أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - باسم المرعبي - سيرة بطاقة هوية -3- وقائع هروب فاشل














المزيد.....

سيرة بطاقة هوية -3- وقائع هروب فاشل


باسم المرعبي

الحوار المتمدن-العدد: 7746 - 2023 / 9 / 26 - 00:04
المحور: سيرة ذاتية
    


هناك أيضاً ما يستحق أن يُروى من وقائع تلك الأيام، قبل الخوض في واقعة المطاردة المُشار إليها، في الوقفتين السالفتين. حين صدر قرار الفصل من الكلية، كنت وقتها أسكن في شقة مستأجرة في منطقة الشعب، بمعية الأصدقاء، محمد النصار وموفق صبحي. كان النصار طالباً في كلية الآداب، وصبحي في كلية الشريعة. كانا بطبيعة الحال على علم بما آلت إليه أموري الدراسية! كان موفق قد مرّ بنفس مأزق الطرد من الكلية للسبب ذاته أي الهروب والتمرد على قرار تجنيد الطلبة. وعلى قلة الأيام التي تواجدنا فيها في المعسكر الذي كان في صحراء العْظَيم، لكنها حفلت بمشاهد الهروب أو محاولاته، وفي هذا الصدد لا أنسى مشهد محاولات هروبنا من المعسكر ومن ثم اللحاق بنا من قبل الانضباط العسكري، كانوا يطاردوننا بسيارات الإيفا العسكرية المعروفة. ذات مرة وكنا أنا موفق قد هربنا سوية، لكن أخطانا الطريق فسلكنا طريقاً مكشوفاً، يوصل إلى البوابة الرئيسية للمعسكر، مما جعلنا هدفاً للانضباطية، بعد مطاردة قصيرة لحقوا بي أولاً وأصعدوني إلى السيارة، لأني أيقنت أن لا فائدة من أي مقاومة أو الاستمرار بالهرب، وبقي موفق طليقاً يركض أمام السيارة ويراوغها، لن أنسى منظره وهو بدشداشة بيضاء ـ ولا أدري لماذا دشداشة؟!ـ يركض على الأرض الترابية المترامية، أمام السيارة، صاعداً، هابطاً، لعدم استواء الأرض، لما فيها من مرتفعات ومنخفضات بسيطة. كنت أضحك في دخيلتي، لأن موفق يحاول أمراً مستحيلاً فلا بد أن يمسكوا به وهو ما حدث بالفعل. لكن ما يجب أن يُشهد به هو أنه لم يحدث أن استخدموا أي نوع من العنف من أجل ضبط الهاربين، فقط يكتفون بسحب بطاقة الهوية ، ويحتفظون بها، كي لا يستطيع الطلبة مغادرة المعسكر مرة أُخرى. وسمعنا وقتها ان آمر المعسكر قد أصدر تعليماته لمفارز الانضباطية في المعسكر بعدم التعامل بعنف مع الطلبة، بعد حادث دهس مأساوي تعرّض له طالب من كلية الزراعة أثناء هروبه من المعسكر وعبوره الشارع العام. لقد استضاف معسكر العظيم طلاب ثلاث كليات هي أكاديمية الفنون الجميلة، والشريعة، والزراعة. في محاولة هربي الفاشلة الآنفة الذكر، سحبوا مني الهوية هذه المرة، لكن استطعت أن أستعيدها في نفس اليوم أو اليوم التالي، بواسطة عبد الحميد الصائح، الذي التحق منذ الأيام الأولى بالتوجيه السياسي للمعسكر.

موفق صبحي يخترع مثلاً من أجلي!

