أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد محل - عظمة بروس لي وعبقريته















المزيد.....

عظمة بروس لي وعبقريته


محمد محل

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 10:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبل ايام مرت الذكرى الخمسين 20/7/2023 على وفاة الممثل والبطل العالمي الصيني للفنون القتالية المختلطة وفيلسوفها بروس لي الذي احدث ثورة في السينما والفنون القتالية رغم عمره القصير الذي لم يتجاوز 32 عاما، إلا انه وهب الإنسانية ضعف هذا العمر لأجيال وأجيال مقبلة، ومنذ سنين كنت انوي الكتابة عن هذا البطل والفيلسوف والفنان وفاءً واستحقاقا له، ولأني من المعجين به كمعلم وفيلسوف الفنون قتالية وفنان أفلام. لان مامكتوب عنه بالعربية لايتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة. وكما يقول عزام "أن تُبدع نوعا جديدا من الفنون القتالية وتجعل الناس يتّبعونه، أن تخلق نمطا جديدا في السينما يبتعد عن المؤثرات الخاصة ويجعل من أفلام الحركة قريبة من الواقع، أن تكون لك فلسفتك الخاصة التي يتأثر بها من بعدك الآلاف، أن تصنع نظرة جديدة للصين وللإنسان الشرقي بعيدا عن كل النظريات النمطية، أن يجعلك رواد الموسيقى وأصحاب شركات الألعاب أيقونتهم المفضلة، وأن تفعل كل هذا وأنت ترحل عن هذه الحياة في سن ال32، فلن تكون سوى..بروس لي، الذي تحل هذه الأيام ذكرى وفاته الأربعين."(1)
لقد حاول بروس لي جعل الفنون القتالية فن عالمي أممي عابر للثقافات، بابتكاره رياضة قتالية خليط من جميع الفنون القتالية بالعالم اسماها "جت كون دو"(=فن اعتراض القبضة) هي ليست رياضة قتالية فقط بل رياضة تعبير عن الذات، تعتمد على البساطة وإطلاق قوى الإنسان الأولية المتدفقة بالجسم(2) كما يقول لي كاسرا كل الأساليب والقوانين القتالية الكلاسيكية المعقدة التي تقيد هذه القوى الأولية التي أوجدتها الطبيعة فينا، وعلى كل إنسان أن يتعرف على ذاته من خلال اكتشاف هذه القوى وإطلاقها بشكل عفوي بدون قيود، لهذا كان يقول لي "أسلوبي هو اللااسلوب" "الأساليب هي التي فرقت بين الناس. أنهم ليسو متحدين لان أساليبهم تصبح قوانين، الذي ابتدع اللعبة جاء بفكرة ولكن الناس وضعوا لها قوانين فأصبح شيئا مقدسا. انك حين تستعمل أسلوبا يابانيا فانك تعبر عن أسلوب ياباني ولا تعبر عن نفسك، وعليك أن تسال نفسك هل أنا اعبر عن نفسي حقا في هذا الأسلوب؟"(3) لان الكونغ فو هو فن مثل بقية الفنون القتالية هي معرفة ذاتية، إن ضربة أو رفسه ليست للقضاء على الشخص الذي يقف أمامك؟ بل القضاء على ما في نفسك من مخاوف، وبهذا المفهوم يمكنك أن تعبر عن نفسك في قتالك بوضوح"(4) وفي افلامه استخدم القتال للقضاء على الاشرار وليس حبا بالقتل فكان يطلب من اعوان الاشرار ان يبتعدوا عن طريقه (في نهاية فيلم "الرأس الكبير" و"قبضة الغضب" يطلب لي من اتباع الاشرار الابتعاد عن طريقه، ولاننسى الصلاة التي اقامها على جثة تشاك نوريس) هذا هو الدرس العميق الذي يعلمنا إياه لي هو التعبير عن الذات، وحيوية الإنسان تتعارض مع القوانين التي تقيدها وتربك ابداعها، لان مفهوم الإنسان عند لي "الإنسان، ذلك المبدع، ينبذ كل أسلوب أو نظام" لهذا كان يقول "الماء أخف مادة موجودة في الحياة، ومع ذلك فأنه قوي جداً، فبإمكانه أن يخترق كل ما هو صلب ومحكم الصب" "افرغ عقلك يكون بلا شكل، عديم الشكل؟ مثل الماء"(5) "كن كالماء صديقي" لتحويل "اللاملموس إلى ملموس". القتال عند لي على مستويين، الأول: عملي يعتمد ألبساطه والفاعلية للتخلص من الخصم بأي شكل متاح، فاستخدم العض والغربشة والقرص وقذف الاشياء المتاحة قرب اليد والركل مثل الكرة، المهم اقل الجهد واسرع النتائج، وهناك اسلوب آخر تميز به بروس لي هو الرد المزدوج المتزامن على الهجوم، ذلك ان كل هجوم يكشف ثغرة للمهاجم للحظات يغفل عنها الخصم لأنه غالبا ما يكون في حالة دفاع، اما بروس لي فيرد بشبه تزامن على الهجوم يعترضه بيد او ساق ويضرب بيد او ساق اخرى، او يقوم بصد وضرب اليد او الساق المهاجمة، ولهذا سميته الرد المزدوج المتزامن، وعند الهجوم يجب ان يجهل الخصم هدف الضربة بتمويه مسارها باتجاه هدف وهمي، ثم تغيير مسارها باتجاه الهدف الحقيقي بحيث يحاول الخصم صد الضربة الوهمية كاشفا لك الهدف الحقيقي. أما المستوى الثاني: وهو الأهم ما وراء التكنيك انه فلسفي روحي وهو التعبير عن الذات بإطلاق القوى الطبيعية المتدفقة في الجسم، وهذه القوى مضافة إليها ميراث سلفي من خبرة الأجداد انتقل إلينا، فمثلا حين ارمي باتجاهك شيء ما، تقوم بصده أو الزوغان عنه بحركة عفوية، أو حين تحس بخطر تستيقظ الحواس بتركيز فيقوى السمع والبصر ورد الفعل المباشر بصورة مفاجئة كأنك تملك خبرة قديمة فتهرب أو تتحذر أو تتأهب أو تهجم على الخطر، وهذا ما قصده (لي) بقوى الإنسان الطبيعية التي ينبغي استعادتها بالتمرين، لكن المدنية والقوانين هي التي أضمرت هذه القوى الغريزية حتى كادت تمحى، وبهذا يعّبر الإنسان عن نفسه بعد أن يعرف ذاته ويتغلب على مخاوفه. وطبق هذه الفلسفة في أفلامه حيث كان يعد بنفسه تصميم النزال خالي من الخدع السينمائية والمبالغة والافتعال وكما يقول "أن أقوم بعمل بعض الحركات الخيالية ذات الشكل الجذاب ولكنها ليس لها أي أساس في ارض الواقع القتالي وذلك هو مفهومي القتالي بأن أكون صادقا مع نفسي، لأن أرض الواقع لها منظور آخر" بل كان النزال شبه عفوي اقرب إلى الواقع تكون الكاميرا من زوايا من عين المشاهد أو عين الخصم حتى يتقمص المشاهد النزال بذهنه ويتعلم رشاقة الحركة وتكنيكها، وكان يكتب السيناريو بنفسه ويخرج بعض أفلامه "درب التنين" "لعبة الموت" لان له خبرة في العمل باستيديوهات امريكا، كل هذه الأمور جعلت لي ملك السينما والفنون القتالية، واحد مؤسسين الفنون القتالية المختلطة رغم التهميش والتمييز الذي عاناه من الأمريكان لكونه صيني "بلد أسيا المريض" كما كان يسمى بالستينيات، حتى أن البعض كان يعتقد إن للصينين ذيول!! في وسط هذا الجو المعادي