اليسار أصبح حصان طروادة

عبد الحق سرار
مفكر جزائري مهتم بالواقع السياسي و الاجتماعي
(Abdelhak Serrar)

الحوار المتمدن-العدد: 7667 - 2023 / 7 / 9 - 18:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

إن الأحزاب اليسارية في العالم قد أخذت على عاتقها مهمة ترويج الأفكار المابعد حداثية ، وهذا ما تلاحظه بعد لحظات من محاورتك للمنتمين إليها أو مشاهدة حواراتهم على القنوات و وسائل الاتصال .
لقد أصبحت هذه الأحزاب حصان طروادة الذي تستخدمه النخبة العالمية لتمرير هذه الأفكار السفسطائية، و ذلك لكي يسهل التحكم في النخب المفكرة داخل الشعوب .

فالبروباجندا المابعد حداثية تقوم أساسا على التحكم في النخب المفكرة و التي بدورها و دون وعي منها ستقوم بالتحكم بحشود العوام، عن طريق تمرير الأفكار المابعد حداثية المثبطة للعقل الجمعي .

اللعبة كلها هنا هي " سيطر على النخب المفكرة و اجعلها مدمنة على السفسطة و العدمية و التدليس الممنهج عندها ستتحكم في دوكسا هذه النخب والتي بدورها ستتحكم في وعي وخطابات الحشود، لأن النخب تتحكم في دوكسا القطيع والتحكم في دوكسا القطيع يتيح لك التحكم في الشعوب "
لا يتم الترويج أبدا للعقلانية والتفكير المنطقي حتى لا تنكب عليه النخب المفكرة لان ذلك سيجعلها تعقلن القطيع وهذا غير مقبول من النخبة المسيطرة .

النخب المفكرة هذه التي أتحدث عنها غالبا ما تكون ملحدة أو لا دينية أو عدمية فمن السهل إقناعها بالأفكار الهدامة المعادية لكل منهج بنائي ويعتمدون في ذلك على النشوة التي يتحصل عليها الواحد منهم عند اغراقها بالشعارات الرنانة من قبيل
(يجب هدم كل شيء وتفكيكه و اثبات بطلانه ،يجب تحطيم الاصنام كل الاصنام لا يوجد شيء صحيح كل شيء خاطئ ...)

النخب الحقيقية مفكرة منطقية عقلانية وليست سفسطائية، فهذه النخب التي نتحدث عنها هي في الحقيقة نخب ببغائية ذات تفكير سطحي و ليست نخب فاهمة
ميزة هذه النخب أنها تتبنى الأفكار التي تثير اعجابها وليس الأفكار التي تقنع منطقها ولهذا تقبل على كتب التدليس والسفسطة كتب مابعد الحداثة .

#عبد_الحق_سرار (هاشتاغ)       Abdelhak_Serrar#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل