أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إياد العبدالله - شذرات من وحي الشهيدة هدى أبو عسلي















المزيد.....

شذرات من وحي الشهيدة هدى أبو عسلي


إياد العبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:35
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


زهرةٌ
أغوتِ الريحَ كي تنقل الرائحهْ
.... ............. ماتت البارحهْ
( أدونيس)
(1)
وفي الختام كانت المرأة. هكذا قررت جميع الآلهة التي وجدت مثالها في إله الحرب العبري. خلقها هذا الإله بعد أن انتهى من خلق جميع سلالات الوحوش والطيور والحشرات والشجر والحجر... !!؛ لا لشيء، إلا لأن خالق الأكوان خاف على آدم من الوحدة والملل، فكنت أنت. دورك إذاً، حسب كوميديا الخلق السوداء التوراتية، هو الرجل، ووجودك مرهون بهذا الدور، وما إن حاولت الخروج عن شرائعه وقوانينه ورغباته... فلا مبرر لهذا الوجود. فعندما خلق الإله الذكر وطلب من حاشيته أن تسجد له كنت وقتها مازلت في العدم الذي يراد أن يكون لصيقاً بك حتى بعد أن وجدت. وما إن تمرد الشيطان على الأمر الإلهي حتى بدأت عناصر مأساتك تتكامل، فهو سيحاول الانتقام من هذا الدخيل الذي أخذ مكانه وهذا سيكون من خلالك لتكون هزيمة الذكر الأولى أمام الشيطان على يديك يوم عصى ربه لأجلك وأكل من الشجرة المحرمة، حيث سيغادر بسبب هذا دار النعيم و الأبدية لينتهي به المطاف في دار الشقاء و الفناء ، ولتبدأ مأساتك التي سيقوم بصياغتها كلا ًمن الإله والشيطان والرجل.
ورغم أسطورية هذه البداية، إلا أنها تبدو بداية منطقية لأناس يعيشون واقعهم بشكل أسطوري، وخارج التاريخ.

* * *
ليس معنى ما تقدم أن هذه الأسطورة هي من قتلك يا هدى !!
بل إن من فعل ذلك هو من جعل من حياة الناس وسعادتهم وفرحهم وكينونتهم، أسطورة. هو من يمنع الناس من إيجاد أسطورة أجمل تعكس واقع أناس يعيشون في التاريخ ويصنعونه. إن موتك هو تكثيف حي للواقع الذي نعيشه وللوطن الذي حلمنا به وللأنظمة التي تحكمنا وللضمير الذي شيدناه وللقانون الذي نحتكم إليه و للتعليم الذي تلقيناه وللتربية التي تشربناها... إلخ .
إنني يا هدى، كما يقول سلمان رشدي في روايته " العار" ، " حيث ألتفت أجد ما يخزي، ما يدعو للخجل. لكن، ككل شيء آخر، عش مع الخزي فترة كافية، يصبح جزءاً من الأثاث ".

(2)