العنصري ما كان من لي إلا أن يزداد إصرار وتحدي وإرادة على كسر هذه الصورة النمطية السلبية، وقد استطاع بصبره ومثابرته باستعراضاته ومسلسلاته وأفلامه بعرض الفلسفة والشخصية الصينية الحضارية التي تبتغي الحق والعدالة ضد الظالمين، ولا تريد القتل لذاته كأنهم أشرار كما صورتهم السينما الأمريكية كمجرمين أو لصوص أو خدم، فاستطاع لي أن يكون أول ممثل صيني يأخذ دور البطولة في فلم أمريكي "دخول التنين"، وتعرض عليه الأجور العالية والعقود من الشركات الأمريكية للتمثيل مع نجوم السينما الأمريكية مثل الفس برسلي، صوفيا لورين(6) اذ عرضت عليه شركت ورنر بروز مبلغ 100,000 دولار مدى حياته مع زوجته وطيلة حياة من بقي منهما إذا قبل بتمثيل فيلم واحد(7) إلا أن موته المفاجئ عام 20/7/1973 كان صدمة للبشرية أن يرحل هذا العبقري قبل أن يكمل رسالته الخالدة. وللأسف يتصور كثير من الناس إن لي مجرد ممثل أفلام حركة مثل جاكي شان الذي جعل القتال هزلي، ومثل جت لي و فاندام الذي جعل القتال مجرد استعراض وخدع سينمائية، في حين إن لي معلم وممثل وفيلسوف لم يكن الدرب أمامه مفروش بالورود بل كان في وسط تمييز عنصري تحداه وكسره واثبت حضوره ومهد بنجاحه للممثلين الآسيويين أن يدخلوا في السينما الأمريكية من بعده. ففي مسلسل البغيض الاخضر كان بورس لي دورا ثانويا ومغطى العيون لإخفاء اصله الاسيوي مع ذلك اشتهر المسلسل بالصين باسم "كاتو" وهو الدور الذي كان يمثله لي.
يقول عزام "ان بروس الذي درس الدراما بجامعة واشنطن ابتداء من سنة 61، درس كذلك الفلسفة وانتمى للمدرسة الانتقائية التي تقتبس أهم ما يوجد في الفلسفات الأخرى كالعلمية والاشتراكية والوجودية وما إلى ذلك، انتقاءه لأفضل ما يوجد في الفلسفة لم يبق حبيس ثقافته العميقة، بل طبّقه في وجوده، إنه واحد من فلاسفة تلك المرحلة الذين أخرجوا الفلسفة من برجها العاجي وطبّقوها في الوجود." "و"الجيت كون دو"، وهو استمرار لفلسفته الانتقائية، بأن أخذ أهم ما يوجد في الكونغ فو والكراتي بل وحتى أحسن ما في كمال الأجسام، ليصنع من الكل خليطا قتاليا، كرّسه بنوع من التدريب القاسي والمتنوع الذي لم يكن سائدا بُغية بناء المتدرب للياقته بالشكل الأمثل، بل إن ما يتناوله حاليا رواد كمال الأجسام من عقاقير غنية بالبروتينات، يعود إلى خلطات بروس العجيبة التي كان يقدمها لمتدربيه، حيث كان يطحن لهم اللحم والحليب والبيض! لقد غيّر بروس من نمط القتال، وجعله فكريا أكثر منه جسديا، جعله قائما على إعمال العقل وليس تطبيق القواعد." "هو أب القتال المختلط، بل إن ما يُعرف بالجري الحر الذي ظهر في فرنسا منذ عقود، ونعني به الجري على سطوح العمارات والمنازل، فن أخذ أغلب نظرياته من طرق تحرك بروس لي، إضافة إلى أن هذا الرجل، هو أول من أدخل سلاح النون تشا في السينما عبر أفلامه التي لم تكن سوى أربعة!."(8)
