أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى البعليش - طنجة /نص أدبي














المزيد.....

طنجة /نص أدبي


مصطفى البعليش

الحوار المتمدن-العدد: 7672 - 2023 / 7 / 14 - 09:58
المحور: الادب والفن
    


حملت المفاتيح وخرجت، اتجهت نحو السيارة، فتحتها حملت الأوراق وقصدت موقف الأوتوبيس، انطلق هذا الأخير قبل وصولي لمحطته بوقت قليل، استقليت نقلا مزدوجا وأنا أفكر في مغزى هذا الاسم. يقصد بالنقل المزدوج عند من خلق هذا النوع أن يجمع بين نقل الأشخاص ونقل البضائع. وقد زعم أحد الأصدقاء أن هذا التأويل مجانب للصواب، فالأصح أنه نقل مزدوج يقل البشر والحيوانات، وبغض النظر أن مقصده من لفظ الحيوانات، فالهدف هو فك العزلة عن القرويين ومساعدة الفلاحين الصغار للانتقال بين مداشرهم والمدن، من أجل بيع منتوجاتهم الفلاحية وقضاء مصالحهم الإدارية ثم الرجوع إلى بيوتهم. ولكن هذا الهدف ذاب واندثر ولم تحافظ هذه الحافلات الصغيرة إلا على اسمها، وصارت تزاحم الطاكسيات والحافلات والأتوبيسات في وظائفها. أطرد هذا الضجيج من دماغي وأعود للحافلة والسفر...
أجلس على آخر كرسي فارغ في الناقلة وانتظر أن ينطلق السائق دون جدوى.... لم تدر عجلات الناقلة حتى أصبح عدد الواقفين يوازي عدد الجالسين. وكانت وجوه الركاب كالحة متعرقة وكنا كمن حشرنا في حمام "دليهود". استرجعت مصاحبتي لتلميذتي لينة وكيف اكتشفت معها سياسة يهود اصيلة في اقتصاد الطاقة فهم قد جمعوا بين الحمام والفران. وجعلوا الأول في الطابق العلوي ليسخن من نار الفران. هكذا كنا نحن راكبوا الناقلة... او لعلنا كنا كأبطال رواية غسان كنفاني رجال في الشمس، ننتظر مصيرا مشابها لهم والعجيب في الأمر كما قال، فنان أصيلة، لم أذكر من شخصيات رواية غسان سوى أبو الخيزران...
أعود مجددا للنقل المزدوج والذي أحسبني الصنف الثاني أي البهائم التي يصحبها القروي لبيعها في الأسواق وقد كنت مسالما مستسلما لمصيري....
وصلت طنجة وقد اجتزت السراط المستقيم... وأنفي قد تنشق عطر الكد اليومي. وذهبت للمقهى في انتظار أن يفرغ صديقي عبد السلام من شغله ويلتحق بي. مقهى لاهاي لا تشبه المقاهي التي زارها عبود صمود وحكايتي لا تشبه حكايته.. متعته في انتقاله من أصيلة إلى طنجة تقابلها رحلة العذاب والتي وجدتها أقرب من مصير الرجال عند كنفاني...
""عبود صمود دايمن عندو الزهر. حتى منين هجم على العروسي قابلو هذا بالضحك"
ويجيبني العبود في مخي دائما: "اودي اذا كان على زهرو، راه مكوز".*
هو يزاحمني حتى في مخي وفي خيالاتي..
هكذا ردد مخي لمخه وهذا ما جعلني أحسد هذا العبود وأحسد حظه في كل شيء.
وجدتني مثل الحراكة. هم يغادرون بلدانهم بحثا عن العمل وأنا أغادر مدينتي بحثا عن عمل. هم يركبون الأهوال من أجل مبتغاهم وأنا أعوم في عرق الكادحين حتى أصل بر أماني..
كنت أحمل سيرتي الذاتية والتي قال عنها عبد السلام أنها ثقيلة. وأنا أمني النفس فيمن يقرأها، أن يتصل بي..
*ما جاء بين المعقوفتين قول عبود صمود دون تصرف.
أصيلة في : 14/07/2023







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء عابر مع طبيب أبو القاسم الشابي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى البعليش - طنجة /نص أدبي