منذ زمن ليس ببعيد ( ثلاث سنوات تقريباً) أتت إلى سورية بعثة تلفزيونية فرنسية لتعد برنامجاً عن سوريا، وخصوصاً عن الشباب السوري. وبعد أن انتهوا من عملهم رتبنا سهرة لوداعهم في منزل أحد الأصدقاء. وبعد أن تبادلنا بعض الأحاديث والنكات، قمنا إلى الرقص على أنغام أحد المطربين الشعبيين في مدينة السويداء، وكانت الأغاني تتراوح مواضيعها بين الغزل وامتداح الرجولة ، إلا أن الأغاني الوطنية المطعّمة باللهجة المحلية لمدينة السويداء كان لها الحضور الأكبر. وعلى إيقاع هذه الأخيرة خصوصاً أخذنا نرقص بحماس لافت،خصوصاً نحن الذكور، ونصدر أصواتاً رجولية تهدف إلى التأكيد على ما تردده هذه الأغاني من تعابير، فما كان من معدة البرنامج (وهي فرنسية من أصل جزائري) إلا أن تركت ساحة الرقص لتراقبنا وكلمات الأغنية مستعينة ببعض الحضور لفك بعض رموزها، ولتستنكر، بين المزح والجد، فحولتنا الوطنية هذه مشيرة إلى أن كلمات هذه الأغاني تصف وطناً لا يقطنه إلا الذكور.
وفعلاً إن ما يشد الانتباه في أعراس أهل السويداء (مدينة وريف) وأفراحهم عموماً يحضر الوطن ورموزه بكثافة. إذاً كيف نفهم هذا الانغلاق، شبه المطلق، الذي يعيشه هؤلاء في ما يخص التزاوج مع باقي الفئات التي يتشكل هذا الوطن منها؟ والتشدد في الحساب إزاء أي حالة قد تتحقق ؟ مع أن التزاوج هو أحد أهم العوامل التي تدفع باتجاه الاندماج والانسجام بين أبناء الوطن الواحد ؟
لا أتهم أحداً بالنفاق الوطني، وهي عادة سادت على امتداد العقود الأربعة الماضية ومازالت حتى الآن، وإنما أذكر هذا لأتساءل: ألا يجدر بنا أن نعيد النظر في بعض عناصر هذه الوطنية التي بنينا، وخصوصاً ما يتصل بفحوليتها وخطابيتها... إلخ. هذه الفحولة الوطنية التي تجد تطبيقاتها في الجريمة التي حصلت لهدى أبو عسلي، وفي القوانين التي تكرس دونية المرأة وتحط من شأنها، وفي التعليم (مناهجَ وآليات) الذي لا ينجح إلا بإبقاء الحال على ما هو... إلخ. إنه تساؤل برسم القوى الوطنية الديمقراطية والمثقفين الديمقراطيين وليس برسم غيرهم ممن يرى في استمرار الحال على ما هو عليه ضماناً لاستمرار امتيازاته وحضوره الثقيل.

( 3)

في محاضرة حول المرأة، ألقيت ثلاث مرات في مناطق مختلفة من إحدى المحافظات السورية(وكنت قد حضرتها كلها لمعرفة تجمعني بالمحاضِرة)، تناولت المحاضِرة حضور المرأة في النص الديني لتؤكد عدم إنصاف هذا النص لها، و كان من بين الأمور التي ذكرتها أن القرآن يحمل المرأة (حواء) وزر الخطيئة الأولى التي كانت وراء هبوط الإنسان من دار النعيم والبقاء إلى الأرض دار الشقاء والفناء. ورغم أن هذا الكلام ليس دقيقاً، فهذه رواية التوراة أما القرآن فهو يحمل وزر هذه الخطيئة لكل من آدم وحواء على حد سواء، إلا أن رجال الدين خصوصاً، والمتدينين عموماً، الذي كان حضورهم لافتاً، والذين هبوا لدحض ما تقدمت به، لم يشر أي منهم إلى هذا الخطأ الذي وقعت فيه. هل تبدو الرواية التوراتية مغرية لذكور المسلمين أكثر من الرواية القرآنية، ذلك أن لرمزيتها قيمة عملية أكبر في تأكيد سلطتهم على المرأة، كما أنها تشكل عنصراً هاماً في البنية المفاهيمية التي تشرعن هذه السلطة ؟



#إياد_العبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب الجامعي السوري: محاولة تصنيف
- الشباب السوري.. السياسة والانتماء
- الشباب السوري: بين جهاد الإقصاء وجهاد الحضور
- الحوار/المظاهرة... وموضة الإساءة إلى السوريين
- حلفاء الفراغ...
- المجتمع السوري في وعي نخبه


المزيد.....




- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...
- إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
- تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت ...
- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إياد العبدالله - شذرات من وحي الشهيدة هدى أبو عسلي