هناك ظاهرة في شخصية لي وهي تحوله الى اسطورة بعد موته، وكما عبر عنه الممثل ديفيد كاردين "وجدت الله عن طريق بروس لي"(9)، ففنه يدرس في كل أرجاء العالم الرياضية، وأفلامه الأكثر شهرة ومبيعات رغم أربعة عقود من ظهورها، وظهر أشباه له تجاوز المائة في ظاهرة غريبة في السينما العالمية لم تحدث إلا مع بروس لي!(10) ولم يستطيع أي واحد منهم أن يأخذ مكانه ويكمله، وأخُرِجت مئات التقارير الوثائقية عن حياته وفنه وأفلامه، وكثير من الألعاب الالكترونية القتالية تستوحي شخصية بروس لي منها، وكثير من قاعات الفنون القتالية تعلق صوره على جدرانها، وكُتِبت عنه العديد من الكتب التي تناولت فلسفته القتالية والروحية، وحياته العصامية، وأفلامه السينمائية، ونصب له تمثال في هون كونغ وفاء لما قدمه من فن، وُفتحَ معرض ومؤسسه بورس لي، وهناك مشروع تحويل بيته في هون كونغ إلى متحف. فما السر في ذلك البقاء والاهتمام ببروس لي؟ والسؤال لماذا لم ينل غيره مثل هذا اللقب الا نادرا كما حدث مع جيمس دين والفس برسلي؟
اول هذه الخيوط للإجابة على اسطورة بروس لي هو شخصيته؛ إن لي شخص متفوق بمثابرته في كل شيء، فحين كان طالبا في الثانوية شارك بمسابقة رقصة التشاشا وفاز الأول بها عام 1958!(11) وحين شارك بمسابقة الملاكمة المدرسية فاز الأول أيضا.(12) وحين تعلم الفنون القتالية أصبح بطل العالم فيها والمعلم الأول. وحين دخل السينما أحرزت أفلامه الأول. وحتى مسلسل حياته عام 2010 اخذ عنوان "الاسطورة بروس لي". وقد عبر لي عن ذلك ايضا "لولا طبيعتى المصرة على نيل الاحسن، لما اصررت ولما حققت مأربى".(13)
الخيط الثاني هو اصله الشرقي المفعم بالروحية والفلسفة الشرقية والأنبياء (كونفشيوس، لاوتسه، بوذا)، له علاقة بأسطره بروس لي فقد استخدم المعجزة الفيزيائية لأثبات نبوته/اسطورته من خلال استعراض ضربة البوصة، سرعة الذراع الخطافية التي تاخذ قطعة نقدية في يديك او قبل ان ترمش جفنك عن مسافة مترين قبل ان تدركها، قوة ركلته الجانبية التي تقذف الخصم امتار، الاشتباك بالأيدي وهو معصوب العينين؛ اي السرعة والقوة الفائقة الخارقة، وهذه ساهمت في صنع اسطورته، وجعلته النبي الاخير من الشرق الاقصى.
الخيط الثالث هو الذكاء والتخطيط، فبعد ان نجح في تعلم الفنون القتالية وبناء جسد عضلي ممتاز، استثمر هذا المنجر في تخطيط رياضة تعبر عن الذات وخليط من كل الفنون القتالية، ومن ثم انشاء ستراتيجية قتالية (الرد المزدوج المتزامن) ليصل لنتيجة "القتال دون قتال" اي انهاء القتال باقل جهد ووقت ببساطة وفاعلية لمعرفة الذات والتعبير عنها بذلك. يضاف لذلك اختيار بروس لي لاصدقاء وتلاميذ نخبة حافظت على فنه ونقلته للاجيال المقبلة.
بروس لي هو ملتقى الحضارة الشرقية والغربية، هو شخصية مركبة فقد كسر قواعد الحضارة الشرقية والغربية، هاجر من الشرق كاسرا قواعد الاسلاف في الكونفوا وجاء للغرب وكسر قواعد الفيزياء بمعجزاته الفيزيائية، رافضا كل الفنون القتالية الغربية مبلورا فنا قتاليا هو خلاصة الفنون القتالية، لكن مرتبط بالذات والتعبير عنها، لذلك يتنوع هذا القتال من شخص الى شخص لذلك هو بلا اسلوب سوى اسلوب الشخص الخاص.
