أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فيصل علوش - في معنى عودة أورتيغا إلى الرئاسة ثانية














المزيد.....

في معنى عودة أورتيغا إلى الرئاسة ثانية


فيصل علوش

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 09:51
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حملت آخر النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة في نيكاراغوا فوز زعيم الساندينستا، الماركسي اليساري، ورئيس الجمهورية الأسبق دانيال أورتيغا، بعد حصوله على أكثر من 40% من أصوات الناخبين، في حين لم يحصل منافسه اليميني الأساسي، المصرفي الثري، ومرشح «التحالف الوطني» إدواردو مونتيليغري، المدعوم من الولايات المتحدة، إلا على نحو 30% من الأصوات.
وتم انتخاب أورتيغا من الدورة الأولى، كونه أجتاز عتبة الـ35% من الأصوات، مع تقدمه بفارق 5% على أقرب منافسيه. وهما الشرطان المحددان للفوز.
وقد أشرف على عملية الانتخابات نحو 17 ألف مراقب دولي، يمثلون منظمة الدول الأميركية والمجموعة الأوروبية ومؤسسة «كارتر»، أجمعوا على اعتبار أنها كانت «سليمة وكثيفة ومنظمة ومطابقة للقانون» بينما انفردت لجنة المراقبة الأميركية التي يرأسها السفير الأميركي، بقولها إن الانتخابات «سادتها شوائب» في محاولة مكشوفة لتعطيلها، مع أن السفارة الأميركية لم تأل جهداً بالتدخل السافر طوال الحملة الانتخابية، وفشل السفير في محاولاته لتوحيد صفوف المرشحين اليمنيين، كما هدد بسحب رؤوس الأموال الأميركية، وبحجر تحويلات مواطني نيكاراغوا الذين يعملون في الولايات المتحدة في حال فوز أورتيغا.
وإذا لم تفلح محاولات التعطيل، فإنها تكون قد مهدت للشروع فوراً في ممارسة الضغوط على الرئيس الجديد، الذي لا تكن العاصمة الأميركية له ولجبهته الساندينية سوى مشاعر البغض والعداء منذ أن أطاح بالحكم الموالي لها عام 1979 عقب ثورة مسلحة استمرت لسنوات.
ومن المعروف أن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، اليمينية المتشددة، قد بذلت كل ما بوسعها لإسقاط الحكومة الساندينية، وقدمت مختلف أشكال الدعم والمساندة لمتمردي «الكونترا» في حربهم ضدها في الثمانينات من القرن الماضي، لكنها لم تنجح.. وقد لعب الرئيس جورج بوش الأب حينها دوراً كبيراً في مناهضة الساندينيين، وفي تمويل منظمة «كونترا» (التي ارتبط اسمها بما يعرف بفضيحة إيران غيت). من خلال منصبه كرئيس لوكالة الاستخبارات المركزية «سي أي إيه» قبل أن يتولى إدارة البيت الأبيض.
بيد أن القائد السياسي أورتيغا، لم يشأ أن تستمر الحرب الأهلية في بلاده إلى ما لا نهاية، خصوصاً أنها ترافقت مع حصار اقتصادي وضغوط سياسية أميركية شديدة. (يذكر أن نيكاراغوا هي ثاني أفقر دولة في أميركا اللاتينية بعد هايتي). فشرع بتطبيق إصلاحات سياسية وديمقراطية، تزامنت مع التغييرات الدراماتيكية في دول المعسكر الاشتراكي السابق، وأفضت إلى التسليم باللعبة الديمقراطية والاحتكام إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع. وتنازل عن السلطة طوعاً في أول انتخابات رئاسية، فازت فيها المرشحة المدعومة أميركياً فيوليتا شامورا عام 1990. مكرساً بذلك قدوة وأمثولة لليسار، الذي يمكنه، بل يجب أن يكون ديمقراطياً، والذي لا يخشى من الأخذ بأسلوب وآليات الانتخاب التي يتشدق الغرب الرأسمالي بالترويج لها والدفاع عنها. وبعد ذلك تقبل أورتيغا الهزيمة في مرتين متتاليتين أيضاً عامي 1996 و2001.
