكل المجاهدين. وانتهكها كثيرون دون ارادتها. حتى تحطمت ارادتها ومعنوياتها.

قال خونسو. لو سمحت يكفى. وانهى المكالمة. كان شيئا فظيعا هذا الذى يحكيه له ابن تحتمس.

عاد خونسو مشغول الفكر الى حتحور وابويها ونصر الله وزوجته هالة. سالته حتحور عن سر غيابه وودعوا نصر الله وزوجته. وقرر ابوا حتحور زيارة اخى نصر الله فؤاد وزوجته وداد. كان بيت نصر الله واخيه فى الغورية. طرق بطليموس جرس باب شقة فؤاد العالية السقف الواسعة ذات الباب ذى الضلفتين والشراعتين ذوات الزجاج والحديد الجميل الشكل كافلام الابيض والاسود ومثل منزل حتحور واهلها ايضا. وفتحت وداد. رحبت بالاربعة خونسو وحتحور وابويها بطليموس وارسينوى. لم يكن فؤاد بالمنزل. ولكن صورته معلقة. كان وسيما حليق الوجه وطويل الشعر جدا. بعد السلامات والتحيات. قالت ارسينوى. اين الاستاذ فؤاد لنسلم عليه. قالت وداد. بالخارج فى بعض المشاوير. سالها بطليموس. وكيف حالكما معا. قالت وداد. بالف خير. هو كما هو بعشر شخصيات متنوعات. والحقيقة هذا لا يضايقنى. فصامه المتعدد الشخصيات يعجبنى وفيه متعة ومغامرة لا تتصورينها يا ارسينوى. وكاننى متزوجة من عشرة اشخاص. كل منهم بطبع مختلف واسم مختلف وسن مختلف وبيئة ومؤهل مختلف وقصة حياة مختلفة. وربما حتى من دين اخر او دولة اخرى. ساعرض عليكم بعض مقاطع الفيديو التى على هاتفى المحمول الذكى السامسونج ذى القلم. لبعض شخصياته.

وفتحت وداد هاتفها وشغلت المقطع الاول. ظهرت جالسة بملابس البيت المصرية التقليدية قميص النوم الخارجى المعتاد. وجاء فؤاد من غرفته مسرعا اليها يسالها عن بعض الامور. ثم فجاة صمت و تغيرت ملامحه. كأنه تحول الى انسان اخر. قالت وداد. من انت. قال لها بصوت خشن مختلف كثيرا عن صوت فؤاد. انا صلاح. قالت له. عمرك كام سنة. قال. 17 سنة. قالت وداد. عايش فين. قال صلاح. عايش فى النوبارية فى البحيرة. عند بابا مزرعة برتقال كبيرة. ياه لو تشمى ريحة شجر البرتقال. قالت وداد ضاحكة. انا شاماها. قال فؤاد "صلاح". انتى اسمك ايه. وازاى انا جيت هنا. انا فين الاول. قالت له وداد. انت فى القاهرة. قال. وايه اللى جابنى هنا. قالت. انت نسيت ولا ايه. قال. نسيت ايه. قالت. انت هنا عشان تسلم لجوزى شحنة برتقان. لان جوزى فكهانى كبير. قال فؤاد "صلاح". بس انتى حلوة اوى. ضحكت وقالت. شكرا. قال. لا فعلا انتى حلوة اوى. وبعدين مش معقول انك متجوزة انتى شكلك لسه بنت بنوت. قالت. والله متجوزة تحب اوريك القسيمة. قال. لا خلاص صدقتك. بس اسمك ايه. تصدقى انى معرفش لغاية دبوقتى اسمك ايه. قالت له. اسمى وداد. قال. الله اسمك حلو اوى. فعلا مناسب ليكى. ونهض وضمها فجاة. قالت له. عيب اختشى ايه اللى بتعمله ده. قال. مش قادر مش عارف بحبك كده ليه. حاسس اننا مخطوبين وبنحب بعض من زمان. قالت وداد. احنا فى سنة كام. قال. سنة 1965. قالت وداد. ومين اللى حواليك دول. قال. انتى شايفاهم. قالت. ايوه. قال. ده صديقى احمد طه صيدلى مصرى بيشتغل فى السعودية بس مش عارف ماله هدومه غرقانة دم. بساله بيقولى ان واحد سعودى موته. قلت له. ازاى والريس جمال عمل ايه. قال لى الريس جمال مين. قصدك الريس عبفتاح. ماعملش حاجة. وقال لى حاجة غريبة كمان. قال لى انه عايش سنة 2018. وانتى يا وداد عايشة سنة كام مانتم كلكم باين مجانين وعايزين تجننونى. ضحكت وداد وقالت. سنة 2018. قال فؤاد "صلاح". لا لا لا دانتم كده متفقين عليا فعلا. اخص عليكم اخص. قالت وداد. ابدا والله يا صلوحة. انا باقولك الحقيقة. قال. طب تعرفى مين احمد طه ده. قالت وداد. لا معرفش.

قاطعت حتحور الفيلم الذى اوقفته وداد عندئذ وقالت لها. ده الصيدلى المصرى اللى سعودى قتله طعنا. وكالعادة السيسى ونظامه لم يقاطعوا السعودية ولم يسحبوا السفير ولا اى شئ. من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام. صدق المتنبى العظيم. شعبنا المصرى وحكومتنا منذ السادات يعبدون السعودية وال سعود والريالات وباعوا مصر والعلمانية. وهذه هى النتيجة. سيناء مباعة لجامعة سلمان وتيران وصنافير المصريتان مباعتان لال سعود. ودينا انور باعت نفسها ومحمود الخطيب. واصبح السعوديون يستعبدون المصريين بنظام الكفيل وينتقمون من عبد الناصر ومحمد على وابراهيم باشا. ويقتلون المصريين ويهينونهم ويغتصبون او يشترون المصريات ويغتصبون اطفال المصريين دون رادع من مبارك او السيسى.

تعجبن وداد. وقالت. الحقيقة انا كنت شاكة ان صلاح ميت. ومش عارف انه ميت ومحاط بالاموات. لكن غريبة. قالت حتحور. مش غريبة. الروح حرة منطلقة مؤلهة خصوصا اذا كانت متنورة وعلمانية طيبة واذا كانت ضحية مقتولة على يد ازهرى او اخوانى او سلفى او مسلم سنى متعصب عامى مؤيد للثلاثة او سعودى او تركى. فيمكنها الظهور فى منام الاحياء. ويمكنها الانتقال الى ابعد مكان فى كوكب الارض وابعد زمان. فهى خفيفة حرة تخلصت من ثقل الجسد واحتياجاته ومحدوديته المكانية والزمانية.