كنت اسال نفسي لماذا لم يظهر شخصية توازي لي بعد 50 عاماً؟ واقتنعت ان هذه المدة كافية لأثبات ان العبقرية الفريدة له لاتتكرر بسهولة. بعد ظهور اسطورة لي وانتشارها عالميا، ظهرت تقارير امريكية تدعي ان شهرة بروس لي تعود لفيلمه الامريكي الاخير "دخول التنين"، لتمرر رسالة ان لي صناعة امريكية! وهذا تجني وافتراء وكذب، حيث ان امريكا هي اكثر دولة حاربته وهمشته رغم كفائته، ولم تعترف به الا حين اشتهر خارج استديوهاتها السينمائية في هون كونغ، عندها اذعنت شركاتها مجبرة على الاعتراف به وتقديم العروض السخية للمشاركة في افلامها. وحاربته حتى بعد موته حين همشت خبر وفاته بخبر صغير في الصحيفة.
وهذا ما جعل العالم الشرقي يرى لي بعين المنقذ الشهيد الذي بعث امجادهم، فقد تخيلوا ان بروس لي قتل بتدبير امريكي، وهذا ما حدث بالعراق الذي يعتقد معظم جمهوره ان بروس لي اما مات مسموما من زوجته او اغتيل من امريكا، وكلاهما شعبيا يرمز للشيطان، فاصبح رمزا للبطولة والخير. وراحوا يشيعون اقوال عنه مثل "لولا السلاح لاحتللت العالم بيدي" او انه يستطيع الزوغان من رصاصة، او يقاتل الحيوانات المفترسة. وان لاعب السلة كريم عبد الجبار الذي نازل لي هو من اصل عراقي. وهذا نتيجة الاسطرة
يستحق (لي) منا كل الاحترام والتقدير والإخلاص له، مثلما هو اخلص لنا.
مختارات من أقوال (بروس لي).
"أنا لم أنشئ أسلوبا جديدا، ولم أركب أو أعدل الأساليب الأخرى التي تم تعيينها في قالب متميز بها أو آخذ من "هذا الأسلوب" أو "ذاك". على العكس، أنا أريد أن أحرر أتباعي من التشبث بالأساليب والأنماط، أو القوالب. تذكر أن الجيت كون دو لا يعدو أن يكون اسما مستخدَما، مرآة نرى فيها أن "أنفسنا"... الجيت كون دو ليست المؤسسة أو المنظمة التي يمكن للمرء أن يكون عضوا فيها. الجيت كون دو هي ببساطة مجرد تعبير مباشر عن مشاعر الشخص مع الحد الأدنى من الحركات والطاقة. لاعب الجيت كون دو الذي يقول أن الجيت كون دو حصر على الجيت كون دو هو بكل بساطة ليس معها. لأنه لا يزال معلقا على مقاومة انغلاقه على ذاته، وفي هذه الحالة يكون مرتبطا بالنمط الرجعي، وبطبيعة الحال لا يزال ملزما نفسه بقانون نمط آخر معدل يجعله يتحرك داخل حدود نفسه. انه لم يهضم حقيقة بسيطة وهي أن الحقيقة موجودة خارج كل القوالب، النمط والوعي لم يكونا محدودين بشيء أبدا. مرة أخرى اسمحوا لي أن أذكركم بأن الجيت كون دو هو مجرد اسمٍ مستخدَم، قارب يركب الشخص على متنه ليأخذه إلى وجهة ما، وما أن وصل إلى وجهته ترك القارب ولم يحمله على ظهره"
"النحات وهو ينحت تمثالا لا يضيف الصلصال باستمرار، بل ينحت الزوائد إلى أن يجددها فتبرز الحقيقة عارية دون المساس بالأصل والجوهر، والجيت كون دو لا تعنى الاضافه، بل التشذيب، حذف اللاضرورى، إنها ليست الزيادة أليوميه، بل الإنقاص اليومي، فالفن تعبير عن النفس، وكلما زاد الأسلوب تعقيدا، نقصت الفرص المتاحة للتعبير عن مشاعر الحرية".
