أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نيل دايفدسون - ما الذي يمكن تعلمه من تاتشر؟














المزيد.....

ما الذي يمكن تعلمه من تاتشر؟


نيل دايفدسون

الحوار المتمدن-العدد: 7704 - 2023 / 8 / 15 - 23:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



نشر المقال باللغة الإنكليزية في مجلة العامل الإشتراكي، العدد ٢١٦٣، بتاريخ ٤ آب/أغسطس ٢٠٠٩، وأعيد نشره في موقع أرشيف الماركسيين على الإنترنت.



يقول نيل دايفدسون إن الثوريين يمكنهم التعلم من الطريقة التي قادت بها مارغريت تاتشر الطبقة الحاكمة لتحقيق النصر في نضال الثمانينات.

لم تقدم الذكرى الـ ٣٠ لوصول المحافظين إلى السلطة عام ١٩٧٩ إلا القليل من العزاء، ما عدا حقيقة الموت الوشيك لتاتشر.

سيستقبل معظم أفراد الطبقة العاملة وفاتها بفيض كبير من الفرح، على الرغم من أن جنازتها ستتضمن كذباً سيقال في كنيسة وستمنستر، بدلاً من رميها عند مفترق طرق عند منتصف الليل مطعونة في قلبها.

مع ذلك، هناك جانب واحد على الأقل يمكن للإشتراكيين تعلمه من تاتشر- وهو الطريقة التي كانت مستعدة، بدءاً من موقعها الأقلوي، للنضال من أجل ما اعتقدت أنه ضروري لطبقتها.

كما أشار الماركسي الإيطالي أنطونيو غرامشي في الثلاثينات، تتطلب الرأسمالية في أوقات الأزمات سياسيين يقررون استراتيجية معينة ويقاتلون من أجلها عن اقتناع تام، وإذا لزم الأمر ضد أفراد الطبقة الرأسمالية نفسها.

خلال نهاية السبعينيات، تطلبت الرأسمالية البريطانية نظاماً سياسياً جديداً بالكامل- نظام لا يرضخ على مضض للسياسات، كما فعل حزب العمال، إنما كان ملتزماً بالكامل لتنفيذه.

بهذا المعنى، كانت تاتشر “مناهضة لـ لينين”، وكجزء من طليعة البرجوازية كانت على استعداد لتحمل مخاطر كان من الممكن أن يتراجع الآخرون أمامها.

كانت ضرورية للرأسمالية في بريطانيا بشكل لم يكن هو الحال في ولايات رونالد ريغن المتحدة. كان ريغن شخصية جذابة، ولكن يمكن استبداله، وكان قائداً للقيادة الجماعية لمنظري المحافظين الجدد وممثلي الشركات الذين أداروا فعلياً سياسة البيت الأبيض.

في استجابة مبررة بشكل جزئي لمفهوم “التاتشرية” التي شلت وشتت اليسار خلال الثمانينيات، حاول العديد من الكتاب، من وجهات نظر مختلفة، التقليل من أهميتها.

في تأريخه المثير للاهتمام لعقد السبعينيات، المعنون: عندما أطفئت الأنوار، حاجج أندي بيكيت بأنه كان من الممكن لـ جيمس كالاهان الدعوة إلى انتخابات عامة في تشرين الأول/أكتوبر عام ١٩٧٨ وكان من المرجح فوز حزب العمال. ولكن حتى ولو لم يحقق ذلك، كان على المحافظين بعد ذلك التعامل مع شتاء السخط- وهو تحدٍ لم يكونوا على إستعداد له والذي إعتقدت تاتشر نفسها بأنه سيدمر الحكومة قبل أن تبدأ.

وقد اتخذ الروائي الإسكتنلدي جايمس كيلمان الموقف المعاكس:

“لو لم تكن تملك كل هذه الخبرة لتم اختيار شخص آخر. فكرة “التاتشرية” تشير إلى أن ما يحصل في البلاد بدأ معها وبالتالي سينتهي معها”.

يرى بيكيت أن الفترة تتضمن سلسلة من الأحداث الطارئة التي كان يمكن أن يكون لها نتائج مختلفة. كيلمان حتمي، ويؤكد على ظروف الأزمة التي كان من شأنها أن تؤدي في نهاية المطاف إلى القيادة السياسية اللازمة في محاولة لحلها لصالح رأس المال.