ثم قالت حتحور. من فضلك يا وداد. اكملى الفيديو. فتحت وداد الفيديو. كانت تقول لفؤاد "صلاح". ومين اللى جنبك الناحية التانية ده. قال فؤاد. بيقول ان اسمه اندريه كارلوف وانه بيشتغل سفير لروسيا فى تركيا سنة 2016. قالت وداد. وايه الدم اللى على قميصه وجاكتة بدلته ده. قال فؤاد. بيقول ان واحد تركى اخوانى من اتباع شخص اسمه اردوغان قتله عشان بيدافع عن سوريا. هو ايه اللى جرى لسوريا 2016. ومين اردوغان ده اصلا. قالت وداد وهى التى كانت تعلم من هو كارلوف ومن هو اردوغان. المهم يا صلوحة مين تانى معاك. وواقف حواليك. قال فؤاد "صلاح". فيه بنت بضفاير بتقول انها كردية واسمها ريحانة وفيه تنظيم ارهابى من اتباع سيد قطب وال سعود والازهر واردوغان اسمه داعش قطع رقبتها عشان بتحاول تحمى مع جيش الاكراد بلدهم سوريا. وبتقول ان الصحفيين العرب الاوساخ بيقولوا انها اشاعة وكدب. رغم ان الديلى ميل البريطانية نشرت قصتها. وفيه ولد يمنى اسمر معضم من الجوع ودراعاته مقطوعة سالته مين قطعهالك قالى خادم الحرمين وجيشه. وكتابه وسنته ودينه. وفيه كمان راجل شعره منكوش وماسك كتاب اخضر وجنبه شيخ بعمة خضرا. لابس لبس الليبيين. سالته انت مين. قالى انا العقيد معمر القذافى رئيس الجماهيرية الليبية الاشتراكية العظمى. قمت بثورة الفاتح من سبتمبر 1969 وايدنى عبد الناصر واعتبرنى ابنه. وسميت شهر يوليو على اسمه ناصر وشهر اغسطس على اسم بطل الامازيغ كلهم هانيبال. وقتلنى حلف الاطلنطى 2011 ومعاه ليبيين خونة راسماليين اخوان وسلفيين وازهريين اسلاميين مدفوعين من السعودية وتركيا ومدعومين من اوباما. سالته مين اوباما. قالى اس المصايب وصانع ثورات الاخوان والسلفيين المجرمين فى ليبيا ومصر وسوريا وتونس. رئيس امريكا الافريقى المسلم. وفيه كمان بنت بجيبة وبلوزة هى وصديقتها دماغهم مفتوحة ومخهم سايل منها. سالتهم يا وداد سالتهم انتم منين. قالولى انا من ايران 1981 وهى من افغانستان 1993. ومعاهم صديقة تالتة حالتها زيهم برضه. من العراق 2018. سالتهم مين اللى عمل فيكم كده وازاى انتم عايشين لغاية دلوقتى. قالت لى الايرانية اللى عمل فيا كده قوات الخمينى وثورته الاسلامية المستوحاة من فكر سيد قطب الاخوانى وفكر محمد بن عبد الوهاب وابن تيمية والنبى والراشدين رغم انه شيعى كنا عايشين فى بلد حضارى وعصرى ولابسين زى بنات الغرب ما بتلبس. والافغانية. وانا كمان كنت زيها وبلدى متقدمة وعصرية زيها وزى الغرب والعالم الروسى والاصفر بس اللى عمل فيا كده مش الخمينى. لكن السادات وال سعود وامريكا كارتر وريجان واخوانهم وسلفييهم المصريين والسعوديين اللى سموهم الافغان العرب. والقبائل الجبلية الافغانية المتخلفة اللى منقبين ستاتهم بالنقاب والاسدال الزرق الشادور واللى مربيين دقونهم ولابسين اللبس التخلف الجلابية القصيرة والسروال والقبعة الافغانية الكريهة. حطموا بلدنا ومنعوا التلفزيون والموسيقى وهدموا التماثيل واضطهدوا الصوفية والمسيحيين ودمروا الجو المتقدم العصرى العلمانى فى كل نواحى الحياة فى افغانستان. واجبروا الافغانيات على النقاب .. كانت بلدى اشتراكية شيوعية متنورة ومحترمة وعصرية. وقالت العراقية الخمسينية. انا فحكايتى طويلة تبتدى من يوم ما عمل صدام حسين انقلاب ناعم على الرئيس احمد حسن البكر فى يوليو 1979. وادعى ان الرئيس عنده شلل رعاش او مرض باركنسون وجعلوه يستقيل من منصبه. صدام دمر حزب البعث العراقى بسبب تحالفاته مع الخلايجة لمحاربة ايران الخمينية الحديثة الولادة ولاحتلال الساحل الايرانى وفصله عن دولته الام ايران وتعريبه وتحويله لدويلة عميلة للسعودية والخليج ليصبح الخليج الفارسى عربيا تحت السيطرة الامريكية الراسمالية الكاملة. كما كان فى عهد الشاه العميل. وطبعا انتهت الحرب بهزيمة العراق وفشل اهدافه واهداف الخلايجة 1988 بعد 7 سنوات من بدايتها. وانسعر صدام وصدق المثل الصلعمى من اعان جبارا سلطه الله عليه. وسنة 1990 قرر صدام يضم الكويت الخليجية النفطية مثل نفطه للعراق الجمهورى البعثى الاشتراكى. كان النفط فى ايدين اشتراكيين وعلمانيين فى العراق وليبيا يعملوا توازن مع الخلايحة السلفيين الاخوان مش زى دلوقتى بقى النفط دلوقتى محصور فى ايدين الخلايجة. وايدين اخوان وسلفيى وراسماليى ليبيا وشيوخ شيعة العراق المتعصبين اشباه الاخوان والسلفيين. وبقت الجامعة العربية جامعة سعودية قطرية خليجية ومصر بقت مستعمرة خليجية بايدين طنطاوى والسيسى ومرسى. المهم. طبعا صدام شغال اضطهاد للاكراد والشيعة. وامريكا بزش الاب ومصر مبارك وسوريا الاسد واخرين دخلوا عسكريا وحرروا الكويت. واتحطت عقوبات رهيبة علينا كشعب عراقى. النفط مقابل الغذاء ومنعوا عننا حتى استيراد القلم الرصاص. الشعب عاش فى ضنك. واستمر صدام فى الحكم بكل دكتاتورية وبجاحة وكمان دمر الفكر الاشتراكى العلمانى التقدمى لحزب البعث وحوله الى حزب اسلامى سنى متعصب فيما اسماه الحملة الايمانية. فى اطار الصحوة الاسلامية الارهابية المحجبة اللى بداتها السعودية 1926. وتلتها باكستان مع ضياء الحق ثم رفيق طرار وخلفاؤه. وافغانستان الثمانينات. والسودان التمانينات. والصومال التسعينات. وتركيا اردوغان. والعراق مع الحملة الايمانية ومع تولى مشيخات الشيعة الحكم. ومصر مع السادات ومبارك وطنطاوى ومرسى والسيسى. والجزائر مع العشرية السوداء. وسوريا 2000 مع انتشار الحجاب بين السوريات ثم مع 2011 وثورة الاسلاميين الاوبامية الربيعية السعودوتركية المدعومة مصريا ايضا بالرجال الارهابيين. والاردن 2000. وان كان الاردن غرقان فى الاخوانية من اول عهده مع الهاشميين. صدام اتخلع امريكيا بعدما تم اضعافه كما يجب عشان ما يقاومش وميقدرش يفلفص 2003. وبدا حكم دينى شيعى رسمى ظلامى محجب مخدر وسنى ارهابى عصاباتى مش رسمى ادى لتكوين القاعدة وداعش. وضاعت علمانية وعصرية واشتراكية العراق ولبسنا الخمار العراقى الشيعى الاسود. وفرضوه كزى رسمى على طالبات جامعات العراق.

وقالت وداد. ومين جنبك كمان يا صلوحة. قال فؤاد "صلاح". جنبى تلات رجالة رقبتهم مقطوعة بسيف. وبنت كمان شكلها اميرة بس لابسة بدوى اسود فى دهبى. سالتهم هما منين وايه اللى جرالهم. قالى واحد فيهم. انا حجازى نجدى عشان صوفى واسلامى مصرى فاطمى معتدل وبحب الموسيقى والفن والعلم. قوات محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب هاجمت قبيلتى وموتت الرجالة واخدت النسوان والاموال والاطفال. بعدما اعتبرونا كفار. والتانى قالى. انا عراقى شيعى من كربلاء. هاجمنا ال سعود والوهابيون وقتلوا عراقيين كتير وهدموا الاضرحة والمقامات. والتالت قالى. انا ناصر السعيد معارض لال سعود ناصرى اشتراكى علمانى تقدمى. خطفونى من بيروت بمساعدة ياسر عرفات. ودخلونى طيارة وطاروا فوق الربع الخالى ورمونى من فوق. وامريكا والغرب طنش وماحاسبش السعودية على جرايمها واستمر يدعمها ويدمر الجمهوريات العربية العلمانية الاشتراكية. اما الاميرة فقالت انا الاميرة مشاعل بنت فهد بن محمد بن عبد العزيز آل سعود.


قالت وداد. مين كمان جنبك يا صلوحة. قال فؤاد "صلاح". راجل سودانى بيقول اسمه محمود محمد طه. وراجل مصرى زيى بيقول اسمه فرج فودة. والريس جمال عبد الناصر. سالت محمود عن حكايته قالى انه حاول يخلص الاسلام من مصيبة السور المدنية والاحكام المدنية والقرآن المدنى ويتم تعطيلهم. والاحتفاظ فقط بالقرآن المكى. وبالتالى تعطيل ايات الحجاب والقتال والتكفير والجزية والحدود والانفال. فتعاون الرئيس العسكرى الاخوانى المتعصب جعفر نميرى مع الازهر وكر الاجرام والقمع الاخوانى والسلفى لتكفيره وقتله وتم اعدامه بفتوى من الازهر. وسالت فرج عن حكايته قالى انه حاول يحافظ على علمانية مصر وسفورها وقيمها الغربية امام الهجمة الازهرية الاخوانوسلفية الشرسة لتحجيب واسلمة ومسلفة واخونة مصر وسعودتها. من خلال كتبى. فكفرنى الازهرى الاخوانى المتعصب محمد الغزالى فتم قتلى واغتيالى. ولم يعاقب الغزالى بل انتشرت كتبه فى معرض القاهرة الدولى للكتاب واختفت كتبى وكتب سيد القمنى.

قالت وداد. تعال الى حضن مامتك. الى حضن حبيبتك واختك وزوجتك ومساكنتك وداد يا صلوحة. اسرع فؤاد "صلاح" بلهفة مراهق فى السابعة عشرة فعلا من عمره الى حضن وداد حبيبته الاكبر منه بسنوات كثيرة. وانتهى الفيديو الذى تتكلم فيه وداد مع شخصية صلاح اولى شخصيات فؤاد زوجها المصاب بفصام متعدد الشخصيات. وانبهر خونسو وحتحور وارسينوى وبطليموس بهذا الفيديو. وقررت وداد بناء على ذلك اعطاءهم نسخ من عدة مقاطع فيديو اخرى اضافة لهذا المقطع لاستجوابها وكلامها مع شخصيات فؤاد المتعددة والغريبة جدا. لان فؤاد كان على وصول من عمله كسائق شاحنة. وعاد خونسو وحتحور ووالداها الى بيتهم بالجماميز.

قال خونسو لحتحور. نزلت سورة جديدة على ديانا احمد ورسول روح العلمانية امون رع واولاده زيوس وبعل ويسوع والله ويهوه واودين وكونفوش وبوذا وبراهما واهورامزدا سمسم المسمسم احمد بن تحتمس. اضافة لسورها السابقة. فلنقراها معا

سورة زيارة محمد بن سلمان لمصر السيسى

قالوا. ان السعودية شعب همج وبدو ورعاع وكنا نحن المصريون نرسل لهم المحمل ونفتح التكية لهم الخ.