"أنا لست بمعلم، ولكني معلم وتلميذ في نفس الوقت"، "لدي خبرة المعلم ومعرفته ولكني أتعلم في نفس الوقت ولذلك أنا تلميذ- معلم" "وأنا لا أؤمن بكلمة معلم لأني اعتبر إن المعلم هو من أغلق عليه الصندوق"
"إن اعتبرت عملا ما مستحيلا، فأنت بذلك تجعله مستحيلا"
"إن أحببت الحياة، فلا تهدر الوقت، لان من الوقت صنعت الحياة"
"امض بشجاعة، فكل تجربه تعلمك درسا"
"قاتل لتنتصر، لا لتنهزم"
"الرجل المتفوق يحقق العسير وهو يسير، ويؤدى ما ينتظر أن يكون عظيما، من الأمور الصغيرة"
"وفهمت نفسي وتفاهمت مع نفسي وأصبحت بروس لي "!(14)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1_اسماعيل عزام، بروس لي .. قصة فيلسوف غيّر العالم رغم رحيله في عزّ الشباب، هسبريس، الخميس 25 يوليوز 2013 - 07:20.
https://www.hespress.com/portraits/84942.html
2_بروس لي ملك الكونغ فو، حياته، فنه، أفلامه، موته، السلسلة الرياضية الحديثة_ بيروت، ص35.
3_نفس المصدر، ص33.
4_نفس الصدر، ص35.
5_من كتاب العقل المقاتل، فلسفة الفنون القتالية، على الرابط:
martial-arts55.blogspot.com/2015/05/blog-post.html
6_بروس لي ملك الكونغ فو، مصدر سابق، ص111.
7_نفس المصدر، ص111.
8_ اسماعيل عزام، بروس لي .. قصة فيلسوف غيّر العالم رغم رحيله في عزّ الشباب، مصدر سابق.
9_بروس لي ملك الكونغ فو، مصدر سابق، ص35.
10_حين شاهدت افلام شبهاء بروس لي تفاجئت بحجم عدم الشبه بينهم وبين فن القتال عند لي، لان هؤلاء المخرجين كانوا كل ما يقموا به هو جعل الشبيه يقاتل اكبر عدد ممكن من الخصوم في وقت واحد بحركات سريعة، مقلدين بعض حركات لي في غير موضعها غالبا، ولا شبه بين لي وشبهائه الا الزي و الوجه، في حين كان لي مجددا مبدعا في حركاته في كل افلامه، ولو عاش لرأينا منه حركات لم نراها في افلامه السابقة.
11_بروس لي ملك الكونغ فو، مصدر سابق، ص24.
12_نفس المصدر، ص24.
13_ من كتاب العقل المقاتل، فلسفة الفنون القتالية، مصدر سابق.
14_نفس المصدر.



#محمد_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رسالة طمأنة سعودية للولايات المتحدة بشأن مشروع الـ 100 مليار ...
- جهاز مبتكر يزرع تحت الجلد قد ينفي الحاجة إلى حقن الإنسولين
- الحكمة الجزائرية غادة محاط تتحدث لترندينغ عن واقعة يوسف بلاي ...
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- في غزة؟
- ماذا نعرف عن -المنطقة الإنسانية الموسعة- التي خصصتها إسرائيل ...
- شاهد: ترميم مقاتلة -بوليكاربوف آي-16- السوفياتية الشهيرة لتش ...
- اتهامات -خطيرة- ضد أساطيل الصيد الصينية قبالة شرق أفريقيا
- اكتمال بناء الرصيف البحري الأمريكي لنقل المساعدات لقطاع غزة ...
- كينيدي جونيور يوجه رسالة للعسكريين الغربيين عن تصعيد خطير في ...
- ضابط أمريكي متقاعد ينصح سلطات كييف بخيار سريع لتجنب الهزيمة ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد محل - عظمة بروس لي وعبقريته