بعد انقضاء أيام المعسكر واتضاح كل شيء، وكان ثمة من الكليات من تهاون في مسألة غياب الطلبة أو عدم الالتحاق بالمعسكرات، بعد ترك صلاحية تطبيق قرار الفصل من عدمه لإداراتها، مثل كلية الآداب. أما الشريعة فلا أتذكر موقفها بالضبط ، لكن ما أعرفه أن موفق قد فُصل أيضاً لكنه تمكن من تدبّر أمر واسطة، وإن أخذ ذلك منه وقتاً ـ إلا أنه في الأخير نجح في العودة إلى مقاعد الدراسة. ومما أتذكره به من المواقف الطريفة التي كان عليها موفق، فمرة مثلاً، بقي ساهراً يحضّر للامتحان، لكنه مع بزوغ الفجر ذهب في سيارة أجرة إلى باب المعظم، لتناول وجبة الفطور التي هي عبارة عن صحن شوربة، فقد كانت بسطيات الأكلات السريعة هناك تسهر حتى الصبح، لكثرة حركة الجنود. وعاد إلى الشقة لينام، دون الذهاب إلى الامتحان. على أية حال، ذات يوم وفي الأسابيع الأولى التي أعقبت الفصل، وكنا نتمشى في المنطقة قريباً من الشقة، عرض عليّ محمد النصار، العمل مصححاً في جريدة الثورة، بحكم عمله السابق في هذا القسم، فقد عرف أنهم بحاجة إلى مصحح. ترددت أول الأمر، لأكثر من اعتبار، خاصة لما في ذلك من خطر انكشاف أمر فصلي، الذي يعني عليّ الالتحاق بالجيش لا العمل في صحيفة مثل الثورة! كانا يحاولان اقناعي، فانبرى موفق، وقال مستحضراً مثلاً من عندياته، كما أعتقد: "الحرامي يختل بمركز الشرطة!". قلت ربما مشاهدة موفق لمركز الشرطة الذي كان على مسافة منا ونحن نجتازه في طريقنا ونحن نتحدث بالموضوع هو الذي أوحى له بالمثَل. كان يقصد أن لا أحد سيشك اطلاقاً بي عندما التحق بهذا العمل في مكان مثل هذا، وهو ما كان حقاً. المهم، تقدمت إلى العمل، وخضعت لاختبار يتضمن ما هو لغوي وصحافي، بالنسبة لهذا الأخير قراءة خبر واكتشاف ما فيه من أخطاء، مضمونية، لا لغوية فقط. كان رئيس التحرير وقتها هو الشاعر حميد سعيد. وقد كان جو العمل في القسم أليفاً، ورغم ممارستي للعمل للمرة الأولى غير أني نجحت فيه، كان معي أيضاً حميد المختار وآخرون كان عملهم الأصلي التدريس، اختصاص لغة عربية. كما هو حال رئيس القسم، أحمد خطّاب عمر، الذي كان شخصاً دمثاً ومُراعياً للعاملين معه. وبعد تركي العمل بفترة، وصلتني منه دعوة مع محمد مظلوم ـ الذي عمل معه سابقاً، أيضاً ـ أو محمد النصار، للعودة إلى العمل، سائلاً عن سبب تركي إياه. ـ السؤال الذي لا إجابة له، وقتها ـ . كانت فترة بقائي في قسم التصحيح قصيرة للغاية فلم تتجاوز الشهر أو الشهرين، وقد وكان السبب المباشر لمغادرتي العمل هو سؤال أحد العاملين معنا، سيأتي ذكره لاحقاً. كان الكل يعرفني باعتباري طالباً في أكاديمية الفنون الجميلة كما أفدت أنا، لكن ذات ظهيرة فاجأني هذا الشخص، دون إضمار أيّ سوء: بقوله: اليوم كنت في الأكاديمية، لكن لم أرك؟!
3ـ11ـ2022
يتبع



#باسم_المرعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة بطاقة هوية 2 القرار المكلّف
- سيرة بطاقة هوية -1-
- مأثرة الصفاء الشعري في-مخطوف من يد الراحة- لمُبين خشاني
- بياني الشعري: لئلّا تحكمنا التماثيل، طويلاً!
- الكاتب وصخرة اللغة
- عن علاقتي بمؤامرة محمد عايش 1979!
- -بطنها المأوى- لدُنى غالي: روايةُ وقائع لم تحدث!
- -العذراء على النيل-*: حين تكون اللغة إنذاراً بإبادة مُضمَرة
- شمسُ نهارٍ شتائيّ
- زهير الجزائري -في ضباب الأمكنة-: نشدان أبدية المكان
- مرجعية السيستاني أم مرجعية إرنستو ساباتو؟
- أحلامي: نبوءات، سيَر أدباء وسياسيين
- من أجل الكلمة الوحيدة قصيدتان
- التصدّق بالحرية!
- قاعة المصائر/ نص بلا نقطة أو فاصلة!
- تيودور كاليفاتيدس: وبائي الأول كان هتلر والثاني ستالين
- بصمات جيفارا على انتفاضة شباب تشرين العراقية!
- سعدي يوسف في -أوراقي في المهب-: تعرِيَة ثقافة سائدة واستشراف ...
- في الحرب لا تبحثوا عني: أنطولوجيا إيطالية للشعر العربي: الره ...
- سحرية الكلمة: مقدمة، ربما


المزيد.....




- بحيرات إيطالية لا يعلم بها السواح.. جواهر معلّقة بالتاريخ
- سمكة قرش ضخمة طولها 12 قدمًا.. كاميرا ترصد لحظة اصطيادها
- صور تعرض لأول مرة.. العائلة الملكية البريطانية كما لم ترها م ...
- لغز قديم.. في أي مدينة وقفت الموناليزا باللوحة الشهيرة؟
- الدفاع الجوي الروسي يعترض 4 قنابل موجهة وصاروخين فوق مقاطعة ...
- هدوء هش في كاليدونيا الجديدة ووصول تعزيزات أمنية إضافية من ف ...
- باحثون: الفيلة تتبادل -التحية- فيما بينها عبر هذه الإشارات! ...
- قتال عنيف في رفح بعد دخول أول شحنة مساعدات عبر الميناء العائ ...
- محكمة مصرية ترفع اسم أبو تريكة ومئات آخرين من قوائم الإرهاب ...
- بوتين يبحث مع توكايف التعاون الثنائي بين البلدين ويطلعه على ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - باسم المرعبي - سيرة بطاقة هوية -3- وقائع هروب فاشل