|
أَسْتَطيعُ الحَدِيثَ طَويلا
سامر خير
الحوار المتمدن-العدد: 7742 - 2023 / 9 / 22 - 18:37
المحور:
الادب والفن
كَيْفَ أُدْخِلُ فِي خُرْمِ هذي القَصِيدَةِ فِيلا؟ أَسْتَطِيعُ الحَدِيثَ عَنِ الحُبِّ، عَن قِصَّةِ الذِّئْبِ، عَنْ حُلُمِي. أَسْتَطيعُ الحَدِيثَ طَويلا وَعَنِ الصَّخْرِ، عَنْ عَزْمِ مَائِي الْعَنِيدِ وَعَنْ إِبْرَتِي أَسْتَطيعُ الحَدِيثَ طَويلا إِنَّمَا كَيْفَ أُدْخِلُ فِي خُرْمِ هذي القَصِيدَةِ فِيلا؟ هُوَ أَمْرٌ تُسَائِلُني فِيهِ نَاصِيَتي. كَيْفَ أَرْسُمُ جُرْحًا وَأَعْجَزُ عَنْ رَسْمِ زَوْبَعَةٍ. كَيْفَ أَلْثُمُ وَرْدًا وَأَعْجَزُ عَنْ لَثْمِ نَجْمٍ بِلا ضوئِهِ؟ فَأَحَارُ قَلِيلا وَأَرَى في التَّأَمُّلِ ذِكْرًى لَها وَجْهُ مُسْتَقْبَلٍ، تَتَلاشى إِذا انْكَشَفَ السِّرُّ. ثُمَّ أَرَى قادِمًا مِثْلَ مِرْآةِ مَاضٍ، أُكَسِّرُها، لا أُلَمْلِمُ أَشْلاءَهَا، بَل أَسيرُ عَلَيْها سَبِيلا أَسْتَطيعُ الحَدِيثَ عن السِّرِّ جَهْرًا، وَعَنْ خُطْوَتي وَهْيَ تمسحُ آثارَ مَنْ عَبَرُوا مِن هُنا. أَسْتَطيعُ الحَدِيثَ طَويلا إِنَّمَا كَيْفَ أُدْخِلُ فِي خُرْمِ هذي القَصِيدَةِ فِيلا؟ كَيْفَ أنقُلُ أَوْجاَعَ أُمِّ الصَّبِيِّ القَتِيلِ؟ وَكَيْفَ أُعيدُ إِلَيْها الصَّبِيَّ القَتِيلا؟ كَيْفَ أُقْنِعُ ذِئْبَ القَبِيلَةِ أَنْ يَتْرُكَ العاشِقِينَ بِلا أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِم دَمًا ساخِنًا أو رَحيلا؟ كَيْفَ أَنْسَخُ حُزْنَ الفَقِيرِ عَلى جُوعِ أَوْلادِهِ؟ كَيْفَ لي أَنْ أُعِدَّ لَهُم في القَصِيدَةِ مَأْدُبَةً لَنْ تَزُولا؟ كَيْفَ أُدْخِلُ فِي خُرْمِ هذي القَصِيدَةِ فِيلا؟ كَيْفَ أَنْسَخُ لَيْلَ الأَسِيرِ بِحِبْرِ النَّهَارِ؟ وَكَيْفَ لِهذي القَصِيدَةِ أَنْ تَحْفرَ النَّفَقَ المُسْتَحيلا؟ كَيْفَ أنقُلُ ما لا تراهُ القُلوبُ من الرُّعْبِ؟ كيفَ أُعيدُ يدًا قُطِعَتْ كَجَنَاحِ الدَّجَاجَةِ؟ كَيْفَ أُعيدُ دَمًا لِجِراحِ مُقاتِلِهِ؟ كَيْفَ أَجْعَلُ مِن خَيْمَةِ اللّاجِئِينَ فُراتًا وَنِيلا؟ كَيْفَ أُوقِفُ حَرْبًا تَطُولُ لِكَيْ لا تَطُولا؟ كَيْفَ أَغْلِبُ بِالْحَقِّ هَوْلَ الْحَقيقَةِ؟ كَيْفَ أُجابِهُ مِثْلَ الْفَراشِ جَرَادًا أَكُولا؟ كَيْفَ؟ كَيْفَ؟ وَهَلْ يَنْتَهِي ما أَقُولُ؟ إذًا أَيُّ فَائِدَةٍ أَنْ أَقُولا؟ كَيْفَ أُدْخِلُ فِي خُرْمِ هذي القَصِيدَةِ فِيلا؟ آهِ يا وَجَعِي. سَأُتَابِعُ هذا الحَدِيثَ الطَّويلا سَأُتَابِعُ هذا الحَدِيثَ الطَّويلا عَلَّنِي في النِّهَايَةِ أُدْخِلُ فِي خُرْمِ هذي القَصِيدَةِ مِنْهُ قليلا!
* (ألقيت، مؤخرًا، في أمسية شعرية في مؤسسة محمود درويش في رام الله). https://www.facebook.com/samer.khair.poet
#سامر_خير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يَرْتاحُ الشِّعْرُ عَلى كَتِفي.. وقصائد أخرى
المزيد.....
-
“مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي
...
-
-النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو
...
-
بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو
...
-
فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
-
الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
-
التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب
...
-
السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك
...
-
تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2
...
-
حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال
...
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|