أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله نقرش - الديمقراطية الأدائية أو الاستبداد الحديث















المزيد.....

الديمقراطية الأدائية أو الاستبداد الحديث


عبدالله نقرش

الحوار المتمدن-العدد: 7683 - 2023 / 7 / 25 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقصد بالديمقراطية الاداتية لاغراض هذا المقال: هي ذاك النوع من الانظمة الحاكمة التي تتوافر لها كل ادوات النظام الديمقراطي التمثيلي من ( مؤسسات رسمية: تمثيلية "تشريعية" ، حكومة تنفيذية ، قضاء و محاكم، احزاب سياسية ، و مؤسسات مجتمع مدني ، صحافة و اعلام ، وانتخابات ، ولامركزية ادارية،....) و دون ان تكون محكومة بصيرورتها و سيرورتها بالقيم الديمقراطية الحقيقية مثل: الحرية الفردية و الحريات العامة، استقلال المؤسسات ازاء بعضها البعض، سيادة القانون كمعيار للحكم و الاداء و الفصل في المنازعات، توازن السلطة مع المسؤولية .... .

بمعنى ، ان تكون الديمقراطية متكاملة شكلاً ولكنها بلا مضمون حقيقي مما يجعلها اداة شاملة للسيطرة و يجري توظيفها ليس لتشكيل المجتمع السياسي و حسب ، وانما لاعادة تشكيل المجتمع بالكامل فضلاً عن ادارة الحياة العامة له. اي تشكيل المجتمع ديمغرافياً طبقياً و سياسياً و اقتصادياً و ثقافياً و ادواراً و بما يتفق مع اهداف الجهات ذات المصلحة و صاحبة السيطرة على الدولة.

منذ اكثر من ثلاثة عقود و بفعل سيادة الرؤيا الامريكية الواحدية على العالم و العولمة ، و تنامي رؤية استبدادية معولمة اقتصادياً عبر توجهات الصين ، تراجع العالم ديمقراطياً شكلاً ( 60-80% ) من دول العالم التي تحولت الى الديمقراطية في الثمانينات ، و موضوعياً ( صعود اليمين في امريكا و اوروبا وغيرهما). اندفع العالم باتجاه اقل استقراراً و اقل توازناً. و تبين انه في مواجهة مشكلات صعبة الحل ان لم تكن عصية على الحل نهائياً ، مثل: (قلة الانتاجية في كثير من الدول، التفريط بالموارد الطبيعية لمصلحة الشركات متعددة (متعدية) الجنسيات و بلا قيود، تضخم المديونية بلا سقوف، هجرة فوضوية من الجنوب الى الشمال، نزاعات متكررة متعددة في مختلف مناطق العالم الثالث و الثاني، التلوث الكربوني الذي ادى الى التلوث العام و من ثم تحولات المناخ، توظيف ظاهرة الارهاب سياسياً، التقدم التكنولوجي ايجاباً و سلباً لا سيما التقدم في وسائل الاتصالات و التواصل الاجتماعي ).

و يتجلى عدم التوازن بشكل خاص بما يلي:

1-تنويع التركيبة السكانية في كثير من الدول، و ضعف التنمية البشرية على مستوى دول العالم و على مستوى كل دولة قطاعياً، ما ادى الى احياء العنصرية و خلق مشكلة "هوية وطنية" الامر الذي استثار القضايا المتعلقة بالحكم و بحقوق الانسان و المساواة.

2-انتشار ظاهرة الفساد بكل تفاصيلها دولياً و داخلياً، ما عمق المشكلات الانفة الذكرلا سيما مشكلة المساواة و المشاركة في الوطن.

3-ناهيك عن الاختلالات في توازن القوى بين التحالفات من جهة و بين الدول ذاتها من جهة اخرى.

4-اختلال الامكانات الادارية في التعامل مع القيود الاقتصادية الدولية و المطالب الداخلية للشعوب .

كانت النتيجة لعدم الاستقرار و عدم التوازن بالنسبة للانظمة المستبدة، ان سعت الى تركيز سلطتها عن طريق تبني الديمقراطية (الاداتية) تحت وهم الانفراج السياسي و التوجه الديمقراطي ، حيث اتاحت لها التكنولوجيا بتجميع البيانات حول جميع الناس و حيواتهم التفصيلية بالاضافة لانتماءاتهم، ما مكنها من فرز النخب السياسية التي تخدمها، فضلاً عن تكييفها لباقي النخب المهنية و الاكاديمية و العسكرية و الامنية و الاجتماعية... وفقاً لمتطلباتها. و اعتمدت على القادة الفرديين حيث تصبح السلطة بيد فرد او اقلية فاسدة، حكماً الامر الذي انتج في العالم ما يعرف بنظام التفاهة.

