أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عامر راشد - أخلاق القوة الباغية














المزيد.....

أخلاق القوة الباغية


عامر راشد

الحوار المتمدن-العدد: 512 - 2003 / 6 / 8 - 21:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


كاتب فلسطيني  - دمشق

 ثلاثة أسباب ساقها الأمريكيون غطاء لحربهم العدوانية على شعب العراق، فتحت ذريعة نزع أسلحة الدمار الشامل التي تهدد دول المنطقة والعالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وتحرير شعب العراق من حكم صدام الدموي، وإعادة بناء عراق ديمقراطي تعددي، خاضت أمريكا حربها الدموية المتهورة ضد إرادة شعوب ودول العالم. وأبرز ما ميز هذه الحرب القذرة بكل المقاييس هو استخدام التكنولوجيا العسكرية المتطورة جداً ضد دولة من دول العالم الثالث منهوكة القوى بفعل الحروب العبثية الخاطئة والحصار الذي طال اثني عشر عاماً، وما يعنيه استخدام هذه الآلة العسكرية الحديثة من قدرة تدميرية هائلة، فلا بأس أن يقتل عشرات الآلاف تحت عنوان قيم الديمقراطية والحرية، فالقتل على الطريقة الأمريكية لا يخدش حقيقة كون هذه الدولة الأعظم دولة خيّرة تسعى إلى نشر أفكار الحرية والعدل والمساواة، وهم لا يجدون غضاضة في التأكيد على أنهم ملتزمون بكل هذه المبادئ التي ما انفكوا ينادون بها رغم تكشف كذب كل المبررات التي ساقوها سبباً للعدوان.
 أمام استحقاق ما بعد احتلال العراق، وجد الأمريكيون بأن من الأسهل لهم أن يعترفوا مع شركائهم البريطانيين بأنهم قوة احتلال بما يمكنهم من الالتفاف على الالتزام الذي قطعوه قبل غزوهم واحتلالهم للعراق بأنهم سيسلمون زمام الحكم فوراً للعراقيين كي يحكموا أنفسهم بأنفسهم.
 سادة البيت الأبيض ومستشاريهم ودوائر صنع القرار من حولهم، ينطلقون في رسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية انطلاقاً من المصالح الاقتصادية والمالية والعسكرية والسياسية للهيمنة الرأسمالية الأمريكية، التي تمثل الشركات الكبرى المهيمنة على قطاعي الصناعات النفطية والعسكرية، وبرأيهم بأن النصر في ساحة القتال يفرض معياراً قيمياً جديداً للأخلاق، تحدده القوة القادرة على انتزاع النصر، ومقياس الأخلاقية هنا حسب الساسة الأمريكيين هو مدى التلاقي أو التعارض مع السياسات الأمريكية، وهو ما عبر عنه في أكثر من مرة الرئيس بوش ـ إما معنا وإما ضدنا ـ.
 يقول إدوارد سعيد في مقال نشر في صحيفة الحياة ( تاريخ 17/4/2003) واصفاً الحرب على العراق: " إنها الحرب الأغبى والأكثر تهوراً في العصور الحديثة، وجوهرها العنجهية الإمبريالية والافتقار إلى الحكمة في التعامل مع العالم". أمريكا قوة احتلال للعراق كما اعترفت صراحة بوثيقة رسمية للأمم المتحدة، وإسرائيل أيضاً قوة احتلال تحتل كامل الأرض الفلسطينية والجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، وترفض تطبيق قرارات الأمم المتحدة أو حتى مجرد التعامل معها، لأن هذه القرارات تطالب بتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير والاستقلال الوطني، والانسحاب من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران واستكمال انسحابها من مزارع شبعا، ورغم كل هذا فإسرائيل ما زالت حسب المعايير الأخلاقية لساكن البيت الأبيض قوة خير وواحة ديمقراطية لا تثلم سياساتها العدوانية والاحتلالية التوسعية من هذه الحقيقة المطلقة. قادة إسرائيل تلاميذ نجباء لتعاليم الديمقراطية الأمريكية.
 أما الفلسطينيون فهم إرهابيون متطرفون يدفعون أبناءهم نحو الموت، ويربون أجيالهم على كره القيم الحضارية والإنسانية والديمقراطية، لذلك يجب أن يعاد تأهيلهم . والسوريون داعم أول للإرهاب، لأنهم يدعمون الشعب الفلسطيني، وهم متطرفون لأنهم يرفضون إجراء مفاوضات مع إسرائيل بدون احترام الشرعية الدولية، بالانسحاب الكامل من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران، لذلك يجب وضعهم تحت سيف المحاسبة والتهديد. وحزب الله حزب إرهابي لأنه أخذ على عاتقه دوراً أساسياً في تحرير الجنوب اللبناني.
 قوة الخير " إسرائيل " تكافأ بمليارات الدولارات وبدعم سياسي لا محدود، أما الشعب الفلسطيني فيحاصر ويقتل يومياً . أن تقتـل مستوطناً فأنت بلا شك " إرهابي"، أما أن تستخدم طائـرات الأباتشـي والـ F16  ضد المدنيين العزل، فهذا دفاع عن النفس. السلطة الفلسطينية قبلت خطة "خارطة الطريق" بدون تحفظ، وشارون وضع عليها أربعة عشر تعديلاً تنسف جوهرها، لكن الضغط الأمريكي يجب أن يتوجه إلى الطرف الفلسطيني ؟!! وهذا مُبَرّرٌ بعرف وأخلاق ساسة أمريكا، فشارون جزار صبرا وشاتيلا وصاحب المذابح اليومية في الضفة وغزة، رجل منتخب " ديمقراطياً " مـن مجتمـع المحبـة والسلام "إسرائيل" …
 حروب لا إنسانية، لا أخلاقية، حروب قذرة يموت فيها مئات ألوف البشر، وتنتهك جرائها أبسط مبادئ حقوق مئات الملايين على امتداد الكرة الأرضية، ورغم كل هذا يستطيع صنّاع القرار في البيت الأبيض الإدعاء بأنهم أخلاقيون وديمقراطيون وإنسانيون … ادعاءات خبرتها الشعوب على امتداد تاريخها الإنساني، أخلاق ساسة أمريكا هي بلا شك أخلاق القوة الباغية التي لا أخلاق لها.



#عامر_راشد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أبواب جولة الحوار الفلسطيني الجديدة في القاهرة أسئلة يتو ...
- خطة الطريق إلى أين ؟ هل سيدفع الفلسطينيون والعرب ثمن الإنجاز ...
- معركة -انتصر- فيها الطرف الأضعف حكومة أبو مازن إلى أين...؟
- حكومة محمود عباس بين هبوط طريق -خطة الطريق- ومشروع الإصلاحات


المزيد.....




- أول رد من إيران على تصريحات ترامب عن -إنقاذ خامنئي من موت مش ...
- تحقيق إسرائيلي يكشف عن أوامر بقتل فلسطينيين أثناء تلقيهم مسا ...
- 11 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزة
- ترامب: وقف إطلاق النار بغزة بات قريبا
- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عامر راشد - أخلاق القوة الباغية