وها هو يعود الآن إلى سدة الرئاسة ثانية عبر صندوق الاقتراع ذاته الذي أوصل خصومه إليها. ليبرهن أن اليسار في أميركا اللاتينية قوي، وأنه يمكنه الوصول إلى السلطة باعتماد السبل الديمقراطية، وليس عبر امتشاق السلاح وحده، فالانتخابات ليست «بعبعاً» يخيف اليسار! «كما يحاول أن يصور الإعلام الغربي».
ولذلك سيكون الأمر محرجاً ومفارقاً جداً إذا لم تسلم واشنطن أيضاً بنتيجة الانتخابات، أو إذا باشرت حملة ضغوط وحصار ضد حكم أورتيغا، عبر خفض المساعدات أو قطعها، ومنع الاستثمارات الأميركية من العمل في نيكاراغوا، وهو ما باشر مسؤولون أميركيون التلويح به، فور صدور النتائج الأولية، على الرغم من تأكيد أورتيغا أنه «لم يعد الزعيم نفسه الذي أمم ممتلكات الأغنياء في بلده في أعقاب الثورة». وبأنه سيسعى إلى «تأمين وجلب الاستثمارات الأجنبية لبلاده من أجل الحد من ظاهرة الفقر».
وفي حال فعلت واشنطن ما تلوح وتهدد به، فإن سلوكها هذا سيعني شيئاً واحداً فقط، هو أنها تقبل بالديمقراطية التي توصل مؤيديها فحسب إلى السلطة. أما ما عدا ذلك فالباب يوصد أمام المزاعم والتبجحات الديمقراطية.
أورتيغا يجاهر طبعاً برفضه لنموذج الليبرالية الاقتصادية الجديدة، و«العولمة المتوحشة» التي تدمر الشعوب، وهذا من حقه الديمقراطي بكل تأكيد، فهو ممثل للفقراء وليس لرجال الأعمال وهو يبدي استعداده لإنهاء هذه «الحقبة» في بلاده، ولكنه يؤكد أيضاً أن ذلك لن يتم عن «طريق الثورة التي باتت من الماضي».
وهو يحذو بذلك حذو الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، والبوليفي إيفو موراليس الحليفين الأساسيين للزعيم الكوبي فيديل كاسترو، عتى الرغم من إختلافهم الواضح عن الأخير لجهة الاستمرار المديد في السلطة والاعتراف بالمعارضة والسبل الديمقراطية في إدارة الحكم .
ولعل هذا ما تتوجس منه واشنطن، التي باتت تراقب عن كثب وبقلق بالغ انتصارات القوى اليسارية المعادية لسياساتها هنا وهناك من بلدان أميركا اللاتينية، التي واظبت، ولا زالت، على النظر إليها كحديقة خلفية لها، سمحت لنفسها على الدوام بالتدخل بشؤونها والتحكم بمصير حكوماتها.
إذ قوضت أو أطاحت عشرات الحكومات التي لم ترض عنها، معتمدة في ذلك شتى الأساليب، بما فيها دعم التمردات واللجوء إلى الانقلابات العسكرية الدموية، كما حدث في تشيلي، حين انقلب الجنرال بينوشيه على سلفادور الليندي المنتخب ديمقراطياً، كمثال أبرزو أسطع على ذلك.
وحتى لو أخذنا بالمبدأ القائل «إن المصالح تتقدم دائماً على المبادئ والأخلاق» لقلنا إنه عوضاً عن أن تقر الإدارات الأميركية المتعاقبة بفشل سياساتها، وتسعى إلى تبديلها وتغييرها، خدمة لمصالحها ذاتها، في أميركا اللاتينية، أو في سواها من بلدان العالم، فإننا نجدها تصر بعناد لافت وبغباء فائق على إتباع النهج ذاته والسياسات عينها، حتى لو كانت تضر بمصالحها، ولا تجلب لها سوى المزيد من الأعداء؟!



#فيصل_علوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مراجعة التجربة الناصرية
- الحبر الأعظم والإمبراطور البيزنطي... الدور والعكاز
- في الذكرى الخامسة لزلزال أيلول : أي سبيل لمحاربة الإرهاب وال ...
- الفقراء يقتلهم الإهمال.. والاستئثار بالسلطة
- السقف الواطئ وسياسة فن الممكن
- مقاربة لتفاصيل القرار الدولي 1701
- كلفة ليست باهظة
- الشرق الأوسط الجديد» الآلام الموجعة لمخاض الحمل الكاذب
- وجاهة المنطق في منطق المواجهة وضده
- تصاعد العمليات الإرهابية في المملكة السعودية خلفية التطرف وج ...
- أحزاب مغربية تندمج في -الاشتراكي الموحد-... سباحة ضد التيار ...
- الثقافة لا تكون معزولة عن السياسة أبداً


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - فيصل علوش - في معنى عودة أورتيغا إلى الرئاسة ثانية