و لأن الانظمة الاستبدادية هشة بطبيعتها لجأت الى استخدام الاكراه لتحقيق الاجماع و ذلك مرة بواسطة ايديولوجيا مقننة ملفقة، و مرة بالاعتماد على القوة لضبط الحياة العامة. و ذلك لبناء انطباع عام بالشرعية، و تركيز السلطة اكثر فاكثر. (الادعاء بالقوة المستمر دلالة على الضعف المستمر).

في ظل هذه الظروف و الادوات ينتشر الاستياء العام و يفقد النظام قدرته على التكيف الايجابي او الاستجابة الى التحديات. و مع زيادة الاحتياجات و المطالب الشعبية تتسع الفجوة بين الادوات الحكومية و القطاعات الاجتماعية المحرومة. فتصبح الشعوب و الاستقطابات المرجعية الاقوى للحراك الاجتماعي، و من ثم زيادة الاضطرابات السياسية بما يؤدي الى اللجوء للعنف و الصراعات الداخلية و انهيار الدولة كنتيجة حتمية.
او ان يلجأ النظام الى اساليب حكم تكييفية غير اصيلة، حيث يوفر جهات فاعلة خارج مؤسسات الدولة او حتى جهات خارجية، و منظمات مدنية ، او شركات دولية. و تكون مهمة هذه الجهات المختلفة تحقيق الرفاهية المفتعلة و الامن . و للامن يستعان عادة بمنظمات قمعية ردعية، و بمجموعات متمردة موظفة كما يجرى تركيز و انتشار حالات الحكم المحلي، باعتبارها ذات فعالية لقربها من الناس و لديها قدرة و لو محدودة على حل بعض المشكلات. هذا مع العلم ان تكنولوجيا الاتصالات وفرت الوسائل الفعالة التي تساعد على مراقبة و متابعة المواطنين كافة و بشكل مستمر.

و مع ذلك، فإن عدم التوافق بين الحكومات و الشعوب سيضاعف التوترات و الاحتجاجات و حالات عدم الاستقرار. و في خضم هذا التوتر يفقد الحكم فرصه البديلة بالاعتماد على قيادات بديلة ملهمة، و يبقى معتمداً على الافراد المحدودي الكفاءة و التمثيل و اقرب الى المرتزقة يتم اختيارهم من مجاميع الانتهازيين المستخدمين.

لذلك:
لتجاوز هذا المأزق، و لاحداث التغيير المطلوب لا بد من الجمع بين القيادات الوطنية الملهمة و الموحدة الافكار و الايديولوجيات/ الطروحات المقنعة لبناء تحالفات سياسية تكسب الاجماع الاجتماعي، لبناء نظام ديمقراطي حقيقي و هذا يعتمد على وجود شرطين عامين فضلاً عن التفاصيل المعروفة:

الاول: انشاء و الحفاظ على عملية سياسية حقيقية و عادلة و شاملة و منصفة لتحقيق نتائج ايجابية (معالجة الفساد، و تحقيق التنمية السياسية، تدوير النخب الوطنية، تحقيق المساواة، تعزيز شرعية النظام السياسي، اداء خدمات فعالة، و استقرار اقتصادي و امان شخصي و وطني ) .

الثاني: التحلي بالمرونة الكافية لمواجهة التحديات و الالتزامات الخارجية اخذاً بعين الاعتبار توازن القوى بين القوى العظمى و توزيع القوى الاقليمية، و التنافس بين القوى الديمقراطية و قوى الاستبداد.أما الديمقراطية الاداتية فمألها الفوضى والدمار.

فالديمقراطية الاداتية ماّلها الفوضى و الدمار.



#عبدالله_نقرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الحقيقية: دولوية الدولة
- حول بلاد العم سام
- تساؤل : هل على الانسان العربي الاستقالة من الوطن؟!
- التوظيف السياسي للبيروقراطية في الاردن
- الاستبداد والفساد
- فيروس أوقف العالم على رجل واحدة
- الحقبة الاسرائيلية في التاريخ العربي الحديث
- لا مكان في هذا الشرق العربي لامتين
- التوحش والسياسة
- خطورة العبث السياسي في العالم العربي
- في ثقافة الاستبداد العربية
- زمانان في عالم واحد ام عالمان في زمن واحد؟!!


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله نقرش - الديمقراطية الأدائية أو الاستبداد الحديث