أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي طالب - الاتصال الأخير مع ليلى العطار...














المزيد.....

الاتصال الأخير مع ليلى العطار...


علي طالب

الحوار المتمدن-العدد: 7718 - 2023 / 8 / 29 - 17:57
المحور: الادب والفن
    


- مرحبا ست الكل
- أهلا يشلونك؟-
العفو أنا اتصلت وقد تكوني مشغولة...
- أبدا... أنت بخير؟!
- أنا الحمد لله ولكن الأمانة هذا الشهر بقيت عندي لأن أصاحبها تاركين المكان إلى ساكنين فيه... ما قدرت اعرف وين صاروو و-
طيب انته تصرف بالأمانة وزعها لمستحقيها...
- حاضر
- الله ويلك...
دقيقة وانتهى أول آخر صوت لم اسمعه بحياتي وكأنه هتاف من السماء...
ليلى العطار أجزم بأن إنسانيتها أخطر آلاف المرات
من شكلها الرباني وجمال أعمالها الوجداني...
مؤتمن على أعمال خير وإنسانية قد لا يسامحني الله
لو كتبت عنها... وطلبا لتخفيف غضب الرب...
اذكر سر الاتصال الأخير...
في إحدى زيارتي لها عام 1989 وفي سياق حوار صحفي لإحدى الصحف العربية تحدثت عن موضوع يخص إحدى لوحتها وبدء وجهها ينتفض احمرار وكان قطعة جمر تريد أن تفلت من قالب الثلج الذي يغار جبينها...
لتظفر مني دون وعي كلمة لم أتوقع أن تستفزها...
قلت لها يا أستاذه... كلامك على الواقع موجود...
والأم وبناتها الأيتام لا يبعدون عنك سوى دقائق بالسياره... حملت حقيبتها وهي تضع يدها على رأسها وتقول يا الله...
أين هم؟؟!
وصلنا المكان القريب...
وبهاء جبروت ليلى يعج في مكان شعبي يصعب دخوله...
لم تتحمل هول بؤس الأم وبناتها... جبرت بخاطرهم بكلام طيب، وسحبت الام الى مكان بعيد عن انظار بناتها واعطتها ما قسم الله لهم...
وخرجنا وهي في حالة صمت مطبق...
قال لي ممكن ان تساعدني في ان تتكفل بتوصيل امانة الله مني لهم...
ورجائي ان لا يعلم بها احد الا الله وانت...
والعائلة ولدت عوائل اخرى متعففة
كل شهر تصل الامانات المالية لهم ومرات كثيرة مع الامانات ملابس جديدة وهدايا وامور خاصة بالامهات والبنات ولرجل مسن وحيد من اهالي الكرخ...
وهكذا استمر الحال لسنوات...
الى قبل يومين من الاتصال الاخير
حيث ذهبت هي واعمالها الى رب كريم...
اخر الحوارات مع ليلى العطار بعد سنة من الحصار لصحيفة البيان الاماراتية، احدث هذا الحوار ضجه كبيره في الخارج والداخل وكانت الحوار يتحدث عن كوارث الحصار والظروف صعبة التي تحولت الى مأساة يستشعرها الناس وبداية الترهل والتفكك المجتمعي... كانت ليلى في هذا الحوار ناقمة من كل شيء وعلى كل شيء.
بعد ايام من نشر اللقاء تم استدعائي في وزراة الاعلام وتوبيخي ومنعي من الكتابة لاي صحيفة عربية او محلية... واختفيت تماما من التواجد في امكاني المعتاده
سمعت ليلى بالخبر...
وسئلت عني كثيرا الى ان صادف يوم طلبني وكيل الوزارة... في الاستعلامات دخلت ليلى العطار وبدخولها المعتاد ذهب الجميع اليها لتطوقها بالدهشة والحب... بعد ثواني لمحتني وتوجهت لي...
ودون اي مقدمات قالت:
(هاي وين مختفي ما خليت واحد ما سئلت عليك)
تعال تعال... بعد ساعه اكون بالدائرة انتظرك
ذهبت لها... قالت لي انا اعتبرك واحد من اولادي
وانا اعرف بسببي حدث ما كنت اتمناه لك ابدا
وبدات بمفردات جبر الخاطر والتي تزال محفوره
في روحي... وضميري ووجداني
كانت تخفي ظرف فيه مبلغ كبير في وقتها...
دسته بيدي بقوة...
واتجهت صوب الهاتف واتصلت بمكتب الوزير
وعلى اثرها تم تعييني بعقد في تلفزيون العراق...
الى ان تركت العراق عام 1996...
في جوانب انسانية لدى ليلى العطار...
ينفلق لها صخر الجبال... لكن احتراما لروحها ورغبتها اكتفى بالصمت وقد يكون الاعلان عن الجزء اليسير من هذه الجوانب خيانة للعهد والوعد...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء يتعرضن للاعتداء لانهن غير محجبات


المزيد.....




- فنان هندي يصنع تمثالًا لبابا نويل باستخدام 1.5 طنًا من التفا ...
- مكتبة الحكمة في بغداد.. جوهرة ثقافية في قبو بشارع المتنبي
- وفاة الممثل الفلسطيني المعروف محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- قرار ترامب باستدعاء سفراء واشنطن يفاقم أزمة التمثيل الدبلوما ...
- عرض فيلم وثائقي يكشف تفاصيل 11 يوما من معركة تحرير سوريا
- وفاة الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري عن عمر يناهز 72 عاما ...
- رحيل محمد بكري.. سينمائي حمل فلسطين إلى الشاشة وواجه الملاحق ...
- اللغة البرتغالية.. أداة لتنظيم الأداء الكروي في كأس أمم أفري ...
- بعد توقف قلبه أكثر من مرة.. وفاة الفنان المصري طارق الأمير ع ...
- نجوم يدعمون الممثل الأميركي تايلور تشيس بعد انتشار مقاطع فيد ...


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي طالب - الاتصال الأخير مع ليلى العطار...