أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شامل زامل - أثر التغير المناخي على أبعاد الأمن الإنساني














المزيد.....

أثر التغير المناخي على أبعاد الأمن الإنساني


شامل زامل

الحوار المتمدن-العدد: 7661 - 2023 / 7 / 3 - 19:51
المحور: حقوق الانسان
    


باتت قضية التغير المناخي واحدةً من أكبر التحديات التي تواجه البشرية في القرن الحادي والعشرين، إذ يؤثر على جميع جوانب الحياة، بدءاً من الاقتصاد والبيئة وانتهاءً بالأمن الإنساني، ويشير الأمن الإنساني إلى حماية حقوق الإنسان وضمان رفاهيتهم وسلامتهم، ومع تغير المناخ يتعرض الأمن الإنساني لتحديات جديدة تهدد استقرار البشرية، في هذا المقال، سنناقش أثر التغير المناخي على أبعاد الأمن الإنساني.
يعد العراق واحدًا من الدول الأكثر هشاشة في منطقة الشرق الأوسط تجاه التغير المناخي، ومن المتوقع أن تكون التأثيرات المستقبلية للتغير المناخي كبيرة على المجتمع العراقي، اذ يواجه العراق تحديات فريدة وحقيقية نتيجة للزيادة الملحوظة في درجات الحرارة السنوية وتناقص هطول الأمطار السنوي المستمر وظواهر متطرفة ناجمة عن التغير المناخي، مثل الفيضانات والجفاف والعواصف القوية. يؤدي ذلك إلى تأثيرات كارثية على الأمن الغذائي والمياه والصحة العامة. فعندما يحدث فيضان مدمر، يتعرض الناس للتشرد وفقدان مصادر الدخل والمحاصيل الزراعية، مما يزيد من معدلات الجوع والفقر. ومن الجانب الآخر، الجفاف يؤدي إلى نقص المياه العذبة وتدهور جودة المياه المتبقية، مما يزيد من انتشار الأمراض المائية ويؤثر على الصحة العامة للناس، وبحسب تحليل خاص ببرنامج الغذاء الأممي، يبلغ عدد من يعانون من مستويات استهلاك غير كافية للغذاء في العراق نحو مليونين ومائة ألف شخص، بينما يبلغ عدد من يتأقلمون معيشياً ويركزون على الغذاء وحده ويستغنون عن باقي الأمور الحياتية بسبب فقرهم مليونين وسبعمائة وخمسين ألفاً، وهذا ما ينذر بخطورة التغير المناخي على الامن الغذائي الذي يعد من ابرز ابعاد الامن الإنساني واهمها.
زد على ذلك، يؤدي التغير المناخي إلى ارتفاع درجات الحرارة وانبعاث غازات الاحتباس الحراري، مما يزيد من تهديدات الأمن الصحي. ترتفع معدلات الإصابة بالأمراض المتعلقة بالحرارة مثل الإنتان الحراري والتعرض لأشعة الشمس الضارة. كما يزيد انتشار الأمراض المعدية مثل الملاريا والحمى الصفراء بسبب انتشار البعوض المحمول للأمراض بسبب تغير نطاق انتشارها.
بالإضافة إلى الأثر الصحي، يؤدي التغير المناخي أيضًا إلى زيادة التوترات الاجتماعية والسياسية، عندما تتدهور ظروف المعيشة بسبب التغير المناخي، يزيد الصراع على الموارد المحدودة مثل المياه والأراضي الزراعية. قد يؤدي ذلك إلى تصاعد التوترات العرقية والعرقية والقبلية، وزيادة احتمالات حدوث النزاعات المسلحة والهجرة غير النظامية، ومما يزيد الامر تعقيداً هو ان الأزمات في العراق مترابطة بصورة وثيقة، حيث تؤثر على الأمن الوطني والاقتصاد والزراعة والموارد المائية، و تتداخل هذه الأزمات مع الوضع السياسي المضطرب في البلاد، مما يؤدي إلى غياب التخطيط الشامل على كافة المستويات.
يُظهر التغير المناخي أيضًا تأثيرًا كبيرًا على الأمن الاقتصادي والتنمية. مثل تأثير الفيضانات والجفاف على البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية. وهذا يؤدي إلى تكاليف اقتصادية هائلة لإعادة بناء البنية التحتية وإعادة التأهيل. كما يؤثر التغير المناخي على القطاعات الرئيسية مثل الزراعة والصناعة والسياحة، مما يؤدي إلى فقدان فرص العمل وتدهور الاقتصاد المحلي، وهذا ما أكده رئيس الوزراء العراقي السوداني حول اعداد المتضررين من التغير المناخي والذي قدرهم بأكثر من 7 ملايين مواطن، عانت مناطقهم الجفاف، ونزحوا بمئات الألوف لفقدانهم سبل عيشهم المعتمدة على الزراعةِ والصيد، وأكثر ما يُؤسف له الجفافُ الشديد الذي أصاب اهوار العراق.
بالنظر إلى هذه التحديات، فإن مواجهة التغير المناخي يتطلب استراتيجيات شاملة وتعاون دولي. يجب على الدول تبني سياسات وإجراءات للتكيف مع التغير المناخي وتخفيض انبعاثات الكربون، يجب أن يتضمن الاستجابة للتغير المناخي حماية الفقراء والمجتمعات الضعيفة، وتوفير الحماية والدعم للمتضررين من تأثيراته السلبية.
وعند مراجعة الاستراتيجيات التي قام بها العراق من اجل مواجهة التغيرات المناخية، نجد ان الحكومة العراقية اطلقت مبادرة لزراعة 5 ملايين شجرة ونخلة، كما أعلنت الحكومة عن "رؤية العراق 2030" لمواجهة تغير المناخ، ولكن يتوجب على الحكومة العراقية الحالية والقادمة أن تضع التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه في أعلى أولوياتها، اذ ينبغي تخصيص الدعم لتصميم مشاريع مستدامة تهدف إلى خلق فرص للكسب المعيشي والتنمية على المدى المتوسط والطويل. تلك المشاريع يجب أن تركز على تعزيز الاستثمارات في البنية التحتية لتحقيق كفاءة أعلى في استخدام المياه والصرف الصحي ونظام الري، بالإضافة إلى إدارة استهلاك المياه، كما وينبغي تعزيز استخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والمشاريع البيئية الأخرى التي تقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة. يجب أن يتم توجيه الدعم أيضًا لتدريب وتطوير المهارات المتعلقة بالتغير المناخي، وتعزيز القدرات للتصدي لتحدياته، ويجب أن يتم التركيز على زيادة الوعي العام بأهمية استدامة استهلاك المياه وإدارتها بطرق مستدامة، يتطلب تنفيذ هذه الإجراءات تعاونًا وتنسيقًا فعالًا بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمنظمات الدولية. ينبغي أن تكون هناك استراتيجيات متكاملة لتحقيق التنمية المستدامة في ظل تغير المناخ، ويجب أن تشمل تلك الاستراتيجيات التشريعات والسياسات والإجراءات العملية التي تعمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتكييف البنية التحتية بما يتوافق مع متطلبات الحفاظ على البيئة.
باختصار، يؤثر التغير المناخي بشكل كبير على أبعاد الأمن الإنساني، بدءاً من الصحة والغذاء والمياه وصولًا إلى الأمن الاجتماعي والاقتصادي. لذلك، يتطلب مواجهة هذا التحدي جهودًا دولية وتعاونًا شاملاً للحد من الانبعاثات الضارة وتعزيز التكيف والتحسين في استدامة المجتمعات المتأثرة.