قلت لهم. واين انتم الان. هل ارغمكم احد "غير طمعكم ولا اخلاقيتكم وانعدام كرامتكم" على السفر والعمل فى السعودية مستعبدين تحت الكفيل لانكم فى نظر السعوديين اقل من البشر واقل من السعودى. ومع ذلك تتحملون. ولو شتموا ناصر وشتموا مصركم لا تردون. وربما تؤيدون. ولو اتهموكم انكم بلد الراقصات وان عبد الناصر نشر العرى تصمتون ولا تفتخرون بالرقص الشرقى. وبعلمانية ناصر وملابس المراة المصرية العصرية والغربية فى عهده لا تفخرون. عبد فتاحكم يتسول ويبيع ارض بلاده جزرا وشبه جزيرة ودلتا وصعيدا للسعودى كما بعتم للسعودى من قبل بناتكم وكرامتكم ولا تزالون. واليوم والامس السعودى يذلكم ويغتصب اطفالكم ويقتل صيادلتكم وانتم مستسلمون. وتكلموننى عن التكية والمحمل. الا تخجلون. لقد جردكم السعودى من كرامتكم. فماذا يربح المصريون اذا اكتنزوا الريالات وخسروا كرامتهم وبناتهم وعلمانيتهم ومصريتهم وتسعودوا وتحمسوا وهم يتمسلفون. ويتاخونون ويتازهرون ويتاسلمون. يا عبيد الحجاب واردوغان يا من بالحدود والتكفير والجزية والقتال والكراهية وتحريم الفنون تؤمنون. وعن الحجاب والخمار والنقاب تدافعون. يا ثمانين مليون مستعبدا نفسه للاسلام السنى وتزعمون انكم مصريون. خوفو يتبرا منكم وامون رع. حتشبسوت تلعنكم. يا احمس الهكسوس عادوا ويزعمون اليوم انهم مصريون. فارفع سيفك واحصد تلك الرؤوس الشعبية والحكومية المنافقة الخائنة التى باعت مصريتها ببضع ريالات منذ السادات الذى خان وحتى عبد الفتاح الذى يخون. اليوم يا رمسيس مصر يحكمها ويسكنها الهكسوس والحيثيون. يا تحتمس انظر فقد تجرد احفادك من دينهم القويم واتبعوا دين الهكسوسى والاسرائيلى والحيثى. قال ليتهم تجردوا فقط من دين مصر الاصيل المصنوع من ارض مصر ليلائم مصر. الا انهم تجردوا من ملابسنا وملابس ابننا الغرب وارتدت حفيداتنا ملابس الهكسوس المسلمين. وبدان يلعننا باننا كفار ومجرمون. رفضنا موسى الاسرائيلى الاسلامى الطامع وقومه فى غزو العالم هو واخوه هكسوسى مكة ويثرب فبدل ان تشكرنا حفيداتنا ويشكر احفادنا المصريون. يلعنوننا ويكرهوننا كما امرهم الهكسوسى المكى والاسرائيلى والحيثى وجاءهم ابننا المصرى الاصيل عبد الناصر من بعد الفى عام من حكم الاغراب غير المصريين. لينشر الاشتراكية مذهب الرحمة بالجميع والاخلاص والنزاهة وليحررهم من الانجليزى ومن الالبانى والاقطاعى الغريب لكنهم للجميل لا يحفظون. وعادوا يحنون ويتباكون. على الالبانى وعلى العثمانى. ويدعون. يدعون اردوغان وال سعود لغزو مصرهم وضمها مجددا لخلافة محمد والهكسوس والحيثيين المسلمين. ويشتمون ناصر. يا ناصر خيرا فعلت وشرا جزيت من شعب باع مصريته وعاد يريد فاروق واولاده يستعبدونه من جديد. وعاد يريد الهكسوسى السعودى حفيد الهكسوسى المكى الاول ان يستعبد مصر من جديد. وعاد يريد الحيثى العثمانى الاردوغانى ان يستعبد مصر من جديد. يا شعبا من العبيد بعتم مصريتكم واشتريتم الازهريين. اشتريتم من يريدونكم متخلفين جاهلين. اشتريتم من يريدونكم مستعبدين للهكسوس المكيين من الراشدين وقادتهم الغزاة الجزارين. اشتريتم من يسجنون متنوريكم والساهرين على حماية مصريتكم وعلمانيتكم وقيمكم الفرعونية والغربية من تهديد حدود وحجاب وتكفير وقتال وانفال وجزية الهكسوسى المكى المدنى وكتابه فكنتم لسجنهم من المؤيدين. حتى المسيحية التى ايدت العلمانية ورفضت الحجاب والحدود والتكفير والجزية ورفضت معاداة الحضارات القديمة والاديان الاخرى والفنون رفضتموها وتركتموها واعتنقتم دين الهكسوس وحاربتم اباءكم المسيحيين. حتى اصبحت المسيحية اقلية ودين الهكسوس الحجازونجديين فى بلادكم من المتكاثرين. فجعلكم تكرهون العالم كله وتكرهون اجدادكم الفراعين ودين امون القويم. وتستبشعون السافرة والمتبرجة وحرية ملابس المراة الغربية العصرية وتحبون الحجاب والخمار والنقاب. فجعلكم تكرهون الجميل وترونه بشعا. وجعلكم تحبون القبيح وترونه جميلا. وجعلكم عطاش لسفك دماء العلمانيين والمسيحيين واليهود والايزيديين والبهائيين وحتى الشيعة والدروز والعلويين. جعلكم هذا الدين دواعش تكفيريين. تكرهون الموسيقى وشعر النساء والنحت والرسم يا جاهلين. اليوم يزوركم ملككم الجديد ابن سلمان ال سعود ليتفقد احوال عبيده حكومة وشعبا رئيسا وصحافة ودينا انور الراكعين له والساجدين. المنبطحين له والرافعى عجيزاتهم ليكون لهم من الناكحين. كما نكح وقبيلته طوال اربعين من السنين. منذ السادات المشين. نكح كرامتكم وعقولكم وعلمانيتكم ومصريتكم وبناتكم. ولصيادلتكم ولناصر السعيد ولخاشقجى كان من القاتلين. ومن مصركم نقلتم طاعونكم "الاخوان المسلمين" الذى صنعتموه فافسدتم ولوثتم سوريا وليبيا وتونس والاردن الخ بطاعونكم طاعون الاخوان المسلمين. ومع ساداتكم المشين عبد السعودية ومحيى الاخوان وخالق السلفيين عن نسختهم الاصلية بالسعودية. وفى ظل مفرخة مبارك الصامتة للاخوان والسلفيين. تحجبتن وتخمرتن وتنقبتن وتعبأتن بعباءات الخليجيين. يا حفيدات نفرتيتى ونفرتارى وخمرارنتيبى وحتشبسوت. اصبحتن جوارى الهكسوسى ورجالكم الملتحون لحية عقلية او وجهية عليكن يقودون. لستم جديرين ولستن جديرات بحمل اسم تحتمس وخوفو ورمسيس واحمس وحمل اسم كمت مصر الا حين تعودون اشتراكيين ناصريين. وحين تصنعون وتزرعون ولا تختلفون فى التقدم الزراعى والعسكرى والصناعى والعلمى والحقوقى والحرياتى عن فرنسا وامريكا. حين تكونون جديرين بحمل اسمى. لن تحملوا اسمى واسم مصر الا حين تتخلصون من حدود وتكفير وقتال وجزية وانفال واخوانية وسلفية وازهرية دين الهكسوسى المكى. تريدون الابقاء على الاركان الخمسة ابقوها. تريدون التحول للمسيحية او البهائية او الزرادشتية او البوذية او الهندوسية او الكونفوشية او تعودوا لدين مصر القويم الاصيل امون عودوا. تريدون التحول للادينية او الربوبية او لدين بابل او كنعان التعددى او دين زيوس وجوبيتر تحولوا. المهم تخلصوا من الكراهية الاسلامية العربية للعالم وتخلصوا من التكفير والحجاب والحدود. لتكونوا من المصريين. وتعودوا مصريين ومصريات لتقدم وملابس الستينات بل وافضل ايضا. ولا تكونوا مثل عبد الفتاح الذى غير اسمه ليكون عبد السعودية. ولا تكونوا مثل عبد الفتاح المتردد الخائف حين يطالب باى قرار علمانى لكنه شجاع فقط فى قرارات الغلاء واثقال الشعب بالضرائب وطرد المستاجرين ايجار قديم او اثقالهم باجرة باهظة او تحرير العقود ليذلهم ورثة الملاك حسب شرع الله الاسلامى. لا تكونوا من انصار شرع الله الاسلامى الذى يستعمل لضرر الانسان فى كل مجال فى الفن والحريات والابداع وفى الاقتصاد وحرية الاديان وضد اشتراكية البلاد وحتى فى خدمة المراة لزوجها وبيتها حسب الفتاوى البائسة الجديدة بانها غير ملزمة دينيا بغسل الصحون ولا الطبخ ولا الكنس ولا الحياكة ولا المسح وان الزوج هو الملزم بكل ذلك.

انتهت السورة.

وقرات حتحور تعليقا لصديقة للسيدة ديانا تقول فيه.

انا عايشة فى مدينة جديدة فى حى من احيائها. كل الستات فيها منقبات او بخمار او حجاب وعباءة. حتى المسيحيات هنا لابسات عبايات. بس من غير حجاب.... ايه اللى تغير على ايد السيسى بقى. ولا حاجة.

لما نبتدى نلاقى الستات فى القاهرة واسكندرية والارياف والقرى والمدن الجديدة بداوا يقلعوا النقاب. والخمار. والحجاب. ونبص كده الصبح فى وقت مرواح الشغل والمدارس نلاقى ستات كبار كتيرة شعرهم مكشوف ولابسين فساتين او بلوزة وجيبة او توب وبنطلون جينز الخ. ساعتها اقولك فعلا السيسى استطاع تغيير مصر للافضل.

لكن ده محصلش ومش هيحصل. لانه من المحافظين. الكونسرفاتيف

انتهى التعليق

وقرا خونسو وحتحور ايضا موقفا كوميديا ذكرته ديانا احمد:

جاء وفد مصرى الى الصين والهند وروسيا واليابان وفرنسا والمانيا وايطاليا. طالبين استيراد قمح وسيارات بانواعها وادوات صحية و غواصات وطائرات وسفن حربية ومفاعل نووى واجهزة الكترونية وكهربية وساعات وادوية كثيرة ...
فاجيبت طلباتهم. فلما خرج الوفد من عند الفرنسيين او الصين لا اذكر بالضبط. سال بعضهم بعضا. اولئك المصريون الم يكونوا فى الستينات يصنعون كل شئ من الابرة الى الصاروخ. ولديهم اكتفاء ذاتى زراعى فى القمح وغيره. ما الذى اوصلهم اليوم للاحتياج لنا والاستيراد منا بدل الاكتفاء الذاتى والتقدم الذى حققوه. قال الاخر. ما شاننا بذلك. هم احرار ونحن وظيفتنا نبيع ونوافق على طلبات التصدير لهم فقط. قال ثالث. اناس كسالى لا يذهب اولادهم للمدارس اليوم الا يوما كل شهر. وادمنوا الدروس الخصوصية. ينامون النهار ويسهرون الليل. يضيعون 45 يوما فى رمضان وعيد الفطر فى الكسل والتزويغ من العمل. نظامهم الحاكم منذ 1971 وحتى اليوم 2018 يتبع مثلهم القائل شراء العبد افضل من تربيته. الدولة عندهم تخلت عن مجانية التعليم وباعت القطاع العام ودمرت القلاع الصناعية التى تركها لهم ناصر. وافسدوا ريادتهم فى القطن والقمح وقصب السكر. وتوسعوا فى بنجر السكر كريه الرائحة قليل الحلاوة. بزعم التوفير فى المياه. ومنشغلون فقط فى تعصب اسلامى كاسح يستعبدون انفسهم للازهر ولال سعود ولابن تيمية وحسن البنا ومحمد بن عبد الوهاب. وكل تركيزهم منصب على منع العلمانية والقيم الغربية من السيطرة على حكم بلادهم وعلى عقول شعبهم وشبابهم. وعلى لعن اسرائيل والتحريض عليها والاهتمام بالباس بناتهم ونسائهم الحجاب والخمار والنقاب. غارقون فى تفاصيل اسلامية متعصبة طيلة اليوم. وحساباتهم الفيسبوكية كلها ادعية ومنشورات اسلامية فقط. انهم مثل ان يكون كل وزراء الرئيس وزيرا واحدا هو وزير للازهر مثلا او وزير الاديان. او كمن تكون مكتبته قاصرة على الكتب الاسلامية فلا فلسفة ولا تاريخ ولا جغرافيا ولا اثار ولا مصريات ولا علوم بحتة ولا ناصرية ولا رياضات اولمبية ولا لغات. منصبة اهتماماتهم على الزواج والانجاب ولعب العيال وايجاد اماكن حول منازلهم للعب اولادهم. فلا بناء عقول ولا تثقيف ولا بكور فى النوم واليقظة. ولا جدية فى العمل. والدولة ذاتها توقفت عن توظيف الخريجين الكثيرين من الهندسة والطب والزراعة والعلوم الخ. رغم احتياجها لهم للبناء. لكن النظام التدميرى من بعد ناصر المتحكم فى مصر جعلها تكره البناء والاكتفاء الذاتى وجعلها تتسول من تركيا والسعودية المال والمنتجات الصناعية. ومنا. ومن البنك الدولى. فماذا تنتظر من دولة تضطهد اقباطها وبهائييها وشيعتها ومثلييها وعلمانييها ولادينييها ويهودها. وترفض السماح بالحريات الابداعية الكاملة والفنية والسياسية والدينية والجنسية. دعوهم فهم مشغولون فى التراويح والصيام والاضحى والحجاب والسلفية والتهجم على الاقليات فى خطب الجمعة وفى كل وقت ومشغولون فى اطلاق لحاهم خفيفة اخوانية او كثيفة سلفية. فلا وقت لديهم للانتاج من اى نوع. هم يستوردون منا حتى الابداع والسينما والدراما. دعوا مصر فقريبا سترونها اصبحت مجرد محافظة تركية او سعودية اخرى ضمن المملكة العربية السعودية او جمهورية تركيا. شاننا ان نبيع. هم احرار فى انفسهم.

انتهى الموقف

فجاة طرق الباب وكانت على الباب فتاة تشبه خونسو وتشبه لمى ديمة معا. هكذا شعرت حتحور حين فتحت لها الباب وراتها. انها فتاة فى عمر الثانوية العامة. وسالتها حتحور من تريد. فتلفتت الفتاة داخل المنزل من خلف كتف حتحور فلما وقع بصرها على خونسو. دخلت دون استئذان فجاة وتراجعت حتحور للخلف مع اقتحام الفتاة هكذا وصاحت الفتاة منادية خونسو. ابى !! ثم اندفعت نحو خونسو واحتضنته وسط ذهوله وقبلت خده قائلة. بابا. وحشتنى موووت. قال خونسو وهو يتملص منها ويبعدها عنه. انتى مين. بابا ايه. انا مش ابوكى. دانتى قدى ومن سنى ابقى ابوكى ازاى. وانا مش متجوز ولا مخلف. قالت. يا بابا انا عارفة انك مش عارفتى. وقالت حتحور فى غضب. مين دى يا سى خونسو. قال خونسو. صدقينى يا حتحت معرفهاش. دى لازم مجنونة او بتتبلى عليا. قالت الفتاة. الآلهة تسامحك يا سى بابا. انا بنتك وبنت ماما لمى ديمة.


جلست حتحور وعلى وجهها علامات الشك والغيرة والغضب. على مقعدها الهزاز. واخذت تداعب قطها السيامى كاكاو او السكندر يوليوس. بيدها بلطف ثم بعصبية. وهى ترمق خونسو والفتاة بتركيز وتحفز. قالت الفتاة. لا زلت املك التليسكوب النيوتونى تليسكوب من نوع نيوتن ذى الحامل الكبير الثلاثى الارجل الذى اهديته لى وكنا نقف فوق السطح لنشاهد القمر والمريخ والزهرة وزحل والمشترى به. ولنشاهد المنازل والشوارع البعيدة. ولا زلت املك اول ثلاثة اثواب راقصة او رياضية اهديتها لى مع بداية اهتمامى بالرقص الشرقى والباليه والجمباز الفنى والايقاعى. اهديت لى بذلة رقص شرقى كلاسيكية وفستان باليه وثوب جمباز. لقد اصبحت الان يا بابا قائدة فرقة الباليه ولاعبة جمباز مميزة بشهادة مدربى. اعلم انك لا زلت لم تتزوج بعد ولم تلدنى. لكننى جئت اليك عبر الزمن. وعبر المكان.

قال خونسو. لعل فى الامر سوء فهم. ما اسم ابيك يا فتاة ؟. قالت الفتاة. انا خمرارنتيبى او خعمررنبتي. وانت ابى خونسو او كما اسمك الحقيقى احمد بن تحتمس. عندئذ تنفس خونسو وحتحور الصعداء. وقال لها. انا لست ابيك. لكنى اعلم اين ابوك وامك. نظرت اليه خمرارنتيبى او خعمررنبتي بتساؤل. فقالت حتحور وقد تهللت اساريرها ونهضت مسرورة. سنوصلك اليهما. قالت خمرارنتيبى. ولكن ملامحك مثله وصوتك وكل شئ... قال خونسو. هذه لها حكاية يحكيها لك باباك ومامتك. اوصلاها لابويها اللذين تفاجئا انه سيكون لديهما ابنة بمثل هذا الجمال واللطف. قالت حتحور لابن تحتمس. كدت تمزق الحب الذى بينى وبين خونسو وتجعلنى اظن به الظنون. لماذا تسميك ابنتك خعمررنبتي هذه باسم خونسو. ضحك ابن تحتمس. لا ادرى هذا فى المستقبل ولكن اعتقد ان ما جرى اليوم هو ما سيجعلها تسمينى خونسو. او لعلى لقائى بخونسو ونسخه المتعددة فى الاكوان الموازية قد جعلنى اسمى نفسى خونسو من يدرى. ثم قالت حتحور. غريب انك اسميتها على اسم زوجتى خفرع ومنكاورع. قالت لمى ديمة. حبيبى وانا اعرفه. اشعر فعلا انها ابنتنا المستقبلية واسمها يبدو مالوفا ومنطقيا لى. ضحكت خمرارنبتى وقالت. لى اخوة بنات اصغر منى احداهن احمس نفرتارى - ميريت امون والاخرى ميريت اتس - تويا والثالثة حتشبسوت ميريت رع - بنت عنتا. والرابعة نفرتات جنان - نبت تاوى والخامسة سات امون - حنوت مى رع. والسادسة نفرو الثالثة - است نفرت. والسابعة عنخس إن بيبى. اتعلمون لو كنا هنا وليس فى ايجيبتوس لكنا شبعنا سخرية وهجوما من المتعصبين واقصى ما كنا سنحصل عليه لو نجونا من التنمر الطفولى والتعصب الاسلامى ان نصبح مرشدات سياحيات. لقد اخبرنى ابى ابن تحتمس عن تاريخ مصركم وعالمكم هذا المتحكم فيه النفط والفكر الاسلامى السعودى والتركى والايرانى تماما. لكن ابى لديه خطة لكل منا نحن السبعة. خطة ليخرج منا فنانات ورياضيات وعالمات ومبدعات فى كل مجال.

