هل الثورة المصرية فشلت أم تعثرت؟

أسامة الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 7726 - 2023 / 9 / 6 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الثورة المصرية حدثت في عام 2011 وكانت تجمع المصريين من مختلف الطبقات والتيارات السياسية في مظاهرات واحتجاجات ضد نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك. االحتجاجات بدأت في 25 يناير 2011 واستمرت لمدة 18 يوماً حتى تنحى مبارك عن الحكم في 11 فبراير .2011 خالل االحتجاجات، شهدت البالد اشتباكات بين قوات األمن والمتظاهرين التي أسفرت عن مقتل العديد من
األشخاص. كما تعرضت بعض الممتلكات العامة والخاصة للتخريب.


بعد رحيل مبارك، تشكل المجلس األعلى للقوات المسلحة إلدارة شؤون البالد بشكل مؤقت. وفي مارس 2011، أجري استفتاء على
تعديالت دستورية. وفي عام 2012، أُجرت انتخابات رئاسية وفاز بها محمد مرسي، عضو جماعة اإلخوان المسلمين. ومع ذلك، استمرت االحتجاجات والتوترات في البالد مع تدهور األوضاع االقتصادية والسياسية. وفي يوليو 2013، أطاح الجيش بمرسي بعد
احتجاجات ضخمة ضده وتولى الفريق عبد الفتاح السيسي السلطة كوزير للدفاع واإلنتاج الحربي. بعد ذلك، تم إجراء استفتاء على دستور
جديد في يناير 2014 و تمت الموافقة على الدستور ثم أجريت انتخابات رئاسية في يونيو 2014 وفاز بها عبد الفتاح السيسي.


يمكن اعتبار الثورة المصرية التي وقعت في 25 يناير 2011 كواحدة من أهم األحداث في تاريخ مصر الحديث. وقد أدت هذه الثورة إلى إطاحة الرئيس السابق حسني مبارك ونظامه الحاكم الذي استمر لسنوات. ومن الناحية السياسية، عانت مصر من فترة انتقالية طويلة في السنوات التي تلت الثورة، وشهدت التحول السياسي واالقتصادي واالجتماعي العديد من التحديات والصعوبات. وفي هذه الفترة، ظهرت
تيارات وتوجهات متعددة، وخضعت البالد لفترات من التوتر السياسي واالضطرابات االجتماعية.


بالنظر إلى هذه العوامل، يمكن القول إن الثورة المصرية تعثرت في بعض الجوانب، حيث لم تحقق جميع أهدافها ومطالبها في السياسة واالقتصاد والحريات األساسية. ومع ذلك، فإن الثورة ال تزال قائمة ومستمرة، ومصر تشهد تحوالت وتطورات دائمة على مدار السنوات األخيرة. بالتالي، يصعب تقييم الثورة المصرية بأنها فشلت تماما أو نجحت تماما، فهي مازالت في مرحلة التحول والتطور، ومستقبل
مصر السياسي واالجتماعي ال يزال محل تساؤالت وتحديات.


لعل من أهم أسباب تعثر الثورة المصرية هو:


تدخل القوى المناهضة للثورة: تعرضت الثورة لتدخل وتأثير قوى سياسية واقتصادية قوية تعارض تغيير النظام وسعت للحفاظ على
مصالحها وسطوتها.


االنقسامات الداخلية: تعاني الثورة من انقسامات داخلية بين المؤيدين للثورة وبين أطياف سياسية مختلفة، مما أدى إلى تشتت الجهود
واالهتمامات وضعف القوة الداخلية للحركة الثورية.


تغلغل الجماعات اإلرهابية: استغلت جماعات متطرفة الفراغ األمني والسياسي المترتب عن الثورة لتوسيع نفوذها وزعزعة استقرار
البالد، ما أدى إلى عودة االحتقان األمني وتفاقم القضايا االقتصادية واالجتماعية.


التعثر االقتصادي واالجتماعي: لم تحقق الثورة تحسناً كبيراً في األوضاع االقتصادية واالجتماعية للمواطنين، مما أدى إلى زيادة الغضب
واالحتجاجات.

القمع األمني والتضييق على الحريات: استمر تواجد جهاز األمن القوي وتضييق الحريات العامة واستهداف النشطاء والمعارضين، مما
أثر على قدرة الثورة على المضي قدماً.


تدخل الجيش السياسي: تدخلت القوات المسلحة وسطت في األحداث السياسية وحاولت توجيه العملية السياسية وإعادة تشكيل المؤسسات
الحكومية، مما أثر على دور المصريين في صناعة مستقبل بالدهم.


تأثير التدخالت الخارجية: تعتبر التدخالت الخارجية من قبل الدول الكبرى والقوى اإلقليمية من أبرز األسباب التي أثرت على تعثر
الثورة. فقد قامت العديد من الدول بتدخالت سياسية و إقتصادية لدعم األنظمة الحاكمة والمحافظة على مصالحها في مصر و المنطقة.


ضعف القيادة السياسية: تأثرت الثورة بعدم توفر قائد قوي ومبدع يستطيع قيادة البالد إلى طريق التغيير والتحول الديمقراطي.


ضعف الهياكل المؤسسية: كانت مصر تعاني من ضعف في هياكلها المؤسسية والسياسية، مما جعلها غير قادرة على التعامل بشكل فعال
مع التحديات االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي نشأت عن الثورة.


االنقسامات السياسية والفوضى: تسببت الثورة في انقسامات سياسية واجتماعية في الدولة، حيث تمت صعوبة تحقيق التوافق السياسي
واالستقرار االجتماعي.


قد تكون هذه بعض األسباب الرئيسية ولكن هناك العديد من األسباب األخرى التي ساهمت في تعثر الثورة المصرية األخيرة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل