أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى عليوي كاظم - بلدي ليس بلدا ، بلدي هو الصيف














المزيد.....

بلدي ليس بلدا ، بلدي هو الصيف


مصطفى عليوي كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 7716 - 2023 / 8 / 27 - 21:55
المحور: حقوق الانسان
    


فوق سماء العراق الزرقاء، تتراقص ذرات الشمس برقيّة وتتلون بألوان الحمم النارية. تبدأ الأرض بعدها بإطلاق أنفاسها الحارقة، تذوب أشجار النخيل الوارفة، وتسبب حبات الرمال الساخنة حريقًا داخل صدور الأبرياء. هذه هي صورة من صور العراق، شهد على ارتفاع درجة حرارته الذي كان يشابه لهب الشمس في صحاريها.

يعيش عالمنا اليوم في ظل ظاهرة تغير المناخ، حيث يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة بشكل عالمي. يُعَدّ الاحترار العالمي أحد أهم التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحالي، إذ يسبب تأثيرات وخيمة على البيئة والمجتمعات.

ماذا تكمن أسباب هذه الظاهرة المرعبة؟ هل هي فقط نتيجة لتلوث الهواء وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري؟ أم أن هناك أسباب أخرى نتج عنها ارتفاع حرارة الكوكب؟ سنتناول في هذا المقال بعض الأسباب التي يمكن أن تشرح لنا ظاهرة الاحترار العالمي.

البداية تأتي مع توسع الثقوب في طبقة الأوزون، التي تعمل على حجب الأشعة الفوق بنفسجية عالية الطاقة. تتسبب هذه الثقوب في تسرب هذه الأشعة مما يؤدي إلى زيادة درجات الحرارة. إضافة إلى ذلك، يُشير العلماء إلى أن التغيرات الشمسية التي تتسبب في تغير كمية الإشعاع الشمسي المتساقط على الأرض من شأنها أن تلقي بظلالها على الاحترار العالمي.

ومن بين الأسباب الأخرى، يأتي النشاط البشري الذي يلقي بثقله على البيئة ويساهم بشكل كبير في الاحترار العالمي. فعمليات الحرق التي يقوم بها الإنسان للوقود الأحفوري وإطلاق غازات الدفيئة تؤدي إلى زيادة تراكيزها في الغلاف الجوي. ومع تراكم هذه الغازات، تقوم بامتصاص الأشعة الشمسية ومن ثم تحجزها في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.

وما يثير القلق أكثر هو انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يُعَدّ من أبرز غازات الدفيئة، والتي تقف وراء الاحترار العالمي. يُنتج هذا الغاز بشكل رئيسي عند حرق الوقود الأحفوري، مثل النفط والفحم والغاز الطبيعي. وعندما تنتشر هذه الغازات في الهواء، يستمر انبعاثها لعشرات السنين.

ولكن دعونا نتوقف للحظة ونسأل: هل هناك أي آثار ضارة يمكن أن ينجم عنها الاحترار العالمي؟ بالطبع هناك، فهذه الظاهرة تؤثر بشكل واضح على الحياة على سطح الأرض. فقد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الثلوج القطبية وارتفاع مستوى سطح البحر، مما يتسبب في فيضانات وتأثيرات كارثية على المدن الساحلية و غير الساحلية و سكانها للحد الذي يسبب فياضانات و غرق محافظات جنوب العراق .

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الاحترار العالمي إلى زيادة في تواتر وشدة العواصف الطبيعية، مثل الأعاصير والجفاف المُطَوَّل في بعض المناطق و شحة المياه و المتساقطات المطرية ،كما يُشير العلماء أيضاً إلى أن هذه الظاهرة يمكن أن تؤثر سلباً على الأنظمة الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، وتتسبب في انقراض الكثير من الأنواع النباتية والحيوانية و بالتالي يصل تأثيرها على غذاء الانسان اليومي و احتياجاته الأساسية.

بإجمالها، تتمثل أسباب الاحترار العالمي في تداخل عوامل طبيعية وبشرية، ما يجعل التحدي الذي نواجهه يستدعي مستوى عالٍ من الوعي والتصدي لهذه الظاهرة المرعبة. فهذا الموضوع ليس فقط مسؤولية القادة والحكومات، بل هو تحدي يتطلب مشاركة جميع أفراد المجتمع للتعامل معه بكل جدية وحزم. وبذلك ستبقى أملنا في رؤية عالمٍ أجمل يُستَحيل على الحرارة العالمية أن تجتاحه وتدمره.



#مصطفى_عليوي_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيا ليتني ما كنت الطبيب المداويا


المزيد.....




- مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسئولين أمميين حو ...
- الأونروا: استمرار غلق المعابر ومنع دخول الوقود سيصيب العمليا ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: السلام يبدأ بعضوي ...
- رسالة تهديد من مشرعين أمريكيين للمدعي العام بالمحكمة الجنائي ...
- الأمم المتحدة: لم تدخل أي بضائع إلى غزة اليوم عن طريق المعاب ...
- رئيس استخبارات إسرائيلي سابق: صفقة واحدة توقف الحرب وتحرر ال ...
- إيران تسعى لتشديد حملتها على اللاجئين الأفغان
- المغرب يهاجم منظمة العفو الدولية
- هل تستطيع الجنائية الدولية اعتقال نتانياهو؟
- السلطات الإيطالية تحظر رحلات تنفذها منظمات غير حكومية لإنقاذ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى عليوي كاظم - بلدي ليس بلدا ، بلدي هو الصيف