تذكرت حتحور كيف تكلم نصر الله او لعازر فى غياب خونسو خلال المكالمة التى اجراها مع ابن تحتمس عن صديق له يدعى فادى. وهو مسيحى قبطى ارثوذكسى يتزوج مصرية مسلمة فى قبرص. ويعودان الى مصر ويواجهان الاضطهاد من اقاربها ومن الامن الوطنى. يعقد الاكليل ايضا معها فى كنيسة خارج مصر لان كنائس مصر تخاف من تعميد العابرين والعابرات من الاسلام للمسيحية وتخاف من تزويج المسلمات بالمسيحيين. كان رجلا يحبها جدا ويحترم تدينها. وكانت هى من طراز المسلمات المصريات فى الستينات علمانية لا ترتدى حجابا ولا عباءة ولا نقابا. كان متسامحا جدا معها يسمح لها بالصلاة والصوم والزكاة وسماع القرآن او قراءته. وكانت ايضا متسامحة معه وتطبخ له ما يتطلبه كل عيد. واعياده اعياد لها. تحتفل معه فى الكنيسة بعيد الميلاد وعيد القيامة. واحيانا كثيرة تشاركه صوم الميلاد وصوم القيامة. تقرا معه الكتاب المقدس بل واحيانا كثيرة تشاركه تلاوة الصلوات اليومية. لم تؤمن بالمبدا الخزعبلاتى الاسلام يعلو ولا يعلى عليه الذى يحرم به المتعصبون وما اكثرهم يحرمون زواجها بمسيحى او يهودى او هندوسى او بهائى او زرادشتى او كونفوشى الخ. بل انهم يحرمون زواج المسلمة السنية بالشيعى او العلوى او الدرزى او حتى الصوفى. علما اولادهما كما فعل وائل جسار وزوجته المسيحية. علما اولادهما الديانتين واحترام الديانتين وحرية الاختيار فى كبرهما بين الديانتين ولم يصبغوا الاولاد بدين الاب او الام. كان الاب ايضا متسامحا ومتقبلا للمسيحيين بالعالم سواء كانوا كاثوليك او بروتستانت ولم يسمع لتعصب بعض رجال الدين الاقباط الذين يهاجمون ويهرطقون المذهبين المسيحيين الاخرين.

وحكت حتحور لخونسو عن هذا الرجل فادى. وقرا حتحور وخونسو ايضا لديانا احمد:

"انت وسيم كوطن محرر وانا متعبة كوطن محتل

من مصرية الى امريكى او اوروبى او اسيوى او استرالى او افريقى"

"ماذا لو تحولت لامراة او تحولت لرجل. ماذا لو كنت مصريا 2018 علمانيا تعانى من كونك مسلما عربيا ومن عيشك وسط كل هذا التعصب الاسلامى الاخوانوسلفى والحجاب والنقاب. وصحوت فى اليوم التالى شابا مراهقا امريكى الجنسية او ايطالى تحيا فى بلادك الغربية وقيمك الحضارية الغربية والعلمانية والحرية والجمال بعيدا عن كل هذا الخراء العربى الاسلامى. ستحب حبيبات كما تشاء مساكنة. وستكتب وتنشر وتبدع وتنشر ابداعاتك مهما كانت مخالفة للاسلام وللسياسة ومهما كانت جريئة جنسيا."

"كلما انتقدت وحشية وظلامية وجهالة الاسلام السنى بكل مصادره واخوانه وسلفييه وازهره وسعوديته وتركيته وافغانستانه وباكستانه وليبيته وماليزيته ونبيه وابطاله وقادته وصحابته وخلفائه. اتهمك المسلمون العوام الحثالة اتباع شيوخهم بانك رويبضة كما قال عنك محمد. وهو الرجل التافه يتكلم فى امور العامة. باى معيار يعتبرون مواطنهم الذى من وطنهم تافها وليس من حقه التكلم فى امور وطنه وعالمه. ثم الا ينطبق مصطلح الرويبضة التافه مثل مصطلح ديوث. بهذا المعنى على محمد نفسه وصحابته. ماذا كان وزن رجل او رجال تافهين مثلهم فى السياسة والثقافة والدين والفن مقارنة بالدول العظمى فى عصره بيزنطة وفارس. وان اخوانه وسلفييه ايضا رويبضات يحشرون انوفهم فى الاثار والطب والفلك والعلوم وهم اجهل من دابة. وينطبق عليهم انهم رجال تافهون يتكلمون فى امور اكبر من عقولهم الاسلامية الوضيعة."

وقرآ ايضا فقرة بقلم سمسم المسمسم احمد حسن محمد بن تحتمس: "يعيبون على الشاب المصرى والشرق اوسطى والشمال افريقى اليوم ان يشتهى التمتع بجسد امراة. وان يكتب فى الايروتيكا. "يعيبون عليه ذلك وينكرونه كمن يعيب على الجائع ان يشتهى الطعام". وان يشتهى زوجة مطيعة وعاشقة ولا تؤذيه بكلمة ولا تتمرد. زوجة تكنس وتمسح وتحيك وتطبخ كالنساء الطبيعيات. وان يشتهى اسرة يكون قائدها والمتحكم فى اموالها. وحده. ويسمى ابناءه بالاسماء التى ترضيه."

دعا ابن تحتمس ومعه لمى ديمة وخعمررنبتى خونسو ومعه حتحور الى زيارة ضريح الرئيس والزعيم الخالد جمال عبد الناصر. منصف الشعب المصرى وابو المصريين واتاتورك مصر. ومغيظ الاخوان والسلفيين والازهريين وافيونجية الحجاب والشريعة والتكفير واللحى والخلافة وعبيد اردوغان وعليد ال سعود والاقطاعيين والراسماليين والفاروقيين الملكيين. فذهب الخمسة الى الضريح وامام القبر الرخامى. اخرج ابن تحتمس عصا الكترونية صغيرة ضرب بها القبر الرخامى برفق. فتزلزل المكان وانطفات الكهرباء للحظة ثم عادت. انفتح القبر امام ذهول الجميع. وقد اخرج ابن تحتمس بذلة كاملة رسمية من حقيبة يحملها كما لو كان مستعدا لهذه اللحظة ويعلم بمجيئها. ووضعها على القبر المنشق فى مكان ثابت. ثم اشار للاربعة الذين برفقته بالاختباء جانبا. وخرج عبد الناصر ملتحفا بكفنه الابيض يتلفت حوله فى دهشة واستغراب. ثم فوجئ بانه عريان يرتدى كفنا. ووجد البذلة والملابس الداخلية والحذاء والجورب جوار القبر. فتناوله ووجده يناسب مقاسه تماما. ارتداها. وهنا ظهر الخمسة بعد اشارة من ابن تحتمس. فزع الرئيس جمال عبد الناصر وقال. من انتم واين انا. قال ابن تحتمس. هل رايت شيئا خلال نومك يا فخامة الرئيس. ثعبان اقرع او ما شابه. قال ناصر. لا لم ار شيئا. كل ما اذكره مؤتمر القمة ونجاحى فى المصالحة بين الملك حسين ملك الاردن وياسر عرفات. ثم اصابتى بنوبة قلبية وعودتى للمنزل. ثم نمت على ما اظن. هل نمت. قال ابن تحتمس. لقد توفيت سيدى الرئيس نمت نوما لسنوات وعقود. فانظر لمصر من بعدك كيف فسدت. بدت علامات الذهول على وجه عبد الناصر. وغرق فى تفكير عميق. مد يده ليبحث فى جيبه عن علبة سجائره ليتناول سيجارة. ووجد علبة كليوبترا قد وضعها له ابن تحتمس فى جيب جاكتة بذلته ومعها قداحة. فاشار له شاكرا. واشعل سيجارته ونفث منها دخانها. ثم قال. انا لا اصدقك. لا يعقل ما تقول. هل انتم جواسيس لليهود او الامريكان. قال خونسو. يا سيدى الرئيس. لو سمحت تعال معنا لترى بنفسك. ولكن قبل ان تخرج من هنا ننصحك بارتداء هذا القناع المتقن ليغير ملامحك. اولا كيلا يغمى على حراس الامن والجيش الذين حول الضريح لو راوك. ثانيا كثير من شباب مصر للاسف تم ارضاعهم الكراهية ضدك والمحبة نحو فاروق والاخوان والسلفيين والراسمالية المستبدة المتوحشة. تجادل ناصر معهم كثيرا حتى زفر وارتدى القناع فى استسلام. وخرجوا من المكان بعدما اعاد ابن تحتمس ترتيب القبر الرخامى لئلا يعلم اى احد بحصول اى تغيير مريب فى الضريح. خرجوا وركب معهم سيارة اوبر الى وسط البلد ثم الى جامعة القاهرة حيث منزل ابن تحتمس ولمى ديمة. وفتحوا التلفاز على قناة النيل للاخبار. اروا ناصر النتيجة. واسمعوه الاذاعة. وسالوا فى الشارع عدد من المارة عن اليوم والشهر والسنة الحاليين. ظنوهم يمزحون ووبخوهم او اتهموهم بالجنون. استغرق ناصر فترة نن الذهول وعدم التصديق حين شرحوا له ما فعله السادات ومجئ شخص اسمه حسنى مبارك كان عبد الناصر قد رقاه فى القوات الجوية واصبح نائبا للسادات. ثم اندلاع نكسة الربيع العربى ويناير 2011 ونتائجها فى ليبيا وسوريا وتونس. وانشاء وزير الدفاع طنطاوى احزاب اخوانية وسلفية. ووصول الاخوان لحكم مصر رئاسة ونقابات وبرلمانا. بدعم مريب وخيانى من الجيش. ثم تولى عسكرى مجهول الميول تحوطه الشبهات بانه اخوانى ومتعاطف مع الازهر والسلفيين.