#شامل_زامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين ارادة مسلوبة … طموح مستباح
- مهارات الاقناع


المزيد.....




- الأمم المتحدة: معدل الفقر في فلسطين بلغ 58.4%
- -لن نقبل أن نصبح وطنا بديلا-.. ميقاتي: لبنان تحمل العبء الأك ...
- دعما -لاستقرار لبنان- و-تحديات استضافة اللاجئين-.. مساعدات أ ...
- الاتحاد الأوروبي سيقدم دعما -لاستقرار- لبنان ومكافحة عمليات ...
- آخر تطورات احتجاجات الجامعات بأمريكا مع تصاعد الاعتقالات
- توقع بإدراج إسرائيل الشهر المقبل على القائمة السوداء للأمم ا ...
- بعثة أوروبية تتوجه إلى لبنان بدعم بقيمة مليار يورو لوقف تدفق ...
- إعدام سعوديين أدينا بخيانة الوطن وتأييد الفكر الإرهابي
- اليونيسف: رفح تمتلئ بالمقابر والأطفال يُقتلون بشكل ممنهج لكن ...
- اتهام روسيا أمام لجنة حقوق الإنسان بقصف مستشفى بشمال سوريا ع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شامل زامل - أثر التغير المناخي على أبعاد الأمن الإنساني