للحجتين بعض الصحة، لكنهما تقللان في النهاية من دور القيادة. كانت الأزمة التي غرقت فيها الرأسمالية البريطانية ستجبر أي حزب كان في السلطة على التحرك في إتجاهات نيوليبرالية، وإن كان ذلك بشكل أبطأ وبحذر أكبر.

ولكن لم يكن من الممكن تطبيق النيوليبرالية بالسرعة والكثافة التي جرت بدون تاتشر أو شخصية مشابهة. كانت تاتشر من الأقلية في قيادة حزبها، الذي بدوره كان منتخباً من أقلية من الناخبين.

مع ذلك كان لديها العديد من المزايا. الأول، الدعم المادي الذي تؤمنه صادرات النفط من بحر الشمال. والثاني هو خيبة الأمل من حكومة حزب العمال السابقة التي أضعفتها البطالة.

بات موقف تاتشر منيعاً عند تحقيق إنتصارين. الأول كان على الجيش الأرجنتيني عام ١٩٨٢. لم يكن لـ”عامل جزر الفوكلاند” أي تأثير شعبي دائم، على الرغم من أن مجموعة واسعة من الكتاب المتحلقين حول مجلة الماركسية اليوم (وهي تسمية خاطئة) تعتقد ذلك.

كان التأثير الحقيقي هو تعزيز هيمنة تاتشر على حزب المحافظين.

كانت الحرب مقامرة، ليس بمعنى سقوط أعداد كبيرة من القوات البريطانية، فموازين القوى مقارنة بالجيش الأرجنتيني كانت أحادية لدرجة يصعب حصول ذلك.

كان الخطر الحقيقي هو أن يتحقق النصر على حساب العديد من الضحايا البريطانيين بشكل غير مقبول للجمهور. هذا الأمر لم يحصل.

كان الإنتصار الثاني على الإتحاد الوطني لعمال المناجم عام ١٩٨٥، والذي عزز في النهاية النظام النيوليبرالي في بريطانيا. كان من الممكن أن تؤدي النتيجة البديلة إلى مستقبل مختلف.

لم يكن هذا بأي حال من الأحوال الاستحالة المستجلبة للجدل حولها من قبل أولئك الذين رحبوا- علناً أو لا- بالنتيجة الفعلية. حصلت نتائج تحول حاسمة كان يمكن أن يحقق فيها الإتحاد الوطني لعمال المناجم الانتصار الذي أضرب طوال ستة أشهر.

كان من الممكن أن تتراجع النيوليبرالية في بريطانيا، كما حصل لاحقاً في فرنسا، مع نتائج لا يمكن معرفتها.

من غير المرجح أن يلعب دايفيد كاميرون نفس الدور الذي لعبته تاتشر. تشترك طليعة نظامي تاتشر وريغان بمجموعة صغيرة ولكن واضحة الأهداف والاستراتيجيات الرئيسية.

لم يعد خلفاؤهما يفعلون ذلك. بدلاً من ذلك، إنهم يظهرون إحساساً راسخاً بالخوف ويتفقون على شيء واحد فقط- إن الناس العاديين سيدفعون ثمن الأزمة.

في مواجهة عدو شرير ومربك، يتعين على الثوريين إثبات قدرتنا الجماعية على قيادة طبقتنا كما فعلت تاتشر بشكل فردي من أجل طبقتها.



#نيل_دايفدسون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصين، حيث تلتقي كل الطرقات
- قانون التطور المتفاوت والمركب في روسيا بعد العام 1917: من ال ...


المزيد.....




- رأي فريق التقدم والاشتراكية في إصلاح المراكز الجهوية للاستثم ...
- مقتل متظاهرين مدنيين برصاص قوات الأمن الكينية يثير غضب الأمم ...
- هل كشفت غزة حقيقة اليسار الفرنسي؟
- بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.. فيديو يظهر الشرطة تستخ ...
- احتجاجات واسعة في نيروبي والشرطة تستخدم القوة لتفريق المتظاه ...
- حزب موال للأكراد: ناقشنا مع أردوغان نزع سلاح حزب العمال الكر ...
- وفد سياسي يزور أوجلان بالسجن وسط ترقب لإلقاء سلاح -العمال ال ...
- من مجتمع الكادحين إلى خصم المتظاهرين.. كيف فقد وليام روتو شع ...
- غزة: الفصائل الفلسطينية تعتبر دم ياسر أبو شباب -مهدورًا- وتت ...
- قسوة قانون الإيجارات الجديد وتجاهله لنماذج تحديد القيمة الإي ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نيل دايفدسون - ما الذي يمكن تعلمه من تاتشر؟