عبد الناصر يبعث الى الحياة 2018 واخر ما يتذكره النوبة القلبية. فيفاجا بملابس المصريات الغريبة نقاب وحجاب وعباءة. ويفاجا بكم اللحى لدى المصريين. ويفاجا بملابسهم العديمة الذوق وغير المهندمة. ويفاجا ببطالة الشباب الجامعى وتقاعس الدولة عن توظيفهم وبالتالى اتجاههم لاعمال لا تناسب مؤهلاتهم. فوجئ بالخصخصة وتحرير الدولار وتعويم الجنيه. فوجئ بالملابس الغريبة الامريكية الطراز التى يرتديها الجيش المصرى. فوجئ ايضا بالكومبوندات والفيلات. وفوجئ باتفاقية كامب ديفيد. وحرب التحريك الساداتية 1973 التى استولى فيها السادات فقط على خط بارليف واستولى شارون فيها عبر ثغرة الدفرسوار على اجزاء محيطة بالسويس على الضفة الغربية للقناة وظلت اسرائيل مسيطرة على اكثر من ثلثى سيناء حتى بداية انسحابها 1979 بموجب اول اتفاق للارض مقابل السلام ما يشبه خطة روجرز الاولى التى رفضها ناصر. فوجئ ايضا بالانفتاح السداح مداح والخصخصة. فوجئ بجنازته الحاشدة. ولكنه فوجئ ايضا بعدم تصدى الشعب لاستيلاء السعودية وتركيا اردوغان والاخوان والسلفيين على عقل الشعب وعدم تصدى الشعب لتوقف الدولة عن توظيف الخريجين وعن الدعم وعدم تصدى الشعب لبيع وتصفية وتدمير القطاع العام. فوجئ ايضا بمدى الهامشية الان التى يعانى منها الناصريون والشيوعيون. فوجئ بالتهجم الليبرالى والفيسبوكى عليه والترحم على فاروق. فوجئ بالجامعات الخاصة والمستشفيات الخاصة. فوجئ ببيع تيران وصنافير للسعودية وبيع الاهلى للسعودية وتحول المصريين من العلمانية والتنوير والملابس الغربية والايمان بالاشتراكية والقيم الغربية الى الايمان بالسعودية وتركيا اردوغان وبالاخوان والسلفيين. فوجئ بربيع الاخوان والسلفيين 2011 وما جرى فيه. وفوجئ بسقوط الاتحاد السوفيتى.


وفوجئ ايضا بتحول ايران لدولة دينية 1979. وتركيا لدولة دينية 2001. قال ناصر. لقد محوا كل انجاز قمنا به من اجل مصر. ومن هؤلاء الناس الذين يشتموننى على الفيسبوك. ويطالبون بعودة احمد فؤاد الثانى للحكم او اولاده. ويشتمون الجيش وثورة يوليو ويتعاطفون مع الاخوان والسلفيين. وكيف بلغ الحال بجيش مصر الذى افخر انى منه. والذى لم يكن يوما فى عهدى ليقيم احزابا للاخوان والسلفيين بالمخالفة لعلمانية مصر. وكيف انهار الاتحاد السوفيتى الذى كان نعم الصديق لمصر والعرب والعالم. كيف يحصل هذا الخراب الاخوانى والسلفى فى ليبيا وكيف تنمحى علمانية تونس التى بناها بورقيبة ويعود فرع الاخوان اليها. وكيف ينفرد الاخوان والسلفيون وتركيا والسعودية بسوريا الاسد البعثية الاشتراكية العلمانية هكذا. دون تدخل من مصر وجيشها. وكيف يتحول السادات هكذا بمجرد وفاتى من النقيض الى النقيض. من مادحى على الدوام او كما كانوا يسمونه yes man. او سلامتك يا ريس. الى مصدر الاوامر للصحف والاعلام والسينما بالهجوم على ثورة يوليو وعلى شخصى وعهدى كل هذا الهجوم والتشويه. كان الله فى عون الاجيال الجديدة حقا. وما هذه الاغانى المنحطة التى يسمونها مهرجانات او موالد. لماذا لم تكن صفوف ثانية لام كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفريد الاطرش. ولماذا استسلمت بنات ونساء مصر لخزعبلات الاخوان وارتدين الحجاب والنقاب والعباءة الخليجية بعدما تحررن من هذا الهراء القمئ. اين ذهبت عقولهن. اين ذهبت الفتيات والنساء المتنورات والعاملات والمجتهدات اللواتى كنا يلتقط الصور الفوتوغرافية وانا وسطهن فى مدرستهن او مصنعهن. لماذا كل هذا الغلاء للسلع. ولماذا تدهورت نهضة مصر الزراعية والصناعية واكتفاءها الذاتى لصالح الاستيراد. لماذا تدهورت زراعة قصب السكر محصولنا الاستراتيجى. وكذلك لماذا لا نزرع القمح الان ونستورد معظم احتياجاتنا من اوكرانيا او امريكا. لماذا الغينا مجانية التعليم. لماذا الغينا توظيف الدولة لخريجى الجامعات. لماذا وهم امل المستقبل وبناة مصر بالعلم. وما هذا الاذلال السعودى للاطباء والمهندسين وغيرهم من المصريين العاملين هناك. ولماذا تسكت الحكومة المصرية والسفارة المصرية على ذلك. جلد وقطع رقاب المصريين والاعتداء الجنسى على اطفالهم. وكيف يقبل المصريون بتزويج قاصراتهم لثرى خليجى او سعودى. ما كل هذا الحقد السعودى على مصر. ولماذا يسمح لهم الشعب باذلاله كل هذا الاذلال ولا يثور ولا يتصدى لهم. ولماذا تسمح لهم الحكومة المصرية بذلك ايضا. الى هذا الحد هانت مصر. وما هؤلاء المثقفون والعلمانيون المصريون الذين يدافعون بحرارة عن الاخوانى العثمانى الاستعمارى اردوغان الذى يحكم ويدمر علمانية تركيا اتاتورك ولماذا يسكت عليه الجيش التركى حامى حمى العلمانية. ولماذا لم يكن فى جيشى من يحمون حمى الناصرية والاشتراكية والعلمانية. اين ذهبت قيادات وكوادر الاتحاد الاشتراكى والتنظيم الطليعى. اين على صبرى وشعراوى جمعة وسامى شرف. بجرة قلم سجنهم السادات. واطلق سراح الاخوان يدمرون شباب مصر وعقول شعب مصر. واسلم وسعود واخون مصر. لماذا فعل ذلك. امن اجل ازالة اى اثر لعهدى واشتراكيتى. اين مصانعى وشركة مصر للالبان لماذا دمروها لصالح شركات الالبان الخاصة. لعل الشئ الوحيد الذى اتفق فيه الان مع السادات هو ابرامه معاهدة السلام مع اسرائيل. ارجوك يا سيد اعدنى الى مرقدى لا اريد ان ارى شيئا بعد ولا ان احيا فى بلاد بهذا الشعب وهذا النظام. قال ابن تحتمس. يمكنك يا سيدى الحياة للابد بفضل هذا العصا لقد عدت بهيئتك ومشيبك ولكن قلبك الان سليم تماما وجسدك من اصح ما يكون. قال عبد الناصر فى حزن. لمن اعيش. تحية توفيت وخالد. وعبد الحكيم على هامش السياسة فى مصر. وان كان جهد هدى مشكور على توثيق وتسجيل خطبى وحياتى. اضافة للشرفاء من امثال يسرى الجندى وخالد الصاوى. والمخرجين المحترمين انور قوادرى وباسل الخطيب. لكن كيف اعيش كمواطن عادى عاجز عن اعادة مصر الى طريقها السليم والصحيح. ثم كيف اعيش بوجهى المعروف وباسمى. لقد اديت دورى وفات اوان عودتى للحياة. كنت اتيت لتبعثنى بعد يوم او لحظات من وفاتى.

وعاد ابن تحتمس وناصر الى ضريح عبد الناصر فى منشية البكرى. ورقد ناصر بعدما تجرد من ثيابه والتف بالكفن .. وبضربة عصا ثانية عاد لعالم الاموات والارواح. ساله ابن تحتمس قبل وفاته مرة اخرى. هل رايت شيئا فى نومك الطويل. قال ناصر. فى البداية حين بعثتنى لم اكن اتذكر شيئا. لكنى الان اتذكر. رايت امرا واحدا. رايت مصريين قدماء ومصريات قديمات يرتدون ملابسهم المصرية القديمة ويزرعون حقولا. قال ابن تحتمس. حقول لمحصول معين ؟ قال ناصر. نعم حقول غاب او قصب. لكن هذه فى النهاية. لكن فى البداية لقد اطعمتنى امراة تدعى امنتت هكذا ينادونها. وكان رجل وضئ الوجه كالشمس ياتى ليزورنى انا وزوجتى تحية وحين ياتى يزول الظلام من المكان كله وتسطع الشمس. كان هذا المكان يسمونه دوات. ويتكلمون بلغة غير العربية. بالتاكيد هى الهيروغليفية المصرية. ولكننى كنت افهمهم وكذلك تحية وخالد. سرنا كثيرا فى هذا الدوات لايام لا ادرى عددها. فى النهاية حاكمنا رجل اخضر اللون وامامه كاتب له راس ابو منجل يكتب ويدون بالقلم الاحداث. ورجل له راس ابن اوى يمسك لنا الميزان. فوجدنا كثيرا من من اعرفهم من الاخوان المتوفين مثل سيد قطب وحسن البنا وغيرهما. اضافة لفيصل ال سعود متى مات عندكم ؟ قلوبهم كانت ثقيلة جدا. فالقاهم مساعدو ومساعدات الرجل الاخضر اللون الى حيوان غريب الشكل يدعونه عمعموت. وسطه اسد وراسه تمساح ومؤخرته فرس نهر. فالتهمهم بلا تردد. فى الحقيقة شعرنا بالرعب انا وتحية وخالد. وزنوا قلوبنا لكنها كانت خفيفة مثل الريشة. قدمنا رجل له راس صقر للرجل الاخضر اللون. كنا حالة فريدة كما هو واضح حيث قال له. اولئك لم يحنطوا ودفنوا بطريقة الهكسوس الذين احتلوا مصر تحت اسم العرب والمسلمين. ولكن هذا الرجل ناصر هو اول رئيس مصرى لمصر منذ الفى عام تقريبا. وقد قدم خدمات جليلة جدا للشعب المصرى وفقرائه وبسطائه الذين يشكلون اغلبيته الساحقة. ودعم القيم الغربية التقدمية التى تشبه كثيرا قيم حضارتنا المصرية القديمة الكمتية. فنرجوك يا اوزير ان تراف بهم. وها هى قلوبهم خفيفة كالريشة. فادخلهم آرو على الفور... واصنع لهم استثناء. وبالفعل ادخلنا اوزير او ذلك الرجل الاخضر اللون آرو التى كلها حقول قصب. لم يكن يعمل بها سوى رجال ونساء من الحجر سالتهم عن اسمائهم قالوا اسمهم اوشبتى بينما نحن وكل المصريين الذين يعيشون فى هذا المكان نجلس او نسير ونمرح على ضفاف النيل. كان مكانا شاسعا تشرق فيه الشمس. يشبه الدلتا. ولكن وبمجرد انى تمنيت مدينة وبيوتا وسيارات عصرية حتى وجدت نفسى وتحية وخالد فى منزل عصرى قاهرى رائع وشعرت بانى لم اغادر القاهرة ابدا. قال ابن تحتمس. رائع. ان كان يسرى عنك فساخبرك قبل عودتك الى آرو. انا من عالم موازى لعالمكم. وقص عليه ابن تحتمس تولى زكريا محيى الدين فى عالم ابن تحتمس وزوال السعودية وانقراض الاخوان والسلفيين والاسلام نفسه. وابرام السلام ايضا مع اسرائيل. قال ناصر. الان انام وانا مرتاح ان تجربتى نجحت فى عالم موازى. واثبتت لى الاحداث بالفعل ان نهجكم فى ايجيبتوس بالغاء العروبة والاعتراف بالفرعونية والسريانية والامازيغية والكردية هو عين العقل.

كان ابن تحتمس يتغيب كثيرا فى الايام التالية عن المنزل ويترك لمى ديمة وحدها فى المنزل. امام جامعة القاهرة. وتغيب عن محاضرات كثيرة له. شكت لمى ديمة ذلك لحتحور وخونسو. فقرر خونسو تعقب ابن تحتمس ليرى ما خطبه. وجده يذهب الى حلوان. الى منزل قديم وعريق فى شارع لاظوغلى. ثم بعد ساعة ينزل ومعه امراة سوداء الشعر قمحية اللون مصرية الملامح. ممتلئة الجسد. متوسطة الطول. وجهها يشبه كثيرا وجه اليشا كوتبرت. تتبعهما خونسو حتى وجدهما يستقلان سيارة تقودها المراة يبدو انها سيارتها. ويسيران ببطء على مهل من حلوان الى المعصرة وطرة الاسمنت وكوتسيكا الى كورنيش النيل. حيث النيل الواسع جدا. وترسانة المعادى. ودخلا كازينو على النيل وهما يضحكان وملتصقان يتمايلان. ثم انصرف ابن تحتمس وذهبت المراة الى منزلها بحلوان فى شارع لاظوغلى. تتبعها خونسو فى اليوم التالى فوجدها تذهب الى شركة ادوية وخدمات طبية. صادق بواب الشركة وعلم منه كل شئ عن هذه المراة.


كان اسمها نفيسة. وتدلل نفسها باسم نفتيس. الذى تستعمله وتجعل اصدقاءها ينادونها به. كانت طبيبة بشرية وايضا نحاتة ورسامة. درست وتخرجت من كليتى الطب والفنون الجميلة قسم النحت. عمرها خمسون عاما. متزوجة وتعيش فى منيل الروضة ولها عدة اولاد. اسماؤهم واسماؤهن على اسم كواكب ومجرات ونجوم. اسم شهرتها كايرو. هذا كل ما كان يعرفه عنها البواب. لكن ما يجهله كان كثيرا. كان يجهل ولم يكن يعلم ان زوجها لم يكن اول رجل فى حياتها ولا ابو عذرتها. وان اولى علاقاتها مع الرجال كانت مع ثلاثة رجال لا رجلا واحدا. وانها على مدى حياتها منذ كان عمرها عشرون عاما. عرفت خمسين رجلا. لم يعرف خونسو ولا البواب ذلك طبعا لانها كانت متكتمة جدا على علاقاتها وخصوصياتها وحريتها الشخصية خصوصا مع مجتمع متعصب اسلاميا وبدويا وعربيا ومغسول الدماغ ومنزوعة من عقله الحرية المصرية القديمة وممنوعة من الاقامة فى عقله القيم الغربية. ولم يكن خونسو ولا البواب ولا احد من زملائها او مرضاها او جيرانها يعلم باسرارها هذه. او يعلم مثلا بان زوجها على عكس قصص منتدى نسونجى لم يكن عاجزا جنسيا او صغير الاير. كما يكتبون ويخرصون دوما. ولكنه كان رياضى البنية يتمتع بصحة ممتازة وبعضو بحجم كبير. ورغبة وفحولة تليق برياضى. فهو كان رياضيا اولمبيا يشارك فى العاب القوى المختلفة لقوته البدنية العالية من رمى جلة ورمى مطرقة وسباقات العدو فى المضمار وايضا الماراثون والسباق الخماسى. لكنه مؤمن بالحرية السياسية والدينية والجنسية والابداعية الكاملة واوروامريكى الطباع والقيم. لذلك لما التقى بنفتيس واحبها وتساكنا لفترة واعرب لها عن رغبته بالزواج بها لم تمانع. نفتيس ايضا لم تكن تعيش مع والديها باستمرار بل اسست لنفسها منزلا فى حلوان فى شارع لاظوغلى ليس ببعيد ولا قريب من منزل والديها بالمعادى. وقررت ان تقضى معظم وقتها فيه رغم اعتراض والديها على ذلك. كانت ابنتهما الوحيدة وبنت بنوت او هكذا ظنوا. وخافوا عليها وايضا على سمعتها. كما ان عيش الولد او البنت بعيدا عن اهلهما قبل الزواج لم يكن معتادا ولا معمولا به فى مصر. على عكس امريكا مثلا. حيث نزعة الاستقلالية والانفصال موجودة ومالوفة وعالية لدى الابناء والبنات. وليست مستنكرة او مستغربة. لكن نفتيس ولتفكيرها العلمى الصرف ونزعتها الحرة والمتمردة والمستقلة قامت بما لم تجرؤ عليها فتيات مصريات كثيرات وعاشت بمفردها فى منزل بحلوان. بالطبع اذا سالها جيرانها قالت بانها مطلقة مثلا او مغتربة وتدرس كيلا يضايقونها اذا علموا انها لا تزال انسة ووالداها بالمعادى القريبة ولا تعيش معهما. ولكنها لم تجد الا جارة او جارتين على الاكثر فى العمارة. كانت قد قصت ذلك واكثر على حبيبها الحالى ابن تحتمس الذى التقت به حيث كان مريضا بمغص فى بطنه. هى كانت ممارسة عامة دون تخصص محدد. ولكنها اصبحت تزاول المهنة حاليا بشكل نادر جدا واكتفت بعملها فى شركة الادوية والمستلزمات الطبية لكونها اربح واكثر راحة. لكنه جاء صدفة راغبا فى شراء ميكروسكوب من اجل خطيبته لمى ديمة كونها تدرس فى كلية العلوم وتحتاج لميكروسكوب وشرائح. واصيب فجاة بهذا المغص. كان مصابا بالقولون العصبى واحيانا ما يتسبب له فى متاعب بسبب الطعام المسبك الثقيل او عدم الذهاب للمرحاض بشكل جيد. وسارعت زميلاتها لطلبها لتفحصه وتعالجه كونها الابرع بينهن. فقد تخرجت بتقدير جيد جدا. واشتهرت بين زميلاتها بالبراعة والتفوق فى مهنتها. رفضت نفتيس اولا لانها لم تكن تود العودة لمزاولة المهنة. لكن مع الحاحهن وتوجع ابن تحتمس فحصته. ومنذ اللحظة الاولى وحين التقت عيناها بعينيه وقع فى قلبها. ولم تستطع الفرار منه. نفس شعورها مع رجالها التسعة والاربعين السابقين بما فيهم زوجها. ولم يكن زوجها غافلا عن الرجال الثلاثة الذين مارست معهم الحب معا فى يوم واحد ووقت واحد. ولكنها صارحته بانها تريد الزواج به وانجاب اطفال منه. كان رجلا يعتمد عليه. شعرت معه بالامان. وايضا بالحرية. لم يحاسبها على ماضيها ولا حاضرها ولا مستقبلها. كانت نعم الزوجة له ونعم الام له ولاولادهما. لم تتقاعس عن طبخ او كنس او مسح او حياكة او اشغال فنية. ولم تتقاعس عن متابعة تربية وتعليم وصحة الاولاد. لم تكن تخفى عنه دوما علاقاتها ورجالها الجدد. ولكن احيانا تقص عليه واحيانا لا. لم يكن يتضايق او يغار فهو يعلم منذ البداية ان قلبها يتسع لعديدين. وليس له وحده. وفى الحقيقة هى كانت فى ذلك ادارية ماهرة للغاية. وفقت دوما بين عملها واسرتها وعشاقها ايضا. كان يرحب بحريتها الجنسية كثيرا ويفخر بها. نفس فخره بتفوقها الطبى والعلمى. وايضا لوحاتها الفنية وتماثيلها الكلاسيكية التى خصصت لها غرفة ورشة فى منزل حلوان. الذى كان شبه خالى من السكان. منذ زمن طويل فهو قديم جدا. ويخشون من السكنى به خوفا من سقوطه رغم متانته مقارنة بعمارات اليوم. اضافة لشائعات عن كونه مسكونا بالاشباح. فكأنها عمارتها وحدها. كانت شقة حلوان العالية السقف ذات الباب ذى الضلفتين والزجاج والزخارف الحديدية على شراعتيه. كانت عش الغرام بالنسبة لها. وقد اختارت المنزل بعناية لسببين كيلا يضايقها جيرانها لصعودها مع رجال لشقتها. وايضا كيلا يشتكى احد من طرق المطرقة وحفر الازاميل فى المرمر الذى تصنع منه تماثيلها الكلاسيكية. كانت نفتيس ايضا فخورة بتفوق زوجها الرياضى الاولمبى رغم اهمال الدولة المصرية له ولكل الرياضيين بالرياضات الاولمبية الاربعين ماعدا كرة القدم.

عاد خونسو الى لمى ديمة وابنتها خعمررنبتى. واخبرها بزيارة ابن تحتمس لشقة امراة تدعى نفيسة او نفتيس. وما عرفه عنها من معلومات قليلة. ثم اخبرها واخبر حتحور ايضا بالتزام الصبر والصمت مع احمد بن تحتمس. وعدم مواجهته بعلاقته بهذه المراة حتى يلتقيه خونسو بنفسه فى مكان محايد ويكلمه ويفهم منه طبيعة علاقته بهذه المراة والى اين سينتهى ذلك. كان ابن تحتمس قد كشف من قبل للمى ديمة ان مستقبله يمتلئ بحبيبات من الابراج الاثنى عشر دلوية وحوتية وميزانية واسدية وعذراوية وسرطانية وعقربية وجوزائية مثلها وثورية وجديية. من مختلف الاديان والبلدان. بعضهن من عالم ابن تحتمس وبعضهن من عالم حتحور او عوالم اخرى موازية. وعليها ان تعتاد على ذلك وتتقبله وانها ستبقى مساكنته وزوجته وام اولاده وكان هذا يضايقها احيانا كثيرة لكنها اجبرت نفسها على توقعه وتقبله كيلا تخسر حبيبها الذى تحبه بلا حدود ولانها تعلم انه يحب النساء كثيرا الجميلات طبعا ويحب تنوع طباعهن وبلدانهن ودياناتهن وثقافاتهن وابداعاتهن وكلياتهن. وهذه مسالة لا حيلة له فيها. شهيته لهن عالية ليس للجنس فقط بل للحب ايضا والاستفادة الفكرية والعلمية. ربما كان هو الصنف الذكورى من نفتيس. يسعى لتحقيق لقب عاشق الخمسين امراة. مثلما حققت هى به لقب زوجة الخمسين رجلا.

لذلك قرر خونسو مقابلة ابن تحتمس بمجرد افتراقه عن نفتيس هذه. وبالفعل التقى به وتفاجا ابن تحتمس به. ساله. ماذا هل انت تتعقبنى. قال خونسو. نعم. شعرت لمى ديمة بتغيبك الفجائى الطويل عن منزلكما وعن محاضراتك.


وتعقبتك. لماذا انت منجذب لهذه المراة نفتيس يا صديقى وشبيهى التوام ؟. قال ابن تحتمس. هى امراة غير عادية مكتبتها عامرة ومثقفة ثقافة عالية فى كل مجال. علمانية ومتنورة. وابعد ما تكون عن الاخوانية والسلفية والازهرية. واضافة لذلك كله هى فريدة من نوعها جنسية. لم ار امراة مصرية مثلها لها كل هذه المغامرات الجنسية مع خمسين رجلا. تصور. لديها اجندة كتبت فيها اسماء كل من عشقتهم ومارست الحب معهم من اول رجل حتى انا. وملاحظاتها على شخصية كل رجل او شاب او شيخ التقته. حتى ان من ضمن عشاقها امراة متحولة جنسيا تحولت الى رجل كامل. ومثلى تخلى عن مثليته لمرة واحدة فقط من اجل علاقة معها. حتى انها كتبت على الهامش قصة امراة سحاقية طيلة حياتها منذ بلوغها حتى بلوغها الستين. وجربت الرجال مرة واحدة مع رجل واحد وعمرها 30 عاما. لم تتزوج ابدا وان كانت تحيا مع زوجتها السحاقية منذ كان عمرها 20 عاما.

قال خونسو. ولكنك بذلك تسئ لخطيبتك ومساكنتك للابد لمى ديمة. قال ابن تحتمس. كلا بل هى تعلم ان مستقبلى سيكون انى زير نساء. رغم حبى العميق لها وانجابى الكثير منها. وهى تتقبل ذلك. لو سمحت اتركنى الان ونلتقى بوقت اخر. قال خونسو. حسنا على الاقل عد لدراستك ولا تفشل نفسك. قال ابن تحتمس. سافعل وارجوك هدئ لمى ديمة من اجل خاطرى. انا عائد اليها قريبا بعدما انتهى من دراسة هذه المراة الغريبة.

== حوار ==

قصصى باسمى جدو سامى على جوجل درايف

https://drive.google.com/drive/folders/1N0wKMRM9mRd5pSI4Dyq2zt5orcQwEH3K?usp=drive_link

مقاطع فيديو مهمة على جوجل درايف
https://drive.google.com/drive/folders/1VGtdNEuiaJll4dK0_iSXcCVOKcZqUe6r?usp=drive_link

و
https://drive.google.com/drive/folders/1PayOCf35-FxbHZl04B8LNkd_R6CtET6z?usp=drive_link

قناتى على اليوتيوب بصوتى

https://www.youtube.com/channel/UC1hw85LpXl5LGurYMspSScA/videos

رابط مقالات صديقتى الغالية ديانا احمد بالحوار المتمدن
ولها مواضيع ومشاركات مهمة بشبكة الالحاد العربى

https://www.ahewar.org/m.asp?i=4417



#جدو_سامى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية نور وشمس
- رواية هرة يحبها احمد مؤبدا
- راشيل أرملة أحببتها - 14
- نبذة عن فيلم حافة الظلام ونبذات لأفلام أخرى
- راشيل أرملة أحببتها - 13
- شرحى لقصيدة حانة الاقدار الشهيرة للشاعر طاهر ابو فاشا
- خاسرون من يوم وُلِدنا
- راشيل أرملة أحببتها - 12
- راشيل أرملة أحببتها - 11
- راشيل أرملة أحببتها - 10
- راشيل أرملة أحببتها - 9
- راشيل أرملة أحببتها - 8
- راشيل أرملة أحببتها - 7
- راشيل أرملة أحببتها - 6
- راشيل أرملة أحببتها - 5
- راشيل أرملة أحببتها - 4
- راشيل أرملة أحببتها - 3
- رواية راشيل أرملة أحببتها - 2
- رواية راشيل أرملة أحببتها - 1
- حبيبى لا تحزن فإن حبيبتك معك وأشعار أخرى


المزيد.....




- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جدو سامى - محاكمة حتحور